الــرد عـلـى من يـفــرقــون بين فــلــســفــة الـديــمــقــراطــيــة وآلــيـاتـهـا !
[center][center][b][size=4][font=times new roman][size=6][color=blue]الــرد عـلـى من يـفــرقــون بين فــلــســفــة الـديــمــقــراطــيــة وآلــيـاتـهـا !!
[/color][/size][/font] [font=times new roman][size=5]بسم الله والحمد لله وحده ؛ والصلاة على من لا نبي بعده ؛ وسلم تسليما كثيرا[/size][/font][/size][/b][/center] [/center] [b][size=4][center][center][font=times new roman][size=5]ثم أما بعد ؛ فمن الشبهات التي أثارها بعض المشايخ حول موضع المشاركة في البرلمانات وخلافه هي شبهة التفريق بين قبول فلسفة الديمقراطية وآلياتها [/size][/font][/center] [center][font=times new roman][size=5]حيث يقولون أن الديمقراطية تنقسم إلى أمرين ؛ ـــ المبادئ والفلسفة (التي بنيت عليها وظهرت من أجلها)ـ ـــ الآليات والوسائل (التي يتم عن طريقها تحقيق الديمقراطية في أرض الواقع)ـ ــ 1 ــ أما (المبادئ والفلسفة) ؛ مثل مبدأ (سيادة الشعب) ، ومبدأ (حكم الأغلبية المطلق)ـ فقد اتفقوا على حكمها ألا وهو أنها مبادئ مخالفة للإسلام في أغلبها مخالفات صريحة وفي أصول الدين ـ(ومن أراد الزيادة فليراجع مصنفات علماء الإسلام في ذلك)ـ ــ 2 ــ أما (الآليات والوسائل) ؛ مثل ؛ الانتخابات والاستفتاءات والدساتير فهي بين احتمالين ؛ الأول ؛ إن كانت هذه الوسائل مخالفة للشريعة في ذاتها أصلا [color=red][u]فلا تقبل بحال، لا في نظام إسلامي ولا في غيره[/u][/color] الثاني ؛ إن كانت ليست مخالفة للإسلام في ذاتها ففي هذه الحالة يتوقف حكمها على طريقة استخدامها وللنظام التي ستستخدم في إقراره وعلى الضوابط التي ستحكمها وذلك لأنه هذه الوسائل عبارة عن ابتكارات بشرية شأنها مثل سائر الاختراعات الحديثة فإن تم استخدامها لتطبيق أي نظام غير إسلامي مثل استخدامها لتطبيق فلسفة (الديمقراطية)، فهي محرمة بل وربما تأخذ نفس حكم النظام التي وضعت لأجل تطبيقه ودرجة التحريم تتناسب مع طبيعة التعامل مع الوسيلة نفسها، وطبقا لما يحيط بها من ضوابط مخالفة للشريعة أما إن استخدمت تلك الوسائل لتطبيق (نظام الشورى الإسلامي) والتزمت بضوابطه التي نصت عليها الشريعة، فما الذي يمنع من ذلك ؟؟ وذلك بشرط عرضها على الشريعة لنأخذ منها ما يوافق الشريعة ونترك منها ما يخالفها وهي هنا مثل الدواوين التي اقتبسها سيدنا عمر (رضي الله عنه) من الفرس ومثل ؛ قوانين المرور التي أخذناها من الغرب ومثل ؛ الاختراعات الحديثة كالسيارات والطائرات والتلفاز فكل هذه الأشياء نستفيد منها ، إذا استخدمت لتحقيق مصالح الناس بما يتوافق مع الشريعة ونتركها إذا تسببت في إحداث مفاسد للناس ، أو كان فيها ما يخالف الشريعة [size=6][color=blue][u]وهنا وقفة مهمة ؛[/u][/color][/size] وهي أنه لا ينبغي لنا أن نقبل بآليات الديمقراطية ولا أن نشارك فيها في ظل نظام ديمقراطي أو في ظل وجود دستور ينص على الديمقراطية ومبادئها كما هو الحاصل حاليا وإنما قد نقبل بتلك الوسائل في إطار تطبيق نظام الشورى الإسلامي لا الديمقراطي أي أن ذلك يكون بعد قيام الدولة الإسلامية القائمة على الشورى لا قبل ذلك فحينئذ يمكن أن نستفيد من آليات الديمقراطية لتحقيق الشورى وليس في واقعنا الحالي مطلقا !! لأن الآليات المستخدمة في واقعنا الحالي هي مبنية على مبادئ الديمقراطية الفاسدة وبالتالي فلها نفس الحكم إذ للوسائل أحكام المقاصد بل إن هذه الآليات ما وضعت إلا لجعل مبادئ الديمقراطية واقعا في دنيا الناس وهذا هو ما تنص عليه صراحة لذلك نعجب أشد العجب ممن يفرقون بين مبادئ الديمقراطية ووسائلها في النظام الديمقراطي !! وهل النظام الديمقراطي إلا عبارة وسائل ؟! فالدستور والانتخابات والاستفتاءات ما هي إلا وسائل لتحقيق الديمقراطية وبالتالي فهي عين الديمقراطية وحامية مبادئها لذا فالتفريق بين فلسفة الديمقراطية ووسائلها (في ظل النظام الديمقراطي) أمر غريب حقا !! إذ هما شيء واحد ولا حدود تفصل بينهما وإلا فما هي هذه الفلسفة على أرض الواقع ؟؟؟ ما شكلها وما لونها ؟؟؟ إنها ليست إلا هذه الوسائل والذي يفرق بينهما كالذي يفرق بين الروح والجسد !! أو كالذي يفرق بين الوسائل والمقاصد !! وإنما الفرق الوحيد هو أن فلسفة الديمقراطية لا تقبل مطلقا لا في نظام ديمقراطي ولا في نظام إسلامي أما الوسائل فيمكن الاستفادة منها في النظام الإسلامي بضوابط معينة يحددها أهل العلم [u][size=6][color=blue]هل يمكن تطبيق الشريعة على أسس [/color][/size][/u][/size][/font][font=times new roman][size=5][size=6][u][color=blue]مبدأ العقد الاجتماعي[/color][/u][/size][/size][/font][font=times new roman][size=5][size=6][u][color=blue] ؟!![/color][/u][/size][/size][/font][font=times new roman][size=5] مبدأ العقد الاجتماعي الذي هو من صلب فلسفة الديمقراطية هو مبدأ طاغوتي غير إسلامي وهذه الآليات ما قامت إلا لحماية هذا المبدأ وتفعيله وجعله واقعا وبالتالي أخذت حكمه ولذلك لابد من تحرير الآليات من قيد مبدأ العقد الاجتماعي فإن تحررت منه ، فسيذهب ما بها من خبث أما مسألة أنه يمكن أن تكون الشريعة أصلا للتشريع بناء على قاعدة العقد الاجتماعي فهذا هو عين التلبيس والخلط بين الأمور !! بل هو يعد من أكبر الخدع الشيطانية التي خُدع بها عوام المسلمين بل وكثير من علمائهم للأسف الشديد لماذا ؟ لأن تحكيم الشريعة بناء على مبدأ العقد الاجتماعي يختلف تماما عن تحكيم الشريعة بناء على مبدأ التسليم لله فالأول شرك وكفر ، والثاني إيمان وتوحيد وذلك لأن تحكيم الشريعة عن طريق نظرية العقد الاجتماعي يتضمن أمورا تخالف أصل التوحيد مثل؛ أن تكون هذه التشريعات أو القوانين باسم الشعب وتحت سيطرة نوابه وأن يكون للبرلمانات الشعبية السيادة على هذه التشريعات بمعنى أنه يستطيع تعديلها أو إلغاءها في أي وقت شاء ، طالما توفرت الأغلبية المناسبة بحسب دستور كل دولة وتصور هذا النوع من الأنظمة هو تصور (ديمقراطي) محض بل وعلى على الطريقة الأوروبية وليس تصورا إسلاميا حقيقيا لأن السلطة التشريعية في مثل تلك دولة تكون فيها (للشعب) بالكامل وحتى لو وجدت مواد في الدستور تتكلم عن الإسلام أو حتى عن تحكيم الشريعة فإنها تكون بإذن الشعب وتحت حكم الشعب وباختيار الشعب ويكون للشعب الحق في إزالتها متى شاء أي يكون الشعب مهيمنا عليها وبالمناسبة، يوجد بعض من هذا في أعتى الديمقراطيات الغربية التي فيها مواد في دساتيرها تتكلم عن الديانة النصرانية بل وتمنع تولي منصب الرئيس لغير النصارى لأن هذا لا يتنافى مع الديمقراطية وليس قيدا عليها أصلا ، طالما أن هذه المواد صدرت باسم الشعب وتحت حكمه وتصرفه وطالما أن له الحق في تعديلها متى شاء !! كما أن الدولة في هذا النوع هي دولة أحزاب تتعاقب عليها الأحزاب الغير إسلامية مع الإسلامية والفيصل هو للشعب مثال ؛ الدستور المصري لسنة 71 وتعديلاته حيث توجد فيه المادة الثانية والتي فيها : ([color=red]مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع[/color])ـ ولكن نفس الدستور يعطي لنواب مجلس الشعب الحق في تعديل هذه المادة أو إلغاءها إذا توفرت أغلبية مناسبة في مجلس الشعب وبعد موافقة الشعب في الاستفتاء على ذلك !! أي أن الدستور ينص على أن سيادة الشعب فوق سيادة المادة الثانية !! ويعنى ذلك أن سيادة الشعب فوق سيادة شرع الله ولا حول ولا قوة إلا بالله وهذا النوع من الممارسة الديمقراطية المبنية على نظرية العقد الاجتماعي مخالف لأصول الإسلام وقواعده الواضحة المبينة في القرآن والسنة إذ كيف يكون للشعب حق في التشريع بما لم يأذن الله به !!!؟؟؟ وقد قال تعالى : **[color=green]أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ[/color]}ـ ـ[ الشورى :21]ـ وكيف يكون للشعب حق التصويت بل والاعتراض على أحكام الله !!!؟؟؟؟ والله تعالى يقول :**[color=green]وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا[/color]} ـ[الأحزاب 36]ـ إلا أن وجود هذه التشريعات التي توحي في ظاهرها وكأنها تعظم الدين ، سبب لبسا عند كثير من المسلمين ونظرا لضعف ثقافة كثير من المسلمين بحقيقة هذه النظم الديمقراطية فقد انخدعوا بهذه التشريعات وبذلك يتضح أن هذا الأنموذج من الديمقراطية المبني على نظرية العقد الاجتماعي لا يتفق مع الإسلام في شيء ********** ********** والله أعلى وأعلم[/size][/font] [font=times new roman][size=5][/size][/font] [font=times new roman][size=5][color=red]منقول عن د/ ثائر مسلم[/color][/size][/font][/center] [/center] [/size][/b] |
شكرا يا أبا مصعب على الإيضاح,,
ولكن أطمئنك أن لا تجهد نفسك كثيرا فألأمر شأنه شأن المذياع وشأن الصومعة وشأن مضخمات الصوت في المساجد وغيرها فكلها حرمت في بداية ظهورها في البلدان الإسلامية من أطراف شأنها دائما هكذا.. كذلك الديمقراطية فهي لا تزال حديثة الولادة في مصر فبالطبع ستلاقي حظها في البداية ولكن إن شاء الله الأمر سيزول إن شاء الله.. |
[right][indent]" أبو مصعب " ينادي في واد ، و"التونسي" يجيب في وادٍ في قارة أخرى !
أخي الحبيب " أبا مصعب " وفقك الله وجزاكَ خيرًا على النقل الطيب .. ما يحدث في مصر ليس "ديمقراطية" ، لا قبل الثورة ولا بعدهـا ، وما يحصل الآن لا يعدو كنه "انتخابًا" وإن سماه سلفي أو ملحدٌ "ديمقراطية" ، فكلاهمـا لا يفهمهـا إذن . [quote]مبدأ العقد الاجتماعي الذي هو من صلب فلسفة الديمقراطية هو مبدأ طاغوتي غير إسلامي[/quote] لنكن أكثر تحديدًا فنقول : مبدأ العقد الاجتماعي "الديمقراطي" . لأن وجود عقد اجتماعي بين الحاكم والمحكومين يُرضى عنه شرعًا لا شيء فيه .. بل إن البعض يرى أن أوروبا أخذت هذا المبدأ من الدول الإسلامية بعد احتكاكهـا بها وطورته ليوافق الفكر "الديمقراطي" . [/indent][/right] |
[quote=عبد الملك بن عطية;485638][right][indent]" أبو مصعب " ينادي في واد ، و"التونسي" يجيب في وادٍ في قارة أخرى !
[/indent][/right] [/quote] ليس صحيحا يا أخي عبد الملك ,,أنا أفهم جيدا ماقاله أخي أبا مصعب وأعي جيدا ما قلت,أخي أبا مصعب نقل عن الشبهة فيمن يفرقون بين آليات الديمقراطية وفلسفتها ,, وأنا أجبته بأن لا يجهد نفسه كثيرا لأن الشبهة أصلا فيمن يشككون في إختيار الشعب لمن يمثله أو ما يسمى بالديمقراطية وسمها ما شئت... هذا كله يصب في واد واحد .. أما عن الذين يشككون في الديمقراطية أو إختيار الشعب فآنظر أخي سلمك الله كم عانت الأمة من مثل هؤلاء في السبعينات عند ظهور مضخمات الصوت والصوامع وو .. أنا أرى أن كل هذا سيزول لأنه لا صوت إلا صوت الشعب وهو صوت الحق..أما إن أنت جرمت الشعب فهذا أمر آخر..وليس لي حديث فيه.. والسلام.. |
الساعة الآن 04:05 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.