المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المشوق إلي القراءة وطلب العلم


الوليد السلفي
01-14-2010, 07:25 PM
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله ، وبعد ..

إن شرف العلم غير خاف علي كل ذي لب ، وحسبك دليلاً علي ذلك أن أول آية نزلت من كتاب الله تعالي : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) [العلق/ 1] ، فيها من الدلالات والمعاني ما لا يمكن حصرُه، ويُفهم من قوله: (اقْرَأْ) وهو فعل أمر من (قَرَأ) الأمر الجازم الحازم بالقراءة، والحث على تعلمها وتعليمها، وفي هذه اللفتة غَناء عن كلام كثير في هذا الموضوع.
وليست رغبتي تتجه للكلام عن فضل العلم ، فذاك - ولله الحمد - كثر فيه الكلام ، عند المتقدمين والمتأخرين - جزاهم الله خيراً - فلم يكن بنا حاجة إلى إقامة البراهين، ونَصْب الأدلة، على الإشادة به، وإظهار محاسنه، فكلُّ ذلك مجموعٌ في كتب كَثيرة مفردة كما أسلفت ، ولكن أريد أن أبعث النشاط ، وأجدد همتي وإخواني ، نحو القراءة والاهتمام بالعلم ، تعليماً - إن كنت أهلاً لذلك - وتعلماً - وكلنا أهل لذلك إن شاء الله -
فهذه مقتطفات من كتاب ماتع في هذا الباب ، وهو كتاب " المشوق إلي القراءة وطلب العلم " للشيخ الفاضل / علي بن محمد العمران - حفظه الله تعالي ( ترجمة للشيخ (http://aboelwaleed.blogspot.com/2010/01/blog-post_5686.html) ) ، أنقلها لكم عسي الله أن يستفيد منها مستفيد..
من الفصل الأول الذي عنون له الشيخ بــ ( الحثِّ على الازدياد من العلم والتبحُّر فيه ) قال :
والعالم كلما ازداد علمًا. ازداد معرفة بفضل العلم ومنزلته ومكانته، وبمقدار ما فاته منه ويفوت فتاقَت نفسُه -حينئذٍ- إلى المزيد منه، ولو لقي في ذلك الألاقي.
ففي خبر كليم الله موسى - صلى الله عليه وسلم - الذي قصَّه القرآن الكريم في سورة الكهف الآيات (60-82)، وذكره النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه كما في الصحيحين)) وفيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((بينما موسى في ملأٍ من بني إسرائيل إذ جاءه رجل فقال: هل تعلم أحدًا أعلمَ منك؟ قال موسى: لا. فأوحى الله إلى موسى: بلى، عَبْدنا خَضِر، فسألَ موسى السَّبيلَ إليه...)) الحديث.
قال أبو العبَّاس القرطبي: ((وفيه من الفقه: رِحْلة العالِمِ في طلب الازدياد من العلم، والاستعانة على ذلك بالخادم والصاحِب، واغتنام لقاء الفُضَلاء والعلماء، وإن بَعُدت أقطارُهم، وذلك كان دأب السَّلف الصالح، وبسبب ذلك وصلَ المرتحلون إلى الحظ الراجح، وحصلوا على السَّعي الناحج، فَرَسخت في العلوم لهم أقدامٌ، وصحَّ لهم من الذِّكر والأجر أفضلُ الأقسام)) اهـ.
قال الحافظ ابن حجر في ((فتح الباري)): ((وموسى -عليه الصلاة والسلام- لم يمنعه بلوغه من السِّيادة المحلّ الأعلى من طلب العلم وركوب البحر لأجله... و[فيه -أي الحديث-]: ركوب البحر في طلب العلم، بل في طلب الاستكثار منه)) اهـ.
وذكر الماوردي عن ابن عباسٍ -رضي الله عنهما- قال: لو كان أحدٌ يكتفي من العلم لاكتفى منه موسى -على نبينا وعليه السلام- لمَّا قال: (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا) [الكهف/ 66].
أقول: فهذه حال الأنبياء، والعلماءُ ورثتهم، ولم يَرِثوا منهم إلا العلم، فطلبوه وحصَّلوه وتعبوا في سبيله، فأخذوا بحظ وافرٍ.

يتبع إن شاء الله ..

أمّ مُصْعب الخير
01-15-2010, 09:26 AM
جزاكم الله خيراً.