المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التعليق على كتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق رحمه الله


أم كريم
07-19-2009, 01:36 PM
رأى الشيخ الألبانى عن كتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق
رحم الله الشيخين وغفر الله لنا ولهم
إن كتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق من أحسن الكتب التي وقفت عليها مما ألف في موضوعه ، في حسن تبويب ، وسلاسة أسلوب ، مع البعد عن العبارات المعقدة التي قلما يخلو منها كتاب من كتب الفقه ، الأمر الذي رغب الشباب المسلم في الإقبال عليه والتفقه في دين الله به ، وفتح أمامهم آفاق البحث في السنة المطهرة ، وحفزهم على استخراج ما فيها من الكنوز والعلوم التي لا يستغني عنها مسلم أراد الله به خيرا كما قال
" صلى الله عليه وآله " :
" من يرد الله به خيرأ يفقهه في الدين "
متفق عليه
وهو مخرج في " سلسلة الأحاديث الصحيحة " ( 1194 ) . ولقد كان صدور هذا الكتاب - فيما أرى - ضرورة من ضرورات العصر الحاضر ، تبين فيه لكثير من المسلمين أن لا نجاة مما هم فيه من الانحراف والاختلاف والانهيار وتغلب الكفار والفساق عليهم إلا بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله " صلى الله عليه وآله " ، يأخذون منها فقط ومن القران أمور دينهم ومسائل فقههم ، فكان لهذا لا بد لعامتهم من مصدر قريب التناول ، يمكن الاعتماد عليه ، والرجوع إليه حين يقتضيهم الأمر ، ويغنيهم عن المراجعات الكثيرة في الموسوعات العديدة من أجل مسائل قليلة أو كثيرة .
فكان أن ألهم الله تعالى الأستاذ السيد سابق فأخرج لهم هذا الكتاب
" فقه السنة " فقرب لهم الطريق وأنار لهم السبيل جزاه الله خيرا . . من أجل ذلك كنت ولا أزال أحض على اقتنائه والاستفادة مما فيه من السنة والحق - ومنذ صدور الجزء الأول منه من الحجم الصغير القديم - كل راغب في السنة وناصر للحق ، حتى انتشرت نسخه بين صفوف إخواننا السلفيين وغيرهم في دمشق وغيرها من البلاد السورية وغيرها ، فكان من نتيجة ذلك أن توجهت إلي منهم أسئلة كثيرة ، عن غير قليل من المسائل والأحاديث الواردة فيه ، فكنت أجيبهم عنها بما أعلمه ، وكثيرا ما كان الجواب مخالفأ لما في الكتاب ، فقد كنت أضعف كثيرا من أحاديثه ، وأخطئ عديدا ملم من مسائله ، فلما رأى ذلك بعض الغيورين على فقه السنة والحريصين على نشرها صحيحة بين صفوف الأمة اقترح على أن أسجل ما آخذه على الكتاب وأنشره بين الناس ، فاعتذرت عن ذلك أول الأمر ، ثم لما تكرر الطلب فيه ، وألخ به كثير غيره رأيت أنه لا بد من إجابة طلبتهم وتحقيق رغبتهم ، لما في ذلك من خدمة للكتاب ، بل الفكرة التي يحملها ويدعو الناس إليها وهي " جمعهم على الكتاب والسنة ، والقضاء علن الخلاف وبدعة التعصب للمذاهب . . . "
كما صرح في مقدمته .
وعلاوة على ذلك ففيه تنزيه للكتاب مما وقع فيه من الأخطاء الفقهية والأحاديث الضعيفة التي يتنافى وجودها مع " فقه السنة " ، وبهذا أكون قد حققت شيئأ من الرغبة التي كان أبداها للطرفين أحد إخواننا لما ذهب إلى مصر ، وهي التعاون في سبيل الفكرة المذكورة عن كثب وقرب ، ولكن حال دون ذلك عدة أسباب ، أهمها : بعد الدار ، وتعذر اللقاء ، فإذ قد فاتني ذلك ، فلا أقل من التعاون فيها عن بعد ، لأنه كما قيل : ما لا يدرك كله لا يترك جله . . فلما شرح الله لذالك صدري ، واطمأن له قلبي شرعت في قراءة ما صدر من أجزاء الكتاب قراءة إمعان وتدبر ، فكنت كلما تبين لي منه شئ يستحق ذكره والتنبيه عليه سجلته عندي وعلقته في وريقاتي ، فما أن انتهيت من التعليق عليها حتى تأكد لدي ضرورة ما صنعت ، ذلك لأنني وقفت فيها بعد هذه الدراسة على أخطاء كثيرة ، بعضها مهمة جدا ، ما كنت أتصور وجودها فيها ، ولذلك فإني رأيت أنه لا بد من بيانها ، وقد وفق الثه لذلك وله الحمد والمنة . ولعل من الفائدة أن أشير إلى نوع تلك الأخطاء بصورة مجملة ، ليأخذ القارئ عنها فكرة عامة ، فتتبين له أهمية هذا التعليق ، فأقول :
يمكن حصرهذه الأخطاء على وجه التقريب فيما يلي :
أحاديث كثيرة سكت المؤلف عليها وهي ضعيفة .
2 - أحاديث أخرى قؤاها ، وهي عند التحقيق واهية .
3 – أحاديث ضعفها ، وهي صحيحة ، أو لها أسانيد أخرى صحيحة .
4 - أحاديث ينسبها لغير " الصحيحين " ، وهي فيهما أو في أحدهما .
5 - أحاديث يعزوها لأحد " الصحيحين " وغيرها ولا أصل لها فيهما.
6 - أحاديث يوردها ولا وجود لها في شئ من كتب السنة .
7 - سوق الحديث من طريق صحابي يسميه برواية جماعة من المحدثين ، وهو عند بعضهم عن صحابي آخر أو أكثر .
8 - عزوه الحديث لمخرجه ساكتا عليه ، مع أن مخرجه الذي نسبه إليه عقبه بما يقدح في صحته .
9 - عدم تتبعه أدلة المسائل ، فكثيرا ما يسوق المسائل دون دليل يؤيدها ، وأحيانا يحتج لها بالقياس ، مع أنه يوجد فيها حديث صحيح ، وتارة يستدل بالعموم ، وفيها دليل خاص .
10 - عدم استقصائه مسائل الفصل مثل " الأغسال المستحبة " ونحوها .
11 - إيراده في المسالة الواحدة أقوالا متعارضة دون أن يرجح إحداها على الأخرى .
12 - اضطراب رأيه في بعض المسائل في المكان الواحد ، فيختار في أول البحث ما ينقضه في خاتمته .
13 - ترجيحه من الأقوال والآراء المتعارضة مالا يستحق الترجيح ، لضعف دليله ، وقوة دليل مخالفه .
14 - مخالفته الحديث الصحيح الذي لا معارض له من الحديث في غير ما مسالة . وهذا النوع الأخير من أنكرما وقع للمؤلف ، فإنه لا يتفق في شئ مع توجيه المؤلف في الكتاب الناس إلى الأخذ بالسنة ، ولاسيما إذا عرفت أن عذره في المخالفة المشار إليها هو عدم أخذ الجمهور بالحديث في بعض المسائل ، أو عدم علمه بمن عمل به في مسألة أخرى ، وهذه هي شبهة المقلدين في رد السنن ومحاربتها ، وسيأتي كلام الإمام الشافعي الذي يبطل هذه الشبهة ويستأصل شأفتها جزاه الله خيرا .
وقد يكون من نافلة القول أن أذكر أنني لا أريد بالتعليق على الكتاب وبيان أخطائه أن أحط من قدره شيئا ، أو أبخس من حقه ، بل إنما أريد الانتصار للحق بالحق ، وصيانة " فقه السنة " عن الخطأ ما أمكن فإن ذلك أدعى لإقبال الناس عليه والاستفادة منه ، وأحرى أن يقطع ألسنة خصرم الفكرة عن التكلم فيه ، بحق أو بباطل ، فلعل المؤلف - زاده الله توفيقا - يعيد النظر فيما كتب حتى الآن ويصحح الأخطاء التي تبينت له ، ويتريث في إصدار أجزاء الكتاب الأخرى ، إلا بعد أن يتبين من صحتها وسلامتها من الأخطاء ويجردها من الأحاديث الضعيفة ، فإن في الصحيح ما يغني عن الضعيف .
هذا ، وإنني لما بدأت في التعليق على الكتاب ترددت في طريقة نقلي لكلامه أأنقله برمته أو بغالبه الذي يدل عليه ، أم أكتفي بنقل طرفه الأول الذي يشير إلى تتمته كما هي العادة في التعليقات ؟
فأخذت الطريقة الأولى ، وهي وإن كانت تستلزم شيئأ من التكرار بالنسبة لمن عنده الأصل " فقه السنة " ، فإنه أكثر فائدة ووضوحا لمن ليس عنده الأصل ، لأنه يستطيع أن يفهم الكلام المنتقدة والحديث المضغف ونحو ذلك دون أن يرجع إلى الأصل ، وقد سميته :
" تمام المنة في التعليق على فقه السنة " .
والله تعالى أسال أن يجعله خالصا لوجه الله الكريم ، وأن ينفع به النفع العميم ، إنه سميع مجيب .
لتحميل الكتــاب

http://www.4shared.com/file/105539035/a0849851/_______.html?s=1 (http://www.4shared.com/file/105539035/a0849851/_______.html?s=1)

أسأل الله أن يرزقنا ويتقبل منا صالح الأعمال