المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفريغ المحاضرة السادسة / تفسير سورة الفاتحة


أم أيمن
04-11-2010, 10:39 PM
http://www.hegratytoalla.com/salam1.GIF



إنْ الحمدَ للهِ نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ , ونَعُوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيئَاتِ أَعْمالِنَا, مَنْ يَهدهِ اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ وَمَنْ يُضْلل فَلا هادي لهُ ،وأشْهَدُ أَنْ لا إله إِلا الله وَحَدهُ لا شَرِيكَ له , وأشْهَدُ أنَّ مُحَمداًعَبدُه وَرَسُولهُ , اللهم صلِّ وسَلِمْ وبَارِكْ عليهِ وعلى آلهِ وصحبهِ , ومَنْ تَبِعَهمْ بإحسان إلى يومِ الدينِ


أما بعدُ , فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله , وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى الله ُعليه وآله وسلم , وشرَّ الأمورمحدثاتهُا , وكلَّ محدثة بدعة , وكلَّ بدعة ضلالة , وكلَّ ضلالة فى النار .


شرحنا في الدروس الماضية أسماء سورة الفاتحة وفضلها وذكرنا من أسمائها السبع المثاني
وصلتني رسالة من احدى الأخوات تشير الى التباس عندها بالسبع المثاني هل هي سورة الفاتحة أم غيرها
لذا جعلت هذه المحاضرة في توضيح الأختلاف في السبع المثاني
وأسأل الله أن ينفع بها ويجعلها خالصة لوجهه الكريم



{وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ ٱلْمَثَانِي وَٱلْقُرْآنَ ٱلْعَظِيمَ}



اختلف العلماء في السبع المثاني



القول الأول : قيل الفاتحة ؛ وهي سبع آيات في اصح قولي العلماء من دونالبسملة وقد اختار هذا القول ابن جرير وابن كثير لما رواه البخاري من قول النبي صلى الله عليه وسلم لابي سعيد بن المعلى في فضل الفاتحة : (هي السبع المثاني والقرآن العظيم) .



وما رواه البخاري ايضا عن ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : (ام القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم) .



وقاله علي بن أبي طالب وأبوهريرة والربيع بن أنس وأبو العلية والحسن وغيرهم ، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه ثابتة، من حديث أبيّ بن كعب وأبي سعيد بن المعلّى ، وأخرج الترمذي من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الحمد لله أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني" ، قال : هذاحديث حسن صحيح



فهذا نص في أن الفاتحة السبع المثاني والقرآن العظيم ،وقيل أنه ليس في تسميتها بالمثاني ما يمنع من تسمية غيرها بذلك، ولا ينافي وصف غيرها من السبع الطوال بذلك ، لما فيها من هذه الصفة ، كما لا ينافي وصف القرآن بكماله بذلك أيضا ، كما قال تعالى : (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني (http://islam*********.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=933&idto=933&bk_no=49&ID=950#docu))الزمر : 23 ] فهو مثاني من وجه ، ومتشابه من وجه ، وهو القرآن العظيم أيضا .
كما أنه - عليه السلام - لما سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى ، فأشار إلى مسجده ، والآية نزلت في مسجد قباء ، فلا تنافي ، فإن ذكر الشيء لا ينفي ذكر ما عداه إذا اشتركا في تلك الصفة ، والله أعلم.
وقيل أن المثاني في قوله تعالى﴿وَلَقَدْآتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي﴾،هي آيات سورة الحمد، سماها مثاني لأنه اتثنى في كل ركعة.
والمثاني من جمع مُثَنّى اسم مفعول مشتقاً من ثَنّى إذا كرّر تكريره ,لأن سورة فاتحة الكتاب يثنى بها، أي تعاد في كلّ ركعة من الصلاة, والصلاة لا تكون إلا بفاتحة الكتاب كما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:"لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب", فهي تُقرأ في كل ركعة من الصلاة.



وهذا الذي ثبت عن رسول الله في حديث أبي سعيد بن المعلى وأبيّ بن كعب وأبي هُريرة في الصحيح عن رسول الله أن أمّ القرآن هي السبع المثاني فهو الأوْلى بالاعتماد عليه .والله أعلم


اذن قول أكثر المفسرين: أنه فاتحة الكتاب،وهو قول عمر وعلي وابن مسعود وأبي هريرة والحسن وأبي العالية ومجاهد والضحاك وسعيد بن جبير وقتادة، وروي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ الفاتحة وقال: هي السبع المثاني، رواه أبو هريرة، والسبب في وقوع هذا الاسم على الفاتحة أنها سبع آيات.



القول الثاني:أنها السبع الطوال، وهذا قول عبد الله ابن عمر وعبد الله بن مسعود وسعيد بن جبير في بعض الروايات ومجاهد وقال ابن عباس : هي السبع الطوال : البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف والأنفال والتوبة معا ، إذ ليس بينهما البسملة.



قال ابن عباس : أوتى رسول الله سبعا من المثاني قال : السبع الطول . ذكره النسائي وهي من "البقرة" إلى "الأعراف" ست واختلفوا في السابعة فقيل : يونس وقيل : الأنفال والتوبة وهو قول مجاهد وسعيد بن جبير



وعن سعيد بن جبير، عنابن عباسرضي الله عنهما : في قوله عز و جل) و لقد آتيناك سبعاً من المثاني و القرآن العظيم( قال : البقرة ، و آل عمران ، و النساء ، والمائدة ، و الأنعام ، و الأعراف ، و سورة الكهف .).



وعن ابن عباس قال : (أوتي رسول الله صلى الله عليه و سلم سبعاً من المثاني و الطول ، و أوتي موسى ستاً(




هذاحديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه .



وقيل سميت السبع الطول أيضا مثاني لأن الفرائض والقصص تثنى فيها



قال ابن عباس : ولم يعطهن أحد إلا النبي - صلى الله عليه وسلم - وأعطي موسى منهن ثنتين .



وعنه أيضا قال : أوتي النبي - صلى الله عليه وسلم - سبعا من المثاني الطول ، وأوتي موسى - عليه السلام - ستا ، فلما ألقى الألواح ارتفع اثنتان وبقيت أربع.



وقال خصيف ، عن زياد بن أبي مريم في قوله تعالى : سبعا من المثاني (http://islam*********.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=933&idto=933&bk_no=49&ID=950#docu)) قال : أعطيتك سبعة أجزاء : آمر ، وأنهى ، وأبشر وأنذر ، وأضرب الأمثال ، وأعدد النعم ، وأنبئك بنبأ القرآن . رواه ابن جرير ، وابن أبي حاتم (http://islam*********.net/newlibrary/showalam.php?ids=16328).



وروى النسائي حدثنا علي حجر أخبرنا شريك عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله عز وجل (سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي) قال : السبع الطوَل ، وسميت مثاني لأن الفرائض والحدود والعبروالأمثال والأحكام ثنيت فيها . وأنكر قوم هذا وقالوا: أنزلت هذه الآية الكريمة بمكة، وأكثر هذه السور السبعة مدنية ولم ينزل من الطوّل شيء إذ ذاك، فكيف يمكن حمل هذه الآيةعليها , وأجاب البعض بأن الله تعالى أنزل القرآن إلى السماء الدنيا ثم نزله منها نجوما (منجماً)، فما أنزله إلى السماء الدنيا فكأنما آتاه محمدا - صلى الله عليه وسلم - وإن لم ينزل عليه بعد.



وقال ابن مسعود ، وابن عمر (http://islam*********.net/newlibrary/showalam.php?ids=12)، وابن عباس (http://islam*********.net/newlibrary/showalam.php?ids=11)، ومجاهد ، وسعيد بن جبير (http://islam*********.net/newlibrary/showalam.php?ids=15992)، والضحاك وغير واحد : هي السبع الطول . يعنون : البقرة ، وآل عمران ، والنساء ، والمائدة ، والأنعام ، والأعراف ، ويونس ، نص عليه ابن عباس ، وسعيد بن جبير (http://islam*********.net/newlibrary/showalam.php?ids=15992).



وقال سعيد : بين فيهن الفرائض ، والحدود ، والقصص ، والأحكام .



وقال ابن عباس : بين الأمثال والخبر والعبر


عن سعيد بن جبير : ( في قوله تعالى : سبعاً من المثاني قال : السبع الطول البقرة و آل عمران و النساء و المائدة و الأنعام و الأعراف و يونس قال : قلت ما قوله المثاني قال : شيء فيهن القضاء و القصص .).



القول الثالث: في تفسير السبع المثاني أنها هي السورالتي هي دون الطوال والمئين وفوق المفصل، واختار هذا القول قوم واحتجوا عليه بماروى ثوبان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله أعطاني السبع الطوال مكان التوراة، وأعطاني المئين مكان الإنحيل وأعطاني المثاني مكان الزبور وفضلني ربي بالمفصل.



وفي رواية قال : : ( قال النبي صلى الله عليه و سلم : أعطيت مكان التوراة السبع الطوال و مكان الزبور المئيين و مكان الإنجيل المثاني و فضلت بالمفصل .



ومعرفة الطوال _ أخواتي الفاضلات _ مهم حتى نفهم بعض الأحايث, قال في الحديث (صلى بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة المغرب فقرأ طولى الطوليين) ما هي طولى الطوليين؟


سورة الأعراف لأنها هي الأطول بعد الطوليين البقرة وآل عمران



روى البخاري عن زيد بن ثابت أنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بطولى الطوليين.



وقد ورد تفسيرها بالأعراف في سنن أبي داود، ومسند أحمد، أما عددآياتها فست بعد المائتين.


وفي سنن أبي داود وغيره عن مروان بن الحكم قال: قال لي زيد بن ثابت: ما لك تقرأ في المغرب بقصار المفصل، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بطولى الطوليين؟ قلت: وما طولى الطوليين؟ قال: الأعراف، والأخرى الأنعام... والله أعلم



والطول بضم الطاء جمع طولى كالكُبَر جمع كبرى.



ما معنى المئين وما معنى المفصل؟


العلماء رضي الله عنهم قالوا:
القرآن العزيز اربعة اقسام الطول، والمئون والمثاني والمفصل.


وفي تفسير ابن كثير وغيرهان النبي صلى الله عليه وسلم قال: اعطيت السبع الطول مكان التوراة، واعطيت المئين مكان الانجيل واعطيت المثاني مكان الزبور، وفضلت بالمفصل, والسبع الطول اولها البقرة وآخرها براءة لأنهم كانوا يعدون الانفال وبراءةسورة واحدة وسميت هذه السور طولا لطولها اما المئون ما يلي السبع الطول وسميت بذلك لأن كل سورة منها تزيد على مائة اية او تقاربها إذن المئون ما جاء بعد الطول، مثل سورة يونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم والحجر والنحل والكهف والإسراء ومريم، قال: ما بلغت مائة أو قاربتها، يعني لا يلزم أن تكون مائة فسميت هذه السور لتقاربها المئون اما المثاني ما ولي المئين وقد تسمى سور القرآن كلها مثاني ومنه قوله تعالى:﴿ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ ﴾[الزمر: 23]، وقوله تعالى ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي ﴾[الحجر: 87]، وإنما سمي القرآن كله مثاني لأن الأنباء والقصص تثنى فيه .


المثاني ما كان بعد المئين وهي مثل سورة يس والصافات والزمر وغافر والحواميم، هذه كلها من المثاني؛ لأنها يكثر تكرارها وإعادتها وتلاوتها في الصلاة وغيرها، وهي من التثنية تثنَّى أو تُثْنى في كل مرة بعد أخرى أو لأنه كما ذكر هنا الأخبار والقصص تُثَنَّى فيها أو تُثْنى أي تعاد وتكرر.
وقيل: إن القرآن كله يطلق عليه مثاني من جهة أن الأخبار والأحكام والعقائد تُثْنى فيه أو تُثَنَّى أي تعاد وتكرر، وكما قال الله عز وجل ﴿ اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ ﴾، يعني تُثَنَّى فيه الأحكام والأخبار والعقائد والقصص مرة بعد أخرى،



والمفصل ما يلي المثاني من قصار السور، سمي مفصلا لكثرة الفصول التي بين السور ببسم الله الرحمن الرحيم، وقيل لقلة المنسوخ فيه.
إذن بعد المثاني المفصل، والمفصل سمي بذلك لكثرة الفصل فيه بين سوره ببسم الله الرحمن الرحيم كما قال هنا في التعبير، قال: لكثرة الفصول فيه، وقال بعضهم إنما سمي مفصلا لإحكامه، من الفصل وهو القطع، فهو محكم ليس فيه شيء منسوخ أو لقلة المنسوخ فيه، والعلماء مجمعون على أن آخره سورة الناس، وأما أوله فقد اختلف فيه على اثنى عشر قولا ذكرها الزركشي -رحمه الله تعالى- ونقلها عنه السيوطي في الإتقان، فقيل: إنها من الصافات، وقيل من محمد، وقيل من الحجرات، وقيل من ق، وقيل من الرحمن، وقيل من الصف، وقيل من البروج، وقيل أقوال أخرى في معنى المفصل، لكن أصوب هذه الأقوال أن المفصل يبدأ من سورة ق، والدليل على ذلك حديث أوس بن حذيفة لما ذكر مجيء وفد سقيف إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان من بينهم، قال فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يخرج إلينا كل ليلة فيحدثنا، قال: فأبطأ علينا ليلة ثم جاء، فقلنا: أبطأت علينا يا رسول الله فقال: (إنه طرأ علىَّ حزبي الليلة فكرهت أن آتى حتى أتمه) قال: فسألنا أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كيف تحزبون القرآن؟ فقالوا: نحزبه ثلاث سور وخمس سور وسبع سور وتسع سور وإحدى عشرة وثلاث عشرة وحزب المفصل وحده، فلو حسبنا هذه السور لوجدنا ثلاث البقرة وآل عمران والنساء هذه يقرأونها في ليلة، هذا حزب ليلة، والثاني خمس سور، ماذا بعد الثلاث؟ المائدة الأنعام الأعراف الأنفال التوبة، هذا حزب ليلة، وهكذا بعدها سبع سور ثم تسع سور ثم إحدى عشرة ثم ثلاث عشرة، نجد أن بعد هذا تكون سورة ق؛ لأنه قال بعدها وحزب المفصل وحده، فحزب المفصل يبدأ من سورة ق، وهذا هو الصحيح والله أعلم الذي عليه الكثير من أهل العلم في معنى المفصل وبدايته، وسمي بذلك كما ذكرنا لأجل كثرة الفصول فيه.
وقد ذكر العلماء أن المفصل ثلاثة أقسام: طوال وأوساط وقصار، طوال من أين؟ من ق إلى نهاية المرسلات، وأوساطه من أين؟ من عم إلى نهاية الليل، وقصاره من الضحى إلى سورة الناس بإجماع العلماء،



القول الرابع: أن السبع المثاني هو القرآن كله، وهومنقول عن ابن عباس في بعض الروايات وعن طاؤوس، قالوا ودليل هذا القول قوله تعالى(..كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ..)الزمر 23، فوصف كل القرآن بكونه مثاني.



وقيل: المراد بالسبع المثاني أقسام القرآن من الأمر والنهي والتبشير والإنذار وضرب الأمثال وتعديد نعم وأنباء قرون, قاله زياد بن أبي مريم.


قال تعالى{"وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ ٱلْمَثَانِي وَٱلْقُرْآنَٱلْعَظِيمَ".{87} ) سورةالحجر {..هنا عطف القرآنالعظيم على السبع المثاني وهذا من قبيل عطف العام على الخاص كما في قوله تعالى{"رَّبِّ ٱغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ ",فعطف العام وهم المؤمنين والمؤمنات على من دخل البيت والوالدين,كما يأتي عطف الخاص على العام كقوله تعالى{"حَافِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَاتِ وٱلصَّلاَةِ ٱلْوُسْطَىٰ "...فالسبع المثاني جزء من القرآن كما الصلاة الوسطى جزء من الصلاة.


وقيل في قوله تعالى {"وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ ٱلْمَثَانِي وَٱلْقُرْآنَ ٱلْعَظِيمَ مسألتان:



- المسألة الأولى: قيل أن قوله تعالى ( آتَيْنَاكَ سَبْعاً) يحتمل أن يكون سبعاً من الآيات وأن يكون سبعاً من السور وأن يكون سبعاً من الفوائد، وليس في اللفظ ما يدل على التعيين.



وأما المثاني: فهو صيغة جمع، واحده مثناة، والمثناة: كل شيء يثنى أي يجعل اثنين، نقول: ثنيت الشيء إذا عطفته أو ضممت إليه آخر، ومنه يقال لركبتي الدابة ومرفقيها مثاني لأنها تثنى بالفخذ والعضد، ومثاني الوادي معاطفه.



و السبب في تسميتها بالمثاني فوجوه:



الأول: أنها تثنى في كل صلاة، بمعنى أنها تقرأ في كل ركعة.



الثاني: قال الزجاج: سميت مثاني لأنها يثنى بعدها مايقرأ معها.


الثالث: وقيل : سميت بذلك لأنها استثنيت لهذه الأمة فلم تنزل على أحد قبلها ذخرا لها .


الرابع: سميت آيات الفاتحة مثاني، لأنها قسمت قسمين اثنين، والدليل عليه ما روي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يقول الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ... والحديث مشهور.



الخامس: سميت مثاني لأنها قسمان: ثناء ودعاء، وأيضاً النصف الأول منها حق الربوبية وهو الثناء، والنصف الثاني حق العبودية وهوالدعاء.



السادس: سميت الفاتحة بالمثاني لأنها نزلت مرتين: مرة بمكة في أوائل ما نزل من القرآن ومرة بالمدينة.



السابع : سميت بالمثاني لأن كلماتها مثناة مثل(الرحمن الرحيم)و(إياك نعبد وإياك نستعين)و(اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين ..... ).



الثامن : قال الزجاج: سميت الفاتحة بالمثاني لاشتمالها على الثناء على الله عز وجل وهو حمد الله وتوحيده وملكه.



أما السبع فذكر فيه وجوهاً:



- أحدها: أن القرآن سبعة أسباع



- ثانيها: أن القرآن مشتمل على سبعة أنواع من العلوم: التوحيد، النبوة، المعاد، القضاء والقدر، أحوال العالم، القصص،التكاليف.



- ثالثها: أنه مشتمل على الأمر، والنهي، والخبر،والاستخبار، والنداء، والقسم، والأمثال.



القول الخامس: يجوز أن يكون المراد بالسبع المثاني: سورة الفاتحة، لأنها سبع آيات، ويكون المراد بالمثاني كل القرآن ويكون التقدير،ولقد آتيناك سبع آيات هي الفاتحة وهي من جملة المثاني الذي هو القرآن العظيم، وهذا القول عين الأول والتفاوت ليس إلا بقليل.



اذن نقول السبع المثاني فيها اكثر من رأي للمفسرين. ولكن ليس بعد كلام الرسول صلي الله عليه وسلم في المراد منها كلام. فالسنة شارحة ومبينة للقرآن. جاء في البخاري عن أبي سعيد قال: مر بي النبي صلي الله عليه وسلم وأنا اصلي فدعاني فلم آته حتي صليت. ثم آتيته فقال: "ما منعك ان تأتيني"؟ فقلت له: كنت أصلي. فقال: "ألم يقل الله يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم" ألا اعلمك أعظم سورة في القرآن قبل ان اخرج من المسجد؟ فذهب النبي صلي الله عليه وسلم ليخرج فذكرته فقال: "الحمد لله رب العالمين.. هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته" وجاء في البخاري أيضا عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: "أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم"


فآيات القرآن تثني وتكرر علي مر الزمان. كذلك تثني فوائدها وتتضاعف. كما في قوله صلي الله عليه وسلم: "ولا تنقضي عجائبه" رواه الترمذي. والقرآن مثاني لما يلاحظ فيه من الثنائية. بمعني اقتران آية الرحمة بآية العذاب. والوعد بالوعيد. والجنة بالنار. والهدي بالضلال , وقيل أيضا مأخوذة من الثناء. والمدح والشرف..



والله تعالى أعلى وأعلم



سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لاإله إلا أنت أستغفرك وأتوب اليك



إن أصبت فمن فضل الله وحده



وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان



والحمد لله الذي هدانا لهذا وماكنا لنهتدي لولا أن هدانا الله



والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات



اللهم اجعل عملي خالصا لوجهك الكريم


ولاتجعل لأحد شيئا منه سواك


http://www.ashefaa.com/picup/uploads/9abedf25c3.gif (http://www.ashefaa.com/picup)