الوليد المصري
11-01-2007, 10:21 AM
عمل المرأة وتعلمها بين دعاة الإصلاح !! وأعداء الدين
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
أما بعد :
قال صلى الله عليه وآله وسلم :
" تركتم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك "
إن تعلم المرأة وعملها لم يحرمه الشرع بل هو مطلوب ابتداء
إذ أنه من المعلوم حاجة المجتمع للمرأة المتعلمة والعاملة في مجالات الحياة المتنوعة فيما يناسب طبيعتها وظروفها والتي لا تخالف الشريعة الإسلامية .
وإن قلنا بتحريم العلم والعمل على المرأة على الإطلاق لكان هذا من الغلو في الدين وجمود في التفكير ومخالفة لشرع رب العالمين ، وإلا فمن الذي يعلم بناتنا عند منع المرأة من العمل ، ومن يعالج نساءنا إذا مرضت إحداهن ، ومن الذي سيقدم على تفتيشهن إن احتاج الأمر لينظر ما يخفين تحت ملابسهن حفظا على الأمن والأمان في ظل حكم الإسلام ، ومن 00ومن 000
فبهذا يتضح أن تعلم المرأة وعملها يكون أحيانا حاجة ملحة في المجتمع لا يستطيع المرء التخلي أو الاستغناء عنه .
إلا أن إشكالا يظهر لنا في المناداة لتعليم المرأة ودعوتها للعمل ، هذا الإشكال يظهر في هذه الصرخة والضجة التي تشغل المجتمعات اليوم في المناداة بتلك الحقوق ،
وهذا الإشكال متمثل في دور بعض الأشخاص وأخص بالذكر منهم بعض الدعاة عندما شغلوا أنفسهم بتجريدها للمناداة بحرية المرأة وعملها محاكاة للغرب الكافر ، ليظهروا لهم أن الدين الإسلامي ليس دين رجعية أو دين منغلق على نفسه ، بل هو منفتح على المجتمعات الأخرى ، فأخذوا بتوظيف المرأة في شتى ميادين ومجالات الحياة ، فأصبحت تعمل سكرتيرة في مكتب، وموظفة في بنك ، وعاملة في شركة ، ومذيعة في التلفاز ، ومحامية في محكمة ، وعضو في البرلمان ، ومضيفة طيران ، 000
فهل نحن يا دعاة الإصلاح وأبناء الأمة مطالبون بكل هذا لاسترضاء الغرب لنا ، حتى نظهر لهم أننا ممن يعطي المرأة حقها في المجتمع ، حتى وصل الأمر بنا بهذا الاسترضاء الوقوع في المخالفات الشرعية والتي تجسدت في تعلم المرأة في الجامعات المختلطة ، وتعلمها ما لا ينفعها ، وعملها في معزل عن ضوابط الشرع .
ألا يكفي أن نظهر لهم الصورة الجميلة والبهية للدين الإسلامي إن احتيج إلى ذلك بما لا يخالف شرائع الإسلام ؟!! .
يكفي أن نظهر لهم حقيقة تعلم المرأة وعملها في الإسلام وأن الدين الإسلامي لم يحرم العلم على المرأة ولا عملها وأباحه لها ضمن مبادئنا الإسلامية
فقد أباح لها العلم والعمل بأن تكون مدرسة وأباح لها أن تكون طبيبة وأباح لها أن تكون مرضعة، و000، ولكن لم يبح لها ذلك إن كان تدريسها مع الرجال، ولم يبح لها العمل بأن تكون طبيبة وتعالج الرجال، 0000
وقيم مبادئ الغرب تختلف تماما عن تعاليم الإسلام فهم ينطلقون من مبادئ مادية لأن نظرتهم دنيوية ، يسعى كل فرد منهم لجمع ما يقدر عليه من مال يكون هو المبدأ الذي يعيش من أجله ، فيعمل الرجل والمرأة ليتمكن كل فرد منهم بجمع ما يراه مناسبا لاستقلال حياته ، بينما المجتمع المسلم يعيش لآخرته ، وجمع المال ليس كل غاياته .
أضف إلى أن الإسلام قد جعل للمرأة حقا لها عند ولي أمرها ، بأن كفاها مؤونتها لتلبية حاجياتها ، فتكون مدعاة خروجها للعمل ضيقة لأبعد الحدود وليس كما يراه الغرب في إطلاق حرية العمل ، واعتباره حقا واجبا لها ، فيأخذه بعض الدعاة ليلبسه في قالب الأعداء .
وإن قلنا بجواز العمل للمرأة ابتداء وبالضوابط الشرعية، لا يعني هذا الحرية المطلقة، لأن عمل المرأة عندنا إنما هو عرضي ولحاجات خاصة وليس أصلا لها ينبغي للبعض الدفاع عنه والنداء بأحقيتها في ذلك .
فهل أصبح الدين الإسلامي عندنا متهما يا دعاة الإصلاح للدفاع عنه من شبه هؤلاء الأعداء ؟!!
وهل سيكتفي الغرب بهذه الشبهة وغيرها ليقذف بها على دين الإسلام حتى إذا ما انتهى منها لجأ إلى غيرها أو دندن حولها ؟!!
يقول الشيخ محمد قطب في واقعنا المعاصر :
" إن اعتبار الإسلام متهما ينبغي أن تنبري أقلامنا للدفاع عنه هو منهج خاطئ يجب الابتعاد عنه ، لأن النظام الرباني لا يحتاج إلى دفاع البشر عنه لتبرئته من ( التهم ) ولا إلى إعلان براءته مما يتهمه به الناس ! ويكون نقصا في عقيدتنا إن ظننا لحظة واحدة أن دين الله محتاج إلى تبرئة ساحته بكلام يقوله البشر من عند أنفسهم ! إنما يحتاج الناس دائما إلى بيان حقائق الإسلام لهم " وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون " انتهى .
لقد غدت المرأة في ظل هذه المناداة بلا قيمة أو اعتبار حتى فسدت الأخلاق، وأصبحت المرأة في كثير من الأحيان عاجزة عن أداء واجبها الوظيفي العملي وعجز آخر متمثل في القدرة التربوية
ويقول الشيخ محمد قطب
" أما المساواة في وظائف الحياة وطرائقها فكيف يمكن تنفيذها ، ولو أرادتها كل نساء الأرض وعقدت من أجلها المؤتمرات وأصدرت القرارات ؟ هل بوسع هذه المؤتمرات وقراراتها الخطيرة أن تبدل طبائع الأشياء ، فتجعل الرجل يشارك المرأة في الحمل والولادة والإرضاع ، وهل يمكن أن تكون هناك وظيفة بيولوجية من غير تكييف نفسي وجسدي خاص ؟ هل اختصاص أحد الجنسين بالحمل والرضاعة لا يستتبعه أن تكون مشاعر هذا الجنس وعواطفه وأفكاره مهيأة بطريقة خاصة " انتهى .
أقول :
بل إن الغرب الكافر على علم بهذه الأمور ، وليس في مصلحته أن يقول أن الحق هو ما جاء به دين المسلمين ، ولكن الذي يجهل هذا الأمر هم تلك الفئة من أبناء المسلمين الذين فتنوا بالغرب الكافر وأفكاره المسمومة وأخذوا بالمناداة فيها في مجتمعاتنا الإسلامية ، وتبعهم في ذلك بعض دعاة بما يسمى الإصلاح فأخذوا بترديد صداهم في محاولة لإبداء آرائهم في أن الدين الإسلامي يدعو إلى تعليم المرأة وعملها وكأن هؤلاء قد غفلوا أن المناداة من الغرب لذلك الأمر المراد منه إقصاء المرأة عن دينها فبدلا من فضح دعواهم وإيقافها وبيان عوارها أخذوا بالانجراف وراءهم وأرادوا أن يظهروا لهم أن الإسلام دين يدعو إلى حقوق المرأة وكأنهم يستعطفوهم إرضاء لهم !!!.
فهل المجتمع الغربي الكافر يريد إعطاء الحق كما يقول لنساء الإسلام والمسلمين ويرفع عنهن الظلم ؟؟
هل يريد المجتمع الكافر إنصاف المرأة في مجتمعاتنا الإسلامية ؟!!، وهل هو أحرص منا في عمل ما ينفع أهلينا ؟!! وهل انتقص الإسلام حق المرأة ليأتي الغرب ليضع لها حقوق يطالب في إنفاذها ؟!!
إن الغرض الذي من أجله ينادي هؤلاء من تحرير المرأة والدعوة لتعلمها وعملها بدون الضوابط الشرعية ليس المراد منه شيئا مما ذكرنا وإنما الغرض هو ضياع تعاليم الإسلام وفساد المجتمع والذي يكون صلاحه بصلاح المرأة
قال المستشرق جيب " إن مدرسة البنات في بيروت هي لؤلؤ عيني "
يقول مورو برجر: " إن المرأة المسلمة المتعلمة هي ابعد أفراد المجتمع عن تعاليم الدين وأقدر أفراد المجتمع على جر المجتمع كله بعيدا عن الإسلام "
انتبه لقوله المتعلمة ولم يقل الجاهلة لأن المتعلمة التي تعلمت في المدارس والجامعات المختلطة بمنأى عن الدين واتخذت من الحضارة المزيفة شعارا لها لهي جديرة بالوصف الذي ذكره عنها ببعدها عن دين الله وجرها المجتمع إلى السفول
فهذا التعليم الذي يريده الغرب لبناتنا ، تعلم أساليب محاربة الدين ، ومن ثم الدعوة للعمل الذي يفسد الأخلاق والدين ، وليس مرادهم الحرص على تعلم المرأة ما ينفعها لدينها ودنياها ، لتنجب جيلا يحمل أفكارها الذي غرسه الغرب في عقول هؤلاء الأمهات ، فيرضعن به الأبناء ، فينشأ لدينا شعبا فاقدا للدين والأخلاق .
قصة تحدث كل يوم في مجتمعاتنا الإسلامية في ظل الخنوع لمطالب الكفر وملته ومتكررة في الغالب مع أكثر النساء العاملات إلا من رحم ربي ، ذهبت كعادتي لإحدى المكاتب التي اعتدت بطبيعة عملي أن أتردد عليها بين الفينة والأخرى وأنظر فإذا بهذا الموظف يجلس على هذا المكتب وتلك الموظفة ( المتحجبة ) !! تجلس على ذاك المكتب وهكذا ، ومن ثم يتناول الموظفون والموظفات الكلام ويتخلل هذا الكلام في جو روتين العمل الممل بعض النكت التي تضحك الموظفين والموظفات ثم لا تتمالك تلك الموظفة ( المتحجبه ) !! الضحك مع قليل من القهقهة أو تبادل الابتسامات، ثم تريد أن تفرض وجودها في المكان فتطلق بعض النكت ليكون لها سهم في ضحك الموظفين والموظفات .
وانظر لنفسك يا عبد الله من زوجتك التي تركتها في العمل مختلطة مع الرجال تجالسهم أكثر من ثماني ساعات ، ألم تأخذك الغيرة لتسأل نفسك هل جلست زوجتي أو أختي كل هذا الوقت على مدار العام والأعوام مع الموظفين من الرجال بدون أن يكون بينهما الشيطان ، هل يعقل أنها لم تضحك له أو جاملته بطبيعة عملها في تبادل الابتسامات ،
أيها الأب أيها الزوج ، 00 ، إما أنك معتوه لا عقل لك ، وإما ديوث لا دين لك ، وأقل أعذارك أنك مغفل ، وهذا لا يصلح بأن يكون عذرا لك على ما ارتكبت ، فاحذر لنفسك وتب إلى ربك ، ولا تجعل للشيطان مدخلا إلى نفسك وأهلك .
واعلم أن ما يحدث من قصص نسمعها وتحدث من خيانات زوجية وعلاقات عاطفية إلا بسبب مخالطة الرجال بالنساء في شتى ميادين ( الحياة الحضارية ) !!
فلا يكفي أن تكون زوجتك متحجبة لتتعذر بجواز العمل لها ، ولا يكفي أن تقول إنها متدينة فلا أخشى عليها ، ولا يجوز أن تقول إنها امرأة بعشرة رجال فتقذف بها بينهم كل هذا لا يجوز في دين الله ، فاتقوا الله يا أهل الإيمان
كتبه : أحمد بوادي
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
أما بعد :
قال صلى الله عليه وآله وسلم :
" تركتم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك "
إن تعلم المرأة وعملها لم يحرمه الشرع بل هو مطلوب ابتداء
إذ أنه من المعلوم حاجة المجتمع للمرأة المتعلمة والعاملة في مجالات الحياة المتنوعة فيما يناسب طبيعتها وظروفها والتي لا تخالف الشريعة الإسلامية .
وإن قلنا بتحريم العلم والعمل على المرأة على الإطلاق لكان هذا من الغلو في الدين وجمود في التفكير ومخالفة لشرع رب العالمين ، وإلا فمن الذي يعلم بناتنا عند منع المرأة من العمل ، ومن يعالج نساءنا إذا مرضت إحداهن ، ومن الذي سيقدم على تفتيشهن إن احتاج الأمر لينظر ما يخفين تحت ملابسهن حفظا على الأمن والأمان في ظل حكم الإسلام ، ومن 00ومن 000
فبهذا يتضح أن تعلم المرأة وعملها يكون أحيانا حاجة ملحة في المجتمع لا يستطيع المرء التخلي أو الاستغناء عنه .
إلا أن إشكالا يظهر لنا في المناداة لتعليم المرأة ودعوتها للعمل ، هذا الإشكال يظهر في هذه الصرخة والضجة التي تشغل المجتمعات اليوم في المناداة بتلك الحقوق ،
وهذا الإشكال متمثل في دور بعض الأشخاص وأخص بالذكر منهم بعض الدعاة عندما شغلوا أنفسهم بتجريدها للمناداة بحرية المرأة وعملها محاكاة للغرب الكافر ، ليظهروا لهم أن الدين الإسلامي ليس دين رجعية أو دين منغلق على نفسه ، بل هو منفتح على المجتمعات الأخرى ، فأخذوا بتوظيف المرأة في شتى ميادين ومجالات الحياة ، فأصبحت تعمل سكرتيرة في مكتب، وموظفة في بنك ، وعاملة في شركة ، ومذيعة في التلفاز ، ومحامية في محكمة ، وعضو في البرلمان ، ومضيفة طيران ، 000
فهل نحن يا دعاة الإصلاح وأبناء الأمة مطالبون بكل هذا لاسترضاء الغرب لنا ، حتى نظهر لهم أننا ممن يعطي المرأة حقها في المجتمع ، حتى وصل الأمر بنا بهذا الاسترضاء الوقوع في المخالفات الشرعية والتي تجسدت في تعلم المرأة في الجامعات المختلطة ، وتعلمها ما لا ينفعها ، وعملها في معزل عن ضوابط الشرع .
ألا يكفي أن نظهر لهم الصورة الجميلة والبهية للدين الإسلامي إن احتيج إلى ذلك بما لا يخالف شرائع الإسلام ؟!! .
يكفي أن نظهر لهم حقيقة تعلم المرأة وعملها في الإسلام وأن الدين الإسلامي لم يحرم العلم على المرأة ولا عملها وأباحه لها ضمن مبادئنا الإسلامية
فقد أباح لها العلم والعمل بأن تكون مدرسة وأباح لها أن تكون طبيبة وأباح لها أن تكون مرضعة، و000، ولكن لم يبح لها ذلك إن كان تدريسها مع الرجال، ولم يبح لها العمل بأن تكون طبيبة وتعالج الرجال، 0000
وقيم مبادئ الغرب تختلف تماما عن تعاليم الإسلام فهم ينطلقون من مبادئ مادية لأن نظرتهم دنيوية ، يسعى كل فرد منهم لجمع ما يقدر عليه من مال يكون هو المبدأ الذي يعيش من أجله ، فيعمل الرجل والمرأة ليتمكن كل فرد منهم بجمع ما يراه مناسبا لاستقلال حياته ، بينما المجتمع المسلم يعيش لآخرته ، وجمع المال ليس كل غاياته .
أضف إلى أن الإسلام قد جعل للمرأة حقا لها عند ولي أمرها ، بأن كفاها مؤونتها لتلبية حاجياتها ، فتكون مدعاة خروجها للعمل ضيقة لأبعد الحدود وليس كما يراه الغرب في إطلاق حرية العمل ، واعتباره حقا واجبا لها ، فيأخذه بعض الدعاة ليلبسه في قالب الأعداء .
وإن قلنا بجواز العمل للمرأة ابتداء وبالضوابط الشرعية، لا يعني هذا الحرية المطلقة، لأن عمل المرأة عندنا إنما هو عرضي ولحاجات خاصة وليس أصلا لها ينبغي للبعض الدفاع عنه والنداء بأحقيتها في ذلك .
فهل أصبح الدين الإسلامي عندنا متهما يا دعاة الإصلاح للدفاع عنه من شبه هؤلاء الأعداء ؟!!
وهل سيكتفي الغرب بهذه الشبهة وغيرها ليقذف بها على دين الإسلام حتى إذا ما انتهى منها لجأ إلى غيرها أو دندن حولها ؟!!
يقول الشيخ محمد قطب في واقعنا المعاصر :
" إن اعتبار الإسلام متهما ينبغي أن تنبري أقلامنا للدفاع عنه هو منهج خاطئ يجب الابتعاد عنه ، لأن النظام الرباني لا يحتاج إلى دفاع البشر عنه لتبرئته من ( التهم ) ولا إلى إعلان براءته مما يتهمه به الناس ! ويكون نقصا في عقيدتنا إن ظننا لحظة واحدة أن دين الله محتاج إلى تبرئة ساحته بكلام يقوله البشر من عند أنفسهم ! إنما يحتاج الناس دائما إلى بيان حقائق الإسلام لهم " وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون " انتهى .
لقد غدت المرأة في ظل هذه المناداة بلا قيمة أو اعتبار حتى فسدت الأخلاق، وأصبحت المرأة في كثير من الأحيان عاجزة عن أداء واجبها الوظيفي العملي وعجز آخر متمثل في القدرة التربوية
ويقول الشيخ محمد قطب
" أما المساواة في وظائف الحياة وطرائقها فكيف يمكن تنفيذها ، ولو أرادتها كل نساء الأرض وعقدت من أجلها المؤتمرات وأصدرت القرارات ؟ هل بوسع هذه المؤتمرات وقراراتها الخطيرة أن تبدل طبائع الأشياء ، فتجعل الرجل يشارك المرأة في الحمل والولادة والإرضاع ، وهل يمكن أن تكون هناك وظيفة بيولوجية من غير تكييف نفسي وجسدي خاص ؟ هل اختصاص أحد الجنسين بالحمل والرضاعة لا يستتبعه أن تكون مشاعر هذا الجنس وعواطفه وأفكاره مهيأة بطريقة خاصة " انتهى .
أقول :
بل إن الغرب الكافر على علم بهذه الأمور ، وليس في مصلحته أن يقول أن الحق هو ما جاء به دين المسلمين ، ولكن الذي يجهل هذا الأمر هم تلك الفئة من أبناء المسلمين الذين فتنوا بالغرب الكافر وأفكاره المسمومة وأخذوا بالمناداة فيها في مجتمعاتنا الإسلامية ، وتبعهم في ذلك بعض دعاة بما يسمى الإصلاح فأخذوا بترديد صداهم في محاولة لإبداء آرائهم في أن الدين الإسلامي يدعو إلى تعليم المرأة وعملها وكأن هؤلاء قد غفلوا أن المناداة من الغرب لذلك الأمر المراد منه إقصاء المرأة عن دينها فبدلا من فضح دعواهم وإيقافها وبيان عوارها أخذوا بالانجراف وراءهم وأرادوا أن يظهروا لهم أن الإسلام دين يدعو إلى حقوق المرأة وكأنهم يستعطفوهم إرضاء لهم !!!.
فهل المجتمع الغربي الكافر يريد إعطاء الحق كما يقول لنساء الإسلام والمسلمين ويرفع عنهن الظلم ؟؟
هل يريد المجتمع الكافر إنصاف المرأة في مجتمعاتنا الإسلامية ؟!!، وهل هو أحرص منا في عمل ما ينفع أهلينا ؟!! وهل انتقص الإسلام حق المرأة ليأتي الغرب ليضع لها حقوق يطالب في إنفاذها ؟!!
إن الغرض الذي من أجله ينادي هؤلاء من تحرير المرأة والدعوة لتعلمها وعملها بدون الضوابط الشرعية ليس المراد منه شيئا مما ذكرنا وإنما الغرض هو ضياع تعاليم الإسلام وفساد المجتمع والذي يكون صلاحه بصلاح المرأة
قال المستشرق جيب " إن مدرسة البنات في بيروت هي لؤلؤ عيني "
يقول مورو برجر: " إن المرأة المسلمة المتعلمة هي ابعد أفراد المجتمع عن تعاليم الدين وأقدر أفراد المجتمع على جر المجتمع كله بعيدا عن الإسلام "
انتبه لقوله المتعلمة ولم يقل الجاهلة لأن المتعلمة التي تعلمت في المدارس والجامعات المختلطة بمنأى عن الدين واتخذت من الحضارة المزيفة شعارا لها لهي جديرة بالوصف الذي ذكره عنها ببعدها عن دين الله وجرها المجتمع إلى السفول
فهذا التعليم الذي يريده الغرب لبناتنا ، تعلم أساليب محاربة الدين ، ومن ثم الدعوة للعمل الذي يفسد الأخلاق والدين ، وليس مرادهم الحرص على تعلم المرأة ما ينفعها لدينها ودنياها ، لتنجب جيلا يحمل أفكارها الذي غرسه الغرب في عقول هؤلاء الأمهات ، فيرضعن به الأبناء ، فينشأ لدينا شعبا فاقدا للدين والأخلاق .
قصة تحدث كل يوم في مجتمعاتنا الإسلامية في ظل الخنوع لمطالب الكفر وملته ومتكررة في الغالب مع أكثر النساء العاملات إلا من رحم ربي ، ذهبت كعادتي لإحدى المكاتب التي اعتدت بطبيعة عملي أن أتردد عليها بين الفينة والأخرى وأنظر فإذا بهذا الموظف يجلس على هذا المكتب وتلك الموظفة ( المتحجبة ) !! تجلس على ذاك المكتب وهكذا ، ومن ثم يتناول الموظفون والموظفات الكلام ويتخلل هذا الكلام في جو روتين العمل الممل بعض النكت التي تضحك الموظفين والموظفات ثم لا تتمالك تلك الموظفة ( المتحجبه ) !! الضحك مع قليل من القهقهة أو تبادل الابتسامات، ثم تريد أن تفرض وجودها في المكان فتطلق بعض النكت ليكون لها سهم في ضحك الموظفين والموظفات .
وانظر لنفسك يا عبد الله من زوجتك التي تركتها في العمل مختلطة مع الرجال تجالسهم أكثر من ثماني ساعات ، ألم تأخذك الغيرة لتسأل نفسك هل جلست زوجتي أو أختي كل هذا الوقت على مدار العام والأعوام مع الموظفين من الرجال بدون أن يكون بينهما الشيطان ، هل يعقل أنها لم تضحك له أو جاملته بطبيعة عملها في تبادل الابتسامات ،
أيها الأب أيها الزوج ، 00 ، إما أنك معتوه لا عقل لك ، وإما ديوث لا دين لك ، وأقل أعذارك أنك مغفل ، وهذا لا يصلح بأن يكون عذرا لك على ما ارتكبت ، فاحذر لنفسك وتب إلى ربك ، ولا تجعل للشيطان مدخلا إلى نفسك وأهلك .
واعلم أن ما يحدث من قصص نسمعها وتحدث من خيانات زوجية وعلاقات عاطفية إلا بسبب مخالطة الرجال بالنساء في شتى ميادين ( الحياة الحضارية ) !!
فلا يكفي أن تكون زوجتك متحجبة لتتعذر بجواز العمل لها ، ولا يكفي أن تقول إنها متدينة فلا أخشى عليها ، ولا يجوز أن تقول إنها امرأة بعشرة رجال فتقذف بها بينهم كل هذا لا يجوز في دين الله ، فاتقوا الله يا أهل الإيمان
كتبه : أحمد بوادي