المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما صحة حديث:إن من أحسن الناس صوتًا بالقرآن من إذا سمعتموه يقرأ، حسبتموه يخشى الله؟


*زهرة الفردوس*
10-04-2009, 05:46 PM
السؤال كامل : ما صحة حديث:إن من أحسن الناس صوتًا بالقرآن من إذا سمعتموه يقرأ، حسبتموه يخشى الله؟


حديث ضعيفٌ.


ورد من حديث جابرٍ، وابن عمر ، وابن عباسٍ، وأبي هريرة، وعائشة، ومن مرسل طاوس والزهريّ.



أولا: حديث جابر رضي الله عنه:



أخرجه ابنُ ماجه (9331)، والآجري في «أخلاق حملة القرآن» (38)، وفي «فوائده»، وابنُ أبي داود في «كتاب الشريعة» ـ كما في «إتحاف السادة» (4/125) ـ من طرقٍ عن عبد الله بن جعفر المدينيُ، عن إبراهيم ابن إسماعيل بن مجمع، عن أبي الزبير، عن جابرٍ مرفوعًا فذكره.



قال العراقي في «تخريج أحاديث الإحياء» (1/682): «سندُهُ ضعيفٌ».



وقال البوصيريّ في «الزوائد» (634/1): «هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، وعبد الله ابن جعفر».



قُلْتُ: وعنعنة أبي الزبير أيضًا، فالصوابُ أن السَّند ضعيفٌ جدًّا، واللهُ أعلمُ.



ثانيًا: حديث ابن عمر رضي الله عنهما:



أخرجه ابن حبان في «المجروحين» (1/751) قال: حدثنا أبو بشر أحمد بن محمد بن مصعب قال: ثنا أبي وعمي قالا: ثنا أبي ثنا يحيى بن عثمان ثنا شعبة والثوري، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم سئل: أيُّ النَّاسِ أحسن صوتًا؟ قال: «من إذا قرأ رأيت أنه يخشى الله عز وجل».



وهذا سندٌ ساقط. وشيخ ابن حبان قال فيه ابن حبان: «كان ممن يضع المتون للآثار ويقلب الأسانيد للأخبار.. ولعله أقلب على الثقات أكثر من عشرة آلاف حديث».



لكن له طريق آخر عن عبد الله بن دينار:



أخرجه البزار (ج3/رقم 6332)، والرُّوياني في «مسنده» (ج13/ق141/1)، والطبرانيُّ في «الأوسط» (ج1/ق411/2-2/48/1-2)، وتمام الرازي في «الفوائد» (8541)، وابنُ عديّ في «الكامل» (2/396)، والخطيبُ في «تاريخه» (3/802)، وفي «تلخيص المتشابه» (921/1) من طريق محمد بن معمر البحراني، نا حميد بن حماد بن أبي الخوار، عن مسعر، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، قال: قيل للنبيِّ : من أحسنُ صوتًا بالقرآن؟ قال: «من إذا سمعت قراءته، رأيت أنه يخشى الله عز وجل».



قال البزار: «لم يتابع حميدٌ على روايته هذه، إنما يرويه مسعرٌ، عن عبد الكريم، عن مجاهدٍ مرسلا، ومسعرٌ لم يحدث عن عبد الله بن دينارٍ بشيءٍ، ولم نسمع هذا الحديث إلا من محمد بن معمر، أخرجه إلينا من كتابه».



وقال الطبرانيُّ: «لم يرو هذا الحديث عن مسعرٍ، إلا حميد بن حماد، تفرَّد به: محمد بن معمر».



وقال ابنُ عديّ: «وهذا عن مسعرٍ، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، لم يروه إلا حميد بن حماد هذا، وقد روي هذا الحديث عن مسعرٍ، عن عبد الكريم المعلم، عن طاوس قال: سئل النبي صلى الله عليه و سلم... مرسلٌ، ووصله إسماعيل بن عمرو البجلي، عن مسعرٍ، عن عبد الكريم، عن طاوس، عن ابن عباس».



وقال الخطيبُ: «تفرَّد بروايته ابن خوار، وخالفه إسماعيل ابن عمرو، عن مسعرٍ، عن عبد الكريم، عن طاوس، عن ابن عباسٍ، عن النبيصلى الله عليه و سلم



قلتُ: وحميد بن حماد بن أبي الخوار ـ بضم الخاء المعجمة، وتخفيف الواو، آخره راء ـ ضعّفه أبو داود.



وقال ابنُ عديّ: «هو قليل الحديث، وبعضُ أحاديثه على قلتها لا يتابع عليه».



ومن تدبر ما أورده له ابنُ عدي في «الكامل» علم أنه واهٍ، وخالفه إسماعيل بن عمر البجلي كما في.



ثالثا: حديث ابن عباس رضي الله عنهما:



فيرويه إسماعيل بن عمرو البجليُّ، عن مسعرٍ، عن عبد الكريم، عن طاوس، عن ابن عباس، قال: سُئل النبي صلى الله عليه و سلم: من أحسن الناس قراءةً؟ قال: «من إذا قرأ، رأيت أنه يخشى الله عز وجل».



أخرجه ابن عديّ في «الكامل» (2/396)، والبيهقيُّ في «الشعب» (ج5/رقم8591)، وأبو نعيم في «الحلية» (4/91)، وفي «أخبار أصبهان» (2/09).



قال أبو نعيم: «غريبٌ من حديث مسعرٍ، لم يروه عنه مرفوعًا موصولا، إلا إسماعيل» اهـ.



وإسماعيل هذا منكر الحديث؛ لذلك قال ابنُ عدي: «والروايتان جميعًا غير محفوظتين».



يعني حديث ابن أبي الخوار وإسماعيل بن عُمرو كليهما عن مسعر.



وخالفهما: وكيعُ بن الجراح، وجعفر بن عون، وأبو أسامة حماد بن أسامة، فرووه عن مسعرٍ، عن عبد الكريم، عن طاوس، قال: سُئل النبي # عن أحسن الناس قراءة... الحديث.



أخرجه الدارميُّ (2/833)، وابنُ أبي شيبة (3/225 و01/464 - 564)، وابن نصر في «كتاب الصلاة» ـ كما في «إتحاف السادة» (4/125) ـ، والبيهقيُّ في «الشعب» (ج5/رقم9591).



قال ابنُ عدي: «الصوابُ مرسلٌ».



وقال الزبيدي في «الإتحاف»: «هذا مرسلٌ حسنٌ السند».



كذا!! وعبد الكريم هو ابنُ أبي المخارق وهو ضعيفٌ، ومع ضعفه فإن الإرسال هو الصواب قطعًا، وقد سُئل الدارقطنيِّ ـ كما في «العلل» (2/83/1) ـ عن الحديث، فقال: «المحفوظ عن مسعرٍ، عن عبد الكريم، عن طاوس. مرسلٌ».



وممَّا يؤيد هذا الحكم أنَّ ابن جريج رواه عن عبد الكريم، عن طاوس مرسلا.



أخرجه عبد الرزاق في «المصنف» (ج2/رقم5814).



وأخرجه أبو عبيد في «الفضائل» (ص08)، قال: حدثنا قبيصة، عن سفيان الثوريّ، عن ابن جريجٍ، عن ابن طاوس، عن أبيه، وعن الحسن بن مسلم، عن طاوس مرسلا.



وخولف أبو عبيد:



خالفه أحمد بن عمر الوكيعي قال: حدثنا قبيصة، ثنا سفيانُ، عن ابن جريجٍ، عن عطاء، عن ابن عباسٍ، قال: سُئل النبيُّ صلى الله عليه و سلم: أيُّ الناس أحسنُ قراءة؟ قال: «إذا قرأ، رأيت أنه يخشى الله».



أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (3/713)، وقال: «هذا حديثٌ غريبٌ، من حديث الثوريّ، عن ابن جريجٍ، عن عطاء، انفرد به: أحمد بن عمر، عن قبيصة». اهـ



قلت: والوكيعي وثقه ابنُ معين وغيرُهُ، ولكن قال ابنُ حبان: «كان يغرب» فرواية أبي عبيد أرجح من روايته، والله أعلم.



وأخرجه ابن المبارك في «الزهد» (311) من طريق عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن رجلٍ، عن طاوس مرسلا.



وأخرجه أبو عبيد في «الفضائل» (ص08)، وفي «الغريب» (2/141) من طريق ليث بن أبي سليم، عن طاوس قوله. وليثٌ ضعيفُ الحديث.



وخالفهم عمرو بن دينار، فرواه عن طاوس، عن ابن عباس أن رسول الله قال: «إن أحسن الناس قراءةً، من إذا قرأ تحزَّن».



أخرجه الطبرانيُّ في «الكبير» (ج11/رقم25801)، ومن طريقه أبو نعيم في «الحلية» (4/91) قال: حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح، ثنا أبي، ثنا ابنُ لهيعة، عن عمرو ابن دينار فذكره.



وابنُ لهيعة يضعَّفُ في الحديث.



ورواه الأحول، عن طاوس، عن ابن عمر أنَّ النبي صلى الله عليه و سلم قيل له: أيُّ الناس أحسن قراءةً؟ قال: «الذي إذا سمعت قراءته، رأيت أنه يخشى الله».



أخرجه ابنُ نصر في «قيام الليل» (ص831) من طريق مرزوق أبي بكر، عن الأحول.



والأحول، هو: عاصم.



ومرزوق أبو بكر الباهلي مختلفٌ فيه، فوثقه أبو زرعة، وابنُ حبان، وقال «يخطئ».



وقال ابن خزيمة: «أنا بريءٌ من عهدته» وهذه عادته فيمن لا يحتج به.



ثمَّ رأيتُ الحديث في «المنتخب» (208) لعبد بن حميدٍ، و«أخبار أصبهان» (1/303) لأبي نعيم، لكنه سمَّى الأحول: «سليمان».



وسليمان بن أبي مسلم الأحول يروي عن طاوس أيضًا، وإنْ كان المذكور في ترجمة مرزوق الباهلي، هو: «عاصم»، فالله أعلم.



وهذه الرواية أولى من رواية ابن لهيعة، لكن تبقى المخالفةُ.



وذكر الزبيدي في «الإتحاف» (4/225) أنَّ السجزي رواه في «الإبانة» من طريق طاوس عن أبي هريرة. فهذا اختلافٌ شديدٌ على طاوس.



والصواب عندي في هذا الحديث الإرسال.



وقد أخرجه ابنُ المبارك في «الزهد» (411)، وعنه الآجري في «أخلاق حملة القرآن» (48) من طريق يونس بن يزيد، عن الزهريّ، قال: بلغنا أن رسول الله # قال: «إن من أحسن الناس صوتًا بالقرآن، الذي إذا سمعته يقرأ أريْت أنه يخشى الله عز وجل».



وهذا سندٌ معضلٌ أو مرسلٌ.



رابعًا: حديث عائشة رضي الله عنها:



أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (2/85) من طريق ابن أشكيب، ثنا يحىى بن عثمان بن صالح المصري، ثنا أبي، ثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن يزيد ـ وهو ابن جابر ـ، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة مرفوعًا: «إن أحسن الناس قراءةً، الذي إذا قرأ رأيت أنه يخشى الله».



قلت: وهذا من وجوه الاختلاف على ابن لهيعة فيه.



وقد خالف الطبراني ابن أشكيب فرواه عن يحىى بن صالح المصري، عن أبيه، عن ابن لهيعة، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عباس كما مر ذكره.



وكل هذه الوجوه ضعيفة لا يعتبر بها، ولا يتقوى بها الحديث؛ لأن طرقه تعددت من أثر اضطراب رواته.



والصواب في الحديث الإرسال كما قدمت، والله تعالى أعلم.



والحمد لله رب العالمين

أم كريم
03-31-2011, 04:06 PM
بارك الله فيكم ونفع بكم

أم مُعاذ
04-02-2011, 07:15 PM
جزاكم الله خيرا

سالم عليوه سالم
04-18-2011, 09:15 AM
جزاكم الله خيراً