المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أيها السني ..احـــــــــذر ولا تغتر بتشابه الأسماء


أم حفصة السلفية
04-29-2010, 10:14 AM
الـحـمـد لله وبـعـد .

قال تعالى :
" وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ "
[ الأنعام : 55 ] .

قال ابن كثير :
" أَيْ وَلِتَظْهَر طَرِيقُ الْمُجْرِمِينَ الْمُخَالِفِينَ لِلرُّسُلِ وَقُرِئَ " وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلَ الْمُجْرِمِينَ "
أَيْ وَلِتَسْتَبِينَ يَا مُحَمَّد أَوْ يَا مُخَاطَب سَبِيلَ الْمُجْرِمِينَ .ا.هـ.

إن من الأمورِ المهمةِ لأهلِ السنةِ أن يحذروا من طرقِ أهلِ البدعِ في التلبيسِ والتدليسِ عليهم .

وفي هذا الموضوع أود أن أبينَ لأهلِ السنةِ طريقةً من طرقِ المبتدعةِ عموماً ،
والرافضةِ خصوصاً في تلبيسهم وتدليسهم على أهلِ السنةِ .

والمتابعُ للمناظرةِ التي حصلت في
" قناة المستقلة "
يجدُ أن المتناظرين من الرافضةِ استخدموا هذا الأسلوبَ .

أما المكيدةُ التي يتبعها الرافضةُ في التدليسِ والتلبيسِ على أهلِ السنةِ هي أنهم يدخلون علينا عن طريقِ السنةِ ويقولون :
قال العالمُ الفلاني كذا ، وقال العالمُ الآخرُ كذا ... " ويضعون أسماءً تشابه أسماءَ علماءٍ معتبرين عند أهلِ السنةِ ،
وهم في الأصلِ رافضةٌ .

قال الألوسي في
" مختصر التحفة الإثنى عشرية " ( ص 32 ) :
" ومن مكايدهم أنهم ينظرون في أسماءِ المعتبرين عند أهلِ السنةِ فمن وجدوهُ
موافقاً لأحدٍ منهم في الاسمِ واللقبِ أسندوا روايةَ حديثِ ذلك الشيعي إليه ،
فمن لا وقوف له من أهلِ السنةِ يعتقدُ أنهُ إمامٌ من أئمتهم
فيعتبرُ بقولهِ ويعتدُ بروايتهِ ... " .ا.هـ.
ثم ذكر أمثلةً لذلك نأتي عليها بشيءٍ من التفصيلِ .

1 - الـسُّـدِّي :
هناك رجلان يقالُ لهم السدي .

الأول : السدي الكبير ،
والثاني : السدي الصغير .

ولنقف على شيءٍ من ترجمةِ كلِ واحدٍ منهما لكي يميز أهلُ السنةِ بينهما ،
وتتضحُ لهم الحقائقُ ، ولا يغتروا بكذبِ الرافضةِ .

قال المزي في " تهذيب الكمال " (3/132)
عند ترجمة السدي الكبير :
إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السُّدِّي ، أبو محمد القرشي الكوفي الأعور ،
مولى زينب بنت قيس بن مخرمة ، وقيل : مولى بني هاشم ، أصله من حجازي ، سكن الكوفة ،
وكان يقعد في سُدةِ باب الجامع بالكوفة فسمي السُّدِّي ، وهو السدي الكبير .ا.هـ.

ومما جاء في ترجمته :
قال عبدان الأهوازي :
كان إذا قعد غطى لحيته صدره . وقال محمد بن أبان الجُعفي ، عن السدي :
أدركت نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم : أبو سعيد الخدري ،
وأبو هريرة ، وابن عمر . كانوا يرون أنه ليس أحدٌ منهم على الحال الذي فارق عليه محمداً صلى الله عليه وسلم ،
إلا عبد الله بن عمر .

أما السدي الصغير قال عند المزي أيضا (26/392) : محمد بن مروان السدي الصغير ،
وهو محمد بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكوفي ،
مولى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب .ا.هـ.

والسدي الصغير من الوضاعين الكذابين عند أهل السنة ، وهو رافضي غال ،
وله ترجمة في كتب الرافضة مثل " الكنى والألقاب "
للقمي (2/311 – 312) فقال في ترجمة السدي الكبير والصغير :
أبو محمد إسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي المفسر المعروفة أقواله في كتاب " التبيان " وغيره ،
كان نظير مجاهد وقتادة والكلبي والشعبي ومقاتل ممن يفسرون القرآن الكريم بآرائهم عده الشيخ
( يعني الطوسي )
في أصحاب السجاد والباقر ،
وعن ابن حجر أنه صدوق متهم رمي بالتشيع من الرابعة ، وعن السيوطي أنه قال في الإتقان : أمثل التفاسير تفسير إسماعيل السدي ،
روى عنه الأئمة مثل الثوري وشعبة انتهى . حكي أنه أدرك أنس بن مالك
ورأى الحسين بن علي ، وقال الترمذي : وثقه سفيان الثوري وشعبة ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم .
توفي في حدود سنة 128 ،
وهو السدي الكبير .

والسدي الصغير حفيده محمد بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي ،
روى عن محمد بن السائب الكلبي كتاب التفسير ذكره الخطيب البغدادي وقال :
قدم بغداد وحدث بها ، وقال انه ضعيف متروك الحديث ،
والسدي بضم السين وتشديد الدال المهملتين منسوب إلى منسوب سدة مسجده الكوفة ،
وهي ما يبقى من الطاق المسدود .ا.هـ.

2 – الطبري :
ومن ذلك محمد بن جرير الطبري رجلان أحدهما سني والآخر رافضي .

أما السني فهو محمد بن جرير بن يزيد بن كثير الآملي الطبري أبو جعفر المؤرخ المفسر الإمام ، ولد في آمل طبرستان ،
واستوطن ببغداد وتوفي بها في 310 هـ ، له عدة مصنفات من أشهرها :
" جامع البيان عن تأويل آي القرآن " ،
وقد أثنى على تفسيره كثير من العلماء منهم الخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " (2/163)
حيث قال :
" لم يصنف أحد مثله " .
وقال الخطيب أيضا (12/163) عن أبي حامد الإسفراييني :
" لو سافر رجل إلى الصين في تحصيل تفسير ابن جرير لم يكن كثيرا " .
وصنف أيضا " تهذيب الآثار " ،
و " تاريخ الرسل والملوك " ، و " اختلاف الفقهاء " ، وقد كان الإمام الطبري صاحب مذهب مستقل كالمذاهب الأربعة المعروفة ،
وله أنصار وأتباع ، ودرس مذهبه في الفقه كثير من العلماء ، ومن أشهرهم أبو الفرج المُعافي بن زكريا النهرواني المعروف بالجريري نسبة إلى مذهب أبي جعفر .

فائدةٌ :
الإمام ابن جرير الطبري لم يتزوج ولم يكن له ولد يكنى به فقد حل ضيفا على الربيع بن سليمان في مصر عندما جاءه
أصحاب الربيع في مكان سكناه وقالوا له : تحتاج قَصْرِيِّة وزير – وعاء يعمل فيه الماء - ، وحمارين ، فقال لهم :
أما القصرية فأنا لا ولد لي وما حللت سراويلي على حرام ولا حلال قط .

أما الطبري الرافضي فقد ترجم له الإمام الذهبي في " الميزان " (3/499) فقال :
" رافضي له تواليف ، منها كتاب " الرواة عن أهل البيت " ،
رماه بالرفض عبد العزيز الكناني .ا.هـ.

وترجم له أيضا في " السير " (14/282) فقال :
" قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ الكتَّانِيّ :
هُوَ مِنَ الرَّوَافض ، صَنّف كتباً كَثِيْرَة فِي ضلاَلتهِم ، لَهُ كِتَاب :
" الرُّوَاة عَنْ أَهْلِ البَيْت " ، وَكِتَاب : " المسترشد فِي الإِمَامَة " .ا.هـ.

وقد خلط بعض علماء التراجم بينه وبين طبري أهل السنة كما ذكر ذلك الحافظ الذهبي في
" الميزان " (3/499)
فقال عند ترجمة طبري أهل السنة :
" أقذع أحمدُ بنُ علي السليماني الحافظَ فقال : " كان يضع للروافض ،
كذا قال السليماني ،
وهذا رجم بالظن الكاذب ، بل ابن جرير من كبار أئمة الإسلام المعتمدين ، وما ندعي عصمته عن الخطأ ،
ولا يحل لنا أن نؤذيه بالباطل والهوى ؛ فإن كلام العلماء بعضهم في بعض ينبغي أن يُتَأنى فيه ، ولا سيما في مثل إمام كبير ، فلعل السليماني أراد الآتي .ا.هـ.

والآتي هو محمد بن جرير بن رستم الرافضي .

وقال الحافظ ابن حجر في " اللسان " (5/115) عن أحد شيوخه ممن اغتر بكلام السليماني فقال : ولو حلفت أن السليماني ما أراد إلا الآتي – يقصد محمد بن جرير بن رستم الرافضي – لبررت ...
وقد اغتر شيخ شيوخنا أبو حيان بكلام السليماني فقال في الكلام على الصراط
في أوائل تفسيره : وقال أبو جعفر الطبري وهو إمام أئمة الإمامية :
الصراط بحرف الصاد من لغة قريش ... إلى آخر المسألة ،
ونبهت عليه لئلا يغتر به ، فقد ترجمه – أي الإمام ابن جرير – أئمة النقل في عصره وبعده ، فلم يصفوه بذلك ،
وإنما ضره الاشتراك في اسمه واسم لقبه ونسبته وكنيته ومعاصرته وكثرة تصانيفه ، والعلم عند الله تعالى ، قاله الخطيب .ا.هـ.

وقد نسبت كتب إلى ابن جرير أهل السنة كتبا صنفها الروافض من ذلك كتاب " بشارة المصطفى " ،
وهو كتاب في منزلة التشيع ، ودرجات الشيعة ، وكرامات الأولياء كما ذكر ذلك سزكين في
" تاريخ التراث العربي " (1/291) ،
والكتاب لأبي جعفر محمد بن علي الطبري ثالث من فقهاء الشيعة ترجم له أغابزرك
الطهراني في
" الذريعة إلى تصانيف الشيعة " (3/117) .

والإمام ابن جرير قد ابتلي بتهمة الرفض لأسباب ذكرها الدكتور محمد أمحزون في كتاب
" تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة من روايات الطبري والمحدثين "
(1/187 – 201)
فليرجع إليه فهو مبحث نفيس جدا .

3 – ابنُ قتيبة :
وابن قتيبة اثنان سني وشيعي ، أما السني فقد ترجم له الحافظ الذهبي في " السير " (13/298) فقال : " العَلاَّمَةُ ، الكَبِيْرُ ،
ذُو الفُنُوْنِ ، أَبُو مُحَمَّدٍ ، عَبْدُ اللهِ بنُ مُسْلِمِ بنِ قُتَيْبَةَ الدِّيْنَوَرِيُّ ...
ذِكْرُ تَصَانِيْفِهِ : " غَرِيْبُ القُرْآنِ " ، " غَرِيْبُ الحَدِيْثِ " ، كِتَابُ " المعَارِفِ " ،
كِتَابُ " مُشْكِلِ القُرْآنِ " ، كِتَابُ " مُشْكِلِ الحَدِيْثِ " ، كِتَابُ " أَدَبِ الكَاتِبِ " ،
كِتَابُ " عُيُوْنِ الأَخْبَارِ " ،
كِتَابُ " طَبَقَاتِ الشُّعَرَاءِ " ، كِتَابُ " إِصْلاَحِ الغَلَطِ " ، كِتَابُ " الفَرَسِ " ،
كِتَابُ " الهَجْو " ، كِتَابُ " المَسَائِلِ " ، كِتَابُ " أَعْلاَمِ النُّبُوَّةِ " ، كِتَابُ " المَيْسِرِ" ، كِتَابُ " الإِبلِ " ، كِتَابُ " الوَحْشِ " ،
كِتَابُ " الرُّؤيَا " ، كِتَابُ " الفِقْهِ " ، كِتَابُ " معَانِي الشِّعْرِ " ، كِتَابُ " جَامِعِ النَّحْوِ " ، كِتَابُ " الصِّيَامِ " ، كِتَابُ " أَدَبِ القَاضِي " ،
كِتَابُ " الرَّدِ عَلَى مَنْ يَقُوْلُ بِخَلْقِ القُرْآنِ " ، كِتَابُ " إِعْرَابِ القُرْآنِ " ،
كِتَابُ " القِرَاءاتِ " ، كِتَابُ " الأَنوَاءِ " ، كِتَابُ " التَّسْوِيَةِ بَيْنَ العَرَبِ وَالعَجَمِ " ،
كِتَابُ " الأَشرِبَةِ " .ا.هـ.

وقال الألوسي في " مختصر التحفة الاثنى عشرية "
( ص 32 ) :
" وعبد الله بن قتيبة رافضي غالٍ وعبد الله بن مسلم بن قتيبة من ثقات أهل السنة ،
وقد صنف كتابا سماه بـ " المعارف " ،
فصنف ذلك الرافضي كتابا ، وسماه بالمعارف أيضا قصداً للإضلال .ا.هـ.

4 – ابنُ بَطة وابنُ بُطة :
وابن بَطة وابن بُطة أحدهما سني والآخر رافضي ، فابن بَطة – بفتح الباء – هو السني ترجم له الذهبي في " السير " (16/529) فقال :
" الإِمَامُ ، القُدْوَةُ ، العَابِدُ ، الفَقِيْهُ ، المُحَدِّثُ ، شَيْخُ العِرَاقِ ،
أَبُو عَبْدِ اللهِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدَانَ العُكْبَرِيُّ الحَنْبَلِيُّ ،
ابْنُ بَطَّةَ ، مُصَنِّفُ كِتَابِ "
الإِبَانةِ الكُبْرَى " فِي ثَلاَثِ مُجَلَّدَاتٍ .ا.هـ.

أما ابن بُطة الرافضي فقد ترجم له القمي في " الكنى والألقاب " (1/227) فقال : عند العامة – يقصد أهل السنة –
أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن حمدان بن بطة العكبري الحنبلي صاحب " الإبانة " الذي مدحه جمع من علمائهم ،
وقدحه خطيب بغداد ،
توفي سنة 387 هـ . وعندنا – يعني الشيعة – أبو جعفر محمد بن جعفر بن بُطة القمي المؤدب الذي ذكره " جش " وقال :
كان كبير المنزلة بـ " قم " ، كثير الأدب والفضل والعلم الخ .
وعن ابن شهر أشوب : الحنبلي بالفتح والشيعي بالضم .ا.هـ.

5 – ابنُ حَجر :
رأينا في مناظرات المستقلة كيف دلس ولبس الرافضة في أسماء العلماء ،
فتجدهم يقولون : " قال ابن حجر " ، ولكن مشايخ أهل السنة وخاصة الشيخ عثمان الخميس – حفظه الله – يرد عليهم بسؤال :
" من ابن حجر ؟ " .
فيقول : " صاحب الصواعق المحرقة " . فيرد الشيخ عثمان :
" صاحب الصواعق المحرقة هو ابن حجر الهيتمي وليس ابن حجر العسقلاني ،
وعند إطلاقك لاسم ابن حجر فإنه يتبادر إلى الأذهان ابن حجر العسقلاني ، وليس ابن حجر الهيتمي .
فلا بد من إيضاح من تقصد بكلامك .

وبعد هذا ؛ نجد أن مكائد الرافضة كثيرة جداً في حق أهل السنة ،
والكذب دين يدينون به ، وهذه أحدها ، وقد عد صاحب " التحفة الاثنى عشرية " جملة من مكائدهم ضد أهل السنة ،
واختصرها الألوسي في " مختصر التحفة الاثنى عشرية " ، فذكر عشرين مكيدة من مكائدهم ، ورُد على كل مكيدة بما يناسبها .

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه .


م ن ق و ل

أبو أنس الأنصاري
05-02-2010, 10:37 PM
جزاكمُ اللهُ خيرًا.

أم حفصة السلفية
05-02-2010, 11:10 PM
جزاكمُ اللهُ خيرًا.

وخيرا جزاكم ونفع بكم