أم عبد الله
11-30-2010, 07:56 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
6889 حدثنا محمد بن عبد العزيز حدثنا أبو عمر الصنعاني (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=15731)من اليمن عن زيد بن أسلم (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=15944)عن عطاء بن يسار (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16572)عن أبي سعيد الخدري (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=44)عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن .
قوله : لتتبعن سنن ) بفتح السين للأكثر ، وقال ابن التين قرأناه بضمها ، وقال المهلب بالفتح أولى لأنه الذي يستعمل فيه الذراع والشبر وهو الطريق . قلت : وليس اللفظ الأخير ببعيد من ذلك .
قوله : شبرا شبرا ، وذراعا ذراعا ) في رواية الكشميهني " شبرا بشبر وذراعا بذراع " عكس الذي قبله ، قال عياض الشبر والذراع والطريق ودخول الجحر تمثيل للاقتداء بهم في كل شيء مما نهى الشرع عنه وذمه .
قوله ( جحر ) بضم الجيم وسكون المهملة ، و " الضب " الحيوان المعروف تقدم الكلام عليه في ذكر بني إسرائيل .
قوله : قلنا ) لم أقف على تعيين القائل .
[ ص: 314 ] قوله ( قال فمن ) هو استفهام إنكار والتقدير : فمن هم غير أولئك ، وقد أخرج الطبراني (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14687)
من حديث المستورد بن شداد رفعه : لا تترك هذه الأمة شيئا من سنن الأولين حتى تأتيه ووقع في
حديث عبد الله بن عمرو عند الشافعي (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13790)بسند صحيح لتركبن سنة من كان قبلكم حلوها ومرها قال ابن
بطال : أعلم صلى الله عليه وسلم أن أمته ستتبع المحدثات من الأمور والبدع والأهواء كما وقع للأمم
قبلهم ، وقد أنذر في أحاديث كثيرة بأن الآخر شر ، والساعة لا تقوم إلا على شرار الناس ، وأن الدين
إنما يبقى قائما عند خاصة من الناس . قلت : وقد وقع معظم ما أنذر به صلى الله عليه وسلم وسيقع
بقية ذلك ، وقال الكرماني : حديث أبي هريرة (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=3)مغاير لحديث أبي سعيد لأن الأول فسر بفارس والروم ،
والثاني باليهود والنصارى ، لكن الروم نصارى وقد كان في الفرس يهود ، أو ذكر ذلك على سبيل
المثال لأنه قال في السؤال كفارس انتهى . وذكر عليه جوابه صلى الله عليه وسلم بقوله ومن الناس
إلا أولئك لأن ظاهره الحصر فيهم ، وقد أجاب عنه الكرماني بأن المراد حصر الناس المعهود من المتبوعين .
قلت : ووجهه أنه صلى الله عليه وسلم لما بعث كان ملك البلاد منحصرا في الفرس والروم وجميع من
عداهم من الأمم من تحت أيديهم أو كلا شيء بالنسبة إليهم ، فصح الحصر بهذا الاعتبار ، ويحتمل أن
يكون الجواب اختلف بحسب المقام ، فحيث قال فارس والروم كان هناك قرينة تتعلق بالحكم بين الناس
وسياسة الرعية ، وحيث قيل : اليهود والنصارى كان هناك قرينة تتعلق بأمور الديانات أصولها
وفروعها ، ومن ثم كان في الجواب عن الأول " ومن الناس إلا أولئك " وأما الجواب في الثاني بالإبهام
فيؤيد الحمل المذكور وأنه كان هناك قرينة تتعلق بما ذكرت ، واستدل ابن عبد البر (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13332)في باب ذم القول
بالرأي إذا كان على غير أصل بما أخرجه من جامع ابن وهب " أخبرني يحيى بن أيوب عن هشام بن (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=17245)
عروة أنه سمع أباه يقول " لم يزل أمر بني إسرائيل مستقيما حتى حدث فيهم المولدون أبناء سبايا
الأمم فأحدثوا فيهم القول بالرأي وأضلوا بني إسرائيل " قال : وكان أبي يقول " السنن السنن فإن السنن
قوام الدين " وعن ابن وهب أخبرني بكر بن مضر عمن سمع ابن شهاب الزهري (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12300)وهو يذكر ما وقع
الناس فيه من الرأي وتركهم السنن ، فقال " إن اليهود والنصارى إنما انسلخوا من العلم الذي كان
بأيديهم حين استقلوا الرأي وأخذوا فيه " وأخرج ابن أبي خيثمة (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=11997)من طريق مكحول عن أنس قيل : يا
رسول الله متى يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟ قال إذا ظهر فيكم ما ظهر في بني إسرائيل ،
إذا ظهر الإدهان في خياركم والفحش في شراركم ، والملك في صغاركم ، والفقه في رذالكم وفي
مصنف قاسم بن أصبغ (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16802)بسند صحيح عن عمر " فساد الدين إذا جاء العلم من قبل الصغير استعصى
عليه الكبير ، وصلاح الناس إذا جاء العلم من قبل الكبير تابعه عليه الصغير " وذكر أبو عبيد أن المراد بالصغر في هذا صغر القدر لا السن ، والله أعلم .
المصدر :فتح الباري شرح صحيح البخاري
6889 حدثنا محمد بن عبد العزيز حدثنا أبو عمر الصنعاني (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=15731)من اليمن عن زيد بن أسلم (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=15944)عن عطاء بن يسار (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16572)عن أبي سعيد الخدري (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=44)عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن .
قوله : لتتبعن سنن ) بفتح السين للأكثر ، وقال ابن التين قرأناه بضمها ، وقال المهلب بالفتح أولى لأنه الذي يستعمل فيه الذراع والشبر وهو الطريق . قلت : وليس اللفظ الأخير ببعيد من ذلك .
قوله : شبرا شبرا ، وذراعا ذراعا ) في رواية الكشميهني " شبرا بشبر وذراعا بذراع " عكس الذي قبله ، قال عياض الشبر والذراع والطريق ودخول الجحر تمثيل للاقتداء بهم في كل شيء مما نهى الشرع عنه وذمه .
قوله ( جحر ) بضم الجيم وسكون المهملة ، و " الضب " الحيوان المعروف تقدم الكلام عليه في ذكر بني إسرائيل .
قوله : قلنا ) لم أقف على تعيين القائل .
[ ص: 314 ] قوله ( قال فمن ) هو استفهام إنكار والتقدير : فمن هم غير أولئك ، وقد أخرج الطبراني (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14687)
من حديث المستورد بن شداد رفعه : لا تترك هذه الأمة شيئا من سنن الأولين حتى تأتيه ووقع في
حديث عبد الله بن عمرو عند الشافعي (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13790)بسند صحيح لتركبن سنة من كان قبلكم حلوها ومرها قال ابن
بطال : أعلم صلى الله عليه وسلم أن أمته ستتبع المحدثات من الأمور والبدع والأهواء كما وقع للأمم
قبلهم ، وقد أنذر في أحاديث كثيرة بأن الآخر شر ، والساعة لا تقوم إلا على شرار الناس ، وأن الدين
إنما يبقى قائما عند خاصة من الناس . قلت : وقد وقع معظم ما أنذر به صلى الله عليه وسلم وسيقع
بقية ذلك ، وقال الكرماني : حديث أبي هريرة (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=3)مغاير لحديث أبي سعيد لأن الأول فسر بفارس والروم ،
والثاني باليهود والنصارى ، لكن الروم نصارى وقد كان في الفرس يهود ، أو ذكر ذلك على سبيل
المثال لأنه قال في السؤال كفارس انتهى . وذكر عليه جوابه صلى الله عليه وسلم بقوله ومن الناس
إلا أولئك لأن ظاهره الحصر فيهم ، وقد أجاب عنه الكرماني بأن المراد حصر الناس المعهود من المتبوعين .
قلت : ووجهه أنه صلى الله عليه وسلم لما بعث كان ملك البلاد منحصرا في الفرس والروم وجميع من
عداهم من الأمم من تحت أيديهم أو كلا شيء بالنسبة إليهم ، فصح الحصر بهذا الاعتبار ، ويحتمل أن
يكون الجواب اختلف بحسب المقام ، فحيث قال فارس والروم كان هناك قرينة تتعلق بالحكم بين الناس
وسياسة الرعية ، وحيث قيل : اليهود والنصارى كان هناك قرينة تتعلق بأمور الديانات أصولها
وفروعها ، ومن ثم كان في الجواب عن الأول " ومن الناس إلا أولئك " وأما الجواب في الثاني بالإبهام
فيؤيد الحمل المذكور وأنه كان هناك قرينة تتعلق بما ذكرت ، واستدل ابن عبد البر (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13332)في باب ذم القول
بالرأي إذا كان على غير أصل بما أخرجه من جامع ابن وهب " أخبرني يحيى بن أيوب عن هشام بن (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=17245)
عروة أنه سمع أباه يقول " لم يزل أمر بني إسرائيل مستقيما حتى حدث فيهم المولدون أبناء سبايا
الأمم فأحدثوا فيهم القول بالرأي وأضلوا بني إسرائيل " قال : وكان أبي يقول " السنن السنن فإن السنن
قوام الدين " وعن ابن وهب أخبرني بكر بن مضر عمن سمع ابن شهاب الزهري (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12300)وهو يذكر ما وقع
الناس فيه من الرأي وتركهم السنن ، فقال " إن اليهود والنصارى إنما انسلخوا من العلم الذي كان
بأيديهم حين استقلوا الرأي وأخذوا فيه " وأخرج ابن أبي خيثمة (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=11997)من طريق مكحول عن أنس قيل : يا
رسول الله متى يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟ قال إذا ظهر فيكم ما ظهر في بني إسرائيل ،
إذا ظهر الإدهان في خياركم والفحش في شراركم ، والملك في صغاركم ، والفقه في رذالكم وفي
مصنف قاسم بن أصبغ (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16802)بسند صحيح عن عمر " فساد الدين إذا جاء العلم من قبل الصغير استعصى
عليه الكبير ، وصلاح الناس إذا جاء العلم من قبل الكبير تابعه عليه الصغير " وذكر أبو عبيد أن المراد بالصغر في هذا صغر القدر لا السن ، والله أعلم .
المصدر :فتح الباري شرح صحيح البخاري