المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التشويق إلى حج البيت العتيق ..!!


*زهرة الفردوس*
10-28-2009, 03:57 AM
الحمد لله الذي فرض على عباده حج بيته العتيق، وجعل الشوق إلى زيارته حادياً لهم ورفيقاً، والصلاة والسلام على من أنار الله به الدرب والطريق، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين...

أما بعد:

فإن الله تعالى فرض على عباده الحج إلى بيته العتيق في العمر مرة واحدة، وجعله أحد أركان الإسلام الخمسة التي بني عليها، لقوله صلى الله عليه وسلم:
«بني الإسلام على خمس...»
وذكر منها:
«حج بيت الله الحرام»
[متفق عليه].

فالحج فريضة ثابتة بالكتاب والسنة والإجماع، فمن أنكر فرضيته وهو يعيش بين المسلمين فهو كافر، أما من تركه مع إقراره بفرضيته فليس بكافر على الصحيح، ولكنه آثم مرتكب كبيرة من أعظم الكبائر.

ولما كانت النفوس مجبولة على محبة الأوطان وعدم مفارقتها، رغب الشارع في الحج ترغيباً شديداً، وجعل له فضائل جليلة، وأجوراً كبيرة، لأنه يتطلب مفارقة الأوطان والمألوفات من أهل ومال وصاحب وعشيرة، وكذلك حثاً للعباد على قصد هذا البيت بالحج والزيارة، وتشويقاً لهم إلى رؤية تلك المعالم التي هبط فيها الوحي ونزلت فيها الرسالة.

أخي سارع ولا تتأخر
قال تعالى:
{وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}
[آل عمران:97].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
«تعجلوا إلى الحج، فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له»
[أحمد وأبو داود].
وقال صلى الله عليه وسلم:
«من أراد الحج فليتعجل، فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة، وتعرض الحاجة»
[أحمد وابن ماجة وحسنه الألباني].
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
"لقد هممت أن أبعث رجالاً إلى هذه الأمصار، فننظر كل من كانت له جِدَةٌ ولم يَحُج، فيضربوا عليه الجزية، ما هم بمسلمين.. ما هم بمسلمين".
[صححه ابن حجر].
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
"استكثروا من الطواف بهذا البيت، قبل أن يحال بينكم وبينه".
وقال الحسن:
"لا يزال الناس على دين ما حجوا البيت واستقبلوا القبلة".

الحج يهدم ما كان قبله
عن عمرو بن العاص قال: لما جعل الله الإسلام في قلبي، أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ابسط يدك فلأبايعك، فبسط، فقبضتُ يدي. فقال: «مالك يا عمرو؟». قلت: أشترط. قال: «تشترط ماذا؟»، قلت: أن يُغفر لي. قال: «أما علمت أن الإسلام يهدم ما قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله؟»
[رواه مسلم].

الحجُّ طهارة من الذنوب
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من حجّ فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه»
[لفظ البخاري].
ولفظ مسلم: «من أتى هذا البيت» وهو يشمل العمرة. وعند الدار قطني: «من حج واعتمر»، والرفث: الجماع، أو التصريح بذكر الجماع أو الفحش من القول.
قال الأزهري: "هي كلمة جامعة لما يريد الرجل من المرأة ". والفسوق: المعاصي. ومعنى: «كيوم ولد ته أمه» أي بلا ذنب.
قال ابن حجر:
"وظاهره غفران الصغائر والكبائر والتبعات".

الحج من أفضل أعمال البر
عن أبي هريرة قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: «أيُّ الأعمال أفضل؟ قال: إيمانٌ بالله ورسوله. قيل ثم ماذا؟ قال: جهاد في سبيل الله. قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور»
[متفق عليه].
قال أبو الشعثاء:
"نظرت في أعمال البر، فإذا الصلاة تجهد البدن، والصوم كذلك، والصدقة تجهدُ المال، والحجُّ يجهدهما".

فضل الحج المبرور
عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلاّ الجنّة»
[متفق عليه].
والحج المبرور: هو الذي لا يخالطه إثم. وقيل: المتقبل. وقيل: الذي لا رياء فيه ولا سمعة، ولا رفث ولا فسوق. وقيل: علامة برّ الحج أن تزداد بعده خيراً، ولا يعاود المعاصي بعد رجوعه.
وعن الحسن البصري قال: "الحج المبرور؟ أن يرجع زاهداً في الدنيا راغباً في الآخرة".

وروي أن الحج المبرور هو إطعام الطعام، وطيب الكلام، وإفشاء السلام. والصحيح أنه يشمل ذلك كله.

الحج أفضل الجهاد
عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ قال:
«لكن أفضل الجهاد حج مبرور»
[متفق عليه].

الحج جهاد المرأة
وعنها قالت: قلت يا رسول الله! ألا نغزو ونجاهد معكم؟ فقال: «لكن أحسن الجهاد وأجمله الحج، حجّ مبرور» ، قالت عائشة: "فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله". [متفق عليه].

وعن أبي هريرة مرفوعاً: «جهاد الكبير والضعيف والمرأة: الحج والعمرة» [النسائي وحسنه الألباني].

الحج والعمرة ينفيان الفقر والذنوب
عن جابر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « أديموا الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد»
[رواه الطبراني والدارقطني وصححه الألباني].

وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة»
[أحمد والترمذي وصححه الألباني].

فضل النفقة في الحج
عن بريدة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف»
[أحمد والبيهقي وصححه السيوطي].


واختلف العلماء: هل وجوب الحج على الفور أم على التراخي. قال الشنقيطي رحمه الله: "أظهر القولين عندي، وأليقهما بعظمة خالق السموات والأرض هو أن وجوب أوامره جل وعلا كالحج على الفور لا على التراخي، للنصوص الدالة على الأمر بالمبادرة، وللخوف من مباغتة الموت؛
كقوله:
{وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ}
[آل عمران:133].
وكقوله:
{وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ}
[الأعراف:185]".
منقووول

رحمتك يارب
11-02-2009, 01:10 AM
يارب ارزقنا زياره بيتك الحرام
جزاكم الله خيراً