د. حازم
07-19-2009, 05:06 PM
جريدة الاسبوع المصرية مصطفى بكرى 18 / 7 / 2009
الـــثـــــأر لعـــــرفــــات
*.
عقد السيد القدومي* 'أبو اللطف*' مؤتمرًا صحفيًا في العاصمة الأردنية عمان يوم الثلاثاء الماضي وجه فيه اتهامات خطيرة ومثيرة إلي كل من محمود عباس ومحمد دحلان الذي كان يتولي رئاسة جهاز الأمن الفلسطيني في وقت سابق*.
*'أبو اللطف*' قال بوضوح - لا يقبل المواربة* : إن محمود عباس ودحلان تواطاأ مع كل من ارييل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق،* ووليم بيرينز مساعد وزير الخارجية الأمريكية الأسبق لشئون الشرق الأوسط*.
وقائع المحضر الذي كشف عنه أبو اللطف متضمنًا هذه الوقائع الخطيرة جرت أحداثه في *٢/٣/٤٠٠٢،* أي قبل ثمانية أشهر وتسعة أيام فقط من وفاة الرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات*.
وقال القدومي*: إن عرفات قد بعث إليه بهذا المحضر،* طالبًا منه الاحتفاظ به إلي حين،* وأشار إلي أن عرفات رفض الخروج من الأراضي الفلسطينية في هذا الوقت وتحدي شارون أن يقتله،* وقال إنه يريد أن يموت شهيدًا*.. شهيدًا*.. شهيدًا*!
وأمام لهفة الصحفيين وصدمتهم من هذه الاتهامات قام مستشارو القدومي بتوزيع محضر الاجتماع خلال المؤتمر الصحفي كدليل قاطع علي جدية هذه الاتهامات الخطيرة*.
والحقيقة أنني قرأت المحضر،* وتابعت ردود الأفعال الفلسطينية والعربية والصهيونية علي ما تضمنه من تفاصيل وتساءلت كغيري في حيرة*: هل يعقل أن يصل التآمر إلي هذا الحد؟*!
منذ البداية كنت علي يقين من أن موت الرئيس عرفات لم يكن طبيعيًا*. فالوقائع والأحداث كانت تؤكد أن هناك مؤامرة ما دبرت للرئيس الفلسطيني،* لقد تم حصاره لنحو ثلاث سنوات بدأت منذ ديسمير *١٠٠٢ وحتي نقله إلي مستشفي* 'بيرسي*' العسكري في ضواحي باريس في نهاية أكتوبر *٤٠٠٢،* ثم وفاته في *١١ نوفمبر من العام ذاته*.
بدأت القصة بوعكة صحية مفاجئة في *٢١ أكتوبر *٤٠٠٢،* ثم اضطراب شديد في الأمعاء مصحوب بإسهال مستمر،* وذلك بعد نحو *٤ ساعات من تناوله وجبة العشاء بمقر المقاطعة الذي كانت تحاصره فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدة تقترب من نحو الثلاث سنوات*.
يومها بعثت مصر إليه بطاقم من أكفأ الأطباء،* وقد وقف الأطباء حائرين،* فبعضهم قال إنها أعراض نزلة برد،* وهناك من قال إن مرضًا* غريبًا تمكن من الرئيس،* ولم يُحسم الأمر إلا بنقله بعد نحو خمسة عشر يومًا منذ بداية مرضه إلي فرنسا للعلاج*.
وقد احتار الأطباء الفرنسيون في توصيف المرض،* ويومها قيل إن بعضهم توصل إلي نتائج تفيد بأن وفاة الرئيس عرفات جاءت نتيجة دس السم إليه،* إلا أن كوندوليزا رايس مستشارة الأمن القومي الأمريكي في هذا الوقت سافرت إلي باريس فجأة وأجرت اتصالات مع كبار المسئولين الفرنسيين،* طلبت فيها التكتم علي مضمون التقرير الطبي الذي يؤكد موت عرفات مسمومًا*.
وبعد أيام قليلة من تشييع الجثمان،* بدأ العديد من الروايات* يتردد حول أبعاد المؤامرة التي تعرض لها ياسر عرفات وأدت إلي حدوث هذه الوفاة الغامضة*.
وكان أبرز من شككوا في أسباب الوفاة هو د*. أشرف الكردي الطبيب الخاص للرئيس عرفات والذي لم يستبعد* - في تصريحات صحفية - أن يكون عرفات قد مات مسمومًا بالفعل*.
وقال الكردي في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية في *١١ ابريل الماضي*: يجب أن يتم سؤال الرئيس الحالي محمود عباس عن سبب عدم تشريح جثة عرفات بعد الوفاة رغم المطالبة بذلك*.
وعندما سئل عن السبب من وراء عدم التصريح بالتشريح في هذا الوقت قال د*. الكردي*: 'اسألوا الرئيس الفلسطيني محمود عباس،* معربًا عن قناعته بأن إسرائيل تقف وراء وفاة عرفات بالسم،* وأكد أن عرفات نفسه أعرب عن شكوكه في احتمال تعرضه للاغتيال بالسم،* إلا أن الإجراءات الاحتياطية التي تم اتخاذها لم تكن كافية*'. وقال د*. الكردي في معرض تشخيصه للأسباب الطبية لوفاة عرفات*: 'كان لديه تغيير في الكرات الحمراء والبيضاء وتلك لها أسباب كثيرة لم يكن ينطبق عليه إلا احتمالان ظلا قائمين ومرجحًا أن يكونا السبب وراء وفاته وهما اصابته بالسرطان أو التسمم*'.
وقال*: 'لقد أجرينا فحوصات السرطان إلا أنه تبين أنها لا تنطبق عليه،* أما احتمال السم فقد ظل قائمًا،* وأضاف بحسم*: لقد قتلوه بالسم لأنه كان عقبة في وجه عملية السلام*'.
وفي وقت لاحق وصلت معلومات إلي أكثر من عاصمة عربية من بينها الجماهيرية الليبية حيث أكدت أن الرئيس الفلسطيني مات مسمومًا بمؤامرة إسرائيلية نفذها عملاء فلسطينيون كبار،*. وربما ذلك هو ما دعا العقيد معمر القذافي إلي المطالبة أكثر من مرة بفتح تحقيق دولي في جريمة اغتيال الرئيس عرفات بالسم في داخل المقاطعة*.
ورغم تكرار القذافي لهذا المطلب وقيام بلاده بإجراء اتصالات عربية ودولية عديدة تطلب فيها فتح التحقيق،* فإن كل ذلك ذهب أدراج الرياح،* وكأن هناك مؤامرة من الجميع تهدف إلي التكتم والحيلولة دون إجراء هذا التحقيق*.
ويحسب للسيد فاروق القدومي أنه أعاد فتح هذا الملف بقوة وبأدلة موثقة من شأنها أن تقلب الأوضاع رأسًا علي عقب،* وأن تجعل أصابع الاتهام تشير بقوة إلي محمود عباس ومحمد دحلان،* وقد تضمن المحضر معلومات خطيرة ترصد اتفاقًا بين الأربعة المشاركين فيه علي ضرورة التخلص من ياسر عرفات،* وعدد آخر من قيادات المقاومة خاصة حركتي حماس والجهاد،* حتي يفتح الطريق واسعًا أمام سيطرة محمود عباس ودحلان علي الأوضاع داخل فلسطين،* والقبول بالشروط الإسرائيلية للتسوية السياسية*.
لقد اقترح شارون في هذا المحضر اغتيال عرفات بالسم،* خاصة بعد أن رفض ابعاده حتي لا يثير القلاقل من الخارج،* وهذا هو بالفعل ما تحقق فيما بعد*.
وإذا كان المحضر قد تضمن الاتفاق علي تنفيذ المؤامرة وتحديد أسبابها،* فإن آلية التنفيذ ووقائعها تظل* غامضة حتي الآن،* ذلك أنه إذا كان أبو مازن ودحلان متورطين بالفعل في جريمة الاغتيال،* فلابد أن هناك مرافقين للرئيس عرفات تولوا هم بأنفسهم دس السم في الطعام،* أو حتي في الدواء لإنهاء حياة الرمز الفلسطيني الكبير*.
صحيح أن اللجنة المركزية لحركة فتح نفت هذه الاتهامات،* وأن حالة العصبية التي اعترت السلطة دفعتها إلي اغلاق مكاتب الجزيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة،* إلا أن محمود عباس ودحلان التزما الصمت حتي الآن ولم يردا علي اتهامات فاروق القدومي*.
والأمر في تقديري هنا يعود إلي سببين*:
- إما التخوف من الرد الإسرائيلي الذي لايزال مجهولاً* حتي الآن تجاه هذا المحضر ومدي صحته،* مما يوقعهما في حرج بالغ،* خاصة إذا ما اعترف أي من المسئولين الإسرائيليين بصحة المحضر*.
- وإما أن هناك اتفاقًا بين عباس ودحلان من جانب،* ورئيس الوزراء الإسرائيلي من جانب آخر علي ضرورة تجاهل المحضر والتعامل بسياسة الصمت،* لحين معرفة تداعياته علي الصعيد الفلسطيني والعربي والدولي علي السواء*.
من هنا يمكن القول إن ما طرحه رجل بوزن السيد فاروق القدومي الذي احتفظ بهذا المحضر لمدة *٥ سنوات دون إفصاح هو أمر يستحق التحقيق والمتابعة،* ومحاسبة المتورطين إذا ما ثبتت صحته،* ذلك أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بأن تطوي هذه الاتهامات وتنتهي في صمت*.
إن ياسر عرفات هو رمز للشعب الفلسطيني ولنضاله ولثورته الظافرة التي انطلقت مع انطلاقة الرصاصة الأولي في يناير *٥٦٩١،* ولذلك فإن دمه يجب ألا يذهب هدراً* دون حساب*.
وإذا لم يتحرك الشعب الفلسطيني،* وينتفض لإجبار الأطراف المعنية علي تشكيل لجنة تحقيق محايدة يكون في سلطتها التحقيق مع المتهمين،* فإن السيناريو المتوقع هو إنهاء هذه القضية،* والسعي إلي ملاحقة السيد فاروق القدومي واتهامه بالكذب والتحريض علي إثارة القلاقل ضد السلطة الفلسطينية*.
مطلوب أن يفتح تحقيق فوري وعاجل في هذه الاتهامات الخطيرة وإذا صمتوا،* فيجب ألا نصمت،* فالصمت يحمي المتآمرين ويفتح الطريق أمام المزيد لتصفية قضية الشعب الفلسطيني وقضية الأمة بأسرها*.
الـــثـــــأر لعـــــرفــــات
*.
عقد السيد القدومي* 'أبو اللطف*' مؤتمرًا صحفيًا في العاصمة الأردنية عمان يوم الثلاثاء الماضي وجه فيه اتهامات خطيرة ومثيرة إلي كل من محمود عباس ومحمد دحلان الذي كان يتولي رئاسة جهاز الأمن الفلسطيني في وقت سابق*.
*'أبو اللطف*' قال بوضوح - لا يقبل المواربة* : إن محمود عباس ودحلان تواطاأ مع كل من ارييل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق،* ووليم بيرينز مساعد وزير الخارجية الأمريكية الأسبق لشئون الشرق الأوسط*.
وقائع المحضر الذي كشف عنه أبو اللطف متضمنًا هذه الوقائع الخطيرة جرت أحداثه في *٢/٣/٤٠٠٢،* أي قبل ثمانية أشهر وتسعة أيام فقط من وفاة الرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات*.
وقال القدومي*: إن عرفات قد بعث إليه بهذا المحضر،* طالبًا منه الاحتفاظ به إلي حين،* وأشار إلي أن عرفات رفض الخروج من الأراضي الفلسطينية في هذا الوقت وتحدي شارون أن يقتله،* وقال إنه يريد أن يموت شهيدًا*.. شهيدًا*.. شهيدًا*!
وأمام لهفة الصحفيين وصدمتهم من هذه الاتهامات قام مستشارو القدومي بتوزيع محضر الاجتماع خلال المؤتمر الصحفي كدليل قاطع علي جدية هذه الاتهامات الخطيرة*.
والحقيقة أنني قرأت المحضر،* وتابعت ردود الأفعال الفلسطينية والعربية والصهيونية علي ما تضمنه من تفاصيل وتساءلت كغيري في حيرة*: هل يعقل أن يصل التآمر إلي هذا الحد؟*!
منذ البداية كنت علي يقين من أن موت الرئيس عرفات لم يكن طبيعيًا*. فالوقائع والأحداث كانت تؤكد أن هناك مؤامرة ما دبرت للرئيس الفلسطيني،* لقد تم حصاره لنحو ثلاث سنوات بدأت منذ ديسمير *١٠٠٢ وحتي نقله إلي مستشفي* 'بيرسي*' العسكري في ضواحي باريس في نهاية أكتوبر *٤٠٠٢،* ثم وفاته في *١١ نوفمبر من العام ذاته*.
بدأت القصة بوعكة صحية مفاجئة في *٢١ أكتوبر *٤٠٠٢،* ثم اضطراب شديد في الأمعاء مصحوب بإسهال مستمر،* وذلك بعد نحو *٤ ساعات من تناوله وجبة العشاء بمقر المقاطعة الذي كانت تحاصره فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدة تقترب من نحو الثلاث سنوات*.
يومها بعثت مصر إليه بطاقم من أكفأ الأطباء،* وقد وقف الأطباء حائرين،* فبعضهم قال إنها أعراض نزلة برد،* وهناك من قال إن مرضًا* غريبًا تمكن من الرئيس،* ولم يُحسم الأمر إلا بنقله بعد نحو خمسة عشر يومًا منذ بداية مرضه إلي فرنسا للعلاج*.
وقد احتار الأطباء الفرنسيون في توصيف المرض،* ويومها قيل إن بعضهم توصل إلي نتائج تفيد بأن وفاة الرئيس عرفات جاءت نتيجة دس السم إليه،* إلا أن كوندوليزا رايس مستشارة الأمن القومي الأمريكي في هذا الوقت سافرت إلي باريس فجأة وأجرت اتصالات مع كبار المسئولين الفرنسيين،* طلبت فيها التكتم علي مضمون التقرير الطبي الذي يؤكد موت عرفات مسمومًا*.
وبعد أيام قليلة من تشييع الجثمان،* بدأ العديد من الروايات* يتردد حول أبعاد المؤامرة التي تعرض لها ياسر عرفات وأدت إلي حدوث هذه الوفاة الغامضة*.
وكان أبرز من شككوا في أسباب الوفاة هو د*. أشرف الكردي الطبيب الخاص للرئيس عرفات والذي لم يستبعد* - في تصريحات صحفية - أن يكون عرفات قد مات مسمومًا بالفعل*.
وقال الكردي في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية في *١١ ابريل الماضي*: يجب أن يتم سؤال الرئيس الحالي محمود عباس عن سبب عدم تشريح جثة عرفات بعد الوفاة رغم المطالبة بذلك*.
وعندما سئل عن السبب من وراء عدم التصريح بالتشريح في هذا الوقت قال د*. الكردي*: 'اسألوا الرئيس الفلسطيني محمود عباس،* معربًا عن قناعته بأن إسرائيل تقف وراء وفاة عرفات بالسم،* وأكد أن عرفات نفسه أعرب عن شكوكه في احتمال تعرضه للاغتيال بالسم،* إلا أن الإجراءات الاحتياطية التي تم اتخاذها لم تكن كافية*'. وقال د*. الكردي في معرض تشخيصه للأسباب الطبية لوفاة عرفات*: 'كان لديه تغيير في الكرات الحمراء والبيضاء وتلك لها أسباب كثيرة لم يكن ينطبق عليه إلا احتمالان ظلا قائمين ومرجحًا أن يكونا السبب وراء وفاته وهما اصابته بالسرطان أو التسمم*'.
وقال*: 'لقد أجرينا فحوصات السرطان إلا أنه تبين أنها لا تنطبق عليه،* أما احتمال السم فقد ظل قائمًا،* وأضاف بحسم*: لقد قتلوه بالسم لأنه كان عقبة في وجه عملية السلام*'.
وفي وقت لاحق وصلت معلومات إلي أكثر من عاصمة عربية من بينها الجماهيرية الليبية حيث أكدت أن الرئيس الفلسطيني مات مسمومًا بمؤامرة إسرائيلية نفذها عملاء فلسطينيون كبار،*. وربما ذلك هو ما دعا العقيد معمر القذافي إلي المطالبة أكثر من مرة بفتح تحقيق دولي في جريمة اغتيال الرئيس عرفات بالسم في داخل المقاطعة*.
ورغم تكرار القذافي لهذا المطلب وقيام بلاده بإجراء اتصالات عربية ودولية عديدة تطلب فيها فتح التحقيق،* فإن كل ذلك ذهب أدراج الرياح،* وكأن هناك مؤامرة من الجميع تهدف إلي التكتم والحيلولة دون إجراء هذا التحقيق*.
ويحسب للسيد فاروق القدومي أنه أعاد فتح هذا الملف بقوة وبأدلة موثقة من شأنها أن تقلب الأوضاع رأسًا علي عقب،* وأن تجعل أصابع الاتهام تشير بقوة إلي محمود عباس ومحمد دحلان،* وقد تضمن المحضر معلومات خطيرة ترصد اتفاقًا بين الأربعة المشاركين فيه علي ضرورة التخلص من ياسر عرفات،* وعدد آخر من قيادات المقاومة خاصة حركتي حماس والجهاد،* حتي يفتح الطريق واسعًا أمام سيطرة محمود عباس ودحلان علي الأوضاع داخل فلسطين،* والقبول بالشروط الإسرائيلية للتسوية السياسية*.
لقد اقترح شارون في هذا المحضر اغتيال عرفات بالسم،* خاصة بعد أن رفض ابعاده حتي لا يثير القلاقل من الخارج،* وهذا هو بالفعل ما تحقق فيما بعد*.
وإذا كان المحضر قد تضمن الاتفاق علي تنفيذ المؤامرة وتحديد أسبابها،* فإن آلية التنفيذ ووقائعها تظل* غامضة حتي الآن،* ذلك أنه إذا كان أبو مازن ودحلان متورطين بالفعل في جريمة الاغتيال،* فلابد أن هناك مرافقين للرئيس عرفات تولوا هم بأنفسهم دس السم في الطعام،* أو حتي في الدواء لإنهاء حياة الرمز الفلسطيني الكبير*.
صحيح أن اللجنة المركزية لحركة فتح نفت هذه الاتهامات،* وأن حالة العصبية التي اعترت السلطة دفعتها إلي اغلاق مكاتب الجزيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة،* إلا أن محمود عباس ودحلان التزما الصمت حتي الآن ولم يردا علي اتهامات فاروق القدومي*.
والأمر في تقديري هنا يعود إلي سببين*:
- إما التخوف من الرد الإسرائيلي الذي لايزال مجهولاً* حتي الآن تجاه هذا المحضر ومدي صحته،* مما يوقعهما في حرج بالغ،* خاصة إذا ما اعترف أي من المسئولين الإسرائيليين بصحة المحضر*.
- وإما أن هناك اتفاقًا بين عباس ودحلان من جانب،* ورئيس الوزراء الإسرائيلي من جانب آخر علي ضرورة تجاهل المحضر والتعامل بسياسة الصمت،* لحين معرفة تداعياته علي الصعيد الفلسطيني والعربي والدولي علي السواء*.
من هنا يمكن القول إن ما طرحه رجل بوزن السيد فاروق القدومي الذي احتفظ بهذا المحضر لمدة *٥ سنوات دون إفصاح هو أمر يستحق التحقيق والمتابعة،* ومحاسبة المتورطين إذا ما ثبتت صحته،* ذلك أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بأن تطوي هذه الاتهامات وتنتهي في صمت*.
إن ياسر عرفات هو رمز للشعب الفلسطيني ولنضاله ولثورته الظافرة التي انطلقت مع انطلاقة الرصاصة الأولي في يناير *٥٦٩١،* ولذلك فإن دمه يجب ألا يذهب هدراً* دون حساب*.
وإذا لم يتحرك الشعب الفلسطيني،* وينتفض لإجبار الأطراف المعنية علي تشكيل لجنة تحقيق محايدة يكون في سلطتها التحقيق مع المتهمين،* فإن السيناريو المتوقع هو إنهاء هذه القضية،* والسعي إلي ملاحقة السيد فاروق القدومي واتهامه بالكذب والتحريض علي إثارة القلاقل ضد السلطة الفلسطينية*.
مطلوب أن يفتح تحقيق فوري وعاجل في هذه الاتهامات الخطيرة وإذا صمتوا،* فيجب ألا نصمت،* فالصمت يحمي المتآمرين ويفتح الطريق أمام المزيد لتصفية قضية الشعب الفلسطيني وقضية الأمة بأسرها*.