المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معاوية رضي الله عنه المفترى عليه


الشيخ أبو مالك
01-04-2007, 05:10 PM
معاوية المفترى عليه




الحمد لله وحده، والصلاة السلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعــد :

فإن الله سبحانه ما أرسل رسولاً إلا واصطفى له من أمته أصحاباً، هم خيارها، ولقد أكرم الله نبينا محمداً -صلى الله عليه وآله وسلم- بتزكيته له ولأصحابه، وشهادته لهم بالخيرية؛ كما قال سبحانه وتعالى: ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)) [آل عمران:110].

وقد أثنى الله على أصحاب رسول الله في عدة مواضع من القرآن الكريم، من ذلك قوله سبحانه وتعالى: ((لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى)) [الحديد:10] والحسنى في الآية هي: الجنة والنجاة من النار، كما قال تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ * لا يَحْزُنُهُمْ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمْ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ)) [الأنبياء:101-103].

ولا يعني هذا أن الصحابة معصومون، بل هم بشر لكنهم مزكون بتربية نبينا محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- لهم، والطعن فيهم طعن في تربية النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لهم، كما هو طعن قبل ذلك في الله جل وعلا الذي زكاهم في كتابه الكريم، وطعن في كتاب الله؛ لأنهم هم حملته ونقلته إلينا.

ومن أولئك الصحابة الكرام «معاوية بن أبي سفيان» رضي الله عنهما أسلم بعد الفتح، وقاتل مع رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في حنين والطائف، وأنفق في سبيل الله فهو ممن وعد بالحسنى في قوله تعالى: ((وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى)) [الحديد:10] كما سبق.

وكان رضي الله عنه ممن نزلت عليهم السكينة في حنين، قال الله تعالى: ((ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ)) [التوبة:26] كما قاتل المرتدين، وشارك في الفتوحات الإسلامية كفتح «صيدا» و«عرقة» و«جبيل» و«بيروت» و«قبرص» فكان أول مسلم ركب البحر غازيا في سبيل الله، فهنيئًا له شهادة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- له ولجيشه بقوله: «أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا» (البخاري:6/122 مع الفتح) قال الحافظ ابن حجر: «قد أوجبوا»: قد فعلوا فعلا وجبت لهم به الجنة. (الفتح:6/121 برقم:2924)

ولا ينسى التاريخ موقفه مع ملك الروم حين كتب إليه قائلا: «والله! لئن لم تنته وترجع إلى بلادك يالعين، لأصطلحن أنا وابن عمي عليك، ولأخرجنك من جميع بلادك، ولأضيقن عليك الأرض بما رحبت، فعند ذلك خاف ملك الروم وانكف، وبعث يطلب الهدنة». البداية والنهاية (8/119).

- ثم إن سبط رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الحسن -رضي الله عنه- قد تنازل له بالخلافة! فلو كان «معاوية» رضي الله عنه كافرًا أو ملعونًا، أفكان يجوز للحسن أن يتنازل له؟!

بل إن الأمر على الضد من ذلك فقد أثنى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- على فعل الحسن هذا وعده من مفاخره، كما شهد لطائفة «معاوية» بالإسلام فقال -صلى الله عليه وآله وسلم-: «إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن نصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين». البخاري (1307).

- ولما تولى «معاوية» رضي الله عنه الملك: «كان الجهاد في بلاد العدو قائماً، وكلمة الله عالية.. والمسلمون معه في راحة وعدل، وصفح وعفو». كما قال ابن كثير في البداية والنهاية (8/ 119).

- وقد أثنى عليه كبار الصحابة والتابعين وأتباعهم، فهذا ابن عباس -رضي الله عنهما- وهو ممن قاتل مع علي -رضي الله عنه- قيل له: إن معاوية أوتر بركعة! فقال: «دعه؛ فإنه قد صحب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم». البخاري رقم (3765).

وفي لفظ آخر قيل لابن عباس: هل لك في أمير المؤمنين «معاوية»؟! فإنه ما أوتر إلا بواحدة فقال: «إنه فقيه». رواه البخاري (3765)

- ولما سئل ابن المبارك عن «معاوية»، قال: «ماذا أقول في رجل قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- سمع الله لمن حمده، فقال معاوية: ربنا ولك الحمد». البداية والنهاية (8/13).

- وسئل المعافى بن عمران: أيهما أفضل «معاوية» أم عمر بن عبد العزيز؟! فغضب، وقال للسائل: «أتجعل رجلًا من الصحابة مثل رجل من التابعين، معاوية صاحب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وصهره وكاتبه، وأمينه على وحيه». البداية والنهاية (8/13).

- ولذلك فقد روى عنه الإمام جعفر الصادق -جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم- من طريق القاسم بن محمد؛ كما في الطبراني في الكبير (19/332)! مما يدل على عدالته عند أهل البيت من ذرية الإمام علي رضي الله عنهم.

إن ما جرى بينه وبين الإمام علي -رضي الله عنهما- فالواجب فيه الكف والإمساك؛ فالله تعالى يقول: ((تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) [البقرة:134]. ويقول: ((وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)) [الحشر:10].

- وبعد هذا البيان، فإنك لتعجب من هؤلاء الموتورين الذين لا يقدرون للصحابة قدرهم، ويحاولون إثارة شبهات موهومة، لا توجد إلا في عقولهم المريضة ؛ ليشفوا بذلك غيظ قلوبهم التي امتلأت حقدا وحنقا على أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، الذين وصفهم الله تعالى وأثنى عليهم في التوراة والإنجيل والقرآن، ليغيظ بهم الكفار.

ومن ذلك ما نشره بعض أولئك المبغضين للصحابة الكرام والمثيرين للفتن بين العوام من الطعن في «معاوية»، وليت هذا المفتري المجترئ على مقام الصحابة أتى ببرهان، لكنه سلك سبيل المحرفين، واتبع طريق الأفاكين، فقوَّل العلماء ما لم يقولوا، بل أتى بضد ما صرحوا في كتبهم.

- فمن ذلك أنه كذب على الإمام الذهبي حيث نسب إليه تصحيح حديث الدعاء على عمرو بن العاص ومعاوية رضي الله عنه، بينما هو قد صرح بأنه غريب منكر. (ميزان الاعتدال) (4/424) رقم الترجمة (9695) وقد قال الإمام ابن القيم عنه: (كذب مختلق) انظر: المنار المنيف (ص:94).

- كما عزاه إلى الهيثمي وكتم حكم الهيثمي على الحديث بأن في سنده عيسى بن سوادة النخعي، وهو كذاب (مجمع الزوائد 8/121).

- وفي الحديث المكذوب على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه» كذب أيضًا على الذهبي أنه صححه، مع أن الذهبي ذكره في منكرات الحكم بن ظهير، راجع الميزان (1/572)، كما ذكره الذهبي في ترجمة عباد بن يعقوب رقم (4149)، والذي نقل هناك عن ابن حبان قوله في عباد هذا: «كان داعية إلى الرفض، ومع ذلك يروي المناكير عن المشاهير؛ فاستحق الترك» (الميزان 2/379-380) وقال ابن كثير: «وهذا الحديث كذب بلا شك!». البداية والنهاية (11/434).

- كما أوهم كذبا أن ابن حجر صححه أيضاً في التهذيب، وإليك ما أورده ابن حجر هناك فقد أورد في (8/65) أنه قيل لأيوب: إن عمراً -ابن عبيد- روى عن الحسن أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «إذا رأيتم معاوية...» فقال أيوب: «كذب عمرو». وفي ترجمة عباد بن يعقوب (5/96)(2/368) قال عن هذا الحديث: «في سنده متروك».

- ومن افترآءاته على الأئمة أنه نسب الحديث المكذوب: «من قاتل عليًا على الخلافة فاقتلوه» إلى مسند أحمد، وهو كذب مبين فهو ليس في المسند.

- ولم يكتف بما سبق من افتراءات حتى زعم زورًا وبهتانًا أن «معاوية» أمر بلعن علي على المنابر، ونسب ذلك إلى مسلم، والترمذي، ومستدرك الحاكم، وابن حجر في الإصابة؛ وهو كذب فاضح، فعامله الله بما يستحق!

- ومن تحريفاته أنه ذكر حديث عبد الله بن بريدة قال: «دخلت أنا وأبي على معاوية... ثم أوتينا بالطعام فأكلنا، ثم أوتينا بالشراب فشرب معاوية، ثم ناول معاوية أبي فقال: ما شربت منذ حرمه رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم» فعزاه لأحمد موهما الناس أن «معاوية» شرب الخمر؛ وحاشاه، وإنما شرب اللبن كما يتضح ذلك من تتمة الحديث الذي بتره هذا المفتري، فإن آخره: «وما شيء كنت أجد له لذة كما كنت أجده وأنا شاب غير اللبن» .

وفيه أن ذلك الشراب الذي قدمه لبريدة وولده هو اللبن، وأن «معاوية» رضي الله عنه هو الذي قال: »ما شربت منذ حرمه...» الخ، وإنما قال ذلك لما رأى الكراهة في وجه بريدة -رضي الله عنه- لأنه شك بأن الشراب هو الخمر تحقيق مسند أحمد الموسوم بالموسوعة الحديثية (ج:38) (ص:26) في الهامش.

- ومن تلبيساته أنه نقل عن ابن حجر في الإصابة أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «سيقتل بعذراء أناس يغضب الله لهم» يعني أن منهم حجرا؛ فإنه تغافل عن حكم ابن حجر على الحديث بالضعف؛ فإن ابن حجر قال عن هذا الحديث: «في سنده انقطاع». الإصابة (1/315).

- وأما ما ذكره عن الحسن أنه قال: «أربع خصال في معاوية...» وما ذكر أن معاوية قال للمغيرة: «ولست تاركا إيصاءك..» فإنهما مكذوبان لأنهما من رواية أبي مخنف، وهو كذاب لا يحتج به، قال عنه الذهبي في الميزان: «أبو مخنف أخباري تالف لا يوثق به». راجع الميزان (9/419).

- ومن ذلك أنه عزا حديث: «سيلي أموركم من بعدي رجال يعرّفونكم ما تنكرون... والذي نفسي بيده إن معاوية من أولئك» وعزا هذا الحديث إلى أحمد، وليس في أحمد زيادة: «والذي نفسي بيده...» الخ، وإنما هذه الزيادة الضعيفة عند الحاكم، وفي سندها مسلم بن خالد الزنجي، والذي قال عنه البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: لا يحتج به، وضعفه أبو داود، وقال ابن المديني: ليس بشيء. (الميزان 4/102).

- وأما افتراءه أن «معاوية» سم الحسن وسعد بن أبي وقاص فظاهر البطلان، فقد نقل هذه الفرية عن أبي الفرج الأصفهاني الذي قال عنه النوبخي: «كان أكذب الناس» كما في تاريخ بغداد (11/399) وقال عنه ابن الجوزي في المنتظم (7/40): «ومثله لا يوثق بروايته، ويصرح في كتبه بما يوجب عليه الفسق» ومما يبين كذب ما نقله أبو الفرج من أن «معاوية» سم الحسن وسعدًا فماتا هو أن الحسن توفي في عام (51هـ) وسعد بن أبي وقاص توفي عام (55هـ). (الطبقات لابن سعد 3/149)، وسير أعلام النبلاء (1/123). ولذلك قال الذهبي: «وهذا شيء لا يصح» تاريخ الإسلام.

- وبعد فهذا رد إجمالي على ما نشر، ولعل الله أن ييسر برد أوسع في المستقبل إن شاء الله...

ابوعائش
03-16-2007, 04:27 AM
رضى الله عن معاوية وعن جميع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

أبو مصعب السلفي
03-16-2007, 04:58 AM
جزاك الله خيراً أخى الحبيب

ويُنقل لقسم العظماء, فهذا مكانه رضى الله عنه
..

على درب السلف
04-14-2007, 04:01 AM
جزاك الله خيرا
انه والله فعلا سيدنا معاويه المفترى عليه
جزاك الله خيرا على التوضيح

المحدث المصرى
04-14-2007, 01:32 PM
بارك الله فيك اخى الكريم تكلمت فوضحت و اوجزت

أبو عمر الأزهري
04-14-2007, 06:23 PM
ماشاء الله ،، رضى الله عن معاوية وعن جميع الصحابة الكرام ،،

جزاك الله خيرا أخى الحبيب ناجى ،،
بارك الله فيك .

muslim_sunna
04-16-2007, 11:32 PM
بارك الله فيك

اللهم إطعن من يطعن بمعاوية

المعتزة بنقابها
05-04-2010, 08:34 PM
http://www.lakii.com/vb/smile/21-442.gif (http://www.lakii.com/vb/smiles/index.php)
http://www.lakii.com/vb/smile/32_307.gif (http://www.lakii.com/vb/smiles/index.php)
نعم اخى فمعاويه رضى الله عنه مفترى عليه
فلقد شوهوا التاريخ الاسلامى بهذا الكذب والافتراء على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم خير من مشى على الارض بعد الانبياء