المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأربعون النووية ( 6 )


أم سلمى
11-21-2009, 07:58 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواتي وبناتي إليكم الدرس السادس من دروس الأربعين النووية
نفع الله بها وزادكم علماً وفقهاً فى الدين
اللهم آمين

نصرة مسلمة
12-21-2009, 07:05 PM
أكرمك الله معلمتي و رفع قدرك .

أم سلمى
12-21-2009, 11:08 PM
اللهم آمين
وبارك فيكِ الله وأعزك ورزقك الفردوس الأعلى
آمين

أم سلمى
12-28-2009, 11:04 PM
الأربعون النووية ( 6 )
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومَن اتبع هُداه .. ثم أما بعد ..
نلتقى اليوم بإذن الله تعالى مع الحديث الخامس فى كتاب الأربعين النووية
عن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة رضى الله تعالى عنها قالت :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مَن أحدثَ فى أمرنا هذا ما ليس منهُ فهو ردٌّ "
رواه البخارى ومسلم
وفى رواية لمسلم : " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردٌّ "
هذا الحديث رواه البخارى ومسلم أى متفقٌ عليه
أم المؤمنين عائشة - وكل زوجات النبى صلى الله عليه وسلم أمهات للمؤمنين – بنت الصديق رضى الله تعالى عنها وعن أبيها، وكُنيتها ( أم عبد الله ) روت أحاديث كثيرة عن النبى صلى الله عليه وسلم وأورثت الأُمة علماً عظيماً وفقهاً غزيراً فهى من المُحدِّثات ومن الفقيهات رضى الله تعالى عنها وأرضاها .
" مَن أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ "
مَن أحدث فى أمرنا : أى فى ديننا وشريعتنا ، لقول الله تعالى { وأن هذا صراطي مستقيماً فأتبعوهُ ولا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله } ، ولقوله تعالى { ومَن يبتغِ غير الإسلامِ ديناً فلن يُقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين }
مَن أحدث فى أمرنا أى : من أوجد شيئاً أو إخترع شيئاً لم يكن فى ديننا ولم يُشرعه الله ولا رسول الله صلى الله عليه وسلم
ردٌّ ( مصدر ) بمعنى مردود عليه يعنى غير مقبول – حتى ولو كان عن حُسن قصد

ورواية مسلم ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) أعم من الحديث الأول لأنه قال ( عمل ) يعنى أى عمل سواء كان عبادة أو غير ذلك
وهذا الحديث أصلٌ من أصول الإسلام ، وقد اتفق العلماء رحمهم الله تعالى أن العبادة لا تصح ولا تُقبل إلا إذا إستوفت شرطين :
1) الإخلاص لله عز وجل
2) والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
الإخلاص دلّ عليه الحديث الأول – حديث الأعمال بالنيات
والمتابعة تؤخذ من هذا الحديث ومن قول الله تعالى { قل إن كنتم تحبون الله فأتبعوني يُحببكم الله } ومن الآيات الكثيرة التى تدل على وجوب إتباع أمر النبى صلى الله عليه وسلم .
والنبى صلى الله عليه وسلم قد حذرنا من مُحدثات الأُمور فقال : " إياكم ومُحدثات الأُمور فكل مُحدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار " – وكان يُكرر هذا فى كل خطبة من خطب الجُمعة عند اجتماع الناس ، ولهذا ينبغى للمسلم أن يسلك طريق السلامة ويشتغل بالثابت عن النبى عليه الصلاة والسلام ولا يُحدث فى الدين ما لم يرد عن النبى صلى الله عليه وسلم ، لذا أُذكّركم بالثلاثة الذين أتوا بيوت النبى صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادته صلى الله عليه وسلم فلما أُخبروا عنها فكأنهم تقالوها ، فقالوا هذا رسول الله قد غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فقال أحدهم : أما أنا فأقوم ولا أنام وقال الآخر وأنا أصوم فلا أفطر وقال الثالث وأنا أعتزل النساء .. فلما أُخبر النبى صلى الله عليه وسلم بمقالتهم غضب وصعد المنبر وقال : أما وأنى أتقاكم لله وأخشاكم لله أما أنى أصلى وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتى فليس مني – أو كما قال صلى الله عليه وسلم ..
فهؤلاء القوم جاءوا يسألون عن عبادة النبى صلى الله عليه وسلم – يعنى يريدون أن يفعلوا مثله ، يريدون أمراً طيباً وعندهم حُسن قصد – ولكن النبى صلى الله عليه وسلم أخبر أن الخير كل الخير فى إتباعه هو عليه الصلاة والسلام ، فالدين ( منهاج ) سار عليه وطبقه النبى صلى الله عليه وسلم وعَمِلَ به ، فمن زاد عليه فهو غير مقبول
( من أحدث فى أمرنا ) معنى هذا أن الدين كامل ولا يحتاج إلى زيادة أو إحداث شئ فيه ، كما قال الله عز وجل : { اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتى ورضيتُ لكم الإسلام ديناً } فادين كامل لا يحتاج إلى زيادة ولا يحتاج إلى اختراعات جديدة ولا عبادات جديدة لم ترد عن الله عز وجل ولا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فليس هناك شاردة ولا واردة فى شئون الحياة كلها إلا ونجد لها حُكماً فى كتاب الله عز وجل وفى سنة نبيا صلى الله عليه وسلم ولذا ينبغى علينا أن نكون وقّافين عند كتاب الله ومقتدين برسول الله عليه الصلاة والسلام
وهذا الحديث فيه تحريم إحداث شئ فى دين الله ولو عن حُسن قصد ، مثل ما أحدثه بعض الناس من الأذكار أو من الأعياد وما أشبه هذا فكل هذا مردود لأنه إحداث فى الدين

وقبول العمل يستلزم أن يكون موافقاً للشرع فى ستة اشياء :
1) السبب 2) الجنس 3) القَدْر 4) الكيفية 5) الزمان 6) المكان

1) السبب : يعنى إنسان يفعل عبادة لم يجعلها الله سبباً ، مثل أن يُصلي ركعتين كلما دخل إلى بيته ، فهذا العمل مردود مع أن الصلاة فى أصلها مشروع ولكن لمّا قرنها بسبب لم يكن سبب شرعي أصبحت مردودة عليه
2) الجنس : فلو أن شخصاً قال : أنا أُحب فرسي هذا حباً شديداً وقد قال الله تعالى { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون } ولهذا فأناس أضحى هذا العام بفرسى هذا بدلاً من الكبش فهذا العمل مردود عليه لأنه مخالف للشريعة فى جنسه ، فالأضاحي ينبغى أن تكون من بهيمة الأنعام ( الإبل – البقر – الغنم )
3) القَدْر : فلو تعبّد الله عز وجل بقدر زائد عن الشريعة لم يُقبل منه : فلو صلى الظهر خمساً متعمداً ذلك أو صلى الصبح أربعاً فإن عمله هذا لا يُقبل منه لأنه لم يرد به الشرع
وكذلك فإن النبى صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثاً ثلاثاً وقال : مَن زاد على ذلك فقد تعدّى وأساء وظلم
4) الكيفية ( الهيئة ) : فلو أن إنسان صلى وسجد قبل أن يركع أو جعل فى صلاته ركوعين فإن عمله هذا لا يُقبل لأنه مخالف للشرع فى الكيفية ولابد من مُطابقة العمل للشريعة فى الكيفية
5) الزمان : فلو أن إنسان صلى صلاةً قبل دخول وقتها فإنها لا تُقبل منه لأن من شروط الصلاة ( دخول الوقت ) ، وكذلك الأُضحية : لو ضحى إنسان قبل صلاة العيد فإنها ليست أُضحية لأنها لم توافق الشرع فى الزمان حيث قال الله تعالى { فصلى لربك وأنحر } أى أن النحر يكون بعد صلاة العيد لا قبلها
6) المكان : فلو أن شخصاً إعتكف فى غير المسجد فإنه لا يُقبل منه لأن من شروط الإعتكاف أن يكون فى المسجد ، قال الله تعالى { ولا تباشروهن وأنتم عاكفون فى المساجد }

وبناء على هذا ينبغى لكل مسلم أن يكون عمله مُطابقاً لما أمر به الله تعالى وما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى كل مسلم أن يقتدى بالنبى ويعلم ويعمل بما ثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم ولا يُحدث فى الدين ما ليس منه

أم سلمى
12-28-2009, 11:06 PM
الحديث السادس
عن أبى عبد الله النعمان بن بشير رضى الله تعال عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الحلال بيِّن ، وإن الحرام بيِّن وبينهما أمور مشتبهاتٌ لا يعلمهن كثيرٌ من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد إستبرأ لدينهِ وعِرضه ، ومَن وقع فى الشبهات وقع فى الحرام ، كالراعي يرعى حول الحِمى يوشكَ أن يرتع فيه ، ألا وإن لكل مَلِكٌ حِمى ، ألا وإن حِمى الله محارمه ، ألا وإن فى الجسد مُضغةَ إذا صلحت صلحَ الجسدُ كله ، وإذا فسدت فسدَ الجسدُ كله ألا وهى القلب "
رواه البخارى ومسلم
هذا الحديث عظيم جداً لأنه يبيّن أصلاً من الأصول فى التعامل مع الأشياء ( المطعومات – الملبوسات – المعاملات المالية وغيرها ... ) ، ومن رحمة الله عز وجل لأنه لم يجعل الدنيا كلها حرام علينا بل جعل هناك مساحة كبيرة جداً حلال وبيّن لنا هذا الحلال ، وهذا الحلال يتناسق مع حاجات الإنسان فلا يمكن أبداً أن يوجد شئ لحاجات الإنسان ولا يكون حلالاً .. فالحمد لله الذى جعل الحلال بيّن واضح ، وكذلك جعل الحرام بيّن واضح ..
إذاً قسّم الأشياء إلى ثلاثةأقسام :
1) حلال بيِّن كلنا نعرفه ولا يختلف عليه اثنان ، مثل : الطعام والشراب واللباس وكل الطيبات التى أحلها الله لنا
2) حرام بيِّن كلنا يعرفه ولا يختلف عليه اثنان فى أنه حرام محض ، مثل الزنا والسرقة والقتل وشرب الخمر وأغتصاب مال الغير
3) مُشتبه :وهذه لم يتبين هل هى حلال أم هى حرام ؟ وهذه تنقسم إلى :
(أ ) إما الإشتباه فى الدليل هل هو صحّ عن النبى صلى الله عليه وسلم أم لم يصح
(ب) أو الإشتباه فى انطباق الدليل على الأمر ، يعنى هل يدل هذا الحديث على الحُكم أم لا يدل ؟
وهذه المشتبهات قال عنها النبى صلى الله عليه وسلم ( لا يعلمهن كثيرٌ من الناس ) ، والسبب فى عدم علمهم بها
- إما لقلة العلم

- أو لقلة الفهم
- أو لتقصيرهم فى معرفتها

- أو الهوى فى الإنتصار لرأيه سواء كان صحيحاً أو لا

فمن اتقى الشبهات فقد إستبرأ لدينه وعِرضه :
إتقى : أى تجنبها وابتعد عنها – وجعل بينه وبينها وقاية
إستبرأ : أى أخذ بالبراءة وطلب البراءة لدينه من النقص ولعرضه من القدح
لدينه : فيما بينه وبين الله
وعِرضه : فيما بينه وبين الناس لأن الذى يقع فى الشبهات يكون عُرضة لكلام الناس ، يتكلمون فيه ويقولون هذا الرجل يفعل كذا وكذا .. إلخ
وهذه الشبهات هى محل الحلاف بين الناس فنجد بعضهم يُحرمها وبعضهم يُحللها وبعضهم يتوقف فيها وبعضهم يُفصّل ، مثال ذلك ( شرب الدُخان ) عند بداية ظهوره اختلف الناس حوله فأنقسم الناس فيه إلى أقسام : بعضهم قال هو حرام لأن فيه أضرار على البدن وخاصة القلب ، وبعضهم قال إنه حلال لأنه يُحسن الحالة المزاجية للفرد ولم يتبين لنا دليل من الشرع فى تحريمه ، وبعضهم قال أنه مكروه .... وهكذا .. وقد أثبت الطب حديثاً الضرر البالغ من شرب الدخان وعلى هذا فهو حرام قطعاً لأن الإنسان منهىٌ أن يُهلك بدنه
فهل هذا الإشتباه يكون على كل الناس ؟
لا ، والدليل من الحديث نفسه قوله صلى الله عليه وسلم " لا يعلمهن كثيرٌ من الناس " ،
والذين يعلمون هذه المشبتهات هُم ( أهل العلم )
فما موقف المسلم من هذه المشتبهات ؟
إذا لم يتبين لنا الدليل فالأسلم والأوْلى أن نبتعد عنها ونحذر منها ونتجنبها
ومن وقع فى الشبهات وقع فى الحرام :
من وقع فى الشبهات : أى فَعَلَها ، يعنى إما أنه وقع فيها لأنه لا يدرى هل هى حلال أم حرام ؟ .. أو وقع فيها بمعنى أنه قرُبَ من دائرة الحرام فيزل فيه ، فالقرب من الشبهات ذريعة لإرتكاب المحرمات
وضرب النبى صلى الله عليه وسلم مثالاً يوضح الأمر فقال :
كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيها
الراعي : راعى الإبل والغنم والبقر
يرعى حول الحمى : أى حول المكان المحمي والذى يُحظر الدخول فيه
يوشك أن يقع فيها : لماذا ؟ .. لأن البهائم التى يرعاها لا تعقل ، فهى عندما ترى هذه الأرض المحمية خضراء ومملوءة بالعُشب فإنها سوف تدخل هذه الأرض المحمية ويصعب منعها من الدخول ، فكذلك الإنسان إذا حامَ حول الشبهات فإنه يسهل عليه أن يقع فى الحرام . فهذا المثال يُقرّب المعنى المقصود من قوله صلى الله عليه وسلم ( ومن وقع فى الشبهات وقع فى الحرام ) يعنى أوشك أن يقع فى الحرام
ألا وإن لكل ملكٍ حِمى :
ألا : أداة إستفتاح تفيد التنبيه على الكلام الذى سيأتى
لكل ملكٍ حمى : والحديث هنا لا يتحدث عن الحمى هل هى حلال أم حرام وإنما يتحدث عن أمر واقع فالملوك عادةً ما تتخذ لنفسها حمى ( قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله : هذا الحمى قد يكون حلالاً وقد يكون حراماً ، فإذا حماه لنفسه ولبهائمه فقط فهو حرام ، وإذا حماه لأنه مال المسلمين ليحمى إبل الصدقة وخيل الجهاد وغيرها من أموال المسلمين فهو حلال ..أ.هـ)
ألا وإن حمى الله محارمه :
ومحارم الله هى الحدود التى وضعها وأمرنا بعدم التعدى عليها ، فإياك أن تقربها لأن محارم الله كالأرض المحمية للملك
ألا وإن فى الجسد مُضغة إذا صلُحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب :
رتّب النبى صلى الله عليه وسلم الجزاء على الشرط ، فمتى صلح القلب صلح الجسد – أسأل الله العظيم أن يُصلح قلوبنا جميعاً .. آمين –
والقلب ملك والأعضاء جنوده وعبيده ، فهو مُطاع من الجوارح إذا أمرها بشئٍ أطاعته
وبناء على هذا فإنه يجب العناية بالقلب لأن القلب هو الذى يُحكم به على المرء يوم القيامة كما قال الله عز وجل { أفلا يعلم إذا بُعثر ما فى القلوب وحُصِّل ما فى الصدور } ، وقال تعالى { إنه على رجعه لقادر يوم تُبلى السرائر } ، { إلا مَن أتى الله بقلبٍ سليم }
فيجب على المسلم أن يُطهر قلبه من الشرك وغير ذلك من العقائد المنافية للشريعة ، وأن يُطهر قلبه من البدع والحقد والبغضاء وغير ذلك من أمراض القلوب
ولنعلم أنه كلما كان الإيمان قوياً فى القلب كلما بعُد الإنسان عن المعاصي كما قال النبى صلى الله عليه وسلم : " لا يزنى الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن " فالقلب يجب أن نعمل على إصلاحه لكى تصلح بقية الجوارح ،

أم سلمى
12-28-2009, 11:07 PM
ومما يساعد على إصلاح القلب :
1) استشعار عظمة الله عز وجل فالإنسان عندما يُعظم الله عز وجل يقف عند حدوده ولا يتعداها
2) كثرة الدعاء والذكر وقراءة القرآن وكل ما من شأنه أن يُقربنا إلى الله عز وجل
3) القيام بما فرضه الله علينا من الفرائض ، كما قال تعالى فى الحديث القدسي : " ما تقرب إلىّ عبدى بشئٍ أحب إلىّ مما افترضته عليه "
4) الإكثار من السُنن
5) التوبة والإستغفار ، فقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يُكثر من الإستغفار – وهو رسول الله – فما بالنا بعامة الناس ؟!!

فوائــد من الحديث :
1) أنه قسّم الأشياء كلها إلى ثلاثة أقسام : حلال محض ، وحرام محض ، ومشتبهات
2) حكمة الله عز وجل فى ذكر المشتبهات حتى يعلم عز وجل مَن كان حريصاً على طلب العلم ومَن ليس بحريص على ذلك
3) أنه لا يمكن أن يكون فى الشريعة ما لا يعلمه كل الناس
4) الحث على إتقاء الشبهات والإبتعاد عنها
5) أن الواقع فى الشبهات واقعٌ فى الحرام لقوله " فمن وقع فى الشبهات وقع فى الحرام "
6) حُسن تعليم النبى صلى الله عليه وسلم وذلك بضرب الأمثال المحسوسة ليتبين بها المعاني المعقولة ، وهذه هى طريقة القرآن الكريم قال الله عز وجل { وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون }
7) سد الذرائع ، فكل ذريعة تُفضى إلى مُحرم يجب أن تُغلق لئلا يقع فى المحرم ، وسدالذرائع جاءت به الشريعة ومن دليلها قول الله عز وجل { ولا تسبوا الذين يدعونَ من دون الله فيسبوا الله عَدواً بغير علم } فنهى عز وجل عن سب آلهة المشركين لأنها ذريعة لسب الله عز وجل ، وسب آلهة المشركين سبٌ بحق ، وسب الله تعالى عدواً بغير علم
8) أن من عادة الملوك أن يتخذوا حمى
9) تأكيد الجمل بأنواع المؤكدات إذا دعت الحاجة إلى هذا
10) أن المدار فى الصلاح والفساد على القلب " إذا صلح صلح الجسد كله وإذا فسد فسد الجسد كله "
11) فى الحديث رد على العُصاة الذين يقولون : التقوى فى القلب .. نقول نعم التقوى فى القلب ، وأنت إستشهدت بحقٍ على باطل ، فمعنى قول النبى صلى الله عليه وسلم : ( التقوى ها هُنا ) : إنه إذا اتقى قلبه اتقت الجوارح لأن القلب ملك والأعضاء جنود يُطيعون له ، أما العاصى الذى يستدل بهذا القول فيعنى أنه يعصى الله وأن التقوى فى قلبه لا فى أعماله فهذا خطأ بالغ وغلط كبير ، والإجابة عليه أن نقول : لو صلح ما هاهُنا ( يعنى قلبك ) لصلح ما هُناك ( يعنى أعمالك وجوارحك ) لأن النبى صلى الله عليه وسلم قال : إذا صلح صلح الجسد كله وإذا فسد فسد الجسد كله

هذا وما كان من توفيقٍ فمن الله عز وجل ، وما كان من سهوٍ أو نسيان فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه براء
والحمد لله ، وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب ليك