المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدرس الثاني - الأربعين النووية


أم سلمى
04-30-2009, 05:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إليكم يا أخواتي وبناتي الدرس الثاني من الأربعين النووية



http://img227.imageshack.us/img227/4558/line9ey1.gif








الحديث الثاني

عن عُمر بن الخطاب رضى الله عنه أيضاً قال : بينما نحنُ جلوسٌ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يومٍ إذ طلع علينا رجلٌ شديدُ بياضِ الثياب ، شديدُ سوادِ الشعر ، لا يُرى عليه أثرُ السفر ، ولا يعرفه منا أحد ، حتى جلس إلى النبى صلى الله عليه وسلم فأسند رُكبتيه إلى رُكبتيه ، ووضع كفّيه على فخِذيه ، وقال : يا مُحمد أخبرني عن الإسلام ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الإسلام أن تشهدَ أن لا إله إلا اللهُ وأنَّ مُحمداً رسول الله ، وتُقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصومَ رمضان ، وتحُجَّ البيتَ إن استطعتَ إليه سبيلاً . قال : صدقتَ . قال : فعجبنا له يسألُهُ ويُصدِّقه .
قال : فأخبرني عن الإيمان ؟ قال أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدرِ خيرهِ وشرهِ . قال : صدقت .
قال : فأخبرني عن الإحسان ؟ قال : أن تعبدَ الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراكَ . قال : صدقت .
قال فأخبرني عن الساعة ؟ قال ما المسئول عنها بأعلم من السائل ، قال : فأخبرني عن أماراتها ، قال : أن تلِدَ الأَمَة ربَتها ، وأن ترى الحُفاة العُراة العالَة رِعاء الشاءِ يتطاولون فى البُنيان ،
ثم انطلق ملياً ، ثم قال لي : يا عمر أتدري من السائل ؟ قلتُ : الله ورسوله أعلم ، قال : هذا جبريل أتاكم يُعلمكُم دينكم "
رواه مسلم ..

http://img227.imageshack.us/img227/4558/line9ey1.gif


سنبدأ إن شاء الله بشرح إجمالي لكلمات الحديث :
بينما : الأصل ( بَـيْـن ) وزيدت ( ما ) للتوكيد
نحن جلوسٌ عند رسول الله ... معروف الجلوس ..
ذات يوم : يعنى فى يوم من الأيام
إذ طلع علينا رجلٌ : مُبهم ، غير معروف ، وقد جاءهم فى صورة رجل ولكنه فى حقيقة الأمر مَلَك .
شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر : يعنى جاءهم فى صورة رجل عادي يلبس ما يلبسون وهيئته كهيئتهم ..
لا يُرى عليه أثر السفر : لأن ثيابه بيضاء وشعره أسود ليس مُغبراً ولا يبدو عليه شعث السفر ، ولهذا قال : لا يُرى عليه أثر السفر .. لأن المسافر فى ذلك الوقت يكون شعره أشعث ويكون مُغبراً وتكون ثيابه غير نظيفة .. لكن هذا الرجل لم يكن كذلك ..
ولا يعرفه منّا أحد : فليس من أهل المدينة المعروفين ، بل هو غريب
حتى جلس إلى النبى صلى الله عليه وسلم : لم يقل ( عند ) النبى ، ولكنه قال ( إلى ) ليُفيد الغاية ، يعنى : أنه جلس مُلاصقاً للنبى صلى الله عليه وسلم .. وبيّن ذلك بقوله : فأسند ركبتيه إلى ركبتيه
فأسند رُكبتيه إلى رُكبتيه : يعنى هذا الرجل أسند ركبتيه هو إلى رُكبتي النبى صلى الله عليه وسلم
ووضع كفّيه على فخِذيه : كفيه : يعنى كفىّ هذا الرجل ، على فخِذيه : يعنى على فخذى هذا الرجل وليس على فخذى النبى صلى الله عليه وسلم كما قد يُظن .. وفعل ذلك ليدل على شدة الإحترام ..
وقال : يا مُحمد : ولم يقل يارسول الله : ليوهم أنه أعرابي ، فالأعراب كانوا ينادون النبى بإسمه العَلَم .، أما أهل الحرم فكانوا ينادونه بإسم النبوة أو الرسالة ..
قال : يامحمد أخبرني عن الإسلام : يعنى ما هو الإسلام ؟ أخبرنى عنه ..
فقال النبى صلى الله عليه وسلم : الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله

تشهد : أى تُقر وتعترف بلسانك وقلبك ، فلا يكفي اللسان فقط ، بل لابد من اللسان والقلب . لا إله إلا الله : جملة إسمية منفية بـ (لا) النافية للجنس ، وهى أعمّ النفى ، والمعنى : لا إله حقٌ إلا الله عز وجل ، لأن فيه بعض الناس يدعون آلهة باطلة تُسمى آلهة وهى ليست كذلك
وأن محمداً رسول الله : يعنى تشهد وتُقر وتعترف بقلبك ولسانك أن محمداً رسول الله ..
هُنا قال ( محمد ) ولم يقل ( وأني رسول الله ) .. لماذا ؟
لأن إظهاره بإسمه العَلَم أوكد وأشد تعظيماً ، فهو محمد بن عبد الله الهاشمىّ القُرشىّ من ذرية إسماعيل عليه السلام – وليس من ذرية إسماعيل رسولٌ سواهُ – وهو المعنىُّ بقول الله تعالى على لسان إبراهيم وإسماعيل { ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك ويُعلمهم الكتاب والحكمة ويُزكيهم ..}
رسول : بمعنى مُرسل من عند الله ، وهو الذي أوحىَ إليه بشرع وأُمر بتبليغه .. [ الشيخ أحمد النقيب يُفرق بين النبى والرسول فيقول :

- أن النبى يُرسل إلى أهل الموافقه حتى وإن كانت منهم مخالفة
- أما الرسول فأنه يُرسل إلى أهل مخالفة
وهذا الفارق أحسن من هذا الفارق الذى يُقال بأن الرسول اُمر بالإبلاغ بينما النبى لم يؤمر بالإبلاغ ]
وتُقيم الصلاة : يعنى تأتي بها قائماً كاملة تامة بكل شروطها وأركانها وواجباتها .. وكلمة الصلاة تشمل الفريضة والنافلة ..
وتُؤتي الزكاة : يعنى تُعطي الزكاة ..
والزكاة هى المال الواجب بذله لمستحقه من الأموال الزكوية .
ماهى الأموال الزكوية ؟
الذهب / الفضة / الماشية / عروض التجارة / الخارج من الأرض
وتصوم رمضان : رمضان هو الشهر المعروف ، والصوم فى اللغة يعنى الإمساك ، يعنى تُمسك عن المُفطّـرات من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس
وتحُجَّ البيتَ إن إستطعت إليه سبيلاً : أى تقصد البيتَ لأداء النُسُك
فقال : صدقتَ ، فعجبنا له يسأله ويُصدقه : القائل صدقتَ هو جبريل عليه السلام ، وهو الذى يسأل فكيف يقول صدقتَ وهو السائل ؟ .. المفروض أن الذى يسأل يكون جاهل بالأمر الذى يسأل عنه فيسأل ليعلم ، لكنه قال : صدقتَ يعنى عنده علم سابق بهذا الذى يسأل عنه ، يعنى قال له : صدقتَ وأخبرتني بالحقيقة وأصبت الجواب ..
فطبعاً تعجبوا : كيف بتسأل ( يعنى مش عارف حاجة ) وكيف تقول له صدقت ( يعنى عارف الإجابة الصحيحة ) ؟؟

سنكتفى بشرح هذه الجزئية من الحديث ، ونبدأ فى التفصيل بإذن الله :

الركن الأول : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله :

هُنا نسأل : لماذا جُعل هذانِ رُكن واحد ؟ لماذا لم يجعلهما رُكنين ؟
الجواب : لأن الشهادة بهذين تنبنى عليها صحة الأعمال كلها .. فأنه :
1) شهادة أن لا إله إلا الله : تستلزم الإخلاص لله فى هذا العمل
2) وشهادة أن محمداً رسول الله : تستلزم الإتباع ..
وكل عمل يُتقرّب به إلى الله عز وجل لا يُقبل إلا بهذين الشرطين ( الإخلاص لله – والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم )
أن تشهد أن لا إله إلا الله : يعنى تُقر وتعترف بلسانك وبقلبك ، فالقلب وحده لا يكفى واللسان وحده لا يكفى – إلا إذا كان الذى يشهد هذه الشهادة أخرس لا يستطيع النُطق - فاللسان وحده لا يكفى بدليل أن المنافقين كانوا يشهدون هذه الشهادة ولكن بألسنتهم فقط دون قلوبهم { يقولون بألسنتهم ما ليس فى قلوبهم } فهذه لا تنفعهم ، وكذلك قال الله عنهم { إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله ، والله يعلمُ إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون }
لا إله إلا الله : يعنى لا يوجد معبودٌ حقٌ إلا الله سبحانه وتعالى ، فهناك معبودات من دون الله ، يسمونها آلهة – بالباطل وكذباً وزوراً – قال الله عز وجل { فما أغنت عنهم آلهتهم التى يدعون من دون الله من شئ } ، { أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هُم منا يُصحبون } { ولا تدعُ مع الله إلهاً آخر .. }
المهم : المقصود أنه ليس هناك إلهٌ معبودٌ حقٌ إلا الله عز وجل ، وأن ما سواه باطل .. { ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل }
الله :
عَلمٌ على الرب سبحانه وتعالى لا يُسمى به غيره ، وهو أصل الأسماء : ولهذا تأتى الأسماء تابعة له ولا يأتى تابعاً للأسماء إلا فى آية واحدة هى : { .. إلى صراط العزيز الحميد الله الذى له ما فى السموات والأرض .. }

هل هذه الشهادة تُدخل الإنسان فى الإسلام ؟
الجواب : نعم تُدخله فى الإسلام حتى لو ظننا أنه قالها تعوذاً ، وقد عصم ماله ودمه بنُطقها .. ودليل ذلك قصة المشرك الذى أدركه أُسامة ، فقال المشرك : أشهد أن لا إله إلا الله ، فقتله أُسامة ( ظناً منه أنه قالها تعوذاً ) .. فلما أخبر بذلك النبى صلى الله عليه وسلم جَعَلَ يُردد : أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله .. فقال أسامة : فتمنيتُ أنى لم أكن أسملت – من شدة ما وجد - ..
لماذا لم يقتل النبى صلى الله عليه وسلم أُسامة مع أنه قتل من نطق بالشهادة – يعنى قتل مسلماً فيما يبدو لنا ؟
لأنه قتله متأولاً .. فالمقتول كان يُقاتل المسلمين ويُعمل فيهم سيفه ، فلما تمكن منه أُسامة قتله .. متأولاً ..
و نحن ليس لنا إلا الظاهر ، ونكُل السرائر لله عز وجل ..
أما إذا إرتد بعد نُطقه للشهادة : فيجوز لنا قتله ( كما قال ابن العثيمين – رحمه الله )
وإذا وقع فى أيدينا أسرى ونطقوا بالشهادة : ماذا نفعل معهم ؟ هل نقتلهم أم نتركهم ؟
حديث أُسامة يدل على أنهم لا يُقتلون لأنهم شهدوا بلا إله إلا الله ، ولكن يُراقبون فإذا ظهرت منهم ردة قتلناهم .. لأنهم لمّا نطقوا بشهادة لا إله إلا الله فإنه تلزمهم أحكام الإسلام فإن لم يأتوا بها : قتلناهم ..

هل إذا قال أشهد أن لا إله إلا الله ولم يشهد أن محمداً رسول الله ، ويأبى ذلك ، هل يكفيه ذلك ؟
الجواب : لا يكفى .. لابد أن يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ،،
أما إذا كان مسلماً ومات بعد قوله ( لا إله إلا الله ) فهذا يكفيه ، وذلك لقول النبى صلى الله عليه وسلم : مَن كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة " .. فهذا أُكتفى منه بلا إله إلا الله لأنه كان يُقر فى حياته بأن محمداً رسول الله .. فلا إشكال عنده
وشهادة أن لا إله إلا الله تستلزم إخلاص العبادة لله ..
لا إله إلا الله معناها : لا معبود بحق إلا الله .. لا أحد يُعبد سواه ..
فمن قال لا إله إلا الله ثم نراه يعبد غير الله فهو كافر .. إذ أن هذه الشهادة تستلزم إخلاص العبادة لله عز وجل وطرد الرياء والفخر وما أشبه ذلك ..

وإذا كان لا يعرف العربية فهل يكفيه اللغة التى يفهمها وينطق بها ؟
الجواب : نعم .. مَن لا يستطيع أن ينطق لا إله إلا الله باللغة العربية فيجوز له أن ينطقها بلغته التى يعرفها ..

وأن محمداً رسول الله :
أى : مرسله إلى الخلق ، والناس أول ما خلقهم ربنا لم يكونوا فى حاجة إلى الرسل ، ثم لمّا كثروا وبعدت بهم السنين عن القرون الأولى التى كانت على التوحيد ، فأختلف الناس فأصبحوا فى حاجة للرسل ..
قال الله عز وجل { كان الناس أمةً واحدةً فبعث الله النبيين مُبشرين ومُنذرين وأنزل معهم الكتاب ليحكم بين الناس فيما أختلفوا فيه .. }
وكان أول الرسل هو : نوح عليه السلام .. والدليل { إنا أوحينا إليكَ كما أوحينا إلى نوحٍ والنبيين من بعده .. } قال ( من بعده ) ولم يقل ( من قبله ) فلم يكن هناك رسالة ولا نبوة قبل نوح عليه السلام ..
وأيضاً : يوم القيامة عندما تكون الشمس فوق الرؤوس ويبحث الناس عن شفعاء لهم .. يأتون نوح عليه السلام ويقولون له : أنت أول الرسل ... إلخ الحديث ..

ولابد أن نؤمن أن آخر الرسل هو محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ..
فمن إدعى النبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم فحُكمه أنه كافــــر .. لقول الله عز وجل { .. ولكن رسول الله وخاتم النبيين ... }
قال ( خاتم النبيين ) وقال فى أول الآية ( رسول الله ) فإذا قال خاتم النبيين فهو خاتم الرسل إذ لا رسالة إلا بعد النبوة ،، فإذا إنتفت النبوة من بعده فالرسالة من باب أولى ..

وشهادة أن محمداً رسول الله تستلزم عدة أمور :
(1) تستلزم تصديقه فيما أخبر – أصدقه فيما أخبر بدون أى شك أو تردد { إنه لحقٌ مثلما أنكم تنطقون } .. فإذا صحّ الحديث عن النبى صلى الله عليه وسلم وجب علينا تصديقه سواء علمنا وجهه أم لم نعلمه ..
(2) وتستلزم إتباعه وإمتثال أمره : لقول الله عز وجل { وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم } .. نعمل الأمر بدون أى تردد .. ونحن الآن نسمع من يقول : هل الأمر دة على الوجوب أم على الإستحباب ؟ .. ويتردد فى فعل ما أمر النبى له .. ولننظر إلى الصحابة رضى الله عنهم : إذا أمرهم الرسول بأمرٍ لم يكونوا يسألوه هل هذا الأمر للوجوب أم للإستحباب ، بل كانوا يمتثلون للأمر على الفور ..
ونحن أيضاً لابد أن نفعل مثلهم .. لا نسأل هل هذا الأمر للوجوب أم للإستحباب .. يجب أن نفعل ما أمرنا به الرسول ونمتثل للأمر على الفور
(3) إجتناب ما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاً بدون تردد .. لا أقول هذا ليس فى القرآن .. إن من يقل هذا يُعرّض نفسه للهلاك .. لأنه ما جاء فى السُنة فقد أمرَ القرآن بإتباعه .. والنبى صلى الله عليه وسلم حذّر من هذا الصنيع فقال : لا ألفينَّ أحدكم مُتكئاً على أريكته ( يعنى جالس متبختراً ) يأتيه الأمر من عندى فيقول : ما ندرى ، ما كان فى كتاب الله إتبعناه ".. وهذا حديث حسن صحيح [ يمكنكم معرفة صحة أى حديث من الصفحة الرئيسية فى موقع الحور العين ، هناك نافذة للبحث عن صحة أى حديث ]
(4) ألا يُقدم قول أحد من البشر أياً كان على قوله صلى الله عليه وسلم : فلا يجوز أن تُقدم قول الشيخ فلان أو العالم الفلانى أو الإمام الفلاني على قول النبى صلى الله عليه وسلم .. لأنكَ أنتَ وهذا الإمام يلزمكما إمتثال أمر النبى وإتباعه صلى الله عليه وسلم .. لا يحل لأحد أن يُعارض قول النبى صلى الله عليه وسلم بقول أحد من المخلوقين مهما كان .. وقد ذُكر عن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما : يوشك أن تقع عليكم حجارةً من السماء ، أقول لكم قال رسول الله وتقولون قال أبو بكر وعمر ؟ !! .. ( وأى واحد فى الأمة أين هو من أبو بكر وعمر ؟!!! )
(5) ألا يبتدع فى دين الله ما لم يأتِ به الرسول صلى الله عليه وسلم : سواء فى العقيدة أو فى الفعل أو القول .. وبالتالى نقول إن جميع المبتدعين لم يحققوا شهادة أن محمداً رسول الله ، لأنهم جاءوا بأشياء لم يأتِ بها النبى عليه الصلاة والسلام فشهادتهم ناقصة لأن تحقيقها يستلزم ألا يزيدون فى شريعته ما ليس منها ..
فشهادة أن محمداً رسول الله لها لوازم لابد منها كما ذكرنا ..
(6) أن تعتقد أن النبى صلى الله عليه وسلم ليس له شئٌ من الربوبية : يعنى لا يُدعى ولا يُستغاث به ( إلا فى حياته فيما يقدر عليه ) فهو عبدٌ لله ورسول الله .. يعنى مَن يدعون رسول الله هُم ضآلون ، سُفهاء فى عقولهم لأن النبى صلى الله عليه وسلم لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً فكيف يملك لغيره ؟!!
قال الله عز وجل آمراً نبيه { قل إنى لا أملك لكم ضراً ولا رشداً } { قل إنى لن يُجيرنى من الله أحدٌ ولن أجد من دونه ملتحداً } يعنى : لو أراد الله به شيئاً لما إستطاع هو أو أحد من الناس أن يدفع ما أراده الله ..
وما دام كذلك فمن الضلال أن يستغيث أحد برسول الله صلى الله عليه وسلم .. بل إن هذا شرك .. فلو جاء أحد مهموم ومغموم إلى قبر رسول الله وقال : يارسول الله أغثنى ، فُك كربى ، أذهب همى .. ماذا نقول عنه ؟
هذا مشرك شرك أكبر لأنه دعا رسول الله من دون الله ..
(7) وتستلزم أيضاً إحترام أقواله وأفعاله : فلا نضع الكتب التى تحتوى على أحاديث رسول الله فى مكان غير لائق ، لأن هذا نوع من الإمتهان ..
ومن ذلك أيضاً : ألا ترفع صوتك عند قبره .. وإليكم قصة حدثت فى عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه :
عمر سمع رجلين قدما من الطائف وجعلا يرفعان أصواتهما فى مسجد النبى صلى الله عليه وسلم فقال لهما : لولا أنكما من أهل الطائف – يعنى أغراب عن المدينة – لأوجعتكما ضرباً ..
لأن الله تعالى يقول : { يا أيها الذين ءامنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبى ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون } .. وكان هناك صحابي إسمه ( ثابت بن قيس ) وكان جهورى الصوت ، وكان يخطب فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم ، فلما نزلت هذه الآية حبس نفسه فى منزله وجعل يبكي الليل والنهار .. فلما إفتقده النبى صلى الله عليه وسلم وسأل عنه قالوا له يحبس نفسه حتى لا يرفع صوته عندك ويخاف أن يحبط عمله ، فأرسل إليه وقال له : إنك لست من هؤلاء ، إنك تعيش حميداً وتُقتل شهيداً وتدخل الجنة .. وهذه شهادة له بأنه من أهل الجنة

الركن الثانى : وتقيم الصلاة :

يعنى : تأتى بها قويمة ، يعنى بشروطها وأركانها وواجباتها ( وهذا لابد منه ) أما المكملات فإنها تجعل الصلاة أكمل ..
وقوله الصلاة : تشمل الفرض والنفل ..
وكلنا نعرف أنه لابد من الوضوء ققبل الصلاة
وكلنا يعرف أن من صلى وهو مُحدث فصلاته باطلة
وكلنا نعرف أن الفاتحة ركن من أركان الصلاة لابد أن تأتى بها
وكلنا يعرف انه لابد من التشهد الأخير .. أما التشهد الأوسط فليس ركن من أركان الصلاة بدليل أن النبى صلى الله عليه وسلم نسيه مرةً فأجبر الصلاة بسجدتى سهو ..
والتفاصيل فى كتب الفقه ...


الركن الثالث : وتؤتى الزكاة :
تؤتى يعنى تُعطي ..
الزكاة : المال الواجب فى الأموال الزكوية ، فيُعطيه الإنسان للمستحقين تعبُداً لله عز وجل ورجاءً لثوابه
وجاء فى سورة التوبة مستحقي الزكاة وهُم ثمانية أصناف :
{ إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفى الرقاب والغارمين وفى سبيل الله وابن السبيل } { فريضةً من الله } يعنى فرضها الله علينا .. أن نُعطي هؤلاء ولا نُعطي غيرهم ..
وأيضاً التفاصيل فى كُتب الفقه ..

الركن الرابع : وتصوم رمضان :


يعنى تُمسك عن المُفطرات من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس ..
ورمضان :" الشهر المعروف
والتفاصيل فى كتب الفقه أيضاً حتى لا يتشعب الحديث ..

الركن الخامس : وتحج البيت إن إستطعت إليه سبيلاً :

تحج البيت : أى تقصده ، فهل تدخل العمرة فيه ؟
- البعض قال : تدخل فيه لعموم قول النبى صلى الله عليه وسلم : العمرة حجٌ أصغر ، وقد وردت روايات لهذا الحديث فيها ذكر العُمرة
- والصحيح أن العمرة دون الحج ، فهى ليست من أركان الإسلام ، لكنها واجبة ويأثم الإنسان بتركها إذا تمت له شروط الوجوب ..
إن إستطعت إليه سبيلاً : مأخوذة من قول الله عز وجل { ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً }
ونحن نعرف أن جميع العبادات لابد فيها من الإستطاعة .. فلماذا خصّ الحج بالإستطاعة ؟
لأن الغالب فى الحج المشقة والتعب وعدم القُدرة ..

قال صدقتَ : ( القائل جبريل عليه السلام ) : أى : أخبرتَ بالحق

فعجبنا له يسأله ويُصدقه : ووجه العجب كما قلنا أن السائل عادةً يكون جاهلاً ، والمُصدِّق يكون عالماً .. فكيف يجتمع هذا وذاكَ ؟!!
وستأتي الحكمة من ذلك فى طيات الشرح بإذن الله



بهذا القدر إنتهى الكلام على الإسلام ..

هل الإسلام هو الإيمان أم لا ؟
لا نستطيع الجواب .. فعند مقارنة شيئين لابد أن نعرف الإثنين ..
وسنؤجل الكلام على هذا السؤال لبعد شرح أركان الإيمان بإذن الله

http://img227.imageshack.us/img227/4558/line9ey1.gif

وسيكون ذلك بإذن الله فى اللقاء القادم إن قدّر الله لنا البقاء

نفعكم الله به
اللهم ارزقنا الإخلاص فى القول والعمل .. آمين

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

أم سُهَيْل
04-30-2009, 07:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا معلمتنا أم سلمى ووفقكم الله دائما الى ما فيه الخير والنفع
وزادكم الله علما ورفعة
ولكن
معذرة معلمتى فعند التحميل تظهر رسالة توضح ان حجم الملف مجهول وبالتالى
لايوجد ملف للتحميل

أمّ ليـنة
05-02-2009, 04:21 PM
جزاكِ الله عنا خيـر الجزاء مُعلمتنا الغالية ...
جعله الله فى ميزان حسـانتك ...

أم سلمى
05-02-2009, 08:28 PM
إبنتي الحبيبة عُلا
وجزاكِ الله خيراً منه
ونفعكِ بالعلم وزادك حرصاً على تعلم دينك

بخصوص الملف وجدته يفتح معي
فهل يا تُرى المشكلة من عندك ؟
أرجوكِ أن تعيدى المحاولة

أم سلمى
05-02-2009, 08:30 PM
حبيبتي الغالية أم يوسف
بارك الله فيكِ وجزاكِ كل خير
على قيامك بتلوين الدرس وفتحه للقراءة مباشرةً بدون تحميل
جزاكِ الله خيراً ونفع بكِ وتقبل منك ووفقكِ إلى كل عمل صالح

أمّ ليـنة
05-02-2009, 08:55 PM
حبيبتي الغالية أم يوسف
بارك الله فيكِ وجزاكِ كل خير
على قيامك بتلوين الدرس وفتحه للقراءة مباشرةً بدون تحميل
جزاكِ الله خيراً ونفع بكِ وتقبل منك ووفقكِ إلى كل عمل صالح


اللهم آمين و خيـراً جزاكِ و نفع بكِ خالتى الحبيبة .
و أرجو مسامحتى لفعل هذا دون إستئذان .

أم سلمى
05-02-2009, 09:34 PM
لا معنى للإستئذان أبداً حبيبتى أم يوسف
فكلٌ منا يريد أن يظهر الدرس فى أحسن صورة
حتى يستفيد منه الجميع بإذن الله
بارك الله فيكِ وفى جهدكِ
وجزاكِ الله كل خير

أم سُهَيْل
05-03-2009, 06:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا معلمتى الحبيبة
وزادكم الله علما ورفعة ونور وبهجة

شكرا معلمتى لاهتمامكِ وكما هو ملاحظ أن أختنا أم يوسف جزاها الله خيرا
قامت بحل المشكلة
أسأل الله أن يوفقها دائما الى ما يحبه ويرضاه

أمّ ليـنة
05-04-2009, 09:49 PM
و عليكِ السلام و رحمة الله و بركاته


وكما هو ملاحظ أن أختنا أم يوسف جزاها الله خيرا
قامت بحل المشكلة
أسأل الله أن يوفقها دائما الى ما يحبه ويرضاه


آمين و إياكِ أخيتي

*الغميصاء*
05-11-2009, 06:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكى الله خيرا معلمتنا أم سلمى
على جهدك المبذول معنا نفعنا الله واياكى به

أم سلمى
05-31-2009, 02:34 PM
اللهم آمين ..
وجزاكِ الله خيراً يا غُميصاء
ووفقكِ الله لما يحبه ويرضاه .. آمين

عائشة نوري
11-02-2009, 12:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكى الله خيرا معلمتنا أم سلمى
على جهدك المبذول معنا نفعنا الله واياكى به[/qhttp://hor3en.com/vb/images/icons/islam.gifuote]

أم سلمى
11-02-2009, 02:22 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا عائشة
وجزاكي الله خيراً
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً .. آمين .. آمين
وأنتظر حضورك اليوم للدرس الساعة الثالثة عصراً بتوقيت القاهرة بإذن الله تعالى

نصرة مسلمة
05-31-2011, 07:21 PM
بارك الله فيكم معلِّمتنا ونفع بكم
وجعله الله في موازين حسناتكم

التاريج الاسلامي
06-01-2011, 02:33 AM
جزاكى الله خيرا

أم سلمى
06-12-2011, 01:14 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل علمتم بموعد الدرس الجديد ؟؟
يوم الثلاثاء الساعة الثانية ظهراً ..
رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح
اللهم آميييين