المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حفل دين الإسلام(1) للشيخ محمد حسين يعقوب..


أم مريم*
11-29-2008, 03:22 AM
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين..
وبعد، فأيها الأحبة في الله
نعم.. استعدوا !
استعدوا للحفل ..
أتدرون لأي حفل أدعوكم للاستعداد؟
إنه حفل الدين .. حفل دين الإسلام
أيها الأحبة في الله.. أيها المسلمون أسياد الدنيا..
بالرغم من كل ما يُحاك بدينكم، بالرغم من كل الذلة والصغار والهوان الذي عم وطم، بالرغم من خور الهمم بعد رمضان.. بالرغم من كل هذا وأكثر من هذا مما أحصاه الله ونسيناه..
إلا أن الله جل جلاله قد ميَّز أهل هذا الدين بمميزات لا يسلبها منهم وإن قصَّروا؛ سبحان الله الكريم: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ} [النحل: 61]، وإن كان هذا بِرّه جل جلاله بالناس عامة، فإن فضله بالمسلمين أوسع؛ قال جل جلاله: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ} [الرعد: 6]، والناس هنا هم المسلمون لأن الله لا يغفر الظلم الأكبر (الشرك).
الشاهد أيها الإخوة: أن المسلمين مهما جرى بهم ومنهم، فإن لهم خصائص لا تفارقهم ما لم يفارقوا الإسلام، منها:
القرب من الله تعالى؛ قال سبحانه: {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} [العلق: 19]، فهل تعرف أحدا من غير المسلمين يسجد؟!..
أضل الله سبحانه غيرنا عن السجود.. وكل من لم يسجد: لم يقترب! فاحمد الله على نعمة الإسلام، وعلى نعمة السجود، وعلى نعمة القرب.
ومنها يوم الجمعة؛ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا فهدانا الله ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة، نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق" [مسلم]. فاللهم أدم علينا تكريمك يا واحد يا أحد.
ومنها التطهر قبل العبادة؛ قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا} [المائدة: 6].. الله أكبر، الله أكبر، ما أنظفك يا مسلم.
ومنها التأمين خلف الإمام، ومنها استقبال القبلة، ومنها تشريعات المواريث، ومنها..، ومنها..
{وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [النحل: 18]
إي والله فالحمد لله على نعمة الإسلام..
فإذا رفعت رأسك بهذا.. فاستعد!
استعد لحفلنا العظيم القريب الذي أوشك؛ (حفل الإسلام)، أتدري ما (حفل الإسلام)؟
إنه اليوم الذي رضي الله فيه الإسلام وأتمه، قال سبحانه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]
قال يهودي لعمر رضي الله عنه:" لو علينا نزلت هذه الآية لاتخذناه عيدا"، قال عمر:" قد علمت اليوم الذي أنزلت فيه والليلة التي أنزلت ليلة الجمعة ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات ". [النسائي، وصححه الألباني]
أهنئك يا مسلم.. مبارك عليك يا مسلم.. تهانينا أن أكمل الله لك دينك.
سبحان الملك.. تأمل كيف أحاط الله هذه المناسبة بالبركات حتى صارت حفلاً:
فقبلها تتقدم أيام الخير، خير أيام الدنيا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشرة" قالوا:" يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟" قال: "ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء" [البخاري]
وبعدها تستمر البركات، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام" [أبوداود، وصححه الألباني]
الله أكبر.. إنه لحفل
إنه حفلنا.. إنها أعيادنا.. إنها أيامنا.. أيام يشرع فيها أداء كل العبادات:
ففيها يفد المؤمنون إلى بيت ربهم يحجون ويعتمرون؛ يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله يقول إن عبدا أصححت له جسمه ووسعت عليه في المعيشة تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إلي لمحروم" [أبو يعلى في مسنده، وابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني]، اللهم لا تجعلنا من المحرومين.
وفيها ينحرون الأضاحي؛ قال صلى الله عليه وسلم: "من كان له سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا" [ابن ماجة والحاكم وحسنه الألباني]
وفيها يصومون كما روت بعض أزواج النبي صلى الله عليهوسلم أنه "كان يصوم تسع ذي الحجة" [أبوداود وصححه الألباني]
وفيها يصلون، ويتنفلون، ويتلون، ويتصدقون ،ويتناصحون، ويصلون أرحامهم، ويصطلحون مع إخوانهم...
وفيها يتبتلون، وبها يحتفون أكثر من حفاوتهم برمضان..
لكن (حفل الإسلام) هذا العام يختلف عما سبقه في أي عام ..
بأي وجه نستقبل هذه الأيام، وخصوصاً في هذا العام؟
كيف سندخل هذا الحفل هذه السنة؟
كيف.. وهي السنة التي ذاع فيها أذى نبينا العظيم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم؟
كيف.. وهي السنة التي زادت فيها سيول دماء المسلمين في أنحاء الدنيا؟
كيف.. وهي السنة التي انتشرت فيها الشهوات والشبهات على الشبكات والفضائيات أكثر من غيرها من السنوات؟
إن حفل هذا العام يحتاج إلى استعداد.. استعداد حقيقي.. استعداد مختلف..

أم هارون السلفية
11-29-2008, 11:12 AM
جزاكِ الله خيراً يا غالية
وحفظ الله الشيخ المربى ونفع به ..

أبو عمر الأزهري
12-05-2008, 12:13 PM
جزاكم اللهُ والشيخَ خيراً .