منتديات الحور العين

منتديات الحور العين (http://www.hor3en.com/vb/index.php)
-   واحــة الأســـرة المسلمــة (http://www.hor3en.com/vb/forumdisplay.php?f=68)
-   -   دعوني أرحل ..... اقرأو قصتي .. (http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=7240)

الوليد المصري 11-15-2007 11:26 AM

[CENTER][B][SIZE=5][FONT=Arial Black]( 17 ) ليلة الخامس عشر من شعبان [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] وصلنا .. كم أشعر بالإرهاق .. أتمنى أن آخذ قسطاً من الراحة .. أذّن المؤذن لصلاة العصر .. إنها فرصة .. سأصلي .. ثم أخلد للراحة قليلاً .. صعدتُ أولى درجات السلم .. استوقفني الزوج بلهجة عاتبة وجادة :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] ـ توقفي .. لماذا لم تصومي معنا اليوم ؟ أم أنك تريدين مخالفتنا فقط !!!![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] استدرتُ نحوه بعينين أثقلهما النعاس .. ثم هززت كتفي ببراءة وقلت :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] ـ أصوم ؟! .. اليوم ؟! .. وأي مخالفة تلك التي تتحدث عنها ؟[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] تضايق من ردّي .. ولكني لم أفهم ما يرمي إليه !! ما به ؟! .. لماذا يوبخني على عدم الصوم اليوم ؟!!![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] رد قائلاً في غضب مفاجئ أدهشني :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] ـ كل من يعظّم ليلة النصف من شعبان فإنه يصوم في يوم الرابع عشر منه .. إلا أنت !! .. ألا تشعرين بنوع من المخالفة ؟!!![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] قلت وقد فهمت غرضه الحقيقي :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] ـ ولم هذا اليوم بالذات عن بقية الأيام ؟ سأصوم غداً إن شاء الله .. أو ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] قال بعنف :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] ـ لا أريد أن يعرف أحد من الناس أنك لم تصومي اليوم هل فهمتي ؟! .. ستذهبين معنا اليوم للإفطار وكأنك صائمة ! .. ولا تفصحي لأحد عن إفطارك مطلقاً .. لا نريد أن يوكلنا الناس بألسنتهم .. مفهوم !! لقد كثرت مخالفاتك ؟ وكثرت امتناعاتك ! .. إلى متى ؟! .. إلى متى ؟! .. لقد ……….[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] قلت له لما رأيت غضبه يزداد تأججاً بصوت خافت وهادئ :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] ـ أرجوك .. كفى شجاراً .. أرجوك .. ماذا دهاك ؟!! سأفعل ما تأمرني به .. لن يعرف إنس أو جن بإفطاري .. ولكن أرجوك .. أريد أن أعيش بسلام .. لا تغضب .. ولا تجرحني .. أكثر من ذلك .. كفى .. لك ما تريد .. سأكون جاهزة خلال عشر دقائق .. ولكن اهدأ .. واتركني أهدأ أنا أيضاً .. أتوسل إليك ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] ـ حسناً .. هيا اصعدي ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] تنهّدتُ بارتياح عندما لا حظت أن البرود يشع من صوته بعد العاصفة .. لقد اطمأننت أخيراً .. عرفت كيف أسكب على غضبه الجامح ماء بارداً .. أنا لست نادمة على تهدئته ! لأن رجلاً كهذا كفيل بأن يخرجني عن طوري من فرط القلق والسأم ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] تناولت معطفي الذي سقط من يدي من دون وعي مني .. صعدت السلم قفزاً .. آه .. كم أنا متعبة .. متعبة .. صليت العصر .. لم أجادل في ذهابي ! .. لن يسمح لي بالبقاء في المنزل .. لا أريد أن أثير غضبه أو أن أتعب قلبي ! .. سأذهب .. سأذهب .. [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] أعدت المشط وأدوات التجميل في حقيبتي .. ارتديت ملابسي .. وحذائي .. لبست حجابي .. ركبنا معاً في السيارة .. وانسابت منحرفة إلى طريقها القديم .. وازداد وجه السماء تلبداً .. أطلت من النافذة .. حيث رأيت الظلام قد بدأ ينشر أجنحته في صفحة السماء ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] دخلنا إلى مكان الاحتفال بليلة الخامس عشر من شعبان .. الجميع صائمات .. وصائمون !! .. وهذه موائد قد أعدّت عند أكثر الناس تقوى وإيماناً !!!!!! .. [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] اجتمعت النسوة حول الطعام .. أجلستني والدة زوجي بجانبها .. هل هذا الطعام من حلال أم من حرام ؟![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] مجموعة من النساء ما زالت تردد ابتهالاتها وتسبيحاتها بشكل جماعي .. ويقرأن القرآن أيضاً بصوت واحد .. لقد شحب وجهي كثيراً .. تغيّرت حالي كثيراً .. كثيرات يسألنني عن سبب هذا الشحوب وهذا الذبول .. فتجيب والدة الزوج بسرعة :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] ـ تعلمون أنها ما زالت عروساً .. إنها لم تبلغ الثلاثة أشهر من زواجها بعد .. لذلك هي لا تأكل ولا تنام جيداً .. ما زالت الحياة الزوجية جديدة عليها .. نعم .. فقط هذا هو السبب ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] انظر إليها بعينين زائغتين .. أومئ للنساء برأسي بأن هذا هو السبب فقط .. فقط .. فقط !!!![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] أذن المؤذن لصلاة المغرب .. تناولت النساء إفطارهن .. تصنعت التذوق .. أخاف أن يكون الطعام حراماً .. رباه .. أنا مكرهة ! أخشى مكرهم .. ينظرون إلي .. إلى العروس التي ذبلت بعد زواجها .. كلي .. ما بك ؟! .. فأصطنع الأكل وأشرب كميات الماء .. هل هذا الماء يحوي شيئاً ما أيضاً ؟ .. رباه ما العمل ؟![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] انتهينا .. تقدمت إحدى النساء الصالحات !!!!!!! .. تعظ وتذكّر بفضل هذا اليوم وبفضل صيامه وقيامه .. وبفضل صلاته وذكره !!! .. ثم .. أمرت النساء بفتح المصاحف على سورة يس .. وبدأن جميعاً بصوت واحد بقراءتها .. حتى إذا انتهين منها .. كرّرن قراءتها مرة ثانية فثالثة !! .. واكتفين !![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] ثم قالت المرأة بانفعال :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] ـ والآن ادعين الله بأن بمحو آجالكن السابقة .. ويثبت الآجال الجديدة بعد قراءة يس ثلاث مرات .. ولتطمئنوا .. فلن تموت إحداكن هذه السنة ما دامت قرأت معنا سورة يس .. ثلاث مرات .. والآن سوف يوزّع الله عليكم الأرزاق الجديدة .. والآجال الجديدة .. ويمحو الآجال القديمة التي كتب الله فيها بموت امرأة منكن في هذه السنة !!![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] ربـاه .. أستغفر الله العظيم .. وكيف يضمن عدم موتهن في هذه السنة ؟! .. رأيت الارتياح بادياً على وجوههن لقد وثقن بعدم موتهن خلال العام ؟!!! .. أي عقول يملكن ؟!!![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] أضافت تلك المرأة في قولها وهي تثّبت نظارتها السميكة على عينيها :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا علي ، من صلى مائة ركعة ليلة النصف من شعبان يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وقل هو أحد عشر مرات إلا قضى له كل حاجة .. " الخ .[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] تعالت صيحات النسـوة :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] ـ يا فلان بن فلان .. يا فلان بن فلان .. !![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] آه …. بدأ الهزل وأوشك الجد أن يختفي ! .. إنهن يستنجدن ويسغيثن !! .. رباه .. أخرجني من بينهن يا رب !! .. ثم أكملت المرأة في ابتسامة عريضة :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] ـ كلنا نعلم .. أن هذه الليلة من أعظم الليالي المباركات وفضلها جد عظيم .. وسبب تفضيلها على باقي الليالي .. هو أنها المقصود بها في القرآن .. ( فيها يفرق كل أمر حكيم ) في سورة الدخان .. لذلك يستحب في ليلة النصف من شعبان العبادة والذكر والقيام وقراءة القرآن وصيام يوم أربعة عشر منه .[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] صرخت بالمرأة بدون وعي مني .. وقلت لها وقد خيّم السكون على الجالسات :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] ـ مهلاً .. مهلاً .. هناك لبس في الأمر .. المقصود بهذه الآية هي ليلة القدر في رمضان .. وليست ليلة النصف من شعبان !![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] رأيت المرأة تطرف بعينيها ويضطرم وجهها وترتبك فجأة .. فلا تحير جواباً .. نظرتُ إلى والدة الزوج .. فشعرت كأن سهماً قاتلاً أرداها قتيلة وقد اخترق صدرها حين رأتني أعارض أمرهم العظيم .. بدأ الهمس .. نظرت المرأة إلي بنظرات محرقة .. ساخطة .. متحدية .. ابتعدت النساء اللاتي بجانبي شيئاً فشيئاً !! .. هل كفرت ؟!!!!![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] توقفت المرأة عن الحديث .. انعقد لسانها .. تفاجأت بوجودي فيما بينهم !! .. وقفت وأنا أرى حقدهن ونظراتهن المغرضة ! .. وقلت بصوت مسموع :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] ـ استغفر الله العظيم …….. ![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] ثم .. مضيت بسرعة نحو دورة المياه .. كنت واثقة بأني تركت تلك المرأة ومن معها في حالة يرثى لها من شدة الغيظ .. ولكن يا ويلتي من ذاك الزوج الذي لا يفتأ ينهرني ويعتدي علي بالتجريح والضرب .. بدأ الخوف يتشبّث بأجزائي .. وجدت حجرة فارغة .. مكثت فيها .. وحدي .. الكل .. يحقد علي ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] فكرت ملياً .. ما الذي يجبرني على البقاء أكثر ؟!! سأرحـل .. ها أنا أشعر مرة أخرى بهذا السأم العميق الذي طالما أثقل علي بسبب هذه الحياة الرتيبة المخيفة معه .. ومعهم !! .. لشدَّ ما تهفو نفسي إلى لون آخر من الحياة .. حياة يملأها الإيمان والصدق .. والراحة والطمأنينة .. بذكر الله وبالصلاة على وجهها الصحيح .. ولكن .. كيف ؟! كيف ؟! كيف ؟!!!![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] سمعتُ النساء يصلين المائة ركعة ! .. يا رب .. أخرجني من هنا برحمتك .. اللهم ألهمني الصبر والسلوان .. تحسست وجهي بيدي .. آثار الشحوب قد ظهرت عليه .. لقد ارتسمت علي سمات تنم عن أني سأفقد شبابي قبل الأوان .. هم السبب في تعاستي وذبولي .. اللهم خلصني منهم يا رحيم[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black] يتبع ...[/FONT][/SIZE][/B][/CENTER]

الوليد المصري 11-15-2007 11:26 AM

[CENTER][B][SIZE=4][FONT=Arial Narrow]( 18 ) عقاب على الحق ! [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial Narrow] في حوالي التاسعة خرجنا من المنزل .. الأم حانقة جداً .. لا تكلمني .. لا تنظر إلي .. لقد لاقت من النساء التوبيخ والتعنيف على تكذيبي لبدعتهم .. أتى ابنها الأصغر ليستقلنا إلى المنزل .. الحمد لله ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial Narrow] دخلت مباشرة إلى المطبخ .. أما الأم فقد قبعت بانتظار زوجي في الصالة .. هل ستخبره ؟! بالتأكيد .. إنها تكاد أن تنفجر .. ولكني لم أخطئ .. ليس من العيب قول الحق !!![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial Narrow] سمعت صوت الزوج وقد بدأ بالعلوّ .. اختلست النظر إليه فوجدت أمه تصرخ وتشكو مني ثم .. بكت ![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial Narrow] أرعد صوت الزوج بالانفعال وهو يدخل إلى المطبخ ؟[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial Narrow] ـ أين أنتِ ؟ .. أين أنت ؟![/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial Narrow] صرخت بخوف وأوقعت كأس الماء في الأرض فتحطم .. أمسك بشعري بقوة ولكمني لكمـة ثم أتبعها بلطمـة .. وهو يصـرخ :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial Narrow] ـ أيتها الضالة .. إلى متى ؟! .. لماذا تعثين بيننا الفساد ؟! .. لماذا تحرجين أمي وتحرجيننا أمام الناس ؟ [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial Narrow] تباً لك .. لماذا تفعلين ذلك ؟! .. لن ينفعك الكفــرة ! .. أغربي عن وجهي .. أغربي ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial Narrow] بدأ الانهيار على تصرفاتي .. صحت من أعماق قلبي .. تلوّيت من شدة الألم :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial Narrow] ـ أرجوك .. كفى .. أرجوك .. إنك تؤلمني .. آه .. اتركني .. أتوسل إليك .. ارحمني …..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial Narrow] وقفلت عائدة إلى حجرتي .. كي ألوذ بها من غضبهم .. فاستوقفني عند باب المطبخ صارخاً :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial Narrow] ـ قفي أيتها المتمردة .. قفي .. لا تتحركي ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial Narrow] وقفت مفتوحة الفم والدماء تسيل على وجهي .. وصدرت عني أصوات أنين وعويل خافتة .. ضعيفة .. وأنا أتراجع بفزع وخوف من أن يزداد ضربه ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial Narrow] كانت علامات القسوة والسخط والتحدي واضحة عليه :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial Narrow] ـ اذهبي الآن واعتذري للجميع على ما سببتيه لهم من مضايقات وإحراجات .. هيا .. والويل لك إن وجهت لي شكوى بسببك .. الويل لك …..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial Narrow] ركضت إلى والدته ووقعت أرضاً لتعثري بالسجادة .. نهضت .. اختلطت أدمعي مع دمي .. مسحتها بيدي .. استعدت أنفاسي الممزقة وأنا أقول :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial Narrow] ـ أعتذر لكم جميعاً .. أعتذر .. أعتذر .. أرجوكم .. أريد الذهاب إلى أبي وأمي .. أريد الذهاب ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial Narrow] خالتي .. أرجوكِ .. أقنعيه بذلك .. أنا لا أصلح للعيش هنا .. أرجوكِ .. خذوا كل ما تريدون .. لا أستطيع الاستمرار .. فقط اتركوني أرحـــــــل ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial Narrow] ثم توجهتُ إليه باكية :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial Narrow] ـ أرجوك .. ارحمني .. لا أستطيع العيش هنا .. أتوسل إليك ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial Narrow] ترددت أنفاسه بصوت مسموع .. ونظر إلي بعينين ناريتين وقال :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial Narrow] ـ لن تذهبي .. لن تذهبي .. ستبقين معي إلى آخــر حياتـي .. هل تفهمين .. لن أدعكِ تذهبين …..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial Narrow] أحسست بخيبة أمــــل شديدة .. فتح باب المنزل .. وأغلقه بقوة .. تحطمت مشاعري .. توجهت نحو غرفتي .. مؤنستي .. الصدر الحنون .. جفت الدماء التي كانت تسيل على وجهي .. غسلت ما علق به من الدم والدمع ..[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][FONT=Arial Narrow] توضأت .. توجهت إلى الله .. بأن الظلم قد بلغ حداً عظيماً .. فلا مجال .. اللهم قد تسلّط علي من لا يخافك في ولا يرحمني .. وأنا أدعو الله من أعماقي دعوة مظلوم .. حتى جنّ الليل .. فتوسدت سجادتي ونمت مكاني .. نوماً عميقاً .. عميقـــــاً ….[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]
[/CENTER]
[B][SIZE=4][/SIZE][/B]

أبو عمر الأزهري 11-15-2007 02:58 PM

[CENTER][FONT=Arial][SIZE=5][COLOR=navy][B]لاحول ولا قوة إلا بالله [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial][SIZE=5][COLOR=navy][B]اللهم إنا نسألك أن ترزق كل أخواتنا السنيات أزواجا تسير حياتهم وفق مقتضى أحكام كتابك وسنة رسولك صلى الله عليه وسلم ، ولا تفارقهما لغيرهما . [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial][SIZE=5][COLOR=navy][B]نسأل الله العافية .[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial][SIZE=5][COLOR=navy][B]جزاك الله خيرا أخى الحبيب ، القصة رائعة ومحزنة جدا ، [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Arial][SIZE=5][COLOR=navy][B]فى انتظار البقية إن شاء الله تعالى .[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

أم معاذ 11-16-2007 02:02 AM

[quote=أبو عمر الأثرى;41166][CENTER][FONT=Arial][SIZE=5][COLOR=navy][B]لاحول ولا قوة إلا بالله [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Arial][SIZE=5][COLOR=navy][B]اللهم إنا نسألك أن ترزق كل أخواتنا السنيات أزواجا تسير حياتهم وفق مقتضى أحكام كتابك وسنة رسولك صلى الله عليه وسلم ، ولا تفارقهما لغيرهما . [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][FONT=Arial][SIZE=5][COLOR=navy][B]نسأل الله العافية .[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[/QUOTE]

[CENTER][SIZE=4][COLOR=red]اللهم آمين[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=4][/SIZE]
[SIZE=4][COLOR=red]الله المستعان[/COLOR][/SIZE][/CENTER]

الوليد المصري 11-17-2007 02:54 PM

[quote=أم معاذ;41279][CENTER][SIZE=4][COLOR=red]اللهم آمين[/COLOR][/SIZE]

[SIZE=4][COLOR=red]الله المستعان[/COLOR][/SIZE][/CENTER]
[/quote]


الله المستعان


جزاكم الله خيرا







[CENTER][SIZE=5][COLOR=Blue][B][FONT=Arial Black]( 19 )
[/FONT][FONT=Arial Black] السفر المفاجئ لزيارة القبور !!
[/FONT][FONT=Arial Black] مرت ثلاث ساعات على نومي في الأرض .. تحركت قليلاً .. آلمتني أضلعي .. تنفّست الصعداء بعد أن صافح وجهي نسيم الليل المنعش النديّ .. وصافحتني معه الكثير من الأفكار .. نظرت إلى ساعة يدي بصعوبة .. بسبب الظلام .. إنها الثالثة ليلاً .. ولكن .. ما مصدر هذا الهواء المنعش ؟ ..
[/FONT][FONT=Arial Black] التفت إلى النافذة .. وإذا بالزوج قد فتحها على مصراعيها وأخرج رأسه ونصف جسده منها !! يتأمل .. يتنشق الهواء الندي .. اعتدلتُ جالسة .. شعرت بألم في وجهي وكتفي .. تذكرت ما حدث بسرعة .. لم ينتبه ليقظتي .. انتقلت نظراتي إلى حقيبة سفر كبيرة وضعت على الأريكة !! .. هل هذه الحقيبة لي ؟ .. أوه كم أتمنى ذلك .. لم أتحدث .. أغلق النافذة والتفت نحوي .. ثم ابتعد بنظره ولم يتحدث هو أيضاً .. شعرت به يأخذ نفساً عميقاً .. توقفت أنفاسي وأنا أسأله بصوت خافت خائف :
[/FONT][FONT=Arial Black] ـ هل أنت .. جائع ؟! هل .. هل أحضر لك طعاماً ؟
[/FONT][FONT=Arial Black] نظر إلي مطوّلاً .. وكأنما ينقّب في وجهي عن مكان لم تطله ضرباته .. فلم يجد !! ..
[/FONT][FONT=Arial Black] أخفض نظره إلى الحقيبة .. ولم بتحدث .. قام ووضعها على طرف السرير وفتحها .. إنها لا تزال جديدة .. أشعل الضوء ..
[/FONT][FONT=Arial Black] قلت بحذر ..
[/FONT][FONT=Arial Black] ـ أما .. أما زلت غاضباً ؟!
[/FONT][FONT=Arial Black] أيضاً لم يتحدث .. فتح خزانة الملابس ووقف أمامها طويلاً .. فقلت بهدوء :
[/FONT][FONT=Arial Black] ـ أنا آسفة .. ولكن الأمر كان لا يحتمل أن تضربني ضرباً مبرحاً .. لقد آلمتني كثيراً ..
[/FONT][FONT=Arial Black] كنت أرتعد عندما تراجع إلى الخلف ونظر إلى غمام وجهي الممتقع الجريح وقد سترته الظلال .. سكت .. لا فائدة ..
[/FONT][FONT=Arial Black] قال بدون أن ينظر إلي :
[/FONT][FONT=Arial Black] ـ هل آلمتك ؟ كان ضرباً عنيفاً .. ولكن أرجو ألا تثيري حفيظتي مرة أخرى حتى لا أكرره فيما بعد !!
[/FONT][FONT=Arial Black] تشنج وجهي استعداداً للبكاء .. ولكني لم أفعل .. قلت بكبرياء :
[/FONT][FONT=Arial Black] ـ شكراً لك .. وأتوقع منك المزيد .. هل أنت جائع ؟!
[/FONT][FONT=Arial Black] ـ لا أريد طعاماً .. أريد منك أن تجهّزي ملابسي وتضعيها في الحقيبة .. سأسافــر ..
[/FONT][FONT=Arial Black] ـ ماذا ؟! .. ستسافــر ؟! .. وأنا !! .. ماذا سأفعل ؟!
[/FONT][FONT=Arial Black] جلس على الأريكة ببطء وقال ببساطة :
[/FONT][FONT=Arial Black] ـ أنتِ ؟ ستبقين هنا لحين عودتي بالطبع ! .. لن أتأخر .. بضعة أيام فقط وأعود ..
[/FONT][FONT=Arial Black] قاطعته برجـاء ..
[/FONT][FONT=Arial Black] اصطحبني معك .. أريد رؤية أهلي .. أرجوك .. لا أريد البقاء هنا .. وحدي ..
[/FONT][FONT=Arial Black] قال وهو يضع ساقه على الأخرى ..
[/FONT][FONT=Arial Black] ـ هل جننتِ ؟! .. أنا أذهب بك إلى أهلك ؟! .. قلت لكِ مراراً لن ترحلي من بيتي أبداً .. ستبقين معي إلى الأبد .. ثم .. من قال أني ذاهب إلى أهلك ؟! أنا ذاهب إلى مكان آخر ..
[/FONT][FONT=Arial Black] ترددت برهة .. ثم قلت بمكر وأنا أشعر بألم في عضلات وجهي المكلوم :
[/FONT][FONT=Arial Black] ـ حسناً .. ما رأيك في أن أذهب لزيارة أهلي خلال الأيام التي ستسافر فيها .. ثم .. أعود .. ما رأيك ؟! أنا مشتاقة إليهم كثيراً .. هاه ما رأيك أرجوك وعندما …..
[/FONT][FONT=Arial Black] ابتسم لهذه الفكرة .. ثم قال :
[/FONT][FONT=Arial Black] ـ لا .. لا .. لا .. لا تفكّري في هذا الأمر مطلقاً .. لت تذهبي .. لأنك لن تعودي إلي .. أليس كذلك !!
[/FONT][FONT=Arial Black] إني أفهم ما ترمين إليه .. ولكن لن يحدث هذا أبداً أبداً أبداً ..
[/FONT][FONT=Arial Black] انعقد لساني .. لا فائدة .. إنه داهية .. أجبت بهدوء واتزان مصطنعين :
[/FONT][FONT=Arial Black] ـ حسناً .. لك ذلك .. لن أسافر .. سأبقى هنا .. في انتظارك !!!!!!! ولكن إلى أين ستسافر ؟
[/FONT][FONT=Arial Black] وقف …….. وذهب لينظر إلى نفسه في المرآة ثم قال :
[/FONT][FONT=Arial Black] ـ سأذهب لزيارة قبور الأولياء الصالحين وسأصطحب أمي معي .. لقد أخذت معي شاة حتى أذبحها بجوار القبر .. وسنقيم عنده يوماً أو بعض يوم .. وبعد ذلك سأنقل بعض اللحم إلى الأصدقاء والأقارب .. و .. إليك بالطبع .. هدية .. فهل تذهبين معنا ؟!!
[/FONT][FONT=Arial Black] صرختُ بسرعة : لا .. لا ..
[/FONT][FONT=Arial Black] ثم أطبقت شفتيّ !! .. إن شعر بأني لا أريد الذهاب فسيرغمني .. نظر إلي بتوجس .. فأسرعت باصطناع ابتسامة باهتة وحاولت تغيير الموضوع .. فقال :
[/FONT][FONT=Arial Black] ـ ولم لا ؟! .. لم لا تريدين الذهاب ؟!!!
[/FONT][FONT=Arial Black] وجدت صعوبة في الرد من شدة الارتباك الذي سيطر علي .. قلت وأنا أجلس وأبتسم :
[/FONT][FONT=Arial Black] ـ لا مانع لدي من السفر مطلقاً .. سأذهب .. ولكن .. الطريق شاقة .. وأنا لا أحتملها .. وبالذات عندما يكون السفر بالسيارة .. لأنه .. لأنه ..
[/FONT][FONT=Arial Black] قاطعني بهدوء : لالالا .. يجب أن تذهبي معنا .. يجب أن تتعلمي .. كيف غابت عني تلك الفكرة .. هذه الحقيبة تكفي لشخصين .. قلت بلفهة :
[/FONT][FONT=Arial Black] ـ حسناً حسناً .. لا بأس .. ولكن ستكون رحلتكم متعبة .. لأنني .. لأنني سأجعلكم تبطئون في السير .. فكما قلت لك .. لا أحتمل السفر براً .. ثم .. رفع يده وقال :
[/FONT][FONT=Arial Black] ـ أوه .. لالا .. إذاً لنترك سفرك معي لوقت آخر .. نحن عجلون هذه المرة .. فقط جهّزي ملابسي أنا ..
[/FONT][FONT=Arial Black] رفعت نظري إلى السماء .. تنفست الصعداء .. الحمد لله .. أبديت اهتماماً بالغاً بسفره دون أن أعارضه .. قلت باهتمام وأنا أرتب الحقيبة :
[/FONT][FONT=Arial Black] ـ وما القصد من هذه الرحلة ؟
[/FONT][FONT=Arial Black] أجاب بحماس بكبير :
[/FONT][FONT=Arial Black] ـ ليس لها قصد سوى التقرب إلى الله بزيارة قبور الصالحين والدعاء عندها والتبّرك بها والتوسل إلى الله بهم .. إن من عاداتنا الذهاب إلى هذه القبور إذا أصيب أحدنا بجنون أو مرض شديد .. أو ..
[/FONT][FONT=Arial Black] كتمت أنفاسي فجأة .. وغمرتني موجة ضيق مما أسمع ولكني صبرت .. أن أسمع أهون من أن أفعل .. سألته وأنا أغلق حقيبته بعد أن انتهيت منها :
[/FONT][FONT=Arial Black] ـ وهل يبرأ المريض من مرضه أو المجنون من جنونه بسبب هذه الزيارة ؟!!!!!
[/FONT][FONT=Arial Black] ـ أجل .. أجل .. يبرأون .. ويهتدون .. ويتماثلون للشفاء .. سوف أدعو لكِ معي .. وأرجو أن يهديك الله !!!!!
[/FONT][FONT=Arial Black] تسمّرتُ في مكاني .. اللهم لا تجب دعوته ..
[/FONT][FONT=Arial Black] قطعت حديثه فجأة وقلت باستغراب :
[/FONT][FONT=Arial Black] ـ وهل ستذهب أمك معك أيضاً ؟ .. أعني .. هل .. هل ستزور القبور ؟!!
[/FONT][FONT=Arial Black] لم يكن يتوقع مثل هذا السؤال .. فقال بصوت حاد :
[/FONT][FONT=Arial Black] ـ نعم ستذهب معي .. وستزور قبور الأولياء وتتبرّك بها .. فهل هناك ما تعارضينه ؟
[/FONT][FONT=Arial Black] أطرقت بعيني أرضاً .. وأخذت أعبث بالسجادة بأصابعي .. ثم قلت :
[/FONT][FONT=Arial Black] ـ لا .. ولكن .. لا يجوز للنساء زيارة القبور .. فقد نهى عنها النبي صلى ……………
[/FONT][FONT=Arial Black] قاطعني بصوت كالفحيح وقد تألقت عيناه بوهج مخيف :
[/FONT][FONT=Arial Black] ـ لا شأن لك مطلقاً .. يبدو أن تأديب اليوم لم يُجدِ معك .. فهل أحاول تطبيقه مرة أخرى ؟!!!!!
[/FONT][FONT=Arial Black] نهضت من مكاني مرتبكة .. ابتعدت عنه سريعاً ولم أعلم ما الذي أستطيع أن أفعله .. فضّلت تركه وشأنه ! .. طُرق الباب طرقاً خفيفاً .. توجهتُ لفتحه .. فإذا بوالدته قد استعدّت للذهاب ..
[/FONT][FONT=Arial Black] ـ تفضّلي يا خالتي ..
[/FONT][FONT=Arial Black] ـ أين زوجك ؟ .. آه ابني .. هيا أنا جاهزة .. فلنذهب الآن ..
[/FONT][FONT=Arial Black] نظر إلى ساعته .. وابتسم لوالدته .. حمل حقيبته واتجه نحو الباب .. خرجت أمه قبله .. عاد بعد ثوان وقال : لقد أنقذتك أمي من قبضتي فاحمدي الله ..
[/FONT][FONT=Arial Black] اقتربت من الباب .. وأغلقته بهدوء .. نظرت إلى المرآة بحزن .. كان الضوء يظهر الهالات السوداء والشاحبة التي أحاطت بعيني !!
[/FONT][FONT=Arial Black] يتبع[/FONT][/B][/COLOR][/SIZE]
[/CENTER]

الوليد المصري 11-17-2007 02:56 PM

[CENTER][B][FONT=Arial Black][SIZE=4]( 20 )[/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=4][COLOR=Red]

رنين الهاتف !


[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=4]بعد ساعتين هبطتً إلى الأسفل .. نظرت إلى النافذة .. كان المطر يسقط بغزارة .. صنعت كوباً من الشاي الساخن .. جلست بقرب النافذة المغلقة في الطابق السفلي .. وحدي .. أنظر إلى المطر بذهن شارد وأمامي كوب الشاي .. وفي حجري صحن صغير به قطعة من كعكة جوز الهند .. لقد اقترب موعد الآذان .. آذان الفجر ..[/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=4]


رنَّ جرس الهاتف في الحجرة الثانية فما كان مني إلا أن انتفضت في مكاني .. تواصل رنينه .. نظرت إلى الساعة .. إنها الرابعة والربع فجراً ..[/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=4] قمت بارتجاف وأضأت النور بأصابع مرتعشة .. أين أخت زوجي ؟ لا بد أنها نائمة ..[/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=4] امتنعت عن الإجابة على الهاتف .. أصرّ على الرنين .. فأهملته ..


بقي نصف ساعة على الآذان ..[/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=4] صعدت السلم حتى وصلت إلى منتصفه .. وفجأة .. طُرق الباب الخارجي للمنزل !!![/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=4] أخذ قلبي ينبض بسرعة .. وأنفاسي تتسارع .. استدرت على عقبيّ .. ظهرت علامات الخوف على وجهي .. عدت أدراجي بهدوء أتلمس من الطارق !! .. وفي هذا الوقت !! .. اقتربت من عين الباب الصغيرة .. وإذا به أحد أقاربه !!!![/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=4]


دققت النظر فرأيته يسترق النظر إلى المنازل الأخرى المجاورة لئلا يراه أحدهم وهو يريد الدخول إلي !!![/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=4] قلت له بحزم من خلف الباب الموصد :[/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=4] ـ نعم !! .. ماذا تريد ؟! .. ومن تريد ؟!![/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=4] قال بلهفة وبصوت يختلف عن الصوت الذي عهدته له :[/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=4] ـ افتحي الباب .. بسرعة .. هيا افتحي الباب !!![/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=4] تراجعت خطوة إلى الوراء ! .. واشتدّت نبرة صوتي :[/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=4] ـ ماذا تريد ؟ .. زوجي غير موجود الآن !! ..


عد في وقت لاحق حين يعود !![/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=4] حاول أن يحافظ على هدوئه قائلاً :[/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=4] ـ أعرف ذلك .. لذا أنا موجود الآن ! .. أعلم أنه قد رحل منذ ساعتين ولكن لِم لَم تجيبي على الهاتف !! .. هيا افتحي الباب لم يعد هناك متّسع من الوقت !!!!!!!!![/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=4] صدمت ! .. صعقت !!! .. خفت أن أسيء الظن ولكن .. لا .. لسان حاله ينطق عنه ذاك الوغد الخائن !!!![/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=4] شعرت بالكراهية العميقة نحوه ..


ونحو زوجي الذي جعلني عرضة لكل ما يصيبني !! .. أوقعت كوب الشاي فتحطّـم ! .. صرخت بأعلى صوتي وأنا أشعر بالغثيان :[/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=4] ـ قلت لك زوجي غير موجـود .. أغرب عن هذا المكان .. اذهب الآن وفوراً .. لن أفتح لك الباب .. هيا اذهب .. اذهب ..[/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=4] سمعته يوجّه الشتائم من فرط الخيبة !!! .. ويحدّق بالباب ويحرّك مقبضه بكل قوته وكأنما سيكسره !! .. [/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=4] صرختً وأخذت أجري وأنا أقطع الممر الطويل ! .. كالمصابة بالجنون ! ..[/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=4]


توجهت نحو السلالم لا ألتفت خلفي خشية أن يكسر الباب فيدخل .. طرقت حجرة أخت الزوج بعنف استيقظت مفجوعة مأخوذة !! .. رأتني أغلق بابها بالمفتاح مرتين .. أضع كل ما استطعت حمله خلف الباب !! .. ارتميت بين ذراعيها أنتحب .. نهضت فتلقتني وأجلستني على السرير بجانبها وهي تقول مذعورة :[/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=4] ـ ما بك ؟! .. ماذا حدث ؟! .. هل أنتِ بخير ؟ .. هل أنتِ على ما يرام ؟![/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=4] رفعتُ وجهي المبلل بالدموع وتمتمت قائلة :[/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=4] ـ لا شيء .. لا شيء .. لا شيء !![/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=4] لن يصدقوني !! .. سيعبثون بعواطفي !![/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=4]


فاضت عيناي بالمزيد من الدمع .. والمزيد من الحرقة .. فدعوت عليهم في ثنايا الليل .. بألا يسامح هذا الزوج على ما أرداني إليه من شرور .. وألا يسامح من يساعده في إيذائي ..[/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=4]

فكم ألمحتُ له ما أعاني من مضايقات أقاربه كلما التقيت بهم .. فاتهمني بسوء النيّة !! .. وأنني أنا التي أغريهم بي عندما أتخفّى عنهم .. يا إلهي ما أشد ظلمه لي !! .. هذه هي النتيجة !! .. لم أعد آمن على نفسي منهم .. لم أعد أثق به أو بهم ![/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=4] يا رب أنت ولييّ وناصري ـ فانصرني عليهم بما ظلموني وبالغوا في إيلامي !! .. ثم رفعت من سجودي .. وسلّمت ..


واحتضنت يدي أحاول تهدئة نفسي .. بنفسي !!! .. فكل عصب في جسدي كان يدعوني لترك المكان !!![/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=4] مر النهار الجديد بسرعة .. تلته الأيام الباقية .. وكلما جن ليل أو طرق الباب شعرت بدنوّ أجلي .. وخوفي على نفسي .. وعاد الخوف من الزوج يرافقني .. سيعود .. سيعود .. وستعود معه كل الآلام وسيحطّم كل الآمال !!


[/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=4]
يتبع

[/SIZE][/FONT][/B][/CENTER]

الوليد المصري 11-17-2007 02:58 PM

[FONT=Arial Black][SIZE=4] -21





[COLOR=Red]العودة من الروحانية ![/COLOR]




اقتربت عودته .. هذا اليوم الثامن لغيابه .. اشتقت لأهلي كثيراً .. أريد محادثتهم .. ولكن !!
لقد منعني من ذلك .. وأمرني بعدم محاولة مهاتفتهم .. ليكن ! لن أحادثهم .. لقد وعدته !! ..
مع أنه لا يستحق الوفاء ! .. ولكن لن أغضب الله من أجله .. لن أفعل .. مع أن الشوق يحرقني إليهم ..

صليت المغرب .. خرجت من حجرتي وأغلقت الباب بهدوء .. ما هذا السأم ؟! .. أشعر به عميقاً في حناياي !!

سمعت أصواتاً في الطابق السفلي .. ارتعشت ! .. من هذا أيضاً ؟! .. هل هو أحد أقاربه ؟! .. أين أختبئ ؟! .. نظرت بحذر وخوف من أعلى السلّم لأتعرف على القادم ! .. أوه لا !!!! .. إنها والدة زوجي !! .. إذاً فقد عاد !! ..

ارتجفت .. تجمدت أطرافي .. وتشوّش ذهني .. هل أعود إلى حجرتي ؟! .. لم أتمكن من ذلك فقد لمحتني والدته عند السلم وكذا أخته ! .. تصنعتُ المـرح .. هبطت مسرعة ! .. عانقت والدته وحمدت الله على عودتها سالمة .. تحركت نظراتي تبحث عنه !! .. أين هو ؟

قالت أمه وهي تجلس :
ـ زوجك قادم .. إنه في الخارج ! سيأتي بالأمتعة من السيارة ..

نظرت إلى ساعتي وابتسمت في محاولة لإخفاء خوفي واضطرابي .. وفجـأة .. سمعت صوتاً خلفي استدرتُ بوجل .. ورأيته يغلق الباب بعنف !! .. شعرت وكأن صوت إغلاق الباب يصم أذني .. ويتردد صداه في عقلي .. ليعيدني إلى الحاضر ويسدل ستائره على الراحة والحرية .. في الأيام الماضية !!

انتبهتً إلى صوت أخته تقول :
ـ ما بالك ؟ .. هل أنت معنا ؟!!

ـ آسفة .. كنت .. كنت أفكر في .. هل قلتِ شيئاً ؟!

تداركت الأمر سريعاً وقلت له :
ـ حمداً لله على سلامتكم .. كيف كانت الرحلة .. ؟!

رمى بنفسه على الكرسي قائلاً بفرح غامر :
ـ موفقة جداً جداً جداً .. أشعر بروحانية عالية وإيمان متزايد منذ أن ذهبت إلى ذلك المكان !! ..
بلعتُ ريقي بصعوبة وقلت : الحمد لله ..

ثم جلست معهم .. نتبادل أطراف الحديث .. وأجبرت نفسي على سماع تلك الرحلة الإيمانية !!!!!

نظرت أخته إليه وكانت تقاسيم وجهها تعبر عن السرور قائلة :
ـ أخي .. أين وضعتم أماناتكم وحاجياتكم أثناء الرحلة ؟

أغمض عينيه بسرور بالغ .. وابتسم ابتسامة لم أرها من قبل :
ـ لقد وضعناها على قبور الصالحين .. لأنهم يقومون بحراستها فلا تسرق ولا تؤخذ .. وكذلك من أجل الحفاظ عليها وإنزال البركة بها ..

تمالكت نفسي وشعرت بالذهول من قوله .. يا إلهي !! .. هل يعتقدون أن الموتى يقومون بحراسة ما يوضع على قبورهم ؟ .. أنه كفر بواح .. ماذا يقول ذلك المتطاول ؟

أجابته أخته وما زالت تحت تأثير سحر كلماته :
ـ هنيئاً لكم .. هنيئاً لكم .. يا ليتني كنت معكم !
ـ آه يا ابنتي …. إنها أيام جميلة لا تنسى .. لقد طفنا حول القبر ثلاث مرات بالسيارة حتى لا يلحق بنا أذى أو ضرر خلال رحلتنا ..
والحمد لله كان لنا ما أردنا ..

فتحت عيني تعجباً ! .. توقفت عن التنفس فقاطعتها بدون شعور :
ـ تطوفون حول القبر ؟ .. حول القبر يا خالتي ؟ .. وهل هناك كعبة أخرى في تلك البلاد للطواف ؟ ..
إذا كان الطواف حول قبر نبي من الأنبياء لا يجوز شرعاً فما بالكِ بقبر أحد العامة ؟!!!!!

خيّـم صمت قاتل .. تنملت أطرافي وأنا أنتظر جواباً لما يدور بداخلي .. كانت نظرات الزوج المرعبة هي الإجابة الشافية ! .. أزاح بنظره عني .. وتظاهر باهتمامه بإكمال الحديث .. تغيرت ملامحه وهو يقول :
ـ لقد شهدنا وفاة أحد الصالحين هناك .. كان منظراً مؤثراً لا يزال عالقاً بذهني حتى الآن ..

تكدّر وجه والدته وهي تضيف :
ـ نعم .. عندما حملت جنازته للدفن وبعد أن قرئت عليها قصيدة البردة ـ للبوصيري ـ وتلي عليها القرآن ورددت الأناشيد .. جاء الإمام ودعا على الحجر الذي يجعل وسادة للميت ..

قلت بتهذيب مغلف في محاولة مني للفهم :
ـ وهل ……. وهل هذا جائز ؟

لم يجب أحد منهم سؤالي للمرة الثانية !! .. فأيقنت بأنها إحدى البدع التي استحدثوها .. ماذا يفعل هؤلاء ؟ .. ثم تذكرت قول الرسول عليه الصلاة والسلام " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " .

ابتسم أخوه الأصغر في محاولة لتهدئة وتخفيف التوتر وأضاف :
ـ أخي …. بم يدعو الإمام على ذلك الحجر قبل وضع رأس الميت عليه ؟

ردّ عليه بكلمات تحمل الكثير من الحنوّ والعاطفة :
ـ يقرأ في دعائه أنك يا فلان تأتيك هذه الأسئلة ويذكرها …… ويقول إذا سُئلت فأجب عنها بهذه الإجابات ولا تعجز فتكن من الهالكين .. وإذا أجبت ضمنت لك الجنة ووفّقت إلى الصواب ..

دققتُ سريعـاً في وجهه .. إنه جـاد !! .. ما هذا الهراء ؟ .. سألته بهدوء مصطنع :
ـ وهل ينفع الدعاء ذلك الميت ؟ .. أعني .. هل يجيب حقاً عن تلك الأسئلة كما أمره بذلك الإمام ؟!!!!!

اعتدل في جلسته وكأنه قد قرأ أفكاري ثم أجاب بثقة مفرطة :
ـ بالطبع تنفعه !! .. وإلا فكيف يضمن له الإمام الدخول إلى الجنة إذاً ؟!
إنه عالم يصعب عليكِ فهمه .. لأن تفكيركِ جـامد !!!

أمسكتُ بالكأس بأصبع مرتعشة …. وهتفت :
ـ لكن الغيب لا يعلمه غير الله ـ سبحانه وتعالى ـ ……… ولا يمكن لأحد أن يضمن مصير أحد كائناً من كان …. حتى وإن كان عابداً أو زاهداً !! .. أليس كذلك ؟!!!!!

حــدّق بي .. ثم بدأ بتوجيه الشتائم :
ـ إنكِ تحملين عقلية متحجرة محدودة ! .. فكيف لكِ أن تفهمي تلك الأمور ؟! .. من الأفضل لك أن تتوقفي عن الجدال .. وإلا فالعلاج الناجح سيبدأ الآن !!!!

كانت الكأس قد شارفت على نهايتها .. فاجترعتُ ما تبقى منه ثم وضعتها بصمت .. بينما قال لوالدته واخوته باختصار :
ـ لقد تبرعتُ بالمال الذي جمعته منكم لصالح إقامة مسجد على قبر أحد أولياء الله الصالحين هناك .. فأرجو أن يتقبل الله منا جميعاً ..

اجتاحتني رعدة مفاجئة فنطقت بعد أن ابتلعت ريقي بصعوبة :
ـ إقامة مسجد على ضريح ؟ .. أنت تبرعت بالمال من أجل ذلك ؟ .. كيف فعلت ؟ .. ولماذا ؟ ..

قال بنفاد صبر وحيرة :
ـ وماذا في الأمر ؟ .. لماذا تعارضين كل شي ؟! .. ألا تعجبكِ أمور الخير أيضاً ؟! .. كفّي عن ذلك !! .. هذا يكفي .. هل تسمعين ؟!!

تركزت أنظارهم علي ! .. كيف لهم أن يفهموا ؟ .. كيف أقنعهم ؟

التفتُّ إليهم بتركيز .. ثم قلت بوجل :
ـ صدقـوني …. الصلاة لا تجوز في هذه المساجد .. ولا يجوز بناؤها فكيف بالصلاة فيها ؟ .. إنها من عادات اليهود والنصارى ! .. افهموني أرجوكم ـ زمجـرت أمه وقالت ساخطـة :
ـ يبدو أننا ترفقنا بك كثيراً ! .. ولكن أن تسخري منا فلا .. أنت ذات عقلية معقدة .. ولن أسمح لك بالمزيد ..

أردفتُ بسرعة :
ـ آسفة .. آسفة .. لم أقصد ذلك ! ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " .. بل يجب نبش قبور من دفن فيها ونقلها إلى مقبرة عامة !! …. و …….

رفـع حاجبيه استغراباً وقاطعني :
ـ ألا تعلمين أننا قبّلنا القبور والحجارة الموضوعة عليها تعظيماً وتكريماً للأموات ؟ .. وطلبنا المدد والعون منهم ؟ .. وتوسلنا بهم وبجاههم لتتركي ما أنتِ فيه من ضلال ؟ .. ولكن يبدو أنكِ هالكة لا محالة !!

عبثاً حاولتً أن أثنيه عن آرائه ! .. ولكني وقفت أجمع الكؤوس وأقول ببساطة حتى لا أثير غضبهم :

ـ لا أعتقد أن طلب العون والمدد من غير الله يجدي ! .. ولا أن تقبيل القبور والحجارة سوى خضوع وذل لغير الله تعالى ! .. ولا أن تعظيم الجمادات والأموات مشروعاً فيقبله عاقل لبيب !!!

استرقتُ النظر إليهم .. إنهم واجمون .. وكأن على رؤوسهم الطير ..
توجهت نحو باب الحجرة ففتحته …….. وخرجت وأنا أردد في قرارة نفسي قوله تعالى
( ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير * إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير )

أعددت طعام العشاء .. ما زالوا ثائرين على معارضاتي أن كيف أتطاول على معتقداتهم الشريفة !! ..
ابتسمت للجميع وكأن شيئاً لم يكن .. ثم دعوتهم لتناول العشاء .. أمرني بالجلوس فجلست ..
فتح حقيبته وأخرج منها بعضاً من الحجارة والتراب وناولني إياها .. رفعت نظري إليه ببطء وقلت بتعجب :
ـ وما هــذا ؟

ركز نظره علي ثم قال بتحد وعناد :
ـ هذا نصيبك مما حملته معي من تلك القبور للتبرك بها .. فحافظي عليها واعتني بها .. وسأتابع ذلك بنفسي ..

بادرت بالاحتجاج .. فرفع يده ليلزمني الصمت بعد أن نظر إلي بتلك النظرات المتوهجة التي قاربت على إحراقي .. فامتنعت عن الحديث وتنهّدت بألم وأطرقت برأسي إلى الأرض قسراً ..

قالت أخته ببهجة وهي تحتضن يدي والدتها :
ـ أمـي .. ما رأيك في الذهاب مرة أخرى ؟! .. ولكن لن تذهبوا من دوني .. آه .. كم أشتاق لذلك ..
بادلتها الأم بابتسامة أعمق وهي تضمها وتقول باهتمام :
ـ أوه بالطبع يا ابنتي سنذهب في أقرب فرصة .. وسترافقنا زوجة أخيك بلا شك !! وإلاّ فـلا !!! ..
شعرتُ بجسدي كله يرتجف فقلت منتبهة :
ـ ماذا ؟ .. نعم نعم ….. سنرى إن شاء الله .. لكل حادث حديث ..

قالت أخته تخاطبه بفـرح :
ـ إلى أين ستكون رحلتنا القادمة يا أخي ؟ .. هيا أخبرني .. إلى أين ..

هـزّ كتفيه وقال بحرارة :
ـ المرة المقبلة سنترافق بنية السفر بزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم ..
ثم حدّق ناحيتي .. لم أتفوّه بأي تعليق .. وعلت جبيني تقطيبة خفيفة .. فواصل كلامه :
ـ للتبرك به وسؤاله قضاء حاجاتنا وتفريج كرباتنا .. و .. هداية ضالّنا !!

فلمعت عيناه فجأة وكأنه يهدد ! .. تراجعت .. خفضت عيني لأحملق في يدي .. حاولت جاهدة أن أبتسم وأستعيد ثباتي .. فقلت بصعوبة بالغة :
ـ أنت تقصد أن نذهب إلى هناك بنية الصلاة فيه فقط ! .. أليس كذلك ؟! .. لأن ……..

قاطعني بعنف :
ـ لا يا عزيزتي .. بل بنية شد الرحال وزيارة القبر !!! .. هل لديك اعتراض أيضاً ؟!!!

بدأ عقلي وكأنه سينفجر فقلت بصعوبة وكأني أنتزع الكلمات من بئر سحيق :
ـ ولكن .. ولكن .. لا تجوز زيارة القبور بشد الرحال إليها .. بل هي ..

تبادل الجميع النظرات الحاقدة .. واشتدت نبرة صوته وهو يقف ويزيح كرسيه إلى الوراء قائلاً :
ـ أتمنى ألا نخطئ في اختيار الكلمات الآن .. وإلا فإنك تعلمين ما الذي سيحدث !! .. لا أريد نقاشاً !

أجبته وعيناي تشعّان ألماً :
ـ حسناً سأفعل …. اهدأ أرجوك ..

أدركت بأنه لن يغيّر رأيه ولا نيته كذلك !! ..

فهو يعني ما قاله بأنه ليس هناك من موضوع ليناقش !!![/SIZE][/FONT] [FONT=Arial Black] __________________[/FONT]

الوليد المصري 11-17-2007 02:59 PM

[FONT=Arial Black][SIZE=4]-22




[COLOR=Red]حمرة الغضب ![/COLOR]



دخلت حجرتي .. أغلقت الباب بهدوء .. بدأت بترتيب خزانتي .. وفيما أنا أفعل .. إذ بالزوج يفتح الباب بكل قوته ويبحث عني بعينين قاتلتين وصدر متأجج !! .. وما إن عثر علي حتى شعرت بأن وجهه يتفجّـر حمــرة من شدة الغضـب !! .. ما الذي حدث يا تــــــرى ؟!!!

سألني وهو يقبض يديه بكل قوته كعادته عند الغضب :
ـ هل أتى أحد ما إلى المنزل في حين غيابي ؟!!

قلت بهدوء وقد عرفت المغزى من سؤاله :
ـ نعم ….. جاء قريبك فلان بعد ذهابكم بوقت قصير .. لماذا ؟!

زفـر بقــــوة وهو ما يزال واقفـاً :
ـ وهل فتحتِ الباب له وأدخلتيه وأكرمتيه ؟

عقدت المفاجأة لساني عن الكلام ! ..

فظللت صامتة أحدّق فيه ..


فكرر سؤاله ثانية :

ـ هل فتحت الباب أم لا ؟ .. تكلمي !

حاولت الحفاظ على ثبات صوتي فأجبته بإجهاد :

ـ كلا بالطبع !! ..

كيف يجرؤ على الدخول إلينا في غيابك ؟!! ..

لقد اعتذرت له عن إدخاله .. وعللت له ذلك بعدم وجودك .. وأنه بإمكانه المجيء عند عودتك .. ولكن لماذا الـ ………..

طار صوابه عندما أيقن منعي من إدخال قريبه ! ..

فقال بصوت عال وأسلوب جارح :

ـ لماذا لم تفتحي الباب له وتجالسيه وتشربي المرطبات معه وتحادثيه ؟! ..

إن المنزل منزلي وليس منزلك !!!!

هل فقد صوابه ؟ ..

ألهذا الحد يريد مني أن أفعل ؟ ..

ظننته سيبتهج !!

سيفرح !!!

نظرت إليه طويلاً بحزن عميق وصدمة بالغة ! ..

عصفت بي رغبة في تحطيم كل شي !! .. هل يجهل حقاً عواقب ذلك ؟ .

أم أنه يتجاهلها ؟!! .. ألا يميّز الحق من الباطل ؟ .. ألا يفرق بين الأمور الجادة والهازلة ؟!!! ..

قلت بأسف :

ـ هل أنت جاد حقـاً فيما تقول ؟ .. لالا .. بالتأكيد أنت تمزح ..

ثم استجمعت شتات ذهني لأطرح عليه إجابة شافية على سؤاله :

ـ لست أنا من تفعل ذلك !!! .. لن يدخل رجل غريب إلى هذا المنزل في عدم وجودك ! .. مهما كانت قرابته لك !! .. لن يدخل !! ..

ثم عبّرت دموعي تعبيراً أصدق عن جام غضبي وأنا أهتف :

ـ إدخال الرجال الأجانب عند النساء في عدم وجود المحارم … حرام .. !! وأنا لن أقبل بذلك أبداً حتى وإن غضبت لن أقبل أبداً أبداً .. هل تسمعني ؟!!

استشاط غضباً وقال هائجـاً :

ـ بل ستفعلين !! .. لستِ أنت التي ستقلبين حياتنا رأساً على عقب وتفسدين بيننا !! .. الجميع يشكو من أفكارك المعقدة ونيتك السيئة !! .. ولكني أنا من سيقلب حياتك وسترين !!

وقفت بسرعة وأنا أمسح دموعي الحزنـى :

ـ لا أعدك بذلك مطلقاً ! .. مهما كلفني ذلك من استهانة وتعذيب وتنكيل ! .. وسأقولها أمامــك وأمــام الجميع … إن أردتم قتلي فافعلوا .. ولكني لن أسمح والله لرجل غريب بالدخول في غيبتك !!

اجتاحته رعدة مفاجئة .. فأراد كسر شوكتي وإرغامي على ما يريد :

ـ لكِ ذلك !! .. ولكني أقسم بالنبي الكريم أن أضعك بين خيارين مؤلمين لك وسترضخين لأمري !!

شعرت بحرارة الغرفة في هذه اللحظة على الرغم من فتح جميع النوافذ فيها والستائر ! .. ترقبت بوجل طرحه للخيارات ! .. ماذا عساه أن يقــول ؟!!!!!

عقد ذراعيه واتكأ على الجدار قائلاً :

ـ إما أن تفتحي الباب في عدم وجودي لكل أقاربي من عرفتي منهم ومن لم تعرفي …… وتجالسيهم وتسامريهم وتكرميهم … ولا تردّي أحداً منهم …..
ثم .. سكت .. فشعرت بغصة مؤلمة في حلقي وأنا انتظر قراره في الخيار الآخر ! .. فأكمل حديثه وهو ينظر إلى السقف باستخفاف ونفاذ صبر :

ـ أو أمنع عنك زيارة أهلك .. فأمنع دخولهم إلى هذا المنزل إلى الأبد !! .. فأي الخيارين تفضلين ؟!

سادت لحظة صمت مؤرقة .. معذّبة !! هرب صوتي مني .. لقد سألني ويجب أن أجيب عليه !

ابتسمت ابتسامة مجردة من الحياة .. وقلت بحزن قبل أن أفقد جرأتي :

ـ حسناً …. لا عودة في قراري ولا تراجع !!! ومع صعوبة الخيارين إلا أنني أرفض الخيار الأول وأقبل بعمل الثاني !! .. وليسامحني الله !!

ضاقت عيناه وكأنه لم يصدق ما سمع :

ـ أتعنين بذلك عدم إدخال أقاربي في منزلي عند غيابي ؟! .. مقابل عدم السماح لأهلك بالدخول إليك وزيارتك ؟!

عانيتُ كثيراً في اختيار كلماتي .. ثم قلت وأنا أتنهّد وأتظاهر بالهدوء والبساطة :

ـ ماذا أفعل ؟! .. سأطيع أمرك في الاختيار ! .. ويجب علي من اليوم فصاعداً أن أتعلم معايشة هذا الواقع الجديد !!!!

هـبّ في وجهي قائــلاً :

ـ تبـــاً لك أيتها الوهابيـة !! .. كلكم معقـدون .. ويبقى رأيي الذي يطبّق على الجميع .. هل تسمعين ؟!

لزمتُ الصمت .. فأغمضت عيني وأنا أراه يشمخ بأنفه ورأسه عالياً ثم يتابع :

ـ انتهى الأمر ! .. بعد يومين سنلبّي دعوة العشاء عند قريبي الذي هاتفني قبل قليل .. والويل لك إن عارضتي أمري لك بالذهاب !! .. أتسمعين ؟!

أومأت برأسي وقلت في محاولة لتهدئته :

ـ أرجوك اهدأ …. لا تغضب ! سأذهب أينما تريد ! .. اهدأ !!

أدار ظهره بسرعة وبدأ بفتح الباب فسألته وأنا أتبعه :

ـ إلى أين ؟ .. لا يجدر بك الذهاب وأنت في هذه الحال ! .. إلى أين ؟!

قال بنبرة حادة :
ـ إلى الجـحيــــــم !!!!!!

عندما أصبحت وحدي استندت بظهري على الباب مندهشة متسائلة !! ..
ما الخطأ الذي قلته ؟! ..

هل أخطأت حقاً ؟! .. اللهم ما فعلت ذلك إلا طمعاً في رضاك عني ! ..
فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ..

داهمني إحباط مفاجئ بتذكر الذهاب إلى منزل ذلك الوغد !!

استلقيت على فراشي وقتاً طويلاً أحدّق في سقف الحجرة ..

ما زلت في دوّامة !! ..

اللهم فــرج علي همــومي وأحــزانـي ..[/SIZE][/FONT] [FONT=Arial Black][SIZE=4] __________________[/SIZE][/FONT]

الوليد المصري 11-17-2007 03:01 PM

[FONT=Arial Black][SIZE=4] -23



[COLOR=Red]الدواء الفعّال[/COLOR]

طرق الباب ..
تصنعت النوم فلم أجب ..
تواصل الطرق ! .. لا أريد الصدام معه أو إغضابه أكثر من ذلك .. لا قوة لي في المزيد من الجدل والنقاش !! ..
أدار مقبض الباب ففتحه .. توقعته هو .. ولكني أخطأت في توقعي .. إنها والدته !!!

اعتدلتُ جالسة .. أضأت المصباح الخافت .. أجلستها .. ابتسمت لها .. إنها تحمل شيئاً ما في يدها !! .. ماذا أيضاً ؟!!
سألتني بتشكك :
ـ ألم تنامي بعد ؟ .. ما الذي يؤرقك ؟ .. يكاد الفجر أن ينسج خيوط ضوئه لينير أرجاء الكون !

استغربتُ اهتمامها بأرقي وقلة نومي ! .. ثم من حديثها العذب ! .. فقلت ببراءة :
ـ لا شي البتة يا خالتي ! .. هرب النوم عن أجفاني فقط لا غير ! .. ولكني سأحاول النوم علّي أفلح !!

قالت في محاولة جادة للتأثير علي :
ـ لديّ دواء لك ! .. ما رأيك بأن تجربيه ؟ .. إنه جد مؤثر وفعّال !

كانت تبدو وديعة مما جعل تعجبي منها يتلاشى بسرعة .. فقلت :
ـ حقاً ؟! .. وما دواؤك ؟!

رفعت يديها أمام عيني .. وقدّمت لي قماشاً ملفوفاً بحجم يصغر حجم البيضة قليلاً .. محشواً في داخله بشي يميل إلى الصلابة نوعاً ما ! ..
تسمّرت نظراتي في هذه القطعة .. تحوّلت أنفاسي إلى تنهيدة طولية ! .. ثم انتقلت عيناي بتلقائية إلى عينيها الغائرتين ثم إلى ذقنها الذي امتلأ بشتى رسوم الوشم !! .. فتحت فاهي لأسألها عن الدواء الذي وصفته لي ! .. فتداركت استغرابي وقالت تصطنع البساطة :
ـ هل تعلمين أن هذه التميمة بحوزتي منذ ما يربو على العشرين عاماً ؟

اتسعت حدقتاي وأنا أهتف :
ـ تميمة ؟!!!! .. هل هذا هو الدواء ؟!

أجابت بحماس :
ـ نعم .. نعم تستطيعين تعليقها على نحرك أو على عضدك أو وضعها بين ثيابك أو في فراشك .. وأعدكِ بأن أعمل لكِ واحدة تخصك وحدك وباسمـــك !

ـ لي أنا ؟ .. وباسمي ؟!

اعتدلت في جلستها ثم قالت :
ـ نعم نعم .. إنها تدفع الضر والحسد والعين والسحر وتجلب لك النفع وتشفي من الأمراض .. كما أنها تساعد على النجاح وترد كيد الأعداء ..

عدتُ إلى الواقع .. ما زلت تحت تأثير كلامها الغريب ! .. فسألتها :
ـ وهل تفعل التميمة كل هذا يا خالتي ؟!! .. أوه لا أصدق !! .. إذن فهي مفيدة جداً !!!

أجابت بسرعة :
ـ بالطبع بالطبع مفيدة جداً .. ألا ترين جميع أبنائي وبناتي يعلقونها على أعضادهم .. وعلى نحورهم !! .. إنها هي التي تحميهم وتذود عنهم .. نحن لا نتركها أبداً !!

ابتسمتُ باهتمام :
ـ أخبرني يا خالتي عن محتوى هذه التميمة حتى يكون لها كل هذا المفعول !!!

ضحكت بملء فمها وقالت وهي تضرب كفاً بكف :
ـ سؤالك أعجبني .. يا عزيزتي .. تُكتب فيه أدعية نبوية شريفة مع شي من القرآن الكريم ………...
قاطعتها باستغراب :
ـ أدعية نبوية وقرآن كريم ؟!! .. أليس ذلك امتهان لها ؟ .. فالمرء يحملها ـ على حد قولك ـ في كل مكان !! .. إذاً ستكون معه أيضاً حين قضاء حاجته واستنجائه ..و ..

بلعت ريقها بصعوبة وتابعت في تجاهل لسؤالي :
ـ أيضاً يكتب فيها توسّل بالأولياء والصالحين .. كما تحتوي أيضاً على أسماء النبي صلى الله عليه وسلم .. وترسم فيها بعض النجوم وبها كلام بغير لغة العرب ..

توقفت أنفاسي وجف حلقي .. بدا عقلي وكأنه سيتّقد .. رمقتها بنظرة فاحصة ثم قلت :
ـ هل ما تقولينه صحيح يا خالتي ؟! .. وهل تريدين مني بعد كل ما ذكرت أن آخذها ؟ .. أو حتى أعتقد في نفعها ؟!!!

تلاشت ابتسامتها وانعقد حاجباها ..
ـ ماذا تقصدين ؟! .. إنها آمن وسيلة لحياة سعيدة وأفضل علاج للقلق والهم .. ضعيها تحت وسادتك وسترين .. إنها .. دخل الزوج في هذه الأثناء بخطوات وئيدة وكأنه يستمع إلى حديثنا ! .. ووضع يده على كتف والدته يطمئنها .. ونظراته تعصف بي ..

ـ ستأخذها يا أمي فلا تبالي .. وستضعها تحت وسادتها أو في أي مكان تريدين ! .. وإن لم تفعل فسأعرف أنا كيف أجعلها تفعل .. لا تقلقي يا أمي !!!

نهضت واقفة وقد عادت ملامح السعادة إلى وجهها :
ـ حسناً .. أتمنى لكِ نوماً هنيئاً برفقتها .. حافظي عليها جيداً .. إنها سبب حفظنا جميعاً .. تصبحـون على خـير ..
ثم .. وضعتها في يدي وضغطت بها باهتمام في كفي .. ثم .. خرجت !!!!

تقدم الزوج إلي بتحد ومد يده ليأخذها وأنا مشدوهة .. فناولته إياها ! .. مشى متعمداً بكل امتهان وزهو ووضعها تحت وسادتي .. ثم .. ثم رفع سبابته متوعداً :
ـ إياك ثم إياك أن تخرجيها من تحت الوسادة !! .. علّها تنفع في دفع الحسد والعين التي بيننا !!!
ثم ألقى بجسده على الفراش .. ونـــام .. فوقفت أتهادى من فرط الحسرة !! .. أي عين وأي حسد ؟ إنه واهم !! .. يعلّل الأمر بهما وما هو إلا خلاف عقائدي ديني قوي فحسب !!!

أطفأت الضوء .. دسست يدي تحت الوسادة .. أمسكت بها بعنف .. كم أخافها !! سأخرجها دون علمه .. وأضعها في أي مكان حتى الصباح .. وما كدت أفعل حتى ارتفع صوته يخترق الفضاء :
ـ أعيديها إلى مكانها .. وكفّي عناداً .. وإلا أرغمتك على تعليقها على نحرك !!!!

شهقتُ من الخـوف .. لم أتحدث .. وضعتها في مكانها .. فاضت عيناي بالدمع الغزير .. حتى اغرورقت وسادتي وأنا أكتم الأنين .. مضت ســاعة !! .. إنه لا يتحرك ! ..

لزمت الهدوء .. سمعت أنفاسه تنتظم .. إنه دليل قوي على نومه .. أخرجتُها برعب .. وضعتها في أحد الأدراج بجانبي .. ثم افترّت شفتاي عن ابتسامة ارتياح .. فغرقتُ في نوم عميق بعيداً عن الخزعبلات .. وقبل استيقاظه أعدتها تحت وسادتي .. و .. نهضــــت[/SIZE][/FONT] [FONT=Arial Black][SIZE=4] __________________[/SIZE][/FONT]

الوليد المصري 11-17-2007 03:02 PM

[FONT=Arial Black][SIZE=4] -24



[COLOR=Red]صراع الحق والباطل[/COLOR]




في أحد الأيام جاء أخوه الذي يدرس في المرحلة الإعدادية وعلامات الحيرة والشك تبدو على محيّــــــاه !! ..

لفتني منظره وارتباكه ..

كانت الأم تجلس بجانب جهاز التسجيل تستمع إلى أحد أولياء الصوفية وقد خفضت الصوت ..

بينما جلس الزوج وأخته يطلعان بعض الصحف والمجـلات ..

أما أنا فأخذت أسّرح شعر الطفلة الصغرى وأداعبها ..

ألقى الصبي بحقيبته على الأرض بصورة أثارت دهشتنا جميعاً !!! ..

فبادرت الأم بسؤاله :
ـ ما بك يا بني ؟ .. لم أنت مستاء ؟! .. هل حدث لك مكروه ؟

تأفف الصبي وألقى بجسده على الأريكة .. بينما ترك الزوج الصحيفة ونظر إلى أخيه باستغراب فسأله :
ـ ماذا حدث ؟! .. ما بك ؟!! .. هل تشاجرت مع أحد رفاقك ؟!

تركزت أنظارنا عليه .. فقال أخيراً بنفاذ صبر وحيرة :
ـ أشعر بأني أعيش في تناقض تام مع نفسي .. وفي صراع دائم معكم ومع مدرستي للمواد الدينية !!! .. هناك اختلاف كلّي بين كل منكما !! .. أنا في حيرة !! .. ماذا أفعل ؟! .. لم أعد أستطيع الاستيعاب !!!

نهض الزوج بسرعة وجلس بجانب أخيه واحتضنه بقوة ثم قال :
ـ وما الذي جعلك في حيرة من أمرك يا صغيري ؟ .. أخبرني ..

هز كتفيه .. ثم قال بشرود :
ـ هل والد الرسول صلى الله عليه وسلم مات كافراً ؟ وهل هو في النار ؟!

ثار الزوج وزمجرت الأم وصعقت الأخت !! .. ما هذه الأسئلة ؟!!!!!!

أجاب الزوج غاضباً :
ـ ماذا تقول ؟!! .. تباً لهؤلاء الكفرة الوهّابين !! .. هؤلاء الضالين ! .. قاموا بتكفير والد الرسول أيضاً ؟! .. عليهم اللعنـة !!!

أردفت الأم بسرعة :
ـ قاتلهم الله ! .. إنهم لا يحبون الرسول الكريم فيتقوّلون عليه الأقاويل ! .. كل هذا هراء وأباطيل يا بني فلا تصدقهم لا تصدقهم .. تباً لهم !!

قال الصبي ببراءة :
ـ ولكن المعلم حدثنا عن ذلك بقوله : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : أين أبي ؟ قال له ( في النار ) فلما ولّى الرجل قال له الرسول عليه الصلاة والسلام " يا هذا أقبل أبي وأبوك في النار " ..
فما مدى صحة هذا الحديث إذاً ؟!!

وقفت الأم بتثاقل تحمل جسدها الثقيل وهي تحتضن ولدها :
ـ كل هذا هراء يا بني فلا تصدق .. إنما مات مؤمناً ! .. ولكن هؤلاء الكفار الوهابين يشوهون دائماً صورة النبي عليه الصلاة والسلام في أعين الناس !! .. فعلينا الحذر منهم دائماً ومحاربتهم بل ومقاطعتهم !!

وفجـــــأة ! .. تذكروا وجودي بينهم فحدّقوا في بنظراتهم الحاقدة .. وكادوا يلتهمونني !! ..
فسألني الصبي رأي فيما قيل .. فوقفتُ أبتلع ريقي وشعرت بنظرات الزوج المتوعدة فاستحثني الصب على الإجابة .. لا بد إذاً أن أقول الحقيقة .. لن أكذب !! .. فقلت وأنا أسترجع أنفاسي :

ـ لا .. لا أعلم .. ولكن .. ولكن أعتقد أن هذا الحديث .. صحيح رواه مسلم !!!!! …… و …….

أمسك الزوج بتلابيبي حينها وألقى بي على الأريكة وهو يزمجر :
ـ صمتاً .. صمتاً .. لا تفسدي أفكار الصبي !! إنك تكذبين ! .. لا أريد سماع ذلك مرة أخرى ..
إنك تتبعين ذلك الوهابي الكافـر .. سيرديكِ في جهنم أنت وزمرته !!

تدارك الصبي الموقف فسأل الزوج تغييراً للموضوع :
ـ لماذا يقول المعلم أن الرسول بشر خلق من طين ؟!! .. ألم يخلق من نور وجه الله ؟! .. لقد قلت لي يا أخي إنه خلق من نور الله وأن هذا الحديث صحيح !!! .. ولكن المعلم يؤكد أن هذا الحديث مكذوب على رسول الله ولا أصل له في كتب الحديث المعتبرة !!!

آه ما آسعدني !! .. لقد أشفى هذا الصبي غليلي ! .. انبسطت ملامح وجهي بعد العاصفة الهوجاء !! .. ولكن الزوج زجر أخاه بعنف :
ـ لا تستمع لكلامهم ! .. فأحاديثهم هي المكذوبة .. ومذهبهم هو الزائف ! .. وحياتهم حياة كفر وضلال وفسق !! .. وثق دائماً بصحة ما تتعلمه منا نحن .. لا تكن كسواك !!

فنظر إلي حاقداً غاضباً .. وأخذ الصبي معه إلى الحجرة التالية !! .. تبعته أمه وأخته بسرعة .. يريدون إغراق هذا البريء فيما هم فيه غارقون !! ..

وقفتُ .. ذهبت إلى الحديقة وعيناي تشّعان حبوراً وسروراً .. لا بد للحق يوماً أن ينجلي ولو على يد هذا الصبي الصغير !! ..
عدت إلى الصالة وقد عادوا إليها قبلي ! .. الكل قد لفّـه الصمت والوجوم .. وهم يفكّرون في الحقائق القوية القادمة إليهم من ………… الوهّـابيـن !!!![/SIZE][/FONT]


الساعة الآن 06:10 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.