منتديات الحور العين

منتديات الحور العين (http://www.hor3en.com/vb/index.php)
-   الملتقى الشرعي العام (http://www.hor3en.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   قضاء حوائج المسلمين( للشيخ ابن عثيمين ) (http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=82227)

أم حفصة السلفية 11-06-2010 08:24 AM

قضاء حوائج المسلمين( للشيخ ابن عثيمين )
 
[color=red][b][font=traditional arabic][size=6]قضاء حوائج المسلمين( للشيخ ابن عثيمين )[/size][/font][/b][/color] [b][font=traditional arabic][size=6][color=navy] ـ باب قضاء حوائج المسلمين
قال الله تعالى :
( وَافْعَلـُوا الْخـَيرَ لَعَلـَّكـُمْ تُفـْلـِحـُونَ) [الحج: 77] .

1/244 ـ وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه.
من كان في حاجة أخيه ؛ كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربة ؛ فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ، ومن ستر مسلماً ؛ ستره الله يوم القيامة )) متفق عليه (7) .

2/245 وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ؛ نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسرٍ ؛
يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مسلماً ، ستره الله في الدنيا والآخرة.والله في عون العبد ما كان العبد في أخيه ، ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً ؛
سهل الله له طريقاً إلى الجنة. وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى ، يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة ،
وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ، ومن بطأ به عمله؛ لم يسرع به نسبه)) رواه مسلم(8).

[color=red]الشرح[/color]
قال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ :باب قضاء حوائج المسلمين .
[color=red]الحوائج :[/color] ما يحتاجه الإنسان ليكمل به أموره ، وأما الضروريات ؛ فهي ما يضطر إليه الإنسان ليدفع به ضرره ، ودفع الضرورات واجب ؛
فإنه يجب على الإنسان إذا رأى أخاه في ضرورة أن يدفع ضرورته؛ فإذا رآه في ضرورة إلى الطعام أو إلى الشراب أو إلى التدفئة ،أو إلى التبردة ؛
وجب عليه أن يقضي حاجته ، ووجب عليه أن يزيل ضرورته ويرفعها .

حتى إن [color=red]أهل العلم يقولون[/color] : لو اضطر الإنسان إلى طعام في يد شخص أو إلى شرابه ، والشخص الذي بيده الطعام أو الشراب
لم يضطر إليه ومنعه بعد طلبه ، ومات ، فإنه يضمنه ؛ لأنه فرط في إنقاذ أخيه من هلكة .
أما إذا كان الأمر حاجيّاً وليس ضرورياً ، فإن الأفضل أن تعين أخاك على حاجته ، وأن تيسرها له ما لم تكن الحاجة في مضرته ،
فإن كانت الحاجة في مضرته فلا تعنه ؛ لأن الله يقول ؛
( وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) [المائدة: 2] .
فلو فرض أن شخصاً احتاج إلى شرب دخان ، وطلب منك أن تعينه بدفع القيمة له أو شرائه له أو ما أشبه ذلك ؛ فإنه لا يحل لك أن تعينه ولو كان محتاجاً ،
حتى لو رأيته ضائقاً يريد أن يشرب الدخان فلا تعنه ؛
[color=red] لقول الله تعالى : [/color]
( وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ )
حتى لو كان أباك ؛ فإنك لا تعنه على هذا ، حتى لو غضب عليك إذا لم تأت به فليغضب ؛ لأنه غضب في غير موضع الغضب ؛
بل إنك إذا امتنعت من أن تأتي لأبيك بما يضره ؛ فإنك تكون بارّاً به ، ولا تكون عاقاً له ؛ لأن هذا هو الإحسان ؛ فأعظم الإحسان أن تمنع أباك مما يضره ،

قال النبي عليه الصلاة والسلام :
(( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً )) قالوا : يا رسول الله : كيف ننصره الظالم ؟
قال : (( تمنعه من الظلم ، فذلك نصرك إياه )) (9) .
وعلى هذا فقول المؤلف في باب قضاء حوائج المسلمين يريد بذلك الحوائج المباحة ، فإنه ينبغي لك أن تعين أخاك عليها ،
فإن الله في عونك ما كنت في عون أخيك .
ثم ذكر المؤلف أحاديث مر الكلام عليها فلا حاجة إلى إعادتها ، إلا أن فيها بعض الجمل تحتاج إلى كلام ؛ منها قوله :
(( من يسر على معسر ؛ يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ))
فإذا رأيت معسراً ، ويسرت عليه الأمر يسر الله عليك في الدنيا والآخرة ، مثل أن ترى شخصاً ليس بيده ما يشتري لأهله من طعام وشراب ،
لكن ليس عنده ضرورة ، فأنت إذا يسرت عليه ؛ يسر الله عليك في الدنيا والآخرة .

ومن ذلك أيضاً إذا كنت تطلب شخصاً معسراً ؛
فإنه يجب عليك أن تيسر عليه وجوباً ؛
[color=red] لقوله تعالى : [/color]
( وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ ) [البقرة: 280] ،

وقد [color=red]قال العلماء ـ رحمهم الله [/color]ـ : من كان له غريم معسر ؛ فإنه يحرم عليه أن يطلب منه الدين ، أو أن يطالبه به ،
أو أن يرفع أمره إلى الحاكم ؛ بل يجب عليه إنظاره .
ويجد بعض الناس والعياذ بالله ممن لا يخافون الله ، ولا يرحمون عباد الله ، من يطالبون المعسرين ، ويضيقون عليهم ، ويرفعونهم إلى
الجهة المسؤولة فيحبسون ويؤذون ويمنعون من أهلهم ومن ديارهم ، كل هذا بسبب الظلم ، وإن كان الواجب على القاضي إذا ثبت عنده إعسار الشخص ،
فواجب عليه أن يرفع الظلم عنه ، وأن يقول لغرمائه : ليس لكم شيء .

ثم إن بعض الناس والعياذ بالله إذا كان لهم غريم معسر يحتال عليه بأن يداينه مرة أخرى بِرباً ، فيقول مثلاً : اشتر مني السلعة الفلانية بزيادة
على ثمنها وأوفني ، أو يتفق مع شخص ثالث يقول :
اذهب تديّن من فلان وأوفني ، وهكذا حتى يصبح هذا المسكين بين يدي هذين الظالمين كالكرة بين يدي الصبي يلعب بها والعياذ بالله .

والحاصل إذا رأيتم شخصاً يطلب معسراً أن تبينوا له أنه آثم ،
وأن ذلك حرام عليه ؛ وأنه يجب عليه إنظاره ؛
[color=red] لقول الله تعالى
[/color] ( وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ ) [البقرة:280] ،
وأنه إذا ضيق على أخيه المسلم ، فإنه يوشك أن يضيق الله عليه في الدنيا أو في الآخرة ، أو في الدنيا والآخرة معاً ،
ويوشك أن يعجل له بالعقوبة ، ومن العقوبة أن يستمر في مطالبة هذا المعسر وهو معسر ؛ لأنه كلما طالبه ازداد إثماً .

وعلى العكس من ذلك ؛ فإنه يوجد بعض الناس والعياذ بالله يماطلون بالحقوق التي عليهم ، مع قدرتهم على وفائهم ، فتجده يأتيه صاحب الحق فيقول :
غداً، وإذا أتاه في غد قال : بعد غدٍ ؛
وهكذا ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
(( مَطْل الغنيِّ ظلم )) (10).

وإذا كان ظلماً ؛ فإن أي ساعة أو لحظة تمضي وهو قادر على وفاء دينه ؛ فإنه لا يزداد بها إلا إثماً ، نسأل الله لنا ولك السلامة والعافية .[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=6][color=navy]

[/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=6][color=navy] الدال على الخير كفاعله .. جزاكم الله خيرا ..

[color=red]شرح رياض الصالحين المجلد الثالث - للشيخ ابن عثيمين رحمه الله [/color][/color][/size][/font][font=traditional arabic][size=6][color=navy]
-----
(7) رواه البخاري ، كتاب المظالم ، باب لا يظلم المسلم . . ،
رقم ( 2442 ) ، ومسلم ، كتاب البر والصلة ، باب تحريم الظلم ، رقم ( 2580 ) .
(8) رواه مسلم ، كتاب الذكر والدعاء ، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر ،
رقم ( 2699 ) .
(9) رواه البخاري ، كتاب المظالم ، باب أعن أخاك ظالماً أو مظلوماً ، رقم ( 2444 ) .
(10) رواه البخاري ، كتاب الاستقراض ، مطل الغني ظلم ، رقم ( 2400 ) ،
ومسلم كتاب المساقاة ، باب تحريم مطل الغني رقم ( 1564 ) .[/color][/size][/font][/b]


الساعة الآن 01:18 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.