المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أختاه متى الإلتزام


ابو شمس السلفي
12-13-2007, 12:05 AM
:a7bak:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه إن شاء الله سلسلة ستكمل إن كان لي عمر وعشت بين أظهركم
وهذه بداية السلسلة لعل يكون فيها شفاء للنساء المتبرجات والتي قد بعدنا عن الله عز وجل وإنشغلنا بالدنيا وخداعها مع البداية وأرجوا المتابعة للتكملة إن شاء الله تعالى
إلى حفيدات أسماء في العفة و الطهر و النقاء .. إلى السائرات على درب عائشة و حفصة و سمية .. إلى الطاهرات النقيات التقيات العفيفات ..
إلى المغرورات بزخارف الغرب و الشرق الزائفة .. إلى المبهورات بحضارة المتخلفين .. إلى كل من عصت ربها و شقت ستور خدرها فخرجت من بيتها كاسية عارية مائلة مميلة فاتنة مفتونة أطلق صيحة التحذير و صرخة النذير :
أختاه ... متى الالتزام ؟!

موت الفجأة يخطف الشاب قبل العجوز .. و اقترب يوم الحساب وحانت لحظة الوعيد .. فأين أنت يا أختاه من الله الواحد القهار ..
( ... وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ أن اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ)
ألم تحن ساعة الالتزام يا أختاه .. نكتب إليكِ هذه السلسة المتواضعة .. مستعينين بالله و قدرته أن يمن علينا و نكملها و ندعوالله أن تنتفعي بها لتتوجهي إلى الطريق السليم .
فلنبدأ معاً أختاه .. قصتك و قصة أخواتك و قصة صديقاتك ... إنها تحدث في اليوم ألف مرة بل و ربي أكثر .. إنه صراع الحق و الباطل إلى أن يشاء ربك .. فتمهلي معنا أختاه .. و عيشي معنا هذه القصة ..
وكـانت هذه البداية ...

وقفت تختار من بين ملابسها ما تخرج به اليوم للسهرة مع زوجها محمد الذي كان يعمل بدار الكتب .. ها هي أسماء تخرج فستان سهرتها و تقف أمام المرآة تعدل من هندامها ..
نادى عليها محمد قائلاً : هلمّي يا أسماء تأخرنا على موعد الدرس .
فردت عليه أسماء : حسناً يا محمد انتهيت من ارتداء النقاب فقط أثبته .

و انطلقا الزوجان إلى درسهما مع الشيخ / .... في مسجد ... و تكلم الدرس يومها عن العفة و كيف كانت أمهات المؤمنين عفيفات طاهرات نقيات و تطرق الدرس لأمثال كثيرة من صحابيات رسول الله و نسائه صلى الله عليه و سلم فكان بحق درساً رائعاً ترقص له القلوب و يحلق العقل به في الأحلام طمعاً في أن تنال تلك النجوم العالية المتألقة في سماء العفة والطهر و النقاء .

بعد انتهاء الدرس خرجت أسماء تنتظر محمد في السيارة وكانت الساعة تقترب من العاشرة مساءاً .. فأخذت تقلب أسماء في الوجوه المارة أمامها من النساء فما وجدت خيراً قط .. فما وجدت إلا متنمصة .. أو ملطخة وجهها بكل أنواع البويات .. أو تاركة لشعرها العنان يطير أينما حركه الهواء .. و بينما هي على تلك الحال ، فرأت منظراً لم يكن يخطر ببالها .. إنها مروة صديقتها في الثانوية العامة.. صديقة عمرها .. إنها تقف في صحبة شاب من شباب ( الخنفسة ) تتحدث إليه و تضحك و تتمايل .. فأبت نفس أسماء أن ترى هذا المشهد أمام ناظريها و تسكت عما فيه أختها .. و لكن كيف تحدثها و معها هذا المختل . فكرت لحظة ثم قفزت في عقلها فكرة .. فأخرجت أسماء هاتفها النقّال ( المحمول ) و بحثت عن رقم الهاتف الخاص بصديقتها مروة فقد تذكرت أن والد مروة اشترى لها هاتفاً كجائزة بعد نجاحها في الثانوية العامة وأنها أعطتها الرقم حينها .. فطلبتها أسماء و انتظرت إلى أن أخرجت مروة هاتفها النقال و ردت ...
فقالت مروة : ( هاي مين معايا ؟!)
فقالت أسماء وهي مذهولة مما سمعت : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، أنا أسماء صديقتك من الثانوية العامة ..
فردت مروة و على وجهها الحيرة : أسماء ..أسماء من ؟!
قالت أسماء : أسماء صديقتك .... <<و حكت لها موقفاً يذكرها بها>>
فصاحت مروة : أسماء .. أهلاً أهلاً .. ما الذي ذكركِ بي الآن .. ؟
فقالت أسماء : انظري الآن أمامك ..
فالتفتت فما وجدت إلا سيارة صغيرة تجلس بداخلها سيدة ترتدي نقاباً لونه أسود ..

فقالت أسماء : أنا التي في السيارة .. فهلا قدمتِ برهة ..

صعقت مروة بعد أن رأت أسماء على هذه الحال و هي تقول في نفسها ( ما الذي أصابها لعلها جنت أو أجبرها أهلها على هذه الخيمة على رأسها ) .. فلما تقدمت مروة تجاه السيارة قامت لها أسماء تقبلها و تسلم عليها .. و تبادلا الحديث لبرهة و اتفقت مروة مع أسماء على التقابل غداً بمنزل أسماء و أعطتها العنوان ... و صعقت أيضاً مروة عندما علمت بزواج أسماء رغم أنهما في نفس السن و هي لم تتزوج إلى الآن رغم ما قيل لها عن جمالها الفتان و عقلها الباهر و لسانها الفصيح .. كل هذا يدور بمخيلتها بعد أن تركتها أسماء عندما حضر زوجها محمد و رحلا إلى منزلهما ..
و في الطريق إلى المنزل ظلت أسماء تتذكر منظر صديقة عمرها مروة وحالها المزري الذي آلت إليه .. فلم تكن مروة على هذه الحال عندما دخلت مروة كلية ...... و انطلقت أسماء إلى تعلم العلوم الشرعية في كلية ...... فكانت مروة ترتدي حجاباً جيداً إلى حد ما ، أما ما رأته أسماء من تبرج صريح و خلاعة ظاهرة لم يكن ليخطر ببالها فها هي مروة لطخت وجهها بكل أنواع البويات الموجودة في السوق و كشفت عن شعرها بعد أن ذهبت إلى ( الكوافير ) لتمشطه و تسرحه بآخر الصيحات العالمية- تشبهاً بالكافرات- والآن أسماء تتذكر هذه الملابس المبهرجة المعطرة المكشوفة الملونة التي رأتها على مروة ، هذا إضافة إلى التنمص الظاهر و غيره من الــ ( بلاوي ) التي لم ترد أسماء أن تفكر فيها . ظلت أسماء شاردة إلى أن عادت إلى منزلها تفكر كيف تبدأ معها من الغد...

جاء اليوم التالي ، و حان موعد صلاة الفجر فأيقظت أسماء زوجها محمد ليحضرالصلاة في المسجد و قامت هي لتستعد للصلاة.

و عندما حان موعد الشروق صعد محمد من المسجد حتى يتجهز للنزول إلى عمله ، فأسرعت أسماء تحضر لزوجها ملابسه و ذهبت تعد له الإفطار ..

نزل محمد إلى عمله بدار الكتب ، و ظلت أسماء تنظم البيت و ترتبه لحين حضور الضيفة ، فانتظرت أسماء إلى أن سمعت ضوضاء كبيرة في الشارع التي كانت تقطن فيه فإذا بسيارة يستقلها شاب و يشغل المذياع بأحد أشرطة الــ ( الكاسيت ) القذرة و إذا بالباب ينفتح و تخرج منه مروة .. لم تصدق أسماء ما رأت فكانت صاعقة أشد من سابقتها بالأمس.

فإذا بالباب يُطرق و ها هي مروة تدخل و ترحب بها أسماء كثيراً ، و أخذت بيدها لتدور بها في أنحاء البيت فها هي غرفة الجلوس و ها هو مطبخها و أخذت تطوف بها في أنحاء البيت تريها منزل الزوجية إلى أن انتهيا إلى غرفة الجلوس الخاصة بالنساء في منزل أسماء .جلسا سوياً بعد أن أحضرت أسماء طعام الإفطار و هما يتجاذبان أطراف الحديث ..

فسألت أسماء- و على وجهها ابتسامة- صديقتها مروة قائلة : من هو الشاب الوسيم الذي أوصلكِ اليوم إلى هنا يا مروة ؟! هل هو زوجك ؟! أم أخوكِ ؟!

أظهرت مروة علامات العجب على وجهها و هي تقول : لا هذا و لا ذاك ... إنه زميلي منذ أن كنا في الدراسة و عملنا سوياً بعد ذلك أيضاً .. تجمعنا صداقة بريئة..
وإلى هنا موقفنا إلى أن نلتقي مرة أخرى في تكملة تلك القصة إن شاء الله تعالى.
تابعونا.


http://www.up.5alid.com/up/uploads/d486a9d24c.gif

ابو شمس السلفي
12-13-2007, 04:31 PM
الاخـتــلاط و عــمــل الـمــرأة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم مع الحلقة الثانية من (سلسلة أختاه متى الإلتزام) واليوم مع الإختلاط وعمل المرأة.
انزعجت أسماء من إجابة مروة و توقفت عن الأكل و قالت لها : ماذا ؟!! صداقة بريئة ؟!! أتعملين ؟!!

قالت مروة و بكل برود : أجل و ما الخطأ في هذا ؟!!

حينها علمت أسماء من أين تبدأ مع صديقة عمرها ... فبدأت معها النقاش بجد و حماس ..

و قالت : لو لم يكن فيه خطأ لفعلته !! و لكني على يقين بخطورة الاختلاط و توابعه..

ضحكت مروة مستهزئة و هي تقول : أمازلتِ بهذه العقلية المتأخرة يا أسماء .. و الله ظننت أنك تقدمتي و فهمتي الدنيا على حقيقتها .. فلماذا كنا نتعلم إذن .. وا أسفاه !!

فردت أسماء بقول الثابتة : و الله إن التأخر كل التأخر في مخالفة أمر الله تعالى و رسوله .. و إنا لله و إنا إليه راجعون ..

سكتت مروة و كأنها ضربت بسلاح في وجهها و لم تنطق بكلمة ..

إستمرت أسماء في حديثها قائلة بكلمات حانية : و الله يا أخيتي الغالية .. يا صديقة عمري إني لأخاف عليكِ كما أخاف على نفسي .. و إني ناصحةٌ إياكِ .. إنك يا أخيتي في خطر كبير و يوم الموقف العظيم ليس ببعيد فإني أخشى أن يفوت الوقت دون أن تعودي لرشدك ..

توقف لسان مروة عن الكلام .. و لما استطاعت أن تتكلم لم تجد إلا : ماذا تريدين يا أسماء ؟

ردت عليها صديقتها الواثقة بما تقول : ما رأيك أن نتناقش في هذه القضية الخطيرة لعلي أستطيع أن أجذبك معي إلى طريق الحق ... ما رأيك ؟!

ردت عليها مروة بتعجرف : ليس لدي مانع .. و لكني على يقين بأني لست مخطئة

قالت أسماء و وجهها متهللاً : إذن هيا بنا أولاً لنصلي صلاة الضحى ثم نكمل حديثنا ..

فقاما للصلاة .. و بعد الانتهاء منها توجها معاً لقاعة المكتبة التي اعتنى محمد بجمعها بحكم عمله في دار الكتب فكانت مكتبة قيمة تستحق المتابعة و القراءة ..

جلسا يحتسيان الشاي .. و دار النقاش بينهما ..
الشبهة الأولى : الإسلام لم يمنع اختلاط الجنسين !!


تقول مروة وهي تأرجح شعرها و تصففه بيدها : الإسلام لم يمنع اختلاط الجنسين !! بل كانوا يختلطون في المساجد والأسواق ومجالس العلم وساحات الجهاد ومجالس التشاور في أمور المسلمين يا أسماء فكيف بعد هذا تأتي و تقولي أن الاختلاط لا يجوز و حرام و هذا الكلام الغريب !!

قالت أسماء في عزة و ثبات : إن الله تعالى شرع لأمته ما يفيدها و لا يضرها .. و قد شرع الله تعالى في شريعته أن الاختلاط محرم بكل وسائله .. و هاكي الأدلة على صدق ما أقول و أول هذه الأدلة من القرآن الكريم :

1- قوله تعالى: (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً، واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفاً خبيراً) ، حيث أمر سبحانه أمهات المؤمنين –وجميع المسلمات والمؤمنات داخلات في ذلك- بالقرار في البيوت لما في ذلك من صيانتهن وإبعادهن عن وسائل الفساد، لأن الخروج لغير حاجة قد يفضي إلى شرور عدة كالتبرج والخلوة بالأجنبي، ثم أمرهن بالأعمال الصالحة التي تنهاهن عن الفحشاء والمنكر، وذلك بإقامتهن الصلاة وإيتائهن الزكاة وطاعتهن لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ثم وجههن إلى ما يعود عليهن بالنفع في الدنيا والآخرة، وذلك بأن يكن على اتصال دائم بالقرآن الكريم وبالسنة النبوية المطهرة اللذين فيهما ما يجلو صدأ القلوب ويطهرها من الأرجاس والأنجاس ويرشد إلى الحق والصواب.
وقد سمى الله مكث المرأة في بيتها قراراً، وهذا المعنى من أسمى المعاني الرفيعة، ففيه استقرار لنفسها وراحة لقلبها وانشراح لصدرها، وخروجها عن هذا القرار يفضي إلى اضطراب نفسها وقلق قلبها وضيق صدرها وتعريضها لما لا تحمد عقباه.
2- وقوله تعالى: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يُؤذين وكان الله غفوراً رحيماً) ، حيث أمر عز وجل نبيه عليه الصلاة والسلام –وهو المبلغ عن ربه- أن يقول لأزواجه وبناته وعامة نساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن، وذلك يتضمن ستر باقي أجسامهن بالجلابيب إذا أردن الخروج لحاجة لئلا تحصل لهن الأذية من مرضى القلوب.
فإذا كان الأمر بهذه المثابة فما بالك بنـزولها إلى ميدان الرجال واختلاطها معهم وإبداء حاجتها إليهم بحكم الوظيفة، والتنازل عن كثير من أنوثتها لتنـزل إلى مستواهم، وذهاب كثير من حيائها ليحصل بذلك الانسجام بين الجنسين المختلفين معنى وصورة.
لم تنتهي السلسلة فأرجوا المتابعة
تابعونا



http://www.up.5alid.com/up/uploads/d486a9d24c.gif

ابو شمس السلفي
12-14-2007, 01:59 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الجزاء الثالث من سلسلة اختاه متى الالتزام
وقوله تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون، وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن) ، حيث يأمر سبحانه نبيه عليه الصلاة والسلام أن يبلغ المؤمنين والمؤمنات أن يلتزموا بغض البصر وحفظ الفرج عن الزنا، ثم أوضح سبحانه أن هذا الأمر أزكى لهم. ومعلوم أن حفظ الفرج من الفاحشة إنما يكون باجتناب وسائلها، ولا شك أن اختلاط النساء بالرجال؛ والرجال بالنساء في ميادين العمل وغيرها وإطلاق البصر –الذي هو من لوازم هذا الاختلاط- من أعظم وسائل وقوع الفاحشة، وهذان الأمران المطلوبان من المؤمن يستحيل تحققهما منه وهو يعمل مع المرأة الأجنبية كزميلة أو مشاركة له في العمل في مختلف مجالاته وميادينه. فاقتحامها هذا الميدان أو اقتحامه الميدان معها لا شك أنه من الأمور التي يستحيل معها غض البصر وإحصان الفرج والحصول على زكاة النفس وطهارتها.
وهكذا أمر الله المؤمنات بغض البصر وحفظ الفرج وعدم إبداء الزينة إلا ما ظهر منها وأمرهن الله بإسدال الخمار على الجيوب المتضمن ستر رأسها ووجهها، لأن الجيب محل الرأس والوجه، فكيف يحصل غض البصر وحفظ الفرج وعدم إبداء الزينة عند نزول المرأة إلى ميدان الرجال واختلاطها معهم في الأعمال، والاختلاط كفيل بالوقوع في هذه المحاذير، وكيف يحصل للمرأة المسلمة أن تغض بصرها وهي تسير مع الرجل الأجنبي جنباً إلى جنب بحجة أنها تشاركه في الأعمال أو تساويه في جميع ما يقوم به ؟!!.

والإسلام يحرم جميع الوسائل والذرائع الموصلة إلى الأمور المحرمة، ولذلك نجده حرم على النساء خضوعهن بالقول للرجال لكونه يفضي إلى الطمع فيهن كما في قوله تعالى: (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) ، يعني مرض الشهوة، فكيف يمكن التحفظ من ذلك مع الاختلاط؟!!.

ومن البديهي أن المرأة إذا نزلت إلى ميدان الرجال لابد أن تكلمهم وأن يكلموها، ولابد أن ترقق لهم الكلام وأن يرققوا لها الكلام، والشيطان من وراء ذلك يزين ويحسن ويدعو إلى الفاحشة حتى يقعوا فريسة له، والله حكيم عليم حين أمر المرأة بالحجاب والبعد عن الاختلاط، وما ذاك إلا لأن الناس فيهم البر والفاجر والطاهر والعاهر، فالحجاب واجتناب الاختلاط يمنع بإذن الله من الفتنة ويحجز دواعيها وتحصل به طهارة قلوب الرجال والنساء والبعد عن مظان التهمة .

4- وقوله تعالى: (وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن) الآية ، فهذا يدل على أن سؤال أي شيء من النساء الأجنبيات إنما يكون من خلف ستر يستر الرجال عن النساء والنساء عن الرجال. وخير حجاب للمرأة بعد حجاب وجهها وجسمها باللباس هو بيتها الذي يحجبها عن الرجال الأجانب؛ بحيث لا يروا شيئاً من جسدها، ولا شيئاً من لباسها ولا زينتها الظاهرة ولا الباطنة.
ارجوا المتابعة لتكملة الموضوع
تابعونا


http://www.up.5alid.com/up/uploads/d486a9d24c.gif

ابو شمس السلفي
12-15-2007, 01:18 AM
و قالت أسماء : وأما دليل ذلك من السنة يا مروة فهو ما يلي :

1- عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها"صحيح صححه الشيخ الالباني سنن ابي داود، حيث يرشد هنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى ضرورة إبعاد الرجال عن النساء في الصلاة التي أقرب ما يكون فيها المسلم إلى ربه، حيث تضعف شهوات النفس وتخف وساوس الشيطان وإغوائه ويكون المسلم فيها والمسلمة أبعد عن مواضع الفتنة والريبة، فكيف في غير الصلاة؟!!، فهذا مما يدل على ضرورة منع الاختلاط بين الجنسين في ميادين العمل وغيرها.

2- وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان، وأقرب ما تكون بروحة ربها وهي في قعر بيتها"ص السلسلة الصحيح الشيخ الالباني، قال الطيبي: "والمعنى المتبادر أنها ما دامت في خدرها لم يطمع الشيطان فيها وفي إغواء الناس، فإذا خرجت طمع وأطمع، لأنها حبائله وأعظم فخوخه" ، وقال المنذري: فيستشرفها الشيطان "أي ينتصب ويرفع بصره إليها ويَهمُّ بها، لأنها قد تعاطت سبباً من أسباب تسلطه عليها، وهو خروجها من بيتها" .

3- وما روي عن أم حميد الساعدية رضي الله عنها أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إني أحب الصلاة معك، فقال: "قد علمت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتكِ في بيتك خير لكِ من صلاتكِ في حجرتكِ، وصلاتكِ في حجرتكِ خير لك من صلاتكِ في داركِ، وصلاتكِ في داركِ خير لكِ من صلاتكِ في مسجد قومكِ، وصلاتكِ في مسجد قومكِ خير لكِ من صلاتكِ في مسجدي"حسن الترغيب والترهيب.
فهذه الصحابية امرأة صالحة تقية ذات خلق ودين، ومع ذلك بيَّن لها صلى الله عليه وسلم الحق والخير في أي الأماكن تكون صلاتها فيه أفضل وأبقى، وذكر لها على الترتيب الأماكن التي يتميز بعضها عن بعض في الخير، وهي: بيتها، والمراد به هنا: المكان الذي تكون فيه المرأة أكثر ستراً وبعداً عن أعين الناس، وهو مكان مبيتها مع زوجها الذي لا يراها فيه أحد سواه، ثم حجرتها – ويظهر من الحديث أنها أقل من البيت ستراً وصوناً، وبعد حجرتها دارها، وهي التي تكون فيه بعيدة عن أنظار الرجال الأجانب، وبعد الدار مسجد قومها، لأنه أقرب المساجد إلى سكنها، والنـزول إليه لا يقتضي منها السير كثيراً، فاستشراف الشيطان لها فيه أقل في المساحة والزمن، وبعد مسجد قومها يأتي مسجده صلى الله عليه وسلم، وهو أبعد فتضطر معه إلى السير لمسافة أطول، وحينئذ يكون استشراف الشيطان لها أطول مدة وأشد تمكيناً، ولذا نصحها صلى الله عليه وسلم بالصلاة في بيتها، لأنه أشد الأماكن ستراً لها وبعداً عن مخالطة الرجال الأجانب، ومنه يتبين حرص النبي صلى الله عليه وسلم على صيانة المرأة إلى هذا الحد الذي ليس وراءه ما بعده، لأنه مدرك لما ينتج عن خروجها من بيتها من أخطار على الفرد والأسرة والمجتمع.
وإذا كان خروج المرأة الصالحة التقية للصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجده غير مستحب، فما القول في خروج النساء إلى الأندية وميادين الدراسة والعمل وساحات السياسة ومسيرات الاحتجاج وغيرها مما ينادي أصحاب هذه الدعوى إلى خروج المرأة المسلمة إليها ؟!!.

4- الأحاديث التي يحذر فيها النبي صلى الله عليه وسلم من الدخول على النساء والخلوة بهن، ومن ذلك:
ما روي عن عتبة بن عامر رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت" متفق عليه.
وما روي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله وعليه وسلم: "لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم" صحيح إرواء الغليل.
وما روي عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان" صحيح وضعيف الجامع.
ومن المعلوم لكل مجرب أنه يستحيل التحرز عن الوقوع فيما حذرت عنه هذه الأحاديث في تلك المجتمعات التي تجيز اختلاط الجنسين ببعضهما في ميادين العمل والتعليم ونحوها.

5- الأحاديث التي تأمر بغض البصر، وهي عديدة، منها:
ما روي عن جرير ابن عبد الله رضي الله عنه أنه قال: "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة، فأمرني أن أصرف بصري" صحيح جامع الترمذي.
وما روي عن بريدة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي : " يا علي لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة" حسن سنن أبي داود.
وما روي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: "كان الفضل بن عباس رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءته امرأة من خثعم تستفتيه، فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر" صحيح سنن أبي داود.
وكذلك ما روي عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: "كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده ميمونة، فأقبل ابن أم مكتوم، وذلك بعد أن أمرنا بالحجاب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: احتجبا منه، فقلنا: يا رسول الله أليس أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟، فقال صلى الله عليه وسلم: أفعمياوان أنتما؟ ألستما تبصرانه" ضعيف من ناحية الرواه.
ومما لا شك فيه أنه لن يتسنى للرجال ولا للنساء غض البصر في ظل إباحة اختلاطهما ببعضهما في ميادين العمل والتعليم وغيرها ولو كان ذلك بقصد تبليغ الدعوة الإسلامية.

تابعونا جزاكم الله خيرًا


http://www.up.5alid.com/up/uploads/d486a9d24c.gif

ابو شمس السلفي
12-19-2007, 03:08 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا أرجوا من الإدارة الثبيت لان الموضوع طويل وهو مهم ان شاء الله
ومع السلسلة أختاه متى الالتزام وبارك الله فيكم
فقالت مروة و هي مستهزئة : و لكنك إلى الآن لم تردي على تساؤلي يا أسماء .. أين الإجابة ؟!
ردت أسماء بحلم و صبر و روية : رويدكِ أخيتي .. فها هو الرد قادم ..

و استمرت أسماء قائلة : ذكرتِ يا مروة أن الإسلام لم يمنع الاختلاط و ها أنا قد رددت على ذلك بالأدلة .. فهل أنت مقتنعة ؟

تقول مروة : أجل و لكن إن كان هذا فكيف و قد كان هناك اختلاط كما ذكرت في أمور عدة كمجالس العلم و الجهاد و غيرها .. ؟!!

قالت أسماء : حسناً .. نأتي الآن للرد على هذه النقطة و قبل الرد سأذكر لكِ نماذجاً من الصحابة و الصحابيات رضوان الله عليهم أجمعين كيف أنهم كانوا يطبقون أوامر الشريعة التي أمرت بتحريم الاختلاط و كل الوسائل المؤدية إليه ..

قالت مروة : تفضلي .. كلي آذان صاغية ..
بدأت أسماء في قوة : لقد فقه الصحابة رضوان الله تعالى عليهم الأدلة الشرعية الدالة على تحريم الاختلاط وامتثلوا لها، فاجتنبوا الاختلاط ومنعوه. ومما نُقل عنهم في هذا الجانب يُثبت هذا ويقرره، ومن ذلك ما يلي:

1- روي أنه دخلت على عائشة رضي الله عنها مولاة لها، فقالت لها: "يا أم المؤمنين طفتُ بالبيت سبعاً واستلمت الركن مرتين أو ثلاثاً، فقالت لها عائشة: لا آجركِ الله، لا آجركِ الله، تدافعين الرجال؟!!، ألا كَبَّرتِ ومررت"[1].

2- كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه شديد الغيرة على النساء، فهو الذي أشار على النبي صلى الله عليه وسلم بحجب نسائه فوافقه القرآن، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: قال عمر رضي الله عنه: قلت: يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب فأنزل الله آية الحجاب"[2]، وكان رضي الله عنه "ينهى الرجال عن الدخول إلى المسجد من باب النساء"[3].
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "روى الفاكهي من طريق زائدة عن إبراهيم النخعي قال: نهى عمر أن يطوف الرجال مع النساء، قال: فرأى رجلاً معهن فضربه بالدرة"[4].

3- وعن ابن جريج أنه قال: أخبرني عطاء –إذ منع ابن هشام النساء الطواف مع الرجال- قال: كيف يمنعهن وقد طاف نساء النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجال؟، قلت: أبعد الحجاب أو قبل؟ قال: أي لعمري لقد أدركته بعد الحجاب، قلت: كيف يخالطن الرجال؟ قال: لم يكن يخالطن، كانت عائشة رضي الله عنها تطوف حَجْرة[5]من الرجال لا تخالطهم[6]. وهذا مما يدل على حرص النساء في صدر الإسلام على عدم مزاحمة الرجال أو الاختلاط بهم حتى في المطاف بالمسجد الحرام.

4- وروي أنه قيل لسودة رضي الله عنها: "ألا تحجين وتعتمرين كما يفعل أخواتك، فقالت: قد حججت واعتمرت فأمرني الله أن أقرَّ في بيتي. قال الراوي: فوالله ما خرجت من باب حجرتها حتى أُخرجت جنازتها رضوان الله عليها"[7].

5- وأُثر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال مستنكراً اختلاط النساء بالرجال: "ألا تستحيون ألا تغارون أن يخرج نساؤكم؟، فإنه بلغني أن نساءكم يخرجن في الأسواق يزاحمن العُلوج[8]"[9].

6- وروي عن الزبير بن العوام رضي الله عنه أن زوجته عاتكة بنت زيد شرطت عليه ألا يمنعها الخروج إلى المسجد فأجابها، فلما أرادت الخروج إلى المسجد للعشاء الآخر شق ذلك عليه ولم يمنعها، فلما عيل صبره خرج ليلة إلى العشاء وسبقها، وقعد لها على الطريق بحيث لا تراه، فلما مرت ضرب بيده على عَجُزها فنفرت من ذلك ولم تخرج بعدُ[10].

7- وعن أبي عمر الشيباني أنه رأى عبد الله بن مسعود يُخرج النساء من المسجد يوم الجمعة ويقول: "أُخرجن إلى بيوتكن فهو خير لكُنَّ"[11]. وعنه رضي الله عنه أنه قال –حاثاً المرأة على قرارها في بيتها-: "إنما النساء عورة، وإن المرأة لتخرج من بيتها وما بها بأس فيستشرفها الشيطان، فيقول: إنك لا تمرين بأحد إلا أعجبته، وإن المرأة لتلبس ثيابها، فيقال: أين تريدين؟، فتقول: أعود مريضاً، أو أشهد جنازة، أو أصلي في مسجد، وما عَبَدت امرأة ربها بمثل أن تعبده في بيتها"[12].

وبعد: فكيف يقال بعد كل ما تقدم إن الإسلام لم يمنع الاختلاط ولم يمنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحابته الكرام؟!!، إن هذا إلا محض افتراء لا يُقبل صدوره من مسلم عنده أدنى فقه لنصوص الشريعة وأحكامها ومعرفة لِسِيَر الصدر الأول للإسلام.
ثم تقول أسماء : نأتي الآن إلى سؤالك يا مروة .. و هو أن المسلمين و المسلمات في عهد النبي – صلى الله عليه و سلم – كانوا يختلطون في المساجد والأسواق ومجالس العلم وساحات الجهاد ومجالس التشاور في أمور المسلمين!!

تقول مروة في تكبر و غرور : نعم أنا أريد أن أعرف الرد .. من فضلك !!
تابعونا بارك الله فيكم السلسلة لم تنتهي بعد



[1] رواه الإمام الشافعي في مسنده ص 127، ط الأولى 1400هـ-1980م، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان.
[2] رواه البخاري في صحيحه في كتاب (التفسير)، الباب (8)، الحديث رقم (4790) ج8/ ص 527.
[3] عبد الوهاب الشعراني – كشف الغمة عن جميع الأمة ج1/ ص104، ط مكتبة ومطبعة محمد علي صبيح بمصر.
[4] فتح الباري ج3/ ص 480.
[5] حجرة: بفتح الحاء وسكون الجيم، أي ناحية، وهو مأخوذ من قولهم: نزل فلان حجرة من الناس، أي: معتزلاً. انظر: لسان العرب، مادة (حجر).
[6] صحيح البخاري مع الفتح، كتاب (الحج)، الباب (64)، الحديث رقم (1618)، ج3/ ص479-480.
[7] القرطبي – الجامع لأحكام القرآن ج14/ ص180-181. والشوكاني- فتح القدير ج4/ ص281.
[8] العُلوج: جمع علْج، وهو الرجل من كفار العجم، أو الضخم القوي.
[9] ابن الجوزي –أحكام النساء ص 34، ط الثانية 1405هـ-1985م، دار الكتب العلمية – بيروت.
[10] انظر: ابن الأثير الجزري –أسد الغابة في معرفة الصحابة ج6/185، ط دار الفكر- بيروت
[11] رواه الطبراني في المعجم الكبير ج9/ ص 294، الحديث رقم (9475). وروى البيهقي نحوه في السنن الكبرى عن سعد بن إياس ج3/ ص 186.
[12] رواه الطبراني في (المعجم الكبير) برقم (9480) ج9/ ص294، وقال الهيثمي: "رجاله ثقات" –مجمع الزوائد ج2/ ص35، وقال المنذري: "إسناده حسن"- الترغيب والترهيب ج1/ ص 305.


http://www.up.5alid.com/up/uploads/d486a9d24c.gif