منتديات الحور العين

منتديات الحور العين (http://www.hor3en.com/vb/index.php)
-   رَوْضَــــةُ الأَخَــــوَاتِ (http://www.hor3en.com/vb/forumdisplay.php?f=19)
-   -   السيرة الوجيزة...في مناقب أمِّ المؤمنين خديجة... متجدد (http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=105834)

أم حُذيفة السلفية 01-08-2012 10:24 PM

السيرة الوجيزة...في مناقب أمِّ المؤمنين خديجة... متجدد
 
بواسطة: هوزان العتيبي - حفظها الله -
[indent][font=arial][size=5]الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تلاه
أما بعد"

وبعد أن قرأت سيرة أمّنا الطاهرة خديجة بنت خويلد وتمعنتُ فيها
وجدت فيها من الصفاتِ قلّ ما توجد في زمننا الحال من النساءِ من عطاءٍ وكرمٍ وحبٍ ووفاءٍ وجودٍ ونبلٍ والتضحيةٍ وبذلٍ وعفافٍ وإخلاصٍ وصدقٍ وحكمةٍ وعقلًا رشيدا فطينًا فهيمًا.
فتمنيت أن يعرف سيرة هذه الطاهرة جميع النساء لما فيها من فوائدٍ تعينهم في حياتهم من جميع النواحي
فأين النساء من هذه الصحابية الجليلة وأينهنّ عن سيرتها العطرة..

وقد عزمتْ أناملي أن تسطّر لكم بقلمي أو [color=darkred](كيبوردي[/color](:) هذه السيرة العطرة وهذه الزهرة التي فاحَ أريجها وعبيرها فملأ أرجا الكون كله بعبير الإيمان..
سائلة الله أن يوفقني ويعينني ويجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم..[/size][/font][/indent]

أم حُذيفة السلفية 01-08-2012 10:28 PM

[right][font=arial][size=5]من[color=red] هيَ[/color] [color=blue][u]خديجة[/u][/color] ؟؟
[color=red]هيَ[/color] ([color=blue]أمّ القاسم ابنة خويلد بن أسد بن عبد ألعزي بن قصي بن كلاب القريشية الأسدية[/color])
[color=red]هي[/color]: أول من أحبها النبي صلى الله عليه وسلم
[color=red]هيَ[/color]: أوّل زوجة من زوجات النبي صلى الله عليه وسلّم
[color=red]هي[/color]: أم المؤمنين
[color=red]هيَ[/color]: سيدة نساء العالمين
[color=red]هيَ[/color]: أوّ من رُزَق النبي منها الأولاد
و[color=red]هيّ[/color]: أوّل من آمنت بالنبي صلى الله عليه وسّلم
[color=red]وهي[/color] :ممن كملَ من النساء
[color=red]وهيَ[/color]" أوّل من صلت مع النبي صلى الله عليه وسلم:
[color=red]وهيَ[/color]" أوّل من بشرها الله بالجنة من أزواجه

وكانت من صفاتها رضي الله عنها:
أنّها الطهارة ,
ق[color=indigo]ال الزبير بن بكار:[/color]كانت [color=blue]خديجة [/color]تدعوا في زمنها الطاهرة وأمّها هيَ فاطمة بن زائد العامرية
ومناقبها جمة.......
كانت عاقلةً رشيدةً جليلةًً دينةًً.مصونةً كريمةً وقد ثبت عن النبيّ أنه كان يفضّلها ويثني عليها على سائر أمّهات المؤمنين
وكان يكثر من ذكرها وتعظيمها حيث أنّ عائشه كانت تغار منها بعد موتها ولم يسبق لعائشة أن قابلتها لأنّ النبي صلى الله عيه وسلم: لم يتزوج عليها إلّا بعد موتها وهذا من كرامتها عليه صلى الله عليه وسلَم
فبعد أن عرفنا من هي هذه الأمّ الجليلة تعالين لنعرف سيرتها فاتـ لله إنها سيرتها تحي القلوب وباقتفاءِ آثارها تحصل السعادة الغامرة لتكون لنا القدوة والأم والمربية
والآن نريد أن ندرس سيرتها العطرة ولتأمل فيها ولتعايش معها ومع أعظم أم في الكون لنعلم قدرها ومكانتها عند زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلتعطر قلوبنا بسيرتها المباركة

[color=red]يتبع.. [/color][/size][/font][/right]

أم عبد الله 01-08-2012 11:10 PM

[size=5]جزاكِ الله خيرا

تسجيل متابعة إن شاء الله.
[/size]

أم حُذيفة السلفية 01-09-2012 11:08 AM

[u][color=red][right][size=5]سيرة خديجة بنت خويلد[/size]
[size=5]:[/size][/color][/u][size=5] [/size][/right][indent][right][size=5]وما أجمل أن نتحدّث عن سيرة امرأةٍ عرفت في الجاهلية بـ(الطاهرة) فكيف في زمننا نتحدّث عن عفّتها وقصّتها وطموحاتها,
ولدت [color=blue][u]خديجة[/u][/color] بمكّة ونشأت في بيتٍ كلّه شرفٌ وعِزٌ وكرامٌ وقد مات والدها بحرب الفجّار
وقد تزوجت [color=blue][u]خديجة[/u][/color] مرتين قبل زواجها من النبي صلى الله عليه وسلّم
وكانا الاثنين من سادتِ قريش
فكانت [color=blue][u]خديجة[/u][/color] أوّلاً تحت (أبي هالةَ بن زراره بن النبّاش التميمي) وكانت تسعى بكلّ جهدها وبكلّ ما تملك ليكون زوجها سيّدا قي قومه
وهذه المرأة الصالحة التي تحبّ أن ترفع من شأن زوجها عند قومها وتعلّي بهمته ليكون فخّراً لها
ومع جهدها إلّا أنّ الموتَ قطع عليهِ تلك الأمنية فقد مات زوجها ورحل عن الدنيا ومتاعها
وكانت قد أنجبت منه (هندا وهالة)
و كان يتمنى [color=blue][u]خديجة[/u][/color] أشراف قومها فكانت قد عُرِفت بالصفاتِ العلى وكانت من التجار المعروفين
ثمّ خطبها رجلٌ من أشراف قريش وهوَ (عتيق بن عائذ بن عمر بن مخزوم( وجاء منه (بهند بنت عتيق) ولكن هذا الزواج لم بتم طويلًا
وكانت خديجة فد كسبت حظّها في التجار فلم تكن قوافلها تتوقف بين مكّة والمدينة حتّى غدت بين تجّار مكّة المعروفين فقد كانت تستأجر الرجال بمالها ليتاجروا بها إلى المدينة والشام "
ومع كلِّ هذا فلم تكن [color=blue][u]خديجة[/u][/color] تشعر بالسعادة الروحانية فلم يكن المال قد أغناها عن أيّ سعادة أخرى ولم تعتقد أن المال هو الوسيلة التي تجعل الحياة سعيدة
[color=navy]عن ابن إسحاق [/color]قال : « وكانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ، ذات شرف ومال ، تستأجر الرجال في مالها ، وتضاربهم إياه بشيء تجعل لهم منه وكانت قريش قوما تجارا فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بلغها من صدق حديثه ، وعظم أمانته ، وكرم أخلاقه بعثت إليه ، فعرضت عليه أن يخرج في مالها تاجرا إلى الشام .....الخ " .
كانت تريد زاد الإيمان والتقوى الذي لا يستطيع قلبٌ أن يعيش بدونه
إنّه الزاد الذي جاء به الرسول الحبيب المختار بعد ذلك_ وكذلك أنّها تعثرت في حياتها الزوجيّة أكثرة من مرّة,
مع أنّ قلبها كان يطمح ويتطلّع إلى حياةٍ زوجيةٍ سعيدةٍ ساميةٍ وإلى رجل كريمٍ وشريفٍ ذا نبلٍ وعطاء
فقد عاشت أمّنا الطاهرة فترة من الزمن بدون زوج يأويها وهيَ التي يتمنّها أشراف قريش إلّا أنها كانت تشعر بقرارةِ
نفسها إلى شيءٍ يُخَبِّيهِ المستقبل لها إلى شيءٍ يجعلها تنسى همومها وتعيشِ بقيةِ عمرها آمنةً سعيدةً

[/right]
[/size][/indent][right][size=5][color=red]يتبع..[/color] [/size][/right]

ريحانة احمد 01-09-2012 09:51 PM

[center][size=6][color=red]جزاك الله خيرا ياام حذيفة
جعله الله فى ميزان حسناتك
زادك الله علما
[/color][/size][/center]

أم حُذيفة السلفية 01-14-2012 06:53 PM

[indent][center][size=5][color=red][u]رؤيا في المنام...وطموحاتٌ وأحلام.[/u][/color][/size][/center]

[font=arial][size=5]كانت [color=blue]خديجة[/color] امرأة عالية الهمة واسعة الأفق بصفاتها الجميلة حلقت بها فجعلتها في سماء السبق إلى ساحة المعالي...
وكانت [color=blue]خديجة[/color] تصغي كثير إلى أحاديثِ ابنِ عمّها( ورقة ابن نوفل )
عن الأنبياء والرسل .
وفي ليلةٍ غارت نجومها , وحلولك ظلامها, جلست خديجة في بيتها بعد أن طافت مرارًا بالكعبة وتفقدت أبنائها عندئذ ذهبت إلى فراشها وقد ترسمت على وجهها علامات الرضا والابتسامة
وما أن استسلمت للنومِ وراحت في سبات

وكان ما كان ورأت فيما يرى النائم.

((([color=navy]رأت شمسا عظيمةً تهبط من سماء مكّة لتستقرّ في دارها وتملأ جوانب الدار نورا وبهاءً ويفيض ذلك النور من دارها ليملأ كلّ من حولها بضياء يبهر النفوس قبل أن يبهر الأب[/color]صار)))

هبّت [color=blue]خديجة[/color] من نومها_ وراحت تدور بعينيها فيما حولها وكأنها تبحث عن ذالك النور
فأيقنت أنّ هذا كان حلمًا وأدركت أنّ الليل لم يزل يعمّ أرجاء المكانِ بالسواد
ولكن ضلّ ذاك النور مشرقا في وجدانها ,,ساطعا في أعماقها
فما أن أشرق الصباح وغادر الليل..
ما كان من [color=blue]خديجة[/color] إلّى أنّها أسرعت إلى ابن عمّها (ورقة ابن نوفل)فلعلّها تجد تفسيرا لما رأت في حلمها البهيّ
دخلت [color=blue]خديجة[/color] على ورقة فألفته قد عطف على قراءة الصحف وما إن مسّ صوت خديجة حتّى رحّب بها معجبًا
[color=blue]خديجة[/color]؟؟ الطاهرة؟؟
قالت: هيَ هيَ
جلست خديجة وراحت تقصّ عليه ما جرى معها في المنام وكان يُصغي إليها باهتمام
وما إن انتهت [color=blue]خديجة[/color] من كلامها حتّى تهلل وجهه بالبشرِ
وارتسمت على شفيته علامات الرضا
فقال [color=blue]لخديجة [/color]بهدوء ووقار ابشري ياابنة العمّ!!
والله لو صدق الله رؤيتك ليدخلّن نور النبوّة داركِ
ماذا تسمع خديجة ..شاجات في صدرها عواطف مشبوبة زاخرةً بالألم والرحمة والرجاء,,
ظلّت [color=blue]خديجة[/color] تعيش على رفرف الأمل وبدأت أحلامها تطاير فوق السماء.
فعسى أن تتحقق رؤيتها وتكون مصدر خيرا للبشريّة .
فكانت [color=blue]خديجة[/color] إذا تقدّم إليها أحد من سادات قريش لخطبتها تُسَاوِيهِ بالحلم الذي رأته وهذه من حكمتها رضي الله عنها .
ومع ذلك فكانت تردّهم رداّ جميلا أنّها لا ترغب بالزواج
فكان إحساسها أنّ لأيّام تخبّئ لها شيئا يُفرح قلبها ويعمّها بالراحة والطمأنةِ



[color=red]يتبع..[/color].[/size][/font][/indent]

ريحانة احمد 01-14-2012 10:40 PM

[center][size=6][color=red]جزاك الله خيرا
ام حذيفة
متابعه ان شاء الله
وفقك الله اختى الحبيبه
[/color][/size][/center]

عذراء البتول 01-15-2012 12:20 AM

[IMG]http://muslimh.net/images/fawasel/fawasel1/79.gif[/IMG]


[I][U][COLOR=red]سلمت يداكِ00000متابعة ان شاء الله[/COLOR][/U][/I]

أم حُذيفة السلفية 01-18-2012 03:02 PM

[center][font=arial][size=5][color=red][u]نظرةٌ لطيفة..في زواجِ خديجة.[/u][/color][/size][/font][/center]

[size=5][font=arial]كانت [color=blue]خديجة[/color] امرأة ذات شرف ومال وكانت تستأجر الرجال في مالها وتضاربهم إيّاه بشيء تجعله لهم فلمّا بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم ما بلغها عنه من صدقٍ وأمانةٍ وكرمِ أخلاقه بعثت إليه فعرضت عليهِ أن يخرج في مالها إلى الشامِ تاجرا وتعطيه أكثر وأحسن ما تعطي غيره ,
فقبلَ رسول الله وخرج إلى الشامِ تاجرا مع غلامٍ لها يقال له ميسرة,
حتى قدما الشام. وكان عمر النيّ حينها 25 سنة فنزل رسول الله في ظلّ شجرةٍ قريبة وكانت هذه الشجرة بجانب صومعةِ راهب فسأل الراهب ميسرة من هذا الرجل؟ الذي نزل تحت هذه الشجرة ؟
فقال:له ميسرة,هذا الرجل من قريش من أهلِ الحرم,
فقال: له الراهب ,ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلّا نبيْ
ثم أكمل سيْره النبي وباع ما باع واشترى ما اشترى
ثمّ أقبل قافلا إلى مكة ومعه ميسرة وكان الله قد بارك لرسوله في هذه التاجرة وأعطاه وحفظه بحفظه
وبعد أن أدّى الأمانة إلى خديجة ومضى
قصّ ميسرة [color=blue][u]لخديجة[/u][/color] وقال: ما قاله الراهب :فعجبت خديجة وفرحت ,,
شغلت [color=blue][u]خديجة[/u][/color] بأحاديث وذكريات ابن عمّها ورقة وما قاله لها ميسرة,
وقاسته على الحلم الذي رأته فكان نفس مقامه _واحتلتها أحلامها_
وانطلقت [color=blue]خديجة[/color] من أحلامها التي كانت تعيشها إلى واقعٍ تحياه ,
فكرّت في محمّد فوجدته يملأ صفحةَ خيالها,فبجمعِ كلام ابن عمّها ودلائل محمد وصافتهِ عرفت وأيقنت أنه الرحيق الذي يختم به الأنبياء ,
فظلّت ترجوا أن يكون زوجا لها ولكن أينّ
الطريق إلى ذلك,,
وذك لأنّها امرأةٌ ذات نسبٍ وشرفٍ وثروةٍ وقد عرفها الناس بالعقل والحكمة وإرشاد فإن مثل صفاتِ [color=blue]خديجة[/color] يطمح بها الرجال
ولولا أنّ السيدة كانت تحقر في كثير من الرجال ولكنّهم طلاب مال لا طلاب نفوس وكان الثرآء بنظرهم قد زيّن لهم ولكن لم تكن [color=blue][u]خديجة[/u][/color] تريد هذا
وإنّها لمّا عرفت محمد وجدت ضربًا آخر من الرجال وجدت جزءً آخر منهم,
وبما أنّها تاجرة فقد مرّ عليها من التجُّار الخائنين منهم والمحتال ,
ورأت من محمّد عكسَ هذا تماما فما تطلّع إلى مالها ولا جمالها فعل ما هو عليه وانصرف من عندها راضيًّا بدون خلاف ولا جدال ولا نقاش
ومع حيرتها وكثرةِ تفكيرها وإضرابها ومع كلّ هذا
إذا بصديقتها تستأذنها للزيارة واسمها(ن[color=magenta]فيسة بنت منبه[/color])
فأذنت لها فدخلت عليها وبدأت بتداول الحديثِ معها
فأحسّت نفيسة شيئا في نفسِ [color=blue][u]خديجة[/u][/color] فحاولت معرفة حتى كشفت سرّ خديجة
الكامن الذي كان مترسمًا في محياها
بدأت نفيسة بالتخفيفِ من نفسيّةِ [color=blue][u]خديجة[/u][/color] وتمطينها وأنّها ذات النسبِ والجمالِ والمالِ وذكّرتها بكثرةِ الطالبين لها من أشراف قريش
فبعد جلستيهما خرجت نفيسة من عند خديجة حتّى انطلقت إلى النبيّ وكلّمته
قالت: له.يا محمّد ما يمنعك من أن تتزوّج فقال: عليه الصلاة والسلام ما بيدي أتزوّج به؟
قالت: فإن كفيت ودعيتَ إلى المال والجمالِ والشرفِ والكفاءة فهل تجب
فردّ الني قائلًا: ومن؟
قالت:[color=blue][u]خديجة بنت خويل[/u][/color]د
قال: إن وافقت فقد قبلت
وانطلقت على الفورِ نفيسة لتبّشر [color=blue]خديجة[/color] وأخبرتها الخبر
فراح النبي وأخبر أعمامه برغبتهِ من[color=blue] خديجة[/color],فذهب أبو طالب وحمزة وغيرهما إلى عمّ [color=blue]خديجة[/color] (عمرو بن أسد) وكان باستقبالهم عمّها وابن عمّها ورقة ابن نوفل
وخطبوا إليه ابنة أخيهِ
قام أبو طالب وخطب خطبةً فقال:
«الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل وضئضىء معد (معدنه) وعنصر مضر (أصله) وجعلنا حضنة بيته وسوَّاس حرمه، وجعل لنا بيتا محجوجا وحرما آمنا وجعلنا الحكام على الناس، ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله لا يوزن برجل إلا رجح به شرفا ونبلا وفضلا وعقلا، فإن كان في المال قل فإن المال ظل زائل وأمر حائل، ومحمد من قد عرفتم قرابته وقد خطب خديجة بنت خويلد وبذل لها ما آجله وعاجله كذا، وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم وخطر جليل جسيم»، فلما أتم أبو طالب الخطبة تكلم ورقة بن نوفل ابن عمّ خديجة فقال:
«الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت وفضلنا على ما عددت فنحن سادة العرب وقادتها وأنتم أهل ذلك كله لا تنكر العشيرة فضلكم ولا يرد أحد من الناس فخركم وشرفكم؛ وقد رغبنا في الاتصال بحبلكم وشرفكم فاشهدوا عليّ معاشر قريش بأني قد زوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد الله على كذا» ثم سكت.
فقال أبو طالب: قد أحببت أن يشركك عمها، فقال عمها عمرو بن أسد:
«اشهدوا عليّ يا معشر قريش أني قد أنكحت محمد بن عبد الله خديجة بنت خويلد» فقبل النبي النكاح وشهد على ذلك صناديد قريش.

وقد تمّ العقد وذبحت الذبائح ووزعت في الفقراء وفتحت دار [color=blue]خديجة[/color] للأهل والأقارب
وكانت [color=blue]خديجة [/color]في الأربعين في عمرها أمّا محمد ففي سنّ الشباب ابن الخمسة والعشرين
ومع ذلك فقد عاش النبي معها أجمل الحياة وفرح بها وببرّها وعطفها

[color=red]يتبع..[/color][/font][/size]

أم حُذيفة السلفية 01-22-2012 08:14 PM

[indent][font=arial][size=5][color=red][center]رجاحةُ عقلها..وسُموِّ خصالها[/center]
[/color][/size][/font]

[font=arial][size=5]ولدت بمكة سنة(68 ق.هـ- 3 ق.هـ/ 554- 619م)، يلتقي نسبه وكانت من أعرق بيوت قريشٍ نسبًا وحسبًا وشرفًا، وقد نشأت على التخلُّق بالأخلاق الحميدة، وكان من صفاتها الحزم والعقل والعفة. يلتقي نسبها بنسب النبي في الجد الخامس، فهي أقرب أمهات المؤمنين إلى النبي ، وهي أول امرأة تزوَّجها، وأول خلق الله أسلم بإجماع المسلمين. في الجاهلية في الجاهلية
. [color=blue][u]خديجة[/u][/color].. العفيفة الطاهرة كان أول ما يبرز من ملامح السيدة خديجة الشخصيَّة صفتي العفة والطهارة، هاتان الصفتان التي قلما تسمع عن مثلهما في بيئة لا تعرف حرامًا ولا حلالاً، في بيئة تفشت فيها الفاحشة حتى كان البغايا يضعن شارات حمراء تنبئ بمكانهن. وفي ذات هذه البيئة، ومن بين نسائها انتزعت هذه المرأة العظيمة هذا اللقب الشريف، ولقبت بـ"ا[color=red]لطاهرة[/color]"، كما لُقب أيضًا في ذات البيئة بـ"الصادق الأمين"، ولو كان لهذه الألقاب انتشار في هذا المجتمع آنذاك، لما كان لذكرها ونسبتها لأشخاص بعينهم أهمية تذكر. [color=blue][u]خديجة[/u][/color].. الحكيمة العاقلة وتلك هي السمة الثانية التي تميز بها شخص السيدة خديجة رضي الله عنها، فكل المصادر التي تكلمت عن السيدة خديجة -رضي الله عنها- وصفتها بـ"الحزم والعقل"، كيف لا وقد تجلت مظاهر حكمتها وعقلانيتها منذ أن استعانت به في أمور تجارتها، وكانت قد عرفت عنه الصدق والأمانة. ونرى منها بعد زواجها كمال الحكمة وكمال رجاحة العقل، فها هي تستقبل أمر الوحي الأول بعقلانية قلَّ أن نجدها في مثل هذه الأحوال بالذات؛ فقد رفضت أن تفسِّر الأمر بخزعبلات أو أوهام
وليس شيئًا أدلّ على حكمتها وكياستها ورجاحة عقلها أنها اختارت النبي زوجا لها رغم فقره للمال وأنّها غنية وثريّة يتطلع عليها أشراف قومها ولكنّها أبت ذلك فكان طموح ها برجل من جنسٍ آخر لم تكن تريد المال ولا تطلع عليه كانت تريد الرجل الذي يتحلى بالأخلاق والكرم والأمانة وشرف المروءة وغنى النفس فأين تجد كلّ هذا على الوجه الأكمل فأكرمها الكريم بمن تريد أكرمها بأعظم الخلق بــ (محمّد)صلى الله عليه وسلم,
فلمّا تزوجت [color=blue]خديجة [/color]كانت في الأربعين من عمرها فلم تكن بالفتاة الطائشة ..ولا العجوز الخرفة ..كانت في كما عقلها ورشدها رضي الله عنها
وما كان محمدًا أن يقبل عرض صديقتها نفيسة عليه حتى لو كانت أبهى الناس جمالا وأكثرهم مالًا..
ولكن رأى النبيّ منها غير ذلك رآها امرأة فطينة فهيمةً حكيمةً وهذا ما قد شهد لها قومها من شريق الخصال ,وحميد الفعال,وعفّةِ المئزر,وسلامة الجوهر
فصدق ظنه محمّد بخديجة فكانت نعم الزوجة ونعم السند فتبتعه بما قال وفي كلّ الأفعال والطاعةِ له
فقد رفرفت السعادة في بيتِ [color=blue][u]خديجة[/u][/color] وقد أحبّها النبي صلى الله عليه وسلّم فكيف لا وهي بالتي احتوته واعتطه وزيّنت الدنيا له فما أكرمها من امرأة وما أعظمها من أم وما أحلى أخلاقها وما أسماها وما أجمل سيرتها

[color=red]يتبـع.[/color].[/size][/font][/indent]

أم حُذيفة السلفية 01-26-2012 08:16 PM

[indent]
[font=arial][size=5][color=red][center][u]الحياة الزوجية,,لطاهرةِ النقيّة[/u][/center]
[/color][/size][/font]


[size=5][font=arial]رفرفت السعادة في بيت [color=blue]خديجة[/color] فقد وجدت الطاهرة في زوجها محمد خير الأزواج
فهو لطيف المشعر,سابغ العطف,يحيط به كل إنسان
ومن وفائه صلى الله عليه وسلّم:أنه لم ينس المرأة العظيمة التي كانت له أمًّا بعد أم أيمن رضي الله عنها فأخذها معه على دار الزوجيّة فأكرمها وغمرها بحنانه ولم يكن لدى [color=blue]خديجة[/color] أيّ اعتراض على هذا بل كانت تحب من يحب زوجها وتكرمهم.

وقد كان النبي ميمونا خلوقًا كريمًا ضربت فيه [color=blue]خديجة[/color] أروع الأمثالِ
للبرّ والكرمِ والوفاءِ والصبرِ والجودِ فو لله ما سمع منها النبي ما يكرهه قطّ !!
ولا كلمة تبغضه فاستمعن أيّها الأخوات نرى الآن في زمننا من تؤذي زوجها بالكلام والغضب المتواصل وتصبّ عليه الهمّ والغمّ صبّا وتعكّر صفو زوجها أين انتنّ عن [color=blue]خديجة[/color] الزوجة المخلصة الوفيّة الكريمة العطوفة الحنونة إنها الزوجة المثاليّة الزوجة القدوة لبناتِ المسلمين فقد ملأت حياة النبي سعادة وفرحا وسرورا وأمانا وسكينة وهدوء وإيمانا واطمئنان
كان النبيّ قد عمل عندها يومًا من الأيّام فهل ذكرت له ذلك هل ذكرت أنكَ كنت تعمل عندي؟
فأين الموظفات الآن يمنّون على أزواجهنّ ليل نهار؟
تعلّمن من [color=blue]خديجة[/color] ما قالت : له قط! كلمة تجرحه ولا كلمة تؤذيه بل سعدت وفرحت بزواجها منه صلى الله عليها وسلّم ووضعت مالها كلّ بين يديه وأسلمت له قلبها ورحها واستقرارها عنده

وبذلت بكلّ جهدها لتعد النبيّ وقد أخذت قلبه كيف لا وهي من آوته
وأعطته وجعلته يعيش أجمل حياة وزينت له كل ما يتمنّا
فنعمَ هذه الزوجة ونعم هذه المعيشة
فأين نساء اليوم عن أمّهن ألا يأخذن منها شيئا


[color=red]يتبـع..[/color][/font][/size][/indent]

ريحانة احمد 01-27-2012 12:24 AM

[center][size=5][color=red]ما شاء الله عليك اختى ام حذيفة زادك الله علما
اسال الله ان يحشرنا مع النبى (صلى الله عليه وسلم)وازواجه واصحابه اجمعين
اسالكم الدعاء لى بالثبات وحسن الخاتمه
متابعه ان شاء الله
[/color][/size][/center]

أم حُذيفة السلفية 01-28-2012 08:06 PM

[indent][center][font=arial][size=5][color=red][u]كرم وإيثار..وصِفَاتٌ للأخيار
[/u][/color][/size][/font][/center]
[size=5][font=arial]لقد كانت أمّنا الطاهرة [color=blue]خديجة[/color] في غايةِ الكرم والجود وكانت تحبّ كل من يحبّه زوجها صلى الله عليه وسلّم
وتضحّي بكلّ ما تملك لإرضائه
فقد كفلَ النبيّ صلى الله عليه وسلّم ابن عمّه علي ابن أبي طالب
فوجد عليّ في بيتِ الطاهرة الرحيمة قلبًّا حانيًّا وأمًّا عطوفا جعلته يشعر أنّه مع أمّه فكانت تحسنُ إليه غاية الإحسان "وتكرمه غاية الإكرام
فلمّا أحسّت خديجة بأن محمّدا بحبّ مولاه زيد بن الحارثة وهبته له فزادت مكانًا ومقاما في قلبِ النبيّ صلى الله عليْ وسلّم
فكانت صاحبة قلبٍ رحيم
وفي جلسةٍ غمرتها أنوار ربانية كان محمّد صلى الله علي وسلّم
يتحدّث مع [color=blue]خديجة[/color] رضي الله عنها :
فكان صوته الصحل يمسّ أوتار فؤادها وتلكَ الحكمة المتدفّقة
من بينِ شفتيْه فأحسّت روحها بسعادة عامرة تسمو بها فوق وجودها الملموس
في تلكَ اللحظات جاءت مولاة [color=blue]خديجة[/color] وقالت: مولاتي إنّ حليمة بنت عبد الله الحارث السعدّية تودّ الدخول ولمّا سمع النبيّ بحليمة السعديّة خفق قلبه الشريف حنانا وراحت ذكريات الحبيبة والحانية الدافئة تطفوا على سطح ذهنه, كانت اللحظات مفعمة بالمشاعر الناعمة لحظة_في مثل لمح البصر وأسرع_
قامت [color=blue]خديجة [/color]لتدخل حليمة ,فطالما ما حدّثها عنها النبيّ
وعندما وقعَ بصره الشريف عليها مسّ سمع [color=blue]خديجة[/color] صوته اللطيف وهو ينادي بلهفةٍ [color=red](أمّي أمّي[/color])
نظرت خديجة إلى النبيّ فألفته قد فرش لها رداءه ومرر يده عليها بحنان دافق,وقد تألق في عينيه سعادة غامرة كأنما كان يحتوي في أحضانه أمه آمنة بنت وهب وقد بعث من مرقدها
وراح النبيّ يسألها عن حالها فراحت تشكوا إليْه قسوةَ قومها والجدب الذي نزل ببادية بني سعد ثمّ شكت ضيق العيشِ ومرارة الفقر,فأفاض عليها من كرمه
وبعد ذلك حدّث النبي زوجته [color=blue]خديج[/color]ة_في تأثر واضح)
بما ألّم فيه بما حلّ بمرضعته حليم ومن ضيق لها
وما حالَ بقومها من كرب
فأفاضت [color=blue]خديجة[/color] بكرمها فأعطت حليمة عن خاطر أربعين رأسا من الغنم كما وهبتها بعيرا يحمل الماء وزودتها بما تحتاجه في رجوعها إلى باديتها
فكانت [color=blue]خديجة[/color] متأهبة في الدوام لتجود بكلّ أموالها إرضاء لزوجها فشكر لها النبي ثم راح يضع بين يديه ما جادت به [color=blue]خديجة[/color]
فكانت كريمة تجود بأموالها لإسعاد حبيبها فرحم أمّ المؤمنين وأسكنها فسح جنّاته

[color=red]يتـبع[/color][/font][/size][/indent]

أم حُذيفة السلفية 01-28-2012 08:07 PM

[size=5][right][font=arial][color=red][u]أولادُ خديجة..ذريّةٌ مباركـة ....وسعادةٌ غامِرة

[/right]
[/u][/color][/font][/size][right][size=5][font=arial][align=justify]
[size=5][font=arial]وهكذا كان هذا البيت المبارك قائما على المودّة والرحمة والعطفِ والحنان
وفي يوم من الأيّام عاد النبي صلى الله عليه وسلّم إلى البيت وكانت الزوجة العطوف تحمل له البشرى الجميلة التي يسعد بها كل الأزواج فكانت البشرى أنّها حامل فاهتزّ قلبُ الحبيب فرحًا بتكَ البشرى الجميلة
وكانت [color=blue]خديجة[/color] في غاية السعادة لأنّها ستنجبُ لزوجها الحبيب أوّل مولدٍ له..
ولتحمل هوَ وهيَ نفس اللقب
ومرّت الأيّام والنبيّ و[color=blue]خديجة [/color]ينتظرون الوقت الحاسم
وجاءت اللحظة السعيد الذي ينظروها فولدت خديجة للحبيب وكانَ اسمه( ا[color=indigo]لقاسم بن محمّد[/color]) وهو الإسم الذي كنّيَ به الحبيب صلى الله عليهِ وسلّم
ثم ّتتابعت بعد ذلكَ هذه الذريّة المباركة فولدت له زينب,وأم كلثوم,وفاطمة,وكان ذلك قبل النبوّة ثمّ ولدت له بعد النبوّة عبدا لله الذي كان يسمّي بالطيّبِ الطاهر
وقد مات بنو النبيّ كلّهم في صغرهم أمّا البنات فكلهنّ أدركن الإسلام وأسلمنَ وهاجرنَ فرقيّة وأم كلثوم تزوجتا عثمان بن عفّان رضي الله عنه
وزينب تزوّجت أبي العاص بن الربيع بن عبْد الشمس
وفاطمة تزوّجت علي ابن طالب رضي الله عنه وأرضاه
وقد أدركن بنات النبي وتوفين في عهده إلّا ابنته فاطمة فقد توفيّت بعده بستة اشهر .
وكان النبي يحبّ أسرته كيف لا وهم فاطمة[color=blue] وخديجة [/color]وعثمان وعلي
رضيَ الله عنهم.
وقد بينت الكثير من الحديث فضل أهل البيت
فكانوا جميعا يعيشون حياة هادئة جميلة في غاية السعادة
ف[color=blue]خديجة[/color] زوجة مثالية سعت بكلّ ما تملك لتدخل السعادة على قلبِ أهلِ بيتها
فمن هذا البيت المبارك خرجت فاطمة التي أضحت فيما بعد سيدة نساء أهل الجنّة وأمّ الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة وزجت واحد من العشرة المبشرين بالجنة فيا له من بيت مبارك نشر البركة وعبير َ الإيمَانْ على الكونِ كلّه

[color=red]يتبع..[/color][/font][/size]
[/align][/font][/size][/right]

ريحانة احمد 01-28-2012 09:04 PM

[center][size=5][color=darkred]بارك الله فيك
وجزاك الله عنا خير الجزاء اختنا الغالية
متابعة ان شاء الله
[/color][/size][/center]

أم حُذيفة السلفية 01-30-2012 09:42 PM

[right][font=arial][size=5]"البداية النبوية...وموقف خديجة بلحظاتٍ نديّة[/size][/font]
[font=arial][size=5][/size][/font] [/right][indent][right][font=arial][size=5]كان محمّد يهجر مكّة كلّ عام ليقضي شهر رمضان في غار حراء
كان محمّد يأخذ زاد الليالي الطوال ثمّ ينقطع عن الناس متجهًّا إلى ربّ العالمين
في هذا الغار المهيّب الحجب,كانت نفسٌ كبيرة قد تركت الدنيا وما فيها ولجأت إلى ربّها تتلوى حسرةً وحيرة لأنّها لا تدري من ذلك مخرجا ولا له علاجا!!!
في غار حراء كان محمّد عليه السلام يتعبّد ويصقل قلبه وينقي روحه ويقترب من الحق جهده ويبتعد عن الباطل وسعه حتّى وصل إلى مرتبة عاليه فأمسى الحبيب لا يرى رؤيةً حتّى جاءت كفلق الصبح
[color=navy]من رواية للسيدة عائشة أم المؤمنين عن بدء الوحي بقولها[/color] :
(( أول ما بدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي : الرؤيا يا الصالحة في النوم ، وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حبب إليه الخلاء ، وكان يخلو بغار حراء ، فيتحنث فيه ، - وهو التعبد الليالي ذوات العدد - قبل آن ينزع إلى أهله ، ويتزود لذلك ، ثم يرجع إلى [color=blue]خديجة[/color] ، فيتزود لمثلها ، حتى جاءه الحق - وفي رواية : حتى فجأة الحق - وهو في غار حراء ، فجاء الملك ، فقال : اقرأ ، قال : قلت : ما أنا بقاريْ ، قال : فأخذني فغطني ، حتى بلغ منى الجهد ، تم أرسلني فقال : اقرأ ، فقلت ما أنا بقاريء ، قال : فأخذني فغطني ثانية حتى بلغ منى الجهد ، تم أرسلني ، فقال : اقرأ : فقلت : ما أنا بقاريْ ؟ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ منى الجهد ، تم أرسلني ، فقال :" و اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم " ( 96/ 1-5 ) . فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده ، فدخل على [color=blue]خديجة بنت خويلد[/color] ، فقال : زملونى ، زملونى ، فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، فقال لخديجة - وأخبرها الخبر - : لقد خشيت على نفسي ، فقالت له [color=blue]خديجة[/color] : كلا ، أبشر ، فو الله لا يخزيك الله أبدا ، أنك لتصل الرحم ، و تصدق الحديث ، وتحمل الكلَّ ، وتكسب المعدوم ، و تقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق .
فانطلقت به [color=blue]خديجة[/color] ، حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قص - وهو ابن عم خديجة ، أخي أبيها- وكان امرءأ تنصر في الجاهلية ، وكان يكتب الكتاب العبراني ، فكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب ، وكان شيخاً كبيراً قد عمى ، فقالت له [color=blue]خديجة[/color] : يا ابن عم ، اسمع من ابن أخيك ، فقال له ورقة : يا ابن أخي ، ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى ، فقال له ورقة : « هذا الناموس الذي نزل الله على موسى ، يا ليتني فيما جذعاً ، ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك » . فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : أو مخرجي هم ؟ قال : نعم ، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي ، وان يدركني يومك حياً أنصرك نصراً مؤزراً ، ثم لم ينشب ورقة أن توفي ، وخر الوحي )) 4 .
فكان موفق أمّنا خديجة من اشرفِ المواقف فقد طمأنته وأراحته وخففت عنه وواسته
*وبعد أن سمعت [color=blue]خديجة[/color] من ابنِ عمّها ماذا سيفعل قومها بزوجها وهي تعرف صلابتهم وقوّتهم ولكن مع هذا قررت الوقوف في وجه العاصفة المتوقّعة ورضيت أن تتحمّل الأذى والمشقّة من قومها ولكن أيّ وقوف هذا إنها ستقف أمام قريش!
فإنها والله لوفيّة الخصال آزرت زوجها ليتمّكن من حمل هذه الدعوة ونشرها بين قومه وليقيمَ دولة الإسلام..
[color=red]يتبع[/color]..[/size][/font][/right]
[/indent]

أم حُذيفة السلفية 01-30-2012 09:45 PM

[indent][center][font=arial][size=5][color=red][b][b][u]كلماتٌ هزّتْ قلبَ الحبيب...بلطفٍ جميلٍ وعقلٍ لبيب[/u][/b][/b][/color][/size][/font][/center]

[font=arial][size=5]قامت السيّدة [color=blue]خديجة [/color]على مواقفٍ كثيرة دلّت على رجاحة عقلها وسموّ خصالها
فكانت تزداد مكانا في قلبِ النبي صلى الله عليهِ وسلّم حبا وتعظيما وتقديرا
فكانت تطيّب خاطره بكلماتٍ رقراقاتٍ تؤازره بها وتقوّيه وتنصحه وتثبّته كلمات الحق والثبات
فيا الله ما أجملها من زوجةٍ للحبيب
فقد مرّ على النبيّ موافق فكانت [color=blue]خديجة [/color]تصبّره وتعينه وتثبته على الحق وتعطيه رأيها وقد كانت خديجة أهلا لذلك,
والآن نقف مع عبرات تتكلّم بها فمُ [color=blue]خديج[/color]ة الطاهر كلماتٌ أُلقيت على النبيّ كـ السهام
*عندما جاء النبيّ يشكوها عن ما حصل معه في غارِ حراء
قال:([color=indigo][u]لقد خشيت على نفسي[/u][/color])
فقالت: [color=blue]خديجة[/color] للنبي ( "كلا والله! ما يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق" رواه البخاري واللفظ له, ومسلم وزاد تصدق الحديث. البخاري -الفتح- كتاب بدء الوحي, باب بدء الوحي (1/30) رقم (3) ومسلم, كتاب الإيمان, باب بدء الوحي إلى رسول الله رقم (1/139) رقم (160).
[color=red][u]وقفة مع هذه الكلمات![/u][/color]
ا[color=red]لكلمة الأولى[/color]:تقل:([u]وتصِل الرحم[/u]) فمن قطعك وصلته، تغني القريب الفقير، وتقوّي القريب الضعيف، أنت سند أهلك، ووتد أقاربك، لم يسمعوا منك إلا كل خير، ولم يروا منك إلا كل صلاح.. أنت لكبيرهم ابن، ولصغيرهم أب، ولصاحبهم أخ.
فأنتَ يا أبا القاسم وصول للرحم تقرب البعيد وتدني القصي وتغسل الأحقاد وتزرع الألفة والمودّات, وهذه وتجمع القلوب على الصفاء والود,وصلة الرحم هذا أصل الأصول مكارم الأخلاق الّتي من سجاياك
ا[color=red]لكلمة الثانية[/color] (إ[u]نّك لتصدق الحديث [/u]) فأرادت أن تقول: وأنتَ الصدوق المصدّق وأنت الصادق الأمين فصدق الحديثِ عندك سجيّة,إذا قلت شيئا قالت: الموجودات من حولك وهتف الدنيا صدقت..
فأنتَ لا تكذب أبدًا، لا تغش أبدًا، لا تزور شهادة، ولا تدلس مقالة، لم يُعهد عليك كذبة واحدة في حياتك، ولم تتلطخ لحظة واحدة في براثن الكذب
وقد قالها له قومه (ماجربنا عليكَ كذبا)فكانت هذه الشهادة الذي قد عرف بها النبي
[color=red]الكلمة الثالثة[/color] ([u]وتحمل الكل[/u]) وهو العاجز، لا تُعينه وفقط، بل تحمله! ولا تحمله فقط، بل تحمله وحاجته! لا ينزل عنك إلا وقد قضيت مسألته، ورحمت ذلته، وأسعدت قلبه.
فأنتَ تحمل حمل الكل حمل الضعيف الذي أعجته الأيّام والليالي وأذاقته من مرارتها
فنفسك الكريمة وقلبك الرحيم لا يرضيان أن يريا ضعيفا أثقلت عليهِ كاهلة الحياة
فأنتَ تحسن غلي بإحسان تنتعش من خلاف روحه وتحي في نقسه الآمال

و[color=red]رابع الصفات من الكلمات الرائعات قولها[/color]:[u]وتكسب المعدو[/u]م
فأنتَ تكسب المعدوم بجودك وإيثارك فقد فطركَ الله على مكارم الجود,فأنتَ أجود النّاس وأجود الخير من الريح المرسلة
[color=red]والكلمة الخامس[/color]([u]وتقري الضيف[/u]) فإكرام الضيفِ من أعظم الفضائل الإنسانيّة ,ففيهِ عظم الأثر في قوّةِ اجتذاب القلوب وأسر النفوس, وخصوصا في قريش فقد كانت بيئة شحيحة لكل منهم مسعى في الحياة من اجل مصالح شخصيّة ومتطلبات معيشية
فما أكرم الناس إذا نزلوا بدارك! وما أعظمهم إذا حلوا بحضرتك! أوقدت القدور، وجهزت النمارق، وقضيت الحاجات، فإن بات الضيف بدارك بات آمنًا عزيزًا، وإن انصرف؛ فمُكرم مسرور.
[color=red]الكلمة السادسة [/color]
([u]وتعين على نوائب الحق[/u])
فإنّ من أحض صفاتك تعين على نوائب الحق إنّ ذلك فطرة أفطرك الله عليها وخليقة جبلك بها فهي أجمع بوادر الخير ومصادره
فمصائب الأيام كثيرة، وجراح الواقع كبيرة، فيأتيك طالب العون فتعينه على نائبته، ويأتيك المكروب فتعينه على كربته.. أنت الظَهر للبائسين، فأنت لجراحهم طبيب، وأنت ليتمهم أب.
فيا لها من [color=blue]أمّ[/color] عطوف خففت من همّ الحبيب بكلماتها
الجميلة....
[/size][/font][/indent][size=5][font=arial][color=red]يتبع..[/color] [/font][/size]

ريحانة احمد 02-02-2012 12:59 AM

[center][size=5][color=darkred]جزاك الله خيرا
متابعه ان شاء الله
[/color][/size][/center]

أم حُذيفة السلفية 02-02-2012 09:52 PM

[font=arial][size=5][color=red][center][u]أوّل خلقِ الله أسلمت...ورضيت بما أتاها الحبيب واقتنعت
[/u][/center]
[/color][/size][/font][indent][font=arial][size=5]هاهيَ من كرامتها ومن صفاتها أنّها أول قلب خفق في الإسلام ورضيت به على التمام
فكانت أوّل امرأةٍ أسلمت وملأ قلبها نورًا إيمانًا
ق[color=blue][color=magenta]الَ الإمام عز الدين بن الأثير_[/color][/color]رحمه الله_[color=red]خديجة[/color] أوّل خلقِ الله اسلم,بإجماعِ المسلمين,,,
وما كانت هذه المرأة في سواء النساء بل لقد هيئ لها من جلال الحكمة,وبعد الرأي إلى زكاءِ الحسب ,وذكاء القلب ,ما عزّ على الأكثرين من الرجال
فلم تأخذ الدين مشايعة ولم تتلقه مجاملة بل أخذته عن تأثر به واظمأنان
فصدقت ما جاء به الحبيب واتبعته بما يقول وأسلمت لله ورضيت بقضائه وحكمه[/size][/font][/indent][size=5][font=arial][color=red]يتبع..[/color] [/font][/size]

أم حُذيفة السلفية 02-02-2012 09:53 PM

[center][font=arial][size=5][color=red][u]حبّها للإسلام...وخضوعها التامْ
[/u][/color][/size][/font][/center][indent][font=arial][size=5]وبعد إسلامِ [color=blue]خديجة[/color] ظلّت تلازم الحبيب مرحلة من الزمن تقارب ربع قرن
فكانت تأخذ من هدي النبي صلى الله عليهِ وسلّم وأخلاقه وعلمه وتطبقيه على الوجه الصحيح
فكانت في سعادةٍ غامرة لأنّها شعرت بالسعادةِ الحقيقة سعادة الإيمان والتقوى
فـ كانت[color=blue] خديجة[/color] تصلّي مع النبيّ صلى الله عليه وسلّم الصلاة التي كانت في هذه الوقت وهيَ ركعتان في الغداةِ..وركعتان في العشي ..وذلك قبل أن تفرض الصلوات الخمس في ليلةِ الإسراء
فـ [color=blue]خديجة[/color] رضي الله عنها لم تدرك الصلوات الخمس فقد أدركها الموت قبل فروضِ الصلواتِ الخمس
[color=magenta]عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه[/color]:أن النبي سئل عن [color=blue]خديجة[/color] أنهّا ماتت قبل أن تنزل الفرائض والأحكام ؟قال:أبصرتها على نهار الجنة في بيت من قصب لا لغوَ فيه ولا نصب
فقد صلّت [color=blue]خديجة [/color]من أول ما علّمها النبي الصلاة واتبعته لأنها هذا ما كانت تريديه زاد الإيمان الذي لا يستطيع أن يعيش قلب بدونه
فكانت كـ الباحثةِ عن الحقّ أحسّت أن الحق قريب ففرحت بما جاء به الحبيب وبدأت بالتقرب لله العليّ العظيم
[/size][/font][/indent][size=5][font=arial][color=red]يتبع...[/color] [/font][/size]

أم حُذيفة السلفية 02-05-2012 12:14 PM

[center][font=arial][size=5][color=red]صبر واحتساب...وعبرةٌ لأولي الألباب
[/color][/size][/font][/center]
[size=5][font=arial]وبعد إسلام [color=blue]خديجة[/color] رضي الله عنها وبعد أن نزّل الله على نبيّه (([color=magenta]وأنذر عشيرتكَ الأقربين)[/color]) خرج النبي صلى الله عليه وسّلم:لما أنزلت هذه الآية فقال: يابني كعب أنقذوا أنفسكم من النار يا بني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد شمس أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار يا فاطمة أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لكم من الله شيئا غير أن لكم رحما سأبلها ببلاله
قال: (أبو جهل تبّا لكَ ألهاذا جمعتنا )وصبّ غضب قريش وبدأ المشركون بالتصدّي ومحاربة رسول الله صلى الله عليه وسلّم ومحاربة كل من آمن معه
وظلّت قريش مقاربة عشر أعوام تعدّ المسلمين عصاه ثائرين ..
وبدأ المشركون بتعذيب الصحابة وإيذاء النبي وصاحبت هذه السخائم المشتعلة
حرب من السخرية والتحقير قُصدَ بها تخذيل المسلمين وتهوين قواهم المعنوية
فــ كانت [color=blue]خديجة[/color] ترى ما كان يتعرض له الحبيب صلى الله عليهِ وسلّم
من الإيذاء والسخرية فتواسيه وتثبته وتخفف عنه وتهوّن علبه أمر الناس
فكانت بهذا التصرف مثلا عظيما وفريدا لكل فتاة مسلمة فالكثير متن الرجال الآن يتعرضون في زمننا من الإيذاء بدعوتهم إلى الله فيكون دور الزوجة أن تصبّر زوجها وتخفف عنه ما يراه من الابتلاءات التي تجعل الحليم حيرانا..
وقد كانت إيذاء المشركين للنبي كثيرة نذكر منها ....
[color=magenta]عن عروة بن الزبير رضي الله عنه قا[/color]ل:سألت ابن عمرو العاص أخبرني بأشدّ شيءٍ
صنعه المشركون بالني صلى الله عليهِ وسلّم..
قال:بينا النبي صلى الله عليهِ وسلّم يصلى في حجر الكعبة ,إذا أقبل عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه في عنقه ,فخنقه خنقا شديدًا فأقبل أبو بكر حتّى أخذ بمنكبهِ ودفعه عن النبي صلى الله عليهِ وسلّم قال:((أت[color=magenta]قتلون رجلًا أن يقولَ ربيَ الل[/color]ه))
فقد تعرض النبي صلى الله عليهِ وسلّم ومن أسلم معه من الإيذاء من المشركين وظلّت الأمّ الطاهرة [color=blue]خديجة [/color]تصبره وتثبته وتخفف عنه ما كان يرى من قومه

...
[color=red]يتبع[/color]
[/font][/size]

أميرة حبى أنا 02-05-2012 01:57 PM

[size=5]جزاك الله خيرا[/size]
[size=5]وجعله فى ميزان حسناتك[/size]

أم حُذيفة السلفية 02-05-2012 05:11 PM

جزاكِ الله خيراً

ريحانة احمد 02-08-2012 11:46 PM

[center][size=5][color=red]جزاك الله خيرا
اسال الله لنا ولك التوفيق
[/color][/size][/center]

أم حُذيفة السلفية 02-16-2012 09:32 PM

[center][font=traditional arabic][size=5][color=red][u]الله سبحانه وتعالى يقرأ خديجة السلام... وردّ خديجة باحلمٍ عظيمِ أنام
[/u][/color][/size][/font][/center][indent][center][font=traditional arabic][size=5]وهنا نتوّقف عند هذا الموقف العظيم الموقف الجليل
وهوَ أن الله يقرأ [color=blue]خديجة[/color] السلام..وهذا من أجلّ المواقف وأعظمها

فـ [color=magenta]عن أنس رضي الله عنه.[/color]قال:أتى جبريل النبي صلى الله عليهِ وسلّم:
وعنده [color=blue]خديجة [/color]فقال:إنّ الله يقرأ [color=blue]خديجة[/color] السلام فقالت:إنّ الله هوَ السلام وعلى جبريل السلام وعليكَ السلام ورحمة الله وبركاته
فيا لها من أم فقيهة ذكيّة تعلّمت الأدب كلّه وتعايشت معه في بيت النبي صلى الله عليهِ وسلّم الذي جمعه الله له كل المناقب والمكارم فقد قال: الله تعالى ([color=red]وإنّكَ لعلى خلق عظيم[/color])[/size][/font][/center]
[/indent][center][font=traditional arabic][size=5]يتبع.. [/size][/font][/center]

أم حُذيفة السلفية 02-16-2012 09:34 PM

[center][font=traditional arabic][size=5][color=red][u]بشرى في الجنّة لها...والجزاء من جنسِ عملها
[/u][/color][/size][/font][/center][indent][font=traditional arabic][size=5]وها نحن لنتوقّف وقفة عظيمة لنتعايش مع هذه البشرى العظيمة لسيّدة [color=blue]خديجة.[/color].
[color=magenta]عن أبي هريرة رضي الله عنه قال[/color]: أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسّلم فقال: يا رسول الله "هذه [color=blue]خديجة [/color]قد أتت معها إناء فيهِ أدام أو طعام أو شراب فإذا هيَ أتتكَ فاقرأ عليها السلام من ربّها ومنّي,وبشرّها ببيتٍ في الجنّة لا قصبَ لا صخب فيه ولا نصب))متفقٌ عليه
[color=magenta]قال: الإمام ابن حج[/color]ر:((قصب بفتحِ القاف:
قا[color=magenta]ل:ابن التين[/color] المراد به لؤلؤة مجوّفة واسعة كالقصر المنيفِ وقال: ((ا[color=magenta]لطبراني[/color])) عن طريق أخرى عن أبي أوفى يعني :قصب اللؤلؤ وعنده من حديث أبي هريرة رضي الله عنه((بيت من لؤلؤ مجوّف))
وفي راوية لمسلم قالت:فاطمة قلت يا رسول الله أينَ أمّي [color=blue]خديجة [/color]؟ قال: ((في بيت منى قصب))قلت: أمن هذا القصب ؟قل: ((لا من القصب المنظوم بالدر واللؤلؤ الياقوت
وقال:وفي قوله قصب لفتة جميلة((أن في قوله قصب من جهةٍ استواء أكثر أنابيبه وكذا كان [color=blue]لخديجة[/color] من الاستواء ما ليس لغيرها ,إذ كانت حريصةً على رضاه بكلّ ممكن , ولم يصدر منها قط كما وقع في غيرها..
وقوله ((ببيت)) فقد قال: [color=magenta]أبو بكر الإسكاف[/color] في فوئد الأخبار :المراد بيت زائد على ما أعدّ الله لها من ثوابِ عملها ,ولهذا قال:((لا صخبَ فيه )) أي لم تتعب بسببه
قال[color=magenta]:السهيلي[/color]:لذكرى البيت معنى لطيف لأنها كانت ربّة بيت في الإسلام منفرد به فلم يكن على وجهِ الأرض في أوّل يوم بعث النبي صلى الله عليه وسلّم :بيتَ إسلام إلّا في بيتها وهيَ فضيلة ما شاركها فيها غيرها.
وقال:وجزاء الفعل يذكر غالبا بلفظه وإن كان أشرف منه فلهذا جاء الحديث بلفظ البيت دون لفظ القصر
وقال:المناوي:الصخب:الصياح والمنازعة برفع الصوت
والنصب التعب
قا[color=magenta]ل:السهيلي[/color]:مناسبة نفي هاتين الصفتين_المنازعة والتعب_أنه صلى الله عليه وسلّم لمّا دعا إلى الإسلام أجابته [color=magenta]خديجة[/color] طوعًا فلم تحوجه لرفعِ الصوت ولا منازعة ولا تعب في ذلك ,بل أزالت عنه كلّ نصب وآنسته من كلّ وحشة وهوّنت عليهِ كل عسير,فناسب أن يكون منـزلها الذي يبشّرها بهِ ربّها بالصفةِ المقابلة لفعلها
فيا لها من بشرى عظيمة لأمّنا [color=magenta]خديجة[/color] فهي تستحقّها فعي لم ترفع على نبيّ صوتها قط! ولم تتعبه معها فكانت تخفف منه كل ما يصيبه وتآزره وتعظّم من شأنه فهي تستحقّ هذه البشر كيف لا وهي تسعى لإرضاء نبيّ الله ورسوله عليه الصلاة والسلام...
[color=red]يتبع..[/color]
[/size][/font][/indent]

أم حُذيفة السلفية 03-07-2012 09:19 PM

[center][color=red][size=5][font=traditional arabic][u]عام الحزنْ .... وقلوبٌ تأنْ[/u]
[/font][/size][/color][/center][indent][font=traditional arabic][size=5]وهانحن لنقفَ وقفة جديدة ولكنّها مختلفة نوعًا ما فهي وقفة حزينة لنتحدّث عن [color=darkorange][u]موتِ[/u][/color] [color=blue]خديج[/color]ة الطاهرة رضي الله عنها
انطلق المسلمون من الشعب يستأنفونَ نشاطهم القديم بعد ما قطع إسلامهم في مكّة قرابة عشرة أعوام مليئة بالأحداث الضخمة ,وما إن تنّفّسَ المسلمون من الشدة التي لاقوها من قريشٍ ,,حتى علم النبي صلى الله عليه بوفاة زوجهِ [color=blue]خديجة [/color]
ثمّ وفاةِ عمّه أبي طالب فقد نكب في حياتهِ العامّة والخاصّة..
فقد عاشت – رضي الله عنها – مع النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم – أربعا ً وعشرين سنة وستة أشهر والسيدة خديجة – رضي الله عنها – كانت تشاركه في جهاده وتعاونه بمالها في تبليغ رسالته .
[color=magenta]قال:د.راغب السرجاني:[/color] موت الزوجة بصفة عامة مصيبة، الرجل مسكين، مسكين فعلاً بغير زوجته، فإن كانت العشرة بينهما طويلة كان الفراق أصعب، فإن كانت الزوجة صالحة كان الفراق أصعب وأصعب، فما بالكم لو كانت الزوجة واحدة من أعظم نساء الأرض! مصيبة كبيرة، كبيرة
انتهي قوله...
فقد كانت [color=blue]خديجة[/color] من نعمِ الله على نبيّه محمّد عليه الصلاة والسلام فكم لها من مواقف معَ النبي آزرته وأعانته وشاركته معاركَ الجهد المر..
وكم واسته بنفسها وأكرمته بمالها ومناقبها عظيمة في هذا
وقد كانت [color=blue]خديجة [/color]صدّيقة النساء حنّت على زوجها ساعة قلق بقيت ربع قرنٍ معه كم كانت تأمله وتوقّره
وقد تحمّل زوجها النبي صلى الله عليهِ وسلّم بعد موتها من المصائب وكيد الخصوم ليبّلغَ رسالته ويتمّ دعوته فقد ماتت والنبيّ في الخمسين من عمره أمّا هيَ فقد تجاوزت الخامسة والستين ..
ومع ذلك فبقيَ النبيّ يذكرها وبعز أصدقائها ويكرمهم عليه الصلاة والسلام..
[color=red]يتبع..[/color].[/size][/font][/indent]

أم حُذيفة السلفية 03-07-2012 09:21 PM

[center][font=traditional arabic][size=5][color=red][u]غيرة عائشة من خديجة..ومواقفُ عظيمة
[/u][/color][/size][/font][/center][indent][center][font=traditional arabic][size=5]ومن المعلوم أن النبي تزوج بعد وفاةِ[color=blue] خديجة[/color] سودة بنت زمعة ثمّ عائشة فلمّا تزّوج النبي عائشة كانت [color=blue]خديجة [/color]ميْتة ولكن مع ذلك فكانت عائشة تغار منها كثير ولم تغر من زوجاتِ النبيّ قط كما غارت من [color=blue]خديجة[/color] بنت خويلد رضي الله عنها
وقد صرّحت عائشة بهذا من مواقفَ كثيرة منها..
فـ[color=magenta] عن عائشة رضي الله عنها قالت:[/color]((ما غرت على نساء النبي صلى الله عليهِ وسلّم إلّا على خديجة وإنّي لم أدركها
وقالت:وكان رسول الله صلى الله عليه وسلّم إذا ذبح الشاة فيقول:((أرسلوا بها إلى أصدقاء [color=blue]خديجة[/color] ))فأغضبته يومًّا فقلت:خديجة! فقال:رسول الله إنّي قد ر[u][color=red]زقتُ[/color][/u] حبّها))
و[color=magenta]عن عائشة أيضا قالت:[/color]استأذنت هالة بنت خويلد أخت [color=blue]خديجة[/color] رسول الله صلى الله عليهِ وسلّم فعرفَ استئذان خديجة فارتاحَ لذلك فقال:((اللهمّ هالة بنتُ خويلد))فغرت فقلت :وما تذكر من عجوز من عجائزِ قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر فأبدلكَ الله خيرا منها
و[color=magenta]عن عائشة رضي الله عنها قالت[/color]:كان رسول الله صلى الله عليهِ وسلّم إذا ذكر [color=blue]خديجة [/color]أثنى عليها فأحسنّ الثناء قالت:فغرت يوما فقلت:ما أكثر ما تذكر حمراء الشدقين قد أبدلك الله خيرا منها :قال"أبدلني الله خيرا منها!!قد آمنت بي إذ كفّرني الناس ,ورزقني الله أولادها وحرمني أولاد الناس ...
و[color=magenta]عن عبد الله البه[color=blue]ي,[/color]قال:قالت:عائشة رضي الله عنها .كان رسول الله صلى الله عليهِ وسلّم إذا ذكر [/color]خديجة لم يكد يسأم من ثنائه عليها واستغفاره لها فذكرها يوما .فحملتني الغيرة فقلت:لقد عوّضكَ الله من كبيرة السن قات:فرأيته غضب غضبا أسقط في خلدي وقلت:في نفسي اللهمّ إن ذهبت غضب رسولك عنّي لم أعد أذكرها بسوء فلمّا رأى النبي صلى الله عليهِ وسلّم ما لقيت قال:((كيفَ قلت:والله لقد آمنت بي إذ كذّبني الناس ..وآوتني إذ رفضني الناس.ورزقتُ منها الولد وحرمتموه منّي ))قالت: فغدا وراحَ عليّ شهرا

ذات يوم كان الرسول صلى الله عليه و سلم يجلس مع أمي الحبيبة عائشة رضي الله عنها و جاء ذكر أمي المخلصة [color=blue]خديجة[/color] رضي الله عنها فاشتعل قلب عائشة بالغيرة وسالت زوجها الحبيب صلى الله عليه و سلم "يا رسول الله ...ارايت لو نزلت واديا و فيه شجرة قد أكل منها ووجدت شجرة لم يؤكل منها في أيها كنت ترتع بعيرك ?
(تعني عائشة بالشجرة التي أكل منها السيدة[color=blue] خديجة[/color] لأنها كانت ثيبا و كانت قد تزوجت قبل النبي صلى الله عليه و سلم مرتين).
(و تعني بالشجرة التي لم يؤكل منها نفسها و ذلك لأنها العذراء الوحيدة التي تزوجها الرسول صلى الله عليه و سلم).
فابتسم الرسول صلى الله عليه و سلم و قال لها "في التي لم يرتع فيها".

فكان ردّ النبي جميل جدا إذا لم يوافق عائشة لمشاعرها بل لم يقبل ذكر زوجته العطوف بسوء أمامه
حتّى بعد موتها
فلم تذهب صورتها الجميلة عن قلبِ النبي صلى الله عليهِ وسلّم فظلّت في مخيّلته بصفتها البديعة فلم يذكرها بسوءٍ قط رضي الله عنها
[color=red]يتبع..[/color]
[/center]
[/size][/font][/indent]

ريحانة احمد 03-08-2012 06:37 AM

[center][size=4][color=red]جزاك الله خيرا[/color][/size]
[size=4][color=red]نفع الله بك اختى الغالية[/color][/size][/center]

أم حُذيفة السلفية 03-08-2012 07:49 PM

[font=traditional arabic][size=5]بمدحِ الحبيب,,,
[/size][/font][indent][font=traditional arabic][size=5]في حديث عائشة قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وصحبه الصادقين وسلم- لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر [u][color=blue]خديجة[/color][/u]، فيحسن الثناء عليها، فذكرها يوما من الأيام، فأخذتني الغيرة فقلت: هل كانت إلا عجوزا قد أبدلك الله خيرا منها، فغضب ثم قال: لا والله ما أبدلني الله خيرا منها، آمنت إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء، قالت عائشة فقلت في نفسي لا أذكرها بعدها بسبة أبدا[/size][/font][/indent]

أم حُذيفة السلفية 03-08-2012 07:50 PM

[center][font=traditional arabic][size=5][color=#ff0000] [/color][/size][/font]
[u][font=traditional arabic][size=5]الخـــاتمة..
[/size][/font][/center]
[/u][indent][center][font=traditional arabic][size=5]وإلى هنا أخواتي ننتهي من سيرة أمّنها [u][color=blue]خديجة[/color][/u] الطاهرة واسأل الله أن تكونوا استفدتم من سيرة أمّنا الطاهرة ومن الجميل أيضا أن نتدارسَ هذه السيرة بيننا وبين أخواتنا وصديقاتنا وبناتنا لما فيها من الفؤائد للبنات المسلمين فنعمَ القدوة بأمهاتِ المؤمنين زوجاتِ رسول الله صلى الله عليه وسلّم ونعمَ القدوة بأمنا [color=blue][u]خديجة [/u][/color]بنت خويلد فقد ذكرنا فيها من الصفاتِ التي لم توجد بأمهات المؤمنين بعدها ولا في الناس الآن
أسال الله تعالى أن يصلح حالنا وان يرزقنا الصفات الحسنة كما رزقها للسيدة [color=blue][u]خديجة[/u][/color] وأسأله جلّ جلاله أن يجمعنا بها في الجنّة إنه وليّ ذلك والقادر على كلّ شيء
وصلى الله وسلّم على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبهِ وسلّمَ تسليما كثيرا .
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفركَ ونتوب إليك .[/size][/font][/center]
[/indent]


الساعة الآن 07:27 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.