المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حملوا كتابي (( صِفاتُ البيتِ المسْلِمِ -ط3 مزيدة ومعدلة للشاملة 3 +ورد +بي دي إف


أبو بكر علي
06-16-2009, 11:35 AM
الطبعة الثالثة
1430هـ -2009 م
((بهانج - دار المعمور ))

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
من النعم العظيمة التي امتن الله تعالى بها على عباده نعمة البيوت , قال تعالى:{وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ } (80) سورة النحل.
وكان من دعاء امرأة فرعون أن يبني الله لها بيتاً عنده في الجنة قال تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} (11) سورة التحريم.
فالبيت نعمةٌ لا يعرف قيمته وفضله إلا من فقده وعاش في ظلمات سجن أو في غربة أوفي فلاة ، وفي البيت يجد المسلم راحته وهدوءَ باله، وفيه السكنُ والراحة والمودّة في خضمّ مشاكل الحياة. وطريق الفوز والنجاة والفلاح في الدنيا والآخرة لا يبدأ إلا بِصلاح البيوت وتربيتها على الإيمان والقرآن والذكر؛لأن الخسارة ستكون فادحة وعظيمة يوم يخسر الإنسان أهله ويُضّيع من يعول:{قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلاَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} الزمر:15.
عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ قَالَ سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ جَابِرٍ يَقُولُ : شَهِدْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِى رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِى بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَتَاهُ مَوْلًى لَهُ فَقَالَ : إِنِّى أُرِيدُ أَنْ أُقِيمَ هَذَا الشَّهْرَ هَا هُنَا يَعْنِى رَمَضَانَ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ : هَلْ تَرَكْتَ لأَهْلِكَ مَا يَقُوتُهُمْ؟ فَقَالَ : لاَ. قَالَ : أَمَّا لاَ فَارْجِعْ فَدَعْ لَهُمْ مَا يَقُوتُهُمْ فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ :« كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ ». (1) .
والبيتُ أمانةٌ يحملها الزوجان، ولا بدَّ أن يقيما أسسه على تقوى من الله وإيمان لأن البيت المؤمن السعيد هو البيتُ الذي جعل منهجه الإسلام قولاً وعملاً.
تلك النعمةُ التي لا يحسٌّ بها إلا مَن حُرمها ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ « الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا وَكَفَانَا وَآوَانَا فَكَمْ مِمَّنْ لاَ كَافِىَ لَهُ وَلاَ مُئْوِىَ » (2) .
فهذه البيوت هي التي نستقرُّ بها ، ونأوي إليها فتحمينا من الحرِّ والبرد , تلك البيوتُ التي نحسُّ فيها بمعنى السعادة والسكن والطمأنينة , تلك البيوتُ التي نحقق فيها معاني المودة والرحمة ، تلك البيوتُ التي نجد فيها قرة الأعين من الزوجة والأولاد {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} (74) سورة الفرقان .
تلك البيوتُ التي نحقق فيها منهج استخلاف الله لنا في هذه الحياة .
إنَّ النعم إذا شُكرت قرَّتْ وإذا كُفرت فرَّت، فهل شكرنا الله تعالى على نعمة البيوت ، قال تعالى : {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} (7) سورة إبراهيم .
تأمل وانظر حولك ستجدْ أناسا لا يجدون سكناً يؤويهم ولا بيوتاً تضمُّهم كيف تكون حالهم ؟ بل كيف حالُك وأنت تسكنُ في هذه البيوت الحديثة المزودة بكل وسائل الراحة والأمان فما أعظمها من نعمة !.
إنَّ النجاة كما أخبرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - تكون في ثلاث فعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: قُلْتُ " يَا نَبِيَّ اللهِ مَا النَّجَاةُ ؟ قَالَ: " أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ " (3)
فهل أحسست الآن بنعمة البيت ؟ وهل ستعود إلى بيتك لتصلحَه وتجعلَه صالحاً لأن يكون بيتاً ربانياً مؤمناً ؟ .
وهذا كتاب فيه صفات البيت المسلم ، الذي تخيم عليه السعادة والمحبة والمودة والسرور ، كما قال تعالى ممتنا على عباده المؤمنين : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (21) سورة الروم
فقد ذكرت فيه أهم هذه الصفات ، التي إذا التزمت بها الأسرة المسلمة سعدت في الدارين.
قال تعالى : {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (35) سورة الأحزاب
هذا وقد تعرضت فيه للأبحاث التالية :
بيتُنا بيتُ السَّعادةِ- البيتُ نعمةٌ-دستورُ البيتِ المسلمِ-صِفاتُ سُكَّانِ البيتِ المسلِمِ-مواصفاتُ البيتِ المسلمِ-البيئةُ الاجتماعيةِ الصالحةِ-بيتُنا مسجدٌ-بيتُنا معْهَدٌ-بيتُنا منظَّمٌ - أثاثُ البيتِ ومفروشاتُهُ -بيتُنا تقيٌّ نقيٌّ -بيتُنا راضٍ مطمئنٌّ-بيتُنا واضحٌ متميِّزٌ-بيتُنا نظيفٌ-بيتُنا جميلٌ-بيتُنا آمنٌ-في بيتِنا هاتفٌ-بيتُنا صِحيٌّ-في بيتِنا مريضٌ-بيتُنا مَرِحٌ-بيتُنا مقتَصِدٌ -تربيةُ الأبناءِ-مهاراتُ الأسرةِ المسلمةِ-ما ينزهُ عنه البيت المسلم-خاتمةٌ-.
أسأل الله تعالى أن ينفع به كاتبه وقارئه وناشره والدال عليه في الدارين .
كتبه
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
حمص في 18 ذو القعدة 1428 هـ الموافق ل 27 /11/2007 م
وعدل بتاريخ 8 شعبان 1429 هـ الموافق 10/8/008 م
وعدل بتاريخ 28 جمادى الأولى 1430 هـ الموافق 22/5/2009 م

- - - - - - - - - - -
وحملوه من هنا :
http://up.ahlalalm.net/ccfiles/XPn37362.rar
__________
(1) - السنن الكبرى للبيهقي- المكنز - (7 / 467) (16112) صحيح
(2) - صحيح مسلم- المكنز - (7069 )
(3) - شعب الإيمان - (2 / 239) (784 ) وسنن الترمذى- المكنز - ( 2586) صحيح لغيره