أبو الفرج
11-28-2007, 01:41 AM
رحلة الستة قرون
-1-
على الساحل
http://aboelfarag.maktoobblog.com
عرِّف هذه الكلمة:
التاريخ!
لو وُجِّه إليّ هذا السؤال لقلتُ:
التاريخُ هو الوعاء العقدي والفكري والتربوي لكل أمة..
ألا توافقني؟!
ألا ترى أن تاريخ كل أمة هو التطبيق الفعلي لمعتقداتها وأفكارها؟
لذلك فإنَّ من عادى أمة من الأمم -متى كان حاذقًا- فإنه يستهدف تاريخها، ويعمد إلى تشويهه؛ فتشويه التاريخ خطوة إلى.. تشويه الأمة..
دعك من المقدمات.. فبعد طول هجراني لصرير الأقلام جهزتُ متاعي.. اصطحبت دواتي وقرطاسي.. انطلقت مبحرًا رغم تلاطم الأمواج.. وانطلقت في رحلة الستة قرون..
أبحرتُ -رغم تلاطم الأمواج- في بحرٍ يقف الكثيرون أمامه واجمين.. في حيرة.. لا يعلمون.. أيوالون أم يعادون؟!
لا أخفيك سرًا كم لاقيتُ في رحلتي!.. كانت وحوشها كاسرة.. ومزالقها مهلكة.. لا ينجو منها إلا من تأنّى في خطاه.. وتثبَّت أين يضع قدمه!
رحلتي التاريخية كانت في حقبة من تاريخ المسلمين.. واجَهَتْ إحدى أعظم حملات التشويه من المؤرخين سواء كانوا من العرب أو العجم..
لا أعني بذلك أنها الفترة الوحيدة التي عمدوا إلى تشويهها.. ولكن أرى أنها أكثر فترة من فترات تاريخنا –معشر المسلمين- التي استسلم فيها المسلمون للتشويه دون بحث أو تنقيب..
رحلة الستة قرون هي عمر الدولة الإسلامية السنية المظلومة تاريخيًا.. الدولة العثمانية..
قرأت في تاريخهم.. أغمضت عينيّ.. تخيَّلتُ نفسي بين أظهرهم.. تخيَّلتُ أني أنعم بالعز والأمن والتمكين في ربوع تلك الدولة.. الدولة التي أرعبت دول الكفر وأقلقت مضاجعهم..
عشتُ معهم.. طالعتُ أسبابًا أخذوا بها فوفَّقهم الله لسيادة العالم..
كم سعد قلبي وأنا أرى جيوش المسلمين قد فتحت القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية!
كم سعد قلبي وأنا أرى جنود المسلمين يتوجهون نحو روما ويسعون لاختراق أوروبا للوصول إلى الأندلس لاستنقاذ المسلمين هناك!
ثم كم تألمت واحترق قلبي وأنا أراهم يأخذون بأسباب الضعف سببًا تلو سبب حتى.. حتى سقطوا!.. وسقطت الدولة الإسلامية التي ظلت قائمة منذ هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وحتى أوائل القرن العشرين الميلادي..
رأيتُهم.. كم كنت أود أن أصرخ فيهم.. انتبهوا.. أفيقوا.. إياكم إياكم!
ولكن أنَّى تصلهم صرخاتي.. وما كنتُ معهم إلا بقلبي.. ثم قد ولّى الزمان.. وقد قضى الله أمرًا كان مفعولاً..
فالله المستعان..
ترددتُ كثيرًا قبل أن أمسك القلم هذه المرة لأسطر..
لا أدري ما السبب؟!
لعل السبب أنني لست من المتخصصين في التاريخ..
أو لعل السبب أن الموضوع ذو شجون وأبعاده كثيرة.. فليس من اليسير أن تختصر أربعة قرون –هي مدة حكم الدولة العثمانية- في بضعة أسطر!
ولكني عزمت أن أكتب..
لا أكتب تاريخًا.. فلست مؤرخًا..
وإنما هي وقفات عاجلة وومضات نافعة من تاريخ إخوان لنا في العقيدة أخذوا بأسباب النصر والتمكين فأنجز الله لهم وعده..
ثم لما خالفوا مضت فيهم سنة الله عز وجل فيمن أعرض ونئا بجانبه..
إليكم سلسلة من المقالات بإذن الله.. بلَّلَتْها دموعُ متألمٍ.. خَضَّبَتْها دماءُ جريحٍ.. تردَّدَتْ بين سطورها صرخاتُ نذيرٍ عريانَ:
أيتها الأمة أفيقي.. فذاك عزك..
قاعدة
تشويه التاريخ = تشويه الأمة
-1-
على الساحل
http://aboelfarag.maktoobblog.com
عرِّف هذه الكلمة:
التاريخ!
لو وُجِّه إليّ هذا السؤال لقلتُ:
التاريخُ هو الوعاء العقدي والفكري والتربوي لكل أمة..
ألا توافقني؟!
ألا ترى أن تاريخ كل أمة هو التطبيق الفعلي لمعتقداتها وأفكارها؟
لذلك فإنَّ من عادى أمة من الأمم -متى كان حاذقًا- فإنه يستهدف تاريخها، ويعمد إلى تشويهه؛ فتشويه التاريخ خطوة إلى.. تشويه الأمة..
دعك من المقدمات.. فبعد طول هجراني لصرير الأقلام جهزتُ متاعي.. اصطحبت دواتي وقرطاسي.. انطلقت مبحرًا رغم تلاطم الأمواج.. وانطلقت في رحلة الستة قرون..
أبحرتُ -رغم تلاطم الأمواج- في بحرٍ يقف الكثيرون أمامه واجمين.. في حيرة.. لا يعلمون.. أيوالون أم يعادون؟!
لا أخفيك سرًا كم لاقيتُ في رحلتي!.. كانت وحوشها كاسرة.. ومزالقها مهلكة.. لا ينجو منها إلا من تأنّى في خطاه.. وتثبَّت أين يضع قدمه!
رحلتي التاريخية كانت في حقبة من تاريخ المسلمين.. واجَهَتْ إحدى أعظم حملات التشويه من المؤرخين سواء كانوا من العرب أو العجم..
لا أعني بذلك أنها الفترة الوحيدة التي عمدوا إلى تشويهها.. ولكن أرى أنها أكثر فترة من فترات تاريخنا –معشر المسلمين- التي استسلم فيها المسلمون للتشويه دون بحث أو تنقيب..
رحلة الستة قرون هي عمر الدولة الإسلامية السنية المظلومة تاريخيًا.. الدولة العثمانية..
قرأت في تاريخهم.. أغمضت عينيّ.. تخيَّلتُ نفسي بين أظهرهم.. تخيَّلتُ أني أنعم بالعز والأمن والتمكين في ربوع تلك الدولة.. الدولة التي أرعبت دول الكفر وأقلقت مضاجعهم..
عشتُ معهم.. طالعتُ أسبابًا أخذوا بها فوفَّقهم الله لسيادة العالم..
كم سعد قلبي وأنا أرى جيوش المسلمين قد فتحت القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية!
كم سعد قلبي وأنا أرى جنود المسلمين يتوجهون نحو روما ويسعون لاختراق أوروبا للوصول إلى الأندلس لاستنقاذ المسلمين هناك!
ثم كم تألمت واحترق قلبي وأنا أراهم يأخذون بأسباب الضعف سببًا تلو سبب حتى.. حتى سقطوا!.. وسقطت الدولة الإسلامية التي ظلت قائمة منذ هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وحتى أوائل القرن العشرين الميلادي..
رأيتُهم.. كم كنت أود أن أصرخ فيهم.. انتبهوا.. أفيقوا.. إياكم إياكم!
ولكن أنَّى تصلهم صرخاتي.. وما كنتُ معهم إلا بقلبي.. ثم قد ولّى الزمان.. وقد قضى الله أمرًا كان مفعولاً..
فالله المستعان..
ترددتُ كثيرًا قبل أن أمسك القلم هذه المرة لأسطر..
لا أدري ما السبب؟!
لعل السبب أنني لست من المتخصصين في التاريخ..
أو لعل السبب أن الموضوع ذو شجون وأبعاده كثيرة.. فليس من اليسير أن تختصر أربعة قرون –هي مدة حكم الدولة العثمانية- في بضعة أسطر!
ولكني عزمت أن أكتب..
لا أكتب تاريخًا.. فلست مؤرخًا..
وإنما هي وقفات عاجلة وومضات نافعة من تاريخ إخوان لنا في العقيدة أخذوا بأسباب النصر والتمكين فأنجز الله لهم وعده..
ثم لما خالفوا مضت فيهم سنة الله عز وجل فيمن أعرض ونئا بجانبه..
إليكم سلسلة من المقالات بإذن الله.. بلَّلَتْها دموعُ متألمٍ.. خَضَّبَتْها دماءُ جريحٍ.. تردَّدَتْ بين سطورها صرخاتُ نذيرٍ عريانَ:
أيتها الأمة أفيقي.. فذاك عزك..
قاعدة
تشويه التاريخ = تشويه الأمة