المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شبهة حول صفة اليدين لله تعالى يجليها الشيخ البراك


عبد الملك بن عطية
11-02-2007, 09:00 AM
سُئل فضيلة الشيخ عبدالرحمن البراك _حفظه الله _ ضمن سؤالات روّاد ملتقى أهل الحديث السؤال التالي:
س: ذكر شيخ الإسلام في الفتاوى أن اليد بمعنى القدرة لا تأتي مثناة في لغة العرب ، ألا يتعارض هذا مع حديث النواس بن سمعان في صحيح مسلم رقم ( 2937 ) في خروج يأجوج ومأجوج " فيوحي إلى عيسى أني قد بعثت عبادا لا يدان لأحد بقتالهم " وقد ذكر ابن الأثير والنووي وغيرهما أن المعنى: لا طاقة لأحد بقتالهم. فجاءت اليد بمعنى القدرة مع كونها مثناة ؟
فأجاب نفع الله بعلومه الإسلام والمسلمين:
" الحمد لله ، نعم ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية ، وتلميذه العلامة ابن القيم في ردهما على من يأول صفة اليدين في قوله تعالى: {ما مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} (سورة ص: 75) بالقدرة ، ذَكَرا أن اليدين لا تأتي في اللغة العربية بمعنى القدرة ، وقد ورد في كلامهما في مواضع التعبير باليدان عن القدرة كما في مطلع القصيدة النونية :
حكم المحبة ثابت الأركان * ما للصدود بفسخ ذاك يدان
أي: ( قدرة) .
ومن ذلك ما جاء في الحديث الذي أورده شيخ الإسلام في الفتاوى (28: 128) " إذا رأيت شحا مطاعا ، وهوى متبعا ، ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأيٍ برأيه ورأيت أمرا لا يدان لك به ، فعليك بنفسك ، ودع عنك أمر العوام .. الحديث ".
وكذلك الحديث الذي أورد السائل ذكره في الفتاوى (1: 44) وهذا قد يشكل مع إنكارهما على من فسر اليدين بالقدرة ؛ لأن ذلك لا أصل له في اللغة العربية .
والجواب: أن لفظ اليد مثناة لها في اللغة العربية استعمالات :
فتارة تستعمل غير مضافة ، وتلزم الألف ، وهذه هي التي بمعنى القدرة ، تقول: لا يدان لي بهذا الأمر ، أي لا قدرة لي عليه .
وتارة تستعمل مضافة إلى ضمير من قامت به ، أو اسمه الظاهر كقولك: بيديّ ، أو بيديه ، أو بيدي محمد ، ويجري فيها إعراب المثنى . وهي في هذا الاستعمال لا تكون بمعنى القدرة ، بل يتعين أن يراد بهما : اليدان اللتان يكون بهما الفعل ، والأخذ ، ومن شأنهما القبض ، والبسط .
وبهذا يظهر ألا تعارض بين أنكارهما على النفاة تأويل اليدين بمعنى القدرة ، لأن ذلك لم يرد في اللغة العربية ، وبين استعمالهما اليدان بمعنى القدرة .
وهناك استعمالان آخران لليدين في اللغة العربية :
أحدهما: أن يعبر بهما عن الفاعل للفعل ، وإن لم يكن باشره بيديه كقولك هذا ما فعلت يداك ، ومنه قوله تعالى :{ ذلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ } (الحج: 10)
ويأتي لفظ اليدين مجموعا إذا أضيف إلى ضمير الجمع كقوله تعالى : { ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ} (آل عمران: 182) ، ومنه قوله تعالى : { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا } (يس: 71)
الثاني: استعماله مضافا إليه بعد ( بين ) ، فيكون بمعنى أمام ، كقولك: جلس بين يديه ، و مشى بين يديه ، ويجري هذا الاستعمال في العاقل ، وغير العاقل كقوله تعالى: { لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا } (كريم: 62) ، وقوله:{ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ } (سبأ: 12) ، وقوله: { بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ } ( الأعراف: 57) ونظائر ذلك كثيرة .
فهذه أربعة وجوه من الاستعمالات:
ثلاثة منها مجاز وهي : الأول ، والثالث ، والرابع .
والثاني: حقيقة .
ويمتنع المجاز في اليدين إذا أسند الفعل لفاعل ، وعدي إلى اليدين بالباء كقولك : عملت بيدي، ومنه قوله تعالى: { مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } ( سورة ص: 75) .
وأما إذا أسند الفعل إلى اليدين كقولك: هذا ما فعلت يداك ، فهو من قبيل المجاز العقلي ؛ لأنه عبر باليدين عن الفعل مطلقا ، وإن لم يكن فعل بيديه .
وبهذا يظهر الفرق بين قوله تعالى : { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا }(يس: 71) ، وقوله تعالى: { مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } (سورة ص: 75) ، فلا تدل الآية الأولى على خلق الأنعام باليدين ، وتدل الآية الثانية على خلقِ اللهِ آدم بيديه ؛ فتثبت له هذه الخصوصية على سائر الناس .
فمن جعل آية "ص" نظيرا لآية "يس" ؛ فقد أخطأ فبين الآيتين فروق :
ففي آية "ص" أضاف الله الفعل إلى نفسه ، وعداه إلى اليدين بالباء ، وذكر اليدين بلفظ التثنية، وأضافهما إلى ضمير المفرد .
وفي آية "يس" أضاف سبحانه الفعل إلى اليدين بلفظ الجمع ، وذكر نفسه بلفظ الجمع الدال على التعظيم .
فيجب التفريق بين المختلفات من الألفاظ ، والمعاني ، والتسوية بين المتماثلات ، والله أعلم ".اهــ
لللفائدة: هذا السؤال وغيره تجدونه على الرابط التالي: www.alukah.net/majles/showthread.php?t=2217 (http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=2217)

أبو مصعب السلفي
11-02-2007, 09:44 AM
ماشاء الله
حفظه الله

جزاك الله خيراً أخى الحبيب
..

ابو عبيد الله
11-02-2007, 02:54 PM
بارك الله فى شيخنا الفاضل


وجزاك الله خيرا اخى الكريم

عبد الملك بن عطية
05-21-2008, 01:37 PM
وجزاكم بمثله وبارك فيكم

هجرة إلى الله السلفية
05-22-2008, 02:09 AM
جزاك الله خيرا واعلي همتك
واستكمالا للموضوع ولأتمام الفائدة
هل يتفضل اي من الأخوة والأخوات بالتعليق علي هل لله يدان
احدهما شمال ام كلتاهما يمين وهل هناك تعارض بين النصوص التي جاء بها ذكر هذا وهذا ؟؟
ملحزظة : شئ جميل ان نشترك جميعا
وكل منا يدلي بدلوه في الموضوع لتعم الفائدة
فيكون مجموعه بحثا قيما متكامل
نحتفظ به جميعا ونعلمه لغيرنا
وجزي الله خيرا الأخ الفاضل عبد الملك
لأبتدائه بالأمر واختياره هذا الموضوع
فهل من مشمر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أبو الفداء الأندلسي
05-22-2008, 04:22 AM
إتماما للفائدة أقدم لكم كلام الشيخ محمد حسن عبد الغفار


إثبات صفة اليد لله تعالى
الصفة الثانية التي ذكرها المصنف: قوله سبحانه وتعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifبَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[المائدة:64] فذكر صفة اليد، واليد من الصفات الفعلية لله جل في علاه. وهي صفة خبرية، وضابطها أن مسماها عندنا أجزاء وأبعاض، وقلنا صفة خبرية؛ لأنها ثبتت بالخبر. وقد ثبتت لله بالكتاب وبالسنة وإجماع أهل السنة، أما بالكتاب فقد قال الله تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifيَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الفتح:10] وقال جل في علاه: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifبَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[المائدة:64] وقال جل في علاه: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifمِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[يس:71] وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يمين الله ملأى سحاء الليل والنهار لا يغيضها نفقة، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض) وقال النبي صلى الله عليه وسلم في رواية أخرى عن اليد كما في السنن بسند صحيح، : (إن الله جل وعلا لما خلق آدم قبض قبضة بيده اليمنى وقبض قبضة بيده الأخرى فقال لآدم: يا آدم! اختر، فقال: اخترت يمين ربي، وكلتا يدي ربي يمين) فاختار أهل الجنة. وأيضاً قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله ينادي يوم القيامة: يا آدم! فيقول: لبيك وسعديك والخير كله بيديك) إثباتاً لليد. وأيضاً في الصحيح في حديث احتجاج آدم وموسى أن موسى يقول له: (أنت آدم خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه، فقال له آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله بكلامه وخط لك التوراة بيده) وهذه كلها أدلة تثبت لله جل في علاه يداً حقيقية لا تشبه يد المخلوق، وإن حصل الاشتراك في الاسم، ولها كيفية نجهلها. وإذا سأل مبتدع عن كيفية يد الله قلنا له: اليد في اللغة معلومة، والكيف مجهول، والإيمان بها واجب، والسؤال عنها بدعة. أما عظمة يد الله فقد قال الله تعالى منكراً على الذين لا يعظمون يده جل في علاه: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الزمر:67] وفي الصحيحين: (دخل حبر من أحبار اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: يا رسول الله! إن الله يحمل الجبال على ذه، والبحار على ذه، والسماوات على ذه، والأشجار على ذه) يشير إلى الأصابع (ثم قبض بيده وهز يده هكذا -ونحن نفعل ذلك كما فعل الرجل- وقال: فيهزهن هكذا ويقول: أنا الملك أين الجبارون؟ أنا الملك أين المتكبرون؟ فضحك النبي صلى الله عليه وسلم) إقراراً له بذلك. فهذه هي عظمة يد الله جل في علاه، فلابد أن نتدبر، وأن نعلم أنه لن يصل أحد إلى الغنى إلا بالله سبحانه، فيد الله سحاء ويمين الله ملأى، خزائن السماوات والأرض في يده، يعطي من يشاء، ويمنع من يشاء، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يمين الله ملأى لا تغيظها نفقة، سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (قال الله: يا عبادي! كلكم ضال إلا من هديته) وقال في ثنايا الحديث: (يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم سألوني فأعطيت كل واحد مسألته..) فهذه يد الله المنفقة، وهذه الآيات والأحاديث ترد على اليهود الذين يقولون: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifيَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[المائدة:64] فانظروا كيف يقول الله جل في علاه: (لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي شيئاً) .

كيف نتعبد لله بصفة اليد
http://audio.islamweb.net/audio/parbotton.gif
فيتعبد المسلم لله بهذه الصفة، ويثبتها له سبحانه وتعالى، ويعلم أن لله بطشاً، وأن بطش الله شديد، وأن الله، http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الحج:65]، ويعلم أن الله جل في علاه عزيز ذو انتقام، فيخشى ربه ويعظمه ويوقره، ويسأل الله أن يعطيه من خيره، فإن عطاء الله حسي ومعنوي، أما العطاء الحسي: فهو المادة التي يملأ الإنسان بها بطنه، وأما العطاء المعنوي: فهو نور القلوب ونور الإيمان الذي قال فيه شيخ الإسلام (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1152&ftp=alam&id=1000008&spid=1152) : إن في الدنيا جنة من دخلها دخل جنة الآخرة ألا وهي جنة الإيمان. قال علماؤنا: ورزق الله رزقان: رزق حسي، وهو المادة، ورزق معنوي، وهو العلم، والفهم، والذكاء، والتعبد، والتذلل لله جل وعلا، والتدبر في أسماء الله وصفاته العلى، وهذا خاص بالقلوب، فكل ذلك رزق من الله جل في علاه، فيمين الله ملأى سحاء الليل والنهار لا يغيضها نفقة. ولله سبحانه وتعالى يدان تليقان بجلاله وعظمته، وقد ذكرها في القرآن إما بلفظ المفرد المضاف إليه سبحانه كما في قوله تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifيَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الفتح:10] والاسم المفرد إذا أضيف فإنه يفيد العموم كما في قوله تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[إبراهيم:34] فلا يوجد تعارض بينها وبين قول الله تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifمِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[يس:71]؛ لأنها قد شملتها وعمتها، وإما بلفظ التثنية كما في قوله تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifمَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[ص:75]، وإما بلفظ الجمع كما في قوله: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifمِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[يس:71] ولا تعارض بين قول الله: (مما عملت أيدينا) وقوله: (لما خلقت بيدي)، ومن قال بوجوده فالرد عليه من وجهين: الوجه الأول: أصولياً، فبعض علماء الأصول يقولون: أقل الجمع اثنان، إذاً: قوله تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifمِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[يس:71] يصح أن تكونا اثنتين؛ لأن أقل الجمع اثنان. وهذا الوجه وإن كان فيه ضعف إلا أن الأقوى منه أن نقول: الوجه الثاني: ثبت لله يدان بقوله تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifمَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[ص:75] وأما (مما عملت أيدينا) فتؤول على التعظيم. فمما عملت أيدينا هنا للتعظيم، فلا منافاة بينها وبين الثنتين، ولا منافاة بينها وبين المفرد. ويعضد ما ذهبنا إليه قول الله: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifبَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[المائدة:64].




http://audio.islamweb.net/audio/parbotton.gif
وأما أهل البدعة فقالوا: قول الله تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifبَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[المائدة:64] وقول الله تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifيَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الفتح:10] وقول الله تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifمِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[يس:71] اليد هنا بمعنى النعمة، قالوا: وعندنا في ذلك دليل، ففي صلح الحديبية عندما قال عروة (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1152&ftp=alam&id=1000316&spid=1152) لرسول الله: ما أرى حولك إلا أوباشاً -أو أشواباً- من الناس سيفرون عنك عما قريب، فقال أبو بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1152&ftp=alam&id=1000001&spid=1152) : امصص بضر اللات! نحن نفر عن رسول الله؟! فكانت هذه مسبة شديدة عليه، فقال: من هذا؟ فقالوا: أبو بكر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1152&ftp=alam&id=1000001&spid=1152) ، فقال: لولا يد لك عندي لم أكافئك بها لرددت عليك، أي: لولا نعمة أكرمتني بها لم أردها إليك. وقالوا: اليد معناها: القدرة، والدليل على ذلك أنك إذا قلت: ضرب على الأمة بيد من حديد، كان فيه دلالة على القدرة والقوة، فقالوا لنا: في اللغة مساغ، فيد الله فوق أيديهم، أي: قدرة الله فوق أيديهم، فنقول لهم: لقد خالفتم ظاهر القرآن، وظاهر السنة، وإجماع الصحابة، فالله يقول: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifيَدُ اللَّهِ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الفتح:10] وأنتم تقولون: نعمة الله، فأنتم تقدحون في بيان الله، وقد قال: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النحل:89] وهذا تبيان يدل على أن اليد يد حقيقية، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (يمين الله ملأى) وقال: (كلتا يدي ربي يمين) فقد أثبت لله اليد وأنتم تنفونها، ويلزم من ذلك القدح في بلاغ رسول الله، ثم خالفتم الإجماع، ومخالف الإجماع مبتدع. القاعدة الرابعة التي نرد عليهم بها أن نقول: يلزم إذا أولنا أو حرفنا اليد إلى النعمة أو القدرة لوازم باطلة: أولها: أننا سنجزئ قدرة الله، وسنقول: (بيدي) أي: بقدرتي، وهذا لا يقوله عاقل، فإن قدرة الله عامة وشاملة لكل شيء. ثانيها: أنه يلزم من ذلك أن نقول: (يد الله فوق أيديهم) أي: نعمة الله فوق أيديهم، ويلزم من ذلك نقول: (لما خلقت بيدي) أي: لما خلقت بنعمتي وهل هما نعمتان فقط، أم أن نعائم الله لا تعد ولا تحصى؟ فهذه من اللوازم الباطلة. ومن اللوازم الباطلة: أنهم سيجعلون لإبليس على الله حجة، وكأن الأشاعرة يعلمون الشيطان كيف يتشيطن، فقد أمره الله أن يسجد لآدم فاعترض على ربه وقال: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifأَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الأعراف:12] فرد الله عليه بقوله: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifمَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[ص:75]، وكأن الله يقول له: إن فضل آدم عليك أنني باشرت خلقه بيدي وأنت خلقتك بالقدرة وبالنعمة، قال له كن فيكون، فلو كان المراد باليد النعمة والقدرة لقال الشيطان لربه: يا رب! أنت لم تخلق آدم بيدك، ولم تشرفه بمباشرة اليد، وإذا خلقته بنعمتك أو بقدرتك فقد خلقتني بقدرتك، وخلقت الكون كله بقدرتك، فلا فضل لآدم علي.



المخلوقات التي خلقها الله بيده مباشرة
http://audio.islamweb.net/audio/parbotton.gif
وأختم بالكلام على هذه الصفة: إن الله جل وعلا شرف بعض المخلوقات بالمباشرة الصريحة بيده، فقد خلق آدم بيده والدليل قوله: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifلِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[ص:75] وقد غرس الله الفردوس الأعلى بيده -اللهم اجعلنا من أهل كرامتك، واجعلنا من أهل الفردوس الأعلى- والدليل: (أولئك الذين غرست كرامتهم بيدي). الثالثة: خط التوراة بيده، والدليل حديث : (أنت موسى الذي خط الله لك التوراة بيده). الرابعة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وقد كتب الله في الكتاب فهو عنده على العرش: أن رحمتي سبقت غضبي) فقد كتبه الله بيده، وهذا من رحمته جل في علاه، فإن رحمته سبقت غضبه.


منقول

أبو الفداء الأندلسي
05-22-2008, 04:43 AM
الأخوة الكرام هذا كلام نفيس للشيخ الأسير علي الخضير عن صفة اليد و قد تطرق الشيخ للمسألة التي طرحتها الأحت الفاضلة هجرة الله


فصل

قال المصنف{شيخ الإسلام} : " وقوله { ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي } { وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء } " .{انتهى}


فيه مسائل :
المسألة الأولى : هاتان الآيتان في صفة (ج/11- اليدين لله تعالى ) .
واختيار المصنف آيتين في ذكر التثنية أقوى رداً على المعطلة , في إثبات اليدين لله كما سوف نوضح ذلك إن شاء اللَّه .
المسألة الثانية : وصف اليدين , ثابت لله عز وجل , بالكتاب , والسنة , والإجماع بأن له يدين اثنتين .
المسألة الثالثة : من صفات اليدين ، ذكر ابن القيم في مختصر الصواعق 2 / 171: الوجوه التي وردت في صفات اليدين , فقال : فلفظاليد ورد في الكتاب والسنة ، وكلام الصحابة والتابعين في أكثر من مائة موضع , وروداً متنوعاً متصرفاً مقروناً بما يدل على أنها يد حقيقية , من الإمساك والقبض والطي والبسط والمصافحة والحثيات والنضح باليد إلى أن قال : والمسح , وأنه مسح ظهر آدم بيده , وذكر الرفع والخفض , وذكر الهز ، انتهى , بتصرف , فيدل ما سبق على أن هذه الأشياء من أعمال اليد , فإن اللَّه يمسك بها ، ويقبض ... إلخ .
المسألة الرابعة : مذاهب الناس في صفة اليدين لله تعالى :
1 - مذهب أهل السنة والجماعة : إثبات اليدين لله .
2 - مذهب ابن حزم : حيث أثبت أن لله أيدي كثيرة ، فقال في كتابه ( الدرة فيما يجب اعتقاده ) ص 248 قال : إن لله يداً ويدين وأيدي .
3 - مذهب أبي العباس القلانسي الرازي الكلاّبي , وهو معاصر لأبي الحسن الأشعري ، قال : إن اليد صفة واحدة لا صفتان .
4 - مذهب المشبهة : وهم الذين يثبتون لله أيدي كأيدي الناس ، أمثال هشام بن الحكم الرافضي ، وهشام بن سالم الجواليقي ، وداود الجواربي , وكل هؤلاء يسمون الهشامية ، وهم روافض , ومذهبهم : إثبات أن لله جميع أعضاء الإنسان , إلا الفرج واللحية - تعالى اللَّه عن ذلك علواً كبيراً - وقال هشام بن سالم : إن اللَّه على صورة الإنسان , وأن له يدا ورجلا وأذنا وأنفا , وذكر أشياء ، وهذا المذهب ذكره أبو الحسن الأشعري في مقالات الإسلاميين 1 / 290 .
5 - مذهب المجسمة ، وهم المقاتلية أصحاب مقاتل بن سليمان فمذهبهم : أن اللَّه جسم وجثة على صورة الإنسان ، له جوارح وأعضاء , وهو مع هذا لا يشبه غيره ، ذكر ذلك عنهم الأشعري في مقالات الإسلاميين 1/ 282 ، والفرق بين المشبهة والمجسمة فرق واحد , وهو أن المجسمة يثبتون أن لله جسما , وينفون عنه أنه يشبه غيره ، والمشبهة يثبتون أن اللَّه له جسم ويشبهونه بغيره , والمجسمة أحسن حالاً من المشبة وأخف منهم .
6 - مذهب المعطلة من الجهمية والمعتزلة والماتريدية والأشاعرة المحضة , أي متأخري الأشاعرة : فإنهم ينفون اتصاف اللَّه بصفة اليد , ويؤولونها بأحد عشر تفسيراً : القدرة ، والقوة ، والملك ، والنعمة ، والسلطان ، والعطاء ، والرزق ، والخزائن، والبركة ، والكرامة ، والعناية .
7 - مذهب الكلاّبية والكرامية ومتقدمي الأشاعرة : فهؤلاء مثل أهل السنة ، فيثبتون صفة اليدين لله عز وجل , ولا يؤولونها .
المسألة الخامسة : إن للَّه سبحانه وتعالى يدان توصف إحداهما باليمنى , واختلفوا في مسمى الثانية على أقوال , وهذا الخلاف داخل في مذهب أهل السنة والجماعة :
القول الأول : أن الثانية تسمى اليمنى أيضاً ، فكلتا يديه يمين ، واستدلوا بالحديث الصحيح [ كلتا يديه يمين ] رواه مسلم , وهو قول الإمام أحمد ، راجع طبقات الحنابلة لأبي يعلى 1 / 131 ، فإنه قال كما صح الخبر عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه قال [ كلتا يديه يمين ] الإيمان بذلك , انتهى , واختاره ابن خزيمة في كتاب التوحيد ، وانتصر لذلك ونفى أن تسمى شمالا ، وقال في أول كلامه : إن مذهبنا ومذهب أهل الأثر ، وذكر إثبات اليد , وقال : ونقول كلتا يديه يمين , لا شمال فيهما ، وذكره أيضاً ابن بطة في كتابه ( الإبانة ) في كتاب الرد على الجهمية ، ذكر باب كلتا يديه يمين .
القول الثاني : أنها تسمى بالشمال ( أي اليد الثانية ) واستدلوا بحديث رواه مسلم من حديث ابن عمر أنه قال [ ثم يطوي الأرضين بشمال ] رواه مسلم ، وذهب إلى هذا القول الدارمي ، والشيخ محمد بن عبد الوهاب في آخر كتاب التوحيد , وأبي يعلى في كتاب ( إبطال التأويل ) وزاد الدارمي أنها تسمى ( يسار ) أيضاً ، أي شمال أويسار، واستدلوا على ذلك بحديث سلمان في إثبات الشمال ، والحديث [ إن اللَّه خمّر طينة آدم بيده فخرج كل طيب بيمينه وكل خبيث بشماله ] وأما استدلالهم باليسار، فهو حديث أبي الدرداء مرفوعاً [ خلق اللَّه آدم حين خلقه فضرب كتفه الأيمن فأخرج ذرية بيضاء ] إلى أن قال [ وضرب كتفه اليسرى فقال للتي في يمينه إلى الجنة ولا أبالي وقال للتي بيساره إلى النار ولا أبالي ] رواه أحمد وابنه عبد الله في السنة .
القول الثالث : أن اليد الثانية تسمى الأخرى , ولا يطلق عليها يمينا ولا يسارا ولا شمالا ، وإنما يقال اليد الأخرى ، ودليلهم في ذلك ما رواه أبو داود في أول كتاب السنة , باب الرد على الجهمية من حديث ابن عمر [ ثم يطوي الأرضين بيده الأخرى ] .
والراجح في المسألة : القول الأول ، وهي أن تسمى الثانية : يمين ، أما الرد على أدلة المخالفين ، فحديث ابن عمر في مسلم في ذكر الشمال فوصف الشمال شاذ ، تفرد بها عمر بن حمزة وضعّفها البيهقي في الأسماء والصفات ص324 , ورواه نافع وعبد اللَّه بن مقسم , رويا حديث ابن عمر عند البخاري ومسلم , ولم يذكرا الشمال ، وأما حديث سلمان أنه أخرج كل خبيث بشماله ، هذه ضعفها البيهقي في الأسماء والصفات ص327 ، أما حديث أبي الدرداء ، الشاهد قوله [ وقال للتي في يساره ] قال في مجمع الزوائد 7 / 185 : رواه أحمد والبزار والطبراني ورجاله رجال الصحيح ، فيقال إن الضمائر كلها عادت إلى شيء واحد وهو آدم .
المسألة السادسة : صفة الأصابع لله تعالى ومن يثبتها :
بعض أهل العلم يجعلون الأصابع تابعة لليد , ويجعلون من صفة اليد لله الأصابع لها ولأن هذا مقتضى اللغة العربية ، وهذا ما يفهمه العربي حينما يقال له ذلك .
كما في مختصر الصواعق المرسلة 2/157 قال : لما رد كلام المعطلة حيث أولوا اليد بالنعمة , فقال : إن يد النعمة والقدرة لا يتجاوز بها لفظ اليد , فلا يتصرف فيها بما يتصرف في اليد الحقيقية , فلا يقال فيها كف , لا للنعمة ولا للقدرة ولا إصبع ولا إصبعان ولا يمين ولا شمال , وهذا كله ينفي أن تكون اليد يد نعمة أو يد قدرة اهـ .
ومثله قول شيخنا الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في فتح رب البرية بتلخيص الحموية ص36 قال : خامساً : أن اليد التي أضافها الله إلى نفسه تصرفت تصرفا يمنع أن يكون المراد بها النعمة أو القوة , فجاءت بلفظ اليد والكف وجاء إثبات الأصابع لله تعالى والقبض والهز اهـ .
لكن الأحسن عندي أن يحتاط في المسألة ، ويسكت عن نسبة الأصابع إلى اليد ، إنما يقال : له أصابع أو لله أصابع ، ولذا السلف يقولون : إثبات الأصابع لله , ولا يقولون إثبات الأصابع ليد اللَّه , ونسبتها إلى اللَّه في قول أصابع اللَّه أدق وأحوط ، مع أن القول الأول له قوة من ناحية دلالة اللغة العربية عليه , فالأول أقوى دليلا , والثاني أحوط ، ونسأل الله أن لا يكون في كلامنا هذا شيء من التنطع المذموم والتعمق ونستغفر الله ونتوب إليه , واللَّه أعلم .
وأما ثبوت الأصابع لله , فقد جاء ثبوتها في السنة بأحاديث صحيحة , منها حديث [ يضع السموات على إصبع ] وهو في الصحيح من حديث ابن مسعود , وكذلك حديث [ أن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن ] وأهل السنة والجماعة مجمعون على إثبات الأصابع لله على ما يليق بجلاله .
المسألة السابعة : ومذاهب الناس في إثبات الأصابع على أقسام :
1 - أهل السنة والجماعة : وهم على إثبات الأصابع لله عز وجل .
2 - الذين يؤولون الأصابع كتأويل اليد ، فيؤولونها بالقدرة والملك ... إلخ , وهذا مذهب الجهمية والمعتزلة ومتأخري الأشاعرة والماتريدية ، ويضاف على ذلك آخرون , أثبتوا اليدين , كما مر معنا , لكنهم أولوا الأصابع , كالبيهقي , وشيخه ابن فورك .
3 - من أنكر إثبات الأصابع لله , ونفى صحة ورود ذلك , كالخطابي ، نقل ذلك عنه السفاريني في عقيدته ج/1 لما تكلم عن صفة الأصابع لله عز وجل .
مسألة : عدد الأصابع , وهل يثبت لله عدد محدد للأصابع , كما أثبتنا أن له يدان اثنتان ؟
الذي ورد في حديث ابن مسعود خمسة أصابع ، وفي حديث تقليب القلب ذكر إصبعين ، فنثبت هذا العدد ؛ لأنه ورد , ونقول ( آمنا بما جاء عن اللَّه على مراد اللَّه وبما جاء عن رسول اللَّه على مراد رسول اللَّه ) ونسكت عن تحديد ذلك ، ونقول : اللَّه أعلم , ويسعنا ما وسع من قبلنا من ترك تحديد العدد مع إثبات ما ورد .
المسألة الثامنة : الكف :
أهل السنة والجماعة على أن لله كفا ، واستدلوا بحديث رواه مسلم لما ذكر الصدقة ، قال [ ما تصدق أحد بصدقة ...] إلى أن قال [ فتربوا في كف الرحمن ] متفق عليه وأهل السنة والجماعة يثبتون الكف لله ، وأما المعطلة فيؤولونها كتأويل اليد .
مسألة : هل يقال إن اليد هي الكف أم بينهما فرق ؟
هذه المسألة لا أذكر فيها شيئا الآن عن السلف ، ولعل اللَّه يُيسر فيها شيء فيما بعد ، لكن من ناحية لغة العرب , فإنهم أحياناً يطلقون لفظ الكف على اليد , فيكون معناهما واحد , وأحياناً يجعلون اليد أوسع من الكف ، أما بالنسبة لله تعالى , فهذا يحتاج لنصوص من القرآن أو السنة أو كلام السلف ، لكن لا ننسى أن القرآن والحديث مبني على اللغة العربية وجاء بما يفهمه العرب ، والعربي يفهم من الكف ما هو دارج معروف , وكذا في الأنامل والأصابع وهذا من حيث المعنى ، أما الكيفية فلا تُعرف إنما هي من أمور الغيب لا يعلمها إلا الله ، وكلامنا هنا هو نفس كلامنا السابق في مسالة الأصابع .
المسألة التاسعة : الأنامل : هل نثبتها لله عز وجل ؟
أهل السنة والجماعة يثبتون ذلك ؛ لأنه ورد في الحديث فيما رواه أحمد والترمذي وابن خزيمة وهو حديث صحيح , ويسمى حديث ( اختصام الملأ الأعلى ) قال الرسول عليه الصلاة والسلام [ فرأيته وضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله في صدري ] .
والشاهد قوله [ أنامله ] فأضافها إليه من باب إضافة الصفة إلى الموصوف , وقد أثبت الأنامل ابن تيمية في رده على الرازي في كتابه نقض أساس التقديس ، لما أول الرازي الأنامل بالعناية ([1] (http://hor3en.com/vb/showthread.php?t=6758#_ftn1)) .
وفي هذا الحديث دليل على إثبات الكف لله ، وأما عدد الأنامل فينظر هل ورد عن السلف شيء في ذلك فيثبت , وإلا نقف حيث وقفوا , ومثله عدد الكف , هل يقال إن اللَّه له كفان كاليدين ؟ وهل يقال أن فيهما كف يمنى ؟
الجواب : إن ورد شيء عن السلف في ذلك فنقول بما قالوا , وأن لم يرد فنقف حيث وقفوا ، أما الآن فلا يحضرني شيء .
المسألة العاشرة : الساعد والذراع : فهل يثبت لله ساعد وذراع ؟
هذه المسألة لا زالت محل بحث , والبيهقي تكلم عن أحاديث الساعد في كتابه ( الأسماء والصفات ) فقال : باب ماذكر في الساعد والذراع , ثم ذكر بسنده حديثا هو [ ساعد الله أشد من ساعدك وموسى الله أحد من موساك ] وفسره بالقدرة والنفوذ والقوة , قال : ويوضح ذلك أن معنى موساه , أي قطعه أسرع من قطعك اهـ .
ثم ذكر أحاديث الذراع مثل [ غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعا بذراع الجبار ] وحديث [ خلق الملائكة من نور الذراعين ] ولم يجعل ذلك من باب الصفة لله تعالى اهـ , مختصرا , وهذا صحيح ؛ لأن الأحاديث التي ذكر في الذراع لم تُضف لله .
وذكر الشيخ مرعي المقدسي في كتابه ( أقاويل الثقات ) ص 163 قال : وأما الساعد والذراع فقال القرطبي : أسند البيهقي وغيره حديث [ ساعد الله أشد من ساعدك ...] إلخ , وذكر البيهقي حديث [ خُلقت من نور الذراعين ] قال مرعي : إن الذراع جاء مطلقا , غير مضاف إلى الله ، وقال إن الساعد يطلق بمعنى القوة والتدبير , قال : ويوضح ذلك قوله [ وموسى الله أحد من موساك ] يعني قطعه في مقدوراته أسرع من قطعك اهـ , وذكر بعض المؤلفين أن أبا يعلى الحنبلي ذكر الساعد في كتابه ( إبطال التأويلات ) لكن لم أجده في الأجزاء التي عندي , فالله أعلم .
أما بالنسبة للذراع : فقد اختار أبو يعلى أن الذراع صفة من صفات الله ج 1/204 تحقيق الحمود , وهل الذراع بمعنى الساعد عند أبي يعلى فيكون بذلك مثبتا للساعد ؟
الله أعلم .
هذا ما تيسر جمعه ، ودوري هنا نقل كلام بعض أهل العلم ، ولازالت المسألة تحتاج إلى بحث أكثر ، ولا زال في النفس حاجة إلى تطلع أكثر , لعل الله ييسر بحثا أوسع .
مسألة : وهي بعض الأحاديث والآيات التابعة لهذه المسألة , وفيها خلاف , هل هي من آيات الصفات أم لا ؟
1 - قال تعالى { والسماء بنيناها بأيدٍ وإنا لموسعون } هذه الآية ليست من آيات الصفات ؛ والسبب لأن الأيدي ليست مضافة إلى اللَّه سبحانه , بخلاف آيات الصفات على أننا نقول بإثبات اليد لله عز وجل .
2 - حديث [ الحجر الأسود يمين اللَّه في الأرض ] صححه ابن خزيمة والحاكم , هذا الحديث تكلم عنه الدارمي في كتابه الرد على بشر المريسي ، وقال : لقد علمنا يقيناً أن الحجر الأسود ليس بيد اللَّه نفسه , إن يمين اللَّه معه على العرش غير بائن منه ، وتأويله عند أهل العلم الذي يصافح الحجر الأسود ويستلمه كأنما يصافح اللَّه .انتهى .
وقال المصنف في ذلك في درء التعارض 5 / 239 : وحديث [ الحجر الأسود يمين الله في الأرض ] هو معروف من كلام ابن عباس , وروي مرفوعا , وفي رفعه نظر ولفظ الحديث [ الحجر الأسود يمين الله في الأرض فمن صافحه أو قبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه ] ففي لفظ هذا الحديث أنه يمين الله في الأرض , وأن المصافح له كأنما صافح الله وقبل يمينه , ومعلوم أن المشبه ليس هو المشبه به , فهذا صريح في أنه ليس هو نفس صفة الله , فلا يمكن أحد أن يأتي بنص صحيح صريح يدل على معنى فاسد من غير بيان للنص أصلا , فالحمد لله الذي سلم كلامه وكلام رسوله من كل نقص وعيب اهـ .


5) راجع كتاب صفات الله , تأليف : علوي السقاف . )


من كتاب المسائل المرضية على العقيدة الواسطية للشيخ فك الله أسره.

هجرة إلى الله السلفية
05-22-2008, 11:31 PM
ماشاء الله00 ماشاء الله
بارك الله فيك
أرأيتم ان شبابنا بخير ولديه الكثير مما يستطيع ان يقدمه
واننا ان تكاتفنا معا نستطيع تقديم الكثير
جزاكم الله خيرا
واضيف اضافة بسيطة
ان المخالفون لاهل السنة والجماعة من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة قالوا ان المراد باليد هي القوة او النعمة
ويقولون اننا اذا اثبتنا اليد فنكون شابهنا الله بالمخلوق فاثبات اليد يقتضي التمثيل!!!!!!
الرد عليهم :
1- ليس معني ان لله يد وان للمخلوق يد ان يكون هناك تشابه بينهما الا ترى اننا نقول رأس المال ورأس الوادي ورأس الأنسان
ولا يقول عاقل ابدا ان بينهم تشابه لمجرد اشتراكهم في لفظة رأس
2- ان تفسير اليد بالقوة او النعمة مخالف لظاهر اللفظ وما كان مخالف لظاهر اللفظ فهو مردود الا بدليل
3- انه مخالف لأجماع السلف فقد اجمع السلف علي اثبات اليدين لله فيجب اثباتها له بدون تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل
4- ان الله له يدان اثنتان والدليل هو قوله (مامنعك ان تسجد لما خلقت بيدى)
فلو كان له اكثر لقالها بأيدي لأن الأكثر ابلغ في القدرة من الأقل فلما قالها بل يداه مبسوطتان وهذا في مقام الثناءبكثرة الأعضاء ولو كان له اكثر لذكرها لأن المعطي بثلاث اكثر من المعطي باثنين فكان الكمال كله لله في يدين اثنين
5- انه يمتنع غاية الأمتناع ان يراد باليد النعمة او القوة في قوله (لما خلقت بيدي ) لأنه يستلزم ان تكون النعمة نعمتين فقط ونعم الله لا تحصي ويستلزم ان تكون القوة قوتان والقوي بمعني واحد لا تتعدد
6- لو كان المراد باليد القوة ماكان لآدم فضل علي ابليس ولا علي البهائم والحيوانات لأنهم خلقوا جميعا بقوة الله
ولو كان المراد باليد القوة ماصح الأحتجاج علي ابليس اذ ان ابليس سيقول وانا يارب خلقتني بقوتك فما فضله علي
7- ان يقول ان هذه اليد التي اثبتها الله جاءت علي وجوه متنوعة يمتنع ان يراد بها النعمة او القدرة فان فيها ذكر الأصابع والقبض والبسط واليمين وكل هذا يمتنع ان يراد بها القوة لأن القوة لا توصف بهذه الأوصاف
مسألة
هناك احاديث يوهم ظاهرها التعارض في مسألة اليدين ففي حديث جاء الوصف لهما(كلتا يديه يمين)
كما في حديث عبد الله بن عمرو قال رسول الله ان المقسطين عند الله علي منابر من نورعلي يمين الرحمن وكلتا يديه يمين
وجاء حديث اخر وصف احداهما بالشمال
في حديث ابن عمر قال قال رسول الله يطوى الله السموات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول انا الملك اين الجبارون ثم يطوى الأرض بشماله ويقول انا الملك00
العلماء اختلفوا في الجمع بين هذين الحديثين ذهب البعض الي اثبات الشمال واخذوا حديث كلتا يديه يمين علي وجه التأدب لأن المعروف ان الشمال في حق المخلوق اقل من اليمين وان الشمال نقص واقل رتبة لذلك بين النبي ان كلتا يدي الله يمين اي ليس فيهما نقص ولا عيب بأي وجه من الوجوهوليست شماله كشمال المخلوقين وهذا رأي الدارمي والصديق محمد خان
واستدلوا بالحديث في صحيح مسلم
القول الثاني
سلكوا مسلك الترجيح ومنعوا من اطلاق الشمال وضعفوا الرواية التي ورد فيها الشمال ممن ذهبوا لهذا ابن خزيمة والبيهقي والألباني
قال ابن خزيمة ان لخالقنا جل وعلا يدين كلتاهما يمين لا يسار لخالقنا اذ اليسار من صفات المخلوقين فجل ربنا ان يكون له يسارواستلوا بحديث ابن عمرو وضعفوا حديث بشماله وحكموا عليه بالشذوذ

يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
فان كانت محفوظة فهي عندى لا تنافي كلتا يديه يمين لأن المعني اليد الأخري ليست كاليد الشمال عند المخلوق ناقصة عن الأخرى بل كلتا يديه يمين اي ليس فيها نقص فلما كان الوهم ربما يذهب الي ان اثبات الشمال يعني النقص في هذه اليد الأخريفقال كلتا يديه يمين (دفع للتوهم ان هناك نقص)
يؤيد ذلك حديث المقسطون يوم القيامة 00000000علي يمين الرحمن وكلتا يديه يمين
فالراجح ان لله يدين اثنين كل واحدة غير الأخري واذا وصفنا الأخري بالشمالفليس لأنها فيها نقص او عيب او انها اقل رتبةمنالأخري
والله تعالي اعلي واعلم

أبو الفداء الأندلسي
05-22-2008, 11:57 PM
جازاك الله خيرا بارك الله فيك

هجرة إلى الله السلفية
05-23-2008, 01:15 AM
و بارك الله فيك وجزاك خيرا علي جهدك الواضح

الملوانى
05-26-2008, 06:05 PM
بارك الله فيك اخى
موضوع مميز جدا
تقبل مرورى

الشافعى الصغير
01-03-2009, 04:44 PM
جزاكم الله خيرا

عبد الملك بن عطية
11-18-2009, 01:46 AM
الإخوة الأفاضل ، والأخوات الفضليات
جزاكم الله خيرا