أم عبد الرحمن السلفية
12-14-2008, 03:42 PM
http://salafyat.com/vb/images/extraPic/bismillaah.gif
المواعظ سياط تضرب القلوب فتؤثر في القلوب كتأثير السياط في البدن و الضرب لا يؤثر بعد انقضائه كتأثر في حال وجوده لكن يبقى أثر التأليم بحسب قوته و ضعفه . فكلما قوي الضرب كانت مدة بقاء الألم أكثر . كان كثير من السلف إذا خرجوا من مجلس سماع الذكر خرجوا عليهم السكينة و الوقار .
فمنهم من كان لا يستطيع أن يأكل طعاماً عقب ذلك ، ومنهم من كان يعمل بمقتضى ما سمعه مدة . أفضل الصدقة : تعليم جاهل ، أو إيقاظ غافل ، ما وصل المستثقل في نوم الغفلة بأفضل من ضربه بسياط الوعظة ليستيقظ . المواعظ كالسياط تقع على نياط القلوب فمن آلمته فصاح فلا جناح ، و من زاد ألمه فمات فدمه مباح .
قضى الله في القتلى قصاص دمائهم و لكن دماء العاشقين جبار
و عظ عبد الواحد بن زيد يوماً فصاح به رجل : يا أبا عبيدة كف فقد كشفت بالموعظة قناع قلبي ، فأتم عبد الواحد موعظته فمات الرجل . صاح رجل في حلقة الشبلي فمات فاستعدى أهله على الشبلي إلى الخليفة فقال الشبلي : نفس رقت فحنت فدعيت فأجابت فما ذنب الشبلي . فكر في أفعاله ثم صاح لا خير في الحب بغير افتضاح
قد جئتكم مستأمناً فارحموا لا تقتلوني قد رميت السلاح
إنما يصلح التأديب بالسوط من صحيح البدن ، ثابت القلب ، قوي الذراعين ، فيؤلم ضربه فيردع . فأما من هو سقيم البدن لا قوة له فماذا ينقع تأديبه بالضرب .
كان الحسن إذا خرج إلى الناس كأنه رجل عاين الآخرة ثم جاء يخبر عنها . و كانوا إذا خرجوا من عنده خرجوا و هم لا يعدون الدنيا شيئاً و كان سفيان الثوري يتعزى بمجالسه عن الدنيا . و كان أحمد لا تذكر الدنيا في مجلسه و لا تذكر عنده
المواعظ ذرياق الذنوب : فلا ينبغي أن يسقي الذرياق إلا طبيب حاذق معافى ، فأما لذيع الهوى فهو إلى شرب الذرياق أحوج من أن يسقيه لغيره . في بعض الكتب السالفة : إذا أردت أن تعظ الناس فعظ نفسك فإن اتعظت و إلا فاستحي مني :
و غير تقي يأمر الناس بالتقى طبيب يداوي الناس و هو سقيم
يا أيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم
فابدأ بنفسك فانهها عن غيها فإن انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يقبل ما تقول و يقتدى بالقول منك و ينفع التعليم
لا تنه عن خلق و تأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
لما حاسب المتقون أنفسهم خافوا من عاقبة الوعظ و التذكير . قال رجل لابن عباس : أريد أن آمر بالمعروف و أنهى عن المنكر ، فقال له ابن عباس : إن لم تخش أن تفضحك هذه الآيات الثلاث فافعل و إلا فابدأ بنفسك ، ثم تلا : " أتأمرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم " ، و قوله تعالى : " لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون " ، قوله تعالى حكاية عن شعيب عليه السلام : " و ما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه " . قال النخعي كانوا يكرهون القصص لهذه الآيات الثلاث . قيل لمطرف : ألا تعظ أصحابك ؟ قال : أكره أن أقول ما لا أفعل . تقدم بعض التابعين ليصلي بالناس إماماً فالتفت إلى المأمومين يعدل الصفوف و قال : استووا فغشي عليه فسئل عن سبب ذلك فقال : لما قلت لهم استقيموا فكرت في نفسي فقلت لها فأنت هل استقمت مع الله طرفة عين
المصدر لطائف المعارف
لعبد الرحمن بن احمد بن رجب الحنبلي
بتصرف
المواعظ سياط تضرب القلوب فتؤثر في القلوب كتأثير السياط في البدن و الضرب لا يؤثر بعد انقضائه كتأثر في حال وجوده لكن يبقى أثر التأليم بحسب قوته و ضعفه . فكلما قوي الضرب كانت مدة بقاء الألم أكثر . كان كثير من السلف إذا خرجوا من مجلس سماع الذكر خرجوا عليهم السكينة و الوقار .
فمنهم من كان لا يستطيع أن يأكل طعاماً عقب ذلك ، ومنهم من كان يعمل بمقتضى ما سمعه مدة . أفضل الصدقة : تعليم جاهل ، أو إيقاظ غافل ، ما وصل المستثقل في نوم الغفلة بأفضل من ضربه بسياط الوعظة ليستيقظ . المواعظ كالسياط تقع على نياط القلوب فمن آلمته فصاح فلا جناح ، و من زاد ألمه فمات فدمه مباح .
قضى الله في القتلى قصاص دمائهم و لكن دماء العاشقين جبار
و عظ عبد الواحد بن زيد يوماً فصاح به رجل : يا أبا عبيدة كف فقد كشفت بالموعظة قناع قلبي ، فأتم عبد الواحد موعظته فمات الرجل . صاح رجل في حلقة الشبلي فمات فاستعدى أهله على الشبلي إلى الخليفة فقال الشبلي : نفس رقت فحنت فدعيت فأجابت فما ذنب الشبلي . فكر في أفعاله ثم صاح لا خير في الحب بغير افتضاح
قد جئتكم مستأمناً فارحموا لا تقتلوني قد رميت السلاح
إنما يصلح التأديب بالسوط من صحيح البدن ، ثابت القلب ، قوي الذراعين ، فيؤلم ضربه فيردع . فأما من هو سقيم البدن لا قوة له فماذا ينقع تأديبه بالضرب .
كان الحسن إذا خرج إلى الناس كأنه رجل عاين الآخرة ثم جاء يخبر عنها . و كانوا إذا خرجوا من عنده خرجوا و هم لا يعدون الدنيا شيئاً و كان سفيان الثوري يتعزى بمجالسه عن الدنيا . و كان أحمد لا تذكر الدنيا في مجلسه و لا تذكر عنده
المواعظ ذرياق الذنوب : فلا ينبغي أن يسقي الذرياق إلا طبيب حاذق معافى ، فأما لذيع الهوى فهو إلى شرب الذرياق أحوج من أن يسقيه لغيره . في بعض الكتب السالفة : إذا أردت أن تعظ الناس فعظ نفسك فإن اتعظت و إلا فاستحي مني :
و غير تقي يأمر الناس بالتقى طبيب يداوي الناس و هو سقيم
يا أيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم
فابدأ بنفسك فانهها عن غيها فإن انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يقبل ما تقول و يقتدى بالقول منك و ينفع التعليم
لا تنه عن خلق و تأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
لما حاسب المتقون أنفسهم خافوا من عاقبة الوعظ و التذكير . قال رجل لابن عباس : أريد أن آمر بالمعروف و أنهى عن المنكر ، فقال له ابن عباس : إن لم تخش أن تفضحك هذه الآيات الثلاث فافعل و إلا فابدأ بنفسك ، ثم تلا : " أتأمرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم " ، و قوله تعالى : " لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون " ، قوله تعالى حكاية عن شعيب عليه السلام : " و ما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه " . قال النخعي كانوا يكرهون القصص لهذه الآيات الثلاث . قيل لمطرف : ألا تعظ أصحابك ؟ قال : أكره أن أقول ما لا أفعل . تقدم بعض التابعين ليصلي بالناس إماماً فالتفت إلى المأمومين يعدل الصفوف و قال : استووا فغشي عليه فسئل عن سبب ذلك فقال : لما قلت لهم استقيموا فكرت في نفسي فقلت لها فأنت هل استقمت مع الله طرفة عين
المصدر لطائف المعارف
لعبد الرحمن بن احمد بن رجب الحنبلي
بتصرف