المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [مع العتابـ ] لَك العُـتْبَى ، وَزِيَـادَة


أم صهيب المصرية
04-12-2011, 07:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

إذا ذهب العتاب فليس ودّ ..... ويبقى الودّ ما بقي العتاب .

وهل يُعاتب غير المحبّ ؟

وهل نغضب ممن لا نحبّ ؟

//


عتب وإعتاب واستعتاب ..والعتبى زيادة في الكلام..


فما الفرق بين الثلاث ؟

وماذا تعكس كلّ جوهرة منها ..؟!

1- إذا غضبت فهذا ( عتب ) .

2- وإذا أزلت الغضب عن نفسك أو أزلته عن غيرك فهو ( إعتاب ) .

3- وإذا طُلب منك إزالة الغضب ، أو طلبت ممن أغضبك أن يسعى لإزالة غضبك فهو ( استعتاب ) .


والأخيرة لا تكون باللفظ فقط بل لابد مع الطلب عمل العمل الذي يرضي الغاضب كي يزول عتبه .

فإن لم نعمل العمل الذي يسعى إلى الرضا فهو إعتاب حتى وإن تضمن الطلب .

قطـــرة /


في الآخرة لا عتب ولا إعتاب ولا يحق الاستعتاب ؛ لأنها دار حساب ولا سبيل لطرق أبواب الطاعة والإرضاء .

قال تعالى :

(( وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ )) النحل 48

(( فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ )) الروم 57

(( فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ )) الجاثية 35

(( فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ )) فصلت 24


والاستعتاب شبيه الاسترضاء ونظيره ، وهو طلب الرضا ..

الاسترضاء أعلى من الاستعتاب ، فهو طلب الرضوان ، والأول طلب إزالة غضب وعتبه .
***


أمّا العتبى فهي اسم الإعتاب ..

وقد جاءت في دعاء النبي عليه الصلاة والسلام : (( لك العتبى حتى ترضى )) .

أي يطلب من الله إعتابه إياه بتوفيقه للتوبة ، وقبولها منه حتى يزول غضبه .

//


العتاب والمعاتبة ، من آكد ما يبقي المودة ويُشعر بالرحمة والقرب والألفة.
ولذلك نجد في القرآن الكريم كيف أن الله جل وتعالى كان يعاتب أنبيائه ورسله وعباده الصالحين ..

( عفا الله عنك لم أذنت لهم ..) !
( يا ايها النبي لم تحرم ما أحل الله لك ..) !!
( عبس وتولى . أن جاءه الأعمى . وما يدريك لعله يزكى ..) !!

وحين نتأمل نصوص السيرة النبوية نجد ايضا كيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحرص الأمة على الأمة ، فكان يعاتب ويعتب ..
اقرأ إن شئت قصة الثلاثة الذين خلّفوا ..
واقرأ في قوله صلى الله عليه وسلم ( نعم العبد عبد الله لو كان يقوم من الليل ..)
{ وقد بوَّب البخاري باب مَنْ لَمْ يُوَاجِهْ النَّاسَ بِالْعِتَابِ [ أي حياء منهم ] .

الحديث‏:‏
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَتْ عَائِشَةُ صَنَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئاً فَرَخَّصَ فِيهِ فَتَنَزَّهَ عَنْهُ قَوْمٌ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَطَبَ فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ قَالَ مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَتَنَزَّهُونَ عَنْ الشَّيْءِ أَصْنَعُهُ فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُهُمْ بِاللَّهِ وَأَشَدُّهُمْ لَهُ خَشْيَةً..


قلت‏:‏ أما المعاتبة فقد حصلت منه لهم بلا ريب، وإنما لم يميز الذي صدر منه ذلك سترا عليه، فحصل منه الرفق من هذه الحيثية لا بترك العتاب أصلا‏.‏ } أ.هـ


لا يصح عتب الصغير على الكبير ولا العبد على السيّد .

ولكلّ ممن ذكر الإعتاب والاستعتاب .


يقول النابغة :

فَإِنْ كُنْت مَظْلُومًا فَعَبْدًا ظَلَمْته ....وَإِنْ كُنْت ذَا عُتْبَى فَمِثْلك يُعْتِب

×××

وإليكمـ



محاضرة ( تعال نتعاتب (http://download.media.islamway.net/lessons/duwaish/comenata3atab.mp3) ) للشيخ إبراهيم الدويش ..

[ فنون المعاتبة .. ومعالجة الأخطاء (http://www.saaid.net/aldawah/115.htm)]

نصرة مسلمة
04-13-2011, 03:12 PM
بارك الله فيكِ أختي أم صهيب
أهلاً بكِ في منتدى الحور العين و في قسم اللغة العربية .

أم صهيب المصرية
04-13-2011, 08:32 PM
وفيك بارك ربي أختي نصرة مسلمة ..

يسرني الانضمام لركبكم ،