عبد الملك بن عطية
06-18-2010, 06:34 AM
رأيت كثيرين بدؤوا حفظَ كتاب الله ، ثم انقطعوا . ورأيتُ طرقا كثيرة للحفظ ، وتبدو نافعة ، لكن قل من سار عليها . فتساءلتُ : ما السبب ؟!
إن حفظ القرآن ليس أمرا سهلا كما يتصوره البعض ، أو يصوره من يحبون لخير للناس ؛ لحثهم عليه . فلو كان الأمر مجرد الحفظ لربما سهُل بإذن الله ، لكن مراجعة القرآن هي المشكلة التي تواجه المبتدئين في الحفظ ، ولمشقتها يرتدون .
يحفظ أحدنا الصفحة من القرآن ، ثم بعد نحو ثلاثة أيام ، يجد نفسه لا يحفظها تقريبا ، فيصاب بإحباط وضيق شديد ، خصاة أن الأمر يتكرر كل مرة ، مع كل محفوظ .
يحتاج المبتدئ في الحفظ أن يعلم أن الحفظ من مراحل : تعلم قراءة المحفوظ وإتقانه ، وحفظه ، وتثبيت حفظه ، ومدوامة مراجعته .
والغالب أن طالب حفظ القرآن لا يأتي إلا بـ ( الحفظ ) . لكن هذه الخطوات الأربعه واجبة لمن أراد الحفظ ، فمن شق عليه ذلك ، فلا عليه بشيء منها !
ولكن ابدأ الحفظ دون أن تُرهق نفسك في تصحيح تلاوتك ، ثم لو حفظت شيئا ، فهو لا يغنيك لأنك تقرؤه خلاف ما هو ، وربما تأثم به ! ولن تصلح به لتؤم مصلين ، ولا لتقرأ على سامعين ، ولا لتعلم آخرين .
فإذا حفظت آيات ، فسارع إلى التالية لها ؛ لتتم حفظ القرآن في أسرع وقت ممكن . فإذا مرت بعض أيام : ارجع إلى تلك الآيات ، ولن تذكر منها شيئا تقريبا !
فإن ضايقك هذا ، لكنك تغلبت على إحساسك بالضجر ، وراجعتها - حفظتها من جديد هو الصواب - ، فقل : ( ها أنا ذا بذلت المجهور مرة أخرى ) ، ثم ترى ضيعته بعد حين إن شاء الله .
أخي في الله ..
إذا أردت صادقا أن تحفظ كتاب الله ، فلن يتم لك الأمر إلا بجدية ، وهمة عالية ، وعلم بما أنت مقبل عليه وما يتطلبه منك .
أولا : يجب أن تتعلم كيف تقرأ كتاب الله ، فلا تحفظ شيئا وأنت تلحن فيه لحنا جليا على الأقل . وهذا التعلم هو الواجب عليك ابتداء قبل الحفظ ، والحفظ نافلة عظيمة النفع ، لكنه ليس فرضا عليك .
ثانيا : فإذا صححت قراءة الآيات المقصودة ، ابدأ في حفظها ، حفظا بقلبك مع حواسك ، تتأمل فيه معاني الآيات ما أمكنك ، وتحس في لحظة وأنت تحفظ أنك في عبادة ، لا يليق بك وأنت فيها أن تتعجل أو أن لا تتقنها .
ثالثا : إذا حفظتَها ، فأنت تقريبا لم تحفظها بعدُ ، لأن هذا الحفظ ضعيف يطير عاجلا ، فعليك بتقويته وتثبيته ، بأن تكرر ما حفظته - صفحة مثلا - في هذا اليوم والذي يليه مئة مرة ! نعم ، مئة مرة إن لم يكن أكثر ، وهذا يسير أن تفعله وأنت تمارس حياتك ، كحين تكون في مواصلة ، أو ترتب غرفتك ، أو تنتظر الصلاة ، وأنت تصلي النافلة أو الفريضة ... الخ .
رابعا : إذا أتممتَ ما سبق ، فلا تنسَ أن ترجع إلى كل ما حفظته من قبل بصفة دورية ، بحسب ما يتيسر لك ترتيبه .
ولك هذه النافعة الرائعة : طريقة حفظ القرآن الكريم (http://islamqa.com/ar/ref/7966/%D8%AD%D9%81%D8%B8%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A 2%D9%86) ، التي كتبها الشيخ " محمد صالح المنجد " جوابا .
والله أعلم .
إن حفظ القرآن ليس أمرا سهلا كما يتصوره البعض ، أو يصوره من يحبون لخير للناس ؛ لحثهم عليه . فلو كان الأمر مجرد الحفظ لربما سهُل بإذن الله ، لكن مراجعة القرآن هي المشكلة التي تواجه المبتدئين في الحفظ ، ولمشقتها يرتدون .
يحفظ أحدنا الصفحة من القرآن ، ثم بعد نحو ثلاثة أيام ، يجد نفسه لا يحفظها تقريبا ، فيصاب بإحباط وضيق شديد ، خصاة أن الأمر يتكرر كل مرة ، مع كل محفوظ .
يحتاج المبتدئ في الحفظ أن يعلم أن الحفظ من مراحل : تعلم قراءة المحفوظ وإتقانه ، وحفظه ، وتثبيت حفظه ، ومدوامة مراجعته .
والغالب أن طالب حفظ القرآن لا يأتي إلا بـ ( الحفظ ) . لكن هذه الخطوات الأربعه واجبة لمن أراد الحفظ ، فمن شق عليه ذلك ، فلا عليه بشيء منها !
ولكن ابدأ الحفظ دون أن تُرهق نفسك في تصحيح تلاوتك ، ثم لو حفظت شيئا ، فهو لا يغنيك لأنك تقرؤه خلاف ما هو ، وربما تأثم به ! ولن تصلح به لتؤم مصلين ، ولا لتقرأ على سامعين ، ولا لتعلم آخرين .
فإذا حفظت آيات ، فسارع إلى التالية لها ؛ لتتم حفظ القرآن في أسرع وقت ممكن . فإذا مرت بعض أيام : ارجع إلى تلك الآيات ، ولن تذكر منها شيئا تقريبا !
فإن ضايقك هذا ، لكنك تغلبت على إحساسك بالضجر ، وراجعتها - حفظتها من جديد هو الصواب - ، فقل : ( ها أنا ذا بذلت المجهور مرة أخرى ) ، ثم ترى ضيعته بعد حين إن شاء الله .
أخي في الله ..
إذا أردت صادقا أن تحفظ كتاب الله ، فلن يتم لك الأمر إلا بجدية ، وهمة عالية ، وعلم بما أنت مقبل عليه وما يتطلبه منك .
أولا : يجب أن تتعلم كيف تقرأ كتاب الله ، فلا تحفظ شيئا وأنت تلحن فيه لحنا جليا على الأقل . وهذا التعلم هو الواجب عليك ابتداء قبل الحفظ ، والحفظ نافلة عظيمة النفع ، لكنه ليس فرضا عليك .
ثانيا : فإذا صححت قراءة الآيات المقصودة ، ابدأ في حفظها ، حفظا بقلبك مع حواسك ، تتأمل فيه معاني الآيات ما أمكنك ، وتحس في لحظة وأنت تحفظ أنك في عبادة ، لا يليق بك وأنت فيها أن تتعجل أو أن لا تتقنها .
ثالثا : إذا حفظتَها ، فأنت تقريبا لم تحفظها بعدُ ، لأن هذا الحفظ ضعيف يطير عاجلا ، فعليك بتقويته وتثبيته ، بأن تكرر ما حفظته - صفحة مثلا - في هذا اليوم والذي يليه مئة مرة ! نعم ، مئة مرة إن لم يكن أكثر ، وهذا يسير أن تفعله وأنت تمارس حياتك ، كحين تكون في مواصلة ، أو ترتب غرفتك ، أو تنتظر الصلاة ، وأنت تصلي النافلة أو الفريضة ... الخ .
رابعا : إذا أتممتَ ما سبق ، فلا تنسَ أن ترجع إلى كل ما حفظته من قبل بصفة دورية ، بحسب ما يتيسر لك ترتيبه .
ولك هذه النافعة الرائعة : طريقة حفظ القرآن الكريم (http://islamqa.com/ar/ref/7966/%D8%AD%D9%81%D8%B8%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A 2%D9%86) ، التي كتبها الشيخ " محمد صالح المنجد " جوابا .
والله أعلم .