المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكم بناء القباب علي الأضرحة


أم حفصة السلفية
04-22-2010, 06:18 PM
حكم بناء القباب على الأضرحة


عندنا من المشايخ الصوفية من يهتمون بعمل القباب على الأضرحة والناس يعتقدون فيهم الصلاح والبركة، فإن كان هذا الأمر غير مشروع فما هي نصيحتكم لهم وهم قدوة في نظر السواد الأعظم من الناس؟ أفيدونا بارك الله فيكم. اهـ.

الجواب :

النصيحة للعلماء الصوفية ولغيرهم من أهل العلم أن يأخذوا بما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وأن يعلموا الناس ذلك، وأن يحذروا اتباع من قبلهم فيما يخالف ذلك، فليس الدين بتقليد المشايخ ولا غيرهم،


وإنما الدين ما يؤخذ من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما أجمع عليه أهل العلم وعن الصحابة رضي الله عنهم، هكذا يؤخذ الدين لا عن تقليد زيد أو عمرو، ولا عن مشايخ الصوفية ولا غيرهم.


وقد دلت السنة الصحيحة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام على أنه لا يجوز البناء على القبور ولا اتخاذ المساجد عليها، ولا اتخاذ القباب ولا أي بناء، كل ذلك محرم بنص الرسول عليه الصلاة والسلام، ومن ذلك ما ورد في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) قالت رضي الله عنها: يحذر ما صنعوا).

وفي الصحيحين عن أم سلمة وأم حبيبة رضي الله تعالى عنهما أنهما ذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتاها في أرض الحبشة وما فيها من الصور فقال صلى الله عليه وسلم
((أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله))


فأخبر عليه الصلاة والسلام أن الذين يتخذون المساجد على القبور هم شرار الخلق،

وهكذا من يتخذ عليها الصور؛ لأنها دعاية إلى الشرك ووسيلة له؛ لأن العامة إذا رأوا هذا عظموا المدفونين واستغاثوا بهم ودعوهم من دون الله وطلبوهم المدد والعون، وهذا هو الشرك الأكبر


وفي حديث جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه المخرج في صحيح مسلم رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:



((إن الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا، ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك))


هكذا رواه مسلم في الصحيح.

فدل ذلك على فضل الصديق رضي الله عنه وأنه أفضل الصحابة وخيرهم، وأنه لو اتخذ النبي خليلا لاتخذه خليلا رضي الله عنه، ولكن الله جل وعلا منعه من ذلك حتى تتمحض محبته لربه سبحانه وتعالى، وفي الحديث دلالة على تحريم البناء على القبور واتخاذ مساجد عليها وعلى ذم من فعل ذلك من ثلاث جهات: إحداها: ذمه من فعل ذلك،


والثانية: قوله: ((فلا تتخذوا القبور مساجد))،

والثالثة: قوله: ((فإني أنهاكم عن ذلك)) فحذر من البناء على القبور بهذه الجهات الثلاث، فوجب على أمته أن يحذروا ما حذرهم منه، وأن يبتعدوا عما ذم الله به من قبلهم من اليهود والنصارى ومن تشبه بهم من اتخاذ المساجد على القبور والبناء عليها وهذه الأحاديث التي ذكرنا صريحة في ذلك.

والحكمة في ذلك كما قال أهل العلم: الذريعة الموصلة إلى الشرك الأكبر. فعبادة أهل القبور بدعائهم والاستغاثة والنذور والذبائح لهم وطلب المدد والعون منهم كما هو واقع الآن في بلدان كثيرة في السودان ومصر وفي الشام وفي العراق وفي بلدان أخرى - كل ذلك من الشرك الأكبر، يأتي الرجل العامي الجاهل فيقف على صاحب القبر المعروف عندهم فيطلبه المدد والعون كما يقع عند قبر البدوي والحسين وزينب والست نفيسة، وكما يقع في السودان عند قبور كثيرة، وكما يقع في بلدان أخرى، وكما يقع في بعض الحجاج الجهال عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة وعند قبور أهل البقيع وقبور أخرى يقع هذا من الجهال، فهم يحتاجون إلى التعليم والبيان والعناية من أهل العلم حتى يعرفوا دينهم على بصيرة.


فالواجب على أهل العلم جميعا الذين منّ الله عليهم بمعرفة دينهم على بصيرة سواء كانوا من الصوفية أو غيرهم أن يتقوا الله وأن ينصحوا عباد الله، وأن يعلموهم دينهم وأن يحذروهم من البناء على القبور واتخاذ المساجد عليها والقباب أو غير ذلك من أنواع البناء، وأن يحذروهم من الاستغاثة بالموتى ودعائهم،


فالدعاء عبادة يجب صرفها لله وحده، كما قال الله سبحانه: فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا[1]، وقال سبحانه: وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ[2]
يعني من المشركين، وقال عليه الصلاة والسلام:
((الدعاء هو العبادة))،
وقال صلى الله عليه وسلم:
((إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله))


فالميت قد انقطع عمله وعلمه بالناس، وهو في حاجة أن يُدعى له ويستغفر له ويُتَرحم عليه لا أن يدعى من دون الله، يقول النبي عليه السلام:
((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له))،


فكيف يُدعى من دون الله؟
وهكذا الأصنام وهكذا الأشجار والأحجار والقمر والشمس والكواكب كلها لا تدعى من دون الله، ولا يستغاث بها، وهكذا أصحاب القبور وإن كانوا أنبياء أو صالحين، وهكذا الملائكة والجن لا يدعون مع الله،


فالله سبحانه يقول:
وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[3]
فالله لا يأمر باتخاذ الملائكة والنبيين أربابا من دونه؛ لأن ذلك كفر بنص الآية.

وفي حديث جابر عند مسلم في صحيحه يقول رضي الله عنه: (نهى رسول الله عن تجصيص القبور وعن القعود عليها وعن البناء عليها)

وما ذاك إلا لأن تجصيصها والبناء عليها وسيلة إلى الشرك بأهلها والغلو فيهم.

أما القعود عليها فهو امتهان لها، فلا يجوز ذلك، كما لا يجوز البول عليها والتغوط عليها، ونحو ذلك من أنواع الإهانة؛ لأن المسلم محترم حيا وميتا لا يجوز أن يُداس قبره ولا أن تكسر عظامه، ولا أن يقعد على قبره، ولا أن يبال عليه، ولا أن توضع عليه القمائم، كل هذا ممنوع،


فالميت لا يمتهن ولا يعظم بالغلو فيه ودعائه مع الله والطواف بقبره ونحو ذلك من أنواع الغلو، وبذلك يعلم أن الشريعة الإسلامية الكاملة جاءت بالأمر الوسط بشأن الأموات فلا يُغلى فيهم ويعبدون مع الله، ولا يمتهنون بالقعود على قبورهم ونحو ذلك، وهي وسط في كل الأمور والحمد لله؛ لأنها تشريع من حكيم عليم يضع الأمور في مواضعها كما قال عز وجل: إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ[4]


ومن هذا ما جاء في الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم:
((لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها))،
فجمعت الشريعة الكاملة العظيمة بين الأمرين؛ بين تحريم الغلو بدعاء أهل القبور والاستغاثة بهم والصلاة إلى قبورهم وبين النهي عن إيذائهم وامتهانهم والجلوس على قبورهم أو الوطء عليها والاتكاء عليها، كل هذا ممنوع فلا هذا ولا هذه.

وبهذا يعلم المؤمن ويعلم طالب الحق أن الشريعة جاءت بالوسط لا بالشرك ولا بالإيذاء.

فالميت المسلم يدعى له ويستغفر له ويسلم عليه عند زيارته أما أن يدعى من دون الله
أو يطاف بقبره أو يصلى إليه فلا، أما الحي الحاضر فلا بأس بالتعاون معه فيما أباح الله؛ لأن له قدرة على ذلك، فيجوز شرعا التعاون معه بالأسباب الحسية،
وهكذا الإنسان مع إخوانه ومع أقاربه يتعاونون في مزارعهم وفي إصلاح بيوتهم وفي إصلاح سياراتهم ونحو ذلك، يتعاونون بالأسباب الحسية المباحة المقدور عليها فلا بأس بذلك،



وهكذا مع الغائب الحي عن طريق الهاتف أو عن طريق المكاتبة ونحو ذلك، كل هذا تعاون حسي لا بأس به في الأمور المقدورة المباحة. كما أن الإنسان القادر الحي يتصرف بالأسباب الحسية فيعينك بيده ويبني معك أو يعطيك مالا، هدية أو قرضا، فالتعاون مع الأحياء شيء جائز بشروطه المعروفة.


أما الاستغاثة بالأموات أو بالغائبين بغير الأسباب الحسية فشرك أكبر بإجماع أهل العلم ليس فيه نزاع بين الصحابة ومن بعدهم من أهل العلم والإيمان وأهل البصيرة.


والبناء على القبور واتخاذ المساجد عليها والقباب كذلك منكر معلوم عند أهل العلم، جاءت الشريعة بالنهي عنه لكونه وسيلة إلى الشرك،

فالواجب على أهل العلم أن يتقوا الله أينما كانوا وأن ينصحوا عباد الله، وأن يعلموهم شريعة الله، وأن لا يجاملوا زيدا ولا عمرا، فالحق أحق أن يتبع بل عليهم أن يعلموا الأمير والصغير والكبير، ويحذر الجميع مما حرم الله عليهم،
ويرشدوهم إلى ما شرع الله لهم، وهذا هو الواجب على أهل العلم أينما كانوا من طريق الكلام الشفهي ومن طريق الكتابة ومن طريق التأليف أو من طريق الخطابة في الجمعة وغيرها، أو من طريق الهاتف أو من أي الطرق التي وجدت الآن والتي تمكّن على تبليغ دعوة الله ونصح عباده. والله ولي التوفيق.


-----------------------------------------

[1] سورة الجن من الآية 18.

[2] سورة يونس الآية 106.

[3] سورة آل عمران الآية 80.

[4] سورة الأنعام من الآية 83.

مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الخامس.



حكم بناء القباب على القبور والتبرك بها




يقول السائل: عندنا مقبرة كبيرة بها ثلاثة أضرحة مبني عليها قباب كبيرة يقال: إنها بنيت منذ مائتي عام، ومما يؤسف له أن هناك امرأة عجوزاً تذهب لهذه الأضرحة بحجة أنهم أولياء وتقوم بتنظيفها ويذهب الناس إلى هذه الأضرحة فيذبحون لها وينذرون لها، وهناك آخرون يقولون: يلزم هدم هذه القباب، وآخرون يقولون: لا يجوز لنا هدمها لأنها قباب قديمة، وبنيت منذ فترة فلا نعرف وضعها، وسؤالي: ما حكم مثل هذه الأعمال من خدمة المرأة لهذه الأضرحة والذبح عندها ووضع الأموال؟ ثم أين تذهب هذه الأموال، وأين تذهب الذبائح؟



الجواب :



البناء على القبور أمر منكر لا يجوز اتخاذ قباب عليها، ولا اتخاذ المساجد عليها، بل نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن البناء عليها، بل لعن من فعل ذلك،






قال عليه الصلاة والسلام:
((لعن الله اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد))،

وقال جابر رضي الله عنه: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تجصيص القبور والقعود عليها والبناء عليها)
أخرجه مسلم في صحيحه، وهكذا رواه النسائي، والترمذي وغيرهما،




وفيه النهي عن الكتابة على القبور أيضاً.




والحاصل: أن البناء على القبور أمرٌ منكر نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم واتخاذ المساجد عليها كذلك؛ لأنه وسيلة إلى الغلو فيها، وعبادتها من دون الله بالدعاء، أو بالطواف، أو الاستغاثة بها، أو الذبح لها، كل هذا يقع من بعض الجهلة، وهذا من الشرك الأكبر.




ومما تقدم يعلم أن طلب الحوائج من الموتى أو من الأصنام أو من الأشجار والأحجار أو من الكواكب، كله شرك بالله عز وجل، وهكذا الطواف على القبور منكر،




والطواف يكون بالكعبة، لا يطاف بالقبور فهذا منكر عظيم، بل شرك أكبر، إذا قصد به التقرب إلى صاحب القبر، وهو شرك أكبر، وإذا ظن أنه قربة لله وأنه يتقرب إلى الله بهذا فهذه بدعة؛ الطواف من خصائص البيت العتيق: الكعبة، القبور لا يطاف بها أبداً هذا منكر وبدعة، وإذا كان فعله تقرباً لصاحب القبر صار شركاً أكبر، وهكذا دعاء الميت، والاستغاثة بالميت، والنذر له والذبح له، كله من الشرك الأكبر.




فالواجب على المسلمين الحذر من ذلك، وعلى أعيان المسلمين منع هؤلاء من هذا العمل، وعلى الحكام والأمراء أن يمنعوا الجهلة من هذا الشرك




وهذا هو الواجب على حكام المسلمين؛ لأن الله جل وعلا أقامهم لمنع الأمة مما يضرها ولإلزامها بما أوجب الله عز وجل عليها، وللنظر في مصالحها هذا واجب الحكام.




الحكام من الأمراء والملوك والسلاطين إنما شرعت ولايتهم؛ ليقيموا أمر الله في أرض الله، فعليهم أن ينفذوا أحكام الله،




فعلى الأمير في القرية وعلى الحاكم في أي مكان وعلى السلطان ورئيس الجمهورية وعلى كل من له قدرة أن يساهم في هذا الخير، وذلك بإزالة هذه الأبنية والقباب والمساجد التي بنيت على القبور، وأن تبقى القبور مكشوفة مثل القبور في البقيع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهدنا الآن في المدينة، القبور مكشوفة ليس عليها بناء لا مسجد ولا حجرة ولا قبة ولا غير ذلك؛




لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن البناء على القبور واتخاذ مساجد عليها وتجصيصها؛ لأن هذا وسيلة إلى أن يغلى فيها، وإلى أن تعبد مع الله.




وهكذا لا يهدى إليها نقود ولا ذبائح ولا ملابس ولا يوضع لها سدنة، وهذه العجوز التي تأتي القبر تمنع، لا تأتي إلى هذه المقابر ولا تقوم بتنظيفها؛ لأنها دعاية للشرك،




ولكن تنصح ويبين لها حكم الله في ذلك حتى تعرف التوحيد وتتوب إلى الله من الشرك.
ولكن تسور القبور فإذا سورت أطراف المقبرة كلها بسور حتى لا تمتهن وحتى لا تتخذ طرقاً للدواب فلا بأس، أما البناء على القبر لتعظيمه أو إظهار شرفه وفضله فهذا كله منكر. لا يجوز البناء على القبور أبداً، ويمنع وجود السدنة عند القبور؛ لأخذ أموال الناس أو تضليل الناس ودعوتهم إلى الشرك، كل هذا يجب منعه، وهذا واجب الحكام، وواجب الأعيان، وواجب أمراء البلاد أن يسعوا في هذا الخير، وأن ينصحوا للعامة والجهال ويعلموهم، كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا زار القبور يقول:





((السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين))



، ويعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: ((السلام عليكم دار قومٍ مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، أتاكم ما توعدون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد)).




عندنا مقبرة كبيرة بها ثلاثة أضرحة مبني عليها قباب كبيرة يقال أنها بنيت منذُ مائتي عام، ومما يؤسف له أن هناك امرأةً عجوزاً تذهب لهذه الأضرحة بحجة أنهم أولياء، وتقوم بتنظيفها،

ويذهب الناس إلى هذه الأضرحة، فيذبحون لها وينذرون لها، وهناك فريق يقول:
إنه يلزم هدم هذه القباب، وفريق آخر يقول: لا يجوز لنا هدمها؛ لأنها قباب قديمة وبنيت منذُ فترة فلا نعرف وضعها، سؤالي:
ما حكم مثل هذه الأعمال:
خدمة المرأة لهذه الأضرحة، الذبح والنذر عندها، وضع الأموال؟!!
ثم أين تذهب هذه الأموال، وأين تذهب هذه الذبائح؟!! وفقكم الله.

الجواب

البناء على القبور أمر منكر، لا يجوز اتخاذ القباب عليها ولا اتخاذ المساجد عليها، بل نهى الرسول عن هذا عليه الصلاة والسلام،


بل لعن من فعل ذلك، قال عليه الصلاة والسلام: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)

وقال جابر - رضي الله عنه-:
(نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن تجصيص القبور والقعود عليها والبناء عليها)


خرجه مسلم في صحيحه، وهكذا روى النسائي والترمذي وغيرهما النهي عن الكتابة على القبور أيضاً.


فالحاصل أن البناء على القبور أمر منكر نهى عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم-، واتخاذ المساجد عليها كذلك؛ لأنه وسيلة إلى الغلو فيها وعبادتها من دون الله في الدعاء أو الطواف أو الاستغاثة بها أو الذبح لها كل هذا يقع من بعض الجهلة، وهذا من الشرك الأكبر، الطواف على القبور تقرباً إلى الموتى بذلك أو دعاء الميت أو الاستغاثة بالميت أو طلبه شفاء المريض أو قضاء الحاجة أو رد الغائب أو ما أشبه ذلك هذا من الشرك الأكبر؛ هذه لا تطلب من الأصنام ولا من الموتى ولا من الشجر والحجر ولا من الكواكب، بل تطلب من الله عز وجل هو الذي يشفي المرضى و......


ويقضي الحاجات ويكشف الكربات سبحانه وتعالى، أما طلب هذا من الموتى أو من الأصنام أو من الأشجار والأحجار أو من الكواكب فهذا كله شرك بالله عز وجل، وهكذا الطواف على القبور منكر الطواف يكون بالكعبة لا يطاف بالقبور، فهذا منكر عظيم بل شرك أكبر إذا قصد به التقرب إلى صاحب القبر فهو شرك أكبر،


وإذا ظن أنه قربة لله وأنه يتقرب لله بهذا هذه بدعة منكرة ووسيلة إلى الشرك، فلا يطوف لا لله عند قبر ولا للميت لا يطوف عند القبر أبداً الطواف من خصائص البيت العتيق الكعبة والقبور لا يطاف بها أبداً بل هذا منكر وبدعة، وإذا كان فعله لصاحب القبر صار شركاً أكبر، وهكذا دعاء الميت والاستغاثة بالميت والنذر له والذبح له كله من الشرك الأكبر.


فالواجب على المسلمين الحذر من ذلك، وعلى أعيان المسلمين منع هؤلاء من هذا العمل، وعلى الحكام والأمراء أن يمنعوا الجهلة من هذا الشيء، هكذا الواجب على حكام المسلمين؛ لأن الله جل وعلا أقامهم لمنع الأمة مما يضرها ولإلزامها بما أوجب الله عليها، وللنظر في مصالحها هذا هو واجب الحكام، الحكام من الأمراء والملوك والسلاطين إنما شرعت ولايتهم ليقيموا أمر الله في أرض الله، لينفذوا أحكام الله، فعلى الأمير في القرية وعلى الحاكم في أي مكان وعلى السلطان ورئيس الجمهورية وعلى كل من له قدرة أن يساهم في هذا الخير، وذلك بإزالة هذا الأبنية والقباب والمساجد التي بنيت على القبور، وأن تبقى القبور مكشوفة مثل القبور في البقيع في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي عهدنا الآن في المدينة وتكشف، ولا يكون عليها بناء لا مسجد ولا حجرة ....



ولا قبة ولا غير ذلك؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - نهى عن البناء على القبور واتخاذ المساجد عليها وتجصيصها؛


لأن هذا وسيلة إلى أن يغلى فيها إلى أن تعبد مع الله. وهكذا لا يهدى إليها نقود ولا ذبائح ولا ملابس ولا للسدنة عندها.


وهذه العجوز التي عند القبر تمنع لا تأتي هذه المقابر ولا تقوم بتنظيفها؛ لأن هذا دعاية إلى الشرك ولكن تصان القبور إذا سورت أطراف المقبرة كلها بسور حتى لا تمتهن حتى لا تتخذ طرقاً أو للدواب لا بأس، أما البناء على القبر لتعظيمه أو لإظهار شرفه وفضله هذا كله منكر،


لا يجوز البناء على القبور أبداً ويمنع وضع السدنة عند القبور لأخذ أموال الناس أو تغرير الناس ودعوتهم إلى الشرك كل هذا يجب منعه. وهذا واجب الحكام وواجب الأعيان وواجب أمراء البلاد أن يسعوا في هذا الخير وأن ينصحوا للعامة ويعلموهم.


كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا زار القبور يقول -كان يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا-:


(السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين)


وكان يقول لهم إذا زار البقيع عليه الصلاة والسلام بنفسه: (السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، أتاكم ما توعدون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد)


هكذا يدعو لهم، هذا السنة، يدعى للمقبورين بالرحمة والمغفرة يسلم عليهم ويدعو لهم ثم ينصرف، لا يدعوهم مع الله لا يستغيث بهم لا يتمسح بقبورهم لا يقبلها بل يدعو وينصرف، يدعو لهم بالمغفرة والرحمة ثم ينصرف لأن زيارة القبور فيها ذكرى للآخرة ذكرى للموت، أما أن يجلس عند القبور يقرأ أو يدعو أو يتمسح بالقبر أو يقبله هذا لا يجوز، أو يدعوه من دون الله أو يستغيث به أو ينذر له كل هذا من أعمال الجاهلية، من أعمال المشركين الأولين،


فيجب الحذر منها ويجب تعليم الناس وإرشادهم وتوجيههم إلى الخير وتعليمهم ما ينفعهم حتى لا يقعوا في الشرك وحتى لا يكونوا من جنس الجاهلية الأولى، والله المستعان.


عدم جواز توجيه الطلب إلى الميت



يقول الناس : إن الطلب إلى الميت في القبر جائز بدليل (إذا تحيرتم في الأمور فاستعينوا بأهل القبور) فهل هذا الحديث صحيح أم لا؟




هذا الحديث من الأحاديث المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نبه على ذلك غير واحد من أهل العلم، منهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه، حيث قال رحمه الله في مجموع الفتاوى الجزء الأول صفحة 356 بعدما ذكره ما نصه:


(هذا الحديث كذب مفترى على النبي صلى الله عليه وسلم بإجماع العارفين بحديثه لم يروه أحد من العلماء بذلك ولا يوجد في شيء من كتب الحديث المعتمدة)

انتهى كلامه رحمه الله.


وهذا المكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم مضاد لما جاء به الكتاب والسنة من وجوب إخلاص العبادة لله وحده وتحريم الإشراك به،

ولا ريب أن دعاء الأموات والاستغاثة بهم والفزع إليهم في النائبات والكروب من أعظم الشرك بالله عز وجل ، كما أن دعاءهم في الرخاء شرك بالله سبحانه .


وقد كان المشركون الأولون إذا اشتدت بهم الكروب أخلصوا لله العبادة ، وإذا زالت الشدائد أشركوا بالله كما قاله الله عز وجل:


فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ[1] (http://www.binbaz.org.sa/mat/98#_ftn1)


والآيات في هذا المعنى كثيرة، أما المشركون المتأخرون فشركهم دائم في الرخاء والشدة بل يزداد شركهم في الشدة والعياذ بالله وذلك يبين أن كفرهم أعظم وأشد من كفر الأولين من هذه الناحية،


وقد قال الله عز وجل: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ[2] (http://www.binbaz.org.sa/mat/98#_ftn2)،


وقال سبحانه: فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ[3] (http://www.binbaz.org.sa/mat/98#_ftn3)،

وقال عز وجل: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ[4] (http://www.binbaz.org.sa/mat/98#_ftn4)،


وقال سبحانه: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ[5] (http://www.binbaz.org.sa/mat/98#_ftn5)،


وهذه الآية تعم جميع من يعبد من دون الله من الأنبياء والصالحين وغيرهم، وقد أوضح سبحانه أن دعاء المشركين لهم شرك به سبحانه كما بين أن ذلك كفر به سبحانه في قوله تعالى: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ[6] (http://www.binbaz.org.sa/mat/98#_ftn6)،


والآيات الدالة على وجوب إخلاص العبادة لله وحده وتوجيه الدعاء إليه دون كل ما سواه، وعلى تحريم عبادة غيره سبحانه من الأموات والأصنام والأشجار والأحجار ونحو ذلك كثيرة جدا

يعلمها من تدبر كتاب الله وقصد الاهتداء به. والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.

[1] (http://www.binbaz.org.sa/mat/98#_ftnref1)سورة العنكبوت الآية 65.
[2] (http://www.binbaz.org.sa/mat/98#_ftnref2)سورة البينة الآية 5.
[3] (http://www.binbaz.org.sa/mat/98#_ftnref3)سورة غافر الآية 14.
[4] (http://www.binbaz.org.sa/mat/98#_ftnref4)سورة الزمر الآيتان 2-3.
[5] (http://www.binbaz.org.sa/mat/98#_ftnref5)سورة فاطر الآيتان 13-14.
[6] (http://www.binbaz.org.sa/mat/98#_ftnref6)سورة المؤمنون الآية 117.


كم زيارة النساء للقبور وطلب المدد من صاحب القبر


تقوم بعض النساء عندنا بزيارة القبور والمساجد، ومن خلال الزيارة يقمن بجمع الأطفال داخل المسجد أو على القبور، ويفرقن عليهم خبزاً وبعض الأشياء، ويقلن:

لوجه الله، ثم يقمن بدعاء الولي الذي زرنَ لأجله، ويقلن يا ولي عافني واحفظ أولادي! وكثيراً من الدعاء، فما رأيكم يا سماحة الشيخ في هذا العمل؟

هذا العمل خطير يجب الحذر منه، النساء ممنوعات من زيارة القبور



وإنما الإذن للرجال يقول - صلى الله عليه وسلم -:



(زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة)،




ولعن زائرات القبور من النساء لأنهن فتنة وصبرهن قليل، أما إذا كان مع ذلك دعوة الموتى والاستغاثة بالموتى صار شرك أكبر، من الشرك الأكبر



وهكذا الذبح لهم وطلب المدد هذا من الشرك الأكبر من الرجال والنساء جميعاً، فالذي يأتي القبور ليدعوها من دون الله ويطلبها النصر والمدد والعون هذا أتى شركاً عظيماً من الرجال والنساء جميعاً،



وهذا شرك المشركين، هذا شرك عباد القبور كأبي جهل وأصحابه من عباد القبور،



وهكذا توزيع الصدقات إذا كان القصد بهذا التقرب إلى الموتى بذلك، وأنه يتصدق لأجل التقرب بالصدقة لهم، يعتقد أنهم ينفعونه إذا تصدق عند قبورهم، وأنهم بهذه الصدقة التي يتقرب بها إليهم ينفعونه مثل لو صلى لهم، أما إن كانت الصدقة يطلب من الله ثوابها ولكن يظن ويعتقد أنها عند القبور أفضل فهذا بدعة ـــ وعليه أن يتصدق في بيته وفي أي محل وإذا كانت من طريق السر كان أفضل إلا إذا دعت الحاجة إلى الجهر ــ في الأسواق، في البيت، في أي مكان في المسجد لمن سأل لا بأس،




والخلاصة أن زيارة النساء للقبور لا تجوز، وكونهن يذبحن للأموات أو يطلبن منهم المدد أو الغوث أو شفاء المرضى هذا شركٌ أكبر،



سواءٌ وقع من امرأة أو رجل، حتى ولو فعله في بيته ما هو عند القبور، يا سيدي فلان يا عبد القادر يا حسين يا علي يا رسول الله، ولو في بيته، ولو في أي مكان بعيد عن القبور هو شرك أكبر،



ولو أنه في الصحراء ما عنده أحد، إذا قال: يا رسول الله انصرني، أو يا رسول الله اشفي مريضي، أو ما أشبه ذلك فقد عبدهم من دون الله بهذا الدعاء، أو قال يا سيدي الحسين أو يا سيدي الحسن أو يا سيدي علي أو يا سيدي عبد القادر أو أحمد البدوي أو ما أشبه ذلك؛ يطلب منهم المدد والعون والغوث هذا من الشرك الأكبر،



وهكذا إذا تقرب إليهم بالذبائح سواءٌ عند قبره أو بعيداً عن قبره، يذبح من أجل التقرب إليه، يرى أنه إذا ذبح له يمده بأشياء أو يعطيه أشياء أو يحفظ له أشياء، فالذبح لغير الله شركٌ أكبر قال تعالى:



(قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي- يعني ذبحي- وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)



وقال سبحانه: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) فأمر بالصلاة والنحر لله عز وجل،


وقال عليه الصلاة والسلام: (لعن الله من ذبح لغير الله)


فالذبح عبادة عظيمة كالصلاة فإذا ذبح لأصحاب القبور، وتقرب إليهم بذلك يرجوا شفاعتهم ويرجوا أنهم يقربونه من الله زلفى، أو يتصدق يطلب الأجر منهم والثواب منهم، أو حج بقبورهم أو ما أشبه ذلك من المقاصد التي يفعلها يتقرب بها إلى أصحاب القبور؛ يكون بهذا قد عبدهم وجعلهم آلهة يعبدهم مع الله بصلاته لهم أو دعائه لهم أو ذبحه لهم أو نذره لهم أو غير ذلك،


ولا حول ولا قوة الا بالله

أم مُعاذ
04-26-2010, 12:28 AM
جزاكم الله خيراً

أم حفصة السلفية
04-26-2010, 01:20 PM
جزاكم الله خيراً


وخيـــــــــــــــــرا جزاك وبارك فيـــــــــــــك