|
[indent] [size=5][color=black]2014 مـ
باسم الله وحده تخطو مصرُ إلى العام الجديد .. والظلامُ الشاملُ الكثيفُ يضربُ على أبوابها حُجُبا فوق حُجب .. واللهَ أسألُ أن يتولّاها وأمة الإسلام في هذه الزلزلة العامة برحمته وفضله .. ومصرُ والأمةُ كلُّها لن تنهضَ إلا بالدين .. والدينُ لاينهضُ إلاّ بالأزهر .. ولستُ أقصدُ بالدين هذا الدين المختلطُ بالبدع الذي يعتقده الكثير من الناس .. إنما الدين الذي أعنيه هو دين القرون الثلاثة الأولى .. والأزهر الذي أبغيه هو أزهر القرن الرابع عشر ! أريدُ الدينَ القويَّ النقيَّ الذي فتحَ الممالكَ.. ومدّنََ المدن.. وكرّمََ الإنسان.. واحترمَ العقل .. وفرضَ المعرفة . أمّا هذا الدين الذي يقولُ بعبادة الأولياء .. وتمجيد القبور .. وإيثار البدع .. ومخادعة الله بالحيل .. ومداهنة الحُكام بالنفاق .. فليس دينُ الله .. إنما هو دين هؤلاء الأوزاع والأتباع الذين ضلوا وذلوا فمزقتهم الأحداثُ .. وأكلتهم المطامعُ.. وأصبحوا نهبا تتمالأ عليه الأمم ![/color][/size] [size=5][color=black]يتبع[/color][/size] [/indent] |
2-
[size=5][color=black]2014 أمّا الأزهرُ فيغلبُ على ظنِّي - بعد هذه الحركة الاحتجاجية من طُلاّبه - أنه انبعثَ كما ينبعث الرّبيعُُ في أوائلِ مارس .. تراه جَديبَ الأرض .. سليبَ الشجر .. مقرور النّسيم ولكن أسرارَ الحياةِ تكون - من وراء البصر - قد انبثت في الثرى .. وجرت في الأصول ..وسرت في الجوِّ ثم لاتلبث أن تستعلن فتُسعِدَ الأرواحَ بجميل الزهر .. وتُمتعُ الأجسامَ بطيبِ الثمر ! هؤلاء هم مستقبل الأزهر أساتذة وطُلاّبا .. كأنما أشرقت عليهم أشعةُ الإسلام ساطعة .. بعدما حجبها الغمامُ والقتامُ حِقبا بعد حِقب فهم وحدهم الذين يُدركون مسافة البعد بين الأزهر والناس .. وبين المبتدعات وصحيح الدين ! ولكنهم أشبه بالأغصان التي تنبتُ نضرة على أصل دوحةٍ عتيقة بالية فلايتسنّى لها الغِلظ والسّموق لأن الجذور لاتمدها بالغذاء كله .. والفروع لاتمكّنها من الهواء كله ! فإذا لم يُؤتِهم ربُّهم ما آتى أولي العزم من الرُّسل فيقطعون من أعالي هذه الشجرة ما اعوِجَّ .. ويجتثون من اسافلها ماذبل .. ويكشفون عن جذعها الواهن ما التفّ عليه من طُفيلي النبتِ .. أقولُ إذا لم يُؤتهم ربُّهم هذا العزم بغى الجفافُ علي هذه الأفنان النواشىء فيبست وذوت ! الأزهرُ هو أسبقُ جامعات الدنيا إلى الوجود .. فقد أنشىء عام 972 م ثم أنشئت جامعة بولونيا عام 1100م ثم جامعة باريس عام 1150م ثم تتابعت بعدهن جامعاتُ الدنيا تنحو منحى الأزهر في النظام والمنهاج والطريقة .. إلا أنها سايرت الزمان واستجابت لداعي الحاجة حتى بلغت أسمى مابلغه العقل من الثقافة والمعرفة ولبث الأزهر يمضغ الكلام ..و يُمالىء الحُكّام حتى انتهى به الأمرُ إلى هذا الحال المحزن ! مع العام الجديد نأمل في أزهر جديد .. وإلا فهو مسجد من مساجد مصرَ الأثرية لا أقل ولا أكثر !![/color][/size] |
[SIZE=5]2014
[/SIZE][SIZE=5]يارب سبحانك متى تبسطُ جناحكَ الرفيق على هذه الارض فتسكتُ آلةُ الموت .. متى يكونُ الدارُ أمانا .. والفزعُ اطمئنانا .. والقلوبُ مؤتلفة ..[/SIZE][SIZE=5] والشملُ جميعٌ ! متى تُصبحُ ساحاتُ القتل مرعىّ للقطعان الراتعة .. وآلةُ الموتِ قِنًّا للحَمَل الوادع .. وهذا الوعلُ النّطاحُ في أمسهِ لايدري ماذا يصنعُ بقرنيه .. وهذا الكلبُ النابحُ يستغرقُ في نومه .. ومصر والشام والعراق ينعمنَ بالعيش الغرير بلا هم على والدِ ولا حزن على ولد .. تباركت ربنا وتعاليت .. أنت السلام فهلا مَددتَ على دنيانا المكروبة ظلك الرّخي الوارف .. فإذا الزرعُ جميم .. وإذا الخير عميم .. والحال مُتّسقة .. والدهرُ مُطيع ! متى ترعي الاغنام في دنيانا أمرأ العُشبِ فلا قنابل ولا نيران .. متى تسبحُ الطيورُ في صفاء الجو فلا صواعق ولا دخان .. متى تمخرُ السفنُ في عباب البحر فلا طرابيد ولا قرصان .. متى تغرقُ الدنيا في فيض النعيم فلا خصام ولا عدوان .. سبحانك ربنا .. سميتَ نفسَكَ السلام .. وان في السلام نعمة وان في الحروب حكمة وبين نعمتك وحكمتك ضلت العقول ! العبّادي[/SIZE] [URL="https://www.facebook.com/photo.php?fbid=200323180159475&set=a.135470189978108.1073741829.100005453832691&type=1"] [/URL] |
إنّ المرءَ ليقضي من الدّهش إذ يرى هذا الأحمق المَوْتور يرجعُ بمصرَ إلى عهودِ الفرعون فيحملُ أتباعه على أنْ يعتقدوا أنّ الله قد حلّ به .. وأنّ مصر قد تجسّدت فيه !
إنّ العقلاءَ ليفزعون إلى الله في وسط هذه المصائبِ الهُوج جزعين أن يرتكس الفكر والمعتقد في مهوى البربرية الأولى ! أيُّ أمل يبقى بعد هذا الطغيان الذي مَوّه الباطلَ على الناس حتى اعتقدوا أنه الحق ! لله الأمرُ من قبل ومن بعد .. |
[IMG]http://images.travbuddy.com/1501332_12876213386406.jpg[/IMG]
إنّ عقربَ السّاعةِ يهدفُ إلى السابعة صباحا في خُطى غير منظورة .. وإنّ أنفاسَ الصّباح النّدية قد أخذت ترفُّ على وادي النيل .. وهأنذا أشعرُ شيئا فشيئا بزُكامي يذهبُ .. وبرشدي يئوب .. وبذهني ينتعش .. وبفكري يتجمّع .. وبأناملي تجري على الحروفِ بكلماتٍ كحلم النائمِ .. لاتغلب فيه كلمة على كلمة .. ولاتظهر به صورة دون صورة .. إلا ولها في العقل الباطن أثرا .. وبالروح اليقظان صِلة |
على ربوةٍ مُشرفةٍ على النيل ِ جلستُ وحدي ..
وقد تُؤنِسُ الوحدةُ ما لا يُؤنسُ الجمعُ .. ولكن هذا لايكونُ حتى يتخذَ الإنسانُ من نفسهِ صديقا .. وليسَ ذلكَ بالأمر ِ اليسير .. فكثيرٌ من الناس يُعادونَ أنفسَهُم فيتناولونها بالنقدِ والتأنيب .. ويُصغِّرون ما تأتي بهِ من أعمال ! فإذا هم وأنفسُهم أعداء .. يُحاولون أن يهربوا منها ولا يستطيعون أن ينفردوا بها طويلا .. مصيبة ٌ كُبرَى ألاّ يُصادقُ الانسانُ نفسَه .. فإن صادق الانسانُ نفسه وجد في صداقته تلك مُتعة كُبرى ! ولذة ً في كل تفكير .. وعمقا في كل معنى .. وإذ ذاكَ يعرفُ نفسه .. ويَجدُ ربّه .. وإذ ذاكَ تَخلُصُ النية في المعرفة فتعرف .. وإذ ذاك لاتنشغلُ النّفسُ بضوضاءِ العالم .. ولا يُزيغُ بصرَها الأمورُ الزائفة .. فتعرفَ الحق في جلاءٍ ووضوح .. وإذ ذاك نشعرُ بنوع من اللذةِ يفوق لذة تحصيل العلم من مُعلم أو كتاب .. ثم ماذا ؟ |
تناصرت أبالسةُ الظلامِ من متآمري العسكر وحمقى الرُّعاةِ على مصرَ فجعلوها في مثل الدّجى الحالكِ ..
تضطربُ في شقائها اضطراب الذّبيح ويوهمون أنها تحيا .. ويقتلون النفوس ويقولون تطهير .. ويقطعون الرؤوس ويعدمون التبرير .. ثم يرصدون خزانَة الدولةِ .. وجنودَها .. وشُرَطها لإقرار الشعب على الضّيمِ .. ورياضته على الاستكانة ! ولقد نسي الجنديُّ أنه حُشِدَ لمدافعة العداة .. ونسيَ الشُّرْطيُّ أنه رُصِدَ لمتابعة الجُناة .. ووقفا بجهديهما على قطع هذا الشارع فلا يعبره عابر وحصار هذا البيت فلا يزوره زائر .. والله حسبنا ونعم الوكيل .. العبّادي |
[b][size=5]اشتدَّ الصِّراعُ في الحقول ِ بينَ بواكير ِ الرّبيع وأواخر الشتاء ..
فأخذت الطبيعة ُ تتيقظ من رقادها الطويل .. وأخذت تنضحُ جفنَها الوَسْنانَ بأنداء الصباح .. وتبحث عن حُلَلِها وحلاها في خزائن الأرض .. وتأهّبَ كلُّ حيِّ للإحتفال بشبابها العائدِ وجمالِها المبعوث . فالحياةُ الهامدة تنتعش في الغصون الذّابلة .. والأغصان السليبة تتفطّرُ بالأوراق الغضّة .. والنحلُ يروِّضُ أجنحته ليحمل الى الخلايا سلال الزهور .. والعشبُ يحوكُ على أديم الثرى سلاسل الخُضرة .. والعينُ تلسعُ بالنظر الرّغيب هذا الفيض .. وبين النظرة والنظرة عَبرةٌ حَرّى.. تصَّعدُ أسىً على أيام ٍ ذاهبةٍ لاترجع .. وأمل ٍ بعيدٍ لايُنال !![/size][/b] |
| الساعة الآن 07:34 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.