المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : **دعوة إلى المشاركة دراسة ورقات الجويني -رحمه الله-(س & ج)**


أبو الفرج المنصوري
05-08-2009, 12:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خير خلق الله ، وخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد النبي الأميّ الأمين ، وعلى آله وصحبه ، وسلم تسليمًا كثيرًا ...
ثم ما بعد:
فلما كان علم أصول الفقه من آكدِ وأهمِ وأجلِّ العلوم التي يصل به الفقيه إلى كيفية فهم النصوص والاستدلال والاستنباط بها ولها ، ولما كان أحد الجناحين التي يحلق بهما الفقيه ، وجب على طلاب العلم دراسة هذا الفن الشريف الذي يُعدُ كالخُطوة الأولى على سُلم الاجتهاد...
فهذه محاولة مني لدراسة وتقريب هذا الفن على هيئة (س&ج)، من خلال المناقشة والمذاكرة والبحث والتنقيب ؛ لأنهم من أفضل أنواع الدراسة والمذاكرة
ولا أتصدر لمثل هذا الأمر لنبوغي فيه وأهليتي له ، أو لتفوقي على غيري فيه!!(أستغفر الله)!! بل لحبي له واهتمامي الشديد به! فكلنا عيالٌ على العلم
فهذه كانت مجرد فكرة فإذا لقت القَبول والاستحسان
شمرنا عن ساعد الجد ، وتوكلنا على الله ، وإن كانت الأخرى ، فلا حول ولا قوة إلا بالله ، وما أردتُ إلا الخير
في انتظار الردود والآراء
************

أم عمر
05-09-2009, 12:52 AM
بارك الله فيكم ونفع بكم وجزاكم عنا خيراًا
كلما سمح الوقت شاركت بإذن الله لأتعلمها فهذ أمنية منذ فترة

أبو مصعب السلفي
05-09-2009, 01:46 AM
توكل على الله يا أستاذي
وحبذا لو الورقات متوفرة على النت أن تضع لها رابط هاهنا
جزاك الله خيراً
..

أم عبد الرحمن السلفية
05-10-2009, 04:04 PM
ما شاء الله .. تبارك الله .
متابعة بقدر الله - عزوجل - .
وجزاكم الله خيراً, ونفع بكم .
ورزقنا الله وإياكم العلم النافع, والعمل الصالح .

أبو الفرج المنصوري
05-13-2009, 12:27 AM
جزى اللهُ الجميعَ خيرًا ، على المشاركة والمرور
ولكن الظاهر أن الأمر لم يلقى القَبول
فأنسحب منكس الرأس
وجزاكم الله خيرًا

أم عمر
05-13-2009, 12:45 AM
!!!!!
بل حاذ القبول ولهذا شاركت وأم عبد الرحمن والمشرف العام وننتظر أن تبدأوا وإن قصدتم عدم التفاعل من الأعضاء فهذا ليس بيدنا وبإذن الله مع المشاركة والبدء الفعلى يزداد التفاعل خاصة أن الموضوع علمى بحت

يسر الله لنا ولكم

أم عبد الرحمن السلفية
05-13-2009, 03:25 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الشيخ الفاضل ..
جزاكم الله خيراً, ولكن وددتُ أن تعرفوا أنَّ قسم الفقه لا يمتاز بكثرة زواره .
فيُرجى منكم البدأ إن لم يكن في الأمر إثقال عليكم, ولعلَّ الله يُحدث بعد ذلك أمراً .
ورزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح .

أبو أنس الأنصاري
05-13-2009, 03:42 AM
مشارك بإذنِ اللهِ أخي الحبيب.

*زهرة الفردوس*
05-13-2009, 08:37 PM
تسجيل متابعه بإذن الله

ولعل الامركما ذكرت الاخت الحبيبه ام عمر وام عبد الرحمن ان هذا يرجع الى ان الموضوع علمى بحت وقسم الفقه لا يمتاز بكثرة زواره
وليس الكثيرممن يرتاد هذا القسم فلم يعلم الاخيارهنا بهذا ولكن يا شيخنا استعن بالله وانطلق ولعل النفع يكون ف القليل فليس العبره بالكم كماتعلمون

( فمالا يدرك كله لايترك جُله)

فاين انت من التأسى بأستاذ الصبر الاول
(محمد صلى الله عليه وسلم)!!!!

فعليك بالصبر والمصابره على هذا وعلى قدر المشقه يكون الاجر
وكن حليماً في التعليم ,واصبر على ما تلاقيه منا ففي الغراس مشقة وفي القطف أجر ومثوبة،

وفقكم الله الى مايحب ويرضى ونفع بكم

*زهرة الفردوس*
05-13-2009, 08:42 PM
واسمحوا لى بهذه الاضافه من باب التعريف لمن يجهله


الجويني.. إمام الحرمين



ولد الجويني في (18 من المحرم 419هـ= 12 من فبراير 1028م) في بيت عرف بالعلم والتدين؛ فقد كان أبوه "عبد الله بن يوسف بن محمد بن عبد الله بن حيوه" واحدًا من علماء نيسابور المعروفين، وأحد فقهاء المذهب الشافعي (http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/10/article17.shtml)، وله مؤلفات كثيرة في التفسير والفقه والعقائد والعبادات، وقد اشتهر بحبه الشديد للعلم، كما عُرف بالصلاح والورع، ومن ثم فقد حرص على تنشئة ابنه "عبد الملك" تنشئة إسلامية صحيحة، في جو من العلم والأدب والثقافة الإسلامية.


وكان مثالا أو قدوة تمثلها ابنه في كثير من الصفات، وحرص الأب على أن يعلم ابنه بنفسه منذ حداثة سنه؛ فدَرَّس له الفقه والعربية وعلومها، واجتهد في تعليمه الفقه والخلاف والأصول. واستطاع الجويني أن يحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، وكان يحضر مجالس والده حتى برز على أقرانه، وتفوق على كثير ممن كانوا يتلقون العلم في مدرسة أبيه، وقد ساعده على ذلك ما حباه الله به من عقل راجح، وذهن متقد، وحافظة قوية، مع حبه للعلم وشغفه بالاطلاع والبحث.


بين الدرس والتدريس


وكان الجويني ذا روح وثّابة إلى الحق والمعرفة، يميل إلى البحث والنقد والاستقصاء؛ فلا يقبل ما يأباه عقله، ويرفض ما بدا له فيه أدنى شبهة أو ريبة، وظل الجويني ينهل من العلم والمعرفة في شغف ودأب شديدين حتى صار من أئمة عصره المعروفين وهو لم يتجاوز العشرين من عمره، فلما توفي أبوه جلس مكانه للتدريس وهو في تلك السن المبكرة؛ فكان يدرس المذهب الشافعي (http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/10/article17.shtml)، ويدافع عن العقيدة الأشعرية (http://www.khayma.com/internetclinic/mathahb/alashaera.htm)، ولكن ذلك لم يمنعه من الاستمرار في البحث ومواصلة التحصيل والاطلاع؛ فكان تلميذا وأستاذا في آن واحد.


ومع أن والده كان هو المعلم الأول في حياته، فإن ذلك لم يمنعه من التلقي على مشاهير علماء عصره؛ فأخذ علوم الفقه عن "أبي القاسم الإسفراييني"، (http://www.islam-online.net/arabic/history/1422/Shawwal/history19.shtml) كما تلقى علوم القرآن الكريم على يد "أبي عبد الله محمد بن علي النيسابوري الجنازي" الذي عرف بشيخ القراء، وغيرهم.


في الحجاز


كان نجم الجويني قد بدأ يلمع في نيسابور وما حولها، وانتشر صيته حتى بلغ العراق والشام والحجاز ومصر، لكنه تعرض لبعض العنت والتضييق، فاضطر إلى مغادرة نيسابور، وتوجه إلى بغداد فأقام فيها فترة وتوافد عليه الطلاب والدارسون، وما لبث أن رحل إلى الحجاز فأقام بمكة وظل بها أربع سنوات يدرّس ويفتي ويناظر ويؤم المصلين بالمسجد الحرام حتى لقبه الناس بـ"إمام الحرمين" لعلمه واجتهاده وإمامته، وكان يقضي يومه بين العلم والتدريس ويقيم ليله طائفا متعبدا في الكعبة المشرفة؛ فصفت نفسه، وعلت همته، وارتفع قدره.


وقد عرف التصوف الحق طريقه إلى قلب الجويني؛ فكانت مجالسه الصوفية رياضة روحية وسياحة نفسية يحلق بها في آفاق إيمانية وحبه، يبكي فيبكي الحاضرون لبكائه، ويجد فيها مجاهدة لنفسه ومراجعة لها.


وعاد الجويني مرة أخرى إلى نيسابور؛ حيث قام بالتدريس في "المدرسة النظامية (http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/11/article25.shtml)" التي أنشأها له الوزير "نظام الملك (http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/11/article25.shtml)" لتدريس المذهب السني.


وظل الإمام الجويني يدرس بالمدرسة النظامية، فذاع صيته بين العلماء، وقصده الطلاب والدارسون من البلاد الأخرى.


وكانت هذه الفترة من أخصب الفترات في حياة الإمام؛ ففيها بلغ أوج نضجه العلمي، وصنف الكثير من مؤلفاته.


مؤلفاته


ومؤلفات الجويني على كثرتها لم تنل القدر الملائم لها من العناية والاهتمام من قبل الباحثين والمحققين، فمعظمها لا يزال مخطوطا، ولم يُطبع منها إلا عدد قليل منها:


- الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد.


- البرهان في أصول الفقه.


- الرسالة النظامية (أو العقيدة النظامية).


- الشامل في أصول الدين.


- غياث الأمم في التياث الظلم. ومعناه: منقذ الأمم من الوقوع في الظُلَم.


- لمع الأدلة في قواعد عقائد أهل السنة والجماعة.


- الورقات في أصول الفقه.


وبرغم ما عرف به الجويني من غزارة العلم، وما اتسم به من رجاحة العقل وحب العلم، وما بذله من جهد صادق في خدمة الدين، فإنه كان هدفا لبعض الطاغين عليه، الذين حاولوا النيل من علمه والتشكيك في صحة عقيدته، وذلك من خلال أقوال اقتطعوها من كلامه، وأخرجوها من سياقها، وراحوا يفسرونها على هواهم، وفق ما أرادوا توجيهها إليه، ولكنها اتهامات مرسلة، ومطاعن واهية لا تستند إلى حقائق علمية.


وبعد رحلة حياة حافلة بالعلم والعطاء، أصيب الجويني بعلة شديدة، فلما أحس بوطأة المرض عليه انتقل إلى "بشتنقان" للاستشفاء بجوها المعتدل، ولكن اشتد عليه المرض فمات بها، وذلك في مساء الأربعاء (25 من ربيع الآخر 478هـ= 20 من أغسطس 1185م) عن عمر بلغ تسعا وخمسين عاما.‏‏

بسمة الفجر
05-13-2009, 11:10 PM
جزاكم الله خيراً

إن شاء الله نتابع

أبو الفرج المنصوري
05-14-2009, 02:25 AM
حسنًا .. أبدأ إن شاء الله
ولعل هذا الأمر يكون في ميزان حسناتكم ؛ لأنِّي كنتُ صرفت النظر عنه، لولا مروركم وحرصكم!
وأقدم شكري لكل من شارك من إخواننا الفضلاء، واخواتنا الفُضْلَيات
فجزاكم الله خيرًا عن كل من استفاد من هذا الأمر-وأنا طبعًا أولهم-
وسنبدأ إن شاء الله يوم الجمعة ، حتى أنتهي مما في يدي.
وسيكون الشرح بطريقة سهلة ميسورة على هيئة (س&ج) كما ذكرنا وسأرفع إليكم بعض الكتب والمراجع للبحث والمناقشة ، وسنبدأ بالتعريف بالمؤلف والتعريف بالكتاب وشروحاته وطبعاته وسأرفع لكم منه نسخة أيضًا ، ثم ننتقل إلى أهمية علم أصول الفقه والتعريف به ثم الخوض في الكتاب.
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى
وجزاكم الله خيرًا

أبو أنس الأنصاري
05-14-2009, 04:30 AM
يسَّرَ اللهُ لكَ أخانا، وحفظكَ، وزادكَ من فضلهِ.

أم عبد الرحمن السلفية
05-15-2009, 01:55 AM
جزاكم الله خيراً, ورزقنا الله وإياكم العلم النافع, والعمل الصالح .

أبو الفرج المنصوري
05-16-2009, 02:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


رب يسِّر وأعن يا كريم


بداية وقبل الخوض في الكتاب ، فهناك مقدمات يجب ذكرها ومصطلحات يجب تعريفها عن علم أصول الفقه ، فيجب أولًا تحقيق مفهومه ، وتعريف موضوعه وغايته، وما فيه من البحث عنه من مسائله، وما منه استمداده ، وتصوير مباديه وما لا بد من سبق معرفته قبل الخوض فيه ؛ لأنه حق على كل من حاول تحصيل علم من العلوم، أن يتصور معناه ليكون على بصيرة فيما يطلبه، وأن يعرف موضوعه تمييزا له عن غيره، وما هو الغاية المقصودة من تحصيله، حتى لا يكون سعيه عبثا، وما عنه البحث فيه من الاحوال التي هي مسائله لتصور طلبها، وما منه استمداده ، وأن يتصور مبادئه التي لا بد من سبق معرفتها فيه، لإمكان البناء عليها.


وسأعرض عليكم كل ذلك على هيئة (س&ج).

س1: ما هو حكم تعلم أصول الفقه؟!
ج1:إنَّ حكم تعلم أصول الفقه يختلف باختلاف الأشخاص فتارة يكون فرض عين وتارة يكون فرض كفاية.
فيتعين تعلم أصول الفقه على من أراد الاجتهاد ، فإن كان الشخص يهيئ نفسه للوصول إلى درجة الاجتهاد في الشريعة الإسلامية ، ويريد أن يرفع الجهل عنه وعن غيره ، ويريد أن يتصدر للإمامة والفتوى ، فوجب عليه بعينه أن يتعلم هذا العلم لأنه بدونه لا يستطيع أن يستنبط الأحكام الشرعية من أدلتها، ولا يستطيع أن يصل إلى درجة الاجتهاد.
أما طالب العلم العادي الذي يتعلم على سبيل النجاة لنفسه فقط وليس المتخصص، فتعلم هذا العلم فرض كفاية – فإذا تعلمه غيره سقط عنه ، وإذا تعلمه البعض ، سقط عن البعض الآخر- مثله كَمِثْلِ تعلم مصطلح الحديث وعلم الرجال والجرح والتعديل وعلوم اللغة وغير ذلك من علوم الآلة...
فيجب في الأمة أن يكون فيها مجتهدين وأصوليين ولغويين ومفسريين ومحدثيين...
كما يجب أن يكون فيها الأطباء والمعلمين...

س2: ما هي فائدة تعلم أصول الفقه؟
هناك فوائد عديدة في تعلم هذا العلم ويمكن إجمالها في التالي:
** أنه يبين المناهج والأسس والقواعد والطرق التي يستطيع الفقيه عن طريقها استنباط الأحكام الفقهية للحوادث والنوازل المتجددة ، ومن خلاله يستطيع العالم أن يجد الحكم لأي حادثة تحدث.

** ومن فوائده: استخلاص القول الراجح من المسائل المختلف فيها.

** ومن فوائده: ينمي الملكة الفقهية ويجعلك حاذقا متفننًا في العلم.

** ومن فوائده: التعرف على أسباب اختلاف العلماء ، والوقوف على طرق الأئمة وأصولهم.

** ومن فوائده: يستطيع الباحث من خلاله تخريج المسائل والفروع غير المنصوص عليها والتي ليس عليها دليل صريح.

** ومن فوائده: أنه يستطيع الباحث من خلاله الرد على المشككين في الإسلام وأنه يدعو إلى الله على بصيرة.

** العالم بالأصول يعلم يقينًا أن الإسلام مصلح لكل زمان ومكان ، وأنه قادر على معالجة قضايا العصر ومشكلاته ووقائعه ومستجداته ونوازله.

** فإن المتخصص أيضًا في علم التفسير والحديث واللغة يجب أن يتعلموا ويأخذوا طرفًا من هذا الفن الذي يبين لهم دلالات الألفاظ ومعانيها ، وهل يدل على الحكم بالمنطوق أو بالمفهوم ، أو بعبارة النص أو بإشاراته، أو بدلالته أو باقتضائه...

** ومن فوائده: الجمع بين العقل والنقل ، ويعرفك طريقة إيراد المسألة ، وتصويرها ، والاستدلال عليها ، والاعتراض على بعض الأدلة ، والجواب عن تلك الاعتراضات بأسلوب علمي مبني على أسس وقواعد ومناهج تندر أن تجدها في غير هذا العلم.

س3: ما هي غاية علم أصول الفقه؟
ج3:غاية علم الأصول هي الوصول إلى معرفة الأحكام الشرعية، التي هي مناط السعادة الدنيوية والأخروية.

س4: من أي شيء يستمد منه علم أصول الفقه؟

ج4: وأما ما منه استمداده، فعلم الكلام، والعربية، والأحكام الشرعية

س5: ما هي مبادئ علم أصول الفقه؟
ج5: وأما مبادئه: فاعلم أن مبادئ كل علم هي التصورات والتصديقات المسلمة في ذلك العلم، وهي غير مبرهنة فيه، لتوقف مسائل ذلك العلم عليها.

س6: ما هو موضوع أصول الفقه؟
ج6: وأما موضوع أصول الفقه: فاعلم أن موضوع كل علم، هو الشئ الذي يبحث في ذلك العلم عن أحواله العارضة لذاته.ولما كانت مباحث الأصوليين في علم الأصول، لا تخرج عن أحوال الأدلة الموصلة إلى الأحكام الشرعية المبحوث عنها فيه، وأقسامها، واختلاف مراتبها، وكيفية استثمار الأحكام الشرعية عنها، على وجه كلي، كانت هي موضوع علم الأصول.

س7: ما هي مسائل علم أصول الفقه؟
ج7: وأما مسائله فهي: أحوال الأدلة المبحوث عنها فيه.

س8: هل عرف الصحابة رضوان الله عليهم هذا العلم؟!
ج8: (لا) ما عرف الصحابة -رضوان الله عليهم- علم أصول الفقه كمثله من بعض العلوم كالنحو والصرف والبلاغة والعروض وأصول التفسير ومصطلح الحديث وعلم الرجال... (فالعلم نقطة كثرها الجاهلون)
ولكن كان كل ذلك عندهم سليقة وفطرة وقريحة وملكة جُبلوا عليها وتطبعوا بها ، كيف لا وقد كانوا أفصح البشر ، وبلغتهم نزل القرآن فكانوا يعرفون مقصد الكلام ومغزاه من لحن القول وفحواه ، ويستنبطوا ويرجحوا ، فقد عاصروا الوحي والتنزيل ، ولزموا النبي صلى الله عليه وسلم في إقامته وسفره ، وكانوا مع كل ذلك على قدر كبير من الفطنة والدهاء والذكاء وسلامة الذوق ونور البصيرة ، فضلًا أنهم كانوا مؤيدين من قِبَل المولى عز وجل،فوقفوا على أسرار الشريعة ومقاصدها، ولم يجدوا في أنفسهم حاجة إلى دراسة قواعد يستعينون بها في استثمار نصوص الشريعة ، ولا ضرورة تلجئهم إلى تدوي أصول يرجع إليها في استنباط الأحكام من الأدلة.
أما نشر هذا العلم وتدوينه وتقييده بالصورة التي نحن عليها الآن بدأ لما بَعُدَ العهد بزمن النبوة، وكثر اختلاط العرب بغيرهم من الفرس والروم، وترجم كثير من الكتب اليونانية وغيرها إلى اللغة العربية أيام الدولة العباسية استعجم كثير من العرب في لغتهم، وأساليب كلامهم، وتأثرت أذواقهم، واختلف مناهجهم وتغيرت إغراضهم في نثرهم وشعرهم. وتأثروا بهم فبعدوا عن لغتهم واختلط الحابل بالنابل. والله المستعان!

أم كريم
05-16-2009, 07:19 AM
بارك الله فيكم وزادكم من فضله وعلمه وجزانا واياكم و المسلمين اجمعين كل خير وزادنا من فضله وجوده علما نافعا لا مضرا ويسر لنا ما اكرمنا به وجعله حجة لنا لا علينا

أم عبد الرحمن السلفية
05-19-2009, 05:31 PM
جزاكم الله خيراً, ونفع بكم .

أبو أنس الأنصاري
05-20-2009, 06:16 AM
واصل وصلكَ اللهُ.

أبو الفرج المنصوري
05-20-2009, 07:23 PM
جزى الله خيرًا الأخت الفاضلة سلوى على والمرور.
وجزى الله خيرًا الأخت أم عبد الرحمن السلفية المتابعة والمرور
وجزى الله خيرًا الأخ الحبيب الخلوق أبا أنس الأنصاري على المرور
وسامحوني على التأخير ولكني مشغول جدًا في هذه الأيام ولن أستطيع المشاركة يوميًا فلتكن يومًا بعد يومٍ.

س9: هل يُقدَّم تعلُّم أصول الفقه ، أم تعلُّم الفقه؟
ج9: اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين:
أحدهما:
تعلُّم الأصول يُقدَّم على تعلُّم الفقه، واستدلوا بأن الفروع لا تدرك إلا بأصولها ، والنتائج لا تُعرف حقائقها إلا بعد تحصيل مقدماتها ، والفروع نتائج والمقدمات أصول،وليكون المتعلم على ثقة مما يدخل فيه ، ويكون قادرًا على فهم مرامي جزئيات الفقه، وذهب إلى هذا القول: - أبو اسحاق الشيرازي في شرح اللمع ، وابن برهان في الأصول ، وابن عقيل في الواضح ، وأبو بكر القفال الشاشي ، وهذا أيضًا ما رجحه د/ النملة في مهذبه. ويُنظر شرح الكوكب المنير ، والمسودة.
والقول الآخر:
بأن تعلُّم الفقه يُقدَّم على تعلم الأصول ، وذهب إلى هذا القول أبو يعلى الفراء في كتابه العُدَّه ، ويقولون بتعلُّم الفروع تحصل الدربة والملكة التي تجعله يستفيد من تلك الأصول والقواعد استفادة صحيحة ، لأن من لم يعتمد طرق الفروع والتصرف فيها ، لا يمكنه الوقوف على ما يبتغي بهذه الأصول من الاستدلال.


س10: من هو أول من ألف في أصول الفقه؟
ج10 : اعلم يرحمك أن أول من ألَّف ودوَّن علم أصول الفقه هو: الإمام أبو عبدالله محمد بن إدريس الشافعي –رحمه الله تعالى ورضي عنه- فأملى كتابه: (الرسالة) ، وكتبه عنه تلميذه النجيب الربيع بن سليمان المُرادي –رحمه الله-

وقد قيل أن أول من صنف في هذا الفن هو الإمام أبي حنيفة –رحمه الله تعالى- في كتاب: (الرأي) ووضَّح فيه طرق الاستنباط. وهذا القول على خلاف ما قاله أهل العلم ، والراجح والصواب والله أعلم القول الأول

أم عمر
05-20-2009, 07:34 PM
جزاكم الله خيراً وبارك لنا ولكم فى أوقاتنا

رحمتك يارب
05-20-2009, 08:21 PM
جزاكم الله خيراً وبارك لنا ولكم فى أوقاتنا

أم عبد الرحمن السلفية
05-24-2009, 01:14 AM
اسأل الله أن يرزقنا وإياكم البركة في أوقاتنا .
ورزقكم ربي الإخلاص والقبول .

أبو الفرج المنصوري
06-07-2009, 09:03 PM
معذرة!! سأتوقف عن المشاركة لظروف خاصة... جزاكم الله خيرًا