المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على من بدّع التسمى بالسلفىّ والأثرىّ


أبو عمر الأزهري
12-09-2007, 12:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

****************
الرد على من بدّع التسمى بالسلفىّ والأثرىّ
******************************

الحمد لله مالك الملك ، باعث الرسل للخلق بالحق .
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
اللهم افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين ،، اللهم اهدنا صراطك المستقيم وثبتنا عليه ، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين .
اللهم إنا نسألك النجاة وأن تكتب لنا اتباع الفرقة الناجية ، ونعوذ بك سبحانك من الخذلان والخسار والهوان فى الدنيا والآخرة ، نعوذ بك ربنا من اتباع مالايرضيك عنا ونعوذ بك أن نتمسك بغير ماارتضيت سبحانك لنا .

أما بعد :
ودون الدخول فى مقدمات طويلة ، فسندخل فى الأمر بهيئة المباشرة ونسأل الله التوفيق والعون .
فقد ارتفعت منذ أيام قلائل بعض الأصوات التى تروج لقول خطير على حقيقته ، ولا أقول أن من قال بهذا القول كان يبغى من ورائه السوء أو ماشابه ، ولكن لرغبته فى الخير يتطلع لشىء ليس فى مقدوره أن يفصل فيه ، ولكن كما قال الأولون :
كم من مريد للخير لايبلغه .

هى قولة قيلت وكادت تفتن أناسا ، وربما فتنت آخرين لكونهم أخذوا بها ووثقوا بقائلها وصدقوه ولأنهم لم يسمعوا قولا غير قوله .
قيل لهم : إن التسمى بالسلفى أو الأثرى أو حتى السنى ،، هو شىء من قبيل البدع المحدثات التى قد تهلك صاحبها وتوقعه فى فخ مخالفة نهج النبى _ صلى الله عليه وسلم _ وصحابته وتابعيهم .

وسنحاول السير على نفس الخطى المتعارف عليها ، فسنبدأ أولا بمناقشة ماهية الإسم وكنهه وحقيقته من ناحية اللغة ، فهذا هو الأساس والأصل فى الشىء ، مطابقته وقياسه على اللغة التى اختصها الله بهذا الدين الحنيف . ثم نخوض بعدها بشكل آخر فى رحلة زمنية مختصرة نتعايش فيها سويا مع المسميات فى الإسلام على اختلاف مراحله لنعرف ماهو المبتدع من هذه المسميات وماهو الجائز المحمود منها . فهكذا يقيس العقلاء أمورهم ويدبرون شؤونهم .
ثم بعد هذا إن قدر الله لنا أن نخوض فيما استدلوا به لإثبات قولهم فسنخوض بإذن الله تعالى .


وما لايجدر السكوت عنه أن حظى فى هذا العمل هو دور أقل من القليل ،
أما ماستجدوه فيه من خير إن شاء الله تعالى ،، فهو من فضل الله عز وجل على أخينا الحبيب ( محب السلفية ) _ حفظه الله _ .

*****************************

أبو عمر الأزهري
12-09-2007, 12:56 AM
الفصل الأول

السلفية لغة واصطلاحا وفهما ونسبة
**************************

يقول ابن منظور فى لسان العرب ( 9/159 ) :
( السلف : من تقدمك من آبائك وذوى قرابتك ، الذين هم فوقك فى السن والفضل ؛ ولهذا سُـمّى الصدر الأول من التابعين : السلف الصالح ) . انتهى .

ولو تأملنا فى الأمر مليا يتبين لنا أن الكلمة لها مفهوم لغوى لايحتاج لمزيد إيضاح وبيان ، وهو : أن سلفك هو من تقدم عليك بالفضل والعلم وسبقك بالإيمان والإحسان والتقوى وخشية الله جل وعلا .

ومن ياترى تنطبق عليه كل نقاط السبق هذه سواهم ، الصحابة رضى الله عنهم وتابعيهم بإحسان ؟؟

يقول رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ لابنته فاطمة رضوان الله عليها : [ فإنه نِـعـم الـسـَّـلف أنا لكِ ] أخرجه مسلم .

********************************

أما الإصطلاح :
**********
فكما نقل الشيخ سليم بن عيد الهلالى ، فى كتابه ( الجماعات الإسلامية ) قال :
[ هو وصف لازم يختص عند الإطلاق بالصحابة _ رضى الله عنهم _ ويشاركهم فيه غيرهم تبعا واتباعا ] .

قال القلشانى :
[ السلف الصالح ؛ وهو : الصدر الأول الراسخون فى العلم ، المهتدون بهدى النبى _ صلى الله عليه وسلم _ الحافظون لسنته ؛ اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه ، وانتخبهم لإقامة دينه ، ورضيهم أئمة الأمة ، وجاهدوا فى سبيل الله حق جهاده ، وأفرغوا فى نصح الأمة ونفعها ، وبذلوا فى مرضاة الله أنفسهم ] . ( تحرير المقالة من شرح الرسالة ) .

قال الغزالى فى تعريف كلمة السلف :
[ أعنى مذهب الصحابة والتابعين ] . ( إلجام العوام [ ص62 ] ) .

قال البيجورى : [ المراد بمن سلف : من تقدم من الأنبياء والصحابة والتابعين وتابعيهم ]
( شرح جوهرة التوحيد [ ص 111 ] ) .


فالمراد أولا : معرفة من هم المعنييون بهذه النسبة .

وإلى جانب ذلك فالآثار والأخبار الواردة فى تأصيل ذلك كثيرة جدا ، فكثيرا ماأشار السابقون بأنفسهم إلى نسبتهم للسلف الصالح قولا وعملا .

فمن ذلك مابوبه البخارى قال : [ باب ماكان السلف يدخرون فى بيوتهم وأسفارهم من الطعام واللحم وغيره ] ( فتح البارى [ 9 / 552 ] ) .

ومنه أيضا ماقاله الزهرى فى عظام الموتى ( من الفيل ونحو ذلك ) : [ أدركت ناسا من سلف العلماء يمتشطون بها ويدهنون فيها ، لايرون بأسا ] ( فتح البارى [ 1 / 342 ] .

كما أن منه ماقاله الإمام الحافظ بن حجر _ رحمه الله _ مفسرا كلمة السلف : [ أى : من الصحابة ومن بعدهم ] . قالها بن حجر فى تعليقه على مارواه البخارى فى الصحيح ، قال : قال راشد بن سعد : [ كان السلف يستحبون الفحولة ؛ لأنها أجرى وأجسر ] ( فتح البارى [ 6 / 66 ] ) .

ومنه ماأخرجه الآجرى فى كتاب الشريعة عن الأوزاعى _ رحمه الله _ بإسناد صحيح أنه قال :
[ اصبر نفسك على السنة ، وقف حيث وقف القوم ، وقل بما قالوا ، وكف عما كفوا عنه ، واسلك سبيل سلفك الصالح ، فإنه يسعك ماوسعهم ] .

فبهذا وبغيره الكثير ، اكتسبت لفظة ( السلف ) هذا المعنى الإصطلاحى ؛ حتى صار من أقبح الخطأ أن تتجاوزه لغيره أيا كان القائل بذلك .

وقد يتعجب البعض ، ومنهم القائل بالتبديع من هذه البداية ، فيقول أنا مقر ومصدق بكل ماتقول
وأعلم تماما أن السلف هم الصحابة ومن بعدهم ، ولكنهم هم السلف ، وليس يعنى من ذلك أن أقول عن نفسى سلفيا ، فسأنتسب إليهم فى منهجى دون أن أنتسب إليهم بالإسم والنسبة والنحلة .

فلا أقول له سوى :
[ انتظر وفى القادم ستلقى مايسرك أو يسوؤك ياعبد الله ] .


والله المستعان وعليه التكلان ، والحمد لله فى الأولى والآخرة .

أبو عمر الأزهري
12-09-2007, 12:57 AM
الفصل الثاثى
بداية استعمال مسمى ( أهل السنة والجماعة ، ومسمى السلفية )
***********************************

ويعجبنى قبل أن أبدأ الحديث فى هذا قول أن أستأنس بمقدمة يسيرة تعد كلطيفة من اللطائف التى تطرب لها أذن السامع ، وبالطبع تحلو اللطائف حينما تأتى من العلماء .

يقول شيخنا المفضال : محمد بن إسماعيل المقدم فى حديثه عن السلفية فى شريطه ، وهو يفصل بين شيئين هامين بكل حال من الأحوال ، وقد آثرت البدء بهذا القول للشيخ لأن هاذين الشيئين من الأشياء التى يلتبس على بعض الناس العلم بها ، وهى الخلط مابين بداية ظهور الإسم بإطلاق ،، وبين بداية استعماله .
يقول الشيخ المقدم _ حفظه الله _ :
[السؤال عن نشأة مذهب أهل السنة كما يسأل عن نشأة سائر الفرق لا مكان له ولا محل له؛ لأن مذهبهم هو مذهب الصحابة الذين تلقوه عن نبيهم صلى الله عليه وسلم، لكن السؤال ينبغي أن يوجه إلى بداية التسمي بهذا الاسم؛ لا نشأة المسمى وهو المذهب وأهله، فمن الخطأ أن يخلط بين الأمرين، فبداية بروز الاسم غير بداية هذا المنهج. فالأصل في التسمي بأهل السنة هو ما ورد من النصوص التي تأمرنا باتباع السنة وبلزوم الجماعة، فالتسمية مأثورة في السنة، وواردة في كلام السلف، أما بداية التسمي بهذا الاسم فهذا يعني أمراً آخر؛ لأن بعض الناس يخلط بين بداية التسمية وبين نشأة المسمى وهو المذهب وأهله، حتى رأينا من يتحدث عن السنة كأنها فرقة أو طائفة طارئة في الإسلام كسائر الفرق الأخرى التي انشقت عنها. ]

كما يقول الشيخ المقدم أيضا فى فقرة ثانية ، لتوضيح الرابط بين مركبى الإسم ( السنة ،،، الجماعة ) فيقول :

[والعلاقة بين كلمة (أهل السنة) وبين كلمة (الجماعة) كالعلاقة بين الإسلام والإيمان، يعني: إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا؛ إذا ورد واحد منهما في النص فإنه يشمل المعنيين، وإذا اجتمعا في نص واحد افترقا، فيقال: أهل السنة والجماعة، فمعنى السنة: الاعتقاد الحق؛ والجماعة: أهل الاعتقاد الحق، فإذا قلت: الجماعة فقط، ففي هذه الحالة فإنها تجمع الاعتقاد الحق وأصحابه، وإذا قلت: السنة فقط، فإنها تجمع الاعتقاد الحق وأصحابه، فإذا اجتمعا معاً افترقا في المعنى، فدل كل لفظ على معناه الخاص به. ]

ومن هنا وبعد توضيح الشيخ _ حفظه الله _ لهذين النقطتين الثمينتين جدا ، نبدأ الحديث كما قلنا عن :
بداية استعمال السابقين للفظ ( أهل السنة والجماعة ) .

*************************************




فائدة :
*****
ينبغي التفرقة بين السلفية كعقيدة ومنهج نشأ وتبلور في عهد الصحابة والتابعين وتابعي التابعين وبين مصطلح السلفيه الذي ظهر متأخرا في أيام الدولة العباسية بعد التأثر بحركة الترجمة للفسلفة اليونانية وعلومها
فقبل ظهور مصطلح السلفية نسبة الى السلف من الصحابه والتابعين كان هناك من يحمل عقيدة السلف الصالح ومنهجهم وهم الذين سموا بأهل الحديث في فترة من الفترات وأهل السنة والجماعة في فترة أخرى
لذا فالسلفيه كمصطلح هو مرادف لأهل السنة والجماعة ومرادف لأهل الحديث
فمصطلح السلفية أطلق في مقابلة (الخلف) لما أراد المتأخرون (الخلف) نصرة مذهب أهل السنة والجماعة بطريقة المتكلمين زاعمين بأن هذا المنهج(منهج المتكلمين)أعلم وأحكم من منهج السلف فقام المتمسكون بمنهج السلف في الأستدلال بتسمية منهجهم بالمنهج السلفي
فالسلفي في مقابلة الخلفي اصطلاحا .
قال سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز_ رحمه الله : إن السلف هم أهل القرون المفضلة , فمن اقتفى أثرهم وسار على منهجهم فهو (( سلفي )) ومن خالفهم فهو من (( الخلف)) .




************************************




ومما هو معلوم لكل ذى لب رشيد ، أن الحديث عن الدين فى صدر الإسلام كان صافيا نقيا ، لاتشوبه الشوائب ولا يعكر صفوه الرائق شيئا بحال من الأحوال ، وهذا وإن تعلق بشىء فسيتعلق بنوعية الرجال الذين عاشوا هذه الحقبة من التاريخ ، والذين كانوا هم المعول الرئيسي الذى جعله الله تعالى سببا فى حفظ هذا الدين الحنيف .
فأم مسائل العقيدة والثوابت ، فقد كانوا جميعا فيها على قلب رجل واحد ، قولا واحدا بلا خلاف ، لايشك فى هذا إلا غافل أو متغافل .
وكما نقل الإمام اللالكائى بإسناده فى ( شرح أصول الإعتقاد ) عن أبى العباس عبد الله بن عباس _ رضى الله عنهما _ فى قول الله تعالى :
{يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ }آل عمران106

أنه قال _ رضى الله عنهما _ :
[ فأما الذين ابيضت وجوههم فأهل السنة والجماعة , وأما الذين اسودت وجوههم فأهلالبدع والضلالة ", وفي رواية أخري عنه أيضا :" تبيض وجوه أهل السنة والائتلاف , وتسود وجوه أهل البدعة والاختلاف ] .

ثم أعقبت هذه المرحلة التاريخية العطرة ، مرحلة أخرى ، وهى بالتحديد مرحلة أواخر جيل الصحابة ( أواخر القرن الأول من الهجرة ) .
فتعاقب آنذاك ظهور الفرق والتفرق والإختلاف والتشتت من جانب أهل الأهواء والإنحراف العقدى المباين لما كان عليه الأمر فى بداية الأمر .
فظهر القدرية النفاة ؛ فتبرأ منهم ابن عمر _ رضى الله عنهما _ ، وظهرت الخوارج الذين كفروا أمير المؤمنين على بن أبى طالب _ رضى الله عنه _ فوقف لهم موقف الشجعان من الظبيان وحاربهم ، كما ظهرت النواصب الذين يناصبون آل البيت العداء وسرعان مازالوا وانقرضوا وتلاشوا واختفى ذكرهم وبتر اسمهم بسرعة كالتى ظهر بها ، كما ظهر الروافض الذين قالوا بكفر جل الصحابة .
ومع كل ماسبق ذكره من ظهور هذه الفرق واختلاف المعتقد بين البعض حسب سوء الفهم تارة وحسب الهوى تارات أُخَر ،، إلا أن كل هذه كانت تيارات ضعيفة مضمحلة القوة ، لم تستطع أن تغير عقائد المسلمين أو تلعب فى العبث بعقولهم الدور الكبير الذى كانت تؤمله كل واحدة منهن.
فكان جل الناس جماعة واحدة وموقفا واحدا خلف الصحابة الكرام الأطهار ، يسيرون على خير نهج وهو الذى ارتضاهم لهم ربهم جل وعلا من فوق سبع سماوات .
ولهذا السبب لم تكن هناك حاجة لأن يبادر الصحابة بالتسمى باسم منفصل يميز أهل الحق والسلامة عن أهل الباطل والزيغ والإنحراف .
فلم يكن أحدهم يقول أنا ( أنس بن مالك _ مثلا _ من أهل السنة والجماعة ) ؛ وإنما كان المسمى متعارفا عليه من الأدلة التى تم ذكره فيها ، فكان الإنتساب للسنة عقيدة تسرى فى القلوب وتجرى من الصحابة مجرى الدم ، فلم يحتاجوا لذكر هذا الإنتساب لأنه كان وقتها من المعروف بالضرورة ، ولم لا ؟؟
فهل كان يعقل أن يكون الصحابة الذين عايشوا القرآن والسنة وقت نزول الوحى بهما ، منتسبين للبدعة بدلا عن السنة ؟؟
هذا محال بالطبع .
ولكن كما سبق وقلت أن المسمى عن نفسه كان موجودا ومتعارفا عليه بدون شك ولا خلاف ، ولكن الأمر فقط كما ذكرنا آنفا : أنه لم يأتِ بعد الحين لبداية استخدامه فى التمييز مابين هذا وذاك .
ويدل على هذا مارواه سعيد بن جبير ، فى تفسير قول الله تعالى :
{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى }طه82
قال : [ لزم السنة والجماعة ] .

من هو سعيد بن جبير هذا ؟؟؟؟
من هو سعيد بن جبير هذا ؟؟؟؟
من هو سعيد بن جبير هذا ؟؟؟؟

لو حاولت ترجمته فسأحتاج لصفحات وصفحات ،، ولكن يمكننى أن أقول لكم ، هو التابعى العلم الكبير سعيد بن جبير بن هشام ،، الإمام الحافظ العلم المقرىء المفسر الشهير ،، تابعى ، عاصر بعض الصحابة وروى عنهم ... وهل كثير .
فروى مثلا عن بن عباس ، وعن عائشة ، وعن أبى سعيد الخدرى ، وعن أبى موسى الأشعرى ، وعن أبى هريرة ، وعن ابن عمر ، وعن ابن الزبير ، وعن أنس ابن مالك .. وغيرهم كثير من الصحابة ،، هذا بخلاف الكثير والكثير من التابعين الذين روى عنهم ورووا عنه .



وهذا يعد من الأشياء الواضحة التى تجزم بمعرفة الإسم فى هذا الوقت بالطبع ، ولكن سنكرر مرة ثالثة ورابعة ، أن الغاية من كل هذا هى بداية استخدام التسمية لابداية ظهورها ومعرفتها فهى معروفة وظاهرة من عدة أحاديث نبوية سابقة ، بل لانغالى إذا قلنا أنه معروف من نصوص قرآنية عدة وقد نتعرض لهذا كله إن شاء الله تعالى إذا اقتضت الحاجة لذكره من باب إثبات أحقية هذا النهج المبارك فى الإتباع ، وإلا فلا .

ثم تلت هاتين الحقبتين حقبة أخرى ، وهى حقبة التابعين وتابعيهم ( القرن الثانى )
، وفيها كان النبع الزاخر لعلمائهم هو علم الصحابة العدول الأعلام ، فكثرت دواوين السنة ، وصار أخذ الناس من أهل الحديث والأثر ، فكان مجموع الناس على الفطرة مازالوا متمسكين وعلى نهج الصحابة الذين هم ناقلى نهج النبى الأمين صلوات الله وسلامه عليه .

وذلك كما نقل الإمام اللالكائى _ رحمه الله _ فى لمعة الإعتقاد ، قول الأوزاعى _ رحمه الله _ : [ عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس ] .

وكما روى عنه أيضا فى أصول الإعتقاد : [ واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ماوسعهم ]

ملحوظة هامة جدا جدا :
*****************
فى هذا العصر كما نستنتج ، تعارف الصالحون هكذا على سبيل المثال على [ أهل الحديث ، أهل الأثر ] . فهل يعقل أن نقول ببدعية هاذين المسميين ؟؟
فهما ولو فكرنا بعقول الآخرين ،، اسمين لم يردا على لسان نبينا _ صلى الله عليه وسلم _ .

********************************

الله المستعان ، فلنكمل حديثنا أيها الإخوة الأفاضل ، ولتكن فرصة من الفرص وغنيمة من الغنائم لنتنسم سويا من هذا العبق الذى يملأ القلوب قبل الأنوف بريح هؤلاء الأطهار الأخيار ، حتى ولو كان الذكر مقتصرا على ذكر أسمائهم فحسب ، فكفى بهذا من مغنم وفير وخير كثير .

ثم بعد هذه المرحلة ، جاءت المرحلة التى احتاجت بدون أى ريبة ولا شك إلى تمييز أهل الحق من أهل الباطل كما قلنا ، وهى الفترة الزمنية التى ظهر فيها أهل الكلام والمعتزلة وكثر غلطهم وخطؤهم فى أمور الشريعة العصماء ( خاتمة القرن الثانى ، وفاتحة القرن الثالث ) .
فكثر القول فى دين الله تعالى بغير علم ، وبدأت ترجمة الكتب الإغريقية واليونانية تخيم بقبحها على الأمة الإسلامية ، فاختلط الحابل بالنابل ، وكانت فتنة الناس بدينهم هى الحاصل .
لاسيما فى الفترة الصعبة التى كان يتولى أمور المسلمين فيها ( المأمون العباسى ) ولد هارون الرشيد _ رحم الله هارون الرشيد وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير جزاء _ .
بدأ المعتزلة فى الخوض فى أسماء الله وصفاته بغير علم ، وزاد نفوذهم بتمكين المأمون لهم وتغليبهم على أهل السنة العلماء الأعلام ، الذين يعرفون لله قدره ويسخرون علمهم فى هداية خلقه جل وعلا .
ومن هنا كان لابد من مسمى ، يفصل بين هؤلاء وأولئك .
فاستخدم لقب ( السنى ) ليفيد لغويا وعمليا معنى التضاد بينه وبين لقب ( المعتزلى ) ، وقد أفاد ذلك بحمد الله ومنه وفضله تبارك وتعالى بالفعل .
وصار متتبع مذهب ( أهل الحديث ) فى مقابلة وتضاد مع متتبه مذهب ( أهل الكلام ) .
فكان المعنى الإصطلاحى الذى تفيده كلتا اللفظتين ( السنى ، أهل الحديث ) هو أنهم تابعوا تابعى التابعين والصحابة .
جاء فى ( أصول الإعتقاد للالكائى ، والورع للإمام أحمد ) عن سفيان الثورى رحمه الله أنه قال : [ إذا بلغك عن رجل بالمشرق صاحب سنة بالمشرق وآخر بالمغرب ؛ فأبلغ إليهما السلام وادع لهما ، .. ماأقل هذه السنة ] .


كما جاء فى الجرح والتعديل لابن أبى حاتم _ رحمه الله _ قال :
[ ولما استفحل أمرالمعتزلة حتي صار علماء أهل الحديث يُمتحنون علي عقيدتهم ويُعذبون لتمسكهم بها ٬تصدي لهم الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله(ت241هـ) بعقيدة أهل السنة (عقيدة الصحابة ( في قضية خلق القرآن ٬ حتي صار علما ً لأهل السنة ٬ واشتـُهر بعد المحنة بإمام أهلالسنة ٬٬ وحتي كان يقال للرجل السني (حنبلي) ! ، قال قتيبة بن سعيد رحمه الله :" إذا رأيت الرجل يحب أحمد بن حنبل فاعلم أنه صاحب سنة وجماعة" ] .


وإلى هنا آن لنا أن نتوقف ، وحق لنا أن نتوقف بالفعل ، حتى لايمر هذا الحدث الجلل والأمر الهام والخطب العظيم من أمامنا مرور الكرام .

هل لاحظتم شيئا إخوانى ؟؟
هنا وبشكل رسمى ونهائى اصطلح العرف على مسمى ( أهل السنة والجماعة ) ،، احفظوها بعقلكم ، ثم تابعوا ، فسنحتاج لهذه الفقرة إن شاء الله .. ربما !!!


ثم بعد هذا ظهرت الأشاعرة ، فقدموا العقل على النقل فى بعض الأحايين ، وكثرت تأويلاتهم الفاسدة حتى يحملوا النصوص مالاتحتمل ، فجعلوا غايتهم من النصوص هو تعديل مقاساتها لتناسب الحلة التى تلبسها عقولهم . ( القرن الرابع الهجرى ) .
حتى قالوا : [ نحن الخلف ، ننصر عقائد السلف بمنهج المتكلمين ] .
ومع هذا الإنحراف البين ، فقد نسبوا أنفسهم لأهل السنة والجماعة ،

فرفضهم بالطبع أهل السنة ، وأنكروا عليهم هذا . فأهل السنة الحقيقيين من أصول مذهبهم : ( تقديم القرآن والسنة على العقل البشرى )
ولكن ماذا يفعل الآن أهل السنة تجاه هذا الموقف ؟؟؟
هل يظلون هم والأشاعرة فى المسمى واحد ؟؟
لالا ، لا يعقل هذا ، فلا بد من تمييز ، أو بمعنى أدق : [ لابد من تقييد لهذا المسمى ليقتصر فقط على من هم من أهله بحق ] .
أليس كل عاقل يقول بهذا ؟؟
بلى بالطبع ، وهذا ماكان بالفعل .
فقد كانت هذه هى بدايى استعمال لفظة ( مذهب السلف ) كاستعمال تمييزى بين حق وباطل ، بين نور وظلمة .
ومن هنا صار من ينتسب لعقيدة أهل السنة والجماعة ولمذهب السلف يقال له ( سلفى ) .
الله أكبر ،، الله أكبر ،، فالرد علي إخواننا موجود بالفعل مسبقا فى تاريخ الأمة . الله أكبر .





تنبيه هام جدا جدا :
**************

صارت التسمية بالسلفية معروفة حقا للتمييز بين أهل السنة وبين الأشاعرة ،، ولكن ليس معنى هذا أن السلفية تخلوا عن اسمهم ( أهل السنة )
فنحن ( أهل السنة ) وسنعض على هذا الإسم بنواجذنا ونتمسك به وندافع عنه ،، ولكن فى الوقت ذاته نفرق بيننا وبين الأشاعرة بأننا سلفيين ، يعنى نعمل بمنهاج أهل السنة الذى هو كتاب وسنة بفهم سلف الأمة ،،، فنحن ( السلفيون أهل السنة والجماعة ) .

*******************************



ثم تبدل الحال شيئا ما لمدة ثلاثة قرون متلاحقة ، يعقب بعضها بعضا : ( من أواخر القرن الرابع : أواخر القرن السابع ) .
إلى أن شاء الله تعالى وأحيا السنة على يد رجل اعترف له القاصى والدانى بالعلم والفضل ،، من هو هذا الرجل ؟؟؟
إنه شيخ الإسلام بن تيمية _ رحم الله شيخ الإسلام _ .
فأعاد الكرّة ، وعمل على تمييز مذهب السلف الصحيح النقى ، من المذاهب الكلامية المختلطة .

ووفقه الله تعالى بالفعل فيما أراد ، فعادت السنة مصباحا منيرا ، لايختلط أمرها مع أمر غيرها على أحد إلا على الجهال أو الراغبين عن الحق الزاهدين فيه .
فصار من يتبع مذهب الصحابة والتابعين وينتهج بنهجهم ، يسمى ...
يسمى بماذا ؟؟؟ أكمل بارك الله فيك .

يسمى بـــــــــ ( الـــســــــلــــــفـــى ) .
وصار المنهج ذاته يـُــعـرَف بــــــ ( المنهج الـــــســلــفــــــى ) .

الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر .

ياأخى أين الأدلة على هذا ؟؟ قد يكون كلاما من الهوى ، مجردا عن الحجة والبيان والإتقان .
أين الدليل ؟؟؟؟
لن أقول دليلا واحدا ،، وإنما عدة أدلة ،، فبعضها من كلام شيخ الإسلام نفسه ، وواحد آخر يعدلها كلها فى دقة الإثبات من كلام الشيخ أحمد الحنبلى ( تلميذ شيخ الإسلام ) . فهيا لمراجعة الأدلة .

يقول شيخ الإسلام _ رحمه الله تعالى _ فى مجموع فتاويه :
[صار المتمسكون بالإسلام المحض هم أهل السنة والجماعة ] .

يقول أيضا فى مجموع الفتاوى :
[لا عيب علي من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزي إليه ، بل يجب قبول ذلك منه فإنمذهب السلف لا يكون إلا حقا ] .

حسنا فماذا عن كلام الشيخ ( أحمد بن محمد الحنبلى ) _ رحمه الله _ ؟؟ وهو من هو ؟؟
إنه تلميذ شيخ الإسلام .
كان رحمه الله يوجه رسالة إلى باقى تلامذة شيخ الإسلام ، فمما قال فيها :
[ فإن الله يسر تعالى ، وأعان على هذه الأمور العظيمة ، صارت _ إن شاء الله _ مؤلفات شيخنا ذخيرة صالحة للإسلام وأهله ، وخزانة عظيمة لمن يؤلف منها وينقل ، وينصر الطريقة السلفية على قواعدها ، ويستخرج ويختصر إلى آخر الدهر _ إن شاء الله تعالى _ ؛ قال _ صلى الله عليه وسلم _ : ( لايزال الله يغرس فى الدين غرسا يستعملهم فيه بطاعة الله ... ) ]
( الجامع لسيرة شيخ الإسلام بن تيمية [ ص 98 ] ) .

هل من ينصر الطريقة السلفية يكون معتزليا مثلا ؟؟ أم ماذا ؟؟
هل كان يكذب بن الحنبلى على شيخه ؟؟؟ الله المستعان .

رواية أخرى :
**********
نقل الإمام الحافظ الذهبى مقولة عن الدار قطنى ، قال :
[ ما شىء أبغض إلىّ من علم الكلام ]
ثم علق الذهبى على هذه المقولة ، فقال فى حق الإمام الدار قطنى :
[ لم يدخل الرجل أبدا فى علم الكلام ولا الجدال ، ولا خاض فى ذلك ، بل كان سلفيا ] .
( سير أعلام النبلاء [ 16 / 457 ] ) .

سلفيا ؟؟؟ سلفيا ؟؟؟؟
الإمام الدار قطنى ، صاحب العلل ، الحافظ العلم الشهير ، سلفيا ؟؟؟؟
نعم سلفيا ،، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر . ففيم تتناطحون ؟ وبأى علم تقولون وتتقولون ؟؟؟

الله المستعان وعليه التكلان والحمد لله فى الأولى والآخرة .

**********************************


خلاصة الأمر ياإخوة ، والغرض من كل هذا السرد التاريخى لمراحل استخدامات الأسماء عند أصحاب العقيدة الصحيحة ، أن نوقن يقينا لاريب فيه ولا شك ، بأن الإنتساب لـــ ( السلفية ، السنة والجماعة ، الأثر ،،,,, وما إلى ذلك ) ، كلها مصطلحات اصطلحها أهل العلم على مر العصور السابقة لتمييز العقيدة السليمة عما ينافيها أو حتى يباينها ، أما عن التدرج الزمنى فى هذه الإصطلاحات ، فهو من قبيل مناسبة ماتقتضيه الحاجات لتحقق الوفاء بالغرض . فكما قال الأولون : ( لكل مقام مقال ) .
وإن كان بوسعنا أن نقول أن لفظة ( السلفى ) أو ( الأثرى ) وحدها بدعة من البدع المحدثات ، فمن الضرورة لتحقيق العدل أن يعمم الحال على لفظة ( أهل السنة والجماعة ) ولكم أن تسألوا الشخص الذى يقول ببدعيتها :

[ هل أنت من أهل السنة ،، أم من الشيعة ،، أم المتصوفة ] ؟؟؟
[ ماهو حالك فى صفات الله تعالى ؟؟ هل تؤولها مع تأويلات الأشاعرة ؟؟ أم تنفيها مع الجهمية المعطلة ؟؟ ] ؟؟؟

ولندع له الجواب ... على هذا ...

ليس هذا فحسب .... وإنما :

إذا كانت هذه مصطلحات علمية فى المقام الأول تتعلق بأشرف العلوم الشرعية ، فكيف الحال مع باقى المصطلحات فى باقى فنون علوم الشريعة ؟؟؟

هل كان هناك رجال للإسناد ياهذا على عهد النبى صلى الله عليه وسلم ؟؟؟
لو قالها قائل فورب الكعبة لأرمينه أنا والناس جميعا بالجنون والخبل .
لماذا ؟؟
لأنه لايعقل أصلا أن يقوم رجل والنبى جالس يحدث الناس ويقول له : يارسول الله ، سم لى رجالك .. أو عمن نقلت هذا ؟؟ هل هذا مرسل ، هل هذا كذا وكذا وكذا ؟؟؟
أيقول عاقل هذا ؟؟؟
وحتى فى عصر الصحابة ،، هل كان منهم متهما بالكذب على رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ ؟؟؟
بالطبع لا .
إذن فلا حاجة لوجود علم كعلم الإسناد والرجال وفنون الرواية والدراية .
ولكن لما ظهر الكذابون والنسابون والوضاعون وقليلوا الدين ، اقتضت الضرورة وجود علم كهذا العلم ، ليساعد العلماء فى الحفاظ على بيضة السنة ، فيسهل معرفة صحيح الرواية من مـُـعَـلها .
وهكذا الحال تماما بالنسبة للمسميين اللذين أحدثتم فيهما البلبلة بين إخوانكم _ سامحكم الله _ .

طيب أيها الإخوة الفضلاء ، هل كان علم أصول الفقه مدونا فى عصر الصحابة ؟؟؟
من المعلوم عند رجال الفقه أنه كان موجودا بالفعل ؛ لكن فى عقول الفقهاء ،، ثم بدأ الشافعى يدونه كعلم مستقل فى كتابه ( الرسالة ) ،، إذن : بما أنه لم يكن موجودا على عهد النبى ولا الصحابة ولا التابعين ، فهو بدعة ضلالة ، والشافعى هذا مبتدع ضال ؟؟؟؟
سبحانك ربى هذا بهتان عظيم ، وافتراء قبيح .
من يقول بهذا ؟؟ لايقول بهذا أحد أبدا .

فمتى يكون الأمر المستحدث ليس من البدع ؟؟؟
المحدث لايكون من قبيل البدع إلا عند اختصاصه بأمر العبادة ،، أيها الإخوة الفضلاء .
أما ماكان عليه الإصطلاح فى أمور العلم فليس من البدع فى شىء ، وإلا فتقسيم التوحيد ذاته إلى إلاهيات وربوبيات وأسماء وصفات بدعة محدثة .
أى عقل يقبل بهذا ؟؟؟

الله المستعان .

**********************************

ولعل من الشىء الجدير الآن بعد هذه الإطالة ، أن نضع تلخيصا للأمر ، حتى تترابط أجزاؤه فيتحقق الإتصال بين القائل والمتلقى .
وما سيأتى هنا ليس من كلامى ،، وإنما هو جزء من كلام شيخنا المفضال أبى العلاء محمد بن حسين يعقوب _ حفظه الله _ فى كتابه منطلقات طالب العلم ، فسنذكره سريعا وفيه إجمال مافصلناه وأثبتناه فيما سبق من أسطر :

[ السلف : هم صدر هذه الأمة من الصاحبة والتابعين وأئمة الهدى فى القرون الثلاثة المفضلة ، ويطلق على كل من اقتدى بهؤلاء وسار على نهجهم فى سائر العصور ( سلفى ) نسبة إليهم .
وقد كان يطلق عليهم فى البداية ( أهل السنة ) لما كانوا هم المتبعين لسنة رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ المقتفين للأثر ، فسموا ( أهل الأثر ) ، و( أهل الحديث ) .

ثم لما انتشرت البدع صار يطلق عليهم ( أهل السنة والجماعة ) .
( وأهل السنة والجماعة ) : هم من كان على مثل ماكان عليه النبى _ صلى الله عليه وسلم _ وأصحابه ، وسموا ( أهل السنة ) لاستمساكهم واتباعهم لسنة النبى _ صلى الله عليه وسلم _ ، وسموا ( الجماعة ) لأنهم الذين اجتمعوا على الحق ، ولم يتفرقوا فى الدين ، واجتمعوا على أئمة الحق ، ولم يخرجوا عليهم ، واتبعوا ما أجمع عليه سلف الأمة .

ولما صار من المبتدعة من ينسب نفسه إلى هذا اللقب الشريف ، كان لزاما أن يمتازوا عن غيرهم ، ومن هنا نشأ مصطلح ( السلفية ) نسبة إلى سلف هذه الأمة من أهل الصدر الأول ومن اتبعهم بإحسان ] . ( منطلقات طالب العلم [ ص139 ] : الشيخ محمد حسين يعقوب ) .


*******************************

وبهذا الملخص الذى اقتبسناه من كلام شيخنا المفضال أبى العلاء ، نكون قد انتهينا من هذا الفصل بكامله . نسأل الله القبول .

***************************

أبو عمر الأزهري
12-09-2007, 12:59 AM
الفصل الثالث
السلفية والألبانى
******************

وسيكون هذا الفصل عبارة عن نقولات لأقوال الألبانى وذكره مسمى السلفية والرجل السلفى .
والتسمى بـ ( السلفى ) أو ( الأثرى ) .
وما عقدت هذا الفصل إلا لشىء واحد ، وهو أن يكون حجة على من قارب على التعبد لله بفتاوى العلماء ، فهناك من الناس اليوم من لايقتنع بقول إلا إذا جاء عن طريق العالم الفلانى أو غيره من أهل العلم .. مع أن الصواب أن الإنسان مهما بلغت درجته فى العلم فلابد له من خطأ ، أما واجبنا نحن فهو أن نستر عيب من أخطأ من أهل العلم إذا تبين لنا ولا ننشره ونشنع به عليه ، وفى الوقت ذاته نتبع ماثبتت لنا صحته ، لاسيما وإن كانت الصحة المتحدث فيها واردة عن أجل أهل العلم من السلف ذاتهم وليس عمن دونهم فى الطبقة والدرجة .

*******************************

الإمام الألبانى _ رحمه الله _ والسلفية :
**************************

أما عن شيخنا الألبانى فتعد أقواله من أكثر أقوال أهل العلم كثرة فى هذا الشأن ، فقد تناول _ رحمه الله _ هذه المصطلحات كثيرا فى فتاويه وفى أقواله على حد سواء ، وما سنذكره هو بعضها لا الكل ، فالله المستعان .

************************
1_ من شريط ( حقيقة الدعوة السلفية ) :
************************************
[ لقد جاء في تضاعيف كلام الأستاذ عيد عباسي أنه ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب أنه من أولئك الدعاة السلفيين، وهو كذلك بلا شك، ولكن الواقع يشهد بأنه سلفي في العقيدة ] .
ثم يقول أيضا فى فقرة أخرى :
[ما دام أن الدعوة السلفية هذا من مذهبها فيجب أن نعلم أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله كان سلفياً في العقيدة ] .
ثم يقول مرة ثالثة :
[نحن بلا شك لا يسرنا أبداً أن ينال أحد من الشيخ محمد بن عبد الوهاب كما يفعل أعداء الدعوة، وأعداء التوحيد حيث يتهمونه بكل ما يتهم به السلفيون في كل بلاد الدنيا، ولكن هذا لا يحملنا على الغلو في إعطاء كل شخص من حملة الدعوة السلفية ما ليس فيه ] .
*****************************
2_ من كتاب ( الحاوى من فتاوى الألبانى ) ص 542 :
*************************************
يقول السائل :
*********
لماذا لاتأخذوا أنتم السلفيون بمذهب من المذاهب الأربعة ؟ كما أنكم متعصبون للوهابية ؟؟

الجواب :
*******
[ كل منا يأخذ ماتطمئن إليه نفسه وينشرح له صدره ، أما مافيه نص من الكتاب والسنة فلا نسمح أبدأ ، لانرى أن نتسانح فى بقاء الخلاف فيه ؛ لأن حكم الله فى ذلك صريح :
{ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59
فنحن السلفيون لانتعصب لإمام وبمعنى آخر لانخسر علوم أئمة فى سبيل الإستفادة بعلم واحد ، وإنما نستفيد من علوم وفقه وأحاديث كل الأئمة ، بينما المتعصبون للمذاهب ليسوا كذلك ] .
********************************
من كتاب ( الحاوى من فتاوى الألبانى ) ص 553 :
***********************************
[ فرق كبير بين هذا الذى يقول ( أنا سلفى ) وبين من يقول ( أنا حنفى ) ؛ لأن قول هذا ( أنا حنفى ) لايضاهى ولا يساوى من قريب أو بعيد قول ( أنا سلفى ) ؛ لأن هذا يقول ( أنا سلفى ) وقد انتسب إلى جماعة لايأتيهم الباطل من بين أيديهم ولا من خلفهم ، أما الذى يقول ( أنا حنفى ) فقد انتسب إلى شخص ، وهذا الشخص من صفته أنه غير معصوم ] .
****************************

أبو عمر الأزهري
12-09-2007, 01:00 AM
الفصل الرابع
لماذا تتسمون بالسلفية ، وهذا الإسم لم يرد صراحة فى الكتاب والسنة ؟؟
******************************

يقول الشيخ ( عبد الرحمن عبد الخالق ) فى رسالته ( الأصول العلمية للدعوة السلفية ) :
[ إن إطلاق الأسماء على أي حقيقة لا ضرر منه مطلقاً، سواء في الشرعيات أو المباحات، والتسمية لأي أمر شرعي -إذا لم يشتمل على باطل- فليس فيه ضرر، بل قد يكون هذا من الواجبات:
كما أطلق المسلمون على علم الإسناد: (مصطلح الحديث)، ولم يكن على عهد الرسول مثل هذا العلم، وليس هذا بدعة؛ لأن التثبت في الأخبار والنقل عن الرسول مطلوب.
وكذلك سمي بعض المسلمين بـ (المهاجرين) من أجل الهجرة، وبعضهم بـ (الأنصار) من أجل النصرة، وبعضهم بـ (التابعين) من أجل اتباعهم للسلف من المهاجرين والأنصار المشهود لهم بالخير.
فما هو الضير من أن نتسمى بـ (السلفيين)؛ أي: الذين يتبعون منهج السلف الصالح في فهم الدين، والسلف الصالح الذين نتبعهم هم الصحابة وتابعوهم بإحسان، وهم خير القرون.
وهذه التسمية ضرورية؛ لتميز هذه الطائفة المهتدية عن سائر طوائف الضلال الذين تركوا منهج الصحابة في فهم الدين، واتبعوا طريق الخوارج الغالين المتشددين، أو المؤولين المتنطعين، أو المقلدين الجامدين.. الخ.
ومع هذا؛ فنحن لا نتعصب لهذا الاسم، بل نحب كل مسلم يشهد الشهادتين ويعمل حسب استطاعته بمقتضاهما، ونوالي كل مسلم يحب الله ورسوله، ولا ننصر السلفي إن كان مبطلاً، ولو كان عدوه كافراً؛ فنحن لا نوالي السلفي في الظلم، بل نوالي كل مسلم حسب دينه واعتقاده وإيمانه.
ونحن في النهاية حملة دعوة تسمى (الدعوة السلفية). وهذه الدعوة منهج كامل لفهم الإسلام والعمل به والدعوة إليه...
وقد تضافر العلماء السلفيون على شرح هذه الدعوة وبيانها عبر القرون وإلى يومنا هذا، ونحن على منهج هؤلاء العلماء العاملين: فمن يستطيع أن يستغني عن أصول الفقه التي كتبها الإمام الشافعي في كتابه "الرسالة"؟!
ومن يستطيع أن يستغني عن مناقشات ابن عباس وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما للخوارج ورده عليهم في استحلال أعراض المسلمين وأموالهم بالمعصية؟!
ومن يستطيع أن يستغني عن فقه مالك وردود الإمام أحمد على شبهات الزنادقة وكتابات الإمام ابن تيمية في المصالح الشرعية وردوده على الفرق الضالة؟!
كل هذا وغيره مما يشكل قواعد المنهج السلفي لا غنى عنها بتاتاً لطالب العلم المعاصر، هذا بالإضافة -أولاً وقبل كل شيء- إلى نصوص الكتاب والسنة.
وهذه هي السلفية، تعني في جملتها الاتباع المستبصر لنصوص القرآن والسنة، واحترام العلماء الذين قاموا بفهم هذا الدين وتبليغه، واقتفاء آثارهم في ذلك.
وعلى كل حال؛ الذين ينكرون على السلفيين اسمهم لم يسلموا هم أيضا من أن يطلقوا على أنفسهم اسماً ما يتميزون به.. وهكذا يتهمون غيرهم بما هو فيهم، وهذا هو اتباع الهوى.
والفرق بيننا وبين غيرنا أننا لا نتعصب لهذا الاسم، ولا نهادي عليه، ولا نجعله شعاراً بديلاً عن الإسلام، بل نحن مسلمون أولاً وأخيرا إن شاء الله، بهذا سمًانا الله، وقد رضينا بالإسلام ديناً.. و (السلفية) لا تعني عندنا أكثر من الإسلام الصحيح الموافق للكتاب والسنة والمتبع للسلف الصالح رضوان الله عليهم ] .

قلت :
****
إن هذا الأمر وإن لم يكن قد ورد ورودا صريحا فى النصوص ، ولكنه مما دلت عليه النصوص دلالة صريحة .
ومن هذا حديث افتراق الأمة على ثلاث وسبعين فرقة ، وبيان أن واحدة من تلك الفرق هى الفرقة الناجية ، فهذا لابد أن يفهم من سياقه أن هناك فرقة على الحق والباقى على الباطل ، فما المانع من تمييز فريق الحق عن فريق الباطل فى زمن اختلطت فيه الأمور ؟؟
وهذا بالطبع يضاف لما سبق ذكره من رد الشيخ ومن كلامنا فى الفصول السابقة ، عن عدم دلالة الإسم على الإستحداث فى الأمر التعبدى ،، وإنما له الدلالة على الإصطلاح العلمى الناعت للمنهج المميز له ولأصوله وأهله .
*************************************

أبو عمر الأزهري
12-09-2007, 01:03 AM
الفصل الخامس
قال تعالى : [مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ ]
**************************
وبالفعل فقد استدل القائلون بعدم جواز التسمى بهذه الأسماء بآية وحديث ،، والحديث مستعمل من أهل العلم فى تفسير الآية .
أما الآية ، فهى قول الله تعالى :
{وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ }الحج78
وأما الحديث ، فقد ذكره من استدل به ، هكذا :
قال رسول الله صلى الله عليهوسلم
" من دعا بدعوةالجاهلية فهو من جثاء جهنم وإن صاموصلى وزعم أنه مسلم، فادعوا المسلمين بأسمائهمعلى ما سماهم الله عزوجل : المسلمين المؤمنين عباد الله " صححه الألباني "
والذى لفت انتباهى من نقله للحديث ودعانى لإيراد الحديث بنفس صورته التى أورده بها ، هى هذه الجملة التى ذيل بها خاتمة الحديث حينما عزى تصحيح الحديث للشيخ الألبانى رحمه الله .
والشيخ حقا حكم على هذا الحديث بالصحة ، ولكن مااسترعى خاطرتى شىء آخر ،، فإذا كان الإخوة الفضلاء يستشهدون هكذا بتصحيحات الألبانى _ رحمه الله _ ، فما الذى يمنعهم عن اتخاذ موقف الشيخ الألبانى نفسه ؟؟ فقد كان رحمه الله يصرح أنه سلفيا .
لله الأمر من قبل ومن بعد .


******************************
الجواب :
*******
إن لازم القول ليس بقول فليس من يتسمىبالسلفية يتبرئ من الإسلام ويرد الآيات والأحاديث في ذلك ؛ وأكبر دليلٍ على ذلك أنك إذا قابلت أحد المتنسبين للسلفية و قلت له: ما دينك؟ سيقول لك: أنا مُسلم
ولم ولنيقول أنا سلفي أو سني إلاّ عند تقابل النقيضين كالسنة والبدعة إلاّ إن بعضالأسماء أخص من بعض فالإحسان أخص من الإيمان والإيمان أخص من الإسلام معأن مُسمى الإيمان والإسلام بمعنى واحد ولكنهما إذا اجتمعا افترقا وإذاافترقا اجتمعا، وكذلك الإسلام مع أهل السنة والجماعة والإسلام مع السلفيةفأهل السنة أخص من الإسلام والسلفية كذلك.
قال محدث الديار الشاميّة الشيخ محمد ناصر الدين الألبانيرحمه الله[ في إجابته على سؤالي له عن التسمّي بالسلفيّة ] : ( لما صار أهلالبدع ينسبون أنفسهم إلى السنة ، و صار من أدعيائها الأشاعرة و الماتريديّة وكثير من الصوفيّة اضطُرَّ أهل الحق إلى تمييز أنفسهم فانتسبوا إلى السلفيّة وقالوا نحن سلفيّون ) و قال : رحمه الله في مقام آخر : إن اصطلاح السلفيّة جاءبديلاً عن اسم أهل السنّة و الجماعة المتمسكين بالكتاب و السنّة على فهمالسلف الصالح ، بمعنى أنّه اختصار لهذه العبارة الطويلة .
وهذا نص كلامة رحمه الله
إذا قد يقول سائل لماذا لا نكتفي بالانتساب إلى القرآن والسنة؟
السبب يعود إلى أمرين أثنين؛
احدهما؛ متعلق بالنصوص الشرعية
والآخر؛ بواقع الطوائف الإسلامية،
بالنسبة للسبب الأول؛ فنحن نجد في النصوص الشرعية أمر بطاعة شي آخر إضافة للكتاب والسنة، كما في قوله تعالى؛(وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)،
فلو كان هناك ولي أمر مبايع من المسلمين لوجبت طاعته كما تجد طاعة الكتاب والسنة، مع أنه قد يخطئ هو ومن حوله، فوجبت طاعته دفعا لمفسدة اختلاف الآراء، وذلك بالشرط المعروف؛ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق،
وقال الله تعالى؛(ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)،
إن الله عز وجل يترفع عن العبث، ولا شك ولا ريب أن ذكره سبيل المؤمنين إنما هو لحكمة وفائدة بالغة فهو يدل على أن هناك واجبا مهما وهو اتباعا لكتاب الله سبحانة ولسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يجب ان يكون وفق ما كان عليه المسلمون الأولون، وهم اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم الذين يلونهم، وهذا ما تنادي به الدعوة السلفية، وما ركزت عليه في أس دعوتها، ومنهج تربتها،
إن الدعوة السلفية-بحق-تجمع الأم، وأي دعوة أخرى تفرق الأمة، يقول الله عزوجل(وكونوا مع الصادقين، ومن يفرق بين الكتاب والسنة من جهة وبين السلف الصالح من جهة أخرى لا يكون صادقا أبدا)،
أما بالنسبة للسبب الثاني فالطوائف والأحزاب الآن لا تلتفت مطلقا إلى اتباع سبيل المؤمنين الذي جاء ذكره في الأية، وأيدته بعض الأحاديث منها حديث الفرق الثلاث والسبعين وكلها في النار إلا واحدة، وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها(هي التي على مثل ما انا عليه اليوم وأصحابي)،
وهذا الحديث يشبه تلك الأية التي تذكر سبيل المؤمنين، ومنها حديث العرباض بن سارية وفيه؛(فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي)،
إذا هناك سنتان سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين،
ولا بد لنا نحن المتأخرين ان نرجع إلى الكتاب والسنة وسبيل المؤمنين، ولا يجوز أن نقول إننا نفهم الكتاب والسنة استقلالا دون الإلتفات إلى ما كان عليه سلفنا الصالح!!،
ولا بد من نسبة مميزة دقيقة في هذا الزمان، فلا يكفي أن نقول؛ أنا مسلم فقط!، أو مذهبي الإسلام!، فكل الفرق تقول ذلك؛ الرافضي والخارجي والقادياني وغيرهم من الفرق!!، فما الذي يميزك عنهم؟
ولو قلت؛ أنا مسلم على الكتاب والسنة لما كفى أيضا، لأن أصحاب الفرق من أشاعرة وماتريدية وحزبيين يدعون اتباع هذين الأصلين كذلك،
ولا شك أن التسمية الواضحة الجليلة المميزة البينة هي أن تقول؛ أنا مسلم على الكتاب والسنة وعلى منهاج السلف الصالح، وهي أن تقول بأختصار؛(أنا سلفي)،
وعليه فأن الصواب الذي لا محيد عنه أنه لا يكفي الأعتماد على القرآن والسنة دون منهج السلف المبين لهما في الفهم والتصور، والعلم والعمل والدعوة والجهاد،
ونحن نعلم أنهم-رضي الله عنهم-لم يتعصبوا لمذهب معين أو شخص بعينه، فليس منهم من كان بكريا أو عمريا أو عثمانيا أو علويا، بل كان أحدهم إذا تيسر له أن يسأل أبا بكر أو عمر أو أبا هريرة سأله، ذلك بأنهم أمنوا أنه لا يجوز الإخلاص في الإتباع إلا لشخص واحد ألا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي لا ينطق عن الهوى بل هو وحي يوحى،
ولو سلمنا للناقدين جدلا أننا سنتسمى للمسلكين فقط دون الإنتساب للسلفية مع أنها نسبة شرعية صحيحة، فهل هم يتخلون عن التسمي بأسماء أحزابهم؟ أو مذاهبهم؟ أو طرائقهم على كونها غير شرعية ولا صحيحة؟




وهذه المناقشة حصلت بين الشيخ الألباني والأستاذ عبدالحليم أبو شقةمؤلف كتاب "تحرير المرأة في عصر الرسالة"، وقد نقل هذه المحاورة الشيخ سليم بن عيدالهلالي في كتابه "لماذا اخترت المنهج السلفي":قال الشيخ الالباني رحمه الله : إن قيل لك ما مذهبك فما أنت قائل؟قال: مسلم.

قال الشيخ: هذا لا يكفي !!

قال: لقد سمانا الله المسلمين، وتلا قوله تعالى
[[.. هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْل]] (الحج: من الآية78 ).

قالالشيخ: هذا جواب صحيح لو كنا في العهد الأول قبل انتشار الفرق، فلو سألنا – الآن – أي مسلم من هذه الفرق التي نختلف معها جذرياً في العقيدة لمااختلف جوابه عن هذه الكلمة، فكلهم يقول: - الشيعي الرافضي، والخارجي،والدرزي، والنصيري العلوي

– أنا مســلم؛ إذا هذا لا يكفي في هذه الأيام.

قال: إذاً أقول: أنا مسلم على الكتاب والسنة.

قال الشيخ: أيضاً هذا لا يكفي.

قال: لماذا؟قال الشيخ: هل تجد واحداً من هؤلاء الذين ضربناهممثلاً يقول: أنا مسـلم لسـت على الكتاب والسنة … فمن الذي يقول: أنا لستعلى الكتاب والسنة.

ثم أخذ الشيخ – رحمه الله – يبين له أهمية الضميمة التي نتبناهاوهي: الكتاب والسنة بفهم سلفنا الصالح.


قال: إذاً أنا مسلم على الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح.


قال الشيخ الألباني –رحمه الله-: إذا سألك سائل عن مذهبك فهل تقول ذلك؟قال: نعم.

قال الشيخ: ما رأيك أن نختصرها لغةً؛ لأن خير الكلامما قل ودل؛ فنقول: ســــلفي.

قال: قد أجاملك، وأقول لك: نعم؛لكن اعتقادي ما سبق، لأن أول ما ينصرف فكر الإنسان عندما يسمع أنك سلفيإلى أشياء كثيرة من ممارسات فيها شدةٌ تصل إلى الغلظة قد تقع من السلفيين.


قال الشيخ –رحمه الله-: هب صحة كلامك، فإذاقلت: مسلم، ألا ينصرف إلى شيعيرافضي أو درزي أو إسماعيلي … ألخ؟قال: من الممكن لكني أكون قد اتبعت الآية الكريمة
[[.. هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْل]].

قال الشيخ –رحمه الله-:
لا يا أخي! إنك لم تتبع الآية؛ لأن الآية تعني: الإسلام الصحيح، ينبغي أن يُخاطبالناس على قدر عقولهم … فهل يفهم أحدمنك أنك مسلم بالمعنى المراد في الآية؟والمحاذير التي ذكرتها آنفاً قد تكون صحيحة أو غير ذلك، لأن قولك شدة قد يكونهذا في بعض الأفراد وليس كمنهج عقدي علمي، فدعك من الأفراد، لأننا نتكلمعن المنهج، لأننا إذا قلنا: شيعي أو درزي أو خارجي أو صوفي أو معتزليترد المحاذير التي ذكرتها.
إذا فليس هذا موضوعنا، فنحن نبحث عن اسم يدل علىمذهب الإنسان الذي يدين الله به.

ثم قال الشيخ –رحمه الله-: أليس الصحابة كلهم مسلمين؟قال: طبعاً.

قال الشيخ –رحمه الله-: لكن فيهم من سرق، وزنى، وهذالا يسوغ لأحدهم أن يقول: أنا لست مسلماً بل هو مسلم ومؤمن بالله ورسولهكمنهج، لكنه قد خالف منهجه أحياناً، لأنه غير معصوم.

ولذلك فنحن – بارك الله فيك – نتكلم عن كلمة تدل علىعقيدتنا وفكرنا ومنطلقنا في حياتنا فيما يتعلق بشؤون ديننا الذي نعبد اللهبه، وأما فلان متشدد أو متساهل فأمر آخر.

ثم قال الشيخ –رحمه الله-: أريد أن تفكر في هذه الكلمة الموجزةحتى لا تبقى مصراً على كلمة مسلم، وأنت تعلم أنه لا يوجد أحد يفهم منكما تريده أبدا، فإذاً خاطب الناس على قدر عقولهم، وبارك الله لك في تلبيتك. آ هـ






ثم نقول وبالله التوفيق :
***************
فقد جلست بحمد الله وطالعت تفسير الآية عند السعدى وابن كثير والطبرى والبغوى والشنقيطى والجلالين ، فلم يكن تفسير الآية أبدا عند أى منهم مفيدا لما ذهب إليه فهم الإخوة الأفاضل .
فمجموع أقوالهم فى هذه الجملة من الآية [مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا ]
اختلف المفسرون مابين أن الذى سماهم بهذا الإسم هو الله تبارك وتعالى ، أم هو إبراهيم عليه السلام ، والإختلاف فقط فى عزو الضمير ( هو ) فمنهم من قال أن الله هو من سماكم ،، وهذا القول مروى عن ابن عباس، وبه قال مجاهد وعطاء، والضحاك، والسدي، ومقاتل بن حيان، وقتادة. كما نقله عنهم ابن كثير .
ومنهم من قال إبراهيم عليه السلام هو من سماكم بهذا الإسم ، واستدلوا لهذا بقول إبراهيم وإسماعيل {وَمِن ذُرِّيَّتِنَآ أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ} وبهذا قال عبد الرحمٰن بن زيد بن أسلم، كما نقله عنه ابن كثير أيضا .
وأفضل ماقيل فى هذا ، هو ماقاله العلامة الشنقيطى رحمه الله فى ( أضواء البيان تفسير القرآن بالقرآن ) حيث قال :
وفي هذه الآيات قرينتان تدلان على أن قول عبد الرحمٰن بن زيد بن أسلم غير صواب.
إحداهما: أن الله قال {هُوَ سَمَّـٰكُمُ ٱلْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِى هَـٰذَا} أي القرآن، ومعلوم أن إبراهيم لم يسمهم المسلمين في القرآن، لنزوله بعد وفاته بأزمان طويلة كما نبه على هذا ابن جرير.
القرينة الثانية: أن الأفعال كلها في السياق المذكور راجعة إلى الله، لا إلى إبراهيم فقوله {هُوَ ٱجْتَبَـٰكُمْ} أي الله وما جعل عليكم في الدين من حرج: أي الله هو سماكم المسلمين: أي الله.
فإن قيل: الضمير يرجع إلى أقرب مذكور، وأقرب مذكور للضمير المذكور: هو إبراهيم.
فالجواب: أن محل رجوع الضمير إلى أقرب مذكور محله ما لم يصرف عنه صارف، وهنا قد صرف عنه صارف، لأن قوله وفي هذا يعني القرآن، دليل على أن المراد بالذي سماهم المسلمين فيه: هو الله لا إبراهيم، وكذلك سياق الجمل المذكورة قبله نحو {هُوَ ٱجْتَبَـٰكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكمْ فِى ٱلدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} يناسبه أن يكون هو سماكم: أي الله المسلمين .
والذى يهمنا فى هذا الأمر حاليا هو مايفيده قول الله تعالى : {هُوَ سَمَّـٰكُمُ ٱلْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِى هَـٰذَا} .
فنقول أن المفسرين فى هذه النقطة كان قولهم على مدار ، أن الله تعالى يأمر عباده المسلمين بالجهاد فى سبيله تعالى حق الجهاد وبذل الوسع فى حصول الغرض المطلوب ، ثم يخاطبنا جل وعلا بأنه اختار المسلمين من بين الناس واختار لهم هذا الدين الحنيف ، الذى لاحرج فيه ولا مشقة وإنما هو كل اليسر والتيسير ، وأن هذا الدين الذى اختاره الله لهم ، هو ملة أبيهم إبراهيم عليه السلام ، وأن الله تعالى سماهم المسلمين فى الكتب السابقة وفى القرآن الكريم ، فكان اشتهارهم باسم الإسلام منذ الكتب السابقة إلى الآن ، وكان ذكرهم دوما بهذا الإسم ، وسيكون الرسول شهيدا عليهم وعلى أعمالهم خيرها وشرها ، وسيكونون أنفسهم شهداء على باقى الأمم يوم القيامة بأن الرسل قد بلغتهم ما أوحى إليهم ربهم ، وهذا لأنهم خير هذه الأمم والوسط فيما بينها جميعا . فوجب عليهم أن يشكروا نعمة الله التى أنعمها عليهم وهذا الفضل العظيم الذى أكرمهم وحباهم به ، فليقيموا الصلاة بأركانها وشروطها وليؤدوا الزكاة التى افترضها الله عليهم ، وليعتصموا بالله جل وعلا فهو سبحانه نعم المولى ونعم النصير .
هل خرجت أقوال أهل التفسير عن هذا المدار ؟؟ لا .
السؤال الآن : أثبت الله تعالى فى الآية اسم ( المسلمين ) بأنه هو اسم هذه الأمة فى القديم وفى الحديث ،، فهل من تسمى بــ ( السلفى ) يكون خارجا عن الإسلام ؟؟ وينفصل عنه المسمى الذى سماه الله به ؟؟
معنى كلامى : هل كون المرء منا ( سلفيا ) يتنافى مع كونه ( مسلما ) ؟؟؟؟
هل لايمكن الجمع بين كون المرء ( سلفيا ) وبين كونه ( مسلما ) ؟؟ أم أنه إن أخذ بأحد المسميين لزمه ترك الآخر ؟؟
أتدرون ماالخطر الداهم الذى أوقع الناس أنفسهم فيه باستشهادهم بهذه الآية ؟؟
إنهم فصلوا المسميين عن بعضهما البعض ، وهذا معناه لمن يعى ويعقل ، أن من تسمى بــ ( السلفى ) ليس من المسلمين . أى أنه : خرج عن هذه الدائرة واحتضنته دائرة أخرى غير الإسلام .
أنا أقول هذا وأنا موقن أنهم لم يقصدوا هذا وأنه مادار بخلدهم قط ،، ولكن الضرر الحادث من النقل عن الآخرين بدون تدقيق يوقع المرء فى أشر من هذا .
****************************
أما عن الحديث الذى استشهدوا به ، فهو مارواه الترمذى وصححه ، وأخرجه البخارى فى تاريخه ، والطيالسى ، والنسائى ، وأبو يعلى ، وابن خزيمة ، وابن حبان ، والبغوى ، والبارودى ، وابن قانع ، والطبرانى ، والحاكم ، وابن مردويه ، والبيهقى فى شعب الإيمان ، وأحمد بن حنبل فى مسنده فى مسند الشاميين ،
قال أحمد :
حدثنـــــا عبد الله حدثني أبي حدثنا عفان حدثنا أبو خلف موسى بن خلف كان يعد في البدلاء حدثنا يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن جده ممطور عن الحرث الأشعري :

أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل أمر يحيى بن زكريا عليهما السلام بخمس كلمات أن تعمل بهن وأن يأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن وكاد أن يبطئ فقال له عيسى إنك قد أمرت بخمس كلمات أن تعمل بهن وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن فإما أن تبلغهن وإما أن أبلغهن فقال يا أخي إني أخشى إن سبقتني أن أعذب أو يخسف بي قال فجمع يحيى بني إسرائيل في بيت المقدس حتى امتلأ المسجد فقعد على الشرف فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الله عز وجل أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن وآمركم أن تعملوا بهن أولهن أن تعبدوا الله لا تشركوا به شيئا فإن مثل ذلك مثل رجل إشترى عبدا من خالص ماله بورق أو ذهب فجعل يعمل ويؤدي غلته إلى غير سيده فأيكم سره أن يكون عبده كذلك وإن الله عز وجل خلقكم ورزقكم فاعبدوه ولا تشركوا به شيئا وآمركم بالصلاة فإن الله عز وجل ينصب وجهه لوجه عبده مالم يلتفت فإذا صليتم فلا تلتفتوا وآمركم بالصيام فإن مثل ذلك كمثل رجل معه صرة من مسك في عصابة كلهم يجد ريح المسك وإن خلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك وآمركم بالصدقة فإن مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فشدوا يديه إلى عنقه وقدموه ليضربوا عنقه فقال هل لكم أن أفتدي نفسي منكم فجعل يفتدي نفسه منهم بالقليل والكثير حتى فك نفسه وآمركم بذكر الله عز وجل كثيرا وإن مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره فأتى حصنا حصينا فتحصن فيه وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله عز وجل قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن بالجماعة والسمع والطاعة والهجرة والجهاد في سبيل الله فإنه من خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يرجع ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثاء جهنم قالوا يا رسول الله وإن صام وإن صلى قال وإن صام وإن صلى وزعم أنه مسلم فادعوا المسلمين بأسمائهم بما سماهم الله عز وجل المسلمين المؤمنين عباد الله عز وجل.
وفى هذا الحديث يرتد الفهم الخاطىء على أصحابه مرة أخرى ، فقد وقع أصحاب هذا الإستشهاد فى نفس الفخ الأول ،، فاستشهادهم يوحى بأنهم أخرجوا الكثير من هذه الأمة سلفا وخلفا من ربقة الإسلام وخلعوا عنهم عباءته .
أما نص الحديث ، فعلى أى وجه يـُـفــهَـم ؟؟
لو تأملنا فى نهاية الحديث ابتداء مما تم تلوينه بلون مخالف ، فحينما نصل إلى قول الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ عن دعوى الجاهلية ، سنجد أن المعنى قد يحتمل أكثر من وجه ، وهنا من الذى يفسر هذا ويفصل فيه ؟؟ العلماء أم الجهال أمثالنا وأمثال من استشهد بهذا الحديث ؟؟
أما أن أتصدى وحدى بمثل هذا الإرتجال لشىء لاقبل لى به ، فهذا من إهلاك النفس ولا ريب فى ذلك .
أما عن الذى قلته من أن الإخوة أوقعوا أنفسهم فى نفس الفخ الذى أوقعوا أنفسهم فيه من ذى قبل ، فهو أنهم فسروا لنفسهم وبنفسهم ، كلمة السلفية على أنها ( دعوى جاهلية ) ،،
هذا المحمل يعنى بأن كثيرا من السلف رضوان الله عليهم وقعوا فى فعل استحقاق الوعيد الوارد فى الحديث بأنهم ( من جثاء جهنم ) وإن صاموا وإن صلوا وإن قالوا بأننا من المسلمين .
وأنا من يطلب منهم تفسير هذا . فهل التسمى بالسلفية ، وصل قولهم فيه إلى حد أن من فعله خرج عن الملة ؟؟ واستحق العذاب وإن صام وإن صلى ، وإن ادعى أنه مسلم ؟؟
وإن لم يكن هكذا ،، فأرجو منهم تبيانا واضحا جامعا لمعنى ( دعوى الجاهلية ) .
ومع هذا التبيان أريد الفصل فى شأن بعض المسميات التى لو قيست على نفس قياسهم للأمر فستكون كلها دعاوى جاهلية ومخالفة لنص الكتاب والسنة ( هذا على سبيل الإستشكال ) .
( الشافعية ، والحنابلة ، والمالكية ، والحنفية ، وأهل السنة ، طلبة العلم ، العلماء ، الفقهاء ، المحدثون ، النحاة ، أهل اللغة ، أصحاب الحديث ، أصحاب الرأى ، البصريون ، الكوفيون ، الشاميون ، ............ إلى آخر هذه المسميات المعروفة ) .
ماحكم كل هذه الأسماء التى هى من ناحية اللغة ، ينطبق عليها شروط الإسم فى اصطلاح النحاة ، كما دخل على جلها مايجعلها تفيد النسبة لشىء أو لجهة ؟؟؟؟
فإن كانت حلالا ولا بأس بها فليخبرونى كيف هذا وهى لم تتسم باسم المسلمين المؤمنين عباد الله ؟؟؟؟
وإن كانت حراما ودعاوى جاهلية ، فما هو حكم الذين ماتوا وكانت هذه المسميات تطلق عليهم ويشتهرون بها .

وكذلك فليخبرونى عن رجل اسمه ( محمد بن وارى ) من السلف ، وكان من علماء ( الرىّ ) المحدثين ،، وكان معروفا بين الناس باسم ( صاحب الرحلتين ) ، فما حكم هذا الرجل بهذا الإسم فى ظل هذه القاعدة ؟؟؟؟
*************************************

وقبل أن تختتم الحديث فى هذا الفصل ، وجب علينا أن نعلق مجرد التعليق على الاستدلال بقول الله عز وجل :
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }فصلت33
ولست أدرى ماذا يقال الآن ،، فإلى جانب ماسبق ذكره ، فالواضح أن من استدل بهذه الآية خصوصا ماسبق له قراءة أى تفسير لها قط ،، اللهم إلا تفسيره هو الشخصى فهذا شأن آخر .
فالمراد من قول الله تعالى عند جمهرة المفسرين شيء آخر تماما ليس له علاقة بكنه الإسم الذى يتسمى به الإنسان . ومن رغب فى مزيد معرفة بالآية فليراجع تفسيرها .
اتقوا الله أيها الإخوة الأفاضل فى كتاب الله تعالى .
*********************************

أبو عمر الأزهري
12-09-2007, 01:05 AM
الفصل السادس
لماذا لم يلقب أي من الصحابة بالسلفىّ
على الرغم من ظهور بعض البدع فى عهدهم ؟؟
****************************
وسبحان الله العظيم ، فسأبدأ الحديث فى هذه النقطة وأنا لاأعرف ابتداء كيف قالها صاحبها .
فأنـَّـى لهذا أن يُــقاس على ذاك ؟؟
البون بين الأمرين عظيم .
يقول الإخوة مانصه :
و مخالفته لسنة الخلفاء الراشدينالمهديين :
وقد ظهرت في عصرهم الفرق الضالة وأهل البدع والأهواء ومعذلك فلم يرد عن الخليفةالراشد – عثمان بن عفان رضي الله عنه – أنه تسمىبعثمان بن عفان السلفي وقدظهرت في عصره الفرق الضالة وأهل البدع والأهواء، حتى أنهم قتلوه رضي الله عنه .
كذلك لم يتسمى – الخليفةالراشد علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – بـعلي بن أبي طالبالسلفي وقد ظهرت في عصره الفرق الضالة وأهل البدع والأهواء حتىقتلوه رضيالله عنه
ولى على هذا سؤال صغير :
إذا قال على بن أبى طالب عن نفسه : أنا على بن أبى طالب ( السلفى ) ، فلأى سلف سينسب نفسه أصلا ، إذا كان هو نفسه السلف ؟؟؟
وعلى هذا فقس الأمر على باقى الصحابة .
أليس هذا هراء فى القول ؟؟؟ وجرأة على العلم ؟؟

وسؤال آخر :
إذا نظرنا لحال أهل الأهواء الذين ظهروا فى نهاية عصر الصحابة ، ونظرنا فى المقابل لحال أهل الأهواء الذين يملـئـون عصرنا ، فهل سيتساويان أم سيتباينان ؟؟
هل مبتدعة عصر الصحابة وصلوا فى إضلالهم للناس إلى الحد الذى يمكن معه القول بأنه صار يصعب معرفة الحق من الباطل عند عامة الناس ؟؟ أم أن ماجاءوا به كان ظاهرا للغالبية العظمى بأنه منكر من القول وزور ، وأن الصواب مع أصحاب النبى _ صلى الله عليه وسلم ؟؟
هل حال هؤلاء كحال مبتدعة زماننا الذين ملأوا آذان الناس بالأباطيل ولبسوا عليهم حتى زكمت بريحهم الأنوف ؟

هل كان يوجد فى عهد الصحابة مايستدعى أن يسمى المرء منهم نفسه ( السلفى ) حتى يتميز ؟؟؟؟
وبأى شىء سيتميز بالحق أكثر من كونه هو نفسه أحد أصحاب النبى _ صلى الله عليه وسلم _ العدول الملازمين للحق ؟؟؟
وافتراضا : لو جاز إغفال كل ماسبق : أيهما أعلى للمرء ، أن يقول عن نفسه ( سلفى ) ؟ أم يقال عنه ( صحابى ) ؟؟ أليس من المعلوم لأجهل الجهال فى زماننا أن الصحابى كان يروى عن رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ مثلا بدون واسطة ؟؟
فماذا عن التابعين ؟؟ ألم يكونوا حتى فى الرواية تكون الواسطة بينهم وبين النبى _ صلى الله عليه وسلم _ أحد هؤلاء الصحابة ؟؟؟
أى الأمرين أعلى قدرا وأعظم شأنا ؟؟
الخلاصة فى الرد على هذا القول فى نقاط :
أن الصحابة هم أنفسهم السلف ، فما كان يعقل أن ينتسبوا هم لأنفسهم ، بخلافنا نحن .
أن رغم ظهور بعض المبتدعة فى نهاية عصرهم ، إلا أن الحق كان ظاهرا بالدرجة التى يسهل معها على أى أحد أن يميز الخبيث من الطيب . لاسيما أنهم كانوا أقرب منا زمنا من نور النبوة . كما كان أيضا بينهم رجال من كبار الصحابة كابن عمر وأنس وغيرهم . رضى الله عنهم جميعا .
أن أهل البدعة وقتها لم يكن خطرهم على تهديد الشريعة مثل حال مبتدعة اليوم لاختلاف الظروف والأحوال ، ولكل زمان رجاله ، فأى عاقل كان يكفيه لو شك فى أمره أن يذهب لصحابى ويستفتيه فى الأمر ليقف منه على الحق المبين ، ومن المعلوم أن أمور العقيدة بين الصحابة لم تكن محل خلاف أبدا . فكان الجواب من أى صحابى هو نفسه سيكون جواب الصحابى الآخر فى نفس المسألة . وبالتالى لم تكن هناك ضرورة للتسمى بهذا الإسم ، بخلاف حالنا اليوم بالطبع لكل عاقل يسمع ويرى .
الله المستعان .
************************************

أبو عمر الأزهري
12-09-2007, 01:06 AM
الختام
*******

هل التسمي بالسلفيه بدعه


جواب فضيلة الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - علي من يبدع التسمي بالسلفيةقال الشيخ صالح الفوزان حفظه اللهوهذاالكلام يثير الدهشة والإستغراب ، كيف يكون التمذهب بالسلفية بدعة والبدعةضلالة ؟ وكيف يكون وهو اتباع لمذهب السلف ، واتباع مذهبهم واجب بالكتابوالسنة وحق وهدي ؟ قال الله تعالى : { والسابقون الأولون من المهاجرينوالأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم } .
وقال النبي صلىالله عليه وسلم : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ... الحديث ،فالتمذهب بمذهب السلف سنة وليس بدعة ، وإنما البدعة التمذهب بغير مذهبهم .
وإذا كان قصده أن التسمي بهذا الأسم حادث كما يظهر من كلامه ولم يكنمعروفا من قبل فهو بدعة بهذا الإعتبار فمسالة الأسماء أمرها سهل والخطاءفيها لا يصل إلى حد البدعة ، وإن كان قصده أن في الذين تسموا بهذا الأسممن صدرت عنهم أخطاء تخالف السلف فعليه أن يبين هذا دون أن يتناول السلفيةنفسها ، فالتسمي بالسلفية إذا كان يعني التمسك بمذهب السلف ونبذ البدعوالخرافات فهذا شيء محمود وطيب .
نظرات وتعقيبات على ما في كتاب السلفية لمحمد سعيد رمضان .. من الهفوات ص 67

الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :قال العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى " فأهل السنة والجماعة هم السلف معتقداً حتى المتأخر إلى يوم القيامة إذا كان على طريق النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فإنه سلفي " .
شرح العقيدة الواسطية (1/45) (التحفة المهدية ص 26) .

قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد
- وفقه الله - : ( وإذا قيل : السلف , أو السلفيون , أو لجادتهم : السلفية
: فهي هنا نسبة إلى السلف الصالح : جميع الصحابة رضى الله عنهم- فمن تبعهم بإحسان , دون من مالت بهم الأهواء بعد الصحابة _ رضي الله عنهم _ من الخلوف الذين انشقوا عن السلف الصالح باسم او رسم ,..... وعليه فإن لفظة ( السلف ) هنا يعني : السلف الصالح , بدليل أن هذا اللفظ عند الإطلاق يعني كل سالك في الإقتداء بالصحابة - رضي الله عنهم - حتى ولو كان في عصرنا ....... وهكذا , وعلى هذا كلمة أهل العلم , فهي نسبة ليس لها رسوم خارجة عن مقتضى الكتاب والسنة , وهي نسبة لم تنفصل لحظة واحدة عن الصدر الأول , بل هي منهم وإليهم , أما من خالفهم باسم أو رسم , فلا , وإن عاش بينهم , وعاصرهم , لهذا , تبرأ الصحابة _ رضي الله عنهم _ من القدرية والمرجئة ونحوهم ) . وقال أيضا :( كن سلفيا على الجادة طريق السلف الصالح من الصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم ممن قفى أثرهم قي جميع أبواب الدين من التوحيد والعبادادت ونحوها .... ) .
فائدة2

قال السمعاني (المتوفى سنة 562هـ) في كتابهِ «الأَنساب» (1/136): «هذه النسبةُ إلى الأَثر؛يعني: الحديثَ، وطلبَهُ، واتِّباعُه».


وأوَّلُ أبياتِ «الألفيَّة الحديثيَّة» –الشهيرة- للحافِظِ العِرَاقيِّ (المتوفَّى سنة 806هـ)- قولُهُ:


يقولُ راجي ربِّهِ المُقْتَدِرِ عبدُالرحيم بنُ الحُسَين الأثري


وقد شرحَها الحافظُ السخاويُّ (المتوفَّى سنة 902هـ) في «فتح المغيث» (1/3) بقولِهِ: «نسبة إلىالأثر، وانتسبَ لذلكَ جماعةٌ، وحَسُنَ الانتسابُ إليهِ ممَّن يصنِّفُ في فُنُونِهِ».
فائدة3
قال الإمام الحافظ الذهبي رحمه الله (13/183) في ترجمة يعقوب الفسَوي : (وما علمت يعقوبَ الفسوي إلا سلفيًّا) .
قال في ترجمة الدارقطني (16/457) : (وصح عن الدارقطني أنه قال : "ما شيءأبغض إليَّ من علم الكلام . قلتُ –أي الذهبي- لم يدخلِ الرجلُ أبداً فيعلم الكلامِ ولا الجدالِ ولا خاضَ في ذلكبل كان سلفيًّا) .
قال في ترجمةِ ابن هُبيرة (20/426) : (وكان يَعرف المذهبَ والعربيةَ والعَروضَسلفيًّاأثريًّا) .


سؤال
هل اسم السلفية يعد بديلا عن اسم أهل السنة والجماعه؟؟
ليس اسم السلفية بديلا عن اسم أهل السنة والجماعة أو الغاء له فأن مذهب السلفي هو مذهب أهل السنه والجماعه ومنهج أهل الحديث وهذه الأسماء كلها مرادفات لبعضها البعض كلها تشير الى الفرقه الناجية التي أخبر عنها النبي
وانما تعددت الأسماء لها بغلبة اسم منها على هذه الفترة في فترة من الفتررات بحسب ظروف هذه الفترى وما فيها من تطورات يشهدها المسلمون
زيادة بيان بجواز التسمي بالوهابي وليس بالسلفي فحسب وهذا دليل على كون الأسم مصطلح للدلاله على عقيدة الشخص
قال الشيخ ابن باز رحمه بعد أن أثنى على الشيخ محمد بن عبد الوهّاب و عرّف بدعوته : ( فصارتدعوته تجديدية إسلامية عظيمة ، نفع الله بها المسلمين في الجزيرة العربية وفيغيرها رحمه الله رحمة واسعة ، و صار أتباعه و من دعا بدعوته و نشأ على هذهالدعوة في نجد يسمى بالوهابي ، و كان هذا اللقب علما لكل من دعا إلى توحيدالله ، و نهى عن الشرك و عن التعلق بأهل القبور، أو التعلق بالأشجار والأحجار، و أمر بالإخلاص لله وحده و سمي وهابيا، فهو لقب شريف عظيم يدل علىأن من لقب به فهو من أهل التوحيد ، و من أهل الإخلاص لله ، و ممن ينهى عنالشرك بالله ، و عن عبادة القبور و الأشجار و الأحجار والأصنام و الأوثان , هذا هو أصل هذه التسمية و هذا اللقب ، هو نسبة إلى الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب بن سليمان بن علي التميمي الحنبلي الداعي إلى الله عز و جل رحمه اللهرحمة واسعة ) .
هذه الفتوى معروفة مشهورة منشورة ، و هي مثبتتة على الرابط التالي في شبكةالمعلومات الدولية ( الانترنت ) التالي :
http://www.ibnbaz.org/Display.Asp?f=nor00007.htm&print=on (http://www.ibnbaz.org/Display.Asp?f=nor00007.htm&print=on)

الوليد المصري
12-09-2007, 01:47 AM
جزاك الله خيرا أخي الحبيب


وهدى الله الأخوه لطريق الحق والرشاد


ولا حول ولا قوة إلا بالله

مع الله
12-09-2007, 02:08 AM
جزاكم الله خيرا وبارك لكم

الشافعى الصغير
12-09-2007, 02:41 AM
جزاك الله خيرا أخي الحبيب

وأعانكم الله ومجهود طيب لا يقوم به إلا انت

أبو عمر الأزهري
12-09-2007, 06:11 AM
جزاكم الله خيرا ، ولعل من يستحق هذا الثناء بحق هو أخوكم ( محب السلفية ) فهو صاحب الجهد فى هذا الموضوع .
أسأل الله أن يبارك فى أخينا وأن يجعله فى ميزان حسناته .

عبد الرحمن البدوى
01-07-2008, 12:56 AM
جزاك الله خيرا اخى الحبيب

أبو عمر الأزهري
01-17-2008, 02:55 PM
وجزاك ياحبيب

الوليد المصري
01-21-2008, 10:32 PM
الله المستعان