المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مَقْتَلُ الحُسْيَنِ بَيْنَ أَهْلِ السُنَّةِ والرَافِضَةِ


أبو أنس الأنصاري
01-05-2009, 08:21 AM
مَقْتَلُ الحُسْيَنِ بَيْنَ أَهْلِ السُنَّةِ والرَافِضَةِ



الحمد لله وبعد ؛

مع العدِ التنازلي ليومِ عاشوراء يستعدُ الرافضةُ لهذا الحدثِ بطريقتهم المعهودةِ المعروفةِ من لطمٍ للخدودِ ، وشقٍ للجيوبِ ، ونياحةٍ – الحمد لله على نعمة العقل - ، بينما في المقابل نجد أن أهل السنة يذكّرون بصيام ذلك اليوم لحث النبي صلى الله أمته على صيامه على سبيل الاستحباب ، ولما فيه من الأجر المترتب على صيامه ، وفرقٌ بين الحالتين .

وعند الرافضة تُقرأ قصةُ مقتل الحسين بأسلوب مؤثرٍ ، يبدأ بالبكاء والعويل ، وينتهي بالدماء التي تتدفق من رؤوسهم وأجسادهم ، وبنوك الدم بحاجة لمثل هذه الدماء إن قبلت به ، وفي هذه القصة عندهم من الكذب الذي تعوده الرافضة واتخذوه دينا ما الله به عليم ، وقد سمعنا بأصوات حاخاماتهم ، ورأينا ما يحصل في ذلك اليوم عن طريق " النت " ما يندى له الجبين ، ويصد أهل الكفر عن الدخول إلى هذا الدين بسبب هذه الصورة المكذوبة عن دين الإسلام ، والإسلام منها بريء براءة الذئب من دم يوسف .

يقول ابن كثير في " البداية والنهاية " (6/260) عن الأكاذيب التي قيلت في مقتل الحسين : وقد ذكروا في مقتله أشياء كثيرة أنها وقعت من كسوف الشَّمس يومئذ وهو ضعيف ، وتغيير آفاق السَّماء ولم ينقلب حجر إلا وجد تحته دم ، ومنهم من خصص ذلك بحجارة بيت المقدس ، وأن الورس استحال رماداً ، وأنَّ اللَّحم صار مثل العلقم ، وكان فيه النَّار إلى غير ذلك مما في بعضها نكارة وفي بعضها احتمال والله أعلم .

وقد مات رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وهو سيد ولد آدم في الدُّنيا والآخرة ولم يقع شيء من هذه الأشياء ، وكذلك الصِّديق بعده مات ولم يكن شيء من هذا ، وكذا عمر بن الخطَّاب قتل شهيداً وهو قائم يصلِّي في المحراب صلاة الفجر ، وحصر عثمان في داره وقتل بعد ذلك شهيداً ، وقتل علي ابن أبي طالب شهيداً بعد صلاة الفجر ولم يكن شيء من هذه الأشياء والله أعلم .ا.هـ.

وقد نقل ابن كثير في " البداية والنهاية " شيئا من صور الاحتقال بذلك اليوم عند الرافضة ، وما حصل بسببه من قتال بين أهل السنة والرافضة نقف مع بعضها ، فدعونا نورد ما نقله هذا الإمام رحمه الله .

ما وقع من الفتن بين السنة والرافضة بسبب مأتم الحسين :

قال ابن كثير في " البداية والنهاية " (11/293) : ثم دخلت سنة ثلاث وستين وثلاثمائة فيها : في عاشوراء عملت البدعة الشنعاء على عادة الروافض ، ووقعت فتنة عظيمة ببغداد ، بين أهل السنة والرافضة ، وكلا الفريقين قليل عقل أو عديمه ، بعيد عن السداد ، وذلك : أن جماعة من أهل السنة أركبوا امرأة وسموها عائشة ، وتسمى بعضهم بطلحة ، وبعضهم بالزبير ، وقال : نقاتل أصحاب علي ، فقتل بسبب ذلك من الفريقين خلقٌ كثير ، وعاث العيارون في البلد فساداً ، ونهبت الأموال ، ثم أخذ جماعة منهم فقتلوا وصلبوا ، فسكنت الفتنة .ا.هـ.

وقال أيضا (12/36) : ثم دخلت سنة إحدى وعشرين وأربعمائة ... وفيها : عملت الرافضة بدعتهم الشنعاء وحادثتهم الصلعاء في يوم عاشوراء ، من تعليق المسوح ، وتغليق الأسواق ، والنوح والبكاء في الأزقة ، فأقبل أهل السنة إليهم في الحديد فاقتتلوا قتالاً شديداً ، فقتل من الفريقين طوائف كثيرة ، وجرت بينهم فتن وشرور مستطيرة .ا.هـ.

وقال (12/222) : ثم دخلت سنة عشر وخمسمائة ... في يوم عاشوراء وقعت فتنة عظيمة بين الروافض والسنة بمشهد علي بن موسى الرضا بمدينة طوس ، فقتل فيها خلق كثير .ا.هـ.

قوةُ شوكةِ أهلِ السنةِ على الرافضةِ تمنعُ ظهورَ البدعِ :

قال ابن كثير (11/356) : ثم دخلت سنة ثنتين وثمانين وثلاثمائة . في عاشر محرمها أمر الوزير أبو الحسن علي بن محمد الكوكبي - ويعرف بابن المعلم - وكان قد استحوذ على السلطان أهل الكرخ وباب الطاق من الرافضة بأن لا يفعلوا شيئاً من تلك البدع التي كانوا يتعاطونها في عاشوراء من تعليق المسوح ، وتغليق الأسواق والنياحة على الحسين ، فلم يفعلوا شيئاً من ذلك ولله الحمد .ا.هـ.

وقال أيضا : ثم دخلت سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة . وفيها : منع عميد الجيوش الشيعة من النوح على الحسين في يوم عاشوراء ، ومنع جهلة السنة بباب البصرة وباب الشعير من النوح على مصعب بن الزبير بعد ذلك بثمانية أيام ، فامتنع الفريقان ولله الحمد والمنة .ا.هـ.

وقال أيضا في ترجمة " عميد الجيوش الوزيرالحسن بن أبي جعفر أستاذ هرمز " (11/397) : ومنع الروافض النياحة في يوم عاشوراء ، وما يتعاطونه من الفرح في يوم ثامن عشر ذي الحجة الذي يقال له : عيد غدير خم ، وكان عادلاً منصفاً .ا.هـ.

وقال أيضا (12/115) : ثم دخلت سنة ثمان وخمسين وأربعمائة . في يوم عاشوراء أغلق أهل الكرخ دكاكينهم وأحضروا نساء ينحن على الحسين ، كما جرت به عادتهم السالفة في بدعتهم المتقدمة المخالفة ، فحين وقع ذلك أنكرته العامة ، وطلب الخليفة أبا الغنائم وأنكر عليه ذلك .

فاعتذر إليه بأنه لم يعلم به، أنه حين علم أزاله ، وتردد أهل الكرخ إلى الديوان يعتذرون من ذلك ، وخرج التوقيع بكفر من سب الصحابة وأظهر البدع .ا.هـ.

وعندما تضعف شوكة أهل السنة يكون العكس .

قال ابن كثير (12/3) : ثم دخلت سنة ست وأربعمائة . في يوم الثلاثاء مستهل المحرم منها وقعت فتنة بين أهل السنة والروافض ، ثم سكّن الفتنة الوزير فخر الملك على أن تعمل الروافض بدعتهم يوم عاشوراء من تعليق المسوح والنوح .ا.هـ.

والله المستعان .

البدعةُ لا تقابلُ ببدعةٍ مثلها :

قال ابن كثير : ثم دخلت سنة تسع وثمانين وثلاثمائة . وفيها : أرادت الشيعة أن يصنعوا ما كانوا يصنعونه من الزينة يوم غدير خم ، وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجة فيما يزعمونه ، فقاتلهم جهلة آخرون من المنتسبين إلى السنة فادعوا أن في مثل هذا اليوم حصر النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في الغار فامتنعوا من ذلك ، وهذا أيضاً جهل من هؤلاء ، فإن هذا إنما كان في أوائل ربيع الأول من أول سني الهجرة ، فإنهما أقاما فيه ثلاثاً ، وحين خرجا منه قصدا المدينة فدخلاها بعد ثمانية أيام أو نحوها ، وكان دخولهما المدينة في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول ، وهذا أمر معلوم مقرر محرر.

ولما كانت الشيعة يصنعون في يوم عاشوراء مأتماً يظهرون فيه الحزن على الحسين بن علي ، قابلتهم طائفة أخرى من جهلة أهل السنة ، فادعوا أن في اليوم الثاني عشر من المحرم قتل مصعب بن الزبير ، فعملوا له مأتماً كما تعمل الشيعة للحسين ، وزاروا قبره كما زاروا قبر الحسين ، وهذا من باب مقابلة البدعة ببدعة مثلها ، ولا يرفع البدعة إلا السنة الصحيحة .ا.هـ.

الله أكبر ، لله درك أيها العالم النحرير .

وبعد ذكر هذه الحوادث نأتي على أمر مهما أيضاً لنعلم الفرق بين قصة مقتل الحسين عند أهل السنة وبين الرافضة ، وقد تكلم عن قصة مقتل الحسين عدد من أهل العلم ، وممن ذكرها بالتفصيل الشيخ عثمان الخميس – حفظه الله - ، وبما أن هؤلاء الرافضة يكذبون عند سرد القصة نريد أن نقف معها من خلال نصوص أهل السنة لنعرف حقيقة ذلك الحدث ، لكي يكون أهل السنة على بينةٍ من ذلك ، فلا يأتي رافضي ويلبس على السني في قصة مقتل الحسين بأمور لا أساس لها من الصحة .

ومع هذا الشريط .
أسأل الله أن ينفعَ بهذا الشريطِ ، وينيرَ الطريقَ لكلِ طالبٍ للحقِ

مَقْتَلُ الحُسَيْنِ .. لعُثْمَانُ الخَمِيسُ

1 - http://download.media.islamway.com/lessons/othmaan/Husain1.rm

2 - http://download.media.islamway.com/lessons/othmaan/Husain2.rm



كتبه
عَـبْـد الـلَّـه بن محمد زُقَـيْـل

(أم عبد الرحمن)
01-05-2009, 10:24 AM
بارك الله فيكم

جهيدة
01-05-2009, 11:08 AM
السلام عليكم يا امة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ما اقوله لكم صبرا يا اهل غزه فان صبحكم قريب بادن الله

أمّ ليـنة
01-05-2009, 09:24 PM
جزاكم الله خيراً و نفع بكم

احلام سعد
01-06-2009, 01:37 PM
:anotherone:

:011:

جزاكم الله خيرا
:004111::anotherone:

خطـــاب
01-06-2009, 01:43 PM
جزاك الله خيرا لما بينته في ماكتبت ونفع الله به المسلمين والمسلمات
ونصر الله اخواننا المجاهدين في غزه وأعزهم يارب العالمين

أم الزبير محمد الحسين
01-06-2009, 08:16 PM
جزاكم الله خيرا - وبارك الله فيكم
ينقل هنا بعد إذنكم

اعزكم الله
01-06-2009, 09:35 PM
جزاك الله خيرا على هذة المعلومات المفيدة
لكن هناك مشكله مى ان الرابط لا يعمل

أبو أنس الأنصاري
01-06-2009, 10:44 PM
تم تعديل الروابط ، ولا ضير من نقل الموضوع هاهنا أختنا أم سراج ، فجزاكمُ اللهُ خيراً .
ونفعَ اللهُ بالجميع .