المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خلاف عقول .. لا خلاف قلوب ! :: دعوة لإخواننا المسلمين ::


ابوعمار
11-05-2007, 03:41 AM
خلاف عقول .. لا خلاف قلوب !


ـ سحر المصري


الحمد لله الذي خلق فهدى .. وأرسل نبيّه ليُظهِر الدين الحق .. ففتح به قلوباً غلفاً وأنار عيوناً عميا .. فأبصرَت وكان حداؤها عجلتُ إليك ربي لترضى ..

إن ممّا يثلج الصدر حقاً هذه الصحوة الإسلامية المباركة .. التي اجتاحت البلاد .. فاهتَزَت ورَبَت وأنبتت شباباً موحِّدا .. على الحق ظاهرين .. لا يخافون من عاداهم وإذا قيل لهم إن الناس قد جمعوا لكم قالوا حسبنا الله ونِعم الوكيل عليه توكّلنا وإليه أنَبنا وهو وليّ الصالحين ..

ولكن هذه الفرحة قد شاكها ألم .. فلئن أجَلتَ بصرك بين هذا الحشد المؤمن وجدتَ ما يطعن كبدك مما هو حاصل في ساحة الدعوة .. تفرِقة وشقاق .. لِم ؟ لأنهم لم يستطيعوا أن يستوعبوا أن الاختلاف سُنَّة الكون فجعلوه منبعاً للخلاف! فتراهم يختلفون .. ثم لا يزالون كذلك حتى تتفرّق القلوب وتصبح الحياة مسرحاً للتشرذم والصراعات!

"ولَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً ولا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ " ..

إعجاز الله جلّ وعلا يتجلّى في خلقه .. ألواناً وأشكالاً وألسنة وطباعاً ولغاتٍ مختلفة .. تعدّدت اللهجات .. واختلفت الشخصيات والأذواق حتى في البيت الواحد .. فكلٌّ يفكّر انطلاقاً من خلفيته الشخصية والنفسية والاجتماعية والثقافية .. وهذا بالطبع يسبّب اختلافاً في الحكم على الأشياء ..

سنّة الكون أن لا نكون نسخاً مكرّرة .. وإلا فكيف تحلو الحياة وتستمر .. وكيف نبدع ونطوِّر ونرقى إن كنا كلنا على نفس المستوى الفكري والثقافي ؟!

لطالما تفكّرتُ أن هذا التنوّع في التفكير والتعبير والتصرّف هو اختلاف طبيعي .. وكلما كثُرَت الآراء وتلاقحت الأفكار كان الانتاج ثرياً وخصباً .. ولا أدري لِم يريدون لهذا الاختلاف أن يكون نواة بركان تطال حممه من يقربه فتنبثق عنه حمماً تلسع .. ونيراناً تلفح !
يكفي أن ينظر البعض اليك ليعرف من خلال لباسك حيناً ومنطقك حيناً آخر الى من تنتمي .. فتبدأ النظرات المستخِفّة .. وقد يكفّرون .. ويبدِّعون .. ويُفَسِّقون .. لأنهم هم أتباع الحق – بنظرهم – ومن سواهم دون ذلك!

تمهّل يا أخي .. ليس هكذا تورِد الإبل .. فلئن اتّبعت إماماً فارحم من اتّبع غيره .. ولئن اقتنعت بمنهج جماعة .. فلا تُنكِر على غيرك اقتناعه بمنهج مختلف .. طالما أن القواعد الأساسية للدين قد تواجدت فيك وفيمن تختلف معه في الرؤى! وليتّسِع صدرك لمن خالفك المنهج والمذهب والجماعة! ورحم الله الإمام الشافعي- رضي الله عنه- حيث قال: "رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب"، وقال أيضًا "والله لوددت أن يظهر الله الحق ولو على لسان خصم".

واسمع معي إلى ما قال يونس الصدفي : ما رأيتُ أعقلَ من الشافعي، ناظرتُه يوماً في مسألة، ثم افترقنا ولقيني، فأخذ بيدي، ثم قال: "يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في المسألة؟!" سبحان الله .. هذه أخلاق الرجال! لئن اختلفوا في مسألة فهم لا يزالون اخواناً في الله .. تربطهم أسمى رابطة قدسيّة يمكن أن تربط شخصين على وجه البسيطة .. تلك الأخوّة التي تجمع المسلمين على منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء عليها..

ولنقرأ معًا هذا الحديث النبوي المتفق عليه: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانًا. المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يكذبه، ولا يحقره، التقوى ها هنا - ويشير إلى صدره ثلاث مرات - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه".

أين نحن من حديث قائدنا وقدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم؟ هل حدّد أن يكون أخاك من الجماعة نفسها؟ أو على المذهب نفسه؟ لقد أطلق القول ولم يقيِّد صلوات ربي وسلامه عليه إذ قال " أخاه المسلم " يعني يكفي أن يكون من تتعامل معه مسلما ليكون أخوك! ولتقتضي عليك هذه الأخوّة واجبات وحقوق .. فأفِق يا أخي من غفلتك واستهدِ بهدي من ترجو أن يبلّغك ربك جل وعلا شفاعته يوم القيامة .. ووالله إن هذه الدنيا بما فيها لا تساوي عند الله جناح بعوضة .. أفلا يكون أولى لنا أن لا نبدِّل الذي هو أدنى بالذي هو خير فنبيع أُخرانا بدنيانا؟!!

وما زلنا نتكلّم عمّن بغض الآخر لاختلاف مذهبه أو جماعته؟ فكيف بنا اذا رأينا في نفس الجماعة من يتخاصم ويتدابر لاختلاف في وجهات نظر أو ابداء رأي؟! أليس هذا ما يذيب القلب من كمد ؟! ومن المؤسف حقاً أن يتحوّل هذا الاختلاف في الرأي الى عناد وانتصار ذاتي فيتولّد العداء لمن كان له باعاً معه في الدعوة ذاتها وقد تلقّوا من مشرب واحد!
اختلاف .. وتباغض .. وتقاطع .. وتخاصم وربما تحارب ! منبت كل هذا من اختلاف في وجهات النظر .. وصراع لمصالح شخصية واثبات وجود !! وأي ريحٍ ستبقى للإسلام بعدها؟!

ألم يقل الله جلّ وعلا :
" وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا "

ألم ينبّهنا حين قال جلّ من قائل " وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ" ألم ينهنا نبيّنا صلى الله عليه وسلّم عن التفرقة حيث قال "لا تختلفوا فتختلف قلوبكم" ! وماذا يبقى بعد أن تختلف هذه القلوب؟!! وأي اسلام ننصر وأي عدوّ نواجه إن كنا لا نستطيع كبح جماح أنفسنا عن هواها؟!

ولا بد قبل الأفول من أن نتطرّق قليلاً إلى آداب الخلاف .. لعلّ النفوس ترتقي وتتفتّح آفاق ويتطوّر العمل وتتآلف القلوب والأرواح .. فنُحيل الاختلاف حافزاً للإستمرار ولشحذ الهِمم ..

• النقطة الأولى هي إحسان الظن .. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "ولو كان كلما اختلف مسلمان في شيء تهاجرا لم يبق بين المسلمين عصمة ولا أخوّة" ..
• التواضع مع المخالِف .. والحوار بطرق راقية وأدبٍ جمّ وذوق .. ومحاولة عرض وجهة النظر بأسلوب يرضاه الله تعالى .. يقول الله جل وعلا "وَلاَ تُجَادِلُواْ أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ" فكيف بالمسلمين؟!!
• الاعتراف بالخطأ إن رأينا الصواب فيما يقول أخونا .. وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو خليفة المسلمين أقرّ بخطئه ولم يستحِ فإن الله جل وعلا لا يستحي من الحق ! فقال عمر "أصابت امرأةٌ وأخطأَ عمر " ..
• التودّد مع من اختلفنا معه حتى لو بقي كلّ منا على موقفه .. وهذا علي رضي الله عنه يقول لعمر بن طلحة بن عبيد الله، وكان بينه وبين طلحة خلاف يوم الجمل: "إني لأرجو أن يجعلني الله وإياك في الذين قال الله عز وجل فيهم: {وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مّنْ غِلّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ} ..
• الحرص على أن لا يلفظ من قول قد يؤدّي الى التباغض والتجريح حين الحوار ومحاولة البُعد عن الألفاظ التي تسبِّب الفرقة .. ويجب أن يفكر دائماً أن شدّته ستزيد من شدّة الخلاف والتباغض .. وأن الكلمة الثقيلة لا تؤدي إلا إلى جرح مشاعر الآخر حتى لا تكاد الجراح تلتئم مهما حاول بعدها أن يداويها .. قال الله عز وجل لنبيّه صلى الله عليه وسلم : " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ " وقال سبحانه لموسى وهارون لما بعثهما إلى فرعون : " فَقُولا لَهُ قَوْلا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى " قولاً ليّنا للكافر علّه يتذكّر فكيف بالمسلم يرحمنا الله؟! ولله در الشاعر حيث قال "إن القلوب إذا تنافر ودّها مثل الزجاجة كسرها لا يُجبَرُ!"
• مراعاة الموضوعية .. فلا نرفض الحق لأنه جاء على لسان فلانٍ أو علاّن .. يقول الإمام علي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه:
"لا تعرف الحق بالرجال، اعرف الحق تعرف أهله" .. وقال بعض الصحابة: "اقبل الحق ممن قاله وإن كان بغيضًا، ورُدّ الباطل على من قاله وإن كان حبيبًا".
• محاولة التركيز على نقاط الالتقاء أكثر من مواضع الاختلاف .. والتودّد مع المخالِف وخاصة إن كان من المسلمين الذين وصفنا الرحمن جل وعلا بأننا واياهم إخوة .. يقول الشاعر الإسلامي محمد التهامي "والحب يشفى المعضلات يحلُّها * حلاًّ، به كل النفوس تطيب" .. ويا له من حبّ راقٍ ذلك الذي يجمعنا على غير أنساب بيننا .. وينتهي في ظلٍّ ظليل .. عند مليكٍ مقتدر ..
• ومقولة لو كُتِبَت بماء الذهب لما وفّيناها حقها .. يقول الشيخ محمد رشيد رضا والتي تبنّاها الإمام حسن البَنّا وأرشد إليها: "نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه" .. ومهما تعاظمت الاختلافات .. فإنها لن تعادل في كفّة الميزان ما اتفقنا عليه!

وتبقى كلمة أخيرة أبثّها وأعلم أني قد أطلت ولكنها الجراح نُكِأت .. إن الجمود والتعصّب والتخاصم لا يفضي الا إلى إضعاف شوكة الإسلام .. فلنفكِّر في هذا الجانب قبل الإمعان في الخلاف .. ولنتأكّد أنه إن لم نستطع أن نجتمع على كلمة التوحيد فلن نستطيع أن نؤثِّر في الناس ولن يُقبِلوا على الإسلام .. فالدين المعاملة .. وقد آن الأوان أن ننبذ كل أشكال الفرقة وتتوحّد صفوفنا مهما كانت خلفياتنا وانتماءاتنا لننطلق الى العالم برسالة شرّفنا الله جل وعلا بحملها .. ولننتهِ عن الاختلاف ولنخلع لباس التخاصم لنواجه معاً مكائد الأعداء .. إنّ سحرة فرعون عندما أرادوا أن يواجهوا موسى عليه السلام اتّحدوا .. "فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى" السحرة وهم على الباطل توحّدوا ليواجهوا موسى عليه السلام .. أفلا نتوحّد على الحق ونحن أصحابه لنواجه المكائد التي حيكَت للإسلام ولنبيّه المصطفى عليه الصلاة والسلام ولأبنائه؟! ألم يأن الأوان بعد؟!!!

ريح العود
11-05-2007, 08:19 AM
سبحان الله العظيم ,

نسأل الله العزة لديينا

بارك الله فيك أخي

ابوعمار
11-05-2007, 12:57 PM
http://www.imgplace.com/directory/dir2852/1194174996.gif

أبو مصعب السلفي
11-06-2007, 01:41 PM
سبحان الله
ما أحلى الكلام, ولكنى طوال قراءتى وأنا ينتابنى شعور غريب

وأخيراً أجد هذا الشئ الغريب من بداية هذا الكلام




• ومقولة لو كُتِبَت بماء الذهب لما وفّيناها حقها .. يقول الشيخ محمد رشيد رضا والتي تبنّاها الإمام حسن البَنّا وأرشد إليها: "نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه" .. ومهما تعاظمت الاختلافات .. فإنها لن تعادل في كفّة الميزان ما اتفقنا عليه!


ومن بعد هذه الكليمات وضح البيان

ثم يأتى

وقد آن الأوان أن ننبذ كل أشكال الفرقة وتتوحّد صفوفنا مهما كانت خلفياتنا وانتماءاتنا لننطلق الى العالم برسالة شرّفنا الله جل وعلا بحملها ..

ثم يأتى الرد بعد الصلاة إن شاء الله

اللهم اهدنا إلى صراطك المستقيم
..

أبو مصعب السلفي
11-06-2007, 03:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وصلاةً وسلاماً على عباده الذين اصطفى, لا سيما عبده المصطفى ونبيه المجتبى -صلى الله عليه وسلم-
وبعد...
فقد قال ربنا جل فى علاه " .... فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "
وقد قال رسولنا عليه الصلاة والسلام " من أحدث فى أمرنا ماليس منه فهو رد " وفى رواية مسلم " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد "
فيتبين من هذه الأية وهذا الحديث ملازمة تتبع واقتفاء آثار النبىّ -عليه الصلاة والسلام- فى كل كبير وصغير, وألا نأتى بما لم يأتى به لأن الله تبارك وتعالى تواعد لمن خالفة أنه قد تصيبه فتنة أو يصيبه عذابٌ أليم -أعاذنى الله وأياكم- ولما لا, فأى شئ أخطر من أن يعمل المرء الزمن الطويل متوهماً أنه يخدم الدين ثم يأتى يوم القيامة أنه ليس مقبول منه شئ لأنه خالف هدىّ النبىّ -عليه الصلاة والسلام-..؟! لا شك أنه أمر عظيم لم يكن فالحسبان "...وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ " عياذاً بالله من ذلك, فجعلنى الله وأياكم من أهل الإخلاص لله -تبارك وتعالى- متبعين لسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-, اللهم أمين

ثم نأتى لكلام الأخت الفاضلة سحر -جعلنا الله وأياها من أهل السَحَر-
فقد تعرضت لمشكلة يندى لها الجبين وتتصدع لها القلوب وتتفتت منها الأكباد ألا وهى مشكلة الإنشقاق الذى ينتج عن الخلاف, ولكن هذا الخلاف يحتاج توضيح وبيان ولا يُترك هكذا لفظ عام
فإذا كان هذا الإختلاف فالفروع والأحكام الفقهية فما يصح الإنشقاق الذى يحصل بين المختلفين, وما مقولة ابن تيمية التى قمتى بنقلها عنكِ ببعيد "ولكن نرجوا الإنتباه أن ابن تيمية يقصد الإختلاف فالفروع لا الإختلاف فالعقائد "
أما إذا كان الإختلاف فالعقائد, فلابد وحتماً أن يحدث إنشقاق, إذ أن هذا الحق واحد ومن خالفه فهو باطل " ...فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ " ؟
فأنّا للحق والباطل أن يجتمعون سوياً؟, بل تريدون التألف بينهم!
كيف وقد فرق بينهم الله تبارك وتعالى, إذ أن مئال أهل الحق فالأخرة إلى الجنة -بمنه وكرمه- ومئال أهل الضلال إلى النار -بعدله سبحانه-

فإن كان كلام الأخت فى هذا المقال عن الإنشقاق الناتج من الإختلاف الأول فجزاها الله خيراً, ولكن من خلال ثنايا كلامها يتضح أنها تتكلم عن النوع الثانى من الإختلاف -ألا وهو إختلاف العقائد- وسيتبين هذا فيما سأنقله إن شاء الله تبارك وتعالى

فقد قالت -وفقها الله إلى الخير-
" ومقولة لو كُتِبَت بماء الذهب لما وفّيناها حقها .. يقول الشيخ محمد رشيد رضا والتي تبنّاها الإمام حسن البَنّا وأرشد إليها: "نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه" .. ومهما تعاظمت الاختلافات .. فإنها لن تعادل في كفّة الميزان ما اتفقنا عليه! "

فهنا يتبين أنها تريد النوع الثانى من الإختلاف, إذ أن الأستاذ حسن البنا -رحمه الله وتجاوز عنا وعنهم- كان يضع هذه المقولة المشئومة (واعذرونى على هذا اللفظ, ولكنها هكذا فعلا) أساساً له فى لم الشمل من صوفية على الروافض -قبحهم الله- على كل فرقة تختلف إختلاف فالجذور مع الدين الذى جاء به محمد -عليه الصلاة والسلام- بحجة الوقوف والتصدى للعدو وهذا لا يصح ولا يسلم له فى أى حال من الأحوال وهذا لسبب بسيط جداً ألا وهو :- أن هذا القاعدة مخالفة للقاعدة الربانية التى قالها الله تبارك وتعالى إذ قال -جل فى علاه- " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً "
وها هو التصادم البيِّن بين قاعدتهم المشئومة والقاعدة الربانية, كيف نتفق ونتحد مع من هم مخالفين لنهج الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-, فمثلاً كيف نتحد مع الروافض الذين إذا عرضناهم على ميزان الشريعة فلا نجدهم إلا فى كِفَة المخالفين لما جاء به رب العالمين..؟!
ألم نؤمر بإذا تنازعنا فى شئ أن نرده إلى الله وإلى رسوله..؟! فها هو حال القوم الذى هو أصبح واضح للعالمين, إذا كيف نتفق معهم..؟!
فقاعدتكم هذه مناقضة للقاعدة الربانية, فأيهما تفضلون..؟!
إن شاء الله تكونون مفضلين القاعدة الربانية, لأن ماسواها على خطر عظيم -والعياذ بالله-

ثم قالت -وفقها الله للخير-
"وقد آن الأوان أن ننبذ كل أشكال الفرقة وتتوحّد صفوفنا مهما كانت خلفياتنا وانتماءاتنا لننطلق الى العالم برسالة شرّفنا الله جل وعلا بحملها .. "

فكيف هذا يارحمكِ الله..؟!
كيف نتحد مهما كانت خلفياتنا وانتماءاتنا وقد قال الله -عز وجل- عما قد كان من مواقف الرسول مع المنافقين فقال " فَإِن رَّجَعَكَ اللّهُ إِلَى طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوّاً إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ "
فها هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرد هؤلاء المنافقين, مع أن فى كل غزوات الرسول -عليه الصلاة والسلام- لم يكن عدد الجيش مكافئ أبداً للجيش المقابل!, فلما ردهم النبىّ -عليه الصلاة والسلام-..؟! لأن هناك إختلاف فى الإنتماء, فالمؤمنين المنتمين للمدرسة الربانية هم الصالحون للخروج, أما هؤلاء المنافقين ينتمون إلى المدرسة المضادة للإيمان بالله والإتباع لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-
وقد بين الله تبارك وتعالى أحوال هؤلاء عند الخروج, ماذا سيفعلون..؟! وما هو دورهم..؟!
فقد قال الله تبارك وتعالى فى نفس سورة التوبة " لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ "
سبحان ربى! فإن خروجهم يكون زيادة فالعدد, ولكن الله يُبين أنهم لا يزيدون المسلمين إلا خبالاً ويبغون الفتنة لهم!, سبحان ربى
فهذه هى المقاييس الربانية, فدعوكم من المقاييس العقلية

ثم فرضاً إذا إجتمعنا كما تقولون ومُكِّنا فالأرض فكيف " لننطلق الى العالم برسالة شرّفنا الله جل وعلا بحملها " كما تقولى
سوف يقوم الروافض بالإنطلاق برسالتهم الخبيثة
وسوف ينطلق الصوفية برسالتهم الباطلة
وسوف وسوف وسوف
فهل هذا هو المطلوب...؟!
سبحان ربى!
"إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ ..."
والإسلام هو ماجاء به النبىّ محمد -عليه الصلاة والسلام- ونقله لنا السلف الصالح لا نقول نقلوه على أكتافهم, ولكن نقول نقلوه بدمائهم وأعراضهم -رضى الله عنهم وحشرنى معهم وإن لم أفعل بأفعالهم-
فهذا هو الإسلام الحق, وما دونه مردود على صاحبه

فاتقوا الله وعودوا إلى كتاب ربكم وسنة نبيكم بفهم سلفكم
ودعوكم من الكلام الذى لا يُسمن ولا يُغنى من جوع, بل ليس له أى تأثير إلا تحميل الأوزار على صاحبها لمخالفتها للنصوص الشرعية
فا الله الله فى دينكم ولا تشمتوا فينا الأعداء, فأنتم من انحرفتم فعودوا عوداً حميداً يغفر الله لنا ولكم ويكون النصر بإذن الله

فهذه كانت وقفة على رؤوس أقلام لا إستفاضة فالتوضيح والبيان
وأنا لم أقف على الموضوع كله ولا أقر كل مابه, ولكنى انتقيت الأهم

وكم أتمنى أن يصل ردى هذا لصاحبة المقال
وأن تلتزم بما قالته من الموضوعية فالنقاش والبحث عن الحق وأن قولى صواب يحتمل الخطأ وقول غيرى خطأ يحتمل الصواب مع الوقوف على الحق أينما كان

والله ربى هو المستعان وعليه التكلان
وأسأله سبحانه أن يُظهر لنا الحق حقا ويرزقنا اتباعه, وأن يرنا الباطل باطل ويرزقنا اجتنابه

ولله الحمد والمنة
على القرآن والسنة
وعلى فهم سلف الأمة
..

أبو مصعب السلفي
11-07-2007, 10:23 PM
بعد إذن الأخ الفاضل عمر عاصم
قد قمت بتعديل عنون الموضوع من "خلاف عقول .. لا خلاف قلوب !" إلى "خلاف عقول .. لا خلاف قلوب ! :: دعوة لإخواننا المسلمين ::"
والعلة من هذا لعلنا نتناقش مع أحد منهم نقاشا هائا
فإن لم توافق فقل لى أعيد العنوان كما كان

بارك الله بك ولك
..

أم معاذ
11-08-2007, 06:10 AM
أولا: جزاكم الله خيرا الأخ الفاضل ناقل المقال

وجزاكم الله خيرا الأخ الفاضل ابو مصعب السلفى على الرد البليغ المقنع

فقد أحسست من بداية قرائتى للعنوان أن هذا هو مقصد الكاتبة الوحدة وفقط
طبعا وحدة الكلمة ووحدة الفعل لاوحدة العقيدة
فالكلام يطرق الآذان من كل حدب وصوب ويتكرر من فئات مختلفة وانتمائات أكثر اختلافا
وبنفس الاسلوب هو الاسلوب الناعم الذى يؤثر على القلب سعيا لأمتلاك كل الحواس

ولكن

لابد أن نعلم

أن كلمة التوحيد قبل توحيد الكلمة

اذا أرادوا الاتحاد فأهلا بهم أخوة انا فى الدين
ولكن
بعد التوحيد
التوحيد الخالص الخالى من كل شىء الا الله .... توحيد النبى صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ومن بعدهم السلف الصالح
لاحل الا الاتباع وليكفوا عن الأبتداع

ولعل الصوت يصل صداه الى كل من يريد الحق _لاغير

ابوعمار
11-09-2007, 12:29 AM
http://www.imgplace.com/directory/dir2821/1194080576.gif

أبو مصعب السلفي
11-17-2007, 01:49 AM
للنقل إلى قسم الرد على المخالفين
..

أبو عمر الأزهري
11-17-2007, 02:13 AM
ماشاء الله
لله درك ياأبا مصعب

أحبك فى الله يارجل

أبو مصعب السلفي
11-17-2007, 04:06 AM
أحبك الذى أحببتنى فيه
وسترنى الله وأياك فالدنيا والآخرة
..

أم الزبير محمد الحسين
12-31-2008, 08:47 PM
جزاكم الله خيرا
ونفع الله بكم