المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دروس شرح كتاب لمعة الاعتقاد(هـــــام)


هجرة إلى الله السلفية
03-09-2010, 02:53 PM
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/salam_files/image158.gif

الحمد لله وكفى وصلاة على من اصطفى
وبعد...
هذه بفضل الله وحده
الدورة الثانية من دورات العقيدة والتي سميتها (ديني ديني ..لحمي دمي)
نظرا لأهمية العقيدة في حياة كل مسلم
ونظرا لما ينبغي التمسك بها والمحافظة عليها
فبها نحيا وبدونها نموت
وبها ندخل الجنان وبقدرها في قلوبنا نباعد عن النيران
وفيها حرصت (بقدر وسعي)على توضيح مالغز
وبيان ماغمض ، وتيسير ماصعب
ووددت لو قدمت لكم عصارةعلمي شراباً سائغاً حلواً
لذا اسأل الله عزوجل الاخلاص في هذا
واسأله القبول والأجر
وأن يجعل عملى هذا في موازين حسناتي
وأن يؤنس به وحشتي في قبري
وأن يشفع لي عند ربي
امين امين امين

http://www.sheekh-3arb.net/3atter/salam_files/image146.gif
الدرس الأول
http://sl.glitter-graphics.net/pub/989/989315m7e7csuumd.gif
بين يدي الكتــــــاب
http://www.w6w.net/album/35/w6w200504210024396953031d.gif
شرح لمعة الاعتقاد

لابن قدامة

http://www.w6w.net/album/35/w6w200504210024396953031d.gif



عرفنا أن التوحيد هو أول واجب على العبيد وأن الله لم يخلقنا هملا ولاسدى

قال تعالى : (و ماخلقت الجن والأنس الا ليعبدون)

وقال تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت)

ومع ظهور الفرق والبدع والضلالات وقنوات تشكك الناس في دينهم صار لزاما أن يحرص المسلمون على تعلم دينهم على مذهب أهل السنة والجماعة ،ومن
المتون المعتبرة التي صنفها أئمة أهل الحديث والأثر

خاصة في هذا الزمان ،والأن وقبل قدوم الفتن ،لأن من اسباب النجاة من الفتن طلب العلم، وخاصةعلم العقيدة ،العقيدة الصافية الصحيحة

ومن هذا المنطلق سنبدأ معاً في شرح

كتاب لمعة الاعتقاد لابن قدامة

http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/5.gif

سبب تسميته بهذا الاسم:

http://sl.glitter-graphics.net/pub/989/989315m7e7csuumd.gif

لمعة بمعنى المضيئة وهي بخلاف المظلمة وهي لمعة تضئ وتنير

والمراد أنها تنير الطريق لطالب الحق فهي لمعة بيضاء تضئ لصفائها وصحة دليلها لانها عقيدة مستمدة من الكتاب والسنة بخلاف غيرها من الكتب المظلمة التي تشكك الناس في عقائدهم
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/5.gif
الاعتقاد اي المعنى الذهني الجازم الموافق للكتاب والسنة وهو لذلك الاعتقاد الصحيح بخلاف عقيدة النصارى الذين يقولون أن الله ثلاثة فهي اعتقاد باطل لانها غير موافقة للكتاب والسنة

وخلاف عقيدة أهل التحريف الذين يقولون أن الاستواء (أي استواء الله على العرش) بمعنى الاستيلاء

فهي تسمى عقيدة لكونهم يجزمون بها ولكنها باطلةلانها غير موافقة للكتاب والسنة .
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/5.gif
مؤلفها :

http://sl.glitter-graphics.net/pub/989/989315m7e7csuumd.gif

موفق الدين ابومحمد عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي

امام معروف مشهور له مصنفات كثيرة في مختلف العلوم ومن أشهر كتبه (المغني ) وهواسم يدل على مسماه فهو موسوعة فقهية يذكر فيه اقوال العلماء على المذاهب الاربعة

وله كتاب روضة الناظر في أصول الفقه

ومن مؤلفاته:

http://sl.glitter-graphics.net/pub/989/989315m7e7csuumd.gif

(الكافي / العدة / المقنع / منهاج القاصدين).

مات سنة 620هـ عن ثمانين عاما
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/5.gif
موضوع هذه الرسالة :

http://sl.glitter-graphics.net/pub/989/989315m7e7csuumd.gif

في الاعتقاد وتنزيه الله تعالى وحقوقه على عباده ، وأدرج فيها أيضا من أمور الاعتقاد التي خالف أهل السنة فيها أهل الزيغ والضلال والبدع فتكلم عن الصحابة رضوان الله عليهم ،وأمهات المؤمنين وحقهم على المؤمنين ،والكلام عن الإمامة، وفيما يجب طاعة ولي الأمر...وغير ذلك من اعتقاد أهل السنة والجماعة
رابط الكتاب (المتن) لمن اراد تحميله
http://www.al-eman.com/booksD/viewtoc.asp?BID=316 (http://www.al-eman.com/booksD/viewtoc.asp?BID=316)
لاتنسونا من دعواتكم http://www.maktoobblog.com/userFiles/p/a/panoramamarocegypte/images/gnklqwe8ysqk.gif

هجرة إلى الله السلفية
03-13-2010, 09:08 AM
http://www.5h5h.com/upfiles/SpM97345.gif (http://www.5h5h.com/)


الحمد لله وكفى وصلاةعلى من اصطفى
حياكم الله جميعا وجمعنا على طاعته
هذا هو الدرس الثاني أسأل الله أن ينفع به
http://save.muslmh.com/09/fasl45.gif
قال المصنف:
( اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلْمَحْمُودِ بِكُلِّ لِسَانٍ )
http://www.falntyna.com/img/data/media/46/rosebutterflies.gif
· الحمد : ذكر أوصاف المحمود الكاملة وأفعاله الحميدة مع المحبة والتعظيم .
· والحمد أيضا هوالثناء بالجميل الإختياري أي الصفات التي إختارها الله سبحانه وتعالى لنفسه
فقول القائل : الحمد لله : أي أنه يخبر بمحاسن المحمود وهو الله محبة وتعظيماً .وهذا هو الفرق بين الحمد والمدح ،
فهما متشابهان في نفس الحروف لكن بترتيب مختلف فالمدح يذكر أوصاف الممدوح لكن لا يلزم ذلك أن يكون معه محبة ، أما الحمد فذكر الأوصاف الجميلة مع المحبة والتعظيم ، ولهذا جاء الحمد في حمد الله عز وجل (الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ) .
فالإنسان قد يمدح الإنسان ، لكن لا يلزم أن يحبه .
وكذلك يخلط البعض بين الحمد والشكرولكن الحمد غير الشكر فالحمد عرفناه أما الشكر فهوالثناء على النعمة المسداة كما أن الحمد يكون باللسان والقلب أما الشكر فيكون بللسان والقلب والجوارح
والحمد يكون على الجميل الاختياري وعلى النعم أما الشكر فيكون على النعم فقط بمعنى أن الحمد يكون بمقابل وبغير مقابل أما الشكر فبمقابل فقط والحمد هو رأس الشكر كما قال النبي (الحمد رأس الشكر ماشكر الله عبد لم يحمده )حديث حسن رواه البيهقي في شعب الايمان وقال الالباني ضعيف
· الحمد لله : فالله يحمد على جميع نعمه وعلى كل شيء ، فهو محمود على ما أمر به وعلى ما نهى عنه وعلى خلقه .
قال تعالى : (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ)
وكان صلى الله عليه وسلم يقول في الاعتدال من الركوع : ( ربنا ولك الحمد ، ملء السماء ، وملء الأرض ، وملء ما بينهما ، وملء ما شئت من شيء بعد ) .
· وقد أمرنا الله بحمده ، فقال تعالى : (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ) .
· ومما يحمد الله عليه :
- إنزال الكتاب .
قال تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَاً) .
- وعلى إرسال الرسل .
كما قال تعالى : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ) .
- وعلى خلق السماوات والأرض .
كما قال تعالى : (الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ) .
· قال شيخ الإسلام : ” الحمد نوعان :
حمد على إحسانه إلى عباده ، وهو الشكر .
وحمد لما يستحقه بنفسه من نعوت كماله ، وهذا الحمد لا يكون إلا لمن هو بنفسه مستحق للحمد ، وإنما يستحق ذلك من هو متصف بصفات الكمال “
· قال صلى الله عليه وسلم : ( أفضل الذكر لا إله إلا الله ، وأفضل الدعاء الحمد لله ) .
قال بعض العلماء : الحمد لله هي كلمة كل شاكر ، واستدلوا :
بقول أهل الجنة ( الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ) .
وبقول نوح عليه السلام ( الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين ) .
وبقول أهل الجنة أيضاً ( الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ) .
وبقول إبراهيم عليه السلام ( الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق ) .
وبقول داود وسليمان عليهما السلام ( الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين ) .
· الحمد لله : ( ال ) للاستغراق ، أي جميع المحامد لله تعالى ، فهو المستحق للحمد على الإطلاق .
كما كان صلي الله عليه وسلم يقول : ( ولك الحمد كله ) .
· بدأ بالحمد لله تأسياً بالكتاب العزيز واقتداء بالنبي .
فأول سورة بالقرآن افتتحت بالحمد لله رب العالمين .
وكان النبي يفتتح خطبه بالحمد لله .
قال المصنف :
(اَلْمَحْمُودِ بِكُلِّ لِسَانٍ) .
http://www.falntyna.com/img/data/media/46/rosebutterflies.gif
أي أن الله يحمده سبحانه كل المخلوقات وكل الموجودات ، فكل المخلوقات تحمده وتسبحه .
قال تعالى : (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ)
وقال تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ) .
وقال تعالى : (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ) .
وقال تعالى : (يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) .
· ومعنى تسبيح الجمادات : لها تسبيح حقيقي قد ألهمها الله إياه .
ولذلك قال تعالى : (وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ)
فقول بعضهم : تسبيح الجمادات دلالتها على صانعها قول ضعيف .
قال المصنف:
( اَلْمَعْبُودِ فِي كُلِّ زَمَانٍ )
http://www.falntyna.com/img/data/media/46/rosebutterflies.gif
· أي أن الله تعالى له العبودية .
والعبادة : هي الذل والخضوع ، وعبودية الله قسمان :
عامة : ومعناها أن كل الخلق مقهورون خاضعون لله سبحانه وتعالى ، يتصرف فيهم كيف يشاء ويحكم فيهم كما يريد .
كما قال تعالى : (إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً) .
وقال تعالى : (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ) .
وهذه العبودية لا يخرج منها أحد ، فهي تشمل جميع الخلق .
خاصة : وهي عبودية الطاعة العامة ( التي يتميز بها المؤمنون عن الكفار ) .
قال تعالى : ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً ) .
والعبودية هي أشرف الدرجات وقدوصف الله نبيه بالعبودية في أعلى المقامات وأجلها مثل: مقام الاسراء (سبحان الذي أسرى بعبده)
مقام التحدي (وإن كنتم في ريب ممانزلنا على عبدنا فأتوا بسورة..)
مفام الدعوة (لما قام عبد الله يدعوه)
وفي مقامانزال الكتاب (الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب)
وفي مقام الكفاية (أليس الله بكاف عبده)
وفي مقام الوحي(فأوحى إلى عبده ماأوحى)
ويوم القيامة عند الشدائد العظام يقول عيسى عليه السلام للناس اذهبوا الى محمد عبد غفر الله له
نكمل المرة القادمة ان شاء الله
جمعني الله واياكم على طاعته
http://rjaah.com/up2/files/jlosv4t6m0t0x6zclqq7.gif

هجرة إلى الله السلفية
03-16-2010, 11:23 AM
http://www.5h5h.com/upfiles/SpM97345.gif (http://www.5h5h.com/)

الدرس الثالث
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com4.gif

( اَلَّذِي لَا يَخْلُو مِنْ عِلْمِهِ مَكَانٌ )
فعلم الله سبحانه صفة ثابتة ،وعلمه كامل ، فإن الصفة فرع عن الذات فلما كان ذات الله جل في علاه كاملة كانت صفاته كاملة
مباحث علم الله تبارك وتعالى :
أولاً : علم الله شامل لكل شيء ، يشمل الجزئيات والكليات .
فالله عزوجل يعلم مافي الارض وما بداخلها وما يكون فيها وعليها من دقائق وعظائم ويعلم مافي السموات ومايعرج فيها وما ينزل منها ويعلم سبحانه مابينهما
قال تعالى ( وهو بكل شيء عليم ) .
وقال تعالى ( إن الله بكل شيء عليم ) .
وقال تعالى ( والله يعلم ما في السموات وما في الأرض ) .
ثانياً : يعلم الماضي والمستقبل .
قال تعالى ( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهـم ) [ ما بين أيديهم ] الحاضر والمستقبل [ وما خلفهم ] الماضي .
ثالثاً : يعلم الخفايا وما في الصدور .
قال تعالى ( إن الله عليم بذات الصدور ) .
رابعاً : علم الله لم يسبقه جهل ولا يلحقه نسيان .
قال تعالى ( ... قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى ) .
وقال تعالى ( وما كان ربك نسياً ) .
أما علم ابن آدم فمسبوق بجهل ويلحقه نسيان كما قال تعالى ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً ) .
وكما عرفنا ان الصفة فرع عن الذات فلما كان ذات الانسان ناقصة كان علمه ناقص
خامساً : يستوي في علم الله السر والعلانية ، والصغير والكبير والغيب والشهادة .
قال تعالى ( وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين ) .
وقال تعالى ( عالم الغيب والشهادة ) .
وقال تعالى ( والله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار . عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال . سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار ) .
سادساً : وليس شيء يصل إلى الأرض أو يصعد من الأرض إلى السماء إلا قد أحاط الله به علماً .
قال تعالى ( يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور ) .
سابعاً : قلة علمنا مهما بلغ .
قال تعالى ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ) .
ثامناً : يعلم الأمور التي لن تكون كيف تكون لو كانت .
كما قال تعالى عن الكفار حين يكونون في النار ( ولو ردوا لعادوا لما نهو عنه ) .وقال تعالى ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسـدتا )
سؤال : مالثمرة من معرفة هذه الصفة لله(العلم) ؟
1- الحذر من الوقوع في المعصية لأنه مطلع علينا.
2- تعظيم الله سبحانه وتعالى.
1- اخلاص النية وصدقها مع الله وتصفيتها من الاحقاد والغل والحسد ومن مقتضيات معرفة صفة الله العليم اثبات عموم علم الله وكماله وشموله.


(وَلَا يَشْغَلُهُ شَأْنٌ عَنْ شَأْنٍ )
اي لايشغله حال عن حال ولايشغله أمر عن أمر ولاخطب عن خطب
لكمال صفاته سبحانه وتعالى وعلمه .
فالله عز وجل لكمال صفاته لا ينشغل بسماع هذا عن هذا ، بل يدعوه مئات الألوف ويجيب من يجيبه منهم ، فيسمع في وقت واحد دعاء الداعين وأنين المتضرعين مهما كانت لغاتهم وأجناسهم .
لا يشغله فعله عن فعل ، يخلق ويرزق ، ويحي ويميت ، يعطي هذا ويمنع هذا في نفس اللحظة .
يذل ويفقر ، ويعز ويذل ، فهو سبحانه يدبر أمر المخلوقات كلها ، لماذا ؟ لكمال قدرته سبحانه وكمال علمه .
لكن ابن آدم لعجزه ونقصه
لا يستطيع أن يسمع إلى شخصين في وقت واحد
ولا يستطيع أن يدبر أكثر من عمل في وقت واحد .
ولايمكنه أن يعمل عملين في ذات الوقت وإن فعل فإنه يصيبه التعب والجهد والارهاق.
قال تعالى : (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) .
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com4.gif

( جَلَّ عَنْ اَلْأَشْبَاهِ وَالْأَنْدَادِ )
جل : أي عظم وتنزه ، أي تباعد .
الأشباه : جمع شبيه ، وهو الكفء .
الأنداد : جمع ند ، وهو المثيل .
فالله تعالى منزه عن الأشباه والأنداد ، فلا شبيه له ولا ند .
قال تعالى : (فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) .
وقال تعالى : (وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ) أي لا يكافئه أحد و
نفى الكفء لكمال صفاته .
.جاء اليهود إلى رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه فقالوا له صف لنا ربك الذي تعبد .
فنزلت (قل هو الله أحد....) سورة الاخلاص
قال النبي صلوات ربي وسلامه عليه هذه صفة ربي
ومعناها : أحد اي لايقبل التعدد والكثرة ليس له شريك في الذات أو الصفات أوالافعال .
الصمد : اي الذي تفتقر إليه جميع المخلوقات مع استغناؤه عن كل موجود،يقصده العباد في الشدائد ويحتاج إليه كل مخلوق.
وهو لايأكل ولايشرب فالذي يأكل ويشرب لايستحق أن يكون إله لأن هذا نقص والاله كامل وذلك بدليل قوله تعالى في عيسى عليه السلام وامه (كانا يأكلان الطعام...) وهذا دليل ورد على النصاري انه ليس إله لأن الضعيف هوالذي يحتاج الطعام ويموت بدونه أما الله فهو منزه عن كل نقص
قال تعالى : ( فلا تضربوا لله الأمثال ) اي لاتشبهوه بشئ
فائدة :لماذا سميت سورة الاخلاص بهذا؟
قيل لان الله أخلصها لنفسه
وقيل لأن من قرأها أخلص لله.
فائدة 2: لماذا قيل أنها تعدل ثلث القرآن؟
قيل لأن القرآن كله ثلاثة اقسام: (توحيد / قصص وعبر فيها وعدو وعيد / أحكام اي أوامر ونواهي).
وهي شملت التوحيد لذا كانت ثلث القرآن
ولأنه ثبت بالتواتر من الاحاديث أنها ثلث القرآن .
روى مسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( احشدوا [ أي اجتمعوا ] . فإن سأقرأ عليكم ثلث القرآن ) فحشد من حشد . ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم فقرأ : قل هو الله أحد . ثم دخل فقال : بعضنا لبعض : إني أرى هذا خبر جاءه من السماء فذاك الذي أدخله . ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( إني قلت لكم :سأقرأ عليكم ثلث القرآن . ألا إنها تعدل ثلث القرآن ) .
فضل سورة الاخلاص:
أنها جمعت الأصول الجامعة لوصف الله
كما أنها ضربت أصول التشبيه عند النصارى واليهود وأبطلتها
ولأنها أصل التوحيد الأصيل.
ولأنها صفة الرحمن بالمتواتر
بينت فضل الاسماء الحسنى وما لها من مكانة.

وكذلك جل الله عن الانداد
قال تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ) .
وأعظم ذنب أن تجعل لله نداً وهو خلقك .
أن تجعل المخلوق الضعيف والناقص الذي لايقدر شبيه للكامل القادر القوي الصمد
لحديث ابن مسعود : ( قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم ؟ فقال : أن تجعل لله نداً وهو خلقك ) .
فائدة 3:
عند ورود نفى الله سبحانه لصفة ما أونفيها عنه نبيه صلى الله عليه وسلم علينا الوقوف معها موقفين:
1- ننفيها لأن الله عزوجل أو رسوله صلى الله عليه وسلم نفاها
2- أن أثبت ضدها.
ذلك لأن النفي المحض ليس فيه كمال
كما أنه لا يتضمن مدحا لذا لابد من الموقفين معا..
مثال :نفى الله عن نفسه الظلم
اذاً نقول :
1- الله لايظلم
2- اثبت كمال عدله.
مثال اخر: نفى الله عن نفسه النوم
اذاً
1- لاينام
2- اثبت كمال قيوميته.
سؤال هذه المحاضرة عليكم الاجابة عنه في صفحتكم
نقول الله سبحانه لايظلم فهذا كمال ولكن الجدار ايضا لايظلم فهل هذاكمال؟وما الفرق؟

هجرة إلى الله السلفية
03-20-2010, 09:33 AM
(http://www.5h5h.com/)http://www.5h5h.com/upfiles/SpM97345.gif (http://www.5h5h.com/)

الدرس الرابع
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com4.gif


( وَتَنَزَّهَ عَنْ اَلصَّاحِبَةِ وَالْأَوْلَادِ )
تنزه : تقدس . الصاحبة : الزوجة .
فالله عزوجل تقدس أن يكون له شبيه ومثيل ومكافئ من خلقه
وتنزه عن الصاحبة والاولاد فإن اتخاذ الزوجة يدل على الاحتياج وهذا في المخلوقات نقص والله عزوجل منزه عن ذلك وعن كل حاجة ونقص
فالله عز وجل منزه عن الزوجة والولد ، وذلك لكمال غناه .
فالله سبحانه لا يحتاج إلى الولد وإلى الزوجة ، إنما يحتاجهما المخلوق الضعيف فالمخلوق يحتاج لزوجة تعفه وتعينه وتوفر له حياة أسرية هادئة توفر له مأكله وملبسه وإذا مرض يحتاج أن تعوده وتمرضه وتخفف عنه كما أنه يحتاج للولد وذلك لمساعدته على المعيشة ومعاونته في كبره وخدمته
فابن أدم ضعيف يحتاج لمن يقويه وهو قوى بأولاده وأهله
أما الله الغني القوى القادر الصمد لايحتاج لشئ أو لأحد والكل محتاج إليه سبحانه .
فهوسبحانه لم يلد لأنه ليس له صاحبة فهوغني ومنزه عن ذلك.
ولم يولد لأنه لو كان مولود لكان مسبوق بوالد والله منزه عن ذلك.
قال تعالى : (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ) .وقال تعالى : (وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً) .
وقال تعالى : (قَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ) .
وقال تعالى : (وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً) .
وقال تعالى : (لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَّاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) .
والذين وصفوه بأن له ولداً :
النصارى الذين قالوا : إن المسيح ابن الله .
واليهود قالوا : عزير ابن الله .
كما قال تعالى ( وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ) .وأهل الجاهلية من المشركين الذين قالوا : الملائكة بنات الله .
وقال تعالى ( وجعلوا لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون ) .
قال تعالى : (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً . لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً) .
إداً : أي عظيما تشقق السموات والارض من شناعته
وقال صلى الله عليه وسلم (كذبني آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك : أما شتمه إياي قوله إن لي ولداً .. ) .
فائدة :- من ادعى أن لله ولد فقد شتم الله عزوجل وهل هناك مسبة أكبر من جعل ولد لله سبحانه وتعالى فهذا تنقيص والله عز وجل منزه عن النقائص والعيوب
مالفائدة السلوكية التي نستفيدها ؟
· تعظيم الله
· تخليص العبادة لله وحده لأنه وحده المستحق لذلك
· حمده لكماله وكمال صفاته

http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com4.gif
( وَنَفَذَ حُكْمُهُ فِي جَمِيعِ اَلْعِبَادِ )
أي أن حكمه سبحانه نافذ وواقع في جميع العباد .
قال تعالى : ( إن الحكم إلا لله ) .
فلا راد لقضائه ولا معقب لحكمه ، أي فلا يرد قضاء الله راد ولا يعقب أي يؤخر حكمه مؤخر ، بل هو الواحد القهار .
فلا بد أن ينفذ حكم الله في وقته .
قال تعالى : (إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ) .
وقال تعالى : (لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) .
( بخلاف المخلوق فإنه إذا قضى أمراً فإنه قد يتم وقد لا يتم ، فمن حكم عليه بالغنى استغنى ، ومن حكم عليه بالفقر افتقر ، ومن حكم عليه بالمرض مرض أو الصحة أو الهداية أو الضلال أو الجهل أو العلم نفـذ حكمه في جميع البلاد وفي جميع العباد ) .
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com4.gif
(لَا تُمَثِّلُهُ اَلْعُقُولُ بِالتَّفْكِيرِ, وَلَا تَتَوَهَّمُهُ اَلْقُلُوبُ بِالتَّصْوِيرِ) .
التوهم : الظن .
أي أن العقول والقلوب تعجز أن تصل إلى تمثيله .
لقوله تعالى : (وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً) أي مهما فكروا ومهما سألوا لا يحيطون به علماً .
وقال تعالى : (وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء) .
فالله لكمال عظمته لا يحيط به العباد ، وهم يعلمونه سبحانه .
كما أنه تعالى يرى يوم القيامة ، لكن لا يحاط به سبحانه وتعالى لكمال عظمته ، وهو أكبر من كل شيء .
- فالله أمر بالتفكر في مخلوقاته وآياته لا في ذاته .
قال تعالى (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) .
وقال تعالى (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ) .
فمهما تفكرت في ذات الله لن تصل إلى شئ لأنه أعظم وأكبر من كل ذلك .
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com4.gif

(http://www.5h5h.com/)

هجرة إلى الله السلفية
03-23-2010, 09:47 AM
http://www.5h5h.com/upfiles/SpM97345.gif (http://www.5h5h.com/)
الدرس الخامس
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com4.gif



(لَهُ اَلْأَسْمَاءُ اَلْحُسْنَى) .


http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com4.gif

مباحث أسماء الله الحسنى :
أولاً : أنها كلها حسنى بالغة الحسن غايته ، فليس فيها نقص بوجه من الوجوه ولا بحال من الأحوال .
وقد ذكر سبحانه أن له الأسماء الحسنى في أربعة مواضع من القرآن الكريم :
قال تعالى : (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) .
وقال تعالى : (قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى) .
وقال تعالى : (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى) .
وقال تعالى : (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى) .
مثال : ( الحي ) من أسماء الله متضمن للحياة الكاملة التي لم تسبق بعدم ولا يلحقها زوال .
مثال : ( العليم ) اسم من أسماء الله تعالى متضمن للعلم الكامل الذي لم يسبق بجهل ولا يلحقه نسيان .
ثانياً : أسماء الله غير محصورة بعدد معين .
لقوله صلى الله عليه وسلم: ( أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) . رواه أحمد
وما استأثر الله تعالى به في علم الغيب لا يمكن لأحد حصره ولا الإحاطة به فإن قيل : ما الجواب عن قوله صلى الله عليه وسلم: ( إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة ) متفق عليه ؟
قال العلماء : هذا لا يدل على الحصر بهذا العدد ، ولو كان المراد الحصر لكانت العبارة : إن أسماء الله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة .
ثالثاً : لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم تعيين هذه الأسماء والحديث المروي في تعيينها ضعيف ، وقد رواه الترمذي وغيره .
قال ابن تيمية : ” تعيينها ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم باتفاق أهل المعرفة بحديثه “ .
رابعاً : أسماء الله توقيفية ، فليس لنا أن نسمي الله بما لم يسمي به نفسه .
لقوله تعالى : (وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) .وإثبات اسم لله لم يسم به نفسه هذا من القول عليه بلا علم .
ولقوله صلى الله عليه وسلم : (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) وإثبات اسم لله لم يسم به نفسه من قفو ما ليس لنا به علم .
ولقوله صلى الله عليه وسلم: (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى) والحسنى البالغة في الحسن كماله ، وأنت إذا سميت الله باسم ، فليس عندك أنه بلغ كمال الحسن ، بل قد تسميه باسم تظن أنه حسن ، وهو سيء ليس بحسن .
خامساً : أسماء الله مشتقة ، أي أن كل اسم يتضمن الصفة التي اشتق منها .
ولولا ذلك لم تكن حسنى .ويقصد بالاشتقاق اي ان لها أصل تعود إليه ومعنى ، وانها ليست اسماء جوفاء مفرغة من معانيها،

الخلاق : يضمن صفة الخلق .
العليم : يتضمن صفة العلم .
السميع : يتضمن صفة السمع .
وليس معنى ذلك أن صفات الله كلها يشتق منها اسماء بل منها ما وصف بها نفسه سبحانه مطلقا كما في قوله :( الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم) الروم 40
ومنها أفعال اطلقها الله على نفسه على سبيل الجزاء والمقابلة وهي فيما سيقت له مدح وكمال كقوله تعالى :(يخادعون الله وهو خادعهم)النساء 142 فلا يشتق منها اسم لله ولايقال انه مخادع تعالى الله عن ذلك
كما سيأتي تفصيله ان شاء الله

( وَالصِّفَاتُ اَلْعُلَى )


http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com4.gif

أي أن صفات الله كلها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه ، كالحياة والقدرة والعلم والسمع والبصر وغير ذلك
لقوله تعالى : ( ولله المثل الأعلى ) .
ولأن الرب كامل فوجب له كمال صفاته .
مثال : صفة العلم ، صفة كاملة فهي تتضمن العلم الكامل الذي لم يسبق بجهل ولم يلحق بزوال ، وعلمه سبحانه يشمل الجزئيات والكليات والماضي والمستقبل وما كان وما لم يكن لو كان كيف يكون .
مثال آخر : الحياة ، صفة لله عز وجل متضمنة للحياة الكاملة التي لم يسبقها عدم ولا يلحقها زوال .

(الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) .

سيأتي شرح هذه الآيات ضمن آيات الصفات .


(أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا )


http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com4.gif

كما قال تعالى : ( وإن الله قد أحاط بكل شيء علماً ) .
وقال تعالى : ( والله من ورائهم محيط ) .
وقال تعالى : ( ألا إنه بكل شيء محيط ) .
ففي هذه الآيات وغيرها إحاطة الرب سبحانه وتعالى بالعالم . ( سبقت مباحث العلم )
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com4.gif

(وَقَهَرَ كُلَّ مَخْلُوقٍ عِزَّةً وَحُكْمًا)


http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com4.gif

القهر القوة والغلبة .
أي فلا يخرج أحد عن قهر الله مهما كان ، فهو سبحانه قوي عزيز .
قال تعالى : ( وهو العزيز الحكيم )
وقال تعالى : ( وكان الله قوياً عزيزاً ) .
وعزة الله لها ثلاث معانٍ :
عزة القدْر : ومعناه أن الله ذو قدر شريف كما قال النبي r ( السيد الله ) .
عزة القهر : أي القاهر لكل شيء لا يُغلب بل هو الغالب قال تعالى ( وهو القاهر فوق عباده ) .
عزة الامتناع : أي أنه عز وجل يمتنع أن يناله سوء أو نقص .

( وَوَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا ) .


http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com4.gif

أي أن الله علمه واسع ، وكذلك رحمته .
كما قال تعالى : ( ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً )غافر 7 .
قال تعالى : (وسع ربنا كل شئ علما)الاعراف 89
وقال تعالى:(وسع ربي كل شئ علما)الانعام 80
وقال : ( ورحمتي وسعت كل شيء ) الاعراف 156. ( سبق الكلام عن العلم ) .


مَوْصُوفٌ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فِي كِتَابِهِ اَلْعَظِيمِ, وَعَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ اَلْكَرِيمِ .


وَكُلُّ مَا جَاءَ فِي اَلْقُرْآنِ, أَوْ صَحَّ عَنْ اَلْمُصْطَفَى -عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ- مِنْ صِفَاتِ اَلرَّحْمَنِ


وَجَبَ اَلْإِيمَانُ بِهِ, وَتَلَقِّيهِ بِالتَّسْلِيمِ وَالْقَبُولِ, وَتَرْكُ اَلتَّعَرُّضِ لَهُ بِالرَّدِّ وَالتَّأْوِيلِ, وَالتَّشْبِيهِ وَالتَّمْثِيلِ .

هذه قاعدة من قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات ، وهذه القاعدة هي :
إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه ، أو على لسان رسوله e من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل .
فإذا جاءتنا صفة ، كالوجه مثلاً في قوله تعالى : ( ويبقى وجه ربك ) فإننا نقول : نثبت لله صفة الوجه إثباتاً يليق بجلاله من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل ، وهكذا بقية الصفات .
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com4.gif

هجرة إلى الله السلفية
03-27-2010, 06:21 AM
http://www.5h5h.com/upfiles/SpM97345.gif (http://www.5h5h.com/)

الدرس السادس
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com4.gif
ملحوظة :جرى تعديل بسيط في الدرس السابق يرجى الرجوع إليه ثانية
وتصحيح للآية (وسعت كل شئ رحمة وعلما) وجزاكم الله خيرا
أبدأ بالرجوع قليلا لنهاية الدرس السابق ليتصل الكلام:
قول المصنف:

مَوْصُوفٌ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فِي كِتَابِهِ اَلْعَظِيمِ, وَعَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ اَلْكَرِيمِ .


وَكُلُّ مَا جَاءَ فِي اَلْقُرْآنِ, أَوْ صَحَّ عَنْ اَلْمُصْطَفَى -عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ- مِنْ صِفَاتِ اَلرَّحْمَنِ


وَجَبَ اَلْإِيمَانُ بِهِ, وَتَلَقِّيهِ بِالتَّسْلِيمِ وَالْقَبُولِ, وَتَرْكُ اَلتَّعَرُّضِ لَهُ بِالرَّدِّ وَالتَّأْوِيلِ, وَالتَّشْبِيهِ وَالتَّمْثِيلِ .


http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com4.gif

الشرح :
هذه قاعدة من قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات ، وهذه القاعدة هي :
إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه ، أو على لسان رسوله e من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل .
فإذا جاءتنا صفة ، كالوجه مثلاً في قوله تعالى : ( ويبقى وجه ربك ) فإننا نقول : نثبت لله صفة الوجه إثباتاً يليق بجلاله من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل ، وهكذا بقية الصفات .
إذاً يجب أن نثبت الصفة إذا ثبتت بالقرآن أو السنة ، ونجتنب أربعة أمور :
الأول : الرد ، كتعطيلها .
والتعطيل هو : إنكار ما يجب لله من الأسماء والصفات ، إما كلياً كتعطيل الجهمية ، وإما جزئياً كالأشعرية الذين لم يثبتوا من الصفات إلا سبع صفات مجموعة في هذا البيت :

حَيٌّ عليمٌ قديرٌ والكلامُ له إرادةٌ وكذلك السمع والبصر .

فأهل السنة والجماعة يثبتون ولا يعطلون ولا يردون أي اسم من أسماء الله أو أي صفة من صفات الله ، بل يقرون بها إقراراً كاملاً .
الثاني : التأويل ( لو قال المؤلف : التحريف لكان أفضل ) .
هو التغيير والتبديل ، وينقسم إلى قسمين :
1 – تحريف لفظ ، مثل قول الجهمية والأشاعرة في قوله تعالى : ( استوى ) استولى .
2 – تغيير المعنى ، وهذا أكثر انتشاراً . مثل تفسير بعض المبتدعة الغضب بإرادة الانتقام ، وقولهم إن المراد باليدين النعمة والقدرة .
الثالث : التمثيل والتشبيه .
وهو إثبات مماثل للشيء ، كأن يقول : يدي الله كأيدينا ، وسمعه كسمعنا .
فأهل السنة يتبرؤون من تمثيل الله بخلقه لا في ذاته ولا في صفاته ، ويثبتون لله الصفات بدون مماثلة .
يقولون إن لله حياة ليس كحياتنا ، وله وجه ليس كوجوهنا ، وله يد ليست كأيدينا .
الدليل على تحريم التمثيل قوله تعالى : ( ليس كمثله شيء ) فهو نص صريح بعدم التمثيل .
الفرق بين التشبيه والتمثيل ، التمثيل سبق ، أنه إثبات مثيل للشيء .
وأما التشبيه فإثبات مشابه له .
فالتمثيل يقتضي المماثلة وهي المساواة من كل وجه ( كقولهم له وجه كوجوهنا ) .
والتشبيه يقتضي المشابهة ، وهي المساواة في أكثر الصفات .
ومما يتجنب في صفات الله عز وجل :
التكييف .
وهو حكاية كيفية الصفة ، كقول القائل : كيفية يد الله كذا وكذا ، أو يقول : استواء الله على عرشه كيفيته كذا وكذا .
والدليل على تحريمه قوله تعالى : ( وأن تقولا على الله ما لا تعلمون ) .
فإذا جاء رجل وقال : إن الله استوى على العرش على هذه الكيفية ، ككيفية استوائي على السرير ، ووصف كيفية معينة فإن هذا قال على الله ما لا يعلم ، لأن الله أخبرنا بأنه استوى على العرش ولم يخبرنا كيف استوى .
وسيأتي كلام الإمام مالك في ذلك وشرحه .
قال المصنف:
وَمَا أَشْكَلَ مِنْ ذَلِكَ وَجَبَ إِثْبَاتُهُ لَفْظًا, وَتَرْكُ اَلتَّعَرُّضِ لِمَعْنَاهُ, وَنَرُدُّ عِلْمَهُ إِلَى قَائِلِهِ, وَنَجْعَلُ عُهْدَتَهُ عَلَى نَاقِلِهِ, اِتِّبَاعًا لِطَرِيقِ اَلرَّاسِخِينَ فِي اَلْعِلْمِ, اَلَّذِينَ أَثْنَى اَللَّهُ عَلَيْهِمْ فِي كِتَابِهِ اَلْمُبِينِ بِقَوْلِهِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا) وَقَالَ فِي ذَمِّ مُبْتَغِي اَلتَّأْوِيلِ لِمُتَشَابِه تَنْزِيلِهِ (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّه) فَجَعَلَ اِبْتِغَاءَ اَلتَّأْوِيلِ عَلَامَةً عَلَى اَلزَّيْغِ, وَقَرَنَهُ بِابْتِغَاءِ اَلْفِتْنَةِ ( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّه) .
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com4.gif
الشرح
أولاً : النصوص تنقسم إلى قسمين :
محكمة – ومتشابهة .
المحكمة : واضحة المعنى لا إشكال فيها .
مثل : إثبات العلم ( إن الله بكل شيء عليم ) والقدرة ( وكان الله على كل شيء قديراً ) وغيرها .
متشابهة : ما لم يتضح معناه لإجمال في دلالته أو لقصر في فهم قارئة .
والدليل على هذا التقسيم : قوله تعالى ( هو الذي أنزل عليك الكـتاب منه آيات محكمات هـن أم الكتاب وآخر متشابهات ) .
ثانياً : طريقة أهل الحق الراسخين في العلم عند المتشابه :
هي رد المتشابه إلى المحكم ويفسر به ويزول بذلك الإشكال .
وطريقة أهل الزيغ : هو اتباع المتشابه ونشره .
لسببين :
صد الناس عن دينهم قال تعالى ( ابتغاء الفتنة ) .
ولتفسيره على مرادهم قال تعالى ( وابتغاء تأويله ) .
أمثلة :
قوله تعالى ( وهو معكم أينما كنتم ) تمسك بها أهل الزيغ فقالوا : إن الله مختلط بخلقه .
فاتبعوا المتشابه وتركوا النصوص المحكمة المتواترة الكثيرة التي يزيد أفرادهــا على ثلاث آلاف دليل على علو الله تبارك وتعالى .
فأهل الحق يردون المتشابه للمحكم ويفسرونه به ، ويردون المتشابه إليه وتتفق النصوص وتتضح .
فأهل الزيغ يتركون النصوص الكثيرة المتواترة في علو الله – ويتمسكون بدليل واحد من المتشابه .
مثال آخر :
قوله صلى الله عليه وسلم ( إذا صلى أحدكم فلا يبصق قبل وجهه فإن الله قبل وجهه ) .
قالوا أهل الزيغ: إن الله أمامنا في الجدار . ( نعوذ بالله من طريقة أهل الزيغ ) .
طريقة أهل الحق : نقول هذا من المتشابه – نرده إلى المحكم ؟؟ ما هو المحكم ؟؟ النصوص الكثيرة التي دلت على علو الله وكما ذكرت من قبل ، أكثر من ثلاثة آلاف دليل ( وهو العلي الكبير ) ( يخافون ربهم من فوقهم ) ( وهو القاهر فوق عباده ) ( إليه يصعد الكلم الطيب ) ( تعرج الملائكة إليه .. ) وكثير جداً ( وسيأتي مبحث العلو ) .
وهذه القاعدة ( وهي رد المتشابه إلى المحكم ) عامة في نصوص الكتاب والسنة .
مازال هناك بقية لذلك لكن نكمل المرة القادمة ان شاء الله
ليسهل تحصيلكم للدرس
استودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com4.gif

هجرة إلى الله السلفية
03-30-2010, 05:03 AM
http://www.5h5h.com/upfiles/SpM97345.gif (http://www.5h5h.com/)
الدرس السابع
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com4.gif

.
ثالثاً : يجب الحذر من أهل الزيغ الذين يتبعون المتشابه .
قال صلى الله عليه وسلم( إذا رأيتم الذين يتبعون المتشابه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم ) .
(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) .
( هو الذي أنزل عليك الكتاب ) أي أنزل عليك يا محمود القرآن العظيم .
( فيه آيات محكمات ) أي فيه آيات بينات واضحات الدلالة ، لا التباس فيهال ولا غموض كآيات الحلال والحرام .
( هنّ أم الكتاب ) أي هذه الآيات الواضحات هنّ أصل الكتاب وأساسه .
( وأخر متشابهات ) أي وفيه آيات أُخَر فيها اشتباه في الدلالة على كثير من الناس ، فمن ردّ المتشابه إلى الواضح المحكم فقد اهتدى ، وإن عكس فقد ضل ، ولهذا قال تعالى :
( فأما الذين في قلوبهم زيغ ) أي مرض وانحراف وسوء قصدهم .
( فيتبعون ما تشابه منه) أي يأخذون ويتبعون المتشابه ويستدلون به على مقالاتهم الباطلة وآرائهم الزائفة .
( ابتغاء الفتنة ) أي طلباً لفتنة الناس في دينهم .
( وابتغاء تأويله ) أي تفسيره وتأويله على مشاربهم ومذاهبهم ليضلوا ويضلوا .
(وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون ... )سيأتي شرحها بعد قليل .
· قال بعضهم : إن هذه الآية تدل على أن هناك في القرآن شيئاً لا يعلم معناه إلا الله تعالى .
ورد هذا الكلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في التدمرية ، حيث قال رحمه الله : ” ما أخبرنا الله به عن نفسه فهو معلوم من جهة ومجهول من جهة ، معلوم لنا من جهة المعنى ومجهول لنا من جهة الكيفية .
أما كونه معلوم لنا من جهة المعنى فثابت بدلالة السمع والعقل .
فمن أدلة السمع قوله تعالى : ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب ) .
وقوله تعالى : ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) .
فحث الله على تدبر القرآن كله ولم يستثن شيئاً منه ، ووبخ من لم يتدبره وبين أن الحكمة من إنزاله : أن يتدبره الذين أنزل إليهم ويتعظ به أصحاب العقول ، ولولا أن له معنى يُعلم بالتدبر لكان الحث على تدبره من لغو القول ، ولكان الاشتغال بتدبره من إضاعة الوقت ولفاتت الحكمة من إنزاله ولما حسن التوبيخ على تركه .
والحث على تدبر القرآن شامل لتدبر جميع آياته الخبرية العلمية والحكمية العملية ، فكما أننا مأمورون بتدبر آيات الأحكام لفهم معناها والعمل بمقتضاها - إذ لا يمكن العمل بها بدون فهم معناها- فكذلك نحن مأمورون بتدبر آيات الأخبار لفهم معناها واعتقاد مقتضاها والثناء على الله تعالى بها – إذ لا يمكن اعتقاد مالا نفهمه أو الثناء على الله تعالى به .
وأما دلالة العقل على فهم معاني ما أخبر الله تعالى به عن نفسه ، فمن وجهين :
الأول : أن ما أخبر الله تعالى به عن نفسه أعلى مراتب الإخبار ، فمن المحال أن يكون ما أخبر الله تعالى عن نفسه مجهول المعنى ، وما أخبر به عن فرعون وهامان وقارون وعن قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم معلوم المعنى ، مع أن ضرورة الخلق لفهم معنى ما أخبر الله به عن نفسه أعظم وأشد .
الثاني : أنه من المحال أن يُنزل الله تعالى على عباده كتاباً يعرفهم به بأسمائه وصفاته وأفعاله وأحكامه ، ويصفه بأنه عليٌّ حكيم كريم عظيم مجيد مبين
بلسان عربي ، ليعقل ويفهم ، ثم تكون كلماته في أعظم المطالب غير معلومة المعنى بمنزلة الحروف الهجائية التي لا يعلمها الناس إلا أماني ولا يخرجون بعلمها عن صفة الأمية ، كما قال تعالى : ( ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني ) .
فإن قلت : ما الجواب عن قوله تعالى : ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب ) ؟
قلنا الجواب : أن للسلف في الوقف في هذه الآية قولين :
أولاً : الوقف عند قوله تعالى : ( إلا الله ) وهو قول جمهور السلف والخلف وبناء عليه يكون المراد بالتأويل في قوله : ( وما يعلم تأويله إلا الله ) الحقيقة التي يؤول الكلام إليها ، لا التفسير الذي هو بيان المعنى ، فتأويل آيات الصفات - على هذا – هو حقيقة تلك الصفات وكنْهها ، وهذا من الأمور الغيبية التي لا يدركها العقل ، ولم يرد بها السمع فلا يعلمها إلا الله .
ثانياً : الوصل ، فلا يقفون على قوله : ( إلا الله ) وهو قول جماعة من السلف والخلف ، وبناء عليه يكون المراد بالتأويل في قوله ( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ) التفسير الذي هو بيان المعنى ، وهذا معلوم للراسخين في العلم ، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما : ( أنا من الراسخين الذين يعلمون تأويله ) وقال مجاهد : ( عرضت المصحف على ابن عباس من فاتحته إلى خاتمته أوقفه عند كل آيات وأسأله عن تفسيرها ؟
وبهذا يتبين أن الآية لا تدل على أن في القرآن شيئاً لا يعلم معناه إلا الله تعالى ، وإنما تدل على أن في القرآن شيئاً لا يعلم حقيقته وكنهه إلا الله على قراءة الوقف ، وتدل على أن الراسخين في العلم يعلمون معنى المتشابه الذي يخفى على كثير من الناس على قراءة الوصل .
وعلى هذا ، فلا تُعارضُ ما ذكرناه من أنه ليس في القرآن شيء لا يعلم معناه .

http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com4.gif


الترغيب في السنة والتحذير من البدعة

وَقَدْ أُمِرْنَا بِالِاقْتِفَاءِ لِآثَارِهِمْ, وَالِاهْتِدَاءِ بِمَنَارِهِمْ
وَحُذِّرْنَا اَلْمُحْدَثَاتِ, وَأُخْبِرْنَا أَنَّهَا مِنْ اَلضَّلَالَاتِ, فَقَالَ اَلنَّبِيُّ e : ( عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ اَلْخُلَفَاءِ اَلرَّاشِدِينَ اَلْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي, عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ, وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ اَلْأُمُورِ, فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ, وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ) .
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أتبعوا ولاتبتدعوا فقد كفيتم .
وقال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه كلاماً معناه : ( قف حيث وقف القوم ، فإنهم عن علم وقفوا ، وببصر نافذ كفوا ، وهم على كشفها كانوا أقوى، وبالفضل لو كانوا فيها أحرى، فلئن قلتم : حدث بعدهم، فما أحدثه إلا من خالف هديهم، ورغب عن سنتهم ، ولقد وصفوا منه ما يشفي ، وتكلموا منه ما يكفي ، فما فوقهم محسر ، وما دونهم مقصر ، لقد قصر عنهم قوم فجفوا ، وتجاوزهم آخرون فغلوا ، وإنهم فيما بين ذلك لعلى هدى مستقيم .
وقال الإمام أبو عمر t: ( عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس ، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول ).
أولاً : تعريف البدعة :
البدعة لغة : الشيء المستحدث .
واصطلاحاً : التعبد لله بما ليس عليه النبي e ولا خلفاؤه الراشدون .
وأما الأمور العادية التي تتبع العادة والعرف ، فهذه لا تسمى بدعة في الدين وإن كانت تسمى بدعة في اللغة ، لكن ليست بدعة في الدين ، وليست هي التي حذر منها رسول الله e ، والبدع الدنيوية كثيرة جداً ، منها مثلاً في المباني والمساكن والفرش والكراسي وغيرها .
ثانياً : البدعة حرام .
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من البدع .
فعن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) . متفق عليه
قال النووي : ” هذا الحديث مما ينبغي حفظه واستعماله في إبطال المنكرات وإشاعة الاستدلال بها “ .
قال الشيخ الألباني : ” وهذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام وهو من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم ، فإنه صريح في رد وإبطال كل البدع والمحدثات “ .
وقال : ( وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) .
وهذا عام ، فكل بدعة ضلالة ، فليس هناك بدعة حسنة أو سيئة ، لأن هذا لفظ عام من أفصح الخلق . صلى الله عليه وسلم
( محدثات ) الأمر المحدث . ( الأمور ) الدينية . ( إياكم ) احذروا .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة ) .
ثالثاً : البدعة تستلزم محاذير .
1- تكذيب القرآن ، لأن الله يقول : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) لأنه إذا جاء ببدعة جديدة يعتبرها ديناً فمقتضاها أن الدين لم يكمل .
2- القدح في الشريعة وأنها لم تكتمل .
3- القدح في المسلمين الذين لم يأتوا بها ، فكل من سبق هذه البدع دينهم ناقص ؟؟ وهذا خطير !! .
رابعاً : من أقوال السلف :
قال مجاهد في قوله تعالى : ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ) : ” قال البدع والشبهات “ .
وروى ابن أبي الدنيا في كتاب ( العيال ) : ( أن عطاء قال : سئلت عائشة عن العقيقة ، قيل لها : أرأيت إن نحر إنساناً جزوراً ؟ فقالت : السنة أفضل ) .
وعن عمر بن الخطاب أنه لمّا قبّل الحجر الأسود قال : ( إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلميقبلك ما قبلتك ) . متفق عليه
وعن مجاهد قال : ( كنت مع ابن عمر فثوّب رجل في الظهر أو العصر ، فقال : اخرج بنا فإن هذه بدعة ) . رواه أبو داود
وعن نافع أن رجلاً عطس إلى جنب ابن عمر فقال : الحمد لله والسلام على رسول الله ، فقال ابن عمر : وأنا أقول : الحمد لله والسلام على رسول الله ،
وليس هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، علمنا أن نقول : الحمد لله رب العالمين ) . رواه الترمذي والحاكم
قال ابن مسعود : ” اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم ، وكل بدعة ضلالة ) . رواه أبو خيثمة
وقال : ” اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة “ . رواه ابن المبارك في الزهد
وكان أبو الأحوص يقول لنفسه : ” يا سلاّم نَمْ على سنة ، خير من أن تقوم على بدعة “ .
وقال إبراهيم النخعي : ” لو أن أصحاب محمد مسحوا على ظُفُر ، لما غسلته التماس الفضل في اتباعهم “ . رواه الدارمي
وما أجمل تقرير الله سبحانه في ذلك : ” ( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) أي خيرٌ عملاً ، ولم يقل : أكثر عملاً “ .
كما قال ابن كثير في تفسيره : ” ومن لم تسعه طريقة الرسول e وطريقة المؤمنين السابقين فلا وسّع الله عليه “ .
قال قتادة : ” إن الرجل إذا ابتدع بدعة ينبغي لها أن تُذكر حتى تُحذر “ .
قال ابن الماجشون : ” سمعت مالكاً يقول : من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة ، لأن الله يقول : ( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) فما لم يكن يومئذٍ ديناً ، فلا يكون اليوم ديناً “ .

http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com4.gif

فمما جاء من آيات الصفات قول الله عز وجل :


صفة الوجه


(ويبقى وجه ربك).


اعلم رحمني الله واياك أن صفات الله جل وعلا تنقسم إلى قسمين:


ـ القسم الأول : صفات ذاتية


ـ القسم الثاني : صفات فعلية


فالصفات الذاتية هي التي لاتنفك عن الموصوف مطلقا ، وهي في حق الله جل وعلا التي لم يزل متصفا بها اي لايتصف بها في وقت دون وقت


بل إتصافه لها جل وعلا دائمة ومثال على ذلك : الوجه ، اليد ، ...


والصفات الفعلية هي افعال الله التي يفعلها وقتما شاء اي مايتعلق بالمشيئة مثل النزول ،الضحك،...


وهي تنقسم بدورها إلى قسمين


ـ صفات فعلية لها سبب معلوم كالرضا


ـ صفات فعلية لها سبب غير معلوم كالنزول


وهنا ننتبه لنقطة هامة


لايقال صفات فعلية ليس لها سبب ، لأن الله عزوجل لايفعل شئ بدون سبب فالله سبحانه حكيم يفعل كل شئ بحكمة لكن لايشترط أن نعلم سببها

وقوله تعالى : (( ويبقى وجه ربك ))
هي أول الآيات التي ذكرت هاهنا وهي صريحة في اثبات صفة الوجه لله جل وعلا
ووجه الدلالة أنه أضاف الصفة التي هي الوجه إلى المتصف بها
ونحن نعلم أن مايضاف إلى الله سبحانه وتعالى تارة يكون معنى (مثل:الرضا ، الغضب ، الرحمة) وتارة يكون ذات (هذه قاعدة)
فإذا كان ذاتا فتارة تكون ذاتا قائمة بنفسها (مثل: ناقة الله ،بيت الله ) وتارة لاتقوم بنفسها (مثل: وجه،يد ، ساق)
إذاً مايقوم بنفسه الأصل فيه أن الاضافة للتشريف والتعظيم
فمعلوم أن الناقة ذات منفصلة تقوم بنفسها فهذا يقتضي تشريف ما اضافه الله لنفسه
أما وجه الله فهذه ذات ولكنها لاتقوم بنفسها اي لايوجد وجه بلا صاحب وجه إذاً فهذه تقتضي الوصف وليس التشريف أو التعظيم
فدل ذلك على أن الوجه صفة لله عزوجل
والوجه ثابت لله تعالى بدلالة الكتاب والسنة وإجماع السلف .
أما الكتاب :
فقوله تعالى : ( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) .
وقوله : ( كل شيء هالك إلا وجهه ) .
أما السنة فقول النبي e لسعد بن أبي وقاص : ( إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله تعالى إلا أجرت عليها ) . متفق عليه
وأجمع السلف على إثبات الوجه لله تعالى فيجب إثباته له بدون تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ، وهو وجه حقيقي يليق بالله .
المخالفون لأهل السنة :
أولّ أهل التحريف الوجه لله ، قالوا : المراد بالوجه في الآيات الثواب ، وكل شيء يفنى إلا ثواب الله .
والرد عليهم :
أولاً : أنه مخالف لإجماع السلف ، فلم يقل أحد منهم أن المراد بالوجه الثواب .
ثانياً : أنه مخالف لظاهر اللفظ ، فإن ظاهر اللفظ أن هذا وجه خاص وليس هو الثواب .
ثالثاً : هل يمكن أن يوصف الثواب بهذه الصفات العظيمة : ( ذو الجلال والإكرام ) هذا لا يمكن .
رابعاً : ما تقولون في قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( حجابه النور ، لو كشـفه لأحرقت سُبُحاتُ وجهه ما انتهى إليه بصـره من خلقه ) . رواه مسلم
فهل الثواب له هذا النور الذي يحرق ما انتهى إليه بصر الله من الخلق ، لا يمكن .
خامساً : أن الثواب مخلوق ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه استعاذ بوجه الله تعالى ، فقال : ( أعوذ بوجهك الكريم أن تضلني لا إله إلا أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون ) . رواه أبو داود
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com4.gif
نكمل المرة القادمة ان شاء الله
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com4.gif

هجرة إلى الله السلفية
04-03-2010, 01:57 PM
(http://www.5h5h.com/)http://www.5h5h.com/upfiles/SpM97345.gif (http://www.5h5h.com/)


الدرس الثامن
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com69.gif
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

صفة اليد


http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com69.gif


وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى :(بل يداه مبسوطتان ) .


هذه ايضا تدخل تحت القاعدة فهي من ايات الصفات وهي صفة ذاتية لانها هنا اضافة (ذات لاتقوم بنفسها) الي الله عز وجل


واليد في القرآن أتت على ثلاثة اقسام


http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com69.gif

القسم الاول :تارة مجموعة مثل في قوله تعالى( (http://www.5h5h.com/)أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (http://javascript<b></b>:AyatServices('/Quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=36&nAya=71')))يس71 (http://www.5h5h.com/)
القسم الثاني : تارة مثناة مثل قوله تعالى ( (http://www.5h5h.com/)وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ) (http://javascript<b></b>:AyatServices('/Quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=5&nAya=64'))المائدة 64 (http://www.5h5h.com/)
القسم الثالث: تارة مفردة مثل قوله تعالى( (http://www.5h5h.com/)تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (http://javascript<b></b>:AyatServices('/Quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=67&nAya=1'))) الملك1 (http://www.5h5h.com/)

فهل هناك تعارض بين الافراد والتثنية والجمع؟
وهل يوصف الله بأنه له يد واحدة أو يدين أو أكثر؟
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com69.gif
عقيدة أهل السنة والجماعة إثبات أن لله يدين إثباتاً يليق بجلاله من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تمثيل ولا تشبيه .
وأما أضافة اليد الواحدة إليه عزوجل فهذا من اضافة الجنس ،تضيف المفرد وتريد الجنس ، وأما الجمع فهذا لأن العرب من لغتها أن المثنى اذا اضيف إلى ضمير جمع أو تثنية فإنه يجمع لأجل خفة اللفظ من مثل قوله ( (http://www.5h5h.com/)إِنْ تَتُوبَاإِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا )التحريم4 (http://javascript<b></b>:AyatServices('/Quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=66&nAya=4'))
هما أمرأتان فخاطبهما بقوله( إنْ تَتُوبَا) ثم قال (فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا) والمراتان لهما كم قلب ؟ لهما قلبان كل امرأة لها قلب فلم جمع؟
نقول لأن هذا من سنن لسان العرب أنه إذا أضيف المثنى إلى ضمير تثنية أو جمع فإنه يجوز جمعه طلبا لخفة اللفظ وهنا في قوله ( (http://www.5h5h.com/)أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (http://javascript<b></b>:AyatServices('/Quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=36&nAya=71'))) فهنا أيدينا جمع وليس ثم معارضة بين الجمع وبين قوله (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ) فجمع هنا لأنه أضاف المثنى اصلا إلى ضمير الجمع فجمع لأجل خفة اللفظ (http://www.5h5h.com/)
فأصل الكلام أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ يدينا
ثم صارت أيدينا (فيما يقتضيه لسان العرب) والله اعلم
اذن نصف الله ان له يدين سبحانه وتعالى والآيات التي فيها ذكر اليدين تدل على التثنية وأما المفرد فلا يعارض التثنية كما أوضحنا والجمع كذلك
ملحوظة ذكر بعض أهل العلم لفظ أيدينا أنه جمع وأقل الجمع اثنان وهذا احالة إلى أمر مختلف فيه لأن بعض أهل العلم قالوا ان أقل الجمع ثلاثة ولايصوغ في مثل هذه المسائل المشكلة أن يحال إلى أمر مختلف فيه
الأدلة من الكتاب :
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com69.gif
قال تعالى : ( وما منعك أن تسجد لما خلقت بيديَّ ) ص75
وقال تعالى : ( وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ) .
الأدلة من السنة
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com69.gif
وقال صلى الله عليه وسلم ( إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ) .

المخالفون لأهل السنة :
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com69.gif
أولها أهل التعطيل من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة ، أن المراد باليد هي القوة أو النعمة .
والرد عليهم :
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com69.gif
1- أن تفسير اليد بالقوة أو النعمة مخالف لظاهر اللفظ ، وما كان مخالفاً لظاهر اللفظ فهو مردود إلا بدليل .
2- أنه مخالف لإجماع السلف ، فقد أجمع السلف على إثبات اليدين لله ، فيجب إثباتها له بدون تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل .
3- أنه يمتنع غاية الامتناع أن يراد باليد النعمة أو القوة في مثل قوله : ( لما خلقت بيديّ ) لأنه يستلزم أن تكون النعمة نعمتين فقط ونِعَمُ الله لا تحصى ، ويستلزم أن تكون القوة قوتان والقوى بمعنى واحد لا تتعدد .
4- أنه لو كان المراد باليد القوة ، ما كان لآدم فضل على إبليس ولا على الحمير والكلاب ، لأنهم كلهم خلقوا بقوة الله ، ولو كان المراد باليد القوة ما صح الاحتجاج على إبليس ، إذ أن إبليس سيقول : ( وأنا يا رب خلقتني بقوتك فما فضْله علي ) .
أن يقول أن هذه اليد التي أثبتها الله جاءت على وجوه متنوعة يمتنع أن يراد بها النعمة أو القوة فإن فيها ذكر الأصابع والقبض والبسط والكف واليمين ، وكل هذا يمتنع أن يراد بها القوة ، لأن القوة لا توصف بهذه الأوصاف

http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com69.gif

سؤال المحاضرة
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com69.gif
هل اليد صفة ذاتية ام فعلية ولماذا؟
قيل ان المراد بالوجه الثواب
في قوله تعالى (ويبقى وجه ربك) وغيرها من الايات والاحاديث التي ذكرت صفة الوجه فهل هذا صحيح ام خطأ ولماذا؟
مع اطيب الاماني بالسداد
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com69.gif



(http://www.5h5h.com/)

هجرة إلى الله السلفية
04-06-2010, 12:23 PM
(http://www.5h5h.com/)http://www.5h5h.com/upfiles/SpM97345.gif (http://www.5h5h.com/)

الدرس التاسع
صفة النفس
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com69.gif
وقوله تعالى عن عيسى عليه السلام أنه قال : ( تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك)
عقيدة أهل السنة والجماعة إثبات النفس لله تعالى من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تمثيل ولا تشبيه .
وقد دل على ذلك الكتاب والسنة :
أما الكتاب :
فقوله تعالى : ( كتب ربكم على نفسه الرحمة ) .
وقوله تعالى عن عيسى أنه قال : ( تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك )
فوائد مستخرجة من هذه الاية: ـ
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com69.gif
ـ شدة أدب عيسى عليه السلام
ـ براءته من هذا القول (اتخذوني وأمي ألهين من دون الله)المائدة
ـ اظهار الذل والخضوع بين يدي الله عزوجل .
ـ أن الله لايخفى عليه شئ
وأما السنة فقوله صلى الله عليه وسلم : ( سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته ) . رواه مسلم
وايضا الحديث القدسي عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربِه عز وجل أنه قال : ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا
والحديث القدسي من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي
وأجمع السلف على ثبوتها على الوجه اللائق به ، فيجب إثباتها لله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل .
صفة المجيء والإتيان
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com69.gif
وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ : (وجاء ربك) .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّه) .
عقيدة أهل السنة والجماعة إثبات المجيء لله والإتيان للفصل بين عباده يوم القيامة .
وهذا ثابت بالكتاب والسنة والإجماع .
أما الكتاب :
فقوله تعالى : ( وجاء ربك ) .
وقال تعالى : ( كلا إذا دكت الأرض دكاً دكاً . وجاء ربك والملك صفاً صفاً ) .
وقال تعالى : ( ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلاً ) .
وأما السنة فقوله صلى الله عليه وسلم: ( حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بر أو فاجر أتاهم رب العالمين )
أما الإجماع فقد أجمع السلف على ثبوت المجيء لله تعالى فيجب إثباته له من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ، وهو مجيء حقيقي يليق بالله تعالى .

http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com69.gif

مفرادات الآية
هل حرف استفهام
ينظرون بمعنى ينتظرون
ظلل جمع ظلة وهي مايظل
الغمام السحاب الابيض الرقيق وسمي بذلك لانه يغم اي يستر
قضي الامر اي فرغ منه
المعنى الاجمالي للآية
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com69.gif
هل ينتظر الكفار الساعون في الارض فسادا المتبعون خطوات الشيطان النابذون لامر الله الا يوم الجزاء للأعمال الملئ بالاهوال والشدائد التي تخلع قلوب الظالمين عندما يطوي الله السموات وتكور الشمس وتأتي الملائكة ويأتي الجبار في ظلة من الغمام للفصل بالقضاء بين العباد
من فوائد الاية
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com69.gif
اثبات الجزاء والبعث والحساب
اثبات يوم القيامة واهواله
اثبات صفة المجئ والاتيان لله عزوجل

المخالفون لأهل السنة :
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com69.gif
قال أهل البدع : إن المراد بالمجيء والإتيان مجيء أمر الله كما قال تعالى ( أتى أمر الله فلا تستعجلوه ) .
الرد عليهم :
نقول لهم إن قولكم هذا لا يستقيم ، والدليل الذي استدللتم به هو دليل عليكم وليس لكم ، لو كان الله يريد أمره في الآيات الأخرى لقال : ( أمره ) ، ما الذي يمنعه أن يقول أمره ، فلما أراد الأمر عبر بالأمر .
والآيات الأخرى فيها دلالة ظاهرة لذلك ، ومن أشدها صراحة الآية الثانية ( هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك ) .ففرق بين اتيان الرب واتيان الملائكة واتيان الآيات فلو كانوا جميعا اومنهم شئ واحد لم يك هناك داع للتفرقة
فهذا التقسيم يمنع المجاز ، ولأنه فرق فيها بين إتيان الملائكة وإتيان الرب وإتيان بعض آيات الرب سبحانه .
قوله تعالى : (وجاء ربك والملك)
عطف مجئ الملك على مجيئه سبحانه مما يدل على تغاير المجيئين وعلى أن مجئ الملك حقيقي ومجئ الله حقيقي لكن لايشبه مجئ الخالق مجئ المخلوق


صفة الرضى
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com69.gif
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْه) .
عقيدة أهل السنة والجماعة إثبات الرِّضا لله إثباتاً يليق بجلاله من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تمثيل ولا تشبيه .
وهو ثابت بالكتاب والسنة والإجماع .
أما الكتاب :
فقوله تعالى : ( رضي الله عنهم ورضوا عنه ) .
وأما السنة فقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها ) . رواه مسلم
أما الإجماع فقد أجمع السلف على إثبات الرضا لله تعالى فيجب إثباته له من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل .
والرضي قسمين
رضى عن العمل : كما في قوله تعالى(رضيت لكم الاسلام دينا) وقوله : (وإن تشكروا يرضه لكم)
ورضي على العامل : كما في قولهتعالى : (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ)
المخالفون لأهل السنة :
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com69.gif
قال أهل البدع : المراد بالرضى إرادة الثواب .
والرد عليهم :
ان هذا تأويل باطل هم ارادوا الهروب من تشبيه الخالق بالمخلوق فوقعوا في التأويل
أن هذا خلاف ظاهر النصوص وخلاف طريقة السلف
كما ان رضا الله من النعيم بل اعظم نعيم قال تعالى (ورضوان من الله اكبر) اي ان المؤمنين ليس لهم فقط الثواب والنعيم.بل وأعظم وهو رضا الله تعالى عنهم، وتجليه عليهم وتشرفهم بمشاهدة ذاته الكريمة
فإذا رضي أثاب حيث أن من مقتضيات الرضي أن يثيب ويعطي
و عن سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

( إن الله عز وجل يقول لأهل الجنه ياأهل الجنه فيقولون لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك فيقول هل رضيتم؟ فيقولون ومالنا لانرضى ياربنا وقد أعطيتنا ما لم تعطي أحداً من خلقك فيقول ألا أعطيكم أفضل من ذلك ؟ فيقولون وأي شيء أفضل من ذلك فيقول أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً)


صفة المحبة
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com69.gif
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) .
عقيدة أهل السنة والجماعة إثبات المحبة لله إثباتاً يليق بجلاله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه .
وهي ثابتة بالكتاب والسنة وإجماع السلف .
أما الكتاب :
فقوله تعالى : ( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ) .
وقوله تعالى : ( وأقسطوا إن الله يحب المقسطين ) .
وقوله تعالى : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) .
وأما السنة :
فقال النبيصلى الله عليه وسلم يوم خيبر : ( لأعطينَّ الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ) . متفق عليه
وأجمع السلف على ثبوت المحبة لله ، يُحِبُّ ويُحَبُّ ، فيجب إثبات ذلك حقيقة من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ، وهي محبة تليق بالله تعالى .
وهناك اعمال أحب إلى الله اكثر من غيرها مثل
ــ روى البزّار في مسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ان الله تعالى يحب أحدكم إذا عَمِلَ عملاً أن يتقنه،
ـ ( إن الله يحب أن تؤتى رخصه)
ـ وقال صلى الله عليه وسلم " إن الله يحب العبد التقى النقي الخفي " رواه مسلم.
ـ (إن الله يحب الرفق في الامر كله)
ـ إن الله يحب أن يرى أثر نعمته عل عبده

ـ إن الله يحب معالي الاخلاق
ـ إن الله يحب سمح البيع سمح الشراء سمح القضاء
ـ وفي صحيح البخاري ( إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب)
المخالفون لأهل السنة :
فسرها أهل البدع : إن المراد بالمحبة الثواب .
والرد عليهم :
مخالف لإجماع السلف .
أنه خلاف ظاهر النصوص .
· الأسباب العشرة الموجبة لمحبة الله :
أولاً : قراءة القرآن بتدبر .
ثانياً : التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض
ثالثاً : دوام ذكره على كل حال (باللسان والقلب والجوارح)
رابعاً : إيثار محابه على محابك عند إيثار الهوى .
خامساً : مطالعة القلب لأسمائه وصفاته .(وتقلبه في رياض هذه المعرفة)
سادساً : مشاهدة بره وإحسانه وآلآئه ونعمه الظاهرة والباطنة.
سابعاً : انكسار القلب بكليته بين يدي الله .
ثامناً : الخلوة به وقت النزول الإلهي لمناجاته والوقوف بالقلب بين يديه وختم ذلك بالاستغفار والتوبة .
تاسعاً : مجالسة المحبين الصادقين وقطف اطايب كلامهم كما تقطف اطياب الثمر.
عاشراً : مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله .
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com69.gif
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك


http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com69.gif



(http://www.5h5h.com/)

هجرة إلى الله السلفية
04-10-2010, 03:34 PM
(http://www.5h5h.com/)http://www.5h5h.com/upfiles/SpM97345.gif (http://www.5h5h.com/)

الدرس العاشر

صفة الغضب
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com69.gif
وَقَوْلُهُ تَعَالَى فِي اَلْكُفَّارِ : (غَضِبَ اَللَّهُ عَلَيْهِمْ )
عقيدة أهل السنة والجماعة إثبات الغضب لله إثباتاً يليق بجلاله من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تمثيل ولا تكييف .
وهي صفة ثابتة بالكتاب والسنة وإجماع السلف .
أما الكتاب : فقوله تعالى فيمن قتل مؤمناً متعمداً : ( وغضب الله عليه ولعنه )
وقوله تعالى: (قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت). سورة المائدة 60
وقوله تعال : (إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا)الاعراف
وقوله تعالى: (وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ...)الانفال
وقوله تعالى: (من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم)النحل 106
وأما السنة فقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله كتب كتاباً عنده فوق العرش : إن رحمتي تغلب غضبي ).
وأجمع السلف على ثبوت الغضب لله فيجب إثباته من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ، وهو غضب حقيقي يليق بالله عز وجل .
المخالفون لأهل السنة :
فسر أهل التعطيل غضب الله بالانتقام
وقالوا ان الغضب فيه مشابهة للمخلوق لان الغضب في المخلوق هو احمرار بالوجه وانتفاخ بالاوداج ولايكون ذلك لله اذن غضب الله مقصود به الانتقام. ارادوا ان ينفوا مشابهة الله للخلق فوقعوا في التعطيل
ولوعرفوا ان الله لامثيل له ولاكفوا له وان مجرد التشابه في اللفظ لايعني ابدا التشابه في الذات ألم يروا أنا نقول رأس المال ورأس الوادي ورأس الانسان
فهل رأس في كل العبارات الثلاث متشابهة ؟؟!!!بالطبع لا وهذا في حق المخلوق فكيف يتشابه في حق الخالق تعالى الله عما يصفون

والرد عليهم :
ونرد عليهم أن الله تعالى غاير بين الغضب والانتقام ، فقال تعالى : ( فلما آسفونا ) أي أغضبونا ( انتقمنا منهم ) .
فجعل الانتقام نتيجة الغضب ، فدل على أنه غيره فنثبت الصفة دون تحريف او تعطيل اوتمثيل مع العلم انه سبحانه لايشابه المخلوق(ليس كمثله شئ).

وَقَوْلُهُ تَعَالَى: (اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّه) .
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com69.gif
السُّخط من صفات الله الثابتة بالكتاب والسنة وإجماع السلف .
قال تعالى : ( ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله ) .
وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك ... ) . رواه مسلم
وأجمع السلف على ثبوت السخط لله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل على ما يليق بجلاله سبحانه وتعالى .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى) وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ)(التوبة: من الآية46)
الكراهة من الله لمن يستحقها ثابتة بالكتاب والسنة وإجماع السلف .
أما الكتاب فقوله تعالى : ( ولكن كره الله انبعاثهم ) .
وقوله تعالى : { ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها)الاسراء38
وأما السنة فقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله كره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال ) . رواه البخاري
وأجمع السلف على ثبوت ذلك فيجب إثباته من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ، وهي كراهة حقيقية من الله تليق به .
والمقصود بالآية : ( ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم ) يعني المنافقين الذين لم يخرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغزوات ، لأن الله كره انبعاثهم لأن عملهم غير خالص له .

وكذلك كره الله
**القيل والقال
**اضاعة المال
**وكثرة السؤال
كما جاء في الحديث (....وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال)
وكذلك** الالد الخصم
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله
-صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم (
أخرجه مسلم.
**والتثاؤب
وفي صحيح البخاري { إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب
**وان تؤتي معاصيه
للحديث إن الله يحب أن تؤتى رخصه ، كما يحب أن توتى عزائمه . وفي رواية : كما يكره أن تؤتى معاصيه
ويبغض الله
العاصي المتفحش
عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يا عائشة إن الله لا يحب الفاحش المتفحش".
وكل عالم بالدنيا جاهل بالاخرة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى يبغض كل عالم بالدنيا , جاهل بالآخرة " صحيح الجامع الصغير


صفة النزول
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com69.gif
وَمِنْ اَلسُّنَّةِ, قَوْلُ اَلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : (( يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى سَمَاءِ اَلدُّنْيَا )) .
في الحديث إثبات نزول الرب سبحانه وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا ، ونثبت ذلك من غير تشبيه ولا تمثيل ، ومن غير تكييف ولا تحريف .
وهو نزول حقيق يليق بجلاله وعظمته .
· وقد روى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو ثمان وعشرين نفساً من الصحابة ، واتفق أهل السنة على تلقي ذلك بالقبول .
المخالفون لأهل السنة :
· قال أهل التحريف إن المراد : نزول أمره أو رحمته ، أو ملك من الملائكة .
والرد عليهم من وجوه :
الأول : أنه خلاف ظاهر الحديث ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أضاف النزول إلى الله ، والأصل أن الشيء إنما يضاف لمن وقع منه أو قام به .
الثاني : أن نزول أمره أو رحمته لا تختص بهذا الجزء من الليل ، بل أمره ورحمته ينزلان كل وقت .
الثالث : أن الحديث دل على أنه هو الذي ينزل سبحانه بقوله : ( من يدعوني فأستجب له ، من يسألني فأعطيه ... ) ولا يمكن أن يقول ذلك أحد سوى الله تعالى .
· إذا نزل هل يخلو منه العرش ؟
قيل : يخلو منه العرش .
وقيل : لا يخلو منه العرش .
وقيل : بالتوقف .
والأرجح أنه لا يخلو منه العرش ، وهو سبحانه فوق العرش

.
نكمل المرة القادمة باذن الله
جزاكم الله خيرا
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لااله الا انت استغفرك واتوب اليك

http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com69.gif
(http://www.5h5h.com/)

هجرة إلى الله السلفية
04-13-2010, 04:31 PM
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/salam_files/image158.gif

الحمد لله وكفى وصلاة على من اصطفى
الدرس الحادي عشر

صفة العجب
وَقَوْلُهُ (( يَعْجَبُ رَبُّكَ مِنْ اَلشَّابِّ لَيْسَتْ لَهُ صَبْوَةٌ )) .
في الحديث إثبات صفة العجب لله تعالى ، وهذا الحديث ضعيف ،وهناك حديث صحيح يمكن ان يستدل به بدلا مما اورده المصنف وهو( قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة ) .وقد دل على صفة العجب القرآن الكريم والسنة الصحيحة .
فمن الكتاب :
قوله تعالى : ( بل عجبتُ ويسخرون ) على قراءة الضم وهي قراءة سبعية صحيحة .فيكون العجب من الله سبحانه وتعالى لكنها على قراءة الفتح عجبتَ يعود الى الرسول صلى الله عليه وسلم
ومن السنة :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل ) . رواه البخاري في السلاسل اي يأسرون فيسلمون.
وعن أبي هريرة قال : ( أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، أصابني الجهد ؟ فقال رسول الله : ألا رجل يضيفه هذه الليلة يرحمه الله ؟ ... فقال رجل من الأنصار : أنا يا رسول الله .... والحديث فيه :
قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة ) .وهذا الحديث اوضح مما اورده المصنف وهوصحيح
وايضا حديث يعجب ربك من راعي غنم في رأس الشظية للجبل يؤذن بالصلاة ويصلي انظروا إلى عبدي هذا يؤذن ويقيم الصلاة يخاف مني قد غفرت لعبدي وأدخلته الجنة (http://www.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=315&hid=1619&pid=372626)
قال الشيخ محمد في تعريف العجب ” هو استغراب الشيء .
ويكون ذلك لسببين :
السبب الأول : خفاء الأسباب على هذا المستغرب للشيء المتعجّب منه ، بحيث يأتيه بغتة بدون توقع ، وهذا مستحيل على الله تعالى ، لأن الله بكل شيء عليم ، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء .
الثاني : أن يكون السبب فيه خروج هذا الشيء عن نظائره وعما ينبغي أن يكون عليه ، بدون قصور من المتعجب ، بحيث يعمل عملاً مستغرباً لا ينبغي أن يقع من قبله ، وهذا ثابت لله تعالى ، لأنه ليس عن نقص من المتعجِّب ، ولكنه عجب بالنظر إلى حال المتعجَّب منه “ .


صفة الضحك
وَقَوْلُهُ (( يَضْحَكُ اَللَّهُ إِلَى رَجُلَيْنِ قَتَلَ أَحَدُهُمَا اَلْآخَرَ ثُمَّ يَدْخُلَانِ اَلْجَنَّةَ )) .
اي يقاتل هذا في سبيل الله فيُقتل، ثم يتوب الله على القاتل فيُستشهد
هذا الحديث فيه إثبات الضحك لله عز وجل ، إثباتاً يليق بجلاله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه .
المخالفون لأهل السنة :
قال أهل التعطيل إن المراد بالضحك إرادة الثواب .
والرد عليهم :
أن هذا خلاف الظاهر

.
استواء الله على عرشه
وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى)الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) .
في هذه الآية إثبات استواء الله على عرشه استواء يليق بجلاله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه .
وقد ورد ذلك في سبع آيات من القرآن :
(إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) .
(إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) .
(اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) .
(الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) طه : 5
(الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) .
(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) .
(هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) .
ومن أدلة السنة :
ما رواه الخلال في كتاب السنة بإسناد صحيح على شرط البخاري عن قتادة بن النعمان t قال : سمعت رسول الله e يقول : ( لما فرغ الله من خلقه استوى على عرشه ) .
وقد أجمع أهل السنة على أن الله فوق عرشه ، ولم يقل أحـد منهم أنه ليس على العرش ، ولا يمكن لأحد أن ينقل عنهم ذلك ، لا نصاً ولا ظاهراً .
وقد سئل الإمام مالك رحمه الله عن استواء الله على عرشه ، فأطرق مالك رأسه حتى علاه الرحضاء ( العرق ) ثم قال : الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ، وما أراك إلا مبتدعاً ، ثم أمر به أن يخرج .
وقد روي بنحو هذا عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن شيخ مالك قوله : الاستواء غير مجهول ، أي غير مجهول المعنى في اللغة فإن معناه العلو والاستقرار ، كما قال تعالى : ( فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك ) .
قوله ( والكيف غير معقول ) :
أي مجهول ، فكيفية استواء الله على عرشه مجهول لنا ، وذلك لوجوه ثلاثة :
الأول : أن الله أخبرنا أنه استوى على عرشه ، ولم يخبرنا كيف استوى .
الثاني : أن العلم بكيفية الصفة فرع عن العلم بكيفية الموصوف وهو الذات ، فإذا كنا لا نعلم كيفية ذات الله ، فكذلك لا نعلم كيفية صفاته .
الثالث : أن الشيء لا يعلم كيفيته إلا بمشاهدة نظيره ، أو الخبر الصادق عنه ، وكل ذلك منتف في استواء الله عز وجل على عرشه ، وهذا يدل على أن السلف يثبتون للاستواء كيفية لكنها مجهولة لنا .
قوله ( الإيمان به واجب ) :
أي أن الإيمان بالاستواء على هذا الوجه واجب ، لأن الله تعالى أخبر به عن نفسه وهو أعلم بنفسه ، وأصدق قولاً وأحسن حديثاً ، فاجتمع في خبره كمال العلم ، وكمال الصدق ، وكمال الإرادة ، وكمال الفصاحة والبيان ، فوجب قبوله والإيمان به .
قوله ( والسؤال عنه بدعة ) :
أي عن كيفيته بدعة .
لأن السؤال عنها لم يعرف في عهد النبي e ولا خلفائه الراشدين ، وهو من الأمور الدينية ، فكان إيراده بدعة ، ولأن السؤال عن مثل ذلك من سمات أهل البدع ، ثم إن السؤال عنه مما لا يمكن الإجابة عليه فهو من التنطع في الدين ، وقد قال النبي e : ( هلك المتنطعون ) . رواه مسلم .
هذا القول الذي قاله مالك وشيخه ، يقال في صفة نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا وغيره من الصفات ، أنها معلومة المعنى ، مجهولة الكيفية ، وأن الإيمان بها على الوجه المراد بها واجب ، والسؤال عن كيفيتها بدعة .
المخالفون لأهل السنة :
أنكرت الجهمية والمعتزلة علو الله على خلقه واستوائه على عرشه وفسروا الاستواء بالاستيلاء .
وحجتهم البيت المشهور :
ثم استوى بشر على العراق من غير سيف ولا دم مهراق .
والرد عليهم :
أن هذا خلاف الظاهر .
وخلاف الأدلة المتواترة على علو الله تعالى .
قال ابن تيمية : ولم يثبت نقل صحيح أنه شعر عربي ، وكان غير واحد من أئمة اللغة أنكروه ، وقالوا إنه بيت مصنوع لا يعرف في اللغة .
ثم قال ابن تيمية : وقد علم أنه لو احتج بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لاحتاج إلى صحته ، فكيف ببيت من الشعر لا يعرف إسناده ، وقد طعن فيه أئمة اللغة . مجموع الفتاوى ( 5/146 )

فائدة :
العرش : في اللغة هو السرير ، قال تعالى عن يوسف : ( ورفع أبويه على العرش ) . وقال عن ملكة سبأ : ( ولها عرش عظيم ) .
والعرش أعظم المخلوقات .
وأما عرش الرحمن الذي استوى عليه : فهو عرش عظيم ، ذو قوائم تحمله الملائكة ، وهو كالقبة على العالم ، وهو سقف هذه المخلوقات .
هذا العرش وصفه الله بأوصاف عظيمة :
وصفه بالعظمة : كما في قوله (( وهو رب العرش العظيم ) .
ووصفه بأنه كريم : كما في قوله ( رب العرش الكريم ) .
وتمدح سبحانه بأنه ذو العرش : كما قال تعالى ( رفيع الدرجات ذو العرش ) .
وأخبر سبحانه أن للعرش حملة : كما في قوله تعالى ( ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ) .
وأخبر سبحانه أن عرشه كان على الماء قبل أن يخلق السموات والأرض : كما قال تعالى ( وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ) .
وأخبر صلى الله عليه وسلم أن للعرش قوائم كما في قوله ( لا تخيروا بين الأنبياء ، فإن الناس يصعقون فأكون أول من يُفيق ، فإذا موسى آخذ بقائمة من قوائم العرش .. ) .
كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن العرش فوق الفردوس كما قال صلى الله عليه وسلم ( إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ) رواه البخاري .
كما اخبر صلى الله عليه وسلم أن التقدير كان بعد وجود العرش وقبل خلق السموات والأرض فقال صلى الله عليه وسلم ( إن الله كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء ) رواه مسلم
ملحوظة هامة : يوم الثلاثاء القادم اختبار فيما سبق ان شاء الله.

نكتفي بهذا القدر
ونكمل المرة القادمة باذن الله

هجرة إلى الله السلفية
04-17-2010, 02:33 PM
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/salam_files/image158.gif

الحمد لله وكفى وصلاة على من اصطفى
الدرس الثاني عشر
http://hamsalrabab.jeeran.com/015v.gif


صفة العلو
http://hamsalrabab.jeeran.com/015v.gif
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: (أأمنتم من في السماء) وَقَوْلُ اَلنَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) (( رَبُّنَا اَللَّهُ اَلَّذِي فِي اَلسَّمَاءِ تَقَدَّسَ اِسْمُكَ )) وَقَالَ لِلْجَارِيَةِ (( أَيْنَ اَللَّهُ? قَالَتْ فِي اَلسَّمَاءِ قَالَ اِعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ )) رَوَاهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ, وَمُسْلِمٌ وَغَيْرُهُمَا مِنْ اَلْأَئِمَّةِ, وَقَالَ اَلنَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم ) لِحُصَيْنٍ (( كَمْ إِلَهًا تَعْبُدُ? قَالَ سَبْعَةً, سِتَّةً فِي اَلْأَرْضِ, وَوَاحِدًا فِي اَلسَّمَاءِ, قَالَ مَنْ لِرَغْبَتِكَ وَرَهْبَتِكَ? قَالَ اَلَّذِي فِي اَلسَّمَاءِ, قَالَ فَاتْرُكْ اَلسِّتَّةَ, وَاعْبُدْ اَلَّذِي فِي اَلسَّمَاءِ, وَأَنَا أُعَلِّمُكَ دَعْوَتَيْنِ )) فَأَسْلَمَ, وَعَلَّمَهُ اَلنَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم ) أَنْ يَقُولَ (( اَللَّهُمَّ أَلْهِمْنِي رُشْدِي وَقِنِي شَرَّ نَفْسِي )) .
إِنَّ مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ مَسِيرَةَ كَذَا وَكَذَا وَذَكَرَ اَلْخَبَرَ إِلَى قَوْلِهِ ( وَفَوْقَ ذَلِكَ اَلْعَرْشُ, وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ فَوْقَ ذَلِكَ )) فَهَذَا وَمَا أَشْبَهَهُ مِمَّا أَجْمَعَ اَلسَّلَفُ -رَحِمَهُمْ اَللَّهُ- عَلَى نَقْلِهِ وَقَبُولِهِ, وَلَمْ يَتَعَرَّضُوا لِرَدِّه, وَلَا تَأْوِيلِهُ, وَلَا تَشْبِيهِهِ, وَلَا تَمْثِيلِهِ .
الشرح :
ذكر المصنف في هذه النصوص صفة العلو .
أولاً : علو الله ينقسم إلى قسمين :
القسم الأول : قهر .
القسم الثاني : علو قدر وشرف (شأن).
وهذان القسمان لم يخالف فيهما أحد ممن ينتسب إلى الإسلام .
وهو سبحانه عالي الصفات والقدر ، منزه عن النقائص والعيوب .
القسم الثالث : علو ذات : وهذا وقع فيه خلاف بين أهل السنة وأهل البدع .
فمذهب أهل السنة والسلف : أن الله تعالى عال بذاته فوق جميع خلقه ، بائن من خلقه مستو على عرشه .
ولهم أدلة كثيرة من الكتاب والسنة والعقل والفطرة .
أما أدلة الكتاب والسنة فقد تنوعت دلالتهما بطرق كثيرة :
أحدها : التصريح بالفوقية .
http://hamsalrabab.jeeran.com/015v.gif
كقوله تعالى ( يخافون ربهم من فوقهم ) .
وكقوله تعالى ( وهو القاهر فوق عباده ) .
الثاني : التصريح بالعروج إليه .
http://hamsalrabab.jeeran.com/015v.gif
كقوله تعالى ( تعرج الملائكة والروح إليه ) .
وقوله e ( يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم . ) .
الثالث : التصريح بالصعود إليه .
http://hamsalrabab.jeeran.com/015v.gif
كقوله تعالى ( إليه يصعد الكلم الطيب ) .
الرابع : التصريح برفعه بعض المخلوقات إليه .
http://hamsalrabab.jeeran.com/015v.gif
كقوله تعالى ( بل رفعه الله إليه ) .
وقوله ( إني متوفيك ورافعك إلي ) .
الخامس : التصريح بالعلو المطلق الدال على جميع مراتب العلو .
http://hamsalrabab.jeeran.com/015v.gif
كقوله تعالى ( وهو العلي العظيم ) وقوله ( وهو العلي الكبير ) ( وهو علي حكيم ) .
السادس : التصريح بنزيل الكتاب منه .
http://hamsalrabab.jeeran.com/015v.gif
كقوله تعالى : ( تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم ) ( تنزيل من الرحمن الرحيم ) ( تنزيل من حكيم حميد ) .
( قل نزله روح القدس من ربك ) .( إنا أنزلناه في ليلة مباركة ) .
السابع : التصريح باختصاص بعض المخـلوقات بأنها عنده ، وأن بعضها أقرب إليه من بعض
http://hamsalrabab.jeeran.com/015v.gif
كقوله : ( إن الذين عند ربك ) .( وله من في السموات والأرض ومن عنده ) .
الثامن : التصريح بأن الله تعالى في السماء .
http://hamsalrabab.jeeran.com/015v.gif
كقوله تعالى ( ءأمنتم من في السماء ) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) .
التاسع : التصريح بالاستواء على العرش .
http://hamsalrabab.jeeran.com/015v.gif
كقوله ( الرحمن على العرش استوى ) .
العاشر : التصريح برفع الأيدي إلى الله تعالى .
http://hamsalrabab.jeeran.com/015v.gif
كقوله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله يستحيي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً ) .
والقول بأن العلو قبلة الدعاء فقط باطل بالضرورة والفطرة ، وهذا يجده من نفسه كل داع .
الحادي عشر : التصريح بنزوله كل ليلة إلى السماء الدنيا ،
http://hamsalrabab.jeeran.com/015v.gif
والنزول المعقول عند جميع الأمم ، إنما يكون من علو إلى أسفل .
الثاني عشر : الإشارة إليه حساً إلى العلو
http://hamsalrabab.jeeran.com/015v.gif
كما أشار إليه من هو أعلم به وبما يجب له ، لما كان بالجمع الأعظم الذي لم يجتمع لأحد مثله في اليوم الأعظم ، في المكان الأعظم ، قال لهم : ( أنتم مسؤولون عني ، فما ذا أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت . فرفع إصبعه الكريمة إلى السماء ، رافعاً لها إلى من هو فوقها وفوق كل شيء ، قائلاً : اللهم اشهد ) .
الثالث عشر : التصريح بلفظ ( الأين )
http://hamsalrabab.jeeran.com/015v.gif
كقول أعلم الخلق به ، وأنصحهم لأمته ، وأفصحهم بياناً عن المعنى الصحيح ، بلفظ لا يوهم باطلاً بوجه: ( أين الله ) .
الرابع عشر : شهادته صلى الله عليه وسلم لمن قال : إن ربه بالسماء بالإيمان .
http://hamsalrabab.jeeran.com/015v.gif
الخامس عشر : إخباره تعالى عن فرعون
http://hamsalrabab.jeeran.com/015v.gif
أنه رام الصعود إلى السماء ليطلع إلى إله موسى ، فيكذبه فيما أخبره من أنه سبحانه فوق السموات ، فقال : ( يا هامان ابن لي صرحاً لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذباً ) فمن نفى العلو من الجهمية فهو فرعوني ، ومن أثبتها فهو موسوي محمدي .
السادس عشر : إخباره صلى الله عليه وسلم
http://hamsalrabab.jeeran.com/015v.gif
أنه تردد بين موسى عليه السلام وبين ربه ليلة المعراج بسبب تخفيف الصلاة .
من العقل :
http://hamsalrabab.jeeran.com/015v.gif
أن العلو صفة كمال والسفل صفة نقص ، فوجب لله تعالى صفة العلو وتنزيهه عن ضده .
وأما الفطرة :
http://hamsalrabab.jeeran.com/015v.gif
قال شارح الطحاوية : وأما ثبوته بالفطرة فإن الخلق جميعاً بطباعهم وقلوبهم السليمة يرفعون أيديهم عند الدعاء ، ويقصدون جهة العلو بقلوبهم عند التضرع إلى الله .
وأما الإجماع :
http://hamsalrabab.jeeran.com/015v.gif
فقد أجمع الصحابة والتابعون والأئمة على أن الله فوق سمواته مستو على عرشه .
المخالفون لأهل السنة :
http://hamsalrabab.jeeran.com/015v.gif
وقد نفت الجهمية والمعتزلة علو الله بذاته وقالوا : إنه في كل مكان بذاته وأنه لا داخل العالم ولا خارجه .
وقالوا : عن أدلة العلو كقوله ( وهو القاهر فوق عباده ) وغيرها أن المراد فـوقية القهر والقدر ، قالوا قوله تعالى ( فوق عباده ) أي خير من عباده وأفضل .
والرد عليهم :
http://hamsalrabab.jeeran.com/015v.gif
أولاً : أن هذا تأويل باطل ، لأنه ليس في ذلك تمجيد ولا تعظيم ولا مدح ، والرب سبحانه وتعالى لم يتمدح في كتابه وعلى لسان رسوله بأنه أفضل من العرش ، وأن رتبته فوق رتبة العرش ، وأنه خير من السموات ، ولو تكلم أحد بمثل هذا الكلام في حق المخلوق لكان نقصاً مستهجناً جداً .
فلو قال شخص : الشمس أضوأ من السراج ، والسماء أكبر من الرغيف ، والجبل أثقل من الحصى ، ورسول الله e أفضل من اليهود لعد ذلك من ساقط القول، بل هو من أرذل الكلام وأسمجه وأهجنه لما فيه من التنقص، كما قيل في المثل السائر :
ألم تر أن السيف ينقص قدره إذا قيل يوماً أن السيف أمضى من العصا
ثانياً : أن الله تعالى أثبت لنفسه الفوقية المطلقة ، وهي تشمل فوقية الذات وفوقية القدر وفوقية القهر ، فمن أثبت البعض ونفى البعض فقد جحد ما أثبته الله لنفسه .
· قوله ( أأمنتم من في السماء ) .
قد يتوهم واهم أن الله تعالى داخل السماء ، وأن السماء تحيط به ، كما لو قلنا : فلان في الحجرة ، فإن الحجرة تحيط به .
ومنشأ الوهم : ظنه أن ( في ) التي للظرفية تكون بمعنى واحد في جميع مواردها ، وهذا ظن فاسد ، فإن ( في ) يختلف معناها بحسب متعلقها .
فقوله ( أأمنتم من في السماء ) هذا عند أهل التفسير من أهل السنة على أحد وجهين :
الوجه الأول : أن تكون السماء بمعنى العلو ، فإن السماء يراد بها العلو ، كما في قوله تعالى ( وأنزل لكم من السماء ماء ) والمطر ينزل من السحاب المسخر بين السماء والأرض لا من السماء نفسها .
الوجه الثاني : أن تكون ( في ) بمعنى ( على ) ، كما جاءت بمعناها في مثل قوله تعالى ( فسيروا في الأرض ) أي على الأرض وقوله عن فرعون ( ولأصلبنكم في جذوع النخل ) أي على جذوع النخل .

· فإن قيل ما الجواب عن قوله تعالى ( وهو في السماء إله وفي الأرض ) ؟
وكذلك قوله تعالى ( وهو الله في السموات وفي الأرض ) ؟
قال ابن تيمية : ليس معناهما أن الله في الأرض كما أنه في السماء ، ومن توهم هذا ، أو نقله عن أحد من السلف فهو مخطىء في وهمه ، وكاذب في نقله .
وإنما معنى الآية الأولى : أن الله مألوه في السماوات وفي الأرض ، كل من فيهما فإنه يتأله ويعبده .
وأما الآية الثانية فمعناها : أن الله إله في السماء ، وإله في الأرض ، فألوهيته ثابتة فيهما .
· الفرق بين علو الله وبين استوائه على العرش :
أولاً : أن العلو من صفات الذات ، فهو ملازم للرب لا يكون قط إلا عالياً ، والاستواء من صفات الأفعال ، وكان بعد خلق السموات والأرض كما أخبر الله بذلك ، فدل على أنه سبحانه تارة يكون مستوياً على العرش وتارة لم يكن مستوياً عليه .
ثانياً : أن العلو من الصفات المعلومة بالسمع والعقل، وأما الاستواء على العرش فهو من الصفات المعلومة بالسمع لا بالعقل، يعني أن صفة العلو ثابتة بالعقل والشرع ، كل الناس يثبتون ويدركون أن الله في العلو حتى البهائم ، وأما الاستواء على العرش ما عرف إلا عن طريق الشرع .
م / وقد سئل الإمام مالك رحمه الله عن استواء الله على عرشه ، فأطرق مالك رأسه حتى علاه الرحضاء ( العرق ) ثم قال : الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ، وما أراك إلا مبتدعاً ، ثم أمر به أن يخرج .
سبق شرحه.

http://www.hor3en.com/image/fwasel/4.gif

جزاكم الله خيرا
لاتنسوا الاختبار يوم الثلاثاء القادم ان شاء الله

هجرة إلى الله السلفية
04-20-2010, 02:03 PM
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/salam_files/image158.gif
الاختبار الاول في اللمعة
اسأل للجميع التوفيق والسداد
====

ماهي عقيدة اهل السنة إذا وردت صفة منفية عن الله؟
ما هو اسم صاحب اللمعة؟
اذكر حديث ورد في تعيين اسماء الله الحسنى ال99
مامعنى اسماء الله توقيفية؟
مالفرق بين حياة الله وحياة ابن ادم؟
ماذا قال اهل البدع في صفة الوجه ؟ واذكر الردعليهم
اذكر دليل من القرآن على اثبات اليد لله؟
اذكر اثنين ممن غضب الله عليهم
===
وفقكم الله
اخر موعد للاجابات الخميس القادم
لن يلتفت لمن يضع اجابات بعد ذلك
جزاكم الله خيرا

أبو مصعب السلفي
04-24-2010, 11:08 PM
الحمد لله وبعد,
تعتذر إليكم المُعلمة الفاضلة/ هجرة إلى الله السلفية -وفقها الله- عن عدم إمكانية الدخول لظروفٍ لتقول لكم:
أن السبت القادم إن شاء الله ستُعلن نتيجة الإختبار.
ونسأل الله التوفيق لنا ولكم
والحمد لله
..

هجرة إلى الله السلفية
05-08-2010, 07:11 PM
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/salam_files/image158.gif
تكملة مابدأناه من الدروس
الدرس الثالث عشر
===
كلام الله
وَمِنْ صِفَاتِ اَللَّهِ تَعَالَى, أَنَّهُ مُتَكَلِّمٌ بِكَلَامٍ قَدِيمٍ, يَسْمَعْهُ مِنْهُ مَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ, سَمِعَهُ مُوسَى -عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ- مِنْهُ مِنْ غَيْرِ وَاسِطَةٍ, وَسَمِعَهُ جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ-, وَمَنْ أَذِنَ لَهُ مِنْ مَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ, وَأَنَّهُ -سُبْحَانَهُ- يُكَلِّمُ اَلْمُؤْمِنِينَ فِي اَلْآخِرَةِ, وَيُكَلِّمُونَهُ, وَيَأْذَنُ لَهُمْ فَيَزُورُونَهُ, قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً)(النساء: من الآية164)وَقَالَ سُبْحَانَهُ: (قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي) .

· من عقيدة أهل السنة والجماعة : إثبات صفة الكلام لله حقيقة على ما يليق بجلاله وعظمته ، وحقيقة الإيمان بصفة الكلام لله أنه الاعتقاد الجازم بأن الله يتكلم بكلام قديم النوع حادث الآحاد ، وأنه لم يزل يتكلم ، يتكلم بماء شاء ، متى شاء ، كيف شاء .
( بما شاء ) باعتبار الكلام ، يعني من أمر ونهي .
( متى شاء ) باعتبار الزمن .
( كيف شاء ) يعني على الكيفية والصفة التي يريدها سبحانه .
والأدلة على إثبات الكلام لله كثيرة :
قوله تعالى ( وكلم الله موسى تكليماً ) .
وقوله تعالى ( ومنهم من كلم الله ) .
وقوله تعالى (قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي) .
وقوله تعالى ( يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي .. ) .
وقوله تعالى ( وكلمه ربه ) .
وقوله تعالى ( إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ) .
قال شارح الطحاوية : فأهانهم بترك تكليمهم ، والمراد أنه لا يكلمهم تكليم تكريم ، فلو كان لا يكلم عباده المؤمنين ، لكانوا في ذلك هم وأعداؤه سواء ، ولم يكن في تخصيص أعدائه بأنه لا يكلمهم فائدة أصلاً .
ومن السنة حديث أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يقول الله تعالى : يا آدم أخرج بعث النار ، فيقول : لبيك وسعديك ....... ) متفق عليه .
وعن عبد الله بن أنيس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يحشر الله الخلائق يوم القيامة عراة حفاة غرلاً بهماً ، فيناديهم بصوت يسمعه من بعُد كما يسمعه من قرب : أنا الملك ، أنا الديان ) رواه أحمد .
ومن العقل : إن الوصف بالتكلم من أوصاف الكمال ، وضده – عدم الكلام – من أوصاف النقص ، والله منزه عن النقائص .
· وكلام الله بحروف . قال تعالى : ( يا موسى إني أنا ربك ) .
فإن هذه الكلمات حروف ، وهي من كلام الله .
· بصوت ، الدليل : قال تعالى : ( وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجياً ) .
والنداء لا يكون إلا بصوت .
والدليل على أنه بمشيئة الله :
قوله تعالى ( ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه ) .
فالتكليم حصل بعد مجىء موسى ، فدل على أنه متعلق بمشيئته تعالى .
· سمعه موسى من غير واسطة ، الدليل : قال تعالى : ( وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى ) .
· وسمعه جبريل ، لقوله تعالى : ( قل نزله روح القدس من ربك ) .
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : : ( إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله كأنه سلسلة على صفوان ، فإذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم ؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير ) .
· ويتكلم الله سبحانه بصوت لا يشبه شيئاً من المخلوقين .
كما في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يقول الله تعالى : يا آدم ، فيقول : لبيك وسعديك ، فينادي بصوته : إني آمرك أن تخرج من أمتك بعث النار ... ) .
· ويكلم الله سبحانه أهل الجنة ويكلمونه .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى يقول لأهل الجنة : يا أهل الجنة ، فيقولون : لبيك وسعديك والخير بيديك ، فيقول : هل رضيتم ؟ فيقولون : وما لنا لا نرضى يا رب ، وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك ... ) . رواه البخاري
المخالفون لأهل السنة :
خالفت المعتزلة والجهمية وقالوا : إن كلام الله مخلوق .
وقال بعضهم : كلام الله معنى قائم بنفسه لا يتعلق بمشيئته ، وهذه الحروف والأصوات المسموعة مخلوقة للتعبير عن المعنى القائم بنفس الله .
والرد عليهم :
أن هذا خلاف إجماع السلف .
خلاف المعقول : لأن الكلام صفة للمتكلم وليس شيئاً قائماً بنفسه منفصلاً عن المتكلم .
قال في شرح الطحاوية :
وأنكرت الجهمية حقيقة التكليم ، وكان أول من ابتدع هذا في الإسلام هو الجعد بن درهم في أوائل المائة الثانية ، فضحى به خالد بن عبدالله القسري أمير العراق والمشرق بواسط ، خطب الناس يوم الأضحى فقال : أيها الناس ضحوا ، تقبل الله ضحاياكم ، فإني مضحٍ بالجعد بن درهم ، إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً ، ولم يكلم موسى تكليماً ، ثم نزل فذبحه، وكان ذلك بفتوى أهل زمانه من علماء التابعين .


القرآن كلام الله
وَمِنْ كَلَامِ اَللَّهِ -سُبْحَانَهُ- اَلْقُرْآنُ اَلْعَظِيمُ وَهُوَ كِتَابُ اَللَّهِ اَلْمُبِينُ, وَحَبْلُهُ اَلْمَتِينُ, وَصِرَاطُهُ اَلْمُسْتَقِيمُ, وَتَنْزِيلُ رَبِّ اَلْعَالَمِينَ, نَزَلَ بِهِ اَلرُّوحُ اَلْأَمِينُ, عَلَى قَلْبِ سَيِّدِ اَلْمُرْسَلِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ, مُنَزَّلٌ غَيْرُ مَخْلُوقٍ, مِنْهُ بَدَأَ, وَإِلَيْهِ يَعُودُ .
--------------

أراد المصنف في هذا الفصل أن يبين أن القرآن المتلو والمسموع والمكتوب بين دفتي المصحف هو كلام الله على الحقيقة ، وليس فقط عبارة أو حكاية عن كلام الله ، كما تقول الأشاعرة .
فعقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن :
أنه كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود .
· قوله ( كلام الله ) قال تعالى : ( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ) .
· قوله ( منزل ) قال تعالى : ( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ) .
وقال سبحانه : ( قل نزله روح القدس من ربك بالحق ) .
وقال سبحانه : ( يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً ) .
وقال تعالى : ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ) .
· قوله ( غير مخلوق ) قال تعالى : ( ألا له الخلق والأمر ) .
فجعل الخلق غير الأمر ، والقرآن من الأمر ، لقوله : ( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ) .
وقال : ( وذلك أمر الله نزله إليكم ) .
المخالفون لأهل السنة :
قالت المعتزلة : إن القرآن مخلوق .
واحتجوا على مخلوقية القرآن بقوله تعالى : ( خالق كل شيء ) .
والرد عليهم :
أنه عام مخصوص .
كقوله تعالى ( تدمر كل شيء ) أي ريح عاد ، فهل فعلاً دمرت كل شيء ؟ الجواب : لا ؟
· قوله ( منه بدأ ) أن الله أضافه إليه ، ولا يضاف الكلام إلا لمن قاله مبتدئاً .
· قوله ( وإليه يعود ) أي يرفع من الصدور والمصاحف ، فلا يبقى في الصدور منه شيء ولا في المصاحف .
قال ابن ماجه : ( باب ذهاب القرآن والعلم ) ثم ذكر فيه حديث حذيفة بن اليمان ، وفيه : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يُدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة ، وليسرى على كتاب الله عز وجل في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية ... ) .
· وهذا القرآن هو الكتاب العربي الذي قال فيه الذين كفروا : ( لن نؤمن بهذا القرآن ) .
وقال بعضهم : ( إن هذا إلا قول البشر ) .
فقال الله سبحانه : ( سأصليه سقر ) .
وقال بعضهم : هو شعر ، فقال الله : ( وما علمناه الشعر وما ينبغي له ، إن هو إلا ذكر وقرآن مبين ) .
· وهذا القرآن حق لا يأتيه الباطل من أي جهة : ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) .
· وهو المعجز ، لا يمكن لأحد أن يأتي بمثله ولو عاونه غيره :
( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً ) .
· وقد وصفه الله تعالى بأوصاف كثيرة ، منها :
1- المبارك . قال تعالى : ( هذا كتاب أنزلناه مبارك ) .
2- هدى ورحمة . قال تعالى : ( هدى ورحمة للمحسنين ) .
3- الكريم . قال تعالى : ( إنه لقرآن كريم ) .
4- الحكيم . قال تعالى : ( الر . تلك آيات الكتاب الحكيم ) .
5- الفصل . قال تعالى : ( إنه لقول فصل ) .
· ولهذا الكتاب أسماء كثيرة ، منها :
1- القرآن . قال تعالى : ( إنه لقرآن كريم ) .
2- الكتاب . قال تعالى : ( الم . ذلك الكتاب لا ريب فيه ... ) .
3- الذكر . قال تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) .
4- الفرقان . قال تعالى : ( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ... ) .
5- النور . قال تعالى : ( فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا ) .
نكمل المرة القادمة ان شاء الله
علما اننا سنقوم باسلوب جديد في هذه المرحلة باذن الله
وهي اختيار شخص منكم مختلف في كل مرة ليقوم بكتابة الفائدة المستفادة من هذا الدرس
وذلك لتثبيت المذاكرة في ذهنكم والاستفاة المرجوة لنا جميعا ان شاء الله
يسر الله لكم جميعا

هجرة إلى الله السلفية
05-11-2010, 04:44 AM
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/salam_files/image158.gif
الدرس الرابع عشر



رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة
وَالْمُؤْمِنُونَ يَرَوْنَ رَبَّهُمْ بِأَبْصَارِهِمْ وَيَزُورُونَهُ, وَيُكَلِّمُهُمْ, وَيُكَلِّمُونَهُ, قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى : (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) فَلَمَّا حَجَبَ أُولَئِكَ فِي حَالِ اَلسُّخْطُ, دَلَّ عَلَى أَنَّ اَلْمُؤْمِنِينَ يَرَوْنَهُ فِي حَالِ اَلرِّضَى, وَإِلَّا لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمَا
فَرْقٌ, وَقَالَ اَلنَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم) (( إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا اَلْقَمَرَ لَا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ )) حَدِيثٌ صَحِيحٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ وَهَذَا تَشْبِيهٌ لِلرُّؤْيَةِ, لَا لِلْمَرْئِيّ, فَإِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى لَا شَبِيهَ لَهُ, وَلَا نَظِيرَ
-----------
من عقيدة أهل السنة والجماعة أن الله يرى في الآخرة .
وهو الاعتقاد الجازم بأن المؤمنين يرون ربهم عياناً بأبصارهم في عرصة القيامة وفي الجنة ، ويكلمهم ويكلمونه .
· وهذه المسألة من المسائل التي وقع فيها النزاع بين أهل السنة وغيرهم ، وقد اتفق عليها الأنبياء والمرسلون وجميع الصحابة والتابعون وأئمة الإسلام على تتابع القرون .
الأدلة :
1- قال تعالى : ( وجوه يومئذ ناضرة . إلى ربها ناظرة ) . ( ناضرة ) أي حسنة ، من النضارة . ( ناظرة ) من النظر .
قال شارح الطحاوية : وهي من أظهر الأدلة .
2- قال تعالى : ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) .
قال شارح الطحاوية : احتج الشافعي وغيره من الأئمة رحمهم الله تعالى بهذه الآية على الرؤية لأهل الجنة ، وسئل مالك عن هذه الآية فقال : لما حجب أعداؤه فلم يروه تجلى لأوليائه حتى يروه .
· في الآية : أن أعظم عذاب الكفار هو الحجاب عن ربهم .
· أعظم نعيم الجنة هو رؤية الله عز وجل .
3- قال تعالى : ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) .
فالحسنى : الجنة ، والزيادة : هي النظر إلى وجهه الكريم فسرها بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم كما روى مسلم في صحيحه :
عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تبارك وتعالى : تريدون شيئاً أزيدكم ؟ فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ، وتجنبنا النار ، قال : فيكشف الحجاب ، فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم ، ثم تلا هذه الآية : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) .
4- عن جرير بن عبد الله قال : كنا جلوساً مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر فقال : ( إنكم سترون ربكم عياناً كما ترون هذا القمر لا تضـامون في رؤيته ، فإن استـطعتم ألا تغـلبوا على صـلاة قبل طـلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ) متفق عليه ، يعني العصر والفجر . ( لا تضامون ) أي لا يلحقكم ضيم ولا مشقة في رؤيته .
معنى [ كما ترون هذا القمر ] يعني يراه المؤمنون في الجنة كما يرون هذا القمر ، فليس المعنى أن الله مثل القمر ، لأن الله ليس كمثله شيء ، بل هو أعظم وأجل ، لكن المراد من المعنى تشبيه الرؤية بالرؤية ، فكما أننا نرى القمر ليلة البدر رؤية حقيقية ليس فيه اشتباه ، فإننا سنرى ربنا عز وجل كما نرى هذا القمر رؤية حقيقية بالعين دون اشتباه .
5- عن أبي هريرة : أن أناساً قالوا : يا رسول الله ، هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ؟ ) قالوا : لا يا رسـول الله . قال : ( هل تضارون في رؤية الشمس ليس دونها سحاب ؟ ) قالوا : لا . قال : ( فإنكم ترونه كذلك ) . متفق عليه .
1- وعن أبي موسى . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما ، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما ، وما بين القوم وبين أن يروا ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن ) متفق عليه .
وأحاديث الرؤية متواترة كما نص على ذلك غير واحد من أهل العلم ، منهم :
ابن القيم في حادي الأرواح ، وابن أبي العز في شرح الطحاوية ، والحافظ ابن حجر في فتح الباري .
المخالفون لأهل السنة :
وخالف في ذلك المعتزلة والجهمية وقالوا : إن الله لا يرى .
واستدلوا بقوله تعالى لموسى ( لن تراني ) .
الرد عليهم :
هذا مذهب باطل ، والآية دليل عليهم من وجوه :
أولاً : أنه لا يظن بكليم الله ورسوله الكريم وأعلم الناس بربه في وقته ، أن يسأل ما لا يجوز عليه ، بل هو عندهم من أعظم المحال .
ثانياً : أن الله لم ينكر عليه سؤاله ، ولما سأل نوح ربه نجاة ابنه أنكر سؤاله وقال ( إني أعظك أن تكون من الجاهلين ) .
ثالثاً : أنه تعالى قال ( لن تراني ) ولم يقل : إني لا أُرَى ، أو لا تجوز رؤيتي ، والفرق بين الجوابين ظاهر .
رابعاً : قوله ( ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني ) فعلق الرؤية على استقرار الجبل وهو ممكن في نفسه ، والمعلق على الممكن ممكن ، لأن معنى التعليق الإخبار بوقوع المعلق عند وقوع المعلق به ، والمحال لا يثبت على شيء من التقادير الممكنة .
فصارت الآية دليل على الرؤية .
واستدلوا بقوله تعالى ( لا تدركه الأبصار ) .
قالوا : إن الله نفى إدراك الأبصار له ، فدل على أن الله لا يرى في الآخرة .
والجواب :
إن الله نفى الإدراك ، ولم ينف الرؤية ، والإدراك قدر زائد على الرؤية وهو أخص من الرؤية والرؤية أعم ، ونفي الأخص لا يدل على نفي الأعم ، والإنسان قد يرى الشيء ولا يدركه ، لأن الإدراك هو الإحاطة ، فالله نفى الإدراك وهو الإحاطة ولم ينف الرؤية ، فأنت ترى السماء لكن لا تحيط بها رؤية .
· ورؤية الله في الدنيا مستحيلة .
كما قال الله تعالى لموسى : ( لن تراني ) .
قال شيخ الإسلام في الفتاوى :
وكذلك كل من ادعى أنه رأى ربه بعينه قبل الموت فدعواه باطلة باتفاق أهل السنة والجماعة ، لأنهم اتفقوا جميعهم على أن أحداً من المؤمنين لن يرى ربه بعيني رأسه حتى يموت ، وثبت ذلك في صحيح مسلم عن النواس بن سمعان عن النبي e أنه ذكر الدجال قال : ( اعلموا أن أحداً منكم لن يرى ربه حتى يموت ) . [ الفتاوى : 2/389 ]
· واختلفوا : هل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه ليلة المعراج :
القول الأول : أنه رآه .
وهو قول ابن عباس ورجحه ابن خزيمة في كتابه التوحيد واختاره النووي .
لقوله تعالى ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا )
روي عن ابن عباس هي : رؤية عين أريها النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به .
القول الثاني : أنه لم يره .
وهذا مذهب عائشة والجمهور .
عن عائشة أنها قالت : ( من حدثكم أن محمداً رأى ربه فقد أعظم الفرية على الله ) رواه مسلم .
وعن أبي ذر قال ( سألت رسول الله ! هل رأيت ربك ؟ قال : نور أنى أراه ) رواه مسلم .
والمعنى : نور كيف أراه .
ولحديث أبي موسى الأشعري . أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام ، يخفض القسط ويرفعه ، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار ، وعمل النهار قبل عمل الليل ، حجابه النور ، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ) رواه مسلم .
وجه الدلالة : قوله : حجابه النور – يعني الله – احتجب بالنور ، لو كشفه – يعني الحجاب – لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ، وهذا صريح في أن الله لو كشف الحجاب لأحرق جميع خلقه .
وهذا هو الراجح .
القول الثالث : التوقف .
ورجحه القاضي عياض والقرطبي ، نظراً لتكافـؤا الأدلة .
والراجح مذهب الجمهور وهو أنه لم ير ربه .
· أسباب رؤية الله :
أولاً : سؤال الله ذلك .
كما في الحديث قال صلى الله عليه وسلم ( وأسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم ) .
ثانياً : المحافظة على صلاة الفجر والعصر .
للحديث الذي سبق عن جرير بن عبد الله قال : كنا جلوساً مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر فقال : ( إنكم سترون ربكم عياناً كما ترون هذا القمر لا تضـامون في رؤيته ، فإن استـطعتم ألا تغـلبوا على صـلاة قبل طـلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ) متفق عليه ، يعني العصر والفجر .
نكمل المرة القادمة ان شاء الله
ونختار اليوم الاخ الفاضل ابويوسف السلفي ليذكر لنا الفوائد المستخرجة من هذا الدرس
فليتفضل
وليذكرها في صفحته وانقلها انا ان شاء الله في موضوع مغلق مستقل بالفوائد
حتى لايكتب فيه شئ اخر من اي من الاعضاء
جزاكم الله خيرا

هجرة إلى الله السلفية
05-15-2010, 04:24 PM
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/salam_files/image158.gif
الدرس الخامس عشر

القضاء والقدر
وَمِنْ صِفَاتِ اَللَّهِ تَعَالَى أَنَّهُ اَلْفَعَّالُ لِمَا يُرِيدُ لَا يَكُونُ شَيْءٌ إِلَّا بِإِرَادَتِهِ, وَلَا يَخْرُجُ شَيْءٌ عَنْ مَشِيئَتِهِ, وَلَيْسَ فِي اَلْعَالَمِ شَيْءٌ يَخْرُجُ عَنْ تَقْدِيرِهِ, وَلَا يَصْدُرُ إِلَّا عَنْ تَدْبِيرِهِ, وَلَا مَحِيدَ عَنْ اَلْقَدَرِ اَلْمَقْدُورِ, وَلَا يَتَجَاوَزُ مَا خُطَّ فِي اَللَّوْحِ اَلْمَسْطُورِ, أَرَادَ مَا اَلْعَالَمُ فَاعِلُوهُ, وَلَوْ عَصَمَهُمْ لَمَا خَالَفُوهُ, وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُطِيعُوهُ جَمِيعًا لَأَطَاعُوهُ, خَلَقَ اَلْخَلْقَ وَأَفْعَالَهُمْ, وَقَدَّرَ أَرْزَاقَهُمْ وَآجَالَهُمْ, يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ بِرَحْمَتِهِ, وَيَضِلُّ مَنْ يَشَاءُ بِحِكْمَتِهِ, قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: (لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) وَقَالَ تَعَالَى: (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً) وَقَالَ تَعَالَى: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا) وَقَالَ تَعَالَى: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً ) رَوَى اِبْنُ عُمَرَ أَنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم(( مَا اَلْإِيمَانُ? قَالَ أَنْ تُؤْمِنَ بِاَللَّهِ, وَمَلَائِكَتِهِ, وَكُتُبِهِ, وَرُسُلِهِ, وَالْيَوْمِ اَلْآخِرِ, وَبِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ" فَقَالَ جِبْرِيلُ صَدَقْتَ )) رَوَاهُ مُسْلِمٌ, وَقَالَ اَلنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (( آمَنْتُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ, وَحُلْوِهِ وَمُرِّهِ )) وَمِنْ دُعَاءِ اَلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلماَلَّذِي عَلَّمَهُ اَلْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ يَدْعُو بِهِ فِي قُنُوتِ اَلْوِتْرِ (( وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ )) .
من عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان بالقضاء والقدر .
القدر : ما سبق به العلم وجرى به القلم مما هو كائن إلى الأبد ، وأنه عز وجل قدر مقادير الخلائق وما يكون من الأشياء قبل أن تكون في الأزل ، وعلم سبحانه أنها ستقع في أوقات معلومة عنده سبحانه وعلى صفات مخصوصة ، فهي تقع على حسب ما قدرها .
الأدلة :
قال تعالى : ( وخلق كل شيء فقدره تقديراً ) .
وقال تعالى : إنا كل شيء خلقناه بقدر ) .
وقال تعالى : ( وكان أمر الله قدراً مقدوراً ) .
وقال صلى الله عليه وسلم( إن الله كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ) رواه مسلم .
· والإيمان بالقدر لا يتم إلا بأربعة أمور :
أولاً : الإيمان بعلم الله الشامل .
معناه : الإيمان بأن الله تعالى قد علم بعلمه الأزلي الأبدي ما كان وما يكون من صغير ، وكبير ، وظاهر ، وباطن مما يكون من أفعاله أو أفعال مخلوقاته .
دليل هذه المرتبة :
قال تعالى : ( هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة ) .
وقال تعالى : ( لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً ) .


ثانياً : أن الله كتب في اللوح المحفوظ كل شيء .
ومعناه : الإيمان بأن الله تعالى كتب في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة ، فما من شيء كان أو يكون إلا وهو مكتوب مقدر قبل أن يكون .
ودليل هذه المرتبة :
قوله تعالى ( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها ) .
عن عبد الله بن عمرو قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء ) . رواه مسلم .
وهناك آية فيها دليل لكلا المرتبتين :
قال تعالى ( ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير ) .
ثالثاً : كل شيء بمشيئة الله .
ومعناه : الإيمان بمشيئة الله وأنها عامة في كل شيء ، فما وجد موجود ، ولا عدم معدوم من صغير ، وكبير ، وظاهر ، وباطن ، في السموات والأرض إلا بمشيئة الله سواء كان ذلك من فعله تعالى أم من فعل مخلوقاته .
ودليل هذه المرتبة :
قوله تعالى ( ويفعل الله ما يشاء ) .
رابعاً : أن الله خالق كل شيء .
ومعناه : الإيمان بخلق الله تعالى ، وأنه خالق كل شيء من صغير ، وكبير ، وظاهر ، وباطن ، وأن خلقه شامل لأعيان هذه المخلوقات وصفاتها وما يصدر عنها من أقوال وأفعال وآثار .
دليل هذه المرتبة :
قال تعالى : ( وخلق كل شيء فقدره تقديراً ) .
وقال تعالى ( والله خلقكم وما تعملون ) .
· الإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان لا يتم الإيمان إلا به .
لقوله صلى الله عليه وسلم لجبريل لما سأله عن الإيمان ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره ) رواه مسلم
· أنواع الكتابة :
أولاً : الكتابة العامة في اللوح المحفوظ .
وقد كتب الله فيه كل شيء .
كما سبق في حديث ( إن الله كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق ... ) .



ثانياً : الكتابة العمرية :
كمل في حديث ابن مسعود . قال : حدثنا الصادق المصدوق ( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ، ويؤمر بأربع كلمات : بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد ) متفق عليه .
فهذه كتابة عمرية لأنها مقيدة بالعمر ، أي تكتب مرة واحدة ، ولا يعاد كتابتها .
ثالثاً : الكتابة الحولية .
وهي في ليلة القدر ، ففيها يكتب من أم الكتاب ما يكون في السنة من موت وحياة ورزق ومطر .
قال تعالى ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين . فيها يفرق كل أمر حكيم . أمراً من عندنا إنا كنا مرسلين ) .
وهي كتابة ما قدر للإنسان وهو جنين في رحم أمه إذا تم له أربعة أشهر .
· ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر :
أولاً : الطمأنينة والراحة النفسية بما يجري عليه من أقدار الله .
ثانياً : الاعتماد على الله سبحانه ، عند فعل الأسباب بحيث لا يعتمد على السبب نفسه ، لأن كل شيء بقدر الله .
ثالثاً : أن لا يعجب المرء بنفسه عند حصول مراده ، لأن حصوله نعمة من الله ، بما قدره من أسباب الخير .
· ما المراد بقوله ( وبالقدر خيره وشره ) هل في القدر شر ؟
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله : ليس في القدر شر ، وإنما الشر في المقدور ، يعني ليس فعل الله وتقديره شراً ، الشر في مفعولات الله لا في فعله ، والله لم يقدر هذا الشر إلا لخير .
كما قال تعالى ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ) هذا بيان سبب الفساد .
وأما الحكمة فقال ( ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) ، إذاً هذه مصائب مآلها الخير .
المخالفون لأهل السنة :
الطائفة الأولى : الجبْرية :
قالوا : إن العبد مجبور على عمله ، وليس له إرادة ولا قدرة .
واستدلوا بقوله تعالى ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) .
قالوا : إن الله نفى عن نبيه الرمي ، وأثبته لنفسه سبحانه ، فدل على أنه لا صنع للعبد .
واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم( لن يدخل الجنة أحد بعمله ) متفق عليه .
قالوا : إن الجزاء غير مرتب على الأعمال ، فدل على أنه لا صنع للعباد فيه .
والرد عليهم :
أن استدلالهم بقوله تعالى ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) دليل عليهم وليس لهم ، لأنه تعالى أثبت لرسوله e رمياً بقوله ( إذ رميت ) .
وأما استدلالهم بحديث ( لن يدخل الجنة أحد بعمله ) فهذا قول باطل ، لأن ( الباء ) هنا ، باء العوِض ، وهو أن يكون العمل كالثمن الذي يستحق صاحبه أن يدخل به الجنة ، بل دخول الجنة بفضل الله ورحمته .
الطائفة الثانية : القدرية :
وقالوا : إن العبد مستقل بعمله ، وليس لمشيئة الله وقدرته فيه أثر .
والرد عليهم :
أن الله تعالى خالق كل شيء ، وكل شيء كائن بمشيئته ، وقد بين الله تعالى أن أفعال العباد تقع بمشيئته فقال تعالى ( ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات .. ) وقال تعالى ( ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها .. ) .
ومن العقل : إن الكون كله مملوك لله تعالى ، والإنسان من هذا الكون ، فهو مملوك لله ، ولا يمكن للمملوك أن يتصرف في ملك المالك إلا بإذنه ومشيئته .
وَلَا نَجْعَلُ قَضَاءَ اَللَّهِ وَقَدَرَهُ حُجَّةً لَنَا فِي تَرْكِ أَوَامِرِهِ وَاجْتِنَابِ نَوَاهِيه, بَلْ يَجِبُ أَنْ نُؤْمِنَ وَنَعْلَمَ أَنَّ لِلَّهِ عَلَيْنَا اَلْحُجَّةَ بِإِنْزَالِ اَلْكُتُبِ, وَبِعْثَةِ اَلرُّسُلِ قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ )
البعض يحتج بالقدر على فعل المعصية ، وليس في ذلك حجة لأمور :
أولاً : أن الله أضاف عمل العبد إليه وجعله كسباً له فقال ( اليوم تجزى كل نفس بما كسبت ) ولو لم يكن له اختيار وقُدرة عليه ما نسب إليه .
ثانياً : أن الله أخبر أنه أرسل الرسل لقطع الحجة ( لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ) ، ولو كان القدر حجة للعاصي لم تنقطع بإرسال الرسل .
ثالثاً : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار أو من الجنة ، فقال رجل من القوم : ألا نتكل يا رسول الله قال صلى الله عليه وسلم: لا ، اعملوا فكل ميسر لما خلق له ) رواه البخاري .
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالعمل ونهى عن الاتكال على القدر .
رابعاً : أننا نرى الإنسان يحرص على ما يلائمه من أمور دنياه حتى يدركه ، ولا يعدل إلى مالايلائمه ، ثم يحتج على عدوله بالقدر ، فلماذا يعدلُ عما ينفعه في أمور دينه إلى ما يضره ثم يحتج بالقدر ؟ أفليس شأن الأمرين واحداً ؟
نكمل المرةالقادمة ان شاء الله
واجب اليوم
على الفاضلة نصرة مسلمة ان تقوم بجمع الفوائد على هذا الدرس
ووضعه في الموضوع الخاص بذلك في المواضيع المثبتة
ونرجو من الجميع قراءة الفوائدعلى الدرس السابق بالموضوع المختص بذلك
في المواضيع المثبتة
جزاكم الله خيرا

هجرة إلى الله السلفية
05-18-2010, 08:47 PM
http://www.hor3en.com/image/fwasel/2.gif
http://www.hor3en.com/image/fwasel/4.gif
الدرس السادس عشر
http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)
بداية اعتذر عن التأخير ولكن ذلك لظروف خارجة عن ارادتي نظرا لانقطاع النت
فسامحوني
وجزاكم الله خيرا

فصل


الإيمان قول وعمل

وَالْإِيمَانُ قَوْلٌ بِاللِّسَانِ, وَعَمَلٌ بِالْأَرْكَانِ وَعَقْدٌ بِالْجَنَانِ, يَزِيدُ بِالطَّاعَةِ, وَيَنْقُصُ بِالْعِصْيَانِ, قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: â(وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) فَجَعَلَ عَبَادَةَ اَللَّهِ تَعَالَى, وَإِخْلَاصَ اَلْقَلْبِ, وَإِقَامَ اَلصَّلَاةِ, وَإِيتَاءَ اَلزَّكَاةِ كُلَّهُ مِنْ اَلدِّينِ وَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) (( اَلْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً, أَعْلَاهَا شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ, وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ اَلْأَذَى عَنْ اَلطَّرِيقِ )) فَجَعَلَ اَلْقَوْلَ وَالْعَمَلَ مِنْ اَلْإِيمَانِ وَقَالَ تَعَالَى : (فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا ) وَقَال تعالىَ : (ليزدادوا أيمانا) وَقَالَ رَسُولُ e (( يَخْرُجُ مِنْ اَلنَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ بُرَّةٍ, أَوْ خَرْدَلَةٍ, أَوْ ذَرَّةٍ مِنْ اَلْإِيمَانِ )) فَجَعَلَهُ مُتَفَاضِلاً .
من عقيدة أهل السنة والجماعة أن الإيمان قول باللسان ، وعمل بالأركان ، وعقد بالجنان .
وقد حكى اتفاق السلف على أن الإيمان اعتقاد وقول وعمل ، غير واحد من أهل العلم ، كالشافعي وأحمد والبخاري وابن عبد البر والبغوي .
مثال القول : لا إله إلا الله ، والذكر ، وقراءة القرآن .
مثال العمل : الركوع .
مثال العقد : الإيمان بالله وملائكته وكتبه وغير ذلك مما يجب اعتقاده .
الدليل على أن الإيمان قول وعمل واعتقاد .
قول باللسان : الأدلة :
قوله تعالى ( قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا ... ) .
وقال صلي الله عليه وسلم ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها ) متفق عليه
عمل الجوارح : الأدلة :
قال تعالى ( وما كان الله ليضيع إيمانكم ) ثبت في سبب نزول هذه الآية كما جاء في حديث البراء الطويل وفي آخره ( أنه مات رجال على القبلة قبل أن تحول وقتلوا ، فلم ندرِ ما نقول فيهم ، فأنزل الله : وما كان الله ليضيع إيمانكم ) يعني صلاتكم .
فثبت أن الصلاة إيمان ، وقد بوب البخاري باب ( الصلاة من الإيمان ) .
والحديث الذي ذكره المصنف ( الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ،والحياء شعبة من الإيمان ) متفق عليه .
قال ابن مندَه ( فجعل الإيمان شعباً بعضها باللسان والشفتين ، وبعضها بالقلب ، وبعضها بسائر الجوارح ) .
وقال تعالى ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ) .
فجعل الإخلاص والصلاة والزكاة من الدين .
المخالفون لأهل السنة :
قال بعضهم : الإيمان مجرد المعرفة في القلب وهذا قول الجهمية [ وهذا من أخبث الأقوال ] .
وعلى هذا القول يكون إبليس مؤمناً لأنه عرف ربه [ قال رب بما أغويتني ] .
وقال بعضهم : إن الإيمان هو تصديق بالقلب ونطق باللسان ، وهؤلاء هم مرجئة الفقهاء ومنهم الحنفية ، وهؤلاء لا يجعلون
الأعمال من الإيمان .
م / ( يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ) .
من عقيدة أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، لأدلة كثيرة .
قال تعالى ( وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً ) .
وقال تعالى ( ويزداد الذين آمنوا إيماناً ) .
وقال تعالى ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ) .
وقال تعالى ( هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم ) .
وقال صلي الله عليه وسلم ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن .... ) متفق عليه .
وقال صلي الله عليه وسلم ( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً ) رواه أبو داود .
وعن ابن مسعود أنه قال ( اللهم زدنا إيماناً ويقيناً وفقهاً ) .رواه ابن بطة بإسناد صحيح .
وعن أبي الدرداء أنه كان يقول ( الإيمان يزداد وينقص ) رواه ابن ماجه .
اكتفي بهذا القدر
سؤال اليوم
اذكر دليل من الكتاب واخر من السنة
على ان الايمان يزيد وينقص
====
ونختار اليوم لاستخراج الفوائد من هذا الفصل
الفاضلة
*ام مريم*
فلتتفضل بكتابتها في صفحتها او في الموضوع المخصص لهذا مباشرة
على ان يكون موجودا قبل يوم الجمعة ان شاء الله
جزاكم الله خيرا

هجرة إلى الله السلفية
05-24-2010, 03:40 AM
http://www.hor3en.com/image/fwasel/2.gif
http://www.hor3en.com/image/fwasel/4.gif
الدرس السابع عشر
http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)


فصل
الإيمان بكل ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم

http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)



وَيَجِبَ اَلْإِيمَانُ بِكُلِّ مَا أَخْبَرَ بِهِ اَلنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَصَحَّ بِهِ اَلنَّقْلُ عَنْهُ فِيمَا شَاهَدْنَاهُ, أَوْ غَابَ عَنَّا, نَعْلَمُ أَنَّهُ حَقٌّ وَصِدْقٌ وَسَوَاءٌ فِي ذَلِكَ مَا عَقِلْنَاهُ وَجَهِلْنَاهُ, وَلَمْ نَطَّلِعْ عَلَى حَقِيقَةِ مَعْنَاهُ مِثْلَ حَدِيثِ اَلْإِسْرَاءِ وَالْمِعْرَاجِ وَكَانَ يَقَظَةً لَا مَنَامًا, فَإِنَّ قُرَيْشًا أَنْكَرَتُهُ وَأَكْبَرَتَهُ, وَلَمْ تُنْكِرْ اَلْمَنَامَاتِ .

http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)
يجب على المسلم أن يؤمن بكل ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم سواء كان مشاهداً أو مغيباً ، وسواء أدركناه بعقولنا أو لم ندركه ، وأنه صدق وحق ، فلا يجوز رد شيء من أمور الغيب الثابتة في الكتاب والسنة ، لمجرد استبعاد العقل ، فإن العقول تضعف عن إدراك أمور الغيب .
لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى .
والإيمان بالغيب من أعلى وأفضل درجات الإيمان .
قال تعالى ( هدى للمتقين . الذين يؤمنون بالغيب .. ) .
قال السعدي رحمه الله : ” وليس الشأن في الإيمان بالأشياء المشاهدة بالحس ، فإنه لا يتميز بها المسلم من الكافر ، إنما الشأن في الإيمان بالغيب ، الذي لم نره ولم نشاهده ، وإنما نؤمن به لخبر الله وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم، فهذا الإيمان الذي يميَّز به المسلم من الكافر ، لأنه تصديق مجرد لله ورسوله ، فالمؤمن يؤمن بكل ما أخبر الله به أو أخبر به رسوله سواء شاهده أو لم يشاهده ، وسواء فهمه وعقله أم لم يهتد إليه عقله وفهمه ... ويدخل في الإيمان بالغيب الإيمان بجميع ما أخبر الله به من الغيوب الماضية والمستقبلة وأحوال الآخرة وحقائق أوصاف الله وكيفيتها وما أخبرت به الرسل من ذلك “ .
وقد ذكر المصنف أمثلة على هذه الأمور التي يجب الإيمان بها والتصديق ، فذكر :
الإسراء والمعراج
http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)
الإســراء لغـة : السير بالشخص ليلاً . وشــرعاً : سير جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى بيت المقدس .
والمعراج : الآلة التي تعرج بها , وهي المصعد . وشــرعاً : السلم الذي عرج به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأرض إلى السماء .
قصـة الإســراء والمعراج :
§ الإسراء والمعراج ثابت بالقرآن والسنة .
قال تعالى (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) .
والأحاديث كثيرة في ذلك .
· ملخص ما حدث :
أن النبيصلى الله عليه وسلم أتي بالبراق حتى جاء بيت المقدس ثم عرج به إلى السماء ، فوجد في السماء الأولى آدم ، وفي السماء الثانية عيسى ويحيى ، وفي السماء الثالثة يوسف ، وفي السماء الرابعة إدريس ، وفي السماء الخامسة هارون ، وفي السماء السادسة موسى ، وفي السماء السابعة إبراهيم مسنداً ظهره إلى البيت المعمور، وفرضت عليه الصلوات الخمس ثم رجع من ليلته ...) . متفق عليه
· وقت الإسـراء والمعراج :
كان من مكة باتفاق أهل العلم ، وبنص القرآن والسنة المتواترة ، كما قال تعالى : (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) . ( مجموع الفتاوى 3 / 387 )
· وكان ذلك بعد المبعث وقبل الهجرة بالاتفاق . ( لكن لا يعرف أي سنة بالتحديد : فقيل قبل الهجرة بثلاث سنين ، وقبل بسنتين وقيل بسنة .
· جماهير أهل السنة أن الإسراء والمعراج كان بروحه وجسده يقظة مرة واحدة لا مناماً .
فالأكثرون من العلماء أنه أسري ببدنه وروحه يقظة لا مناماً .
ومما يدل على أن الإسراء بجسده وروحه في اليقظة :
قوله تعالى : (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ... ) ، والعبد عبارة عن مجموع الجسد والروح ، كما أن الإنسان اسم لمجموع الجسد والروح ) .
· عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ليلته .
http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)

م / (وفرضت عليه الصلوات الخمس ) .
أي فَرض الله تعالى على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وعلى أمته الصلوات الخمس في هذه الليلة ( ليلة الإسراء والمعراج ) .
ففي حديث الإسراء ( ففرض الله عليّ خمسين صلاة في كل يوم وليلة ، فنزلت إلى موسى فقال : ما فـرض ربك على أمتك ؟ قلت : خمسين صلاة ، قال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف ، فإن أمتك لا يطيقون ذلك ...... الحديث فمازال يراجع بين الله وبين موسى حتى قال الله : يا محمد ! إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة ، لكل صلاة عشر فلذلك خمسون صلاة ) .
http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)
م / وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ مَلَكَ اَلْمَوْتِ لَمَّا جَاءَ إِلَى مُوسَى u لِيَقْبِضَ رُوحِهِ لَطَمَهُ فَفَقَأَ عَيْنَهُ, فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ فَرَدَّ عَلَيْهِ عَيْنَهُ
-----------------------
هذا الحديث جاء في الصحيحين عن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أرسل ملك الموت إلى موسى عليهما السلام ، فلما جاءه صكه فرجع إلى ربه ، فقال : أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت ، قال : ارجع إليه فقل له يضع يده على متن ثور فله بما غطى يده بكل شعرة سنة ، قال : أي رب ، ثم ماذا ؟ قال : ثم الموت ، قال : فالآن ، قال : فسأل اللهَ أن يدنيَه من الأرض المقدسة رميةً بحجَر ) متفق عليه .
والمصنف ذكر هذا الحديث في العقيدة لأن بعض أهل البدعة أنكروه معللاً ذلك أنه يمتنع أن موسى يلطم الملك .
قال ابن خزيمة : أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث وقالوا إن كان موسى عرفه فقد استخف به ، وإن كان لم يعرفه فكيف لم يقتص له من فقء عينه ؟ والجواب : أن الله لم يبعث ملك الموت لموسى وهو يريد قبض روحه حينئذ ، وإنما بعثه إليه اختباراً ، وإنما لطم موسى ملك الموت لأن رأى آدمياً دخل داره بغير إذنه ولم يعلم أنه ملك الموت ، وقد أباح الشارع فقء عين الناظر في دار المسلم بغير إذن ، وقد جاءت الملائكة إلى إبراهيم وإلى لوط في صورة آدميين فلم يعرفاهم ابتداء ، ولو عرفهم لما قدم لهم المأكول ، ولو عرفهم لوط لما خاف عليهم من قومه .
نتوقف عند هذا القدر
ونكمل المرة القادمة
http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)
واليوم نختار الفاضلة ام عبدالملك لتستخرج لنا الفوائد على هذا الدرس
http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)

هجرة إلى الله السلفية
05-26-2010, 05:53 PM
http://www.hor3en.com/image/fwasel/2.gif
http://www.hor3en.com/image/fwasel/4.gif
الدرس الثامن عشر

http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)

م / ومن ذلك أشراط الساعة


http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)

· أشراط الساعة : أي علاماتها التي تدل على قربها ومجيئها .
· ومعنى أشراط : أي علامات .
والمراد بالساعة هنا القيامة ، أي الوقت الذي تقوم فيه القيامة .
والساعة لها أشراط تدل على قربها ومجيئها والدليل على ذلك :
قوله تعالى ( فقد جاء أشراطها ) .
وقال صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل ( أخبرني عن أماراتها ) رواه مسلم .
· سميت القيامة بالساعة : لسرعة الحساب فيها ، أو لأنها تفجأ الناس في ساعة فيموت الخلق كلهم بصيحة واحدة .
· تنقسم أشراط الساعة إلى قسمين :
كبرى : وهي الأمور العظام التي تظهر قرب قيام الساعة ، وتكون غير معتادة الوقوع ، كظهور الدجال ، ونزول عيسى ، وخروج يأجوج ومأجوج ، وطلوع الشمس من مغربها .
صغرى : وهي التي تتقدم الساعة بأزمان متطاولة ، وتكون من نوع المعتاد ، كقبض العلم ، وظهور الجهل ، وشرب الخمر ، والتطاول في البنيان ، ونحوها .
· الساعة قريبة وتأتي بغتة .
قال تعالى (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) .
قال ابن كثير : يخبر تعالى عن اقتراب الساعة وفراغ الدنيا وانقضائها .
وقال تعالى (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ) .
قال ابن كثير : هذا تنبيه من الله عز وجل على اقتراب الساعة ودنوها ، وأن الناس في غفلة عنها : أي لا يعملون لها ، ولا يستعدون من أجلها .
وقال تعالى (أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) .
· الساعة تأتي بغتة .
قال تعالى (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا ) .
وقال تعالى (أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) .
· علم الساعة غيب لا يعلمه إلا الله .
قال تعالى (يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ) .
قال ابن كثير : أمر تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم إذا سئل عن وقت الساعة ، أن يرد علمها إلى الله تعالى ، فإنه هو الذي يجليها لوقتها : أي يعلم جليّة أمرها ، ومتى تكون على التحديد .
وقال تعالى (يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا . فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا . إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا) .
قال ابن كثير : أي ليس علمها إليك ، ولا إلى أحد من الخلق ، بل مردها ومرجعها إلى الله عز وجل ، فهو الذي يعلم وقتها على التعيين .
ولهذا لما سأل جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وقت الساعة – كما في حديث جبريل الطويل – قال النبي صلى الله عليه وسلم : ما المسؤول عنها بأعلم من السائل . رواه مسلم .
ذكر المصنف من أشراط الساعة :


م / مثل خروج الدجال .


http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)

· معنى المسيح الدجال .
الدجال : أي الكذاب ، سمي الدجال كذاباً ، لأنه يغطي الحق بباطله ، وقيل : لأنه يغطي على الناس كفره بكذبه وتمويهه وتلبيسه عليهم .
· وسمي مسيحاً :
قيل : لمسحه الأرض حين خروجه ، وقيل : لأنه أعور العين اليمنى وهذا أصح ، لحديث ( إن الدجال ممسوح العين ) .
وهو رجل كذاب يخرج في آخر الزمان يدعي الألوهية .
· خروج الدجال من علامات الساعة الكبرى .
عن حذيفة . قال ( اطلع علينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر فقال : ما تذاكرون ؟ قالوا : نذكر الساعة ، قال : إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات : فذكر الدخان ، والدجال ، والدابة ، وطلوع الشمس من مغربها ، ونزول عيسى ابن مريم ، ويأجوج ومأجوج ، .... ) رواه مسلم .
وأجمع المسلمون على خروجه .
· وقصته باختصار :
هو رجل من بني آدم – خلقه الله تعالى ليكون محنة للناس في آخر الزمان – هو من أعظم الفتن التي حذرت منها الأنبياء أقوامهـا – من صفاته قصير أفحج أعور العين اليمنى – معه جنة ونار فناره جنة وجنته نار – وأكثر أتباعه من اليهود والنساء والأعراب – يمكث في الأرض 40 يوماً – لا يدخل مكة ولا المدينة – يكون مكان خروجه – ويكون هلاكه على يد مسيح الهدى عيسى ابن مريم في بلاد الشام عند باب لد .
· كيفية النجاة من الدحال :
أولاً : حفظ أول الكهف .
عن أبي الدرداء . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال ) رواه مسلم .
ثانياً : التعوذ منه وخاصة في الصلاة .
عن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر فليتعوذ بالله من أربع : من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال ) رواه مسلم .
ثالثاً : الفرار من الدجال .
عن عمران بن حصين . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من سمع بالدجال فلينأ عنه ، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات ) رواه أبو داود .
فلينأ : يبتعد .


م / ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام فيقتله .

http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)

·نزول عيسى ابن مريم في آخر الزمان ثابث بالكتاب والسنة والإجماع .

قال تعالى (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ) .

[ ليؤمنن به ] أي بعيسى [ قبل موته ] أي موت عيسى عليه السلام ، وهذا حين نزوله .

وهذا القول هو الصحيح أن الضمير في قوله [ قبل موته ] أي موت عيسى ورجحه ابن جرير وابن كثير .

وقال تعالى ( ولما ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدون ....... وإنه لعِلمٌ للساعة ) .

قرأ ابن عباس وأبو هريرة وقتادة [ وإنه لعَلَم للساعة ] بفتح اللام والعين .

والمعنى : أي أمارة وعلامة على اقتراب الساعة .

فقوله [ وإنه ] يرجع إلى عيسى ، وهذا ما اختاره ابن كثير في تفسيره والشنقيطي .

قال الشنقيطي : ” والتحقيق أن الضمير في قوله تعالى [ وإنه لعلم للساعة ] راجع إلى عيسى ، ومعنى قوله [ لعلم للساعة ] على القول الحق الصحيح ، هو نزول عيسى في آخر الزمان حياً علم للساعة أي علامة لقرب مجيئها لأنه من أشراطها الدالة على قربها ) “ .

ومن السنة :

عن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده ، ليوشِكَنّ أن ينزل فيكم ابن مريم ، حكماً مقسطاً ، فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية .... ) .

وحذيفة الذي سبق ( إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات ...... وذكر منها : نزول عيسى ابن مريم ) .

وأجمعت الأمة على نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان حكماً مقسطاً .

·ملخص قصته :

ينزل عيسى بعد أن يفسد الدجال في الأرض - ينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق – يحكم عليه السلام بالشريعة المحمدية - فلا ينزل بشرع جديد – ويكون في زمانه يفيض المال حتى لا يقبله أحد – وحتى تكون السجدة الواحدة خيراً من الدنيا وما فيها – ولتتركن القلاص فلا يسعى عليها – يقتل الدجال في باب لد – يمكث في الأرض أربعين سنة ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون .

القلاص : بكسر القاف وهي من الابل كالفتاة من النساء ومعناه أن يزهد فيها ولا يرغب باقتنائها .


م / وخروج يأجوج ومأجوج


http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)



·خروج يأجوج ومأجوج في آخر الزمان من علامات الساعة الكبرى .

قال تعالى (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ. وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ ) .

وقال تعالى (حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْماً لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً .قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً) .

ومن السنة :

حديثحذيفة . قال ( اطلع علينا النبي صلى الله عليه وسلمونحن نتذاكر فقال : ما تذاكرون ؟ قالوا : نذكر الساعة ، قال : إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات : فذكر الدخان ، والدجال ، والدابة ، وطلوع الشمس من مغربها ، ونزول عيسى ابن مريم ، ويأجوج ومأجوج ، .... ) رواه مسلم .

·وأصلهم من البشر من ذرية آدم وحواء .

لحديث أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( يا آدم ! فيقول: لبيك وسعديك والخير في يديك ، فيقول: أخرج بعث النار ، قال : وما بعث النار ، قال : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين ، فعند ذلك يشيب الصغير [ وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بساكرى ولكن عذاب الله شديد ] قالوا : يا رسول الله ! وأينا ذلك الواحد ، قال : أبشروا ، فإن منكم رجلاً ومن يأجوج ومأجوج ألفاً ... ) متفق عليه .

· قال ابن كثير : هم من ذرية آدم بلا خلاف نعلمه ، ثم ذكر الحديث السابق .

· وقال : وهم يشبهون الناس ، كأبناء جنسهم ، ومن زعم أن منهم الطويل كالنخلة ومنهم القصير الذي هو كالشيء الحقير ومنهم من يفترش أذناً من أذنيه ويتغطى بالأخرى ، فكل هذه الأقوال بلا دليل ، ورجم بالغيب بغير برهان ، والذي تدل عليه الروايات الصحيحة أنهم رجال أقوياء لا طاقة لأحد بقتالهم .

ففي حديث النواس بن سمعان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( .... فبينما هم كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى : إني قد أخرجت عباداً لي لا يُدان لأحد بقتالهم ... ) رواه مسلم .

·وقد حذر الرسول منهم .

فقال ( ويل للعرب من شر قد اقترب ، فتح من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا وحلق بإصبعيه الإبهام والتي تليها .. ) .

· بنى ذو القرنين سد يأجوج ومأجوج ليحجز بينهم وبين جيرانهم الذي استغاثوا به كما ذكر الله في القرآن .




م / وخروج الدابة


http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)

· خروج الدابة علامة من علامات الساعة الكبرى .
قال تعالى (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنْ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ ) .
وإذا وجب العذاب عليهم ، لتماديهم في المعاصي والطغيان، وإعراضهم عن شرع الله وحكمه، حتى صاروا من شرار خلقه، أخرجنا لهم من الأرض في آخر الزمان علامة من علامات الساعة الكبرى، وهي "الدابة"، تحدثهم أن الناس المنكرين للبعث كانوا بالقرآن ومحمد e ودينه لا يصدقون ولا يعملون.
[ وإذا وقع القول عليهم ] أي وجب العذاب في حقهم لكفرهم وطغيانهم .
[ أخرجنا لهم دابة من الأرض ] من هم ؟ قيل : عامة الناس ، وقيل : الكفار ، وهذا الصحيح ، لأن الكفار هم الذين لا يؤمنون بآيات الله .
[ تكلمهم ] سيأتي شرحها .
[ أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ] أي لا يصدقون بآيات الله ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر .
ومن السنة :
حديث حذيفة الذي سبق [ ..... إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات : فذكر الدخان ، والدجال ، والدابة ، وطلوع الشمس من مغربها ، ونزول عيسى ابن مريم ، ويأجوج ومأجوج ، .... ) رواه مسلم .
وعن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( بادروا بالأعمال ستاً : ... وذكر منها : دابة الأرض ) رواه مسلم .
· من أي الدواب هي ؟
الدابة لغة : كل ما يدب على الأرض .
واصطلاحاً : دابة يُخرجها الله قرب قيام الساعة تكلم الناس على أنهم مستحقون للعذاب .
· مكان خروجها وصفتها ؟
ورد بعض الأحاديث أنها تكون من مكة من الحرم ، وورد غير ذلك ، ولا يصح من ذلك شيء .
وكذلك صفتها : ورد بعض الأحاديث في صفتها لا يصح منها شيء .
· عملها :
قال تعالى ( تكلم الناس ) .
اختلف المفسرون في معنى هذا التكليم :
فقيل : أن المراد : تكلمهم كلاماً ، أي تخاطبهم مخاطبة ، ويدل لهذا قراءة ( تنبئهم ) .
وقيل : أن المراد : تجرحهم ، ويؤيد ذلك قراءة [ تَكْلَمهم ] بفتح التاء وسكون الكاف ، من الكَلْم وهو الجرح ، أي تسمهم وسماً .
وروي عن ابن عباس أنه قال : ( كلاً تفعل ) أي المخاطبة والوسم .
قال ابن كثير : وهو قول حسن ، ولا منافاة .
نكمل المرة القادمة ان شاء الله
واجب الحلقة
http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)
قال تعالى(تكلم الناس)
اذكر مالمقصود بذلك؟
===
من هم يأجوج ومأجوج؟
===
ونختار الفاضلة حاملة الذكر السلفية لاستخراج الفوائد من هذا الدرس
يسر الله لها ولكم
====

هجرة إلى الله السلفية
05-30-2010, 02:17 AM
http://www.hor3en.com/image/fwasel/2.gif
http://www.hor3en.com/image/fwasel/4.gif
الدرس التاسع عشر
http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)

م / وطلوع الشمس من مغربها .


http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)

· طلوع الشمس من مغربها علامة من علامات الساعة الكبرى .
قال تعالى (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلْ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ ) .
فقد دلت الأحاديث الصحيحة أن المراد ببعض الآيات المذكورة في الآية هو طلوع الشمس من مغربها .
عن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت فرآها الناس آمنوا أجمعون فذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً ) رواه مسلم .
ومن السنة :
حديث حذيفة بن أسيد السابق ( ..... إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات : فذكر الدخان ، والدجال ، والدابة وطلوع الشمس من مغربها ، ونزول عيسى ابن مريم ، ويأجوج ومأجوج ، .... ) رواه مسلم .
· المبادرة بالعمل الصالح قبل طلوع الشمس من مغربها .
عن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( بادروا بالأعمال ستاً : طلوع الشمس من مغربها ، والدجال ، والدخان ، والدابة ، .... ) رواه مسلم .
· أن التوبة لا تقبل بعد طلوع الشمس من مغربها .
http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)
قال تعالى (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلْ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ ) .
فقوله ( يوم يأتي بعض آيات ربك ) يعني طلوع الشمس من مغربها .
وعن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه ) رواه مسلم .
فمفهومه : أن من تاب بعد ذلك لا تقبل .
وعن أبي موسى . أن النبي صلى الله عليه وسلم : قال ( إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء بالليل حتى تطلع الشمس من مغربها ) رواه مسلم .

عذاب القبر


http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)


م / وَعَذَابُ الْقَبْرِ وَنَعِيُمُهُ حَقٌ وَقَدْ اسْتَعَاذَ الْنَّبِيُّ صلى الله عليه


وسلم مِنْهُ وَأَمَرَ بِهِ فِي كُلِّ صَلَاة.

· عذاب القبر ثابت بالكتاب والسنة وإجماع الأمة .
قال تعالى : ( وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ . النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) .
أ-وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم ، أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم ؟ فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله ، فيقال : انظر إلى مقعدك من النار ، أبدله الله به مقعداً من الجنة ، وأما الكافر أو المنافق فيقول : لا أدري ، فيقال : لا دريت ولا تليت ، ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه ، فيصيح صيحة يسمعها من يليه من الثقلين ) . متفق عليه
ب_ وعن عائشة أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلمعن القبر ؟ قال : ( نعم ، عذاب القبر حق ) . متفق عليه
ج_ وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : مرّ النبي صلى الله عليه وسلمعلى قبرين فقال : إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير ، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة ، وأما الآخر فكان لا يستنزه من البول ) . متفق عليه
د_ وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن رسول الله صلى الله عليه وسلمكان يعلمهم هذا الدعـاء كما يعلمهم السورة من القرآن يقول : ( اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم ، ونعوذ بك من عذاب القبر ، ونعوذ بك من فتنة المسيح الدجال ، ونعوذ بك من فتنة المحيا والممات ) . متفق عليه
هـ-وعند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر فليتعوذ بالله من أربع : من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن شر المسيح الدجال ) .
و_ وعن أبي أيوب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لولا أن تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر .. ) رواه مسلم .
ز- وحديث البراء ، وفيه أنه قال في المؤمن : ( فيناد منادٍ من السماء أن صدق عبدي ، فافرشوه من الجنة ، وألبسوه من الجنة ، وافتحوا له باباً إلى الجنة ، فيأتيه من ريحها وطيبها ، ويفسح له في قبره مدّ بصره ) وقال في الكافر : ( فيناد منادٍ من السماء ، أن كذب عبدي فافرشوه من النار ، وافتحوا له باباً إلى النار ، فيأتيه من حرها وسمومها ، ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ) . أخرجه أحمد وأبو داود
· عذاب القبر من أمور الغيب ، والحكمة في ذلك :
أ- أن الله سبحانه وتعالى أرحم الراحمين ، فلو كنا نطلع على عذاب القبر لتنكد عيشنا .
ب- أنه فضيحة للميت .
ج - أنه قد يصعب على الإنسان دفن الميت .
· هل عذاب القبر دائم أو منقطع ؟
قال الشيخ محمد رحمه الله : ” أما إن كان الإنسان كافراً فإنه لا طريق إلى وصول النعيم إليه أبداً ويكون عذابه مستمر .
وأما إن كان عاصياً وهو مؤمن ، فإنه إذا عذب في قبره يعذب بقدر ذنوبه “ .
· أسباب عذاب القبر :
أولاً : النميمة وعدم التنزه من البول .
لحديث ابن عباس الذي سبق ( مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين يعذبان ... ) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أكثر عذاب القبر من البول ) . رواه ابن ماجه
ثانياً : الغيبة.
فقد جاء في رواية عند ابن ماجه ( وأما الآخر فيعذب بالغيبة ) .
ثالثاً : الغلول من الغنيمة .
عن أبي هريرة قال : ( خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر ، فلم نغنم ذهباً ولا ورقاً ، غنمنا المتاع والطعام والشراب ثم انطلقنا إلى الوادي ومع رسول الله عبد له . . . فلما نزلنا قام عبدُ رسول الله صلى الله عليه وسلميحل رحله ، فرُمي بسهم فكان فيه حتفه فقلنا : هنيئاً له الشهادة يا رسول الله ! فقال : كلا ، والذي نفس محمد بيده إن الشملة لتلتهب عليه ناراً ، أخذها من الغنائم يوم خيبر لم تصبها المقاسم ، ففزع الناس . . . ) متفق عليه .


فتنة القبر


http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)


م / وفتنة القبر حق وسؤال منكر ونكير حق

· ما معنى فتنة القبر ؟
هي سؤال الملكين الميت عن ربه ودينه ونبيه .
· فتنة القبر ثابتة بالكتاب والسنة :
قال تعالى : (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ) .
وعن البراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( المسلم إذا سئل في القبر يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، فذلك قوله :
( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) ) .
وعن أسماء بنت أبي بكر – رضي الله عنهما – في حديث صلاة الكسوف ، وفيه : قال صلى الله عليه وسلم: ( وأنه قد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور قريباً أو مثل فتنة المسيح الدجال ... ) . متفق عليه
وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلمكان يقول : ( اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم ، والمأثم والمغرم ، ومن فتنة القبر وعذاب
القبر ... ) . متفق عليه
وعن عائشة – رضي الله عنهما – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( فبي تفتنون وعني تسألون ) . رواه أحمد
وعن عثمان بن عفان قال : ( استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت ، فإنه الآن يسأل ) . رواه أبو داود
· من يقوم بالفتنة ؟
الذي يقوم بالفتنة في القبر ، هما : منكر ونكير .
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا قبر الميت ، أو قال : أحدكم ، أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما المنكر والآخر النكير ، فيقولان : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول : ما كان يقول : هو عبد الله ورسوله ، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ، فيقولان : قد كنا نعلم أنك تقول هذا ، ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعاً في سبعين ، ثم ينور له فيه ، ثم يقال له : نم ، فيقول : أرجع إلى أهلي فأخبرهم ، فيقولان : نم نومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه ، حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك ، وإن كان منافقاً قال : سمعت الناس يقولون ، فقلت مثله ، لا أدري ، فيقولان : قد كنا نعلم أنك تقول ذلك ، فيقال للأرض التئمي عليه ، فتلتئم عليه ، فتختلف أضلاعه ، فلا يزال فيها معذباً حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك ) . رواه الترمذي
· هل السؤال خاص بهذه الأمة أم هو عام ؟
القول الأول : أن السؤال خاص بهذه الأمة . أدلتهم :
‌أ- قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن هذه الأمة تبتلى في قبورها ) . رواه مسلم
‌ب- وقوله صلى الله عليه وسلم : ( ولقد أوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم ... ) . متفق عليه
‌ج- قوله صلى الله عليه وسلم : ( فبي تفتنون وعني تسألون ) . رواه أحمد
القول الثاني : أن السؤال لجميع الأمم ، واحتجوا بألفاظ العموم ، مثل :
‌أ- قوله تعالى : ( يثبت الله الذين آمنوا ... ) .
‌ب- وحديث البراء الطويل : ( إن العبد المؤمن ... وإن العبد الكافر ... ) فكلمة العبد تصدق على جميع العباد المؤمنين والكفار من هذه الأمة وغيرها .
ورجح هذا القول عبد الحق الأشبيلي والقرطبي وابن القيم .
وتوقف في ذلك ابن عبد البر .
والظاهر أن السؤال عام لجميع الأمم .
· الذين لا يفتنون :
‌أ- الأنبياء .
لأن الأنبياء يُسأل عنهم ، فيقال للميت : من نبيك ؟ .
‌ب- الشهداء .
عن رشد بن سعد عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلمقال: يا رسول الله، ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد ؟ قال: ( كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة ) . رواه النسائي
‌ج- الصديق .
قيل : لا يسأل .
إذا كان الشهيد لا يفتن ، فالصديق أجل خطراً وأعظم أجراً أن لا يفتن .
لأنه مقدم ذكره في التنزيل على الشهداء .
وقد صح في المرابط الذي هو دون الشهيد أنه لا يفتن ، فكيف بمن هو أعلى رتبة منه ومن الشهيد .
وقيل : يسأل .
قال ابن القيم : ” الأحاديث الصحيحة ترد هذا القول وتبين أن الصديق يسأل في قبره كما يسأل غيره “ والله أعلم .
وهذا القول هو الراجح .
‌د- المرابط .
قال صلى الله عليه وسلم: ( رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه ، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله ، وأجري عليه رزقه ، وأمن الفتان ) . رواه مسلم عن سلمان
‌ه- الأطفال والمجانين .
اختلف هل يفتنون ؟
فقال بعضهم : إنهم لا يفتنون لدخولهم في العموم .
وقال بعضهم : إن المجانين والصغار لا يسألون ، لأنهم غير مكلفين .

نكتفي بهذا القدر


وسؤال المحاضرة


http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)


هل سؤال الملكان لكل الامم ام انه خاص بأمة محمد صلى الله عليه وسلم ؟


مالحكمة في ان عذاب القبر من امور الغيب؟

ونرجو من الفاضلة وردة السوسن حفظها الله
استخراج فوائد من محاضرة اليوم
وجزاكم الله خيرا جميعا
http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)

هجرة إلى الله السلفية
06-03-2010, 11:10 AM
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/salam_files/image143.gif
الدرس العشرون
http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)
البعث
م / وَالْبَعْثَ بَعْدَ الْمَوتِ حَقٌ
http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)
· تعريف البعث :
هو إحياء الأموات بعد القيامة .
والإيمان بالمعاد مما دل عليه الكتاب والسنة والعقل والفطرة السليمة ، فأخبر الله سبحانه عنه في كتابه العزيز ، وأقام الدليل عليه ، ورد على منكريه في غالب سور القرآن .
وبسبب عظمة البعث وأنه أعظم المظاهر تعددت طرق الكتاب العزيز في إثبات البعث وتقريبه إلى الأذهان .
· الطريقة الأولى :
آيات صريحة في إثبات ذلك :
قال تعالى : (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ) .
وقال تعالى : ( وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ) .
وقال تعالى : (وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ) .
وقال تعالى : (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) .
وقال تعالى : (أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ . لِيَوْمٍ عَظِيمٍ . يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) .
وأمر نبيه أن يقسم به على المعاد :
فقال تعالى : (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ ) .
وقال تعالى : (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ) .
وقال تعالى : (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) .
وذم الله المكذبين بالمعاد :
فقال تعالى : ( قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ) .
وقال تعالى : (وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً ) .
· الطريقة الثانية :
التذكير بنشأة الإنسان الأولى :
قال تعالى : (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ . خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ . يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ . إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ) .
وقال تعالى : (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ . قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ) .
· الطريقة الثالثة :
الاستدلال بإنبات النبات على إحياء الأموات :
قال تعالى : (فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
وقال تعالى : (وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ . ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ) .
وقال سبحانه : (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) .
· الطريقة الرابعة :
الإشارة ولفت الانتباه إلى خلق السماوات :
قال تعالى : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) .
· الطريقة الخامسة :
تنزيه الله سبحانه عن العبث ، فلو فرضنا أنه لا جزاء ولا حساب ولا بعث ، فما فائدة الأوامر والنواهي :
قال تعالى : (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ . فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ) .
وقال تعالى : (أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً) . أي : لا يؤمر ولا ينهى ، وقيل لا يبعث .
· الطريقة السادسة :
تنزيه الله عن الظلم :
فلو لم يكن هناك بعث لا استوى الناس ، فاستوى المؤمن الذي ترك كثيراً من الشبهات مخافة ربه ، والكافر لا يعرف ربه أصلاً .
قال تعالى : (أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) .
· الطريقة السابعة :
ذكر وقائع وأحداث يستدل بها على البعث .
كما في قصة قتيل بني إسرائيل .
وقصة الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت .
وقصة الذي مرّ على قرية وهي خاوية على عروشها .
وقصة إبراهيم عليه السلام والطيور الأربعة .
وقصة أصحاب الكهف ، فقد أماتهم الله في الكهف ثلاثمائة وتسع سنين ، قال تعالى في قصتهم : (وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ ... ) .
· يجب أن تعتقد أن البعث جمع متفرق لا إيجاد معدوم .
كما قال تعالى : (أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ . بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ) .
وقال تعالى : ( فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) .
وقال تعالى : (وَهُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ) .
· كيف يحشر الناس ؟
عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تحشرون حفاة عراة غرلاً ) قالت عائشة : فقلت : يا رسول الله ، الرجال والنساء ينظر بعضهم على بعض ؟ فقال : ( الأمر أشد من أن يهمهم ذلك ) . متفق عليه
( حفاة ) ليس عليهم نعال ولا خفاف .
( عراة ) ليس عليهم لباس الجسد .
( غرلاً ) لم ينقص من خلقهم شيء ، والغرل : جمع أغرل ، وهو الذي لم يختن . [ وسيأتي مبحث الحشر ] .

النفخ في الصور
م / وذلك حين ينفخ إسرافيل عليه السلام في الصور. (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ) .
http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)
· النفخ في الصور ثابت بالكتاب والسنة والإجماع .
من الكتاب قوله تعالى : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ) .
وقال تعالى : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ) .
وقال تعالى : ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً) .
وقال تعالى : (وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ ) .
ومن السنة :
عن عبد الله بن عمرو قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما الصور ؟ قال : ( قرن ينفخ فيه ) .
وعن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتاً ورفع ليتاً ، ثم لا يبقى أحد إلا صعق ... ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ) .
وأجمع المسلمون على ثبوته .
· النافخ في الصور هو إسرافيل u .
أجمع العلماء أن الذي موكل بنفخ الصور هو إسرافيل .
· عدد النفخات :
http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)
اختلف العلماء في عدد النفخات على قولين :
القول الأول : أنها نفختان : نفخة الصعق ونفخة البعث .
ويدل لهذا قوله تعالى : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ) .
وقال تعالى : (مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ . فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ . وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ) .
فقوله تعالى : (مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ) . هذه النفخة الأولى .
وقوله تعالى : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ) هذه هي النفخة الثانية .
وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما بين النفختين أربعون ) قالوا : يا أبى هريرة : أربعين يوماً ؟ قال : أبيت . قالوا : أربعون شهراً ؟ قال : أبيت . قالوا : أربعون سنة : قال : أبيت ) . متفق عليه
القول الثاني : أنها ثلاث نفخات : نفخة الفزع ، ونفخة الصعق ، ونفخة البعث .
واحتجوا : في قوله تعالى : (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ) ن أن
وهذه نفخة الفزع .
وقوله تعالى : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ ... ) هذه نفخة الصعق .
وقوله تعالى : (فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ) هذه نفخة البعث .
قالوا : إن الفزع مغاير للصعق .
· صاحب الصور مستعد للنفخ .
http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)
عن أبي سعيد قال : قال رسول الله ( كيف أنعم ، وقد التقم صاحب القرنِ القرنَ ، وحنى جبهته وأصغى سمعه ، ينتظر أن يؤمر أن ينفخ ، فينفخ ) رواه الترمذي .
http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)
نكتفي بهذا القدر اليوم

واجب الدرس
مامعنى البعث
واذكر طريقة واحدة لاثبات البعث مع الشرح لها
http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)
نختار اليوم الاخت الفاضلةام سلمى لاستخراج الفوائد

هجرة إلى الله السلفية
06-12-2010, 09:57 AM
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/salam_files/image143.gif
الدرس الواحدوالعشرون
الحشر
م / ( ويحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً بهماً ) .
---------------------
· تعريف الحشر :
لغة الجمع .
واصطلاحاً : جمع الخلائق يوم القيامة لحسابهم والقضاء بينهم .
· والحشر ثابت بالكتاب والسنة والإجماع .
قال تعالى (قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ . لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ) .
وقال تعالى ( وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) .
وقال تعالى (وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ) .
وقال تعالى (وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) .
وقال تعالى (وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) .
وقال تعالى ( مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفْراء كقرصة النقي ليس فيها علم لأحد ) متفق عليه .
· ويحشر كل شيء حتى البهائم ودل على حشر البهائم عدة أدلة :
أ- قوله تعالى (وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ) .
ب_ قوله تعالى (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) .
ج_ وحديث أبي ذر .( أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى شاتين ينتطحان فقال : يا أباذر أتدري فيما ينتطحان ؟ قال : قلت : لا ، قال : لكن الله يدري وسيقضي بينهما ) رواه أحمد .
د- وحديث ( مانع صدقة الإبل والبقر والغنم وأنها تجيء يوم القيامة أعظم ما كانت وأسمنه تنطحه بقرونها وتطأوه
بأظلافها ) متفق عليه .
هـ- الآثار الواردة في قوله تعالى ( يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت تراباً ) وأن الله تعالى يجمع الوحوش ثم يقتص من بعضها لبعض ، ثم يقول لها : كوني تراباً ، فتكون تراباً ، فعندها يقول الكافر ( يا ليتني كنت تراباً )
· كيف يحشر الناس ؟
يحشرون حفاة عراة غرلاً .
لحديث عائشة . قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً ، قالت : يا رسول الله ! الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض ؟ قال : يا عائشة الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض ) متفق عليه .
وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إنكم تُحشرون حفاة عراة غُرلاً ، ثم قرأ ( كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين ) وأول من يُكسَى يوم القيامة إبراهيم ) متفق عليه .
حفاة : جمع حاف وهو من ليس عليه نعال .
عراة : جمع عار وهو من ليس عليه ثياب .
غرلاً : أي غير مختونين .
· أول من يكسى إبراهيم .
للحديث السابق ( وأول من يكسى إبراهيم عليه السلام ) .
والحكمة في ذلك :
قيل : لم يكن في الأولين والآخرين لله عز وجل عبد أخوف من إبراهيم فتعجل له كسوته أماناً له ليطمئن قلبه .
وقيل : لأنه أول من أمر بلبس السراويل إذا صلى مبالغة في التستر .
وقيل : أن الذين ألقوه في النار جردوه ونزعوا عنه ثيابه على أعين الناس ، فلما صبر واحتسب وتوكل على الله جازاه على ذلك بأن جعله أول من يدفع عنه العرى يوم القيامة ، وهذا أحسنها .
· أرض المحشر الشام .
عن سهل بن سعد . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي ، ليس فيها معلم لأحد ) رواه البخاري .
عفراء : أي ليس بياضها ناصع . كقرصة النقي : الدقيق الخالص من الغش .
ليس فيها معلم لأحد : أي : شيء من العلامات التي يهتدى بها في الطرقات كالجبل والصخرة والبناء .
· ذلك اليوم رهيب عظيم فمما يكون فيه : دنو الشمس من الخلائق .
عن سُليْم بن عامر عن المقداد بن الأسود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( تُدنَى الشمسُ يوم القيامة من الخلق ، حتى تكون منهم مقدار ميل ) قال سليم بن عامر : فوالله ! ما أدري ما يعني بالميل ، أمسافة الأرض ، أم الميل الذي الذي تُكتحل به العين ) رواه مسلم .
وعندما يشتد البلاء ، ويطول وقوفهم في ذلك المحشر ، والناس يريدون النجاة من هذا الموقف العظيم ، يبحث العباد عن أصحاب المنازل العالية ليشفعوا عند ربهم ، كي يأتي لفصل القضاء بينهم وتخليصهم من كربات الموقف وأهواله وشدائده :
ولهذا قال المصنف :





الشفاعة العظمى للفصل بين الناس
م / حَتَّى يَشْفَعَ فِيهِمْ نَبِيُّنَا مُحَمَّدٍ
صلى الله عليه وسلم
-----------------------
أي يشفع صلى الله عليه وسلم في أهل الموقف ليقضى بينهم بعد أن يتراجع الأنبياء عنها ، فيذهبون للرسول e فيشفع عند رب العالمين فيقضى بينهم ، وهذه هي الشفاعة العظمى التي اختص بها نبينا e .
عن أبي هريرة ، قال : أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً بلحم ، فَرُفِعَ إليه الذراع وكانت تعجبه ، فنهس منها نهسة فقال : أنا سيد الناس يوم القيامة . وهل تدرون بم ذاك ؟ يجمع الله يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد ، فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر ، وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ، وما لا يحتملون ، فيقول بعض الناس لبعض : ألا ترون ما أنتم فيه ؟ ألا ترون ما قد بلغكم ؟ ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم ؟ فيقول بعض الناس لبعض : ائتوا آدم ، فيأتون آدم : فيقولون : يا آدم ! أنت أبو البشر ، خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا ؟ فيقول آدم : إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله . وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته ، نفسي، نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى نوح . فيأتون نوحاً فيقولون : يا نوح ! أنت أول الرسل إلى الأرض ، وسماك الله عبداً شكوراً ، اشفع لنا إلى ربك . ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم : إن رب قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله . وإنه قد كانت لي دعوة دعوت بها على قومي . نفسي نفسي . اذهبوا إلى إبراهيم عليه السلام . فيأتون إبراهيم فيقولون : أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض . اشفع لنا إلى ربك . ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم إبراهيم : إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله . وذكر كذباته ، نفسي ، نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى موسى فيأتون موسى عليه السلام فيقولون : يا موسى . أنت رسول الله فضلك الله برسالاته وبتكليمه على الناس . اشفع لنا إلى ربك . ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم موسى عليه السلام : إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله . وإني قد قتلت نفساً لم أؤمر بقتلها . نفسي . نفسي . اذهبوا إلى عيسى عليه السلام . فيأتون عيسى فيقولون : يا عيسى ! أنت رسول الله وكلمت الناس في المهد ، وكلمة منه ألقاها إلى مريم ، وروح منه ، فاشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم عيسى عليه السلام : إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله . ولم يذكر له ذنباً ، نفسي ، نفسي ، اذهبوا إلى غير . اذهبوا إلى محمدٍ صلى الله عليه وسلم فيأتوني فيقولون : يا محمد ! أنت رسول الله وخاتم الأنبياء ، وغفر الله لك ما تقدم من ذلك وما تأخر ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ، ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجداً لربي ، ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئاً لم يفتحه لأحد قبلي ، ثم يقال : يا محمد ! ارفع رأسك ، سل تعطه ، اشفع تشفع ، فأرفع رأسي فأقول : يا رب ! أمتي ، أمتي ، فيقال : يا محمد ! أدخل الجنة من أمتك ، من لا حساب عليه ، من باب الأيمن من أبواب الجنة . وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب ، والذي نفس محمد بيده ! إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر ، أو كما بين مكة وبصرى .
الحديث فيه فوائد كثيرة أذكر أهمها :
· أولاً : أن الرسول سيد البشر وأفضل المرسلين .
· ثانياً : أن يوم القيامة يوم شديد رهيب ، أهواله كبيرة .
ولذلك وصفه الله بأوصاف كثيرة :
يوم الفرار .
قال تعالى (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ(وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ) .
يوم التغابن .
قال تعالى (ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ ) .
سمي بذلك : لأنه يظهر فيه غبن الكافر بتركه الإيمان .
يوم الجمع .
قال تعالى (يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ) .
سمي بذلك : لأن الله يجمع الأولين والآخرين في صعيد واحد .
يوم تكشف فيه صحائف الأعمال .
قال تعالى (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ ) .
يوم الدين .
قال تعالى (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) .
أي يوم الجزاء والحساب .
يوم الفصل .
قال تعالى (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً) .
سمي بذلك : لأن الله يفصل فيه بين الخلائق .
يوم الوعيد .
قال تعالى (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ) .
يوم عقيم .
قال تعالى ( حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ) .
سمي بذلك : لأنه لا يوم بعده .
فائدة : أسباب النجاة من أهوال يوم القيامة :
منها : التنفيس عن المسلمين .
لحديث الباب ( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب القيامة ) .
ومنها : إنظار المعسر أو الوضع عنه .
قال e ( من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينظر معسر أو يضع عنه ) رواه مسلم
ومنها : الوفاء بالنذر ، وإطعام الطعام لله .
قال تعالى ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً . وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً . إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً )
· ثالثاً أن في الحديث فضائل آدم وهي :
أبو البشر – خلقه الله بيده – نفخ الله فيه من روحه – أسجد له ملائكته – علمه أسماء كل شيء .
· رابعاً : أن الأنبياء المذكورون بالحديث هم أولوا العزم من الرسل .
وقد ذكرهم الله في موضعين من كتابه :
الموضع الأول / في سورة الأحزاب .
قال تعالى ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِـنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَـذْنَا مِنْهُـم مِّيثَاقاً غَلِيظاً ) .
الموضع الثاني / في سورة الشورى .
قال تعالى (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ) .
· خامساً : أن نوحاً أول الرسل .
لقوله ( فيأتون نوحاً فيقولون : يا نوح ! أنت أول الرسل إلى الأرض ) .
ومن الأدلة أيضاً قوله تعالى (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ ) .
· سادساً : الحكمة في إلهام الناس أن يسألوا أولاً آدم ومن بعده من الرسل ، ولم يلهموا سؤال نبينا محمد e من أول مرة ؟
قال النووي : إظهار فضيلة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فإنهم لو سألوه ابتداء لكان يحتمل أن غيره يقدر على هذا ويحصله ، وأما إذا سألوا غيره من رسل الله تعالى وأصفيائه فامتنعوا ثم سألوه فأجاب وحصل غرضهم فهو النهاية في ارتفاع المنزلة وكمال القرب وعظيم الإدلال والأنس .
· سابعاً : إثبات الشفاعة العظمى للنبي e
· ثامناً : يجب الإيمان أنه لا يقضى بين الناس يوم القيامة إلا بشفاعة النبي e
· تاسعاً : فضل منزلة العبودية ، فقد جاء في رواية ( قال عيسى : اذهبوا إلى محمد عبداً غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) .



الحساب
م / وَيُحَاسِبَهُمْ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى .
· تعريف الحساب :
لغة : العدد .
وشرعاً : اطلاع الله عباده على أعمالهم ، وتقريرهم عليها .
· وهو ثابت بالكتاب والسنة والإجماع .
قال تعالى : (إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ . ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ) .
وقال تعالى : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ . فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً) .
وأما من السنة :
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في بعض صلاته : ( ... اللهم حاسبني حساباً يسيراً ) فقالت عائشة : ( ما الحساب اليسير ؟ قال : ( أن ينظر في كتابه فيتجاوز عنه ) . رواه أحمد ، وقال الألباني : ” إسناده جيد “ .
وأجمع المسلمون على ثبوت الحساب يوم القيامة .
· يستثنى من الذين لا يحاسبون من يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب .
كما جاء في الصحيحين . أن النبي صلى الله عليه وسلم غا قال ( عرضت عليّ الأمم ....الحديث وفيه : ورأيت أمتي ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب ، وهم الذين لا يسترقون ، ولا يكتوون ، ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون ) .
· يشمل الحساب حتى الجن .
لأنهم مكلفون مأمورون كالإنس .
ولذلك الجني الكافر يدخل النار بالاتفاق .
كما قال تعالى (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ... ) .
وقال تعالى (قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ ).
ويدخل مؤمنهم الجنة كما هو مذهب أكثر العلماء :
لعموم قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً) .
ولقوله تعالى (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) .
ولقوله تعالى (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ) .
· صفة حساب المؤمن :
يخلو به ربه ويقرره بذنوبه ، ثم يسترها ويغفرها .
عن ابن عمر t قال : سمعت رسول الله e يقول ( يُدنَى المؤمن يوم القيامة من ربه عز وجل ، حتى يضع عليه كنفه ، فيقرره بذنوبه ، فيقول : هل تعرف ؟ فيقول : أي رب ! أعرف ، قال : فإني قد سترتها عليك في الدنيا ، وإني أغفرها لك اليوم ) متفق عليه .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ”ومع ذلك ، فإنه سبحانه يضع عليه ستره ، بحيث لا يراه أحد ، ولا يسمعه أحد ، وهذا من فضل الله على المؤمن ، فإن الإنسان إذا قررك بجنايتك أمام الناس وإن سمح عنك ، ففيه شيء من الفضيحة ، لكن إذا كان ذلك وحدك ، فإن ذلك ستر منه عليك “ .
· وأما الكفار فيحاسبون حساب تقريع وتوبيخ ، وليس محاسبة حسنات وسيئات .
كما في حديث ابن عمر السابق وفيه ( ... وأما الكفار والمنافقون فيُنادَى بهم على رؤوس الخلائق ، هؤلاء الذين كذبوا على الله ) .
· وهو عسير عليهم .
كما قال تعالى ( الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْماً عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيراً ) .
وقال تعالى (مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ ) .
وإنما كان الحساب شديداً ، لأنه لا يدع شاردة ولا واردة إلا أتى بها ( أحصاه الله ونسوه ) .
· وأول ما يحاسب عليه العبد من حقوق الله : الصلاة .
لحديث أبي هريرة t قال : قال رسول الله : ( أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة ، فإن صلحت صلح سائر عمله ، وإن فسدت فسد سائر عمله ) . رواه الترمذي
· وأول ما يقضى فيه بين الناس في الدماء .
لقوله e : ( أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء ) . متفق عليه من حديث ابن مسعود .
· الذين لا يحاسبون :
السبعين الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب .
كما في الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( عرضت عليّ الأمم .... ثم عرضت علي أمتي ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ....... هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ) .
· يُسأل العبد عن كل شيء ، ومن أهم الأمور التي يُسأل عنها :
أولاً : الكفر والشرك .
كما قال تعالى (وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ . مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ) .
ثانياً : ما عمله في الدنيا .
كما قال تعالى (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ . عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) .
وعن أبي برزة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم افناه ، وعن علمه فيما عمل به ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ، وعن جسمه فيما أبلاه ) رواه الترمذي .
ثالثاً : النعيم الذي يتمتع به .
قال تعالى (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) (سورة التكاثر: 8).
رابعاً : العهود والمواثيق .
كما قال تعالى ( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً) .
خامساً : السمع والبصر والفؤاد .
كما قال تعالى (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) .
· قواعد عامة في الحساب :
أولاً : العدل التام في الحساب .
قال تعالى ( إن الله لا يظلم مثقال ذرة ) .
وقال تعالى ( قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً) .
فتيلاً : هو الخيط الذي يكون في شق النواة نقيراً : النقير النقرة الصغيرة التي تكون في ظهر النواة .
ثانياً : لا يؤاخذ أحد بجريرة أحد .
قال تعالى ( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) .
وقال تعالى (مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) .
أي لتؤخذ نفس بذنب غيرها ، بل كل نفس مأخوذة بجرمها ومعاقِبة بإثمها .
· البهائم لا حساب عليها حساب حسنات وسيئات وإنما يجري بينها القصاص .
عن أبي هريرة . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لتؤدن الحقوقَ إلى أهلها حتى يقادَ للشاة ِ الجَلْحَاء من الشاة القرناء ) متفق عليه .
الجلحاء : بفتح الجيم وسكون اللام وهي التي لا قرن لها .
الحكمة : ليظهر عدل الله حتى في البهائم .

هجرة إلى الله السلفية
06-20-2010, 03:30 PM
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/salam_files/image143.gif
الدرس الثاني والعشرون

الميزان
م / وَتُنْصَبُ اَلْمَوَازِينُ , وَالْمِيزَانُ لَهُ كِفَّتَان وَلِسَانٌ, تُوزَنُ بِهِ اَلْأَعْمَالُ : (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ) .
-----------------------
· تعريف الميزان :
الميزان : هو ميزان حقيقي له كفتان يضعه الله عز وجل يوم القيامة لوزن أعمال العباد .
· أدلة ثبوته في الكتاب والسنة :
قال تعالى : (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ) .
وقال تعالى : (فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ . فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ . وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ . فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ) .
وقال تعالى : (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ) .
ومن السنة :
حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كلمتان حبيبتان إلى الرحمن ، خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم ) . متفق عليه
· الدليل على أنه ميزان حسي له كفتان حسيتان مشاهدتان ( حديث صاحب البطاقة ) .
لما رواه الإمام أحمد في مسنده عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله سيُخَلِّصُ رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة ، فينشر عليه تسعاً وتسعين سجلاً ، كل سجل مدُّ البصر ، ثم يقول له : أتنكر من هذا شيئاً ؟ أظلمتك كتبتي الحافظون ؟ قال : لا يا رب ، فيقول : ألك عذر أو حسنة ؟ فيبهت الرجل ، فيقول : لا يا رب ، فيقول : بلى ، إن لك عندنا حسنة واحدة ، لا ظلم اليوم عليك ، فتخرج له بطاقة فيها : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، فيقول : أحضروه ، فيقول : يا رب ، وما هذه البطاقة مع هذه السجلات ؟ فيقال : إنك لا تظلم ، قال : فتوضع السجلات في كفة ، والبطاقة في كفة ، قال : فطاشت السجلات ، وثقلت البطاقة ، فلا يثقل مع اسم الله شيء ) .
· ما الذي يوزن ؟
اختلف العلماء
القول الأول : أن الأعمال نفسها هي التي توزن .
الأدلة :
قال تعالى : (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا ) .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( كلمتان حبيبتان إلى الرحمن ، خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم ) . متفق عليه
وقال صلى الله عليه وسلم : ( ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق ) . رواه الترمذي
القول الثاني : أن صحائف الأعمال هي التي توزن .
الأدلة :
لحديث البطاقة الذي سبق .
القول الثالث : أن العامل هو الذي يوزن .
الأدلة :
قوله تعالى ( فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً) .
وقول النبي صلى الله عليه وسلم في ساقي ابن مسعود وقد ضحك الصحابة من دقتهما : ( والذي نفسي بيده لهما في الميزان أثقل من أحد ) رواه أحمد
والذي يظهر أن الذي يوزن هو العمل ، وعليه مدار ثقل الميزان وخفته .
· أعمال تثقل الميزان :
أولاً : حسن الخلق .
عن أبي الدرداء . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مامن شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق ) رواه أبو داود .
ثانياً : قول سبحان الله العظيم ، سبحان الله وبحمده .
لحديث أبي هريرة السابق (كلمتان حبيبتان إلى الرحمن ، خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم ) . متفق عليه .
ثالثاً : قول الحمد لله .
لحديث أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الحمد لله تملأ الميزان ) رواه مسلم .

نشر الدواوين
وَتُنْشُرُ اَلدَّوَاوِينُ, وَتَتَطَايَرُ صَحَائِفُ اَلْأَعْمَالِ إِلَى اَلْإِيمَانِ وَالشَّمَائِلِ : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِه ِ. فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً. وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً . وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ . فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً . وَيَصْلَى سَعِيراً ) .
----------------------
· تعريف نشر الدواوين :
أي فتحها وقراءتها من قِبل قارئها .
الدواوين : صحائف الأعمال التي يكتبها الملائكة الموكلون بأعمال بني آدم كما قال تعالى (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ . كِرَاماً كَاتِبِينَ) .
وهذا ثابت بالكتاب والسنة والإجماع .
قال تعالى : (وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً . اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً) .
قوله ( طائره ) قال ابن عباس ومجاهد وغيرهما : ” طائره هو ما طار عنه من عمله من خير أو شر “ .
وقيل : الطائر ما سبق في علم الله من شقاوة أو سعادة .
قال الشنفيطي رحمه الله : ” والقولان متلازمان ، لأن ما يطير له من العمل هو سبب ما يؤول إليه من الشقاوة أو
السعادة “ .
قوله ( في عنقه ) قال الشنقيطي : ” أي جعلنا عمله أو ما سبق له من شقاوة في عنقه ، أي لازماً له لزوم القلادة أو النفل لا ينفك عنه ، ومنه قول العرب : الموت في الرقاب “ .
قوله ( ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً ) ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أن ذلك العمل الذي ألزم الإنسان إياه ، يخرجه له يوم القيامة مكتوباً في كتاباً يلقاه منشوراً ، أي مفتوحاً يقرؤه هو وغيره .
· هذا الكتاب المجرمون خائفون منه وجلون لأنه لا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ، ويجدون فيها ما عملوا .
قال تعالى : (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) .
· وبيّن تعالى ، أن الناس يؤتى بعضهم هذا الكتاب بيمينه – جعلنا الله وإخواننا المسلمين منهم – وأن من أوتيه بيمينه يحاسب حساباً يسيراً ، ويرجع إلى أهله مسروراً ، وأنه في عيشة راضية ، في جنة عالية ، قطوفها دانية .
قال تعالى : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ . فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً . وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً) .
وقال تعالى : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَأوا كِتَابِيَهْ.إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ. فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ.فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ.قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ) .
( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ) يخبر تعالى عن سعادة من يعطى كتابه بيمينه يوم القيامة وفرحه بذلك ، وأنه من شدة فرحه يقول لكل من لقيه :
( فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَأوا كِتَابِيَهْ ) أي خذوا اقرؤوا كتابيه ، لأنه يعلم أن الذي فيه خير وحسنات محضة .
( إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ ) أي قد كنت موقناً في الدنيا أن هذا اليوم كائن لا محالة ( الظن هنا بمعنى : اليقين ) .
( فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ) أي جامعة لما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وقد رضوها ولم يختاروا عليها غيرها .
( فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ ) أي رفيعة قصورها ، حسان حورها ، نعيمة دورها ، دائم حبورها .
( قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ ) أي ثمرها وجناها من أنواع الفواكه ، قريبة سهلة التناول على أهلها .
· وبين في موضع آخر ، أن من أوتيه بشماله يتمنى أنه لم يؤتيه ، وأنه يؤمر به فيصلى الجحيم ، ويسلك في سلسلة من سلاسل النار ذرعها سبعون ذراعاً .
قال تعالى : (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ.وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ. لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ.مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ.هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ.خُذُوهُ فَغُلُّوهُ.ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ.ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ) .
( وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ ) هذا إخبار عن حال الأشقياء إذا أعطي أحدهم كتابه بشماله ، فحينئذ يندم غاية الندم .
( فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ ) لأنه يبشر بدخول النار ، والخسارة الأبدية .
( وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ ) أي : ياليتني كنت نسياً منسياً ، ولم أبعث ولم أحاسب .
( لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ ) أي ياليت موتتي هي الموتة التي لا بعث بعدها .
( مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ ) أي لم يدفع عني مالي ولا جاهي عذاب الله وبأسه .
( هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ ) أي ذهب واضمحل ، فلم تنفع الجنود ولا الكثرة والعَدَد ولا العُدَد ، ولا الجاه العريض ، بل كله ذهب أدراج الرياح .
ثم يؤمر بعذابه فيقال للزبانية :
( خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ) أي اجعلوا في عنقه غلاً يخنقه .
( ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ) أي قلبوه على جمرها ولهبها .

الحوض
م / وَلِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم حَوْضٌ فِي اَلْقِيَامَةِ, مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنْ اَللَّبَنِ, وَأَحْلَى مِنْ اَلْعَسَلِ, وَأَبَارِيقُهُ عَدَدُ نُجُومِ اَلسَّمَاءِ, مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا .
--------------------------
· تعريف الحوض :
لغة : مجمع الماء .
وشرعاً : مجمع ماء عظيم يضعه الله عز وجل في عرصات القيامة يرده المؤمنون .
والعرصات : جمع عرصة ، وهي الأرض الفسيحة الواسعة التي لا بناء فيها ولا شجر .
· يجب الإيمان بثبوت هذا الحوض للرسول e وقد تواترت أدلته :
قال ابن أبي العز ( والأحاديث الواردة في ذكر الحوض تبلغ حد التواتر ، رواها من الصحابة بضع وثلاثون صحابياً ، ولقد استقصى طرقها شيخنا عماد الدين بن كثير تغمده الله برحمته في آخر تاريخه الكبير المسمى : بالبداية والنهاية “ .
عن جندب بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنا فرطكم على الحوض ) . متفق عليه
وعن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إني فرطكم على الحوض ، من يرد عليّ شرب ، ومن شرب لم يظمأ
أبداً ... ) .
· الحوض موجود الآن :
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ، ومنبري على حوضي ).متفق عليه
وفي حديث عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إني فرطكم على الحوض ، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن ) رواه البخاري .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : ” ( والله إني لأنظر إلى حوضي الآن ) يحتمل أنه كشف له عنه لما خطب ، وهذا هو الظاهر ، قال : ويحتمل أنه يريد رؤية القلب “ .
· في كيفية مائة ورائحته .
في الحديث ( ماؤه أبيض من اللبن ، وأحلى من العسل ، وأطيب من ريح المسك ) .
فقوله ( ماؤه أشد بياضاً من اللبن ) هذا في اللون .
وقوله ( وأحلى من العسل ) هذا في الطعم .
وقوله ( وأطيب من ريح المسك ) هذا في الرائحة .
· آنيته :
في الحديث ( .. آنيته كنجوم السماء ) .
هذا الفظ ( كنجوم السماء ) أشمل من لفظ ( عدد نجوم السماء ) ، كنجوم السماء في العدد ، وفي النور واللمعان .
· آثار هذا الحوض :
جاء في الحديث ( من يشرب منه فلا يظمأ أبداً ) .
· أول من يرد الحوض :
عن ثوبان t أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن حوضي من عدن إلى عمان البلقاء ، ماؤه أشد بياضاً من اللبن ، وأحلى من العسل ، أول الناس وروداً عليه فقراء المهاجرين الشعث رؤوساً ، الدنس ثياباً ، الذين لا ينكحون المنعمات ، ولا تفتح لهم السدد ، الذين يعطون الحق الذي عليهم ، ولا يُعطَون الذي لهم ) . رواه الترمذي وصححه الألباني .
· مساحته .
جاء في الحديث ( طوله شهر وعرضه شهر ) .
· مادته :
هذا الحوض يصب فيه ميزابان .
عن أبي ذر قال : قلت : يا رسول الله ، ما آنية الحوض ؟ قال : ( والذي نفسي بيده ، لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها ، يشخب فيه ميزابان من الجنة ، من شرب منه لم يظمأ ... ) . رواه مسلم
· اختلف العلماء هل لكل نبي حوض أم هو خاص برسولنا e .
قيل : لكل نبي حوض .
عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لكل نبي حوضاً ، وإنهم ليتباهون أيهم أكثر واردة ، وإني أرجو أن أكون أكثر واردة ) . رواه الترمذي [ وهذا الحديث مختلف فيه فبعضهم صححه وبعضهم ضعفه ولو صح لكان نصاً في محل النزاع ] .
وقيل : أنه لا حوض إلا للرسول صلى الله عليه وسلم .
قالوا : إن الحديث ( إن لكل نبي حوضاً ) فيه ضعف .
وقالوا : إن حوض النبي صلى الله عليه وسلم هو الحوض الذي تواترت فيه الأدلة .
ورجح بعضهم : لكل نبي حوض ، لكن الحوض الأكبر والأفضل والأعظم هو حوض الرسول.صلى الله عليه وسلم
· من يحرم من الشرب من الحوض :
عن سهل . قال : قال رسول الله ( أنا فرطكم على الحوض ، من ورد شرب ، ومن شرب لم يظمأ أبداً ، وليردن عليّ أقوام أعرفهم ويعرفوني ، ثم يحال بيني وبينهم ) .
وفي رواية ( إني على الحوض حتى أنظر من يرد علي منكم ، سيُؤخذ أناس دوني ، فأقول : يا رب مني ومن أمتي ؟ فيقال : أما شعرتَ ما عملوا بعدك ، والله ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم ).
وفي رواية : ( إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك ، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى ) . رواه البخاري
· الفرق بين الكوثر والحوض :
‌أ- أن الكوثر أعظم من الحوض ، فالكوثر نهر عظيم يجري ، والحوض مجمع الماء .
‌ب- أن الكوثر في الجنة ، والحوض في أرض المحشر .
‌ج- أن الكوثر أصل ، والحوض فرع عنه ، لأنه ثبت أن للحوض ميزابين .
نكتفي بهذا القدر
مامعنى طائركم؟
ومالذي يوزن يوم القيامة ؟
جزاكم الله خيرا
الفاضل حامل القرآن يقوم بكتابة الفوائد على هذه المحاضرة
مع العلم ان اختبار اخر الدورة يوم 30/7/2010
فاجتهدوا وواظبوا
وفقكم ربي لما فيه الخير

هجرة إلى الله السلفية
07-07-2010, 01:57 AM
http://www.hor3en.com/image/fwasel/2.gif
http://www.hor3en.com/image/fwasel/4.gif
الدرس الثالث والعشرون


الصراط


م / وَالصِّرَاطُ حَقٌّ, يَجُوزُهُ اَلْأَبْرَارُ, وَيَزِلُّ عَنْهُ اَلْفُجَّارُ


-------------------------

· تعريف الصراط :
لغة : الطريق .
وشرعاً : الجسر الممدود على جهنم ليعبر الناس عليه إلى الجنة .
· وهو ثابت بالكتاب والسنة والإجماع .
قال تعالى : (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً) .
فسرها عبد الله بن مسعود وقتادة وزيد بن أسلم بالمرور على الصراط .
وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث طويل : ( ... ثم يضرب الجسر على جهنم ، وتحل الشفاعة ، ويقولون : اللهم سلم سلم ) . متفق عليه
· صفة الصراط :
قيل : إنه طريق واسع .
لأن كلمة الصراط مدلولها اللغوي هو هذا .
ولأنه جاء في الحديث حينما سئل النبي عن الصراط قال ( دحض ومزلة ) .
والدحض والمزلة لا يكون إلا بطريق واسع .
وقيل : إنه طريق دقيق جداً .
ففي صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري أنه قال : ( بلغني أنه أدق من الشعر وأحد من السيف ) .
وروى الإمام أحمد نحوه عن عائشة – رضي الله عنها – مرفوعاً .
· العبور على الصراط وكيفيته :
لا يعبر على الصراط إلا المؤمنون على قدر أعمالهم .
ففي حديث أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ... فيمرّ المؤمنون كطرف العين ، وكالبرق ، وكالريح ، وكالطير ، وكأجاويد الخيل والركاب ، فناجٍ مُسَلَّم ، ومخدوش مرسل ، ومكدوس في نار جهنم ... ) . متفق عليه
وفي صحيح مسلم عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ... ونبيكم قائم على الصراط يقول : ربّ سلم سلم ، حتى تعجز أعمال العباد ، حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفاً ، قال : وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة بأخذ من أمرت به ، فمخدوش ناج ومكدوس في النار ) .
وفي صحيح البخاري : ( حتى يمر آخرهم يسحب سحباً ) .


· وأول من يعبر الصراط من الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم ، ومن الأمم أمته صلى الله عليه وسلم.
قال صلى الله عليه وسلم : ( فأكون أنا وأمتي أول من يجيزها ولا يتكلم يومئذٍ إلا الرسل ، ودعاء الرسل يومئذٍ : اللهم سلم سلم ) .رواه البخاري .
· فإذا عبروا الناس وقفوا في مكان يقال له القنطرة :
وهي جسر صغير ليقتص بعضهم من بعض اقتصاصاً غير الاقتصاص الأول الذي في عرصات القيامة ، الهدف منه إزالة ما في القلوب من الغل والحسد .
لأن أهل الجنة لا يدخلون الجنة حتى تطهر قلوبهم من الغل والحسد :
قال تعالى (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا ) .


الشفاعة لأهل الكبائر من الأمة


م / وَيَشْفَعُ نَبِيُّنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فِيمَنْ دَخَلَ اَلنَّارَ مِنْ أُمَّتِهِ مِنْ أَهْلِ اَلْكَبَائِرِ, فَيَخْرُجُونَ بِشَفَاعَتِهِ بَعْدَمَا اِحْتَرَقُوا وَصَارُوا فَحْمًا وَحُمَمًا, فَيَدْخُلُونَ اَلْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ, وَلِسَائِرِ اَلْأَنْبِيَاءِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةِ شَفَاعَاتٌ .


-------------------------------

· تعريف الشفاعة :
لغة : جعل الشيء شفعاً .
واصطلاحاً : التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة .
· والشفاعة أنواع كثيرة .
لكن المصنف لم يذكر إلا الشفاعة لأهل الكبائر ، لأنها هي التي وقع النزاع فيها بين أهل السنة وغيرهم من أهل البدع ( فإن الخوارج والمعتزلة ينكرون هذه الشفاعة ) .
· وقد قسم العلماء رحمهم الله الشفاعة الصحيحة إلى أقسام :
1. الشفاعة العظمى :
وهي خاصة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فيشفع في أهل الموقف حتى يُقضى بينهم بعد أن يتراجع الأنبياء .
وقد سبقت مباحثها ، وهي خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم .
2. شفاعته صلى الله عليه وسلم بدخول أهل الجنة الجنة :
وهذه خاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم ، فإن أهل الجنة إذا عبروا الصراط ، أوقفوا على قنطرة بين الجنة والنار ، فتمحص قلوب بعضهم من بعض حتى يهذبوا وينقوا ، ثم يؤذن لهم في دخول الجنة ، فتفتح أبواب الجنة بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم.
عن أبي هريرة وحذيفة ـ رضي الله عنهما ـ قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يجمع الله تبارك وتعالى الناس ، فيقوم المؤمنون حتى تُزْلق [ أي تقرب ] لهم الجنة ، فيأتون آدم فيقولون : يا أبانا ، استفتح لنا الجنة . . . فذكر الحديث وفيه : فيأتون محمداً صلى الله عليه وسلم فيقوم فيؤذن له . . . ) . رواه مسلم
وعن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( آتي باب الجنة يوم القيامة ،فأسـتفتح ، فيقول الخازن : من أنت ؟ فأقول : محمد ، فيقول : بك أمرت لا أفتح لأحدٍ قبلك ) . رواه مسلم
3. شفاعته صلى الله عليه وسلم لعمّه أبي طالب للتخفيف عنه من عذاب النار :
عن العباس بن عبد المطلب أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ( ما أغنيت عن عمّك فإنه كان يحوطك ويغضب لك ؟ قال : هو في ضحضاح من نار ، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار ) . متفق عليه
وعن أبي سعيد الخدري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكر عنده عمه فقال : ( لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة ، فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه ) . متفق عليه
· هذان الحديثان يدلان على أن أبا طالب مات كافراً ، إذ لو كان مسلماً لخرج من النار مع الموحدين ، كما تواترت الأحاديث بخروج الموحدين من النار . [ وسيأتي إن شاء الله ذكر بعض هذه الأحاديث ]
4. الشفاعة في خروج الموحدين من النار :
الأحاديث الدالة على خروج الموحدين من النار متواترة ، وقد اتفق عليها أهل السنة والجماعة .
عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يخرج من النار من قال لا إله إلا الله ، وفي قلبه وزن شعيرة من خير ، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برّة من خير ، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير ) . متفق عليه
وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لكل نبي دعوة مستجابة ، فتعجل كل نبي دعوته ، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة ، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً ) . رواه مسلم
وعن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يدخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، ثم يقول الله تعالى : أخرجوا من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ، فيُخْرَجون منها وقد اسودوا ، فيلقون في نهر الحيا ـ أو الحياة ـ فينبتون كما تنبت الحبة في جانب السيل . . . ) . متفق عليه
وهذه الشفاعة ينكرها من أهل البدع طائفتان : المعتزلة والخوارج ، لأن المعتزلة والخوارج مذهبهما في فاعل الكبيرة أنه مخلد في النار ، فيرون من زنى كمن أشرك بالله ، لا تنفعه الشفاعة ولن يأذن الله لأحدٍ بالشفاعة له .
وقولهم مردود بما تواترت به الأحاديث في ذلك كما سبق .
وهذه الشفاعة لنبينا ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم .
5. الشفاعة فيمن استحق النار أن لا يدخلها :
وقد يستدل لها بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعين رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه ) . رواه مسلم
6. الشفاعة في رفع درجات بعض أهل الجنة :
وهذه تؤخذ من دعاء المؤمنين بعضهم لبعض ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي سلمة : ( اللهم اغفر لأبي سلمة ، وارفع درجته في المهديين ، وافسح له في قبره ونور له فيه ، واخلفه في عقبه ) . رواه مسلم
7. شفاعته صلى الله عليه وسلم في دخول بعض المؤمنين الجنة بلا حساب ولا عذاب :
كشفاعته صلى الله عليه وسلم في عكاشة بن محصن ، حيث دعا له النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون من السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب .
· شروط الشفاعة :
رضى الله عن الشافع .
رضى الله عن المشفوع له .
إذن الله تعالى للشافع أن يشفع .
وهذه الشروط مجملة في قوله تعالى :(وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى) .
وقال تعالى : ( مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ) .


الجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان


م / وَالْجَنَّةُ وَالنَّارُ مَخْلُوقَتَانِ لَا تَفْنَيَانِ فَالْجَنَّةُ مَأْوَى أَوْلِيَائِهِ, وَالنَّارُ عِقَابُ لِأَعْدَائِهِ ، وَيُؤْتَى بِالْمَوْتِ فِي صُورَةِ كَبْشٍ أَمْلَحَ, فَيُذْبَحُ بَيْنَ اَلْجَنَّةِ وَالنَّارِ, ثُمَّ يُقَالُ "يَا أَهْلَ اَلْجَنَّةِ خُلُودٌ وَلَا مَوْتَ, وَيَا أَهْلَ اَلنَّارِ خُلُودٌ وَلَا مَوْتَ" .


----------------------------------------------

· أولاً : الجنة والنار موجودتان الآن .
اتفق أهل السنة والجماعة على أن الجنة والنار مخلوقتان موجودتان الآن ، والأدلة على ذلك كثيرة جداً .
قال تعالى في الجنة ( أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) .
وقال تعالى في النار ( أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) ومعنى أعدت : هيئت .
وعن أنس . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وأيم الذي نفسي بيده ، لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ؟ قالوا : وما رأيت يا رسول الله ؟ قال : رأيت الجنة والنار ) متفق عليه .
ومنها حديث الكسوف وفيه ( ... إني رأيت الجنة فتناولت عنقوداً لو أصبته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا ، ورأيت النار ، فلم أر منظراً كاليوم قط أفظع ... ) متفق عليه .
وعن عبد الله بن عمر . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي ، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة ، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار ، يقال : هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة ) متفق عليه .
وعن أبي هريرة . قال : قال رسول الله ( لما خلق الله الجنة قال لجبريل : اذهب فانظر إليها فذهب فنظر إليها ، ..... فلما خلق الله النار قال : يا جبريل اذهب فانظر إليها ، فذهب فنظر إليها .... الحديث ) رواه أبو داود .
وفي حديث البراء الطويل في عذاب القبر وفيه ( .... أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة ، وألبسوه من الجنة ، وافتحوا له باباً إلى الجنة ، قال : فيأتيه من طيبها ويفسح له في قبره مد بصره ) رواه أبو داود .
وعن أسامة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء ، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء ) متفق عليه .
والأدلة كثيرة أكتفي بذكر ما مضى .
· والجنة والنار لا تفنيان .( أهل الجنة مخلدون فيها وأهل النار مخلدون فيها ) .
قال تعالى في الجنة (ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ) .
وقال تعالى ( جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ) .
ووصف الجنة بأنها عدن (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا ) ومعنى عدن : أي إقامة .
وقال تعالى (إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ) .
وقال صلى الله عليه وسلم( من يدخل الجنة ينعم ولا ييأس ويخلد ولا يموت )
وفي الحديث ( يناد مناد : يا أهل الجنة : إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبداً ، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبداً ) متفق عليه
وعن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يؤتى بالموت على شكل كبش أملح فينادي مناد : يا أهل الجنة ، فيشرئبون وينظرون ، فيقول : هل تعرفون هذا ؟ فيقولون : نعم ، هذا الموت ، وكلهم قد رآه ، ثم ينادي : يا أهل النار ، فيشرئبون وينظرون ، فيقول : هل تعرفون هذا ؟ فيقولون : نعم ، هذا الموت ، وكلهم قد رآه ، فيذبح ، ثم يقول : يا أهل الجنة خلود فلا موت ، ويا أهل النار خلود فلا موت ) متفق عليه .
وبالنسبة للنار فقد ذكر أبديتها في القرآن في ثلاثة مواضع :
في سورة النساء .
قال تعالى (وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طريقا. إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً) .
وفي سورة الأحزاب .
قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً) .
وفي سورة الجن .
قال تعالى ( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً) .
وقال تعالى ( وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ) .

نكتفي بهذا القدر
وفقكم الله لما يحب ويرضى
وعلى الفاضلة ام عبد الملك كتابة الفوائدعلى هذا الدرس
بارك الله فيها
سؤال المحاضرة
===
هل الجنةوالنار موجودتان الان ام لا..؟ وماالدليل؟

هجرة إلى الله السلفية
07-14-2010, 04:10 AM
http://www.hor3en.com/image/fwasel/2.gif
http://www.hor3en.com/image/fwasel/4.gif
الدرس الرابع والعشرون

م / وَمُحَمَّدٌ رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَاتَمُ اَلنَّبِيِّينَ وَسَيِّدُ اَلْمُرْسَلِينَ, لَا يَصِحُّ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يُؤْمِنَ بِرِسَالَتِهِ وَيَشْهَدَ بِنُبُوَّتِهِ, وَلَا يُقْضَى بَيْنَ اَلنَّاسِ فِي اَلْقِيَامَةِ إِلَّا بِشَفَاعَتِهِ, وَلَا يَدْخُلُ اَلْجَنَّةَ أُمَّةٌ إِلَّا بَعْدَ دُخُولِ أُمَّتِهِ, صَاحِبُ لِوَاءِ اَلْحَمْدِ, وَالْمَقَامِ اَلْمَحْمُودِ, وَالْحَوْضِ اَلْمَوْرُودِ, وَهُوَ إِمَامُ اَلنَّبِيِّينَ, وَخَطِيبُهُمْ,
------------------------------
ذكر المصنف بعض ما يتعلق بنبينا صلى الله عليه وسلم وبعض ما يختص به عليه الصلاة والسلام ، فمنها :
· أنه خاتم النبيين . فلا نبي بعده عليه الصلاة والسلام .
قال تعالى (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ) .
وعن جبيْر بن مُطعِم . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لي خمسة أسماء : أنا محمد ، وأنا أحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ، وأنا الحاشر الذي يُحشر الناس على قدمي ، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي ) رواه مسلم .
وعن جابر . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مثلي ومثل الأنبياء ، كمثل رجل بنى داراً فأكملها وأحسنها إلا موضع لبنة ، فجعل الناس يدخلونها يتعجبون ويقولون : لولا موضع اللبنة ، فأنا موضع اللبنة ، جئتُ فختمت الأنبياء ) رواه مسلم .
وعن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي (ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي) متفق عليه
وعن ثوبان . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي ، وأنا خاتم النبيين ولا نبي بعدي ) متفق عليه .
وعن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( فضلتُ على الأنبياء بستٍ : أعطيت جوامع الكلم ، ونصرت بالرعب ، وأحلت لي الغنائم ، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً ، وأرسلت إلى الخلق كافة ، وختم بي النبيون ) رواه مسلم .
· فمن ادعي النبوة بعده صلى الله عليه وسلم كافر .
لأنه مكذب للقرآن في قوله (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ) .
ومكذب للرسول صلى الله عليه وسلم في قوله ( فلا نبي بعدي ) .
ومكذب لإجماع المسلمين .
فإن قيل : إن عيسى ينزل في آخر الزمان ؟
الجواب : عيسى ينزل بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم وليس بشريعة أخرى .
· وسيد المرسلين .
نبينا محمد صلى الله عليه وسلم سيد المرسلين وسيد الأولين والآخرين .
عن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أنا سيد ولد آدم ) متفق عليه .
وظهرت سيادته ليلة الإسراء حين صلى بالأنبياء إماماً .
وتظهر سيادته أيضاً يوم القيامة حينما يتأخر أكابر الرسل عن الشفاعة حتى تنتهي إليها ويقول : أنا لها .

· لا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته .
فلا يصح إيمان عبد حتى يؤمن أنه رسول لجميع الناس .
فمن قال إنه رسول للعرب فقط فليس بمؤمن .
فيجب الإيمان أنه رسول لجميع الناس قاطبة وأن دينه ناسخ لكل الأديان .
قال تعالى (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً ) .
وقال صلى الله عليه وسلم ( وأرسلت إلى الخلق كافة ) رواه مسلم .
ففيه الرد على اليهود والنصاري الذين يقولون أن محمداً رسول للعرب فقط .
ورد على من يدعي التقريب بين الأديان بزعمه .
· فمن لم يؤمن برسالة محمد فهو كافر .
عن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيده ! لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار ) رواه مسلم .
· ولا يقضى بين الناس في القيامة إلا بشفاعته صلى الله عليه وسلم .
كما سبق في حديث الشفاعة .
· ولا يدخل الجنة أمة إلا بعد أمته .
فأمة محمد صلى الله عليه وسلم هي أول الأمم دخولاً للجنة .
عن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( نحن الآخرون السابقون يوم القيامة ونحن أول من يدخل الجنة ) رواه مسلم
قال النووي في معنى الحديث : قال العلماء معناه : الآخرون في الزمان والوجود ، السابقون بالفضل ودخول الجنة ، فتدخل هذه الأمة الجنة قبل سائر الأمم .
· صاحب لواء الحمد .
لحديث أبي سعيد . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر ، وبيدي لواء الحمد ولا فخر ) رواه الترمذي وصححه الألباني .
ومعنى اللواء للرسول : أنه يكون هو قائد المرسلين وقائد الأمم ، فهو عبارة عن الشهرة وانفراده بالحمد على رؤوس الخلائق ، ومن علامات هذه القيادة : الشفاعة العظمى ، ودخول أمته الجنة أول الداخلين .
ويحتمل أن يكون لحمده لواء حقيقي يوم القيامة يسمى لواء الحمد ، واللواء هو الراية .
· والمقام المحمود .
أي الشفاعة العظمى وسبق شرحها .
· والحوض المورود .
أي له حوض في عرصات القيامة ، وسبق شرحه .

· وهو إمام النبيين وخطيبهم .
سبق أنه سيد الأولين والآخرين .
وأما خطيبهم فجاء في حديث عند الترمذي قال صلى الله عليه وسلم ( إذا كان يوم القيامة كنت إمام النبيين وخطيبهم ) وحسنه الألباني .

م / أُمَّتُهُ خَيْرُ اَلْأُمَمِ .
-----------------------
· أمة محمد صلى الله عليه وسلم هي خير الأمم وأفضلها .
قال تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ) .
قال ابن كثير : يخبر تعالى عن هذه الأمة المحمدية بأنهم خير الأمم .
وقال صلى الله عليه وسلم ( أنتم توفون سبعين أمة ، أنتم خيرها ، وأنتم أكرمها على الله ) رواه أحمد .
وعن بريدة . قال : قال صلى الله عليه وسلم ( أهل الجنة عشرون ومائةُ صفٍ ، هذه الأمة من ذلك ثمانون صفاً ) رواه أحمد .

م / وَأَصْحَابُهُ خَيْرُ أَصْحَابِ اَلْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمْ اَلسَّلَامُ .
-----------------------
الصحابي : هو من اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على ذلك ولو تخللت ردة .
· هذه الأمة خير الأمم كما سبق ، وخير هذه الأمة الصحابة رضي الله عنهم .
عن عمران بن حصين . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) متفق عليه .
وقال صلى الله عليه وسلم ( لا تسبوا أصحابي ، فلو أن أحدكم أنفق مثل جبل أحد ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ) متفق عليه .
والصحابة ليسوا على مرتبة واحدة :
· فالمهاجرون أفضل من الأنصار .
أولاً : لأن الله قدمهم في التنزيل فقال تعالى (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) .
ثانياً : ولأنهم جمعوا بين الهجرة والنصرة .
وهؤلاء يتفاضلون ، ولهذا قال المصنف :





أفضل الصحابة
م / وَأَفْضَلُ أُمَّتِهِ أَبُو بَكْرٍ اَلصِّدِّيقُ, ثُمَّ عُمَرُ اَلْفَارُوقُ, ثُمَّ عُثْمَانُ ذُو اَلنُّورَيْنِ, ثُمَّ عَلِيٌّ اَلْمُرْتَضَى رضي الله عنهم .
------------------------------
· أفضل الصحابة أبو بكر الصديق .
اسمه : عبد الله بن عثمان .
أول من أسلم من الرجال .
وصحب النبي صلى الله عليه وسلم في هجرته وأسفاره .
عن ابن عمر قال ( كنا نقول والنبي صلى الله عليه وسلم حي : أفضل هذه الأمة بعد نبينا أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، فيبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينكره ) رواه البخاري .
وعن علي قال ( خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ) أخرجه الطبراني .
· من فضائله :
قال تعالى ( إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ) والمراد بصاحبه أبو بكر الصديق .
وعن أنس . عن أبي بكر الصديق قال : قلت للرسول صلى الله عليه وسلم وأنا في الغار ، لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا ؟ فقال : ما ظنك باثنين الله ثالثهما ) متفق عليه .
وعن عمرو بن العاص . قال ( قلت يا رسول الله ! أي الناس أحب إليك ؟ قال : عائشة ، فقلت من الرجال : فقال :
أبوها ) رواه البخار ي.
وعن أبي سعيد . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن من أمنّ الناس عليّ في صحبته وماله أبا بكر ، ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ) متفق عليه .
وعن عمار قال ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه إلا خمسة أعبدٍ وامرأتان وأبو بكر ) رواه البخاري .
وعن أنس .( أن النبي صلى الله عليه وسلم صعِد أحداً ، وأبو بكر وعمر وعثمان ، فرجف بهم ، فقال : اثبت أحد ، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان ) متفق عليه .
· وبشره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة .
وقال صلى الله عليه وسلم ( إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت ، وقال أبو بكر : صدق ، وواساني بماله ونفسه ، فهل أنتم تاركي لي صاحبي ) رواه البخاري .
كان سباقاً للخير : ففي الترمذي عن عمر قال ( أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق فوافق ذلك مني مالاً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما أبقيت لأهلك ؟ فقلت : مثله ، وأتى أبو بكر بكل ما عنده ، فقال : يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك ؟ قال : أبقيت لهم الله ورسوله ، قلت : لا أسابقه إلى شيء أبداً ) .
سمي بالصديق لأنه صدق الرسول صلى الله عليه وسلم .

· ثم بعده عمر الفاروق .
وهو عمر بن الخطاب بن نفيْل العدوي القرشي .
فاروق هذه الأمة .
وأعز الله به الإسلام .
قال ابن مسعود ( ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر ) رواه البخاري .
· من فضائله :
أن النبي صلى الله عليه وسلم بشره بالجنة .
وعن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بينا أنا نائم رأيتني في الجنة ، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر ، فقلت : لمن هذا القصر ؟ فقالوا : لعمر ) متفق عليه .
وعن أبي سعيد الخدري . قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( بينا أنا نائم إذ رأيت الناس عرضوا عليّ وعليهم قمص ، فمنها ما يبلغ الثدي ، ومنها ما يبلغ دون ذلك ، وعرضَ عليّ عمر وعليه قميـص يجره ، قالوا : فما أولتَ ذلك يا رسول الله ! قال : الدين ) متفق عليه .
وعن ابن عمر . عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( بينا أنا نائم إذ رأيتُ قدحاً أُتِيتُ به فيه لبن ، فشربت منه حتى إني لأرى الريَّ يخرج في أظفاري ، ثم أعطيتُ فضلي عمر ، قالوا : فما أولتَ ذلك يارسول الله ! قال : العلم ) متفق عليه .
وعن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لقد كان فيمن قبلكم مُحَدَّثون ، فإن يكن من أمتي أحد فعمر ) رواه البخاري
وعن أنس .( أن النبي صلى الله عليه وسلم صعِد أحداً ، وأبو بكر وعمر وعثمان ، فرجف بهم ، فقال : اثبت أحد ، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان ) متفق عليه .
وقال ابن مسعود ( ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر ) رواه البخاري .
وعن سعد . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إيهاً يا ابن الخطاب ! والذي نفسي بيده ، ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً قط إلا سلك فجاً غير فجك ) رواه البخاري .
· ثم بعده عثمان .
وهو عثمان بن عفان .
هاجر الهجرتين ، وسمي بذي النورين لأنه تزوج ابنتي النبي صلى الله عليه وسلم، تزوج رقية فلما ماتت زوجه النبي صلى الله عليه وسلم أم كلثوم .
أنفق ماله في سبيل الله تعالى .
· من فضائله :
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من يحفر بئر رومة وله الجنة ، فحفرها عثمان ) .
وقال صلى الله عليه وسلم ( من جهز جيش العسرة فله الجنة ، فجهزه عثمان ) .
بشره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة على بلوى تصيبه .
وعن أنس .( أن النبي صلى الله عليه وسلم صعِد أحداً ، وأبو بكر وعمر وعثمان ، فرجف بهم ، فقال : اثبت أحد ، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان ) متفق عليه .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيه ( ألا أستحي من رجل تستحيي منه الملائكة ) رواه مسلم .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما ضر عثمان ما عمِل بعد اليوم ) رواه الترمذي .
· ثم بعده علي بن أبي طالب .
وهو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم ، وأبو الحسن والحسين ، وزوج فاطمة رضي الله عنها .

· من فضائله :
قال النبي صلى الله عليه وسلمله ( ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) متفق عليه .
وقال صلى الله عليه وسلم يوم خيبر ( لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه ، فدعا علياً فأعطاه الراية ) متفق عليه .
وعن علي أنه قال ( إنه لعهْد النبي : لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق ) رواه مسلم .

الخلافة
م / وَهُوَ أَحَقُّ خَلْقِ اَللَّهِ بِالْخِلَافَةِ بَعْدَ اَلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِفَضْلِهِ وَسَابِقَتِهِ, وَتَقْدِيمِ اَلنَّبِيّ ِصلى الله عليه وسلم فِي اَلصَّلَاةِ عَلَى جَمِيعِ اَلصَّحَابَةِ وَإِجْمَاعِ اَلصَّحَابَةِ عَلَى تَقْدِيمِهِ وَمُبَايَعَتِهِ, وَلَمْ يَكُنْ اَللَّهُ لِيَجْمَعَهُمْ عَلَى ضَلَالَةٍ ثم بعده عمر لفضله وعهْد أبي بكر إليه ، ثم عثمان لتقديم أهل الشورى له ، ثم علي لفضله وإجماع أهل عصره عليه ، وهؤلاء الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون الذين قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهم : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ .
------------------------------
· أحق الناس بالخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق .
والأدلة على ذلك كثيرة : ذكر المصنف أكثرها :
لفضله وسابقته حيث أنه أول من أسلم من الرجال .
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه ( مروا أبا بكر فليصل بالناس ) متفق عليه .
وعن حذيفة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر ) رواه الترمذي .
وعن عائشة . قالت ( دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي بُدىءَ فيه فقال : ادعي لي أباك وأخاك ، حتى أكتب لأبي بكر كتاباً ثم قال : يأبى الله والمسلمون إلا أبا بكر ) متفق عليه .
وعن جبيْر بن مطعم قال ( أتت امرأة النبيصلى الله عليه وسلم ، فأمرها أن ترجع إليه ، فقالت : أرأيت إن جئت فلم أجدك ؟ كأنها تريد الموت ، قال : إن لم تجديني فأتي أبا بكر ) رواه البخاري .
واجتمعت عليه الصحابة وبايعوه كلهم ولا يمكن أن تجتمع الأمة على ضلالة ، وقد قال صلى الله عليه وسلم ( لا تجتمع أمتي على ضلالة ) .
· خلافته :
كانت مدة خلافته سنتين وثلاثة أشهر ، وكانت وفاته سنة ( 13 ) هـ بعد مرض خمسة عشر يوماً ، وكان عمره يوم موته ( 63 ) عاماً .
· ثم أحق الناس بالخلافة بعد أبي بكر عمر بن الخطاب .
لفضله ،وفضائله أشهر من أن تنكر ، وأكثر من أن تذكر . وقد سبقت فضائله .
ولأن أبا بكر عهد إليه بالأمر بعده .
ففي أثناء مرض أبي بكر الصديق عهد بالأمر مِن بعده إلى عمر بن الخطاب ، وكان الذي كتب العهد عثمان بن عفان ، وقرىء على المسلمين فأقروا به وسمعوا له وأطاعوا .
· خلافته :
كانت مدة خلافته عشر سنين وستة أشهر ، وكانت وفاته سنة ( 23 ) هـ ، وله من العمر 63 عاماً .
طعنه أبو لؤلؤة المجوسي وهو يصلي في المحراب .
· ثم أحق الناس بالخلافة بعد عمر عثمان .
لتقديم أهل الشورى له .
فقد قال عمر لما طعن ( ..... فقالوا : أوص يا أمير المؤمنين ، استخلف ، قال : ما أجد أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر ، الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض ، فسمى علياً وعثمان والزبير وطلحة وسعداً وعبد الرحمن ، وقال : ليشهدكم عبد الله بن عمر وليس له من الأمر شيء ) رواه البخاري . وقد اختار أهل الشورى عثمان وبايعه الناس .
· خلافته :
كانت خلافته : ثنتي عشرة سنة إلا اثني عشر يوماً ، وقد تجاوز عمره ( 82 ) عاماً ، مات شهيداً .
· ثم أحق الناس بالخلافة بعده علي بن أبي طالب .
لفضله .
ولأنه لما مات عثمان بايعه الناس وصار إماماً وخليفة يجب طاعته .
· خلافته :
كانت خلافته أربع سنوات وتسعة أشهر عام 40 هـ
وهؤلاء الأربعة هم الخلفاء الراشدون الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ ) .


نكتفي بهذا القدر
ونكمل في المرة القادم ان شاء الله

سؤال المحاضرة
من هو الصحابي؟ ومن هم الخلفاء الراشدون؟

هجرة إلى الله السلفية
07-18-2010, 02:18 PM
الدرس الخامس والعشرون
=========
الشهادة بالجنة
م / وَنَشْهَدُ لِلْعَشَرَةِ بِالْجَنَّةِ, كَمَا شَهِدَ لَهُمْ اَلنَّبِيُّ  فَقَالَ (( أَبُو بَكْرٍ فِي اَلْجَنَّةِ, وَعُمَرُ فِي اَلْجَنَّةِ, وَعُثْمَانُ فِي اَلْجَنَّةِ, وَعَلِيُّ فِي اَلْجَنَّةِ, وَطَلْحَةُ فِي اَلْجَنَّةِ, وَالزُّبَيْرُ فِي اَلْجَنَّةِ, وَسَعْدٌ فِي اَلْجَنَّةِ, وَسَعِيدٌ فِي اَلْجَنَّةِ, وَعَبْدُ اَلرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي اَلْجَنَّةِ, وَأَبُو عُبَيْدَةَ ِبْنِ اَلْجَرَّاحِ فِي اَلْجَنَّةِ ، وكل من شهد له النبي  بالجنة شهدنا له كقوله : الحسن والحسين سيدا شباب الجنة ، وقوله في ثابت بن قيس : إنه من أهل الجنة ، ولا ننزل أحداً من أهل القبلة جنة ولا ناراً إلا من نزله رسول الله  ، لكن نرجو للمحسن ونخاف على المسيء)) .
----------------------------------
من عقيدة أهل السنة الشهادة بالجنة لمن شهد له الرسول  بعينه ، أما من عداهم فلا يشهد لأحد بجنة أو نار لكن نرجو للمحسن الثواب ونخاف على المسيء العقاب .
فممن شهد لهم الرسول بالجنة : العشرة المبشرين بالجنة .
وسموا بذلك لأنهم جاءوا بحديث واحد مجتمعين .
عن عبد الرحمن بن عوف . قال : قال رسول الله  ( أبو بكر في الجنة ، وعمر في الجنة ، وعثمان في الجنة ، وعلي في الجنة ، وطلحة في الجنة ، والزبير في الجنة ، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة ، وسعد في الجنة ، وسعيد في الجنة ، وأبو عبيدة في الجنة ) رواه الترمذي .
• الحسن والحسين .
لحديث أبي سعيد . قال : قال رسول الله  ( الحسن والحسين سيدا شباب الجنة ) رواه الترمذي .
• عُكاشة بن محصن .
لما ذكر الرسول  السبعين الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ، فقال عكاشة بن محصن : ( ادع الله أن يجعلني منهم ، قال : أنت منهم ) متفق عليه .
• بلال بن رباح .
لحديث أبي هريرة . قال : قال رسول الله  لبلال ( يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام ، فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة ) متفق عليه .
• عبد الله بن سلام .
لحديث سعد . قال ( ما سمعت رسول الله  يقول لأحد يمشي على الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سَلام ) رواه البخاري .
• ثابت بن قيس .
لحديث أنس قال ( لما نزلت (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ) جلس ثابت في بيته ، وقال : أنا من أهل النار ، واحتبَس عن النبي ، فسأل النبي  عنه ، فلما أخبر بخبره ، قال : بل هو من أهل الجنة ) رواه مسلم .

حارثة .
كما جاء في حديث أنس ( أن أم حارثة أتت النبي  فقالت : يا رسول الله ! ألا تحدثني عن حارثة – وكان قد قتل يوم بدر – فإن كان من أهل الجنة صبرت ، وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء ، فقال : يا أم حارثة ! إنها جنان وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى ) رواه مسلم .
• جعفر .
لحديث أبي هريرة . قال : قال رسول الله  ( رأيت جعفراً يطير في الجنة مع الملائكة ) رواه الترمذي .
• وغيرهم :
كزوجاته  ، وفاطمة .

حكم مرتكب الكبيرة
م / وَلَا نُكَفِّرُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ اَلْقِبْلَةِ بِذَنْبٍ, وَلَا نُخْرِجُهُ عَنْ اَلْإِسْلَامِ بِعَمَلٍ .
---------------------
• معتقد أهل السنة والجماعة أن فاعل الكبير [ غير الشرك ] أنه لا يخرج من الإسلام وهو مؤمن ناقص الإيمان .
ولهم أدلة كثيرة على ذلك :
قال تعالى (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) .
استدل أهل السنة بهاتين الآيتين على أن المؤمن لا يكفر بارتكابه الكبائر ، لأن الله أبقى عليه اسم الإيمان مع ارتكابه لمعصية القتل ، ووصفهم بالأخوة وهي هنا أخوة الدين .
وقال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ ....... ) .
قال ابن الجوزي : دل قوله تعالى [ من أخيه ] على أن القاتل لم يخرج من الإسلام .
ومن الأدلة نصوص صريحة في خروج من دخل النار من الموحدين .
عن أنس . قال : قال رسول الله  ( يخرج من النار من قال : لا إله إلا الله ، وفي قلبه وزن شعيرة من خير ، ويخرج من النار من قال : لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برة من خير ، ويخرج من النار من قال : لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من
إيمان ) متفق عليه .
وعن أبي سعيد . قال : قال رسول الله  ( يدخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، ثم يقول الله تعالى : أخرجوا من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ، فيُخرجون منها قد اسودوا .... ) متفق عليه .

• وهناك نصوص صريحة فيها التصريح ببقاء الإيمان مع ارتكاب الكبائر .
كحديث عمر . ( أن رجلاً على عهد النبي  كان اسمه عبد الله وكان يلقب حماراً وكان يُضحك رسول الله  قد جلده في الشراب ، فأتيَ به يوماً فجلد ، فقال رجل من القوم ، اللهم العنه ، ما أكثر ما يؤتَى به ! فقال النبي  : لا تلعنوه ! فوالله ما علمت إنه يحب الله ورسوله ) رواه البخاري .
فالحديث صريح ببقاء محبة الله ورسوله ، وهي من أعظم أصول الإيمان القلبي مع تكرار شربه للخمر .
قال الحافظ ابن حجر : وفيه الرد على من زعم أن مرتكب الكبيرة كافر لثبوت النهي عن لعنه ، والأمر بالدعاء له .
• وهناك نصوص فيها التصريح بعدم دخول الموحد النار أو خلوده فيها – إن دخل – مع ارتكابه الكبائر .
كحديث أبي ذر . عن النبي  أنه قال ( أتاني جبريل فبشرني : أنه من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة ،
قلت : وإن زنى وإن سرق ، قال : وإن زنى وإن سرق ) متفق عليه .
قال النووي : وأما قوله [ وإن زنى وإن سرق ] فهو حجة لمذهب أهل السنة أن أصحاب الكبائر لا يقطع لهم بالنار ، وأنهم إن دخلوها أخرجوا منها وختم لهم بالخلود بالجنة .
وهناك أدلة كثيرة جداً ، لكن ما ذكرته يكفي .
• ففاعل الكبيرة عند أهل السنة إذا مات – من غير توبة – فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه كبقية المسلمين .
• فمن شرب الخمر أو سرق أو قتل نفساً بغير حق فإنه يعتبر مؤمن ناقص الإيمان ويغسل ويكفن ويصلى عليه .
• الكبيرة : هي كل ذنب ختمه الله بنار أو غضب أو لعنة أو عذاب .
• خالفت في ذلك الخوارج قالوا : إن فاعل الكبيرة كافر مخلد في النار .
وقولهم مردود ترده الأحاديث الصحيحة كما سبق .
وهم استدلوا بنصوص الوعيد ، كحديث ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ) .
والجواب عند أهل السنة : أن المعنى أنه حين يسرق يكون ناقص الإيمان ، جمعاً بين النصوص .
وكذلك قوله تعالى (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) .
والجواب عن هذا : أن معنى خالداً فيها : المراد المكث الطويل ، جمعاً بين النصوص .
وسبب ضلال هذه الطائفة أنها أخذت بأحاديث الوعيد فقط .







طاعة ولي الأمر في غير المعصية
م / وَنَرَى اَلْحَجَّ وَالْجِهَادَ مَاضِيَيْنِ مَعَ طَاعَةِ كُلِّ إِمَامٍ, برًا كَانَ أَوْ فَاجِرًا .
ومن السنة السمع والطاعة لأئمة المسلمين وأمراء المؤمنين ، برهم وفاجرهم ، ما لم يأمروا بمعصية الله ، فإنه
لا طاعة لأحد في معصية الله .
ومن ولي الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به ، أو غلبهم بسيفه صار خليفة وسمي أمير المؤمنين
وجبت طاعته وحرمت مخالفته والخروج عليه .
-------------------------
براً : البر كثير الطاعة . فاجراً : كثير العصيان .
من عقيدة أهل السنة والجماعة أنهم يرون الطاعة للأمير ولو كان فاسقاً ، ويرون عدم الخروج عليه ، لما يترتب على ذلك من المفاسد الكثيرة من سفك للدماء ، وزهق للأرواح ، ونهب للأموال ، واستحلال للمحارم ، بل في الصبر على جوْرهم تكفير السيئات ومضاعفة للأجور .
• الأدلة على وجوب طاعة ولي الأمر في غير المعصية :
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) .
وعن أبي هريرة . قال : قال رسول الله  ( من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أطاع أميري فقد أطاعني ، ومن عصى أميري فقد عصاني ) متفق عليه .
وعن ابن عمر . قال : قال رسول الله  ( السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية ، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة ) متفق عليه .
وعن أبي ذر . قال : قال رسول الله  ( إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع وإن كان عبداً حبشياً مجدع الأطراف ) رواه مسلم ، وعند البخاري ( ولو لحبشي كأن رأسه زبيبة ) .
وعن ابن عباس . قال : قال رسول الله  ( من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر ، فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات فميتته جاهلية ) متفق عليه .
وعن عوف بن مالك . قال : قال رسول الله  ( خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ، وتصلون عليهم ويصلون
عليكم ، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم ، وتلعنونهم ويلعنونكم ، فقلنا يا رسول الله ! أفلا ننابذهم بالسيف عند ذلك ؟ قال : لا ، ما أقاموا الصلاة فيكم ، ألا من وليَ عليه والٍ ، فرآه يأتي شيئاً من معصيته فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يداً من طاعة ) رواه مسلم .
• فأهل السنة يرون الصلاة والحج مع الأمراء وإن كانوا فجاراً .
ففي صحيح البخاري أن عبد الله بن عمر كان يصلي خلف الحجاج بن يوسف ، وكذا أنس بن مالك ، وكان الحجاج فاسقاً ظالماً .
وصلى ابن مسعود خلف الوليد بن عقبة بن أبي معيْط وكان يشرب الخمر .
وفي صحيح البخاري أن النبي  قال ( يصلون لكم ، فإن أصابوا فلكم ولهم ، وإن أخطأوا فلكم وعليهم ) .
• وقد بيّن النبي  منهج المسلم في هذا الأمر :
فعن ابن مسعود . قال : قال رسول الله  ( إنكم سترون بعدي أثرة وأموراً تنكرونها ، قالوا : فما تأمرنا يا رسول الله ؟ قال : أدوا إليهم حقهم ، وسلوا الله حقكم ) متفق عليه .
• ويحرم طاعتهم في المعصية .
لقوله  ( لا طاعة في معصية الله ، إنما الطاعة في المعروف ) متفق عليه .
ثم ذكر المصنف كيفية اختيار الخليفة ، ويكون بثلاثة أمور :
أولاً : أن ينص الإمام الذي قبله .
كما في خلافة عمر ، فإنها نص من أبي بكر الصديق .
ثانياً : اتفاق أهل الحل والعقد عليه .
كإمامة أبي بكر الصديق ، فإنها لإجماع أهل الحل والعقد .
وكما في خلافة عثمان ، فإنها باجتماع من أهل الحل والعقد المعينين من قِبَل عمر .
ثالثاً : أن يغلب بسيفه حتى يصير خليفة .
قال بعض العلماء : من هذا القبيل قيام عبد الملك بن مروان على ابن الزبير وقتله إياه في مكة على يد الحجاج بن يوسف فاستتب له الأمر .
فضل الصحابة وما جرى بينهم .
م / وَمِنْ اَلسُّنَّةِ تَوَلِّي أَصْحَابِ رَسُولِ اَللَّهِ  وَمَحَبَّتُهُمْ, وَذِكْرُ مَحَاسِنَهُمْ, وَالتَّرَحُّمُ عَلَيْهِمْ, وَاعْتِقَادُ فَضْلِهُمْ, وَمَعْرِفَةُ سَابِقَتِهِمْ قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى : (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ) وَقَالَ اَلنَّبِيُّ  ( لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي, فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَوْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا, مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ, وَلَا نَصِيفَهُ ).
----------------------
الصحابي : هو من لقي النبي  مؤمناً به ومات على ذلك ولو تخللت ردة .
سبق أن الصحابة أفضل الأمة .
• السنة حب الصحابة وتعظيمهم وأنهم عدول .
قال تعالى (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) .
هذه الآية ظاهرة الدلالة على تزكية الله لهم تزكية لا يخبر ولا يقدر عليها إلا الله ، وهي تزكية بواطنهم وما في قلوبهم .
قال جابر ( كنا ألفاً وأربعمائة ) رواه البخاري .
وقال تعالى (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ) .
وقال تعالى (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) .
هذه الآية اشتملت على أبلغ الثناء على السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين .
وقال تعالى (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) .
وعن عمران بن حصين . قال : قال رسول الله  ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم .. ) .
ففي هذا الحديث إثبات الخيرية لجميع الصحابة ، وأنهم مقدمون في الفضل على من جاء بعدهم .
وعن أبي سعيد . قال : قال رسول الله  ( لا تسبوا أصحابي ، فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفَه ) متفق عليه .
ففي هذا الحديث بيان لفضل أصحاب رسول الله  ، فقد نهى عن سبهم ، ووصفهم بالصحبة ، وأضافها إلى نفسه تنويهاً لفضلهم وبيان لشرف منزلتهم .
فلو أن أحداً من غير الصحابة من المؤمنين أنفق مثل جبل أحد ذهباً في سبيل الله لا رياء ولا سمعة خالصاً لوجه الله ، ما بلغ في الثواب والأجر والفضل مثل المدِّ من الطعام الذي يتصدق به صحابي ، ولا نصف المد .
وعن ابن عباس قال ( لا تسبوا أصحاب محمد  ، فلمقام أحدهم ساعة – يعني مع النبي  - خير من عمل أحدهم أربعين سنة ) رواه ابن بطة بإسناد صحيح .
وعن جابر قال : قيل لعائشة : إن ناساً يتناولون أصحاب رسول الله  حتى أبا بكر وعمر ، فقالت : وما تعجبون من هذا ؟ انقطع عنهم العمل ، فأحب الله أن لا يقطع عنهم الأجر .
• سب الصحابة أو تكفيرهم يستلزم أموراً خطيرة :
أولاً : الطعن في الصحابة ، وهذا واضح .
ثانياً : يلزم من هذا أمر من أمرين ، إما نسبة الجهل إلى الله – تعالى عما يصفون – أو العبث في هذه النصوص التي أثني بها على الصحابة .
فإن كان الله – تعالى عن قولهم – غير عالم بأنهم سيكفرون ومع ذلك اثنى عليهم ووعدهم بالحسنى فهو جهل ، والجهل عليه تعالى محال ، وإن كان الله عالماً بأنهم سيكفرون فيكون وعده لهم بالحسنى ورضاه عنهم عبث ، والعبث في حقه محال .
ثالثاً : الطعن في حكمة الله سبحانه وتعالى حيث اختارهم واصطفاهم لصحبة نبيه  فجاهدوا معه وآزروه ونصروهم واتخذهم أصهاراً ، حيث زوج ابنتيه ذا النورين ( عثمان ) ، وتزوج ابنتي أبي بكر وعمر ، فكيف يختار لنبيه أنصاراً وأصهاراً مع علمه بأنهم سيكفرون ؟؟
رابعاً : يستلزم ذلك الطعن في القرآن وفي الشريعة ، وذلك لأن الطعن في النقلة طعن في المنقول ، إذ كيف نثق بكتاب نقله إلينا الفسقة والمرتدون والعياذ بالله .

• الإمساك عما شجر بينهم .
قد جاء في الحديث ( وإذا ذكر أصحابي فأمسكوا ) رواه أحمد وصححه الألباني .
والمراد بالإمساك : عدم الخوض فيما وقع بينهم من الحروب والخلافات على سبيل التوسع وتتبع التفصيلات ونشر ذلك بين العامة أو التعرض لهم بالتنقص لفئة ، والانتصار لأخرى .
فنحن لم نؤمر بذلك ، بل أمرنا بالاستغفار لهم ومحبتهم ونشر محاسنهم وفضائلهم .
• وما وقع بين الصحابة من حروب وغيرها فينبغي الاعتقاد :
أن بعضها كذب ، فلا يلتفت إليه .
وبعضها زيد فيه ونقص وغيّر عن وجهه الصريح ، فينبغي التثبت والتأكد من الصحيح .
والصحيح منه فهم مجتهدون ، إما مجتهدون مصيبون ( والمجتهد إن أصاب فله أجران ) وإما مجتهدون مخطئون ( والمجتهد إن أخطأ فله أجر واحد ) .
فالمهم أن نعلم أن القتال الذي حصل بين الصحابة لم يكن على الإمامة ، فإن أهل الجمل وصفين لم يقاتلوا على نصب إمام غير علي ولا كان معاوية يقول إنه الإمام دون علي ولا قال ذلك طلحة والزبير ، .... وإنما كان القتال فتنة عند كثير من العلماء – بسبب اجتهادهم في كيفية القصاص من قاتلي عثمان رضي الله عنهم –
ومما يؤكد ذلك :
( أنه جاء أبو مسلم الخولاني وأناس إلى معاوية ، وقالوا : أنت تنازع علياً أم أنت مثله ؟ فقال : لا والله ، إني أعلم أنه أفضل مني وأحق بالأمر مني ، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلوماً ، وأنا ابن عمته ، والطالب بدمه ، فائتوه فقولوا له ، فليدفع إليّ قتلة عثمان ، وأسلّم له ، فأتوا علياً فكلموه ، فلم يدفعهم إليه ) وفي رواية ( فعند ذلك صمم أهل الشام على القتال مع معاوية ) .
• جمهور الصحابة وجمهور أفاضلهم لم يدخلوا في هذه الفتنة .
عن محمد بن سيرين . قال ( هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله  عشرة آلاف فما حضرها منهم مائة ، بل لم يبلغوا ثلاثين ) .
قال ابن تيمية : وهذا الإسناد أصح إسناد على وجه الأرض ، ومحمد بن سيرين من أورع الناس في منطقه ، ومراسيله من أصح المراسيل .
• مما ينبغي على المسلم أن يعلمه حول ما وقع بين الصحابة ، هو حزنهم الشديد وندمهم لما جرى .
فهذه أم المؤمنين كما يروي عنها الزهري أنها قالت ( إنما أريد أن يحجز بين الناس مكاني ، ولم أحسب أن يكون بين الناس قتال ، ولو علمت ذلك لم أقف ذلك الموقف أبداً )
وكانت إذا قرأت ( وقرن في بيوتكن ) تبكي حتى يبتل خمارها .
وأما أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، فيقول الشعبي ( لما قتل طلحة ورآه علي مقتولاً ، جعل يمسح التراب على وجهه ويقول : عزيز عليّ أبا محمد أن أراك مجدلاً تحت نجوم السماء ، ثم قال : إلى الله أشكو عجزي وبجري [ همومي
وأحزاني ] وبكى عليه هو وأصحابه وقال : ياليتني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة ) .
ويقول  ( يا حسن يا حسن : ما ظن أبوك أن الأمر يبلغ إلى هذا ، ودّ أبوك لو مات قبل هذا بعشرين سنة ) .
ومع ذلك فأهل السنة لا يعتقدون أن كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثم وصغائره ، بل تجوز عليهم الذنوب في الجملة ، ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم إن صدر .[ ابن تيمية ] .
• حكم سب الصحابة .
سب الصحابة فيه تفصيل :
أولاً : من سب الصحابة بالكفر والردة أو الفسق جميعهم أو معظمهم ، فلا شك في كفر هذا ، لأمور :
- أن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق ، وبذلك يقع الشك في القرآن والأحاديث ، لأن الطعن في النقلة طعن في المنقول .
- لأن في ذلك إيذاءً له  ، لأنهم أصحابه وخاصته ، فسب أصحاب المرء وخاصته والطعن فيهم يؤذيه ولا شك ، وأذى الرسول  كفر .
- أن في هذا تكذيباً لما نص عليه القرآن من الرضى عليهم والثناء عليهم .
قال ابن تيمية : .... وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله  إلا نفراً قليلاً لا يبلغون بضعة عشر نفساً أو أنهم فسقوا عامتهم ، فهذا لا ريب أيضاً في كفره ، لأنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضى عنهم والثناء عليهم ، بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين .
ثانياً : من سب بعضهم سباً يطعن في دينهم كأن يتهمهم بالكفر أو الفسق وكان مما تواترت النصوص بفضله
( كالخلفاء ) فذلك كفر على القول الصحيح .
لأن في هذا تكذيباً لأمر متواتر .
وذهب بعض العلماء إلى عدم كفره ، لكن أعتبروا ذلك من كبائر الذنوب وصاحبه يستحق التعزير والتأديب .
ثالثاً : إن سب صحابياً لم يتواتر النقل بفضله سباً يطعن في الدين .
فجمهور العلماء على عدم كفره ، وذلك لعدم إنكاره معلوماً من الدين بالضرورة .
رابعاً : إن سب بعضهم سباً لا يطعن في دينهم وعدالتهم، فلا شك أن ذلك يستحق التعزير والتأديب، لكنه لا يكفر.

===
ماهي الكبيرة؟ وما حكم فاعل الكبيرة في معتقد اهل السنة؟
===
على الفاضلة ام مريم استخلاص فوائد هذا الدرس
وجزاها وجزاكم الله خيرا

هجرة إلى الله السلفية
07-22-2010, 04:30 AM
http://www.hor3en.com/image/fwasel/2.gif
http://www.hor3en.com/image/fwasel/4.gif
الدرس السادس والعشرون
http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)

الواجب لأمهات المؤمنين
http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)


وَمِنْ اَلسُّنَّةِ اَلتَّرَضِّي عَنْ أَزْوَاجِ اَلرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم أُمَّهَاتِ اَلْمُؤْمِنِينَ اَلْمُطَهَّرَاتِ اَلْمُبَرَّآتِ مِنْ كُلِّ سُوءٍ, أُفَضِّلُهُنَّ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ, وَعَائِشَةُ اَلصِّدِّيقَةُ بِنْتُ اَلصِّدِّيقِ اَلَّتِي بَرَّأَهَا اَللَّهُ فِي كِتَابِهِ, زَوْجُ اَلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي اَلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ, فَمَنْ قَذَفَهَا بِمَا بَرَّأَهَا اَللَّهُ مِنْهُ فَقَدْ كَفَرَ بِاَللَّهِ اَلْعَظِيمِ .


-------------------------------------------------

· زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم لهن حقوق :
http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)
الترضي عنهن .
واعتقاد أنهنَّ مطهرات مبرآت من كل سوء .
وأنهنَّ زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة .
وأنهنَّ أمهات المؤمنين كما قال تعالى ( وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ) أي في الاحترام والتقدير .
· وأفضلهن خديجة وعائشة .
وقد اختلف أيهما أفضل عائشة أم خديجة على قولين :
فقيل : عائشة أفضل .
لقوله صلى الله عليه وسلم ( وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ) متفق عليه .
وكانت من أحب الناس إليه ، ففي حديث عبد الله بن عمرو . أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل ، فأتيته فقلت : أي الناس أحب إليك ؟ قال : عائشة ) متفق عليه .
ولما قامت به من نشر العلم في الأمة .
وقيل : خديجة أفضل .
لأنها هي التي وآزرته على النبوة وجاهدت معه وواسته بنفسها ومالها .
وأرسل الله تعالى إليها السلام مع جبريل ، وهذه خاصية لا تعرف لامرأة سواها .
وقيل : خديجة أفضل في أول الإسلام وعائشة أفضل من جهة نشر العلم .
والله أعلم .
قال ابن كثير رحمه الله:
هذه مسألة وقع النزاع فيها بين العلماء قديماً وحديثاًوتجاذبها طرفا نقيض أهل التشيع وغيرهم لا يعدلون بخديجة أحداً من النساء ، لسلامالرب عليها وكون ولد النبي صلى الله عليه وسلم جميعهم إلا إبراهيم منها وكونه لميتزوج عليها حتى ماتت إكراماً لها وتقدم إسلامها وكونها من الصديقات ولها مقام صدقفي أول البعثة وبذلت نفسها ومالها لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأما أهلالسنة فمنهم من يغلوا أيضاً ويثبت لكل واحدة منهما من الفضائل ما هو معروف ولكنتحملهم قوة التسنن على تفضيل عائشة لكونها ابنة الصديق ، ولكونها أعلم منخديجة، فإنه لم يكن في الأمم مثل عائشة في حفظها وعلمهاوفصاحتها وعقلها ، ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يحب أحداً من نسائه كمحبتهإياها ونزلت براءتها من فوق سبع سموات وروت بعده عنه عليه السلام علماً جماًكثيراًً طيباً مباركاً ، حتى قد ذكر كثيراً من الناس الحديث المشهور (خذوا شطردينكم عن الحميراء) .
والحق أن كلاً منهما لها من الفضائل ما لو نظر الناظر فيهلبهره وحيره والأحسن التوقف في ذلك ، ورد علم ذلك إلى الله عز وجل ومن ظهر له دليليقطع به ، أو يغلب على ظنه في هذا الباب فذاك الذي يجب عليه أن يقول بما عنده منالعلم ومن حصل له توقف في هذه المسألة أو في غيرها فالطريق الأقوم والمسلك الأسلمأن يقول : الله أعلم. البداية والنهاية 3/139
قال الذهبي في ترجمة عائشة :
وكانت امرأة بيضاء جميلة ، ولم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم بكراً غيرها ، ولا أحب امرأة حبها ، ولا أعلم في أمة محمد صلى الله عليه وسلم بل ولا في النساء امرأة أعلم منها ، ونشهد أنها زوجة نبينا في الدنيا والآخرة ، فهل فوق ذلك مفخر ، وإن كان للصديقة خديجة شأن لا يلحق ، وأنا واقف في أيتهما أفضل ، نعم جزمت بأفضلية خديجة عليها لأمور ليس هذا موضعها .سير أعلام النبلاء ( 2 / 140 ) .
قال الشيخ البراك حفظه الله : وعندي -والله أعلم- أن القول بتفضيلخديجة:قول قوي؛ لأدلة كثيرة دالة على فضلها .
بعض المباحث فيما يتعلق بزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم :
http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)
- تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة زوجة ( خديجة ، سودة ، عائشة ، حفصة ، زينب بنت خزيمة ، أم سلمة ، زينب بنت جحش ، جويرية ، أم حبيبة ، صفية بنت حيي ، ميمونة بنت الحارث ) .
- لا خلاف أنه مات عن تسع زوجات .
- زوجتان ماتتا قبله ( زينب بنت خزيمة – خديجة بنت خويلد ) .
- لم يتزوج بكراً إلا عائشة .
· حكم قذف زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم .
http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)
أولاً : من قذف عائشة .
أجمع أهل العلم على أن من سب عائشة بما برأها الله منه فقد كفر .
قال القاضي أبو يعلى : من قذف عائشة بما برأها الله منه كفر بلا خلاف .
وقال النووي : اتفقت الأمة على كفر قاذفها .
الأدلة :
http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)
لأن في ذلك تكذيباً للقرآن الذي شهد ببراءتها في آيات من سورة النور .
قال ابن كثير : وقد أجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على أن من سبها بعد هذا ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكره في الآية فإنه كافر لأنه معاند للقرآن .
ولأن فيه إيذاء وتنقصاً للرسول صلى الله عليه وسلم ، ومما يدل على أن قذفها إيذاء للرسول ، ما جاء في حديث الإفك .
قالت عائشة ( فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي ....) .
وأيضاً الطعن بها فيه تنقيص برسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأن الله يقول ( الخبيثات للخبيثين ..... ) قال ابن كثير : أي ما كان الله ليجعل عائشة زوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهي طيبة ، لأنه أطيب من كل طيب من البشر ، ولو كانت خبيثة لما صلحت له لا شرعاً ولا قدراً .
ثانياً : سب بقية أمهات المؤمنين .
والراجح والذي عليه الأكثر أنه كفر .
لأنه في ذلك تنقيص وأذى لرسول صلى الله عليه وسلم بقذف زوجاته .


فضل معاوية


وَمُعَاوِيَةُ خَالُ اَلْمُؤْمِنِينَ, وَكَاتِبُ وَحْي اَللَّهِ, أَحَدُ خُلَفَاءِ اَلْمُسْلِمِينَ


http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)

·ذكر المصنف معاوية لأن كثيراً من الرافضة يطعنون فيه ، بسبب ما حصل بينه وبين علي .
· ذكر المصنف بعض فضائل معاوية : فمن فضائله :
أولاً : أنه كاتب الوحي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ثانياً : روى الترمذي في فضائل معاوية أنه لما تولى أمر الناس كانت نفوسهم لا تزال مشتعلة عليه ، فقالوا كيف يتولى معاوية و في الناس من هو خير منه مثل الحسن و الحسين . قال عمير و هو أحد الصحابة : لا تذكروه إلا بخير فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم اجعله هادياً مهدياً و اهد به . رواه الإمام أحمد في المسند (4/216) و صححه الألباني .
ثالثاً : وروى مسلم في صحيحه من حديث ابن عباس قال : ( كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول اللهصلى الله عليه وسلم فتواريت خلف باب ، فجاء ........ وقال : اذهب وادع لي معاوية ، قال : فجئت فقلت هو يأكل ، قال : ثم قال لي : اذهب فادع لي معاوية ، قال : فجئت فقلت : هو يأكل ، فقال : لا أشبع الله بطنه ) .
قال الحافظ الذهبي في التذكرة (2/699) : لعل هذه منقبة لمعاوية لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم من لعنته أو شتمته فاجعل ذلك له زكاة و رحمة ) .
وقال الإمام النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم (16/156) : قد فهم مسلم رحمه الله من هذا الحديث أن معاوية لم يكن مستحقاً للدعاء عليه ، فلهذا أدخله في هذا الباب ، وجعله من مناقب معاوية لأنه في الحقيقة يصير دعاءً له .
قلت : وهذا الحديث أخرجه مسلم تحت الأحاديث التي تندرج تحت باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه ، وليس هو أهلاً لذلك كان له زكاة وأجراً و رحمة .
رابعاً : وقد كان لمعاوية شرف قيادة أول حملة بحرية ، وهي التي شبهها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالملوك على الأسرة ..
أخرج البخاري رحمه الله في صحيحه من طريق أنس بن مالك عن خالته أم حرام بنت ملحان قالت : نام النبي صلى الله عليه وسلم يوماً قريباً مني ، ثم استيقظ يبتسم ، فقلت : ما أضحكك ؟ قال : ( أناس من أمتي عرضوا عليّ يركبون هذا البحر الأخضر كالملوك على الأسرة ) ، قالت : فادع الله أن يجعلني منهم ، فدعا لها ، ثم نام الثانية ، ففعل مثلها ، فقالت قولها ، فأجابها مثلها ، فقالت : ادع الله أن يجعلني منهم ، فقال : ( أنت من الأولين ) ، فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت غازياً أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية ، فلما انصرفوا من غزوتهم قافلين ، فنزلوا الشام ، فَقُرِّبت إليها دابة لتركبها ، فصرعتها فماتت . البخاري مع الفتح ( 6 / 22 ) .
قال ابن حجر معلقاً على رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم : قوله : ( ناس من أمتي عرضوا علي غزاة .. ) يشعر بأن ضحكه كان إعجاباً بهم ، وفرحاً لما رأى لهم من المنزلة الرفيعة .
وأخرج البخاري أيضاً من طريق أم حرام بنت ملحان رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا ) ، قالت أم حرام : قلت : يا رسول الله أنا فيهم ؟ قال : ( أنت فيهم ) . ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أول جيش من أمتي يغزو مدينة قيصر – أي القسطنطينية – مغفور لهم ) ، فقلت : أنا فيهم يا رسول الله ؟ قال : ( لا ) . البخاري مع الفتح ( 6 / 22 ) . ومسلم ( 13 / 57 ) .
ومعنى أوجبوا : أي فعلوا فعلاً وجبت لهم به الجنة . قاله ابن حجر في الفتح ( 6 / 121 ) .
قال المهلب بن أحمد بن أبي صفرة الأسدي الأندلسي ( ت 435هـ ) معلقاً على هذا الحديث : في هذا الحديث منقبة لمعاوية لأنه أول من غزا البحر . انظر الفتح ( 6 / 120 ) .
ومن المتفق عليه بين المؤرخين أن غزو البحر وفتح جزيرة قبرص كان في سنة ( 27هـ ) في إمارة معاوية رضي الله عنه على الشام ، أثناء خلافة عثمان t . [ انظر تاريخ الطبري ( 4 / 258 ) و تاريخ الإسلام للذهبي عهد الخلفاء الراشدين ]
من أقوال أهل العلم في معاوية :
http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)
قال شارح الطحاوية: (( وأول ملوك المسلمين معاوية، وهو خير ملوك المسلمين )).
وقال الذهبي في (سير أعلام النبلاء): (( أمير المؤمنين ملك الإسلام )).
وسئل ابن المبارك عن معاوية، فقال: (( ماذا أقول في رجل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سمع الله لمن حمده. فقال معاوية خلفه: ربنا ولك الحمد )).
وقال أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي: (( معاوية ستر لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه )).


هجران أهل البدع
http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)


م / وَمِنْ اَلسُّنَّةِ هُجْرَانُ أَهْلِ اَلْبِدَعِ وَمُبَايَنَتُهُمْ, وَتَرْكُ اَلْجِدَالِ وَالْخُصُومَاتِ فِي اَلدِّينِ, وَتَرْكُ اَلنَّظَرِ فِي كُتُبِ اَلْمُبْتَدِعَة وَالْإِصْغَاءِ إِلَى كَلَامِهِمْ, وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ فِي اَلدِّينِ بِدْعَةٌ .


http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)


· تعريف الهجر .
الهجر : الترك ، والمراد هنا هجران أهل البدع وتركهم والابتعاد عنهم وترك محبتهم وموالاتهم .
· صفات هجر المبتدع .
عدم مجالسته ، والابتعاد عنه ، وترك توقيره ، وترك مكالمته ، وترك السلام عليه ، وعدم سماع كلامهم وقراءتهم ، وعدم مشاورتهم .
الأدلة على هجر أهل البدع .
قال تعالى (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ).
قال الشوكاني : وفي هذه الآية موعظة لمن يتسمح بمجالسة المبتدعة الذين يحرفون كلام الله ، ويتلاعبون بكتابه وسنة رسوله ، ويردون ذلك إلى أهوائهم المضلة وبدعهم الفاسدة ، فإذا لم ينكر عليهم ويغير ما هم فيه فأقل الأحوال أن يترك مجالستهم .
وقال تعالى (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ) .
استدل مالك بهذه الآية على معاداة القدرية ، وترك مجالستهم ، وفي معنى أهل القدر جميع أهل الظلم والعدوان .
والأدلة من السنة كثيرة .
بل المحدثون يترجمون لها :
في سنن أبي داود : باب مجانبة أهل الأهواء أو بغضهم ، وباب ترك السلام على أهل الأهواء .
وفي رياض الصالحين : باب تحريم الهجر بين المسلمين إلا لبدعة في المهجور أو تظاهر بالفسق .
وفي الترغيب والترهيب للمنذري : الترهيب من حب الأشرار وأهل البدع لأن المرء مع من أحب .
· الأدلة على هجر المبتدع :
http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)
عن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( سيكون في آخر أمتي ناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم ) رواه مسلم في مقدمة صحيحه .
وعن ابن عمر . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لكل أمة مجوس ، ومجوس أمتي الذين يقولون لا قدر ، إن مرضوا فلا تعودوهم ، وإن ماتوا فلا تشهدوهم ) رواه أبو داود .
وعن عائشة . قالت ( تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية (هو الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ ) قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه ، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم ) رواه مسلم .
ومن المعلوم أن ابتغاء المتشابه من مآخذ أهل البدع في الاستدلال ، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم منهم بقوله ( فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم ) .
وأيضاً أحاديث هجر النبي صلى الله عليه وسلم لأهل المعاصي حتى يتوبوا .
فقد هجر النبي صلى الله عليه وسلم كعب بن مالك وصاحبيه لما تخلفوا عن غزوة تبوك ، واستمر هجرهم خمسين ليلة ، حتى آذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتوبة الله عليهم .
وهجر النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً رأى في يده خاتماً من ذهب حتى طرحه ، وكان هجره له بالإعراض عنه .
وهذه وإن كانت في هجر العاصي المجاهر بمعصيته ، فإن الاستدلال بها على هجر المبتدع من باب أولى .
قال الفضيل بن عياض : من أتاه رجل فشاوره فدله على مبتدع فقد غش الإسلام ، واحذروا الدخول على صاحب البدع فإنهم يصدون عن الحق .
وقال ابن المبارك : إياك وأن تجالس صاحب بدعة .
وعن يونس بن عبيد : لا نجالس سلطاناً ولا صاحب بدعة .
وعن طاووس : جعل إصبعيه في أذنيه لما سمع معتزلياً يتكلم .
وعن يحيي بن كثير : إذا لقيت صاحب بدعة في طريق فخذ في غيره .
وعن الحسن البصري : لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم .
وقال الخطابي : إن هجرة أهل الأهواء والبدعة دائمة على مر الأوقات والأزمان ما لم تظهر منهم التوبة والرجوع إلى الحق .
· الهدف من الهجر :
زجر المهجور ، وتأديبه ورجوعه للحق .
والهجر بهذه النية من جنس الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
يجب هجر كتبهم وعدم قراءتها لخطرها ولما فيها من البدع .
http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)


م /وَكُلُّ مُتَّسِمٍ بِغَيْرِ اَلْإِسْلَامِ وَالسُّنَّةِ مُبْتَدِعٌ, كَالرَّافِضَةِ, وَالْجَهْمِيَّةِ, وَالْخَوَارِجِ, وَالْقَدَرِيَّةِ, وَالْمُرْجِئَةِ, وَالْمُعْتَزِلَةِ, وَالْكَرَّامِيَّةِ, والكُلَّابِيَّةِ, وَنَظَائِرِهِمْ, فَهَذِهِ فِرَقُ اَلضَّلَالِ, وَطَوَائِفُ اَلْبِدَعِ, أَعَاذَنَا اَللَّهُ مِنْهَا


http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)

كل متسم : أي كل من جعل له سمة وميزة ظاهرة غير ميزة المسلمين وشعارهم . أو خالف ما عليه الصحابة .
وأما المبتدعة المذكورون : فخصهم بالذكر لاشتهار مذاهبهم مع قبحها وبعدها عن الصواب .
الرافضة :
سموا بذلك ، لأنهم جاءوا إلى زيد بن علي بن الحسين ، فقالوا : تبرأ من أبي بكر وعمر ، فقال : هما صاحبا جدي ، بل أتولاهما ، فرفضوه ، فسموا رافضة .
وهذه الفرقة أخبث الفرق وأقبحها ، يكفرون معظم الصحابة إلا نفراً قليلاً ، وحرفوا القرآن ، واتهموا عائشة بالفاحشة التي برأها الله بالقرآن ، ويوالون أعداء الله على المسلمين .
الجهمية :
أتباع الجهم بن صفوان ، الذي قال : إن العبد مجبور على فعله ، ولا قدرة له ولا اختيار ، وأنكر الصفات ، وقال بفناء الجنة والنار ، والإيمان عنده المعرفة فقط .
والخوارج :
سموا بهذا الاسم لخروجهم على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، ونزلوا بأرض يقال لها حروراء ، فسموا بالحرورية ، وأهم آرائهم تكفيرهم مرتكب الكبيرة ، والقول بتخليده في النار .
والقدرية :
سموا بذلك لقولهم في القدر ، وهم الذين يزعمون أن العبد يخلق فعل نفسه ، فأثبتوا خالقاً مع الله ، وقد أنكر الغلاة منهم أن يكون الله عالماً بفعل العبد قبل أن يفعله ، وهؤلاء قد كفرهم السلف ، وأما متأخروهم فهم ينكرون خلق أفعال العباد .
والمرجئة :
هم الذين يؤخرون الأعمال عن الإيمان فلا يدخلونها فيه .
والمعتزلة :
سموا بذلك لاعتزال واصل بن عطاء حلقة الحسن البصري بسبب خلافه معه في الموقف من مرتكب الكبيرة ، وهم فرق عديدة ، واشتهروا بأصولهم الخمسة وهي :
التوحيد ، والعدل ، والمنزلة بين المنزلتين ، وإنفاذ الوعيد ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
التوحيد : وأرادوا به نفي الصفات .
والعدل : وأرادوا نفي تقدير الله المعاصي على العبد .
وإنفاذ الوعيد : وأرادوا به تخليد أهل الكبائر في النار .
والمنزلة بين المنزلتين : وأرادوا أن مرتكب الكبيرة في الدنيا في منزلة بين منزلتين ، ليس مؤمناً ولا كافراً .
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : وأرادوا به الخروج على الحكام إذا أظهروا المعاصي والظلم .
والكراميّة :
وهم أتباع محمد بن كَرَّام ، من بدعهم المشهورة قولهم : بأن الله جسم ، وقولهم : إن الإيمان هو الإقرار والتصديق باللسان ، وزعموا أن المنافقين مؤمنون على الحقيقة ، مستحقون للعقاب في الآخرة ، فنازعوا في اسمه لا في حكمه .
والكُلابيّة :
أتباع عبد الله بن سعيد بن كلاّب ( بتشديد اللام ) ، له مخالفات في بعض الصفات .
والسّالمة :
نسبة إلى أبي عبد الله محمد بن أحمد بن سالم ، يغلب عليهم الصوفية والدفاع عنهم ، وفيهم إثبات مع غلو كزعمهم أن الله يتجلى عياناً لأوليائه في الدنيا .
http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)
والحمد لله
بذلك نكون قد انتهينا من الكتاب بفضل الله
والاختبار النهائي في هذا الكتاب
ان شاء الله سيكون يوم 30/7/2010
ارجو الاهتمام والمذاكرة
ولاتنسوا
ديني ديني ..لحمي دمي
على الاخت الفاضلة وردة السوسن كتابة فوائد هذه المحاضرة
وجزاها وجزاكم الله خيرا
ملحوظة :سنبدأ ان شاء الله في استكمال الدورات
(ديني ديني ..لحمي دمي )
بعد عيدالفطر اعاده الله على المسلمين جميعا بالخير واليمن والبركات
بشرح كتاب جديد
من كتب العقيدة
فواصلوا وعضوا على عقيدتكم بالنواجذ خاصة ونحن في زمن الفتن
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)

هجرة إلى الله السلفية
07-30-2010, 06:50 PM
http://www.hor3en.com/image/fwasel/2.gif
http://www.hor3en.com/image/fwasel/4.gif
الاختبار النهائي لكتاب لمعة الاعتقاد
http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)
اخر موعد للاجابة غدا السبت الساعة الثانيةعشر منتصف الليل بتوقيت القاهرة
اجابة تكون في موضوع جديد في قسم الاقتراحات وليس هنا في القسم
وانظر الاعلان اعلى صفحة قسم ديني ديني
لتجدوا الرابط والتعليمات
إليكم الاختبار
وفقكم الاله
==
مامعنى الاسراء والمعراج وهل كان الاسراء في اليقظة ام المنام ومن اين كان؟
واذكر دليلا عل ذلك؟
اذكر ثلاثة من اشراط الساعة واشرح واحدة منهم
مامعنى قتنة القبر؟
من هوالملك الموكل بالنفخ في الصور؟ وكم عدد النفخات؟
هل الجن يحاسبون يوم القيامة؟ولماذا؟
مامعنى الشفاعة واذكر 3من اقسامها؟
من افضل الصحابة رضوان الله عليهم؟ وماهي حقوق زوجات الرسول؟
ماقول اهل الزيغ في صفة الوجه لله تعالى؟
اعانكم الله ويسر لكم
http://farm3.static.flickr.com/2396/2459167596_a798c6bd8e_o.gif (http://www.vip600.com/)