المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من هم الافباط ؟؟؟؟؟


الدمياطى
01-10-2008, 01:28 AM
بسم لله ، والصلاة والسلام على رسول الله 00 إن القضية التي سأتحدث عنها مباشرة، هي تلك الفِرية التي سموها (( فتنة طائفية )) ، والتي تموت وتحيا ، تم تموت ، ونحن لا نملك أي قدر من المعرفة حول مَن يُصدر القرار بموتها ، ثم مَن الذي يتولى ـ في كل مرة ـ مخاضها ؟‍‍! 0 إنها أزمة يعانيها سبعة وستون مليوناً من المسلمين المؤمنين بإله واحد ، وكتاب واحد ، وسُنَّة نبوية واحدة ، ينهل منها ملايين الفقهاء والعلماء والدعاة والمفكرين وطلبة العلم والدارسين والعوام في علاقتهم بأربعة ملايين نصراني ـ على أفضل تقدير ـ بنسبة 87,5% تقريبا من إجمالي السكان ، وينقسمون ـ فيما بينهم ـ إلى ما لا يقل عن أربعين ملة عقَدية في مصر وحدها !

وفي البداية ، أرجو رفْع التكاليف والحواجز النفسية والحساسيات المرهفة ـ تكتيكاً أو استراتيجيةً ـ إن أردْنا الوصول إلى حلول عملية لمشكلة تؤرِّق مضاجع السياسيين منذ غاب الإسلام العقَدي 0

تلك التي وجد فيها اللادينيون ( العلمانيون ) وسَقَط متاع الشيوعية وبقايا الماركسيين مستنقع ماء آسِن ، غاصوا فيها حتى أذقانهم ؛ ظناً منهم أن بها صفاءً أرادوا تعكيره ، ...
نربأ بالعقلاء أن يزايدوا أو يروا في دفن الرؤوس كالنعام منجاةً من الخطر ؛ ففرض الحقائق ليس بحال طعناً ، أو إساءةً لاحد ، والحديث عن النصارى والنصرانية ليس مِنطقة ألغام كما يروجون فى أسماعنا ؛ ومستقبلاً ، ولا نستوعب أن قضية ـ مثل العلاقة بين المسلمين والنصارىمصر... فنحن ابناء وطن واحد .. عنصرى الامه ...
فالقضية ـ في الحقيقة ـ هي قضية الأمة المصرية المسلمة ، لا القومية ولا الشيوعية ولا الماركسية ولا الطائفية أيضاً ، ومن هذا المنطلق ، فقد آثَرت أن أسبح مع التيار الغائب ـ الغائب ضد التيار الغائب الحاضر ، وأتعامل مع مُفردات الأزمة ـ موضوع الدراسة ـ باعتبارها أعراضاً مزمنة 0

ولطول عمر الأزمة ، وعمق جذورها ، والتفاف فروعها ، وإدمان استخدام المسكِّنات والمخدِّرات في علاجها ، فإن قائمة مفردات الأزمة طالت بأكثر مما يحتمله مقال أو أكثر ، إلا أنه بات ضرورياً الوقوف عليها بجلاء ، وتحديدها بدقة ، والمبالغة في رصدها ، ومن ثم في تفكيكها ، وإعلان ذلك بالوسائل كافة بعناوين بارزة ، فإن امتلكنا زمام كل عناصر الأزمة استطعنا إعادة تركيبها وترتيبها وفق المنظومة الإلهية التي يستبين فيها الحق من الباطل ، ويميز فيها الخبيث من الطيب ، ويعرف كل صاحب حق حقه .

إن السبب الكامن في جوف الأزمة هو ذلك الخلل الدفين في المنظومة الإنسانية المصرية بعدما أصابها فساد كثير ، فبدا فيها الكبير كما لو كان صغيراً !، وبدا فيها الصغير كما لو كان هو الكبير ! ، واستمرأ الكبير الوهم بصغره ! ، وتوحَّش الصغير بوهم كبره ! ، والمنهج العلمي الموثق هو الحكَم والمرجع ـ أولاً وأخيراً ـ تحت مظلة شريعة الله وكفى 0

ولبندأ السباحة معاً مع مُفردات الأزمة 0
يتبع ....

الدمياطى
01-10-2008, 01:32 AM
.................................................. .....2.........................................
لعل اسم ((مصر)) ...........................
..... هو ما يجب أن تبدأ به كل المفردات ، لكن اسم مصر أيضاً هو مايجب أن يُختتم به كل كلام ؛ خاصة إذا ما كان الكلام منها وبها وعنها0
يرجع اسم ((مصر)) ـ.........................
في أصوله ـ إلى لغات عديدة ؛ تبعاً لما يهوى كل مجتهد ، لكن أقرب الأصول إلى الأذهان هي تلك التي تبدأ من القرون الفرعونية المتأخرة ، وتنتهي بالاحتلال الإنجليزي في عصورنا الحديثة ، عبْر جسور دينية وسياسية وتاريخية متشابكة ومتداخلة بقصد سابق التجهيز 0
ومن اسمها تتولد مفردة المصري ، تحمل في طياتها عشرات الأسئلة حول ما إذا كانت مسمى لوطن أو حضارة أو عقيدة ، وعما إذا كانت صفة لطائفة دون سواها ، أو أنها شعار تكتيكي ، أو مشروع استراتيجي لرؤى عنصرية مستقبلية 0
ـ وهل (( مصر )) هي : (( وطني )) ، أم (( وطنه )) ، أم (( وطننا )) جميعاً ؟!0
الأسئلة ـ في الحقيقة ـ حول كلمة (( مصر)) ولاَّدة ، ومتلاطمة كأمواج المحيط ، وهي تتكسر على الشاطىء الصخري قبل أن تعود صغيرة بأضعف وأصغر مما جاءت به ، على الرغم مما كتبه غالي شكري ( ص292 ) ـ من كتابه ((الثورة المضادة في مصر)) ـ قائلاً عن جماعة (( الأمة القبطية )) التي نشطت عام 1954 ، إنها طالبت علناً بتعليم اللغة القبطية ، ورفضها لكلمة (( مصري )) ، بل حرصوا ـ وأصروا ـ على استخدام كلمة (( قبطي )) ، وعلى الرغم مما قاله ( ص308 ) من أن هذه الجماعات عادت ثانية ـ منذ عهد السادات ـ مرتدية ثوباً جديداً ....
لكن إجابة كونية تختصر ، وتختزل كل هذه الإرهاصات ، وهو أنه من الخذلان أن نتنافس ( مسلمين ونصارى) حول لفظ (( قبطيتنا )) ، الذي يعود إلى أصل يوناني ـ لا عربي ـ هو Alguptos ، أو فرعوني وثني مختلف عليه هو (( ها ـ كا ـ بتاح )) ، بمعنى بيت الإله فتاح ، أو (( أي ـ جيبتوس )) بمعنى (( دار القبط )) 0
ولسبب غير معلوم ـ وبدوافع من الصعب أن تكون غير مقصودة ـ تنازل النصارى ثم المسلمون عن الاسم الذي ورد في كتابيهما المقدسين ، وهو (( مصر))، الذي لم يكن حرياً أن نقبل له ترجمة بأي لغة ، ووجب ـ بحسب التوراة والإنجيل والقرآن ـ ألا يُكتب بغير حروفه ونطقه ، عَلماً دينياً مقدساً اسمه ((مصر )) ، وكل مَن يقيمون في حدودها هم ((مصريون )) ؛ إذ ورد اسم ((مصر )) و ((مصرية )) و مصريون )) حوالي خمسين مرة فيما يُعرف بالتوراة ـ أو العهد القديم ـ مثل :
ـ (( فانحدر إبرام إلى (( مصر )) ؛ ليتغرب فيها )) ( سفر التكوين ، 12/10)0
ـ (( وأقام في بيت سيده المصري )) ( التكوين ، 39/3 )0
ـ (( وكان يوسف هو المتسلط على مصر )) ( التكوين ، 42/6 )0
ـ (( الذين قدموا مع يعقوب إلى مصر )) ( سفر الخروج ، 1/1)
ـ (( فاستدعى ملك مصر القابلتين )) ( الخروج ، 1/18 )0
ـ (( أعازم أنت على قتلي كما قتلت المصري ؟! )) ( الخروج ، 2/14 )0
ـ (( هاجم شيشق ملك مصر أورشليم )) ( الملوك ، 1ـ14/25 )0
ـ (( زحف فرعون نحو ملك مصر )) ( الملوك ، 2ـ23/29 )0
كما ورد اسم (( مصر )) ـ فيما يعرف بالإنجيل أو العهد الجديد ـ أكثر من مرة ، أذكر منها :
ـ (( قم واهرب بالصبي وأمه إلى مصر )) ( مَتَّى ، 2/13)0
ـ (( قد ظهر في حُلم ليوسف في مصر )) ( متى ، 2/19 )0
وفي كتاب الله الكريم ، ورد اسم (( مصر )) خمس مرات :
ـ ( اهْبِطُوا مِصْراً فَإنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ ) ( البقرة : 61).
ـ ( وَأَوْحَينَا إلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً ) ( يونس : 87 ) .
ـ ( وَقَالَ الَذِي اشْتَراهُ مِن مِّصْرَ لامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ ) ( يوسف : 21 ).
ـ ( وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إن شَاء اللهُ آمِنِينَ ) ( يوسف : 99 ) .
ـ ( وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَاقَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ ) ( الزُّخْرُف : 51).
ولم تأتِ كلمة (( قبط )) أو مفرداتها في أي من الكتب الثلاثة على الإطلاق ؛ وبذا ينتفي أي تعلُّق عقدي باسم غير اسم (( مصر )) 00 الأرض ، التاريخ ، الحضارة ، الانتماء ، الوطن ، الجنس ، لأكون أنا (( مصري مسلم )) ، والآخر (( مصري نصراني )) 0
وشركة مصر للطيران يجب أن تكون Misr : بدلا من Egypt ، وعِلم المصريات : Misrology بدلاً من Egyptolgy ، ، ونكون ـ جميعاً ـ (( مصريين )) Misrians بدلا من Egyptians ،0
ولأن النص القرآني مقدس عند المسلمين فقد استخدم المسلمون اسم (( مصر)) ، وأصبح جزءاً من أدبياتهم وفكرهم ووجدانهم ، لا يرضون عنه بديلاً0
فهل يقبل أهلنا ـ نصارى مصر ـ أن يلتزموا بالنص التوراتي والإنجيلي كما نطقه المسيح عيسى ـ عليه السلام ـ أم أن غلبة الهوى سوف تدعو إلى تقديس اللغة التي كتبها أتباع المسيح ـ عليه السلام ـ بلغة أوطانهم هم ، لا بلغة صاحب الكلمة ؟1.
ولأنها مسألة تتعلق ـ في الحقيقة ـ بتأصيل تاريخي وعقدي ، لا سياسية ولا طائفية ، لا إسلامية أو نصرانية ، فهل يلتزم أهل القلم من الأهلين باسم ((مصر)): العهدين القديم والجديد وقرآن الله الكريم ؟!.
... يتبع ....

الدمياطى
01-10-2008, 01:34 AM
.................................................. ........3......................................... ............
نصارى مصر

إن مفردة (( نصارى مصر)) هي واحدة من أخطر المفردات أثراً وتأثيراً في الأزمة المثارة ، وتحتل موقع الصدارة على قائمة المفردات0

ونؤكد أن قدر الغموض والهُلامية الذي يغلف هذه المفردة هو أهم وأسوأ الأسباب التي جعلتْها تتبوأ هذه المكانة الاستراتيجية في تاريخ ومستقبل العلاقة بين المسلمين والنصارى في مصر ؛ إذ من المهم للغاية أن نقف ـ بوضوح كامل ـ على عدة حقائق معلوماتيه هي :

1ـ يبلغ عدد نصارى مصر ـ حسب تعداد عام 1947 ـ حوالي 1,5 مليون نسمة من مجموع 23,6 مليون 0

2ـ يبلغ عدد نصارى مصر ـ حسب تعداد عام 1986 ـ حوالى 2,8 مليون نسمة من مجموع 48 مليون 0

3ـ يبلغ عدد الملَل الكَنَسية للنصارى في مصر حوالى أربعين ملة ، تنضوي تحت سبع مجموعات عقدية وطائفية 0

4ـ بلغ عدد نصارى كل مجموعة عقَدية وطائفية من المجموعات السبع ـ حسب تعداد عام 1947 كما يلي :

1186353 أرثوذكسي مصري ينتمي للكنيسة المُرْقسية 0

89062 أرثوذكسي مصري ، وأرمني ، وسرياني ، وآخرون لا ينتمون إلى الكنيسة المصرية 0

73764 كاثوليكي مصري ينتمي إلى الكنيسة الرومانية البابوية 0

50200 كاثوليكي روماني وأرمني وسرياني وآخرون 0

86918 بروتستانتي مصري ينتمون لعدة مذاهب داخلية 0

16338 بروتستانتي غير مصري ينتمون لعدة مذاهب متفرقة 0

1547 آخرون غير معروفين كاللوثريين وشهود يَهْوَه والمُورْمُون0

1504182 مجموع النصارى في مصر ـ عام 1947 ـ بنسبة 6,38% من مجموع سكان مصر المسلمين 0

5ـ بلغ عدد نصارى كل مجموعة عقدية وطائفية من المجموعات السبع ـ حسب تعداد عام 1986 ـ من خلال حساب نسبة الزيادة بالمقارنة بتعداد عام 1947 ( 2,774/1,5 = 1,85 ) وبضرب هذا الناتج في التعداد السابق ( عام 1947 )ـ باعتبار ثبات نسبة الزيادة السكانية في مصر لدى عموم الشعب ـ يكون الناتج كالتالي :

2194753 ارثوذكسي مصري ينتمي إلى الكنيسة المرقسية 0

164765 أرثوذكسي مصري وأرمني وسرياني وآخرون لا ينتمون إلى المرقسية0

136463 كاثوليكي مصري ينتمي إلى الكنيسة الرومانية البابوية 0

92870 كاثوليكي روماني وأرمني وسريان وآخرون 0

160798 بروتستانتي مصري ينتمون لعدة مذاهب داخلية 0

30225 بروتستانتي غير مصري ينتمون لعدة مذاهب خارجية 0

2862 آخرون غير معروفين كاللوثريين وشهود يهوه والمورمون 0

2782736 مجموع النصارى في مصر ـ عام 1986 ـ بنسبة 5.8 %0

وقد أوضح التقرير السكاني لعام 1986 أن عدد نصارى مصر 2.774 مليون ، يتوزعون إلى 1.378 مليون أنثى ، و 1.396 مليون ذكر0 ..... والى الان لم يصدر تقرير 2006 رسميا ...

فإذا كان عدد السكان في مصر قد ارتفع من (48) مليون نسمة عام 1986 إلى (71 ) مليون نسمة عام 2000 ـ بمعدل زيادة قدره ( 48و1% ) ـ فيمكن استنتاج تصور تقريبي للتوزيع الطائفي لنصارى مصر على الوجه التالي :

3248234 أرثوذكسي مصري ينتمي للكنيسة المرقسية 0

293282 أرثوذكسي مصري وأرمني وسرياني وآخرون لا ينتمون إلى الكنيسة المرقسية

201965 كاثوليكي مصري ينتمي إلى الكنيسة الرومانية البابوية 0

137448 كاثوليكي روماني وأرمني وسرياني وآخرون 0

237981 بروتستانتي مصري ينتمون لعدة مذاهب داخلية 0

44733 بروتستانتي غير مصري ينتمون لعدة مذاهب متفرقة 0

4237 آخرون غير معروفين كاللوثريين وشهود يهوه والمورمون 0

4167880 مجموع النصارى في مصر ـ عام 2000 ـ بنسبة 5,87% تقريبا0

وأنبه إلى ارتفاع هذه النسبة قليلاً عن الواقع ؛ إذ إن مجموع الكاثوليك في مصر ـ حسب البيان السابق مباشرة ـ لعام 2000 هو ( 339,5 ألف ) ، والرقم الذي تداولته دوائر المعلومات والصحافة ـ عند زيارة بابا روما في فبراير عام 2000 لمصر ـ كان ثابتاً حول (250) ألف كاثوليكي في مصر ،...

وعلى ضوء هذه الأرقام والتقسيم الطائفي نشير إلى أن الاختلافات بين الأربعين ملة كَنَسية في مصر موروثة منذ القرون الأولى للنصرانية ، وتتوالد حتى يومنا هذا ؛ فلكل ملة طقوسها العقدية الخاصة ، وقانون إيمانها ، وشكل صليبها ، وطريقة بناء كنيستها ، والتماثيل التي تُنحت للعبادة أو العظة ، واسم رئاسة الكنيسة ، والرتب والمناصب اللاهوتية وعدد الصلوات ، والقداديس ( جمع قُدَّاس ) والتراتيل ، بل والأسرار الكنسية ، والتاريخ الزمني والجغرافي المعتمد !0


ـ





إ
ن الذي نضيفه هنا أن 95% من طوائف النصارى في مصر ترفض العمل السياسي ، وترفض المشاركة في المجالس النيابية التي تصفها بالنظم العلمانية ، وترفض أي خصومات أو مطالب أو مكاسب دنيوية ، بل ترفض بعض المذاهب الكنَسية المصرية بناء الكنائس !، وتكفِّر مَن يبني كنيسة ؛ لأن المسيح ـ عليه السلام ـ كانت كنيسته هي بِشارته ودعوته ، لم يبنِ كنيسة أبداً !0

وأكثر من ذلك كله أن الكنائس ـ التي تتكلم وتطالب باسم مجموع نصارى مصر ـ تعلن تكفيرها البواح لكنائس مصرية أخرى ، مثل اللوثرية بميدان الإسعاف بالقاهرة ، وشهود يهوه بالفيوم والقاهرة والمنيا والإسكندرية ، والعلم المسيحي بميدان مصطفى كامل بوسط العاصمة ، والمورمون بالإسكندرية ، وكنيسة ( الله ) الخمسينية بجزيرة بدران في أول شبرا بالقاهرة 000 إلخ .. فكان من الضروري أن نعرف الآخر ، ومن هو ؟! ، وباسم مَن يتحدث ؟! 0

الدمياطى
01-10-2008, 01:37 AM
.................................................. ..............4................................... .............
تعتبر مفردة (( الأقباط )) .................
على رأس قائمة عدد من المصطلحات الطاغية على استخداماتنا الفكرية والأدبية ، جمعتُها ، وأطلقتُ عليها اسم (( المصطلحات المسروقة ))0
فبناءً على أكثر التقديرات التي تتجاوز الموضوعية ، كان عدد سكان مصر ـ يوم دخول المسلمين أرضها ـ حوالي ستة ملايين نسمة ، إلا أن بعض الكتابات الكنسية أوصلت هذا التقدير إلى نحو ثلاثين مليون (( قبطي )) ، كما جاء في كتاب ستالي لينبول : تاريخ مصر في العصور الوسطى ( ص19 ) 0
والملايين الستة ـ التي يمكن أن يقبلها العقل ـ سكان مصر عام 640/641 بحسب التقويم الميلادى ، نسي أو تناسى كَتَبة التاريخ أنهم لم يكونوا أبداً من أصول فرعونية (قبطية) خالصة ، حتى كتاب د.محمد شفيق غربال : (( تكوين مصر عبر العصور)) الذي صدر ضمن سلسلة ((تاريخ المصريين)) رقم (42) عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ
وبذكاء عرَّف الأسلاف ـ بدون إفصاح ـ في ( ص27) بأنهم : ((ا لإغريق واليهود ومَن إليهم من الغرباء ))0
من :
ـ فراعنة موحِّدين : كزوجة إبراهيم وولدها إسماعيل ـ عليهم السلام ـ اللذين جاءا في عهد الأسرة الثانية عشرة ، ويوسف ويعقوب ـ عليهما السلام ـ اللذين جاءا في عهد الأسرة السادسة عشرة ، وأخناتون ـ على الرغم مما حوله من ضباب ـ في الأسرة الثامنة عشرة ، وموسى ـ ومَن معه من اليهود عند الخروجـ في عهد الأسرة التاسعة عشرة، وعلى متخصصي الآثار أن يشاركوا في تأكيد ترتيب الأُسر لاختلافات فيها كثيرة0
ـ فراعنة وثنيين مصريين ، صنعوا من الحجارة أصناماً ، وعبدوها ، وقدَّسوا الحيوانات والشمس والحكام والنهر !0
ـ فراعنة يهود مصريين من أبناء يعقوب ـ عليه السلام ـ فإن كان موسى (عليه السلام ) قد رحل بهم من مصر فبالضرورة بقي منهم مَن فضَّل مصر ، وتخلف عن الهروب 0
ـ ليبيين أتوا من الغزو الليبي لمصر أيام الفراعنة 0
ـ أشوريين أتوا مع الغزو الذي أسقط آخر دولة فرعونية 0
ـ الإغريق اليونانيين الذين أتوا مع المقدونيين ثم البطالمة بحضارتهم الهيلينستية ( غزاة ثم طلبة علم في مدرسة الإسكندرية )0
ـ رومانيين أتوا مع الغزو القيصري وللتجارة ، ثم لطلب العلم في مدرسة الإسكندرية 0
ـ فرس وثنيين ـ يعبدون النار ـ أتوا مع الغزو الفارسي وهزموا قياصرة روما لعدة سنوات في مصر 0
كل هؤلاء أتوا إلى مصر ، واستقر منهم مئات وآلاف على أرضها ، وتناسلوا فيها ، وأصبحوا (( أقباطاً )) 0
ثم إلى هذا الخليط اللامحدود الذي لا يستطيع أحد أن ينفى عنه ((قبطيته)) ـجاء مئات العرب للتجارة ، فعاد منهم مَن عاد ، واستوطن مصر مَن استوطن ، وشكَّلوا ـ جميعاً ـ البنية الأساسية للإنسان المصري يوم الفتح الإسلامي في أول عام من العِقد الثالث للهجرة النبوية المشرفة 0
اختلفت أصولهم ، وتباينت جنسياتهم ، وتنوعت عقائدهم ، لكنهم ـ جميعا ـ أصبحوا نسيجاً واحداً في دمه جينات الأرض الطينية ، وورث سمرة الوجه ، وجلد العزيمة ، وشرب من ماء النيل 0
ثم جاء الفتح الإسلامي ، جيش قوامه أربعة آلاف مقاتل من شبه جزيرة العرب ، وصحبة جاءت معهم من العراق ، وأخرى من بلاد الشام ، وهم في طريقهم إلى مصر تحت قيادة عمرو بن العاص 0 وما لبث أن نهض إليهم عشرة آلاف مقاتل آخرين ، من بينهم آلاف جاءوا بحثاً عن الرزق في أرض مصر الخضراء ، التي انفردت ـ دون كل بلاد حوض النيل ـ باحتضان شاطئيه ، والالتصاق بهما 0
هذه الآلاف التي وفدت مع الفتح الإسلامي واصلت الزحف في مسيرة فتوحاتها الكبرى وتركت في مصر مَن شاء لنفسه البقاء على أرضها ، كما حدث في كل محطة من محطات الفتح ، يبقى آلاف ، ويرحل آلاف ، وفي صحبتهم من أبناء البلاد التي فتحوها آلاف أخرى
فإذا ما عدنا إلى مصر ، فقد أسلمت الغالبية ، وبقيت آلاف قليلة على عقيدتها النصرانية ، ورحلت آلاف ممن أسلموا مع جيوش الفتح 0 ولكن أحداً من هؤلاء لم يفقد ـ بإسلامه أو البقاء على نصرانيته ـ انتماءه إلى مصريته أو ((قبطيته)) ، وكما أشرت من قبل ، ولا يملك واحد ـ مهما بلغ علمه ومعرفته ـ :
ـ أن يوقف الجنسية القبطية على النصارى الذين كفروا بالوثنية الرومانية كفراً بواحاً 0
ـ ولا أن يوقفها على النصارى الذين خلطوا عقيدتهم بطقوس وثينة لا محدودة 0
ـ ولا أن يوقف الجنسية القبطية على مَن اعتقد بالأرثوذكسية الإسكندرية دون الذين اعتقدوا بالأرثوذكسية القسطنطينية ، أو الذين اعتقدوا بالكاثوليكية الرومانية من أبناء مصر 0
وعلى محور آخر فإن أحداً :
ـ لا يستطيع أن يحرم ـ من الانتماء إلى (( القبطية )) ـ ملايين من الذين كانوا وثنيين ، وتهوَّدوا 0
ـ أو الذين كانوا هوداً فارتدوا إلى الوثينة 0
ـ أو الذين كانوا هوداً وتنصروا 0
ـ أو الذين كانوا نصارى فارتدوا إلى الوثنية أو اليهودية 0
ـ أو الذين كانوا وثنيين أو هوداً أو نصارى وأسلموا 0
ـ أو الذين جاءوا بإسلامهم فأصبحوا ـ مع الأغلبية المصرية ـ أغلبية مسلمة0
في ضوء التعددية ـ التي صُهرت في البوتقة المصرية ـ كان ضرورياً إعادة تشكيل مكونات الأمة الجديدة في العنصرين الأهلين :
الأول : الأقباط المسلمين وهم الأغلبية العددية ـ من أصحاب الأرض والتاريخ ـ الذين لم ينفصلوا بإسلامهم عن الحضارات السابقة ، وإن اعتقدوا بغير عقائدها)0
الثاني : الأقباط النصارى (وهم الأقلية العددية ـ من أصحاب الأرض والتاريخـ الذين لم ينفصلوا بنصرانيتهم عن الحضارات السابقة ، وإن اعتقدوا بغير عقائدها)0
وبناءً على هذه الحقائق ـ التي لا تقبل جدلاً أو نقاشاً ـ يصبح من الخطأ العلمي والتاريخي والحضاري والأدبي والثقافي ، بأن يجعلوا من الجنسية الوطنية المصرية ( وهي القبطية) صفة لعقيدة دينية ، ثم يوقفوا هذه الصفة العقدية الدينية على القطاع المتواضع من جسد الأمة ، ويختزلوا ((القبطية)) ـ التي هي جنس ـ إلى دلالة طائفية ، كان يمكن قبولها بحسب قوانين العلم وشروطه لو أنها كانت للأغلبية الأعم 0
ويكون من الخطأ أن يصف النصارى في مصر أنفسهم بأنهم هم (( الإقباط )) ا فقط ؛ لكونهم اضطُروا ـ أو تنازلوا عقدياً ـ بقبول بعض الطقوس أو العادات الوثنية ،، لعل أشهرها ــ كنائس فيلا بأسوان ، التي تُعامَل كمعابد أثرية ، واتخاذهم من الشعار الوثني ( مفتاح الحياة ) شكلاً قريباً من الصليب ، الذي لم يعرفه النصارى إلا بعد ثلاثة قرون من رفع المسيح ( عليه السلام ) !0
إنما يكون (( الأقباط )) الخلص هم الذين حافظوا على وثنيات أجدادهم وأصنامهم للعبرة والعظة ، ولم يحتلوها ، ولم يهدموها ، ولم يحولوها إلى أماكن عبادة، بعدما ارتقت عقولهم بالوحدانية ، واعتنقوا الدين الذي أتى به البدو الرُّحَّل من شبه الجزيرة ؛ ليحررهم من الشرك وعبادة الحجر والماء والنار والبشر ، لكنه لم يطلب منهم ـ أبداً ـ أن يحرروا من (( قبطيتهم )) الوطن 0
فالأقباط .....................
هو اسم عَلَم يدل على المسلمين المصريين فقط ؛ لغلبتهم تاريخاً وحضارةً وعدداً ، فإن أردنا أن نعرّف نصارى مصر لزمهم ـ بالضرورةـ إضافة كلمة ((الأقباط )) ؛ لتمييزهم عن النصارى السريان (سورية) ، والنصارى الأرمن (أرمينيا)، والنصارى الرومان (روما) 000 إلخ ، فيكونون ((النصارى الأقباط)) ، فإن جاء القول مطلقاً ((الأقباط فقط)) ـ فإنما يكون المقصود هو ((أهل الإسلام )) تعميماً لهم ؛ لكونهم أغلبية الأهلين في الوطن الكبير .
المصدر.............
http://www.baladynet.net/

أم هارون السلفية
01-16-2009, 01:55 PM
جزااكم الله خيراً