المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأربعون النووية ( 4 )


أم سلمى
06-17-2009, 03:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بين أيديكم الدرس الرابع من الأربعين النووية
نفع الله بها ورزقكم العلم النافع والعمل الصالح
ووفقنا لما يُحبه ويرضاه آمين ..

ابو محمد الحمصي
11-25-2009, 04:45 PM
#تعديل إداري: لا يُسمح بمشاركات الإخوة في هذا القسم#

العظمة لله
11-29-2009, 06:16 AM
مشكورين

نصرة مسلمة
12-21-2009, 07:01 PM
جزاكم الله خيراً
تم التحميل .

أم سلمى
12-21-2009, 11:05 PM
بارك الله لكما أُختاى العظمة لله ونصرة مسلمة
وجزاكما الله خيراً
وأشكركم لمروركم العاطر

أم سلمى
12-28-2009, 10:39 PM
الأربـعون النوويــة ( 4 )

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .. ثم أما بعد
فوائد من حديث جبريل

·بيان حُسن خُلُق النبى صلى الله عليه وسلم ، وأنه يجلس إلى أصحابه ويستمعون إليه وهذا من تواضعه صلى الله عليه وسلم ، وكلما تواضع الإنسان لله يزداد بذلك رفعة لأن من تواضع لله رفعه الله عز وجل
·جواز جلوس الأصحاب إلى شيخهم ومَن يفوقهم ، فهذا مشروع بما لم يُضيّع عليه الأوقات وإلا فلا .. فإنه يجب مراعاة الوقت المناسب لذلك وهل هو مُستعد أم لا .
·فيه منهجية التعلُم : فجبريل عليه السلام علّمنا فى هذا الحديث بعض طُرق العلم والتى منها السؤال والجواب : وقد قال الله عز وجل {فأسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} وكان الصحابة يسألون النبى صلى الله عليه وسلم حتى نزل قول الله تعالى { لا تسألوا عن أشياء إن تُبدَ لكم تسؤكم } فكانوا يحبون أن يأتى الأعرابى أو مَن بالبادية ليسأل فيستفيدوا هُم من السؤال والجواب . .
فجبريل أراد أن يُعلم الأُمة كلها أن السؤال طريق من طرق العلم ، ولذلك جاء للنبى صلى الله عليه وسلم يسأله عن المهمات .
·على طالب العلم الحرص على حُسن الهيئة حيث ينبغى له عندما يجلس لتعلم القرآن أو الحديث أو أحكام الدين – أحكام الحلال والحرام – ينبغي أن يكون متهيئاً بالنظافة الظاهرة كما هو مُتهيئ بالنظافة الباطنية ، فكما نظّف قلبه وأستعد لطلب العلم وهيّأ ذهنه فكذلك ظاهره يتهيّـأ ، فجبريل عليه السلام جاء شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر ولا يظهر عليه غُبار السفر ، وكذلك يجب على طالب العلم أن يُهيئ نفسه بنظافة ظاهره .
·فيه جلسة التعلم : ففى الحديث قال " فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه" وهذه الجلسة أقرها النبى صلى الله عليه وسلم لأنه لم يعترض عليها ، إذاً فهى سُنة ويؤجر عليها إن شاء الله .. وهذه ليست الجلسة الوحيدة المطلوبة ، بل كل جلسة فيها إحترام للمعلم فهى مطلوبة ..

أم سلمى
12-28-2009, 10:42 PM
وهذا معناه أن طالب العلم يجب ألا يجلس جلسة اللامُبالي أو الغير مُهتم : بل يجب أن يجلس الجلسة التى يظهر بها إهتمامه لطلب العلم ، فبعد أن هيّأ هيئته ومظهره فكذلك يتهيأ فى جلسته . وهذه الجلسة تدل على الأدب مع المُعلم ، حيث جلس جبريل أمام النبى صلى الله عليه وسلم جلسة المتأدب ليأخذ منه .
· وفيه : حُسن الإصغاء : فالمتعلم ينبغي أن يفهم منه مُعلمه أنه مُصغي لما يقول ولما يتحدث به ، وهذا الإصغاء سيفيده فى ترقى العلم وفهم المراد فهماً سليماً .
· وفيه : إظهار الحرص على تلقى العلم : فلمّا الإنسان يُنظف ظاهره ويجلس جلسة المتهيئ لتلقى العلم ويُحسن الإصغاء فكل هذا يُبيّن حرصه على تلقى العلم .
· وفيه أن السؤال ينبغى أن يكون عن المُهمات ، فقد سأل جبريل عن ما ينفع الإنسان فى دُنياه وفى آخرته ، ولذلك سأل عن الإسلام ، والإيمان والإحسان ، فلما سأل عن الساعة لم يُجبه النبى صلى الله عليه وسلم لأنه لا يهم أن نعرف متى تقوم ، وعُمر الإنسان محدود فإذا تُوفى فقد قامت قيامته ودخل فى عالم الآخرة فالأحسن أن يسأل عما ينفعه فى حياته الدنيوية والأُخروية ، ولذلك أجابه النبى صلى الله عليه وسلم : ما المسؤول عنها بأعلم من السائل .. أما عندما سأل عن أشراطها فقد أجابه صلى الله عليه وسلم لأن فى ذلك إحياء للإيمان فى قلب الإنسان ودفع له للعمل للآخرة .
· وفيه أن الإجابة على قدر السؤال وبما يُفيد السائل : فكانت الإجابات بدون إطالة بل أعطاه المهم - الأركان - بدون تفاصيل
· وفيه : جواز التورية : لأن جبريل قال : " يا محمد " وهذه العبارة عبارة الأعراب ، فكأنه ورّى ليوهم أنه أعرابى ، وإلا فإن أهل المدينة كانوا ينادون النبى عليه الصلاة والسلام بـقولهم ( يارسول الله )
· وفيه فضيلة الإسلام وأنه ينبغى أن يكون أول مايُسأل عنه ، ولهذا كان النبى صلى الله عليه وسلم إذا أرسل الرسل للدعوة إلى الله كان يأمرهم أن يبدأوا قبل كل شئ بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .
· وفيه : فضل الصلاة وأنها مُقدمةٌ على غيرها .
· وفيه الإنتقال من الأدنى إلى الأعلى : فالإسلام أدنى من الإيمان ، وكل إنسان يمكن أن يُسلم – ظاهراً – { قالت الأعراب ءامنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولمّا يدخل الإيمان فى قلوبكم } فالإيمان ليس بالأمر الهين ، ومحله القلب .

أم سلمى
12-28-2009, 10:44 PM
· وفيه أن الإسلام غير الإيمان : لأن جبريل عليه السلام قال : ما الإسلام ، وقال : ما الإيمان وهذا يدل على المُغايرة .
وهذه المسألة يقول فيها السلف :
إن إجتمعا إفترقا وإن إفترقا إجتمعا
- إن ذُكر الإيمان وحده : دخل فيه الإسلام : قال تعالى { وبشر المؤمنين .. } بعد أن ذكر { .. تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون فى سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ... } قال { وبشر المؤمنين } ..
- وإن ذُكر الإسلام وحده : دخل فيه الإيمان ، فقوله تعالى { ورضيتُ لكم الإسلام ديناً } يشمل الإيمان ، وقوله تعالى {فقل أسلمت وجهى لله ومن اتبعنِ } يشمل الإيمان أيضاً
- وإذا ذُكرا جميعاً فيفترقانِ : ويدل على التفريق قوله تعالى { قالت الأعراب ءامنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولمّا يدخل الإيمان فى قلوبكم }
فصار الأمر كما قال بعضهم : إن إجتمعا إفترقا وإن إفترقا إجتمعا
· وفيه : أنه لابد من الإيمان بالرسل جميعاً ، فلو آمن أحد برسول وكفر بسواه فإنه لم يؤمن برسوله بل هو كافر ، قال تعالى { كذبت قوم نوح المرسلين } مع أنهم كذبوا نوحاً فقط وهو أول الرسل ولا رسول قبله ولكن التكذيب بواحد من الرسل تكذيبٌ بهم جميعاً .
· وفيه : إثبات اليوم الآخر ، وسُمى آخراً لأنه لا يوم بعده ، وهو آخر المراحل
· وفيه : الإيمان بالقدر خيره وشره وأن مراتب القدر أربعة : (1) العلم (2) الكتابة (3) المشيئة (4) الخلق
وهناك دعاء مشهور بين العوام ( اللهم إنى لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللُطف فيه ) فهذا دعاء بدعى باطل ليس له أصل ، وهذا غلط لأن معناه أنك تستثنى ، فالمطلوب من الإنسان أن يطلب من الله رفع البلاء نهائياً فيقول : اللهم عافنى – وهذا ما ورد عن النبى صلى الله عليه وسلم ( اللهم عافنى فى بدنى اللهم عافنى فى سمعى اللهم عافنى فى بصرى لا إله إلا أنت ) وكذلك ( اللهم إنى أسألك العافية فى الدنيا والآخرة ) ( اللهم إنى أسألك العافية فى دينى ودنياى وأهلى ومالى ) ..
وأعلم أن الدعاء قد يرُد القضاء كما جاء فى الحديث ( لا يرد القضاء إلا الدعاء )

أم سلمى
12-28-2009, 10:46 PM
· وفيه : أن القدر فيه خيرٌ وشر :
القدر بالنسبة لفِعْل الله كله خير ، ودليل هذا قول النبى صلى الله عليه وسلم " .. والشر ليس إليكَ .." ولأن الشر لا يقع إلا من الشرير ، والله تعالى خيرٌ وأبقى
فالمفعولات والمخلوقات هى التى فيها الخير والشر أما أصل الفِعْل فلا
فالشر ليس إلى الله عز وجل ، فلا يكون فعله شراً وإنما الشر فى المفعولات أى فى المخلوقات ، مثال ذلك : قال الله تعالى { ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس } الفساد هُنا هل هو خير أم شر ؟
قال تعالى { لنُذيقهم بعض الذى عملوا } لماذا ؟ { لعلهم يرجعون }
إذاً ففى إيجاد الفساد خير وإن كان هو نفسه كمخلوق ومفعول شر .
ولولا الشر ما عُرف الخير ، كما قيل : وبضدها تتميز الأشياءُ
إذاً هناك فرق بين الفِعل والمفعول :
- ففِعل الله الذى هو تقديره ( قَدره ) لا شر فيه لأن الله تعالى لا يُقدِّر شئٍ إلا لحكمة عظيمة عاقبتها حميدة ..
- وأما مفعوله الذى هو المقدور والمخلوق : فهذا هو الذى ينقسم إلى خيرٍ وشر
فإذا قيل : فلماذا قدّر الله الشر ؟
1) ليُعرف به الخير
2) ولأجل أن يلجأ الناس إلى الله عز وجل : فكم من إنسان لا يُحافظ على الأوراد والأذكار ليلاً أو نهاراً إلا مخافة شرور الخلقِ ، فتجده يُحافظ على الأذكار والأوراد لتحفظه من الشرور ، إذاً هذه الشرور فى المخلوقات تحمل الإنسان على المحافظة على الأذكار والأوراد .. إذاً هى خير
· وفيه : أن الساعة لا يعلمها أحد إلا الله سبحانه وتعالى : لأن أفضل رسل الملائكة ( جبريل عليه السلام ) سأل أفضل الرسل البشرية –(محمد صلى الله عليه وسلم ) فقال : ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ، ويترتب على هذا ألا نصدق أى شخص يدعى أن الساعة ستكون يوم كذا سنة كذا ، ومن يصدق ذلك فهو كافر .
· وفيه : الحرص على ظهور الحقيقة : فى قول النبى صلى الله عليه وسلم : أتدرون مَن السائل ؟ قال عمر : الله ورسوله أعلم .
الإمام مالك قال : ( لا أدرى ) نصف العلم
فلا ينبغى لأحد أن يتكلم عن الله أو عن رسول الله إلا إذا كان عنده عِلم ، فإن لم يكن عنده عِلم فيجب أن يقول : لا أدرى حتى لا يدخل الشيطان على الإنسان ويُحبب إليه الإجابة عن كل سؤال يُطرح عليه ، ولهذا نجد الكثيرين يُسارعون فى الإجابة بدون التأكد من صحة العِلم عندهم وهذا فيه خطورة عظيمة ويدخل فى القول على الله بغير عِلم .. ويجب أن يستحضر { وفوق كل ذى علمٍ عليم }
كما أن الإنسان لو تعلّم منذ بداية طلبه للعلم أن يقول ( لا أدرى ) إذا لم يكن عنده علم فلن يدخل عليه الكِبر ولن يدخل عليه الشيطان .

أم سلمى
12-28-2009, 10:48 PM
الحديث الثالث
عن أبى عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنهما قال : سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : بُنى الإسلام على خمسٍ : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان " رواه البخارى ومسلم
أبى عبد الرحمن : هذه كُنيته ، كل ما صُدِّر بـ أب / أم / عم / خال
عبد الله بن عمر : هذا إسمه
بُنى الإسلام على خمس : يعنى الأُسس أى : بُنى على خمس دعائم
بُنى : من الذى بناه ؟
الله عز وجل
فما عُلم شرعاً أو قدراً يجوز أن يُبنى فعله على مَن لم يُسمى فاعله كما قال تعالى { وخُلِقَ الإنسان ضعيفاً } فالخالق هو الله عز وجل ، وهذا معلوم ..
على خمس : أى على خمس دعائم وهى :
(1) شهادة أن لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله
والشهادة هى التصديق ، والمراد هنا : الإقرار والتصديق مع القيام بحقها - بدليل حديث بَعث مُعاذ إلى اليمن : " .. فإن هُم أطاعوا لكَ بذلك .. " فالطاعة هُنا تعني الإنقياد والإستسلام
· شهادة أن لا إله إلا الله : أى لا معبود بحقٍ إلا الله ، فمع طول الزمان وبُعد الناس عن الشريعة فإننا نجد بعض الناس يعبدون آلهة – زعموا – غير الله ) ولهذا نقول : لا معبود بحق إلا الله .. وقد سبق الكلام عنها فى الحديث السابق بالتفصيل .
· وأن محمداً رسول الله : وهذا إثبات لرسالة النبى صلى الله عليه وسلم وأنه مُرسل من عند الله ، وهذا يستلزم محبته صلى الله عليه وسلم " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين " كما أن هذا يستلزم التصديق بنبوته والإمتثال لأمره واجتناب ما نهى عنه ، وألا يُعبد الله إلا بما شرع النبى صلى الله عليه وسلم وقد سبق الكلام بالتفصيل أيضاً فى الحديث السابق .

أم سلمى
12-28-2009, 10:50 PM
(1) إقــام الصــلاة

والصلاة لغةً هى الدعاء ، وشرعاً : أقوال وأفعال يُتعبد بها الله تُفتتح بالتكبير وتُختتم بالتسليم ..
هُنا لم يقل : وأن تؤدى الصلاة ، بل قال " وإقام الصلاة " لأن إقام الصلاة غير تأديتها فقد يؤديها الإنسان ويُخل بها ولكن عندما قال تُقيم الصلاة فإن إقامتها يعنى بشروطها وأركانها وواجباتها وفى وقتها وفِعل المُستطاع من المُستحبات ... وتفصيل ذلك فى كتب الفقه

(2) وإيتــاء الزكــاة

الإيتاء : الإعطاء
والزكاة لغةً : النماء والزيادة والتطهير
واصطلاحاً : هى حقٌ مخصوص فى مالٍ مخصوص لطائفة مخصوصة
حق مخصوص ( يعنى نسبة معلومة ) ، لطائفة مخصوصة ( الأصناف الثمانية التى وردت فى الآية { إنما الصدقات للفقراء والمساكين و...

(3) وحج البيت

الحج لغةً : هو القصد
واصطلاحاً : قصد البيت الحرام فى مكة لأداء أعمال مخصوصة فى زمن مخصوص
الأعمال المخصوصة ( الطواف – السعى – الرمى – المبيت بمزدلفة ومنى – الوقوف بعرفة ... ) .. والزمن المخصوص : فى ذى الحجة
(4) وصوم رمضــان

الصوم لغةً : الإمساك
واصطلاحاً : إمساكٌ عن المفطرات من طلوع الفجر الصادق إلى غروب قرص الشمس

وقد سبق بيان كل هذه الأركان فى حديث جبريل ، ولكن فى هذا الحديث قدّم الحج على الصوم - وهذا يدل على دقة نقل الصحابة رضى الله تعالى عنهم لحديث النبى صلى الله عليه وسلم - فيُقال : هذا ترتيب ذكرىٌ ، والترتيب الذكرى يجوز فيه أن يُقدّم ويؤخر وذلك كقول الشاعر : إنَّ من سادَ ثم سادَ أبوه ثم سادَ من بعد ذلك جدهُ
فهذا الترتيب ترتيب ذكرى وليس ترتيب واقعى ، فالترتيب فى هذا الحديث ترتيب ذكرى وإلا فقد سبق فى حديث جبريل تقديم الصيام على الحج .. ولا حاجة لإعادة شرح هذه الكلمات

ولكن أنقل لكم ما قاله الشيخ ابن العُثيمين :
إن الله عز وجل حكيم ، بنى الإسلام العظيم على هذه الدعائم الخمس من أجل إمتحان العباد
- فالشهادتان : نُطق باللسان وأعتقادٌ بالجنان
- وإقام الصلاة : عمل بدنى ( عبادة بدنية ) يشتمل على قول وفعل
- إيتاء الزكاة : عبادةٌ مالية
- الصيام : عبادة بدنية ولكن من نوع آخر ، فالصلاة عبادة بدنية ولكنها ( فِعل) ، والصيام عبادة بدنية ولكنه ( تَرك ) يترك طعامه وشرابه وكل ما أُمر بتركه
- والحج : عبادة مالية وبدنية

أم سلمى
12-28-2009, 10:51 PM
وقد تنوعت العبادات ليكون بذلك الإمتحان .. سبحان الله ..
فهى بذل المحبوب والكف عن المحبوب وإجهاد البدن : كل هذا إمتحان :
بذل المحبوب مثل الزكاة : لأن المال محبوب للإنسان كما قال الله عز وجل { وتحبونَ المال حُباً جماً } ، { وإنه لحب الخير لشديد }
الكف عن المحبوب مثل الصيام : كما جاء فى الحديث القدسى : " .. يضع طعامه وشرابه وشهوته من أجلى .. "
فتنوعت هذه الدعائم الخمس على هذه الوجوه تكميلاً للإمتحان :
- فبعض الناس يسهُل عليه أن يصوم ولكن يصعب عليه أن يدفع قرشاً واحداً
- وبعض الناس يسهل عليه أن يُصلى ولكن يصعب عليه أن يصوم
- وهكذا ....

مسائل على الحديث :
1) أن هذا الدين ( الإسلام ) له أُسس وله فروع ، والأُسس هى هذه الخمسة ولا يقوم الإسلام إلا على هذه الأُسس كلها ، وإذا إختلَّت : إختلَّ جزءٌ من الإسلام
2) أن أهم هذه الأُسس هو الشهادتان فهى المدخل لهذا الدين ، وهى تمثل العمل القلبي الذى يظهر أثره على الجوارح . وهذا العمل القلبي لابد أن ينطق به اللسان وأن تعمل به الجوارح فلا يقُل بلسانه ( لا إله إلا الله ) وفى نفس الوقت يأتى بأعمال تنقضها
3) عِظَم أمر الصلاة فى إقامتها ، فالصلاة هى عمود الدين ، ولم يأتِ عن النبى صلى الله عليه وسلم نفى الإسلام لمن ترك شيئاً من الدين إلا فى الصلاة حيث قال صلى الله عليه وسلم : " إن بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة " وقال " الأمر الذى بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر " .. فهذا يدل على أهمية الصلاة ..
وهى أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة فإن قُبلت نُظر فى بقية أعماله ، وإلا : رُدت عليه ورُد عليه سائر عمله .
ومما يدل على أهمية الصلاة أنها شُرعت فى السماء فى رحلة الإسراء والمعراج ،
فيجب على المسلم أن يحرص على الصلاة وأن يؤديها فى أوقاتها ، فقد جاء جبريل عليه السلام ليُعلم النبى صلى الله عليه وسلم فصلَّى مرة فى أول الوقت وصلى مرة فى آخر الوقت ، وجعل الوقت فيما بين الصلاتين .. وهذا يدل على أهميتها
والكلام فى الصلاة يطول ، فأمر الصلاة عظيم ينبنى عليه هذا الدين لأنها عامود الدين فلابد أن ننتبه لهذا ..
4) أهمية الزكاة : وأنها الركن الثالث من أركان الإسلام ، ومهما بحث الإقتصاديون وأصحاب الأمال والشؤون الإجتماعية وغيرهم فلن يجدوا نظاماً أروع ولا أحسن من نظام الزكاة
ثم إن الزكاة تطهيرٌ للمال كما هى تطهيرٌ للنفس من الشُح والبُخل وحُب المال والحرص عليه

وإذا قال قائل : إذا ترك شخص ركن من هذه الأركان هل يكفر أم لا ؟
فالجواب : أنه إن لم يشهد أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فهو كافر بالإجماع ولا خلاف فى هذا
وأما إذا ترك ( الصلاة - الزكاة – الصيام – الحج ) ففيها خلاف :
- فعن الإمام أحمد – رحمه الله – رواية أن من ترك واحدة منها فهو كافر .. لكن هذه الرواية ضعيفة
- والصواب أن ( الزكاة – الصيام – الحج ) لا يكفر تاركها إلا إذا أنكرها لأن هذا من المعلوم من الدين بالضرورة
أما الصلاة فقد قال عبد الله بن شقيق رحمه الله : كان أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركهُ كُفر إلا الصلاة ..

فهذا الحديث يدل على أهمية هذه الأركان
وأقتصار النبى صلى الله عليه وسلم على هذه الأركان لا يعنى أنه ليس هناك واجبات أخرى بل هناك واجبات أخرى بيّنتها النصوص الأخرى .. وإنما هذه الأركان هى دعائم وأُسس .


ونكتفى بهذا القدر فى هذا اللقاء ، وجزاكن الله خيراً
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفركَ وأتوبُ إليك

نصرة مسلمة
06-14-2011, 05:32 PM
بارك الله فيكم و نفع بكم