منتديات الحور العين

منتديات الحور العين (http://www.hor3en.com/vb/index.php)
-   القرآن الكريم (http://www.hor3en.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   تفسير سورة ( العصر ) : الشيخ زيد البحري (http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=122656)

نور الماجد 01-09-2014 03:33 PM

تفسير سورة ( العصر ) : الشيخ زيد البحري
 
[SIZE=6][COLOR=#646464][FONT=Tahoma][B][FONT=Arabic Transparent][COLOR=#800000][/COLOR][/FONT][/B]

[B][FONT=Arabic Transparent][COLOR=#800000]( تفسير سورة العصر ) [/COLOR][/FONT][/B]

[B][COLOR=#800000][FONT=Arabic Transparent]فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري[/FONT][FONT=Arabic Transparent][/FONT][/COLOR][/B]

[CENTER][CENTER][URL="http://www.albahre.com"][B][COLOR=window****][FONT=Times New Roman]www.albahre.com[/FONT][/COLOR][/B][/URL][B][U][FONT=Arabic Transparent][/FONT][/U][/B][/CENTER][/CENTER]
[B][U][FONT=Arabic Transparent][/FONT][/U][/B]
[CENTER][CENTER][B][U][FONT=Arabic Transparent]بسم الله الرحمن الرحيم[/FONT][/U][/B][/CENTER][/CENTER]
[CENTER][CENTER][B][U][FONT=Arabic Transparent][/FONT][/U][/B] [/CENTER][/CENTER]
[FONT=Arabic Transparent]الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين : [/FONT]
[B][U][FONT=Arabic Transparent]أما بعد : [/FONT][/U][/B]
[FONT=Arabic Transparent]فقد قال الله عز وجل [B]{ وَالْعَصْرِ{1} إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ{2} إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ{3}[/B][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]هذه السورة يقول عنها الإمام الشافعي رحمه الله " لو لم ينزل الله عز وجل على الناس إلا هذه السورة لكفتهم " [/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]ولعلها السورة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في قوله ( لو لم ينزل الله على الناس إلا سورة لكفتهم ) أُبهمت في الحديث ، فلعل الشافعي رحمه الله يفسر هذا الحديث بأن هذه السورة هي سورة العصر [/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]وهي سورة قصيرة في آياتها ولكنها عظيمة في معانيها .[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]قال تعالى [B]{ وَالْعَصْرِ{1}[/B] [/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]هنا قَسَم من الله عز وجل بالعصر ، ما هو هذا العصر ؟ [/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]العصر هو الزمن ، الدهر ، ويدخل فيه ضمنا كما قال بعض العلماء ما بعد الزوال إلى الغروب ، ويدخل ضمنا أيضا كما قال بعض العلماء صلاة العصر لأنها الصلاة الوسطى .[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]فأقسم عز وجل بالزمن ، وقسمه عز وجل بالزمن جاء في مواضع متعددة {وَالضُّحَى }الضحى1 ، أقسم بالضحى ، {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى }الليل1 أقسم بالليل ، {وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى }الليل2 أقسم بالنهار .[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]لم أقسم عز وجل بالزمن ؟ لكي يبين عز وجل للناس أن الزمن عظيم ، وأن هذه الدنيا لا تمدح إلا إذا جُعلت مطية للآخرة فاستفيد من ليلها ونهارها ، فلا يضيع الإنسان على نفسه الأوقات التي تمر به دون أن يتقرب فيها إلى الله عز وجل ، ولذا لو نظرنا إلى ما بعدها من الآيات لوجدنا أن هذا يؤكد ما قررناه .[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]والقسم في اللغة تأكيد ، ما الذي بعدها ؟[/FONT]
[B][FONT=Arabic Transparent]{ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ{2} [/FONT][/B]
[FONT=Arabic Transparent]{ إن } هنا مُؤكِدة ، تأكيد ثاني ، أي أن كل إنسان ، لأن [ أل ] التي في الإنسان هنا تدل على العموم المطلق ، لأن علامة العموم المطلق في [ أل ] أن تحْذَف ويصح أن يحل محلها [ كل ] يعني [ كل إنسان لفي خسر ] هكذا حكم الله عز وجل على بني الإنسان أنه في خسارة .[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]ثم عبَّر هنا بكلمة { في } لأن الإنسان كلما انحط في الضلالة كلما كان في سُفل وذل وانهيار وانحطاط ، بينما لو كان تقيا مؤمنا ما يأتي بكلمة [ في ] وإنما يأتي بكلمة [ على ] التي تدل على العلو والرفعة ، قال تعالى {أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }البقرة5 علوا بهدى الله عز وجل ، ولذلك جمع الله عز وجل بين الفريقين وفرَّق في الكلمتين ، قال تعالى { وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى } في الطرف الثاني { أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }سبأ24 .[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]إذاً من أراد العلو فعليه بطاعة الله ، ومن أراد السُفل والذل فطريقه في معصية الله عز وجل .[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]ثم استثنى جل وعلا ، قال { إِلَّا } [/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]يقول العلماء " إن الاستثناء معيار العموم ، يعني عمَّم أن الإنسان بجميع أنواعه لفي خسارة ، إلا من ؟ [/FONT]
[FONT=Arabic Transparent] { إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا } هذا هو الوصف الأول [/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]{ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } هذا هو الوصف الثاني .[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]{ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ } هذا هو الوصف الثالث .[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]{ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر } هذا هو الوصف الرابع .[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]قال تعالى { إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا } يعني صدقوا ، ولا ينفع الصدق فقط ، لابد من عمل ، وكون الإنسان يؤمن بشيء يدل على أنه تلقى هذا الشيء ،فهذا يدل على فضل العلم ، لأنك لا تصدق بشيء إلا إذا أُخبرت به ، فهذا يدل على العلم ، فكلمة { آمنوا } تدل على العلم ، إذاً الإيمان يُتعلم ؟ نعم ، ولذلك قال بعض الصحابة رضي الله عنه ( تعلمنا القرآن والإيمان ) وقال تعالى { مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ }الشورى52 ، فدل على أن الإيمان يُتعلم ، فالإنسان لا يمكن أن يزداد إيمانه إلا بالعلم الشرعي ، ومعلوم أن الإنسان كلما ازداد علما ووفقه الله عز وجل ولم يضله فإنه يكون في نور وهدى وخير وإقبال على الله عز وجل . [/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]الصفة الثانية [B]{وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ }[/B] [/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]العمل الصالح داخل ضمن الإيمان ، لكن الله عز وجل أفرد العمل الصالح بالذكر من باب الاهتمام به ، ما هو العمل الصالح ؟[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]هو الذي أخلص العبد فيه لله عز وجل ، وكان هذا العمل على مقتضى سنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم – سبحان الله – إذا عمل الإنسان العمل الصالح يكافئه الله عز وجل بصلاح حاله في دنياه قبل أخراه ، ما رأينا إنسانا يعمل صالحا إلا أصلح الله عز وجل له حاله وشأنه في حياته ، ففي أخراه من باب أولى ، وهذا يدل على فضل العمل الصالح ، وأن الإنسان يقتطف ثماره في دنياه قبل أخراه .[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]الصفة الثالثة [B]{ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ } [/B][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]آمنت وتعلمت وعملت العمل الصالح ، سُررت به ، هذا نعيم ولذة ،ما الواجب عليك ؟ عليك أن تنقل هذا النعيم الذي شعرت به إلى أخوانك الآخرين ، لا تكن أنانيا ، ولذا قال تعالى { وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ } والحق : هو العمل الصالح ، هو الإيمان ، فهو حق لأنه آتٍ من الله عز وجل وهو الحق ، يعني الراسخ القوي الذي من سلكه فلن تزل قدمه بإذن الله عز وجل لا في هذه الدنيا ولا على الصراط الذي يوضع على متن جهنم .[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]{ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ } يعني يوصي بعضهم بعضا ، وفي هذا دليل على النصيحة ، فإذا رأيت من أخيك المسلم ما يخالف شرع الله عز وجل فإن عليك أن تناصحه ، وعليه أن يقبل منك .[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]ويدل هذا على أن الصالحين يجب أن يتواصوا بالخير لأن أهل الفسق والفجور يتواصون على الشر ، ولذلك الفاسق يحب أن يعمل غيره مثلما يعمل حتى يشاركه ، ولذا أهل الباطل لما قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ( قولوا كلمة تسودون بها العرب والعجم ، قالوا نقول ألف كلمة ، قال قولوا " لا إله إلا الله " ) لكنهم علموا بمقتضاها ، فماذا قالوا {وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ }ص6 يريده محمد منا ، والآخرون ماذا قالوا ؟ { لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ }نوح23 ، يتواصون بالباطل ، ألا يجدر بأهل الحق أن يتواصوا على الحق وعلى العمل به ؟[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]الصفة الرابعة[B] { وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } [/B][/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]نقل هذا النعيم وهو العمل الصالح إلى غيرك ، ربما تؤذى ، ربما تشتم ، ربما تُضرب ، ربما يؤخذ مالك ، لكن لابد من الصبر ، فالطريق ليس ممهدا ، فعليك أن تصبر لأنه في سبيل الله عز وجل ، وهذا يدل على أن الصراع قائم بين أهل الحق والباطل إلى قيام الساعة ، فلا يستغرب أحد أن يفعل أهل الباطل ما يفعلون في زمننا هذا أو ما سيكون في الزمن الآتي ، لكن ماذا علينا نحن ؟ [/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]أن نتواصى فيما بيننا على الحق وأن ننقل هذا الحق وأن نصبر على الأذى فيه ، ولذلك يقول ابن القيم رحمه الله " إن من تمسك بهذه الصفات الأربع المذكورة في هذه السورة صار عالما ربانيا " من هو العالم الرباني ؟ هو من علم العلم الشرعي وعمل به ودعا إليه وصبر على تحمل الأذى في الدعوة إليه " وهي المسائل الأربع التي ذكرها الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهَّاب رحمة الله عليه ، قال ( اعلم رحمك الله أنه يجب عليك تعلم أربع مسائل ، ذكر العلم والعمل والدعوة والصبر ) [/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]فأنت يا ابن آدم محكوم عليك بالخسارة إلا إن أنقذك الله عز وجل ، وسبيل الإنقاذ العلم الشرعي ثم العمل الصالح ثم الدعوة إلى هذا العمل الصالح ثم الصبر على تحمل الأذى .[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]هذا هو الوجه الذي ذكره معظم العلماء في تفسير هذه السورة ، ولهم تفسير آخر ، لكن هذا التفسير أشهر وأوضح وهو الذي يليق بهذه السورة العظيمة .[/FONT]
[FONT=Arabic Transparent]نسأل الله عز وجل أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح ، والله تعالى أعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد .[/FONT]
[/FONT][/COLOR][/SIZE]


الساعة الآن 08:24 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.