البتار
09-05-2007, 07:17 AM
أسد الرافدين؛ أبو أنس الشامي
[الكاتب: لقمان البغدادي]
بِاللهِ يا مَن قد تمُرُّ بِحُفرَةٍ ***** فَتَرى بِها شَخصَ الإِباءِ مُوَسَّدا
أَبْلِغ أَبا أنسِ الشهيد تَحيّةً ***** وَقُلِ السَلامُ عَلَيكَ يا عَلَم الهُدى
يا أَيُّها الشَيخُ الجَليلُ تَرَكتَ لي ***** عَيناً مُسَهَّدَةً وَجَفناً أَرمَدا
وَلظىً تُؤَجَّجُ في حشايَ تَأَسُّفاً ***** وَيَزيدُها ماءُ الدُموعِ تَوَقُّدا
فَيَلومُني العُذّالُ فيكَ لأَنَّني ***** مِن بَعدِ فَقدِكَ ما عَرَفتُ تَجَلُّدا
وَتَقولُ؛ " هذا الدَربُ دَربُ رِجالِنا ***** فَاِصبِر فأيَّ مُهَنَّدِ لن يُغمَدا ؟
إن كُنتَ لن تَقوى على لأواءِهِ ***** فَاسلُك سَبيلَ القاعِدينَ مُعَبَّدا
وَليَهنِ أرضَ الرافِدَينِ وَأَهلَها ***** مَجداً بِأَقحَافِ الجَماجِمِ شُيِّدا "
أَوَلَستُ أُعذَر في بُكائي قائِداً ***** مِن بعدهِ الإِسلامُ عادَ كَما بَدَا (1)
أَوَلَستُ أُعذَر في بُكائي صارِماً ***** عَضباً (2) على التَثليثِ كان مُجَرَّدا
دُقَّت رِقاب الخائِنِينَ بِحَدِّهِ ***** وَأَقامَ عُبّادَ الصَليبِ وَأَقعَدا
لَو سالَ ما سَفَكَ الجِهادُ مِن الدِما ***** مُذ سَلَّهُ لَرَأَيتَ بَحراً مُزبِدا
أَو زادَ نُبلُ المَرءِ مِن أَيّامِهِ***** لَبقَى على طولِ الزَّمانِ مُخَلَّدا
ولكم تَمَنَّت أَن تَكونَ فَوارِسٌ ***** مِن أُسدِ " قاعِدَةِ الجِهادِ " لَهُ الفِدا
مَن إن رَأَيتَ النّورَ.. نور جَبِينِهِ ***** فَلَقَد رَأَيتَ الكَوْكَبَ المُتَوقِّدا
وَإِذا تَكلَّمَ في المَجالِسِ قُلتَ ذا ***** ورِثَ النبيَّ الهاشميَّ مُحَمَّدا
أوّاهُ في بَغدَادَ كَم مِن بقعةٍ ***** نُصبَ الصَليبُ بِها وَكانَت مَسجِدا
كَم غادَةٍ عَبَثَ العُلوجُ بِعَرضِها ***** وَمُوَحَّدٍ بـ "أبي غريب" مُصَفَّدا
نَشَدوكَ بِالإِسلامِ فَكَّ إِسارِهم ***** فَهَبَبتَ في خَيرِ البَرِيَّةِ (3) مُنجِدا
فَلَرُبَّ كَفّارٍ عَنيدٍ مُلحِدٍ ***** لَمّا رَآكَ بِمُقلَتَيهِ تَشَهَّدا
وَلَرُبَّ مُعتَلٍ الحِجَا لم تأْتِهِ ***** إلاّ ظُباةَ (4) المَشرِفِيَّةِ عُوّدا
وَعَزيز قَومٍ مُترَفٍ أَرهَقَتهُ ***** ذُلا وَكانَ الطاغِيَ المُتَمَرِّدا
وَمدجّجونَ بقَضِّهِم وقَضيضهِم ***** لمَّا هَزَزتَ الرُّمحَ خرُّوا سُجَّدا
للهِ دَرُّكَ يا أخا المَجدِ الَّذي ***** نالَ المكارمَ والعُلا والسؤدَدَا
لَن يَهنَأَ الأَعْلاَجُ في أَرضٍ وَقَد ***** أَبقى بِها الرَحمَنُ صِنوَكَ "أَحمَدا" (5)
فَلَسَوفَ نَمنَعُ ما منَعتَ مِن الحِمَى ***** وَلَسَوفَ نَرمي مَن رَمَيتَ مِن العِدا
فَبِمِثلِ فِعلِكَ يُرْتَجى نَيلِ العُلا ***** وَبِمِثلِ شَخصَكَ لا الخَوالِفَ يُقتَدى
صَلّى عَلَيكَ اللهُ (6) في ملكوتهِ ***** ما طارَ طَيرٌ أو تَرَنَّمَ مُنِشِدا
--------------------------------------------------------------------------------
1) أي غريباً، قال صلى الله عليه وسلم: (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء)، رواه مسلم.
2) العَضْبُ: السيف القاطع.
3) سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ من خير الناس؟ فقال: (مؤمن يجاهد بنفسه وماله)، متفق عليه.
4) الظُّبَةُ: حَدُّ السَّيْف في طَرَفه.
5) الشيخ أحمد الخلايلة؛ أبو مصعب الزرقاوي.
6) قال عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا أتاه قوم بصدقتهم، قال: "اللهم صل عليهم")، متفق عليه، قال الصنعاني: (اُستدل بالحديث على جواز الصلاة على غير الأنبياء) (سبل السلام: ج2/ ص260).
[الكاتب: لقمان البغدادي]
بِاللهِ يا مَن قد تمُرُّ بِحُفرَةٍ ***** فَتَرى بِها شَخصَ الإِباءِ مُوَسَّدا
أَبْلِغ أَبا أنسِ الشهيد تَحيّةً ***** وَقُلِ السَلامُ عَلَيكَ يا عَلَم الهُدى
يا أَيُّها الشَيخُ الجَليلُ تَرَكتَ لي ***** عَيناً مُسَهَّدَةً وَجَفناً أَرمَدا
وَلظىً تُؤَجَّجُ في حشايَ تَأَسُّفاً ***** وَيَزيدُها ماءُ الدُموعِ تَوَقُّدا
فَيَلومُني العُذّالُ فيكَ لأَنَّني ***** مِن بَعدِ فَقدِكَ ما عَرَفتُ تَجَلُّدا
وَتَقولُ؛ " هذا الدَربُ دَربُ رِجالِنا ***** فَاِصبِر فأيَّ مُهَنَّدِ لن يُغمَدا ؟
إن كُنتَ لن تَقوى على لأواءِهِ ***** فَاسلُك سَبيلَ القاعِدينَ مُعَبَّدا
وَليَهنِ أرضَ الرافِدَينِ وَأَهلَها ***** مَجداً بِأَقحَافِ الجَماجِمِ شُيِّدا "
أَوَلَستُ أُعذَر في بُكائي قائِداً ***** مِن بعدهِ الإِسلامُ عادَ كَما بَدَا (1)
أَوَلَستُ أُعذَر في بُكائي صارِماً ***** عَضباً (2) على التَثليثِ كان مُجَرَّدا
دُقَّت رِقاب الخائِنِينَ بِحَدِّهِ ***** وَأَقامَ عُبّادَ الصَليبِ وَأَقعَدا
لَو سالَ ما سَفَكَ الجِهادُ مِن الدِما ***** مُذ سَلَّهُ لَرَأَيتَ بَحراً مُزبِدا
أَو زادَ نُبلُ المَرءِ مِن أَيّامِهِ***** لَبقَى على طولِ الزَّمانِ مُخَلَّدا
ولكم تَمَنَّت أَن تَكونَ فَوارِسٌ ***** مِن أُسدِ " قاعِدَةِ الجِهادِ " لَهُ الفِدا
مَن إن رَأَيتَ النّورَ.. نور جَبِينِهِ ***** فَلَقَد رَأَيتَ الكَوْكَبَ المُتَوقِّدا
وَإِذا تَكلَّمَ في المَجالِسِ قُلتَ ذا ***** ورِثَ النبيَّ الهاشميَّ مُحَمَّدا
أوّاهُ في بَغدَادَ كَم مِن بقعةٍ ***** نُصبَ الصَليبُ بِها وَكانَت مَسجِدا
كَم غادَةٍ عَبَثَ العُلوجُ بِعَرضِها ***** وَمُوَحَّدٍ بـ "أبي غريب" مُصَفَّدا
نَشَدوكَ بِالإِسلامِ فَكَّ إِسارِهم ***** فَهَبَبتَ في خَيرِ البَرِيَّةِ (3) مُنجِدا
فَلَرُبَّ كَفّارٍ عَنيدٍ مُلحِدٍ ***** لَمّا رَآكَ بِمُقلَتَيهِ تَشَهَّدا
وَلَرُبَّ مُعتَلٍ الحِجَا لم تأْتِهِ ***** إلاّ ظُباةَ (4) المَشرِفِيَّةِ عُوّدا
وَعَزيز قَومٍ مُترَفٍ أَرهَقَتهُ ***** ذُلا وَكانَ الطاغِيَ المُتَمَرِّدا
وَمدجّجونَ بقَضِّهِم وقَضيضهِم ***** لمَّا هَزَزتَ الرُّمحَ خرُّوا سُجَّدا
للهِ دَرُّكَ يا أخا المَجدِ الَّذي ***** نالَ المكارمَ والعُلا والسؤدَدَا
لَن يَهنَأَ الأَعْلاَجُ في أَرضٍ وَقَد ***** أَبقى بِها الرَحمَنُ صِنوَكَ "أَحمَدا" (5)
فَلَسَوفَ نَمنَعُ ما منَعتَ مِن الحِمَى ***** وَلَسَوفَ نَرمي مَن رَمَيتَ مِن العِدا
فَبِمِثلِ فِعلِكَ يُرْتَجى نَيلِ العُلا ***** وَبِمِثلِ شَخصَكَ لا الخَوالِفَ يُقتَدى
صَلّى عَلَيكَ اللهُ (6) في ملكوتهِ ***** ما طارَ طَيرٌ أو تَرَنَّمَ مُنِشِدا
--------------------------------------------------------------------------------
1) أي غريباً، قال صلى الله عليه وسلم: (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء)، رواه مسلم.
2) العَضْبُ: السيف القاطع.
3) سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ من خير الناس؟ فقال: (مؤمن يجاهد بنفسه وماله)، متفق عليه.
4) الظُّبَةُ: حَدُّ السَّيْف في طَرَفه.
5) الشيخ أحمد الخلايلة؛ أبو مصعب الزرقاوي.
6) قال عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا أتاه قوم بصدقتهم، قال: "اللهم صل عليهم")، متفق عليه، قال الصنعاني: (اُستدل بالحديث على جواز الصلاة على غير الأنبياء) (سبل السلام: ج2/ ص260).