المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هاشم الرفاعي.. شاعر إسلامي


هارب الي الله
12-01-2008, 10:36 PM
بسم الله
قد يعرف منا هاشم الرفاعي والكثير لا يعرفه
تعرفوا لماذا ؟؟ لانه كانت قصائده لا تدعو الي حزب او ميول جنسية
انما كانت قصائده دفاعاً عن المظلومين
فهذه نبذة مختصرة عنه
سيد بن جامع بن هاشم بن مصطفى الرفاعي
نشأ الشاعر في أسرته ، وتربى علي يد والده ، الذي أثر عنه الحزم في التربية، وكان يريد أن يربي الشاعر تربية خاصة ، ليكون رائد الطريقة من بعده، ولكن الشاعر أبي ذلك ورغب أن يدرس في الأزهر ، فرفض أبوه تحقيق رغبته وحاول أن يثنيه وحاول أن يثنيه عن رغبته تلك فأبى فعالجه باللين ثم بالضرب ، ولكن الشاعر زاد إصرارا وتمسكا برغبته رغم صغره
ورضخ الوالد بعد عناء بالغ بهذه الرغبة أمام تدخل الأقارب والأصدقاء، و هكذا ذهب إلى الأزهر والتحق بمعهد الزقازيق الديني الذي يتبع الأزهر سنة 1947 وحصل على الشهادة الإبتدائية الأزهرية في عام 1951 م ، ثم أكمل دراسته الثانوية في هذا المعهد وحصل علي الشهادة الثانوية في عام 1956 ثم التحق بدار العلوم وتوفي قبل أن يتخرج سنة 1959
وفي كلية دار العلوم برز بين الطلاب شاعرا ، ثم تولى مسئولية النشاط الأدبي في الكلية التي كان عميدها الأستاذ الشاعر علي الجندي وكان معجبا به يتنبأ له بمستقبل عظيم
وفي سنة 1959 في الثاني من يوليه تموز قتل الشاعر علي يد بعض حساده ومبغضيه من الشيوعين الذين حاربهم وكشف ضلالهم وخداعهم ولؤم نفوسهم
. وكانت الأحداث الظاهرة التي أدت إلى مقتله هي الخلافات التي وقعت بين الشاعر ومؤيديه وبين فئة أخرى من الشيوعين ومؤيديهم في نادي أنشاص الثقافي
وكان واضحا أنه يمثل الاتجاه الإسلامي في الصراع الدائر في مصر بين المسلمين وأعدائهم وكان الشيوعيون من ذوي النفوذ في تلك الفترة يحاولون طمس الاتجاه الإسلامي والتنكيل بأصحابه .
اجتمعت كل هذه العوامل لتؤدي إلى استدراج الشاعر إلى خصام مصطنع في ملعب النادي وطعنه بالسكاكين .
ويشاء الله أن يموت الشاعر ، الذي لحق بمن طعنه ليثأر لنفسه حتى نزفت دماؤه وسقط ميتا .
وظل سؤالا يدور علي الألسنة : هل كان قتل الشاعر نتيجة لهذا الحسد والخلاف بينه وبين هؤلاء ؟ أم أن قصائده التي ذاعت ، وحملها الشباب ، وأنشدها المظلومون وشباب المسلمين في السجون والشوارع هي التي دفعت إلى قتله ؟ وهل كانت هناك أصابع خفية من قِبل السلطات أرادت أن تستغل هذه الصورة الظاهرة من الخلافات بينه وبين أقرانه لتقضي عليه دون ضجة ؟ كل ذلك ممكن ، لاسيما وأن صورا كثيرة كانت تتحدث للذين يختفون فجأة بعد أن تشير تقارير العيون والجواسيس إلى خطورتهم وتنطوى صفحات حياتهم فجأة بحادث مصطنع أو مرض مفاجيء أو .. أو ...فهل لقى شاعرنا هذا المصير وبهذه الطريقة بتدبير خفي أم أن موته كان ضربة غادرة لم تحسب للمصير حسابا ؟
وكما قال في قصيدته

أنا لست أدرى هل ستُذْكَر قصتي
أم سوف يعروها دجى النسيان ؟
أو أنني سأكون في تاريخنا
متآمرا أم هادم الأوثان ؟
كل الذي أدريه أن تجرعي
كأس المذلة ليس في إمكاني

رسالة في ليلة التنفيذ
قصيدة كتبها وأهداها للشيخ // سيد قطب في زنزانته
أبتاه ماذا قد يخط بناني ************* و الحبل و الجلاد منتظران
هذا الكتاب إليك من زنزانة ************ مقرورة صخرية الجدران
لم تبق إلا ليلة أحيا بها *************** وأحس أن ظلامها أكفاني
ستمر يا أبتاه لست أشك في ************ هذا وتحمل بعدها جثماني
الليل من حولي هدوء قاتل *********** والذكريات تمور في وجداني
ويهدني ألمي فأنشد راحتي ************* في بضع آيات من القرآن
والنفس بين جوانحي شفافة *********** دبَّ الخشوع بها فهز كياني
قد عشت أومن بالإله ولم أذق ************** إلا أخيرا لذة الإيمان
شكرا لهم أنا لا أريد طعامهم ************ فليرفعوه فلست بالجوعان
هذا الطعام المر ما صنعته لي ********* أمي و لا وضعوه فوق خوان
كلا ولم يشهده يا أبتي معي ************* أخوان لي جاءاه يستبقان
مدوا إلي به يدا مصبوغة ************ بدمي و هذي غاية الإحسان
والصمت يقطعه رنين سلاسل *********** عبثت بهن أصابع السجان
ما بين آونة تمر وأختها ************ يرنو إلى بمقلتي شيـــطان
من كوة بالباب يرقب صيده ************ ويعود في أمن إلى الدوران
أنا لا أحس بأي حقد نحوه ************** ماذا جنى فتمسه أضغاني
هو طيب الأخلاق مثلك يا أبي *********** لم يبد في ظمأ إلى العدوان
لكنه إن نام عني لحظة ************* ذاق العيال مــرارة الحرمان
فلربما وهو المُرَوِّعُ سحنة ************* لو كان مثلى شاعرا لرثاني
أو عاد من يدري إلى أولاده ************ يوماً وذُكِّرَ صورتي لبكاني
وعلى الجدار الصلب نافذة بها ********** معنى الحياة غليظة القضبان
قد طالما شارفتها متأملا *********** في الثائرين على الأسى اليقظان
فأرى وجوما كالضباب مصورا ******** ما في قلوب الناس من غليان
نفس الشعور لدى الجميع وإن همُ ******* كتموا وكان الموت في إعلاني
و يدور همس في الجوانح ما الذي ******* بالثورة الحمقاء قد أغراني ؟
أو لم يكن خيرا لنفسي أن أُرى ********* مثل الجميع أسير في إذعان ؟
ما ضرني لو قد سكت وكلما ********* غلب الأسى بالغتُ في الكتمان
هذا دمي سيسيل يجري مطفئا *********** ما ثار في جنْبَىَّّ من نيران
وفؤادي المَوَّار في نبضاته ************* سيكف في غده عن الخفقان
والظلم باق لن يحطم قيده ************* موتي ولن يودي به قرباني
ويسير ركب البغي ليس يضيره ********* شاة إذا اجتثت من القطعان
هذا حديث النفس حين تشق عن ********** بشريتي وتمور بعد ثوان
وتقول لي إن الحياة لغايةٍ ************ أسمى من التصفيق للطغيان
أنفاسك الحَرَّى وإن هى أُخمدت ********** ستظل تغمر أُفقهم بدخان

وقروح جسمك وهو تحت سياطهم ******** قسمات صبح يتقيه الجاني
دمع السجين هناك في أغلاله ************ ودم الشهيد هنا سيلتقيان
حتى إذا ما أفعمت بهما الربا ********** لم يبق غير تمرد الفيضان
ومن العواصف ما يكون هبوبها ********* بعد الهدوء وراحة الربانِ
إن احتدام النار في جوف الثرى ********* أمر يثير حفيظة البركان
وتتابع القطرات ينزل بعده ************* سيل يليه تدفق الطوفان
فيموج يقتلع الطغاة مزمجرا ********* أقوى من الجبروت والسلطان
أنا لست أدرى هل ستُذْكَر قصتي **** أم سوف يعروها دجى النسيان ؟
أو أنني سأكون في تاريخنا ************ متآمرا أم هادم الأوثان ؟
كل الذي أدريه أن تجرعي *********** كأس المذلة ليس في إمكاني
لو لم أكن في ثورتي متطلبا *********** غير الضياء لأمتي لكفاني
أهوى الحياة كريمة لا قيد لا ********** إرهاب لا استخفاف بالإنسان
فإذا سقطتُ سقطتُ أحمل عزتي ****** يغلى دم الأحرار في شرياني
أبتاه إن طلع الصباح على الدنى ******* وأضاء نور الشمس كل مكان
واستقبل العصفور بين غصونه*********** يوما جديدا مشرق الألوان
وسمعتَ أنغام التفاؤل ثرة ************* تجري على فم بائع الألبان
وأتى يدق- كما تعود- بابنا ************ سيدق باب السجن جلادان
وأكون بعد هنيهة متأرجحا ********** في الحبل مشدودا إلى العيدان
لِيَكُنْ عزاؤك أن هذا الحبل ما ******** صنعته في هذي الربوع يدان
نسجوه في بلد يشع حضارة ********** و تضاء منه مشاعل العرفان
أو هكذا زعموا وجيء به إلى ******** بلدي الجريح على يد الأعوان
أنا لا أريدك أن تعيش محطما *********** في زحمة الآلام والأشجان
إن ابنك المصفود في أغلاله ********** قد سيق نحو الموت غير مدان
فاذكر حكايات بأيام الصبا *********** قد قلتها لي عن هوى الأوطان
وإذا سمعت نشيج أمي في الدجى******* تبكى شبابا ضاع في الريعان
وتُكَتِّم الحسرات في أعماقها *************ألما تواريه عن الجيران
فاطلب إليها الصفح عني إنني ********* لا أبتغي منها سوى الغفران
مازال في سمعي رنين حديثها************ ومقالها في رحمة وحنان
أَبُنَيَّ : إني قد غدوت عليلة *********** لم يبق لي جَلَد على الأحزان
فأذق فؤادي فرحة بالبحث عن ****** بنت الحلال ودعك من عصياني
كانت لها أمنية ريانة ****************** يا حسن أمال لها وأمان
غزلت خيوط السعد مخضلا ولم ******* يكن انتقاض الغزل في الحسبان
والآن لا أدرى بأي جوانح ************* ستبيت بعدى أم بأي جنان
هذا الذي سطرته لك يا أبي ********** بعض الذي يجرى بفكر عان
لكن إذا انتصر الضياء ومُزِّقَتْ ******** بيد الجموع شريعة القرصان
فلسوف يذكرني ويُكبر همتي ******** من كان فى بلدي حليف هوان
وإلى لقاء تحت ظل عدالة *************** قدسية الأحكام والميزان