المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العلاّمةُ ابنُ القَيّم كأنّهُ يتَكلّمُ عن زَمَانِنا !!!


أم حفصة السلفية
05-11-2011, 10:58 PM
العلاّمةُ ابنُ القَيّم كأنّهُ يتَكلّمُ عن زَمَانِنا !!!
بسم الله الرحمن الرحيم

(( لَمّا أعرَضَ النّاسُ عن (( تحكيم الكتابِ والسّنّة )) والْمُحاكَمة إليهما واعتَقَدُوا عدمَ الاكْتِفَاء بهمَا وعدَلُوا إلَى اللآرَاء والقِياسِ والاستِحسَانِ وأقْوالِ الشّيُوخِ ،
عرَضَ لهم من ذلكَ فَسَادٌ فِي فِطَرِهِم وظُلْمَةٌ في قُلُوبهم وكَدَرٌ فِي أفهامهم ومَحْقٌ في عُقُولهم .
وعَمَتْهُم هذه الأمورُ وغَلَبَت عَلَيْهِم ،
حتّى رُبّيَ فيها الصّغيرُ وهرَمَ عليها الكبيرُ ، فَلَم يَرَوْهَا مُنْكَراً .
فَجَاءَتْهُم دَولَةٌ أخرَى قَامتْ فيها البِدَعُ مقَامَ السُّننِ والنّفْسُ مقَامَ العقْلِ ،
والهوى مقامَ الرّشْدِ ، والضّلالُ مقَامَ الْهُدَى ، وَالْمُنكَرُ مقَامَ المعرُوفِ ،
والجهلُ مقامَ العِلم ، والرّياءُ مقَامَ الإخلاصِ ، والباطِلُ مقَامَ الحقّ ،
والكَذِبُ مقَامَ الصّدقِ ، والمداهَنَةُ مقَامَ النّصِيحة ، والظّلمُ مقَامَ العدْل ،
فَصَارَت الدّولَةُ والغَلَبَةُ لهَذِه الأمورِ ، وأهلُها هُمُ الْمُشَارُ إليهم ،
وكانت قَبْلَ ذلِكَ لأضْدادِها ، وكانَ أهلُهَا همُ المُشارُ إليهم .
فإذا رأيتَ دولةَ هذِه الأمور قد أقبَلَتْ ورايَاتها قد نُصِبتْ وجُيُوشُها قد رَكِبَتْ ،
(( فَبَطنُ الأرضِ واللهِ خيرٌ منْ ظَهْرِها ، وقُلَلُ الجِبالِ خيرٌ من السّهُولِ ،
ومُخالَطَةُ الوَحْشِ أسلمُ من مخالطَة النّاسِ )) .
اقشَعَرّت الأرضُ وأظلَمتِ السّماءُ وظَهَرَ الفَسَادُ في البرّ والبحرِ منْ ظُلْمِ الْفَجَرَةِ ،
وذَهبتِ البركات وقلّت الخيرات وهَزَلَتِ الوجُوهُ وتكدّرت الحياةُ من فِسْقِ الظّلَمة ،
وبكى ضوءُ النّهار وظُلمةُ اللّيلِ من الأعمالِ الخبيثَة والأفعالِ الفَظِيعَةِ ،
وشَكَا الكِرامُ الكَاتِبُونَ والمعقّبات إلى ربّهم من كثْرَةِ الفَواحِشِ وغَلَبة المنكرات والقبائِح .
وهذا والله مُنذِرٌ بسيْلِ عذابٍ قد انعقَدَ غَمَامُه ، ومُؤْذِنٌ بِلَيْلِ بلاءٍ قد ادلهمّ ظَلامُه ،
فاعزِلُوا عن طريقِ هذا السّبيلِ بتوبة نصُوح ما دامت التّوبَةُ مُمكِنةً وبابُها مفتوح ،
وكأنّكم بالباب وقد أُغلِقَ وبالرّهنِ وقد غَلِقَ وبالجنَاح وقد علقَ
{ وَسَيَعْلَمُ الّذينَ ظَلَمُوا أيَّ مُنقَلَبٍ يَنْقَلِبُون } .
اشْتَرِ نَفْسَكَ اليومَ ، فإنّ السُّوقَ قائِمةٌ والثّمنَ موجودٌ والبضَائِعَ رخِيصَةٌ ،
وسَيأتِي على تلك السّوق والبضَائِع يومٌ لاَ تصلُ فيه إلَى قليل ولا كَثِير
{ وذَلكَ يومُ التّغَابُن }
{ يومَ يعضُّ المرءُ علَى يَدَيْه } .
إذا أنتَ لم ترحَلْ بزَادٍ من التّقَـى..وأبصَرتَ يومَ الحَشْرِ من قدْ تزوّدَا
نَدِمتَ على أن لا تَكُونَ كَمِـثْلِه.. وأنّك لَمْ تُرْصِـدْ كمَا كَانَ أرصَدَا

من كتاب
[الفوائد ص 63 . 64 ]
((ط دار النّفائِس تخريج وحواشِي أحمد راتب عَرمُوش ))

منقول

رجائي رضى ربي
05-12-2011, 12:08 AM
ما شاء الله تبارك الله

جزاك ربي كل خير وادخلك فسيح جناته

الله يبارك فيك يا الطيبه

أم حفصة السلفية
05-12-2011, 01:43 AM
ما شاء الله تبارك الله

جزاك ربي كل خير وادخلك فسيح جناته

الله يبارك فيك يا الطيبه


احسن الله اليكم وشكر لكم

أم الزبير محمد الحسين
05-15-2011, 04:11 AM
جزاكِ الله خيراً

أم حفصة السلفية
05-15-2011, 04:46 AM
جزاكِ الله خيراً

احسن الله اليكم ونفع بكم