المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا تفعل في الحالات التالية؟ ..... مهم جدا


مع الله
07-31-2009, 05:40 AM
وقوع حائل بينك وبين الحج والعمرة
إذا نظرنا في الشريعة أيها الإخوة! سنجد أن هناك كثيراً من الأمور قد ذكرت في آيات وأحاديث فيها تنبيه للمسلم إذا حدث له الموقف الفلاني ماذا يفعل، وكيفية صلاة الخوف مثالٌ على ذلك، وقول الله سبحانه وتعالى: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ [البقرة:196] يدل المسلم على أنه إذا ذهب إلى الحج أو العمرة، ثم لم يستطع الدخول لحائل حال بينه وين الحرم، فماذا عليه أن يفعل وقد أحرم وتلبس بالعبادة؟ يأتي الجواب من لدن حكيم خبير: فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ [البقرة:196] وتأتي السنة لتبين أن هناك إجراء وقائياً يمكن أن تفعله، بأن تشترط فتقول عند النية في الإحرام: فإن حبسني حابس؛ فمحلي حيث حبستني.
وقوع منكر في مجلس من المجالس بوجودك
وكمثال آخر ورد في الكتاب العزيز، لو كنت -أيها المسلم- في مجلس من المجالس، ورأيت أمراً منكراً، أو دار النقاش حول قضية تخالف الدين وهي منكر من المنكرات، فما هو موقف المسلم في ذلك المجلس الذي حدث فيه هذا المنكر ويستهزأ فيه بآيات الله؟ يأتيك الجواب والخطوات في هذه الآيات الكريمة، قال الله عز وجل: وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [الأنعام:68] وفي آية النساء يأتي التوجيه أشد، فيقول الله عز وجل: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً [النساء:140]. فإذاً عليك أيها المسلم إذا كنت في مجلس، ودار حديث من بعض الناس فيه لمزٌ للدين واستخفافٌ ببعض الأحكام، أو استهانة واستهزاء، فعليك أن تنكر المنكر وتنهاهم وتنهرهم، فإن استجابوا فالحمد لله، وإن لم يستجيبوا فالواجب عليك أن تقوم من ذلك المجلس، ولا يجوز لك أن تواصل الجلوس فيه.
لو ناب المسلم في الصلاة شيء
وفي الأحاديث الشريفة أمثلة كثيرة نريد أن نستعرض بعضها؛ لنبين ما هو موقف المسلم في الحالات التي تطرأ عليه في عباداته ومعاملاته؟ لو ناب المصلي شيءٌ في الصلاة، فماذا يفعل؟ قال صلى الله عليه وسلم للصحابة لما حصل شيءٌ في الصلاة فصفقوا، قال: (ما لي رأيتكم أكثرتم التصفيق؟ من نابه شيءٌ في صلاته؛ فليسبح، فإنه إذا سبح التفت إليه، وإنما التصفيق للنساء) وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا استؤذن على الرجل وهو يصلي؛ فإذنه التسبيح، وإذا استؤذن على المرأة وهي تصلي؛ فإذنها التصفيق) هذا الإرشاد يبين للمسلم ما يفعله إذا طرأ عليه طارئ في صلاته، ولو لم يكن عنده علمٌ بهذا الأمر لتخبط فيما يفعل.
دخلت المسجد والإمام يصلي
إذا دخلت إلى المسجد فوجدت الإمام يصلي فهل تدخل معه في صلاته مباشرةً إذا كان في سجود أو جلوس؟ أو أنك تنتظر لترى ماذا يفعل؟ يتخبط بعض الناس في هذا الأمر فيأتي الجواب منه عليه الصلاة والسلام بقوله: (إذا جئتم الصلاة ونحن سجود، فاسجدوا ولا تعدوها شيئاً، ومن أدرك الركعة؛ فقد أدرك الصلاة) وقال: (إذا أتى أحدكم الصلاة والإمام على حالٍ؛ فليصنع كما يصنع الإمام) فيتبين لك أن فعل بعض الناس إذا جاءوا للمسجد؛ فوجدوا الإمام جالس؛ أنهم يقفون ينتظرون ماذا سيفعل الإمام، هل سيكون التشهد الأول أو الأخير؟ إن فعلهم هذا غلط، فينبغي عليهم أن يدخلوا مع الإمام مباشرةً في أي وضع كان عليه الإمام، ثم إن الأجر لم يذهب حتى لو لم تحسب تلك الركعة، لأنهم أدركوا الجزء الأخير منها.
الصلاة بحضرة قضاء الحاجة أو العشاء
لو أن إنساناً أراد أن يصلي ثم حضره قضاء الحاجة، وأقيمت صلاة الجماعة، هل يضغط على نفسه ويلحق الجماعة؟ أو أنه يذهب إلى الخلاء ولا يبالي، ولو فاتت الجماعة؟ يقول صلى الله عليه وسلم: (إذا أراد أحدكم أن يذهب إلى الخلاء، وأقيمت الصلاة؛ فليذهب إلى الخلاء) فإذاً يقدم قضاء الحاجة حتى يزول ما في نفسه، ويحضر الصلاة بخشوع ولو فاتته الجماعة. كذلك لو أنه وضع العشاء وأقيمت الصلاة، فالحديث واضح قال صلى الله عليه وسلم: (إذا أقيمت الصلاة وأحدكم صائم؛ فليبدأ بالعشاء قبل صلاة المغرب، ولا تعجلوا عن عشائكم) وقال مبيناً أيضاً: (إذا وضع عشاء أحدكم، وأقيمت الصلاة، فابدءوا بالعشاء ولا يعجل حتى يفرغ منه) وقال: (إذا أقيمت الصلاة وحضر العشاء فابدءوا بالعشاء) وبذلك تعلم أن هذا الحكم هو لمن حضر طعامه وقت الصلاة، وليس بالذي يتعمد تحضير الطعام وقت الصلاة، لكن اتفق أن حضر طعامه وقت الصلاة فماذا يفعل؟ يقدم الطعام حتى يحضر الصلاة وقد فرغ قلبه وحضر باله، فلا يعود متعلقاً بطعام أو شيء من الدنيا سواءً فاتت الجماعة أو لم تفت الجماعة، ولو قال إنسان: آكل لقيمات وألحق، أو يجوز لي أن آكل حتى أنتهي وأفرغ من العشاء ومن طعامي كله؟ فنقول: الحديث واضح في الفراغ من الطعام، وأنه لا يعجل عن عشائه. وترى الناس إذا أقيمت الصلاة؛ يسرعون حتى وهم يعلمون السنة في ذلك، لكن لأن العجلة متأصلة في النفس البشرية عجلةٌ من الشيطان، فهم يخالفون السنة، وهي قوله عليه الصلاة والسلام: (إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون -في عجلة- وائتوها وأنتم تمشون وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا).
الحدث أثناء الصلاة
وقد يقع إنسانٌ في أمر محرج في صلاته مثل: أن يحدث وهو في الصلاة، فماذا يفعل في هذه الحالة وقد أحدث في الصلاة في الجماعة؟ قال صلى الله عليه وسلم مبيناً لك أيها المسلم ماذا تفعل في هذه الحالة الطارئة: (إذا أحدث أحدكم في صلاته؛ فليأخذ بأنفه ثم لينصرف) يأخذ بأنفه كهيئة الرعاف، كأنه أصابه رعاف ولينصرف، والناس الذين يعلمون أو لا يعلمون لا يستطيعون القطع بأنه أحدث في المسجد، فهو آخذ بأنفه، حتى الذي يعلم الحديث يحتمل لديه أن يكون هذا الشخص لديه رعاف أو أنه قد أحدث في صلاته وانصرف، هذا لدفع الحرج الذي يحدث للشخص وهو في المسجد.
انقطاع النعل
إرشادٌ آخر منه صلى الله عليه وسلم لمن انقطع نعله، لو أن إنساناً يمشي فانقطع نعله، فماذا يفعل يا ترى؟ سبحان الله ما أعظم هذا الدين الذي لم يترك شيئاً إلا وبينه! قال عليه الصلاة والسلام: (إذا انقطع شسع أحدكم؛ فلا يمش في نعل واحدة، حتى يصلح شسعه، ولا يمش في خف واحد، ولا يأكل بشماله ... الحديث) وقال: (إذا انقطع نعل أحدكم؛ فلا يمش في الأخرى حتى يصلحها، فإما أن يحفيهما جميعاً أو ينعلهما جميعاً) ذلك لأنه قد ورد في الحديث الصحيح: (إن الشيطان يمشي في النعل الواحدة) والمسلم ينبغي عليه أن يخالف الشيطان، ولا ينبغي له أن يشابه الشيطان، فلأجل ذلك لا يمشي في نعل واحدة -في فردة واحدة- إما أن يصلحها فيمشي بهما جميعاً، أو يحفي رجليه جميعاً.
الأكل من طعام الآخرين وخاصة اللحم
مسألة أخرى: قد يدخل إنسان على أخيه المسلم فيضع له طعاماً، فيدخل حرجٌ في بعض الناس هذا اللحم من أي شيء هو؟ وهذا الدجاج من أي بلد هو؟ فماذا يفعل؟ هل يسأل أو لا يسأل؟ قال صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل أحدكم على أخيه المسلم، فأطعمه من طعامه؛ فليأكل ولا يسأل عنه، وإن سقاه من شرابه؛ فليشرب ولا يسأل عنه) فهو لا يسأل من أين اكتسبت المال الذي اشتريت به هذا الطعام؟ ومن أين أتيت بهذا اللحم؟ وهل هو مذبوحٌ أم لا؟ لأن الأصل في المسلم السلامة، والسؤال يورث الضغينة والشك، وإذا سألته ودققت معه معناها أنك تتهمه وترتاب فيه، ولذلك قمت بالسؤال، فهذا السؤال لا ينبغي إلا إذا قويت الشبهة، فالتحري عند ذلك لا بأس به، وهذا الحديث يحل إشكالات كثيرة ويزيل حرجاً كبيراً يقع في نفوس بعض الناس.
مصلون يأتون مسجداً متأخراً في الصلاة
ومسألة أخرى: وهي أن الإنسان قد يصلي في مسجد، ثم يأتي إلى مسجد آخر فيجدهم قد تأخروا في الصلاة، فهم لا زالوا يصلون وهو يريد حاجة، هل يدخل وينتظر أم أنه ينضم معهم؟ قال صلى الله عليه وسلم: (إذا دخلت مسجداً؛ فصل مع الناس وإن كنت قد صليت) ولما رأى رجلين قد اعتزلا الناس في المسجد لم يصليا مع الناس، قال: (إذا صليتما في رحالكما، ثم أتيتما الإمام؛ فصليا معه، فتكون لكما نافلة والتي في رحالكما فريضة) فيعلم إذاً أن الإنسان إذا جاء إلى مسجد من طريق سفر مثلاً وقد صلىأو لأي أمر من الأمور، فوجد الناس يصلون؛ فليصل معهم ولو كان قد صلى فريضته.
الرؤى والأحلام
عندما يقوم بعض الناس من النوم وقد رأى بعضهم رؤى وأحلاماً، فإنهم يتحيرون ويضطربون في هذه الرؤى والأحلام، كيف يكون موقفهم وماذا يصنعون؟ هل يتكلمون بها أو لا يتكلمون؟ وهل يعبرونها أو لا يعبرون؟ فيأتي الجواب في هذه الأحاديث، يقول صلى الله عليه وسلم: (إذا رأى أحدكم الرؤية الحسنة؛ فليفسرها وليخبر بها، وإذا رأى الرؤية القبيحة؛ فلا يفسرها ولا يخبر بها) وقال: (إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها؛ فإنما هي من الله؛ فليحمد الله عليها وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره؛ فإنما هي من الشيطان، فليستعذ بالله، ولا يذكرها لأحد؛ فإنها لا تضره) وقال عليه الصلاة والسلام: (إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها، فإنما هي من الله؛ فليحمد الله عليها وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره، فإنما هي من الشيطان، فليستعذ بالله من شرها، ولا يذكرها لأحد، فإنها لا تضره) وقال عليه الصلاة والسلام: (إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها؛ فليبصق عن يساره ثلاثاً، وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثاً، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه) وقال: (إن الرؤيا تقع على ما يعبر به، ومثل ذلك مثل رجلٍ رفع رجليه، فهو ينتظر متى يضعها، فإذا رأى أحدكم رؤيا؛ فلا يحدث بها إلا ناصحاً أو عالماً) وقال صلى الله عليه وسلم: (رؤيا المؤمن جزءٌ من أربعين جزءاً من النبوة، وهي على رجل طائر ما لم يحدث بها، فإذا تحدث بها؛ سقطت، ولا تحدث بها إلا لبيباً أو حبيباً) وقال عليه الصلاة والسلام: (إذا حلم أحدكم؛ فلا يحدث الناس بتلاعب الشيطان في المنام). إذاً: إذا كانت الرؤيا حسنة، فإنك تحمد الله وتفسرها وتعبرها، أو تخبر بها عالماً يفسرها لك، أو ناصحاً يخبرك بوجهها الحسن، ولا تخبر بها حاسداً، وإذا رأيت رؤيا سيئة فعليك بالأمور التالية: أولاً: تتفل عن يسارك ثلاث مرات. ثانياً: تتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاث مرات. ثالثاً: تتعوذ بالله من شر ما رأيت ثلاث مرات. رابعاً: إذا أردت أن تواصل النوم؛ فغيّر الجنب الذي أنت عليه، فإذا كنت على اليمين، فانقلب على الشمال. وظاهر الحديث أنه لا ينقلب على ظهره، وإنما ينقلب على الجنب الآخر، ولو كان شمالاً كما فسره بعض أهل العلم. خامساً: لا تخبر بها أحداً من الناس. سادساً: لا تفسرها لنفسك؛ فإنها لا تضرك.
رجل نظر إلى امرأة فأعجبته فوقعت في نفسه
إذا مشى إنسان في طريق أو في سوق فوقعت عيناه على امرأة أجنبية، وقد تكون هذه المرأة متبرجة وفيها جمالٌ، ويبقى في نفسه من أثر هذه النظرة، فماذا يفعل الشخص المتزوج؟ يقول صلى الله عليه وسلم: (إذا رأى أحدكم المرأة التي تعجبه؛ فليرجع إلى أهله؛ حتى يقع بهم فإن ذلك معهم) وقال: (إن المرأة إذا أقبلت؛ أقبلت في صورة شيطان، فإذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته؛ فليأت أهله، فإن الذي معها مثل الذي معها) وقال صلى الله عليه وسلم: (إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان، فإذا رأى أحدكم امرأة أعجبته؛ فليأت أهله؛ فإن ذلك يرد ما في نفسه). طبعاً إطالة النظر ومواصلته حرام، لكن لو أن إنساناً من نظر الفجأة علق في ذهنه شيء أو في نفسه شيء؛ فعليه أن يأتي أهله فيقع على أهله، فإن هذا الوقوع يرد ما في نفسه، ويقضي شهوته بالحلال ووطره، ويذهب ما علق في نفسه من تلك الرؤية.
الشك في الصلاة
ومن الأمور التي تطرأ على الناس في العبادات: الشك الذي يحدث لهم في الصلاة، فإذا طرأ عليك الشك فقد قال صلى الله عليه وسلم: (إذا شك أحدكم في صلاته، فلم يدر اثنتين صلى أو ثلاثاً؛ فليلق الشك وليبن على اليقين) فإذا شك هل صلى اثنتين أو ثلاثاً؛ فليجعلها اثنتين وليصل الثالثة، وإن شك أنه صلى ثلاثاً أو أربعاً فليجعلها ثلاثاً ويصلي رابعة وهكذا، ثم ليسجد السهو، فإن كانت التي صلاها في الحقيقة هي الرابعة فقد أدى ما عليه، وإن كانت التي زادها هي خامسة؛ فإن ما حصل من سجدتي السهو تكون قد شفعت له صلاته، وهو معذور في هذه الزيادة؛ لأنه شك فبنى على اليقين، وإذا كانت التي صلاها فعلاً هي الثالثة فسجدتي السهو تكونان ترغيماً للشيطان، فعلى جميع الحالات فيها فائدة، أما لو رجح الزيادة؛ فإنه يعمل على ما ترجح لديه، فإن شك شكاً مستوي الطرفين؛ فإنه يبني على اليقين وهو الأقل.
الفزع من النوم
وقد يحدث لإنسان أن يفزع من النوم مفجوعاً فماذا يفعل إذا قام مفجوعاً من نومه؟ قال صلى الله عليه وسلم: (إذا فزع أحدكم من النوم؛ فليقل: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون؛ فإنها لن تضره) فهذا الدعاء فيه علاجٌ للفزعة التي تصيب الإنسان إذا قام من نومه (أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون، فإنها لن تضره) وهو موجود في صحيح الجامع حرف الهمزة إذا فزع.
الجلوس بين الشمس والظل
قد يكون الإنسان جالساً في مجلس في الشمس أو في الظل، فتأتي عليه الشمس إذا كان جالساً في الظل، فيصبح بعضه في الشمس وبعضه في الظل، أو يكون جالساً في الشمس، فتقلص عنه الشمس ويأتيه الظل، فيصبح بعضه في الظل وبعضه في الشمس، فماذا يشرع له أن يفعل إذا انتبه لنفسه وهو في هذه الحالة؟ قال صلى الله عليه وسلم: (إذا كان أحدكم في الشمس، فقلص عنه الظل وصار بعضه في الظل وبعضه في الشمس؛ فليقم) يقم من هذا المكان لأنه مجلس الشيطان كما ورد في الحديث الصحيح: (الشيطان مجلسه بين الضحى والظل) بين الشمس والظل، فهو يقوم من هذا المكان؛ لأنه مجلس الشيطان وينتقل إلى مكان آخر. لو لم يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا كيف كنا سنعرفه؟!
الإحساس بالحدث في الصلاة
ومن الأمور المتكررة عند كثير من الناس أن يطرأ عليه إحساس أنه قد أحدث في صلاته وأنه قد خرج منه ريح، أو يحس بحركة في بطنه فيقلق ويضطرب ولا يدري ماذا يفعل وهو في الصلاة، هل يترك الصلاة لأنه أحدث فعلاً أو أنه يواصل وهذه أوهام؟ فما هو الضابط الذي يضبط لك يا أيها المصلي أمرك فتواصل الصلاة بناءً على أنها وسوسة وأوهام، أو تنصرف بناءً على أنك قد أحدثت فعلاً؟ قال صلى الله عليه وسلم: (إذا كان أحدكم في الصلاة فوجد حركةً في دبره أحدث أو لم يحدث فأشكل عليه فلا ينصرف حتى يسمع صوتاً بأذنه -يسمع صوتاً حقيقياً- أو يجد ريحاً -يجد ريحاً يشمه بأنفه فعلاً-) فعند ذلك يعلم أن صلاته قد فسدت وأن عليه أن يذهب ليعيد الوضوء، لكن لو أنه سمع بتحرك أشياء في بطنه، وشك وشعر بحركة في الدبر، لكنه ما سمع صوتاً بأذنه ولا وجد ريحاً بأنفه، فماذا يفعل؟ عليه أن يواصل صلاته، والشيطان يتلاعب بالشعرات التي في دبر ابن آدم، فهذه حرب من الشيطان على المصلين لكي يوهمه أنه أحدث، ولذلك أرشدنا الشارع إلى أمور نقطع بها هذا الشك وهذه الوسوسة وهو ما جاء في هذا الحديث.
النعاس في المسجد أو أثناء خطبة الجمعة
لو أن إنساناً جالس في المسجد؛ فأصابه نعاس، أو جالس يستمع إلى خطبة الجمعة فنعس، فما هو الإجراء الذي يفعله في هذه الحالة؟ قال صلى الله عليه وسلم: (إذا نعس أحدكم وهو في المسجد؛ فليتحول من مجلسه ذلك إلى غيره) وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا نعس أحدكم يوم الجمعة؛ فليتحول إلى مقعد صاحبه، وليتحول صاحبه إلى مقعده) فيتبادلان الأمكنة، وإذا كان الإمام يخطب فيشير إليه -أي صاحبه- إشارة انتقل إلى مكاني وأنتقل إلى مكانك، وينبغي على الآخر أن يفهم الإشارة وأن يكون فقيهاً في هذه المسألة، وأن يعلم أن أخاه قد أصابه نعاس وأنه يطبق السنة الآن فيفسح المجال له ويتحول صاحبه مكانه، وهكذا يتبادلان المحلات؛ حتى يكون ذلك سبباً في طرد النعاس والمواصلة في الاستماع إلى خطبة الجمعة، هذا إرشاد نبوي وسنة مهجورة عند كثير من الذين ينعسون في خطب الجمعة في المساجد ولا يفطنون لها ولا يطبقونها.
إصابة الأهل بالوعك
لو أصاب أهلك وعكٌ فماذا كان صلى الله عليه وسلم يفعل في مثل هذه الحالة؟ كان صلى الله عليه وسلم إذا أخذ أهله الوعك؛ أمر بالحساء -المرق المعروف- فصنع ثم أمرهم فحسوا -شربوا من هذا الحساء- وكان يقول: (إنه ليرثو فؤاد الحزين ويسرو عن فؤاد السقيم كما تسرو إحداكن الوسخ بالماء عن وجهها) وهذا من الطب النبوي. ومن إحسانه ومعاملته بالمعروف لأهله صلى الله عليه وسلم، فيصنع لهم هذا الحساء إذا مرضوا.
كذب أحد الأولاد من أهل بيتك
إذا كذب أحدٌ من الأولاد من أهل بيتك، فما هو الإجراء الذي تفعله؟ قال الراوي: (كان صلى الله عليه وسلم إذا اطلع على أحد من أهل بيته كذب كذبةً؛ لم يزل معرضاً عنه حتى يحدث توبة) فهو يهجره بالكلام ويقاطعه؛ حتى يتوب إلى الله من هذه الكذبة، وهذا يدل على خطورة الكذب، وهذه طريقة لمواجهة هذا الأمر في أهل البيت.
حصول نعمة أو خبر سار
لو تجددت لك نعمة، أو أخبرت بخبر سار، أو رأيت منظراً أفرحك، أو جاءتك عطية أو هدية أو ترقية أو زيادة في المرتب، فماذا تفعل؟ لو أنبئت بأنه ولد لك ولد، أو سلم مسافر كنت قلقاً عليه، فماذا تفعل؟ (كان صلى الله عليه وسلم إذا جاءه أمرٌ يسر به؛ خرَّ ساجداً شكراً لله تعالى) وهذه من السنن المهجورة أيضاً، قلَّ من الناس الذين إذا تجددت لهم نعمة أو وصلهم خبرٌ سار يسجدون لله تعالى، سجود الشكر يكون على أي هيئة؟ إلى أي اتجاه؟ بوضوء أو بغير وضوء؟ يشرع أن يسجد شكراً لله تعالى، فإذا توضأ ولبس وسجد للقبلة فهذا أحسن، وتصح كيفما كان، هذه سجدة الشكر التي هي من شكر النعمة.

مع الله
07-31-2009, 05:40 AM
الجزء الثاني من الحالات

مجيء مبلغ من المال إليك

قد يأتي لك مبلغ من المال من شخص ما أو جهة، هل تأخذ هذا المبلغ أو لا تأخذه؟ قال صلى الله عليه وسلم: (إذا جاءك من هذا المال شيء وأنت غير مستشرف ولا سائل؛ فخذه) جاءك المال وأنت لا تتطلع إليه ولا تسأله، جاءك هكذا عطية دون أن تبحث عنه أو تتطلع إليه أو تسلك السبل لتحصيله من شخص؛ فخذه، هذه نعمة من الله، ولا يعتبر أخذ المال في هذه الحالة أمراً دنيئاً أو أنه ينزل من قدر المرء، لا، خذ المال، (وما لا فلا تتبعه نفسك) أما إذا كنت إنساناً تسأل وتقدم معاريض، وأعطوني وهاتوا، فهذا من الأمور الدنيئة؛ لأنه لا ينبغي للإنسان أن يذل نفسه بطرق الأبواب، وإنما يكسب رزقه بعمله وتعبه وكده وجهده، ولا يكون من الذين يطرقون الأبواب ويلفون على الناس وعلى فلان وفلان يسأل أموال الناس.

الأوامر من المدير أو الرئيس في العمل أو الأمير

لا يخلو إنسان أن يكون مرءوساً بطريقة من الطرق سواءً كان موظفاً أو غير ذلك، فلو أمر بأمر وهو في وظيفته، فما هو موقفه؟ هذه الأوامر التي تأتي في العمل مسألة مهمة جداً ينبغي أن تعرض على الشرع ويكون للإنسان فيها موقف حاسم وحازم، قال صلى الله عليه وسلم: (السمع والطاعة حق على المرء المسلم فيما أحب أو كره، ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية؛ فلا سمع عليه ولا طاعة) الأمير الشرعي إذا أمر بأمر؛ وجب تنفيذه إذا كان في غير معصية الله، فإن كان في معصية الله فلا سمع ولا طاعة، ولا يجوز له التنفيذ مطلقاً، ولن ينفعه عند الله عز وجل صاحبه هذا الذي أمره بهذا الأمر، بل إنه سيكفر بعضهم بعضاً ويلعن بعضهم بعضاً.

صعوبة الصلاة في الأماكن المزدحمة

في الزحام الشديد الذي تتلاصق فيه الأجساد في الصلاة في المسجد مثل المسجد الحرام مثلاً، في حالات الزحام الشديد، لا يتسنى للإنسان أن يسجد؛ لأن المسافة التي بينه وبين الذي أمامه ضيقة جداً، فكيف يفعل؟ قال أهل العلم كما ورد في الحديث الصحيح: يسجد على ظهر صاحبه، أخبر الصحابة أنهم لما كانوا في حال الزحام الشديد كان بعضهم يسجد على ظهر الذي أمامه، ولا يمنعه صاحبه الذي أمامه أن يسجد على ظهره، فإن لم يتمكن، فعليه أن ينتظر حتى يقوم الذي أمامه ثم يتراجع هو ويسجد، ولو فاته مع الإمام ما فاته؛ فإنه معذور بشدة الزحام، فلنفترض أنك تصلي في الحرم في حال زحام شديد، أمامك مباشرة أشخاص ملتصق بعضهم ببعض، كبر الإمام للركوع ولا تستطيع أن تركع، كبر الإمام للرفع من الركوع وأنت لم تركع بعد، كبر الإمام للسجود وأنت لم تستطع أن تسجد، وكبر للرفع من السجود وأنت لم تسجد بعد، وكبر للسجدة الثانية، وكل ذلك وأنت واقف مكانك من الزحام لا تستطيع أن تعمل شيئاً، فماذا تفعل؟ تنتظر حتى يقوم الإمام ويقوم الناس معه، ثم بعد ذلك تتأخر، تركع وترفع وتسجد وترفع ثم تقوم وتتابع الإمام وصلاتك صحيحة.

لو أصبت بمصيبة

لو أصبت بمصيبة، ما هو أول ما ينبغي عليك أن تفعله؟ موت قريب أو عزيز، أو حصول حريق، أو ضياع مال ... إلى آخره. كثير من الناس تطرأ عليهم الصدمة ولا يتنبهون لما ينبغي عليهم أن يفعلوه في هذه الحالة، وتأخذهم روعة الصدمة فلا يأتون بالأذكار المشروعة، والله سبحانه وتعالى قال: الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ [البقرة:156] وفي السنة قوله صلى الله عليه وسلم: (اللهم اؤجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها) هذا ما علم الصحابة. نحن أيها الإخوة نعلم هذه الأشياء تماماً، لكن عند التطبيق، عند حدوث المسألة في الواقع سيتخلف العلم النظري عن المناسبة التي حصلت فيها، فينبغي على المسلم أن يتمالك نفسه وأن يجمع أمره وأن يربط جأشه وأن يأتي بهذه الأذكار الواردة في هذه الأمور، طبعاً هذا الموضوع: ماذا تفعل في الحالات الآتية. يدخل فيه أشياء كثيرة من الأذكار إذا سمعت نهيق حمار وصياح ديك، وإذا نزل مطر أو رأيت برقاً أو سمعت رعداً إلى آخره، لكن هذا موضوع يطول ومحله في كتب الأذكار، ولذلك لم ندرجه في هذه المحاضرة.

أقيمت الصلاة وأنت تصلي سنة أو تحية مسجد

يسأل كثير من الناس يقولون: ندخل المسجد نصلي تحية المسجد أو السنة فتقام الصلاة، فماذا نفعل؟ العلماء لهم في ذلك أقوال وأشهرها وأقواها والله أعلم قولان: الأول: قطع الصلاة في أي مكان أنت فيه لظاهر حديثه صلى الله عليه وسلم: (إذا أقيمت الصلاة؛ فلا صلاة إلا المكتوبة) وأخذ بهذا أهل الظاهر وعدد من أهل العلم. القول الثاني: إذا كنت قد أتيت بركوع الركعة الثانية فلم يبق لك من صلاتك إلا شيء بسيط، لأن الركعة الثانية قد أنهيت ركوعها، فإذاً أتمه بشكل خفيف ثم سلم وادخل مع الإمام. وكلا هذين القولين قد ورد في فتوى سماحة الشيخ جواباً على سؤال لهذا الموضوع، فإما أن تقطع في أي وقت أقيمت الصلاة، أو أنك إذا كنت بعد ركوع الركعة الثانية تتم خفيفة، أو قبل ركوع الركعة الثانية تقطع الصلاة.

نسي الإمام تكملة آية ولم يفتح عليه

يقول بعضهم: إذا نسي الإمام تكملة آية ولم يعرف أحدٌ من المأمومين تكملتها ولم يفتح أحد على الإمام، فماذا يفعل الشخص؟ هل يكبر عند هذا الموضع الذي جهله ويركع، أم أنه ينتقل إلى سورة أخرى ويقرأ آيات منها؟ الجواب: هو مخير إن شاء كبر وأنهى القراءة في هذا الموضع، وإن شاء انتقل إلى مكان آخر وقرأ آيات من هذه السورة أو من سورة أخرى، ويراعي ترتيب الآيات بطبيعة الحال في السورة الواحدة، فهو مخير إن شاء فعل هذا وإن شاء فعل هذا، كذا أفتى سماحة الشيخ، والفتوى موجودة في كتاب فتاوى إسلامية .

صلاة الوتر أثناء أذان الفجر

يقع لبعض الناس أنه يصلي الوتر وأثناء صلاة الوتر يؤذن الفجر، فماذا يفعل؟ قال أهل العلم: يتم وتره ووتره صحيح وصلاته صحيحة ولا شيء عليه.

الإمام يغفل عن الفاتحة في إحدى الركعات

وقد يقع لإمام وهو يصلي بالناس صلاةً سريةً مثلاً أن يغفل عن سورة الفاتحة في أحد الركعات ويقرأ بدلاً منها مثلاً التحيات، وعندما يجلس للتشهد يقرأ بدلاً من التحيات الفاتحة، فينتبه لنفسه أنه قد قرأ في أحد الركعات أو في الركعة الأخيرة بدل الفاتحة التشهد مثلاً، فماذا ينبغي عليه أن يفعل؟ يأتي بركعة، يقوم إلى الركعة الخامسة بالنسبة للناس؟ طبعاً الناس سوف يسبحون، فماذا يفعل؟ يشير إليهم أن يقوموا ليبين لهم بالإشارة أنه لم يخطئ ولم يسه وإنما قام للخامسة لأن هناك ركعة باطلة وقعت له في صلاته، فيشير إليهم ليقوموا معه فيكملوا فيقومون معه، ينبغي عليهم أن يكونوا فقهاء وأن يقوموا معه إذا أشار إليهم ليعلمهم أنه جازم، أو أن المسألة الآن ليست مسألة شك وإنما عنده ركعة فاسدة.

المأموم ينسى قراءة الفاتحة

ويقع الشيء نفسه أحياناً للمأموم وراء الإمام فينسى قراءة الفاتحة ويقرأ بدلاً منها التحيات، ثم ينتبه بعدما يجلس وهو يتابع الإمام، فماذا يفعل؟ الجواب: تجزؤه الركعة مادام خلف إمامه، كمن نسي أو جاء والإمام راكعاً فركع مع الإمام، تحسب له الركعة مع أنه ما قرأ فيها الفاتحة، فهذا مثل هذا وهو قول أكثر أهل العلم.

تذكر صلاة فائتة في صلاة حاضرة

يحدث للإنسان أن يكون في صلاة حاضرة فيتذكر أثناء هذه الصلاة أن هناك صلاة فاتت عليه نسي أن يقضيها وهو أثناء الصلاة، فمثلاً هو يصلي العصر فتذكر أن صلاة الظهر قد فاتت عليه وأنه لم يقضها، فماذا يفعل؟ المسألة فيها أقوال، والأحوط إذا كان الوقت متسعاً أن يتم العصر نفلاً، ثم يصلي الفائتة التي هي الظهر، ثم يصلي الحاضرة وهي العصر لكي يرتب الصلوات؛ لأن الترتيب واجب، فيخرج من الخلاف، وأما إن كان الوقت ضيقاً لا يكفي إلا للصلاة الحاضرة، فعليه أن يصلي الحاضرة ثم يصلي بعدها الفائتة ولا إعادة عليه للحاضرة. ومن صلى صلاة حاضرة وأنهاها وبعدما أنهاها تذكر أن عليه فائتة، فماذا يفعل؟ يكفيه أن يصلي الفائتة ولا يجب عليه إعادة الحاضرة وراءها.

اكتشاف حائل في عضو من أعضاء الوضوء أثناء الوضوء

يحدث لإنسان وهو يتوضأ أن يكتشف أثناء وضوئه وجود حائل في إصبع أو في عضو من الأعضاء، وحك هذا يأخذ وقتاً طويلاً؛ فيذهب لإزالته وربما استعمل مزيلاً حتى ينشف بعض أعضائه السابقة، فماذا يفعل؟ الجواب: إذا عرض له أمرٌ وهو في وضوئه مثل اكتشاف طلاء في أحد الأعضاء، فإنه إذا أزاله يواصل الوضوء ولو أخذ وقتاً في إزالته، أو واحد يتوضأ فانقطع الماء من الصنبور فهو ينتظر فترة ليأتي الماء، فأتى الماء فيواصل وضوءه وطهارته صحيحة ولو جفت بعض أعضائه؛ لأنه كان منشغلاً بعملٍ من ضمن الطهارة، لكن لو أنه مثلاً نودي لطعام أثناء الوضوء فترك الوضوء وذهب يأكل، فإذا انتهى يعيد الوضوء من أوله. ومسألة جفاف الأعضاء هذه مسألة نسبية لأن الإنسان قد يكون في جو فيه هواء شديد فتنشف بسرعة، ربما لا يتم غسل الرجلين إلا وقد نشف وجهه، وقد يكون في جو رطب فيبقى الماء عليه فترة طويلة، فيصعب أن يحكم بجفاف الأعضاء في قضية الموالاة.

نسيان التسمية في أول الوضوء

يحدث لبعض الناس أن ينسى (باسم الله) في أول الوضوء، فلا يذكر إلا في أثناء الوضوء، فماذا يفعل؟ يسمي أثناء الوضوء (باسم الله) فقط، أما (باسم الله في أوله وفي آخره) فهذا في الطعام إذا نسي التسمية في أوله، فلو أنه ما ذكر إلا بعد الوضوء كلياً فإن وضوءه صحيح.

جرح في أحد أعضاء الوضوء

يحصل لإنسان أن يطرأ عليه جرح ولا يمكن أن يغسل مكان الجرح، وهذا الجرح في أحد أعضاء الوضوء، وكذلك لا يستطيع أن يضع عليه لاصق؛ لأن الجرح لابد أن يجف مثلاً واللاصق يضر بالجرح، فماذا يفعل؟ لا هو يستطيع أن يمسح عليه، ولا يستطيع أن يغسله، فماذا يفعل؟ يتوضأ ويتيمم عن ذلك المكان الذي لا يستطيع غسله ولا المسح عليه، فإذا كان لا يستطيع أن يمسح عليه؛ لأنه لابد أن يبقى مكشوفاً أو عليه غطاء لكن غير مستمسك لا يستطيع أن يمسح، لو مسح لذهب الغطاء، شيء بسيط مثل الجبيرة غطاء غير مستمسك، فإن عليه أن يتيمم عن هذا المكان مع الوضوء.

حكم تأخير باقي المال عند البائع

ذهبت لتشتري سلعة، قال لك البائع: إن ثمنها ثلاثين ريالاً، بحثت في جيبك فلم تجد إلا خمسين ريالاً، ماذا تفعل؟ إذا أعطيته الخمسين وليس عنده صرف فيبقى لك عنده عشرون، فهل يجوز أن تعطيه الخمسين إذا احتجت إلى فكة من شخص؟ بشكل آخر: احتجت إلى صرف وعندك خمسون ريالاً والشخص الآخر ما عنده إلا ثلاث عشرات، هل يجوز لك أن تعطيه الخمسين وتأخذ الثلاثين والعشرين فيما بعد؟ الجواب: لا يجوز، هذا من الربا؛ لأن هذا النقد متماثل ولابد أن يكون يداً بيد، خمسون بخمسين، فإذا صرفت خمسين بثلاثين وعشرون إلى مابعد، معناها أنك خالفت شرط التقابض في العقد، وجعلت جزءاً من الصرف متأخراً عن مجلس الصرف، فتقع في الربا، فكيف تفعل في هذه الحالة التي يتعرض لها الناس كثيراً؟ الجواب: يضع الخمسين رهناً عند هذا الرجل الذي عنده الفكة، ويأخذ منه الثلاثين ديناً، ويذهب ويشتري ويقضي أموره، ثم يعود فيسدد الثلاثين التي عليه ويأخذ الخمسين المرهونة، هذا هو الحل الشرعي لهذه القضية، أما أن يدفع خمسين للفكة ويأخذ ثلاث عشرات والعشرين بعدين، فهذا من الربا ولا يجوز.

رجل توفي في سفينة في البحر

رجلٌ في سفينة مع أناس توفي في البحر، فماذا يفعل أهل السفينة وقد توفي صاحبهم؟ قال الإمام أحمد رحمه الله: ينتظرون حتى يجدوا له موضعاً مثل جزيرة يدفنونه فيها أو يقدمون إلى البلد أو الساحل أو الشاطئ، فإن تأخروا وخشي على الجثة أن تتغير؛ غسلوه وكفنوه، وصلوا عليه وثقلوه بشيء ويلقوه في الماء، حتى لا يكون طافياً وإنما يلقى إلى أسفل، فيكون كأنه دفن في قاع الماء.

الشرب وإقامة الصلاة أثناء الطواف والسعي

قد يكون الإنسان في حال الطواف أو السعي فيعطش، هل يجوز له أن يشرب؟ وقد يكون في أثناء الطواف والسعي فتقام الصلاة، فإذا صلى من أين يبدأ ويعيد؟ إذا عطشت أثناء الطواف والسعي؛ فإنه يجوز لك أن تتوقف لتشرب الماء وطوافك وسعيك صحيحان، وإن أقيمت الصلاة أثناء الطواف صل مع الجماعة، فإذا انتهت الصلاة تبني على ما تقدم، افرض أنك أنهيت ثلاثة أشواط وأنت في نصف الرابع فابن على ما تقدم أي: أنك تعتبر الثلاثة صحيحة والآن ستأتي بالرابع، فمن أين ستأتي به بعد انتهاء الصلاة؟ من الحجر مرة أخرى، ترجع إلى الحجر وتبدأ من بداية الرابع من جديد، هذا هو الأحوط. وأما بالنسبة لموالاة الطواف فهي شرط من شروط الطواف، لو أن واحداً مثلاً طاف ثلاثة أشواط وذهب للنوم، أو استراح فترة طويلة، أو تحدث مع شخص، فالموالاة شرط لصحة الطواف، وهذه الموالاة لم يأت في الشرع تحديد لها، بربع ساعة أو عشر دقائق، فإذاً هي مسألة عرف علماء البلد الحرام، بعضهم قال: نصف ساعة مثلاً عرفاً أنها لا بأس، أكثر يمكن أنه لابد أن يعيد الطواف كله من جديد، أما السعي فلا يشترط له الموالاة، فلو أنه سعى مثلاً ثلاثة أشواط، ثم استراح فترة ثم واصل السعي، فيبني على ما مضى وسعيه صحيح.

تبين جهة القبلة أثناء الصلاة

لو أن إنساناً يصلي لوحده أو مع الجماعة، ولنفترض أنه يصلي مع الجماعة إلى جهة يظنونها جهة القبلة، وفي أثناء الصلاة تبين لهم أو لبعضهم أن الجهة التي يصلون إليها ليست هي جهة القبلة، فماذا يفعلون؟ إذا استبان لهم كلهم الاتجاه الصحيح استداروا جميعاً بإمامهم إلى المكان الصحيح والاتجاه الصحيح للقبلة، وما مضى من صلاتهم صحيح، أحدهم مثلاً يصلي إلى اتجاه يظنه القبلة صلى ركعتين وبقي له ركعتان، فتبين له خطأ اتجاهه، يعدل نفسه ويكمل الصلاة على ما مضى من صلاته وتبقى له ركعتان، فإن كانوا جماعة استداروا كلهم، فإن تبين لبعضهم أنه على خطأ والبعض الآخر يظن أنهم على اتجاه صحيح، فماذا يفعلون؟ الذين تبين لهم يستديرون إلى القبلة، والذين تبين لهم أن مكانهم صحيح يبقون على مكانهم، هل يستمر بعضهم بالاقتداء ببعض؟ هذه مسألة محل خلاف، وقد ذكر ابن قدامة رحمه الله في المغني أن اقتداء بعضهم ببعض صحيح على رواية، ولو خالف بعضهم بعضاً في الاتجاه، ونقل رواية أخرى أن الاتجاه لو كان متخالفاً تماماً، فإن الذين يترجح لديهم القبلة هكذا يصلون مع بعض والآخرين يصلون مع بعض ولا يقتدي بعضهم ببعض، فإن كان واحد مقلداً لا يدري، رأى بعضهم اتجه هكذا وبعضهم اتجه هكذا، وهو لا يرجح لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء، فماذا يفعل؟ هذا يقلد من يثق به، ينظر أي الجماعة أوثق علماً بالقبلة وأعرف بالأحوال والاتجاهات والأماكن وأعقلهم وأشدهم مقدرة على التخيل مثلاً فيقلده في اتجاهه ويتوجه مثلما توجه.

مع الله
07-31-2009, 05:41 AM
الجزء الثالث من الحالات

الشك في الإمام هل هو مقيم أم مسافر وأنت تريد الصلاة

لو أنك دخلت مسجداً في خط سفر في محطة من محطات البنزين مثلاً، فوجدت جماعةً يصلون ولا تدري هل هم من المقيمين في المحطة، أو أن إمامهم مسافر فماذا تفعل؟ تعمل بما ترجح لديك من القرائن مثل: ثياب هذا الإمام هل هو شخص مقيم أو أن هيئته هيئة مسافر، فإذا رجحت أنه مقيم وأنت مسافر ماذا تفعل؟ تأتم وتتم بإجماع العلماء، قال ابن عباس : مضت السنة أن يتم المسافر خلف المقيم. وإن ظننته مسافراً فصليت وراءه قصراً، دخلت معه وصليت ركعتين وبعد الصلاة إن تبين لك أن الركعتين هذه التي صليتها معه هي الثالثة والرابعة وأنه مقيم، فعليك أن تقوم وتأتي بركعتين أخريين لأنه لابد أن تتم الصلاة.

طرأ عليك طارئ وأنت تصلي

لو طرأ عليك وأنت تصلي طارئ، أنت واقف فعجزت عن القيام، فتقعد أثناء الصلاة وصلاتك صحيحة، ولو كنت مريضاً قاعداً فاستطعت القيام أو الركوع والسجود، ولم تكن تستطيع من أول الصلاة؛ فتأتي بما استطعت الآن وصلاتك صحيحة تبني على أولها.

انقطاع مكبر الصوت وأنت تصلي وراء الإمام

أنت تصلي وراء الإمام فانقطع مكبر الصوت، أو حصل عندك نعاس مثلاً فسبقك الإمام بركن أو أكثر، ثم انتبهت أو رجع الصوت، وعرفت أن الإمام قد سبقك، فماذا تفعل؟ عليك أن تلحق به، وهذه الحالة يمكن أن يتصورها في عدة أحيان في أن المأموم يتخلف عن إمامه فقد يأخذ وقتاً في خلع الثوب، أو قرأ الإمام آية فيها سجدة ولم يسجد الإمام بل ركع، أو آية فيها كلمة (سجد) لكن ما فيها سجدة في القرآن، فبعض الناس يظنون أن هذه سجدة، فالإمام قال: الله أكبر للركوع، فظن المأموم أنه سيسجد الآن فسجد فلما قال الإمام: سمع الله لمن حمده، انتبه المأموم، فقام فإذا بالإمام يكبر للسجود، فقد فاته مع إمامه الركوع والرفع منه، فماذا يفعل المأموم في هذه الحالة؟ يلحق بإمامه فيركع يقول: سبحان ربي العظيم، ويرفع ثم يسجد ويتابع الإمام وهو معذور في هذا الخطأ الذي حصل، لكن لو أنه تعمد أن يتخلف عن الإمام يقول: أدعو في السجد والإمام يرفع، فهذا قيل إن صلاته باطلة وهو آثم على جميع الحالات.

بقيت في الصف لوحدك لانسحاب صاحبك

لو أنك أحرمت بالصلاة وراء الإمام ومعك شخص بجانبك، فحصل للشخص الذي بجانبك عارض فانسحب من الصلاة بقيت لوحدك في الصف، فماذا تفعل؟ تحاول أن تدخل في الصف الذي أمامك، فإن لم تستطع تحاول أن تتقدم وتصلي عن يمين الإمام، فإن لم تستطع فصلاتك صحيحة ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.

الإمام أحدث في الصلاة

إمامٌ يصلي بالناس فأحدث في الصلاة، ماذا يفعل؟ ينسحب ويقدم آخر، فيصلي ويكمل بهم، فإن لم يقدم شخصاً فصلوا كلهم فرادى فصلاتهم صحيحة، فإن قدم بعضهم إماماً صلوا وراءه وصلى الآخرون لوحدهم فصلاة الجميع صحيحة والحمد لله.

تذكر أنه مسح على جوربيه بعد انقضاء مدة المسح

إمام يصلي بالناس فتذكر أنه مسح على جوربيه بعد انقضاء مدة المسح، وهذه مسألة تحدث الآن، يمكن واحد في الصلاة يصلي فيتذكر أنه قد مسح لكن بعد انقضاء مدة المسح، طافت أربعة وعشرين ساعة على أول مسح بعد الحدث، فماذا يفعل؟ يخرج من الصلاة؛ لأنه تبين أن وضوءه غير صحيح.

نزل المطر والناس خارجون لصلاة الاستسقاء

خرج الناس لصلاة الاستسقاء أو أرادوا الخروج فنزل المطر، فإذا لم يكونوا قد خرجوا فلا يخرجوا؛ لأن الشيء الذي يريدون الصلاة من أجله قد حصل، فإن خرجوا؛ فيصلون شكراً لله تعالى كما ذكر ذلك ابن قدامة رحمه الله في كتابه المغني.

رجل لم يقل: سبحان ربي العظيم في ركوعه

رجلٌ ركع ورفع رأسه ثم تذكر أنه لم يقل سبحان ربي العظيم، فهل يعود للركوع أم لا؟ فلا يعود إليه، ولو كان يعلم أنه لا يجوز له العودة وعاد بطلت صلاته، لأنه قد دخل في الركن الذي بعده، وهذا واجب سقط بالنسيان، فتسجد بدلاً منه سجود السهو. وكذلك الإمام لو نسي التشهد الأول وقام إلى الثالثة واعتدل وبدأ في الفاتحة، فقالوا: سبحان الله، فنـزل. إذا كان عالماً أن نزوله لا يجوز بطلت صلاته، هذا عند أحمد و الشافعي ولذلك إذا استوى وبدأ في الفاتحة لا ينـزل، ذلك واجب يجبر بسجود السهو، وأما هو الآن قد شرع في ركن فلا يتركه.

إمام أخطأ في الصلاة ولا يعرف ما هو الخطأ

إمام يصلي بالناس فأخطأ في الصلاة، قالوا: سبحان الله، سجد، اتضح أنها سجود، قام اتضح أنها ليست بقيام، ركع اتضح أنه ليس بركوع، هو نسي الجلسة بين السجدتين مثلاً وهو يقوم ويتخبط ويركع ويسجد، الناس: سبحان الله! سبحان الله! سبحان الله! فكيف تحل هذه المشكلة؟ الجواب: ينبه الإمام بذكر الركن الذي تركه، فإن كان نسي السجود وتخبط يقول أحد المأمومين: سبحان ربي الأعلى، فهو قد أتى بذكر من أذكار الصلاة وليس بكلام أجنبي، فيتنبه الإمام إلى أن الذي فاته سجود فيسجد، أو يقول المأموم: رب اغفر لي، فينتبه الإمام إلى أن الذي فاته الجلسة بين السجدتين فيجلس، أو يقول: التحيات لله، فيتبين له مثلاً أنه التشهد الأخير، فيجلس ويأتي به وهكذا.

لبس جورب القدم اليمنى قبل اليسرى

رجلٌ توضأ للصلاة ويريد المسح على الجوربين، غسل أعضاءه فلما وصل إلى رجله اليمنى غسل رجله اليمنى ولبس الجورب، ثم غسل الرجل اليسرى ولبس الجورب، وهذه رأيناها في المساجد الآن في الشتاء بعضهم يغسل الرجل اليمنى ثم يلبس الجورب ثم يغسل الرجل اليسرى ويلبس الجورب، هل يجوز له المسح على الجوربين؟ لا، لماذا؟ لأنه لم يلبس الأول على طهارة، لأنه لبس الجورب الأيمن على القدم اليمنى ولم ينته بعد من الطهارة؛ لأن رجله اليسرى لم تغسل بعد، فما هو الحل إذاً؟ هل لابد أن يعيد الوضوء أو يعيد نزل كلا الجوربين؟ الجواب: لا، وإنما يكفيه بعدما غسل اليسرى ولبس الجورب الأيسر ثم انتبه أو نبه يخلع جورب اليمنى ثم يلبسه مرة أخرى فقط؛ لأنه لما لبسه مرةً أخرى لبسه على طهارةٍ كاملة.

الباب يدق وأنت تصلي

قد يطرأ على المصلي شيءٌ في صلاته كدق باب أو مرور حية أو عقرب أو مار بين يديه، فماذا يفعل؟ أما الحية والعقرب فتقتل في الصلاة ولا تبطل الصلاة: (اقتلوا الأسودين في الصلاة الحية والعقرب) رواه أبو داود وهو حديث صحيح. المار بين يديه يدفعه، فإن أبى؛ فليقاتله ولا تبطل صلاته. إذا طُرق الباب وهو في الصلاة يتقدم أو يتأخر لفتحه خطوات ولا تبطل صلاته. سقط رداؤه عليه أن يرفعه ويغطي كتفيه ولا تبطل صلاته، أو انحل مئزره فيتداركه فيعقده ولا تبطل صلاته.

حكم السلام على المصلي ورده

لو سلم على المصلي أثناء الصلاة فهل يرد السلام؟ نعم، بالإشارة، وتكون بطن الكف إلى الأسفل.

انكشاف عورة الإمام في الصلاة

رجلٌ رأى إمامه قد انكشفت عورته في الصلاة، أو هناك شق في ثوب الإمام، ماذا يفعل؟ يستره، فإن لم يمكن ستره، فيتكلم في صلاته ويخرج من الصلاة ويقول للإمام: إن العورة مكشوفة، أو إنه يجب عليك أن تغطي ما انكشف منك، يضحي لأجل مصلحة الجماعة ومصلحة الإمام وهو قد رأى هذا الشيء أمامه ولا يمكنه السكوت وهو يعلم أن صلاة الإمام الآن غير صحيحة بالنسبة لهذا المأموم.

مواقف محرجة

رجل يصيب بالعين

ذكر ابن القيم رحمه الله أمثلة في كتابه العظيم إغاثة اللهفان ، فمن ذلك: أن علي بن سيرين كان رجلاً يصيب بالعين، فرأى بغلة شريح فأراد أن يعينها، ففطن له شريح فقال شريح أمام العائن: إنها إذا ربضت لم تقم حتى تقام، فقال رجل: أف أف، زهد فيها وغير رأيه، وسلمت بغلته وإنما أراد أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يقيمها، يعني: لم تقم حتى تقام: حتى يقيمها الله سبحانه وتعالى.

الإشارة إلى المروحة

وقال أبو عوانة عن أبي مسكين : كنت عند إبراهيم وامرأته تعاتبه في جارية له: أنت جاريتك تعطيها وتعمل معها، وعنده ضيوف وبيده مروحة، فقال إبراهيم : أشهدكم أنها لها، فلما خرجنا قال: علام شهدتم؟ قلنا: أنك جعلت الجارية لها، قال: أما رأيتموني أشير إلى المروحة إنما قلت لكم: اشهدوا أنها لها وأنا أعني المروحة.

أسلوب في صرف الزائر الثقيل

وكان حماد رحمه الله إذا جاءه من لا يريد الاجتماع به وضع يده على ضرسه وقال: ضرسي ضرسي، فيتركه هذا الثقيل أو هذا الإنسان الذي ليس من مصاحبته خير ويخرج من هذا الإحراج.

ترك نعله ثم عاد

وأحضر الثوري إلى مجلس الخليفة المهدي ، فأراد أن يقوم، فما رضي له الخليفة أن يقوم حتى حلف بالله أن يعود، فترك نعله وخرج، ثم رجع فلبسها وذهب ولم يعد، فقال المهدي : ألم يحلف أنه يعود؟ فقالوا: إنه عاد فأخذ نعله.

ليس المروزي هاهنا

وسئل أحمد رحمه الله عن المروزي ، وقد كان من نجباء تلامذة أحمد ، جاء أحدهم يسأل عنه يريد أن يأخذه من المجلس، والإمام أحمد يرى أن من مصلحة التلميذ البقاء الآن لحضور بقية الدرس، فماذا يقول؟ لو قال هنا أخذه وراح، خصوصاً إذا كان من جنود السلطان، وإذا قال: ليس موجوداً كذب، فوضع أحمد رحمه الله إصبعه في كفه وقال: ليس المروزي هاهنا، وما يصنع المروزي هاهنا؟ فذهب السائل، فالحيلة قد تكون حيلة شرعية واجبة أحياناً، وقد تكون مباحة، وقد تكون محرمة، وكثير من الناس يتوصلون بالحيل إلى إبطال حق أو إحقاق باطل، تستخدم تورية في إحقاق باطل أو إبطال حق أو أكل أموال الناس ظلماً، أو يطلب منه القاضي اليمين فيوري في اليمين يقول: أنا حلفت ما كذبت، ويمينك على ما صدقك به صاحبك، فأي حيلة فيها إبطال حق أو إحقاق باطل أو أكل أموال الناس ظلماً أو تضييع واجبات أو ارتكاب محرمات، فهي من حيل اليهود لعنة الله عليهم، يستحلون محارم الله لأجل الحيل، حرم الله عليهم الشحوم فأذابوها وباعوها وأكلوا ثمنها، قالوا: الشحوم إذا أذبناها ما صارت حراماً، وترى اليوم حيل الناس في تحليل الخمور والربا لا تعد ولا تحصى ومنهم الذين يضلون الناس بغير علم في تحليل الربا وما حرمه الله سبحانه وتعالى.

والله ما رأيته .. ومن حيل أهل اللغة

وقد يقع إنسان مظلوم يضيق عليه في مناسبات محرجة ويريد أن ينجو من الكذب، فماذا يفعل؟ لو حلفك ظالم أنك ما رأيت فلاناً وأنت رأيته، لكن لو أنك اعترفت لربما وصل إليه وبطش به، أو بطش بك أنت، حلفك أنك ما رأيته، فقلت: والله ما رأيته، وأنت تقصد أنك ما ضربت رئته، لأن رأى في لغة العرب تأتي بمعنى نظرت إليه وأبصرته وتأتي بمعنى قطعت رئته، فتقصد أنت المعنى الثاني وهو المعنى البعيد وهو صحيح في اللغة وهذه تورية. فإن حلفك ألا تكلم فلانا، قال: احلف بالله ألا تكلم فلانا، فقل: والله لا أكلمه، وتنوي أي: لا تجرحه، لأن كلم يكلم يمكن أن تكون من الكلام ويمكن أن تكون من الكلم وهو الجرح، كلم أي: جرح، وهو أيضاً معنى بعيد فتقصده أنت وهو صحيح في اللغة من أجل النجاة من هذا الظلم. ولو حلفه واحدٌ ظلماً ألا يطأ زوجته، حلف والله لا أطأها ويقصد ألا يطأها برجله، ولو حلفه ظالم أنه لا يعلم مكان فلان، يقول: لا أعلم، قال: والله لا أعلم، يحلف ويقصد أنه لا يعلم أين هو على وجه التحديد، فإذا كان هو يعلم أنه في بيت فهو لا يعلم في أي غرفة هو، فإذا كان في غرفة هو لا يعلم في أي موضع هو بالضبط، فهو يسأله الآن أين فلان؟ يقول: لا أعلم، وهو يقصد معنى صحيحاً، فهو لا يقول إنه لا يعلم في أي غرفة هو مثلاً.

مخرج لمن أكره على قول: (كفرت بالله)

وذكر ابن القيم رحمه الله كذلك مثالاً آخر لمن أكره على الكفر وقيل له: قل كفرت بالله، فيقول: كفرت باللاهي، ويقصد: لها يلهو فهو لاهٍ اسم الفاعل، كفرت باللاهي ليس بالله سبحانه وتعالى، وإنما باللاهي، اللاهي اسم فاعل من لها يلهو، فإن قالوا له: سكن وقل كفرت بالله، فيتأول وجهاً صحيحاً من أوجه اللغة وهو حذف الياء عند السكون على معتل الآخر بالياء مثل قول الله عز وجل: فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ [طـه:72] هي أصلها قاضي، لكن يجوز الوقوف عليها مع حذف الياء، فيقصد أيضاً كفرت باللاه أي: الذي يلهو اسم الفاعل من لها يلهو، وبطبيعة الحال فإن الإنسان إذا وصل إلى درجة أنه يعذب ليعترف على فلان أو فلان ممن يؤذون بسببه؛ فإنه يتذكر قصة الراهب مع الغلام، لما قال له في قصة أصحاب الأخدود: فإن ابتليت فلا تدل علي، فينبغي إذاً للإنسان أن يذب عن عرضه وعن إخوانه ما قدر على ذلك وما استطاع أن يدفع عن نفسه وعن غيره الظلم. الحالات الطارئة كثيرة، ونحن قد ذكرنا بعضاً من هذه الحالات تحت عنوان: ماذا تفعل في الحالات الآتية. وهذه أمثلة. والمقصود أن يطلع المسلم على أحكام دينه، وأن يقرأ في كتب العلم، حتى إذا واجهته مسألة يعرف الجواب ويعرف كيف يتصرف، ولا يصلح أن نكون من أهل الدنيا، دائماً نبدع في الأشياء الدنيوية ونعرف المخارج والطرق والأساليب، وإذا جئنا إلى الأمور الشرعية فيحدث الشيء في المسجد فيضطرب كل الناس لا أحد عنده جواب، كل واحد يقول قولاً عن جهل، يقول بغير علم، أو يقع لك شيء في أي محل، في أي مكان، في طهارة، في صلاة، في استقبال قبلة، في بيع، في شراء، في وكالة، في قسم يمين، وأنت لا تعرف كيف تتصرف، فليس هذا من صفات وسمات المسلم الجاد. فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياكم للفقه في دينه واقتفاء سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يجنبنا الحرام ويباعد بيننا وبينه، وأن يرزقنا الحلال، وأن يغنينا بحلاله عن حرامه وبفضله عمن سواه والله تعالى أعلم.

اسئلة

وصول أجر كفالة اليتيم

السؤال: هل يصل أجر كفالة اليتيم إلى الميت؟ الجواب: يصل إليه إن شاء الله لأنه من الصدقات.

موقف المسلم مما يحدث لإخوانه المسلمين في العالم

السؤال: ما الموقف الصحيح للمسلم مما يحدث لإخوانه المسلمين في العالم؟ الجواب: لابد أن يتبصر المسلم لما يحدث لإخوانه المسلمين في العالم فينتبه: أولاً: من تضليلات إعلام الكفرة في شأنهم والأخبار المغلوطة المنقولة عنهم، وكثيرٌ من هؤلاء يقولون في أخبارهم: (ومما يجدر ذكره..) ويضع وراءها سماً. ثانياً: أن يناصرهم، أو يجمع تبرعات لهم، أو يدعو لهم بظهر الغيب، أو يدافع عنهم في المجالس؛ لأن بعض الناس مضللون، فينبغي إذاً أن يسعى في نصرتهم وأن يرد عن أعراضهم، وأن يدعو الله سبحانه وتعالى أن يظهرهم على أعدائهم. اللهم أظهر أولياءك على أعدائك يا رب العالمين.

حكم الابتسامة لغير المسلمين من الأساتذة

السؤال: هناك أساتذة غير مسلمين ما حكم الابتسامة؟ الجواب: لا بأس، لكن لا يكون فيها تنازل عن شيء من دينك.

حكم الضحك لأعمال يقوم بها غير المسلمين على سبيل الضحك

السؤال: ما حكم الضحك لأعمال يعملونها على سبيل الإضحاك؟ الجواب: إذا كان فيها كذب أو فيها استخفاف بالموجودين فلا تضحك؛ لأن المسلم لا يزري بنفسه ولا بإخوانه، فلو استهزأ مدرس كافر بأحد الطلاب المسلمين في الفصل قاموا في وجهه، وبعض ضعاف النفوس من الطلبة المسلمين يضحكون على نكتة المدرس الذي استهزأ بأخيهم، المفروض أن يقوموا بوجه المدرس.

حكم استعمال حبوب منع الحمل

السؤال: استعمال حبوب منع الحمل؟ الجواب: أجاز العلماء ذلك بثلاثة شروط: أولاً: ألا يكون المانع ضاراً. ثانياً: موافقة الطرفين، عند استعمال حبوب منع الحمل لابد من موافقة الزوج والزوجة، ولا يجوز للزوج أن يجبرها على استعمال المانع وهي لا تريد، ولا يجوز للزوجة أن تستعمل حبوب منع الحمل من حيث لا يعلم زوجها. ثالثاً: ألا تستخدمه أكثر من سنتين، حتى يرضع الأول ويأخذ حقه.

سجلت اسمي في أوراق الكفالة ولم أدفع

السؤال: وزعت أوراق عن كفالة يتيم سجلت اسمي وعنواني ولم أدفع، هل علي إثم؟ الجواب: ما عليك إثم، ولكن الأفضل لك أنك تلتزم بما كتبت إن كنت مستطيعاً، وإن وجدت مجالاً أحسن للإنفاق؛ فأنفق في المجال الأحسن والحمد لله، أنت ما دخلت في دائرة إلزام نفسك بهذا، ما نذرته، إنما هو ملء قسائم (أشياء مبدئية).

العين لا تدمع والبكاء في القلب

السؤال: عيني لا تدمع من خشية الله لكن قلبي يبكي من الداخل؟ الجواب: هذا طيب! إذا كان قلبك يخشع من الداخل، لكن جرت العادة أن يكون لبكاء القلب أثر على العين، فإذا لم تجدها فاتهم نفسك، فربما تظن أن قلبك حيّ وهو ليس كذلك.

حكم ما أفطرته في رمضان قبل عامين عمداً

السؤال: أفطرت في رمضان قبل عامين عمداً وهي أيام كثيرة ولا أعرف بالتحديد عددها وقد تاب الله علي، فماذا أفعل؟ الجواب: قلت: قد تبت إلى الله، وأسأل الله أن يتوب عليك، فعليك أن تقدر هذه الأيام التي أفطرتها، واقضها قبل مجيء رمضان الآتي، فإن لم تفعل فاقضها وعليك كفارة عن التأخير، وقدرها بما يغلب على ظنك بأنها كذا وليس بأكثر، وأخرج كفارة إطعام مسكين عن كل يوم تقضيه عن التأخير، ولو تكررت رمضانات فكفارة واحدة تكفي.

نقاش حول حكم فقهي

السؤال: كنت في مجلس دار فيه نقاش حول حكم فقهي، وكان معظم الموجودين يحاولون إقناعي بأن الحكم هو حلال، وكنت أنا ممن يرى أنه حرام وكنت أعرف الدليل فيه، ولكنهم كانوا يقولون: نترك كلام فلان وفلان من العلماء ونأخذ كلامك؟ الجواب: إذا كان فعلاً فلان وفلان من العلماء قالوا به؛ فإنك تراجع نفسك؛ لأنك قد تكون مخطئاً أو متصوراً أن هذا الدليل يدل عليها وهو لا يدل، أو قد لا يكون صحيحاً، أو لا تعلم معنى الدليل، فتراجع نفسك، أما لو كانوا يكذبون يضعون أسماء علماء من عندهم، فابق على ما أنت فيه من الذي تعلمه أنه حق.

حكم المنكرات الموجودة في عملي

السؤال: في عملي كثير من المنكرات ولا أستطيع تغييرها؟ الجواب: إذا كنت تتأثر بذلك وتضعف، فيجب عليك ترك العمل، وإلا فعليك أن تنكر بيدك إذا استطعت، فإن لم تستطع فبلسانك أو بالقلم أو بالرسالة، فإن لم تستطع فبقلبك وذلك أضعف الإيمان.

خروج الريح دائماً بعد الوضوء

السؤال: يتكرر معي الريح دائماً وخاصة بعد الوضوء؟ الجواب: إذا كان ذلك يستمر فتوضأ وضوءاً واحداً بعد الأذان، وصل به كل ما شئت من الصلوات وقراءة القرآن إلى الأذان الذي بعده، وبعد الأذان الذي بعده تتوضأ مرة أخرى، وهكذا وضوء واحد للصلاة بعد الأذان ولا تبال بما خرج منك.

حضر الطعام وأقيمت الصلاة

السؤال: إذا جاء رمضان وضعت سفرة طويلة وأقيمت الصلاة؟ الجواب: طبعاً حسب الحديث ستأكل، ولذلك ننصح إخواننا أن يضع شيئاً لا يعجله من تمر ولبن، أو شيئاً بسيطاً حتى يستطيع أن يفطر ويدرك الصلاة.




(( ملاحظة جميع الفتاوى ذكرها الشيخ محمد بن صالح المنجد في محاضرته " ماذا تفعل في الحالات التالية " ))

الساره
01-09-2010, 10:32 AM
جزاك الله كل الخير

مع الله
01-23-2010, 01:54 PM
وخبرا جزاكم ربي