المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إنجاز الوعد في فقه البرق والرعد


أم حفصة السلفية
06-21-2010, 01:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله صادق الوعد، منشئ السحاب الثقال وخالق البرق والرعد، وصلى الله على عبده ونبيه الأغر الممجد، وعلى آله وصحابته وصحبه الأسعد، وعلى كل من اقتفى أثره واستن بسنته ولإسلامه جدد، أما بعد:

قال الله تبارك وتعالى :
" وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ " ( الروم : 24 ).

وقال تعالى :
" ويُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ " ( الرعد : 13 ).

وقال تعالى :
" هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ " ( الرعد : 12 ).

قال الإمام المفسر الكبير النحرير ابن كثير في تفسيره لأية سورة الرعد رقم ( 12 ) من تفسيره المبارك :
[ يخبر تعالى أنه هو الذي يسخِّر البرق, وهو ما يُرى من النور اللامع ساطعاًً من خلال السحاب.
وروى ابن جرير أن ابن عباس كتب إلى أبي الجلد يسأله عن البرق, فقال : البرق الماء.
وقوله:
( خوفاً وطمعاً ) قال قتادة : خوفاًً للمسافر يخاف أذاه ومشقته , وطمعاًً للمقيم يرجو بركته ومنفعته ويطمع في رزق الله, ( وينشئ السحاب الثقال )
أي ويخلقها منشأة جديدة, وهي لكثرة مائها ثقيلة قريبة إلى الأرض، قال مجاهد : السحاب الثقال الذي فيه الماء, قال :
( ويسبح الرعد بحمده ) كقوله: ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ) ].

الرعد مَلَك من الملائكة :
قال الإمام الترمذي في سننه ( 5 / 294 ) رقم ( 3117 ) : حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا أبو نعيم عن عبد الله بن الوليد - وكان يكون في بني عجل - عن بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال :
أقبلت يهود إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فقالوا : يا أبا القاسم أخبرنا عن الرعد ما هو ؟ قال : ملك من الملائكة ؛
موكل بالسحاب ومعه مخاريق من نار ! يسوق بها السحاب حيث - شاء الله - ، فقالوا : ما هذا الصوت الذي نسمع ؟
قال : زجره بالسحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أُمر ، قالوا : صدقت .....
قال الترمذي : حديث حسن غريب .
قال الألباني : صحيح .

ما يقال عند سماع الرعد مما لم يصح إلا موقوفا:
قال الإمام البخاري في الأدب المفرد ( 1 / 252 ) رقم ( 722 ) : حدثنا بشر قال موسى بن عبد الله قال حدثني الحكم قال حدثني عكرمة : أن ابن عباس كان إذا سمع الرعد قال : سبحان الذي سبحت له ، قال : إن الرعد ملك ينعق بالغيث كما ينعق الراعي بغنمه .
قال الإمام الألباني : حديث حسن .

قال الإمام البخاري في الأدب المفرد ( 1 / 252 ) برقم ( 723 ) ، :
حدثنا إسماعيل قال حدثنا مالك بن أنس عن عامر بن عبد الله عن الزبير عن عبد الله بن الزبير : أنه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث ! وقال : سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ، ثم يقول :
إن هذا لوعيد شديد لأهل الأرض .
قال الإمام الألباني : حديث صحيح ، وصحح إسناده موقوفا أيضا في صحيح الكلم الطيب لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - ، صحيفة
( 136 ) ، برقم ( 157 ) بغير الزيادة الأخيرة الواردة وهي
( ثم يقول : إن هذا لوعيد شديد لأهل الأرض ، وأورده الإمام مالك في موطأه برقم
( 2 / 922 ).

ما اشتهر مما لا يصح في هذا الباب :
1 - عن ابن عباس رضي الله عنه: إذا سمعتم الرعد فاذكروا الله فإنه لا يصيب ذاكرا. ضعيف الجامع: رقم ( 551 )، قال الألباني ضعيف جدا .
2 – عن عبيد الله بن أبي جعفر: إذا سمعتم الرعد فسبحوا ولا تكبروا. ضعيف الجامع:
رقم ( 552 )، قال الألباني ضعيف.
3 – عن أبي هريرة رضي الله عنه : قال ربكم : لو أن عبادي أطاعوني لأسقيتهم المطر بالليل ، ولا طلعت عليهم الشمس بالنهار ، ولما أسمعتهم صوت الرعد. ضعيف الجامع :
رقم ( 4062 ) ، قال الألباني ضعيف.
4 – عن ابن عمر رضي الله عنهما : كان إذا سمع صوت الرعد والصواعق قال : اللهم لا تقتلنا بغضبك ، ولا تهلكنا بعذابك ، وعافنا قبل ذلك. ضعيف الجامع : رقم : ( 4421 ) ،
قال الألباني ضعيف.


كتبه
أبو عبد الرحمن بن سعيد القاهري
6 / 10 / 1428 هـ
اخوان الرسول السلفية