المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حِمارة للبيع !!


العبّادي
02-24-2010, 09:07 PM
لاحَظْتُ أنَّ حِمارتي تُتمْتِم بشفتيها .. ثم تبتسم !!
حرتُ في أمرها وتعجّبتُ منها ورحتُ اسألها :
- مابالك تتمتمين ثم تضحكين ؟
قالت : إني أحدث نفسي ببعض النكات وأضحك لها ..!
- ولماذا تمتمتِ الآن ولم تضحكي ؟
قالت : لأن النكتة الأخيرة كانت ( بايخة ) !
- حمارة !!
قالت : ويشرفني أنْ أكون حمارة تحت عجيزة العبّادي من أنْ اكون حصانا يختالُ على ظهره سلطانٌ جائرٌ أو حاكمٌ ظالم .!!

ثم .. ألقت بنفسها على الأرض وراحت تتمرَّغ في التراب .
وقالت :اسمي سوسو ..
حمارة بيضاء ..
أعيشُ في الريفِ المصري الجميل ..
سَيِّدِي وصاحبي العبّادي الذي ماضربني يوماً بالعصا ولاحتى بيده ..
ولا نخسني في بطني ..
ولا قصّر في إطعامي ..
مشاويرُه صغيرة ٌومحتملة !
سألتُ أمي عن أبي فنظرتْ نظرة حائرة وراحت تحكي لي عن جد الحمير الأكبر ..
عن حمار عزير الذي ذكره ربُّنا في كتابه وجعله آية للناس :
{أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة259
وحتي نهاية القصة كانت أمي لم تُجب علي سؤالي ..
وكبرتُ دون أن اعرف أبي ..
حتي امي نفسها ماكانت تعرف لي أباً !
كم كنتُ في طفولتي أتألم لذلك .. !!
ولكن هكذا هي حياة الحمير ..
تقول الأخبار أن الآدميين اكتشفوا في البرسيم العديد من الفوائد
وهم على وشك استخدامه في السلاطة والشطائر والعصائر وربما في صناعة الخبز ايضا ..
نحن الحمير لانشارك الانسان في قوته من اللحم الطري ..ولا السمك البحري ..
ولا الباذنجان المقلي ..
ولا التفاح ..
ولا الفشار .. ولا الحمص .. ولا اللب ..
ولا الموز ولا البرتقال ولا التفاح ولا العنب ..
فَلِمَ يشاركنا الآدميون في برسيمنا !
أتريدون اقحامنا في مشكلة الرغيف ؟

- ومتى كان الرغيف مشكلة ياسوسو ؟

- الرغيف هو مشكلة الإنسان منذ اُهْبِطَ آدم إلى الأرض ..!!!
وماالذي هبط بآدم عليه السلام الى دار الشقاء هذه إلاّ الرغيف !
ألم يكن الرغيف في حياة الجنّة هو الشجرة ..؟
نعم ..
كان إبليس هو الطمع والحسد ..
وكان الرغيف هو الشجرة ..
وكانت المرأة هي حواء..
وكان الضحية لهؤلاء االثلاثة هو جدكم آدم !

الرغيف .. لو أن الملائكة أكلوا الرغيف وخالطوا المرأة لكانوا اناسا كالناس .. ولكانت الارض كالسماء ..
يقولون أن كثير بن شهاب طلب طعاما من غلامه .. فقال الغلام : مافي البيت الا خبز وبقل ..
قال : ويحك ياغلام .. وهل إقتتل الفرسُ والرومُ إلا علي الخبز والبقل ؟
الإنسان - في القرن الواحد والعشرين - يجعل الرغيفَ مصدرا لإنتاج الغاز فيتسبب في خلق المجاعات ..
وهو الآن يدور حول أقوات الحيوان عساه يصنع منها بدائل لرغيفه الضائع ..
..
ياناس .. من يشتري هكذا حمارة فيلسوفة ؟
إن إقتربت من الجرار كسرتها ..
وإن دَنَت من أختي رفصتها ..
وإن رأت جارتي عضَّتها !

تكز علي اسنانها .. !
وتقرض في عِنانها ..
وتجفل من ظِلها ..
و تتوه من منزل أهلها ..

إن قصَدتُ تقديمها أخّرتني..
وإن استنصرتُ بها خذلتني ..
وإن سقتُها رمتني ..
مشيها قليل ..
وجسمها نحيل ..
وراكبها ذليل ..

حمارة للبيع ياناس .. !!

العبّادي

د. حازم
03-07-2010, 10:47 AM
جزاكم الله خيرا

سعيد عناني
03-07-2010, 11:40 AM
بارك الله فيك