المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحلَ عن دنيانا شاعرٌ أحسبه كان أديبًا صادقًا


أبو عمر الأزهري
03-12-2011, 03:29 AM
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد:
شاعرٌ مصريٌّ شابٌّ في عامه الخامس والعشرين، اسمه: (إسلام إبراهيم).
مات منذ أيامٍ وبالتحديد في يوم الثلاثاء الماضي (8 مارس 2011).
مات ساجدًا في المسجد وهو يصلي صلاة المغرب، أسأل الله أن يرحمه.
لا تنسوه من صالح دعائكم بارك الله فيكم.
**********
ولعلي أنقل إليكم في هذه الصفحات شيئًا من أعماله، ولكن أستبقه بقصيدةٍ رثائيةٍ كتبها بالأمس (يوم الجمعة) أحدُ إخوانهِ - وهو الشاعر الأستاذ أشرف حشيش - بعنوان: «سلامي لمن صلّى ومات بمسجدٍ»، يقول فيها:

أعرني جناحا كي أطير لقبره ** وأذرف من عين الوفاء بحِجْره

أعرني حروفا تطفئ الشوق كلما* * تلظّى لهيبا من حرارة جمره

أعرني اصطبارا يخنق الحزن إنني* * شربتُ طوال العمْر من كأس مرّه

فلا الحزن يعفو عن مصابٍ ببعده * * ولا البعد ينسي مَنْ نعيش بذكره

فمهلا .. أيا إسلامُ ما زال بيننا ** كلامٌ طويلٌ لن نبوح بسره

كلامٌ تبادلناه بالحبِّ حينما** تسدد كفّ الموت سهما لنحره

أيذكرُ بحرُ الشعر ليلا غمرته** وأسقيتنا شعرا نهيم بسكره

ومَن مثلُ إسلامٍ رهيفا بحسه** ومَن مثلُ إسلامٍ منيرا بفكره

سلامي لإسلامٍ ويا ربِّ رحمة * * نفوضُ إسلاما إليك بأمره

سلامي لمن صلّى ومات بمسجدٍ ** يُكفّنُ ثوب الطهر يحظى بأجره
*********

أبو عمر الأزهري
03-12-2011, 03:33 AM
في قصيدةٍ له بعنوان: «أَمَا لكَ إِذْ حَلَّ المَشِيبُ نذِيرُ»، قال رحمه الله:

أما لكَ إذ حلَّ المشيبُ نذيرُ ** ومثلك بالتوب النصوح جديرُ

وإنك والأسقام فيك تعددت ** عجزتَ فلم يردعه عنكَ نصيرُ

وعمَّ بياضُ اللونِ رأسَكَ لم يذرْ ** سوادًا ولو في القلبِ منه كثيرُ

لماذا تلبستَ خصالاً معيبةً ** فإن لباسَ الظالمين قصيرُ

فيا بؤس نفسٍ تستزيد انتقاصها ** ونصحي لذي العمر الكبير كبيرُ

لعمرك في مر السنين مواعظٌ ** لذي اللب لكنَّ المصابَ غريرُ

قضى عمرهُ سدًى فلم يغنَ عقله ** فذاك إلى ما قد جناه فقيرُ

إذا لم يكن بالموت للمرء عِبرةٌ ** فوالله ما بعد الهلاك عذيرُ

بماذا تجيب الله يوم لقائه ** وطالك إن عز الجواب سعيرُ!


**
18-6-2010
إســـلام

أبو عمر الأزهري
03-12-2011, 03:36 AM
وفي قصيدةٍ أخرى بعنوان: «سَينْفَعُنِي البُكَا والقلْبُ مَيْتُ»، قال رحمه الله:


سينفعني البكا والقلبُ مَيْـتُ
ونهرُ التوبِ لو منهُ ارتويـتُ
لخيري ليتني أفنيـت عمـري
وهل تغني عن الندمان ليتُ!
وردْتُ الهمَّ يومَ عصيتُ ربي
فبئس الورد للنفس ارتضيتُ
إذا جن المساء وصرت وحدي
وراودني دجاه بمـا عصيـتُ
كأن الذنب مجمتعًا وحزنـي
بطيّات الحشا نـارٌ وزيـتُ
إليكَ إليكَ يا رحمـن إنـي
رفعت تندمي ولك اشتكيتُ
رضاك علي مبتـردي إلهـي
سعير الذنب كم منه اكتويتُ
لنا في الدهر من عبرٍ ولكـن
جهلتُ بما سمعتُ وما رأيـتُ
أتعتق نفس معتـذرٍ منيـبٍ
بكم منكم أيا رب احتميـتُ
بعفوك طامعًا أدعـوك ربـي
سقيمًا بالذنوب وما اشتفيتُ
أنادي كلما ارفضَّت دموعي
بذلٍ في الصلا ثـم انحنيـتُ
لتغسلْني مـن الآثـام ربـي
لتغفرْ ما جهلتُ وما نسيـتُ
بنور جلالك العلوي هديًـا
ولولا جم فضلك ما اهتديتُ




**

3-9-2010

أبو عمر الأزهري
03-12-2011, 03:44 AM
وقال رحمه الله في قصيدةٍ بعنوان: «عند الطبيب»:

أَوَبَعْدَ ذَلِكَ هَلْ يُفِيْدُ بَيَانِي! ** أَوَبَعْدَ ذَلِكَ قَدْ يَجُوْدُ لِسَانِي!
فَمِن الْمَشَاعِرِ مَا يَمُوْرُ بِدَاخِلِي ** كَالْبَحْرِ يَلْطِمُ مَوْجُهُ وِجْدَانِي
فَلَرُبَّ صَمْتٍ يَسْتَحِيْلُ عَلَىَ الْفَتَى** نَارًا تَهِيْجُ بَسَطْوَةِ الْكِتْمَانِ
مَا كُنْتُ أَعْرِفُ لِلنُّعَاسِ وَسَيْلَةً ** وَتَفَرَّقَتْ بَعْدَ الْلقَا أَجْفَانِي
أَقْضِي الْلَّيَالِي بَيْنَ آَهٍ تَنْتَهِي ** فَتَذُوبُ أُخْرَى بَعْدَهَا بِجَنَانِي
لَمْ يَهْدَأ الْأَلَمُ الْشَّدِيْدُ وَلَمْ يَعُدْ ** يُجْدِيْ الْدَّوَاءُ وَكَمْ بَرَىْ جُثْمَانِي
فَذَهَبْتُ أَمْشِي لِلْطَّبِيْبِ كَأَنَّنِي * *صَخْرًا يَسِيْرُ بِخُطْوَةِ الْمُتَوَاني
وَحَمَلْتُ نَفْسِيْ مُجْبَرًا وَلكَمْ كَرِهْتُ ** لِقَائَهُ وَتَجَدَّدَتْ أَحْزَانِي
وَلَقِيْتُهُ بَعْدَ انْتِظَارٍ هَالَنِيِ ** أَمْضَيتُهُ كَالْتَّائِهِ الْحَيْرَانِ
فَأَتَىَ إِليَّ مُصَافِحًا بِبَشَاشَةٍ ** صَافَحْتُهُ ، وَإِلَى الْجُلُوْسِ دَعَانِيْ
مِمَّا تُعَانِيْ يَا بُنَيّ فَإِنَّهُ ** إِن شَاءَ رَبُّكَ لِلْعِلَاجِ هَدَانِي!
فَأَرَيْتُهُ (ضِرْسًا) وَقُلْتُ : أَذَاقَنِي ** بِئْسَ الْعَذَابِ بِسَائِرِ الْأَلْوَانِ
فَرَنَا إِلَيَّ وَقَالَ سَوْفَ أُزِيْلُهْ ** مِنْ جِذْرِهِ بِهَوَادَةٍ وَحَنَانِ
فَأَتَىَ الْمُمْرِضُ يَسْتَعِدُّ فخَلْتُهُمْ ** فِرْعَوْنَ جَنْب وَزَيرِهِ هَامَانِ
فَتَرَكْتُ أَمْرِيْ لِلإِلَهِ وَحَسْبُنَا ** فِيْ كُلِّ أَمْرٍ قُدْرَة الْرَّحْمَنِ
وَسَرَى الْمُخَدِّرُ فِيْ فَمِيْ مُتَلَطِّفًا ** وَالْقَلْبُ يَخفقُ مُسْرِعُ الْخَفَقَانِ
وَغَدَى يُنَقِّبُ فِيْ فَمِيْ وَكَأَنَّمَا ** (خُوْفُو) لَهُ أَثَرٌ عَلَى أَسْنَانِي
أَوْ أَنَّهُ مُذْ أَنْ رَأَى ضِرْسِيّ غَدَىْ ** لِعِلَاجِهِ كَمُصارِعِ الثِّيْرَانِ
وَوَجَدْتُهُ بَعْدَ الْعِنَادِ مُهَلِّلا ** وَقَدْ انْطَفَتْ بَعْدَ الْعَنَا الْعَيْنَانِ
وَدَنَا بِهِ فِيْ آَلَةٍ مَلْوِيَّةٍ ** وَيَقُوْلُ يَا لجُذورَهُ وَأَرَانِي!
فَهَمَمْتُ أَخْرُجُ بَلْ هَربْتُ بِسُرْعَةٍ ** كسِجَينِ أَفَلَتَ مِنْ يَدِ السَّجَّانِ
وَرَجَوْتُ رَبِّيَ أَنْ يُنَجِّيَ مَا بَقَى ** فَكَفَىَ جُرُوْحُ أَخَاهُمُ وَكَفَانِي

**

29-4-2010

أبو عمر الأزهري
03-12-2011, 03:47 AM
وفي قصيدةٍ أخرى بعنوان: «ياحكيمٌ قد ذوى جسدي»، قال رحمه الله:


يا حكيمٌ قد ذوى جسدي
رغم كل الصبرِ والجلَـدِ
واستغاثَ القلبُ في وهَنٍ
هل لجرحي اليومَ من أحدِ
واجتذبن الدمعَ مِنْ مُقَلي
ذكرياتٌ أحرقت كبدي
وعيوني يا حكيـم بهـا
صورةُ الأحبابِ والبلـدِ
ورواني البعدُ من عطشي
في هجير العمرِ من ثمـدِ
إن خبت أشواقُ فقدهـمُ
بدمـوعِ العيـن تتقـدِ
وحنينـي بعـد فرقتهـم
غامدٌ في الصدر كالوتـدِ
هل يسيرُ العمرُ خلفهـمُ
نحو أمـسٍ لا وراء غـدِ
والحكيم ظـل يرمقنـي
وعليـهِ آيـةُ الكـمـدِ
قال لا تريـاق أعرفـه
قد شفى أوجاعَ مفتقِـدِ
كم دهاني يا بني نـوى
فقضيتُ العمرَ في كبَـدِ
كلما ودعـتُ مرتحـلاً
عزت اللقيا فلـم يعُـدِ
ليس إلا الصبـر أحسبـهُ
ففنون الطبِ لـم تُفِـدِ
إسـألِ الرحمـن رحمتـه
دعْ عليهِ الأمرَ واعتمـدِ
إنما الإيناس فـي صلـةٍ
بالإله الواحـدِ الصمـدِ
شافي الأسقام ليـس لنـا
حيلةٌ في الأمر يا ولـدي

30-6-2010

أبو عمر الأزهري
03-12-2011, 03:50 AM
ولعلي إن شاء الله تعالى أنشط فيما بعد فأنقل المزيد من كتاباته، لعلها تكون زادًا له بميزان حسناته.
أسأل الله العظيم أن يرحمه رحمةً واسعةً وأن يرزق زوجته وأهله صبرًا جميلًا، إنه سبحانه ولي ذلك ومولاه.

أم حُذيفة السلفية
03-12-2011, 01:36 PM
أسأل الله عز وجل أن يرحمه ويغفر لنا وله
ويرزق أهله الصبر

نصرة مسلمة
03-12-2011, 04:08 PM
إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون
نسأل الله أن يرحمه وأن يُلهم أهله الصبر والسلوان
وأن يرزقه الفردوس الأعلى من الجنَّة آمين .

سلامي لإسلامٍ ويا ربِّ رحمة * * نفوضُ إسلاما إليك بأمره
سلامي لمن صلّى ومات بمسجدٍ ** يُكفّنُ ثوب الطهر يحظى بأجره
يا الله.

عبد الملك بن عطية
04-20-2011, 08:54 PM
جزاكم الله خيرًا .

أبومالك
04-20-2011, 10:00 PM
أسأل الله العظيم أن يرحمه رحمةً واسعةً وأن يرزق زوجته وأهله صبرًا جميلًا، إنه سبحانه ولي ذلك ومولاه.

*جويرية*
04-21-2011, 12:01 AM
اللهمَّ اغفر له وارحمه
وعافه واعفُ عنه
وأكرم نزله وتجاوز عنه
واربط علي قلب أهله وولده
وارزقنا حُسن الخاتمه يا أرحم الراحمين