المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صور حية للأخرة في القرأن العظيم - الجزء الحادي عشر


صابر عباس حسن
11-09-2008, 11:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء الحادي عشر من القرأن العظيم و الصور الحية للأخرة
وبعض آيات من سورة يونس

و الصورة اليوم تذكرنا بربنا الخالق المدبر لهذا الكون من حولنا
وأن نتوجه إليه وحده بالعباده
حيث أن إليه المرجع والمصير
وهو بدأنا ثم يميتنا ثم يبعثنا ليوم لا ريب فيه

قال تعالى: ياأيها الأنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه - 6 الأنشقاق

وقال تعالى : وفي أنفسكم أفلا تبصرون -21 الذاريات

وبنظرة سريعة إلى النفس الإنسانية
أين كان الإنسان قبل أن يولد ؟ كان في بطن أمه ...
وأين كان قبل أن تحمله أمه ؟ كان في صلب أبيه .
وأين كان قبل أن يولد أبيه ؟
والجواب لم أكن شيئا

إذن فمن خلقني ؟ وخلق لي العينين وخلق لي السمع والفؤاد
وكل أعضاء جسدي ..والجواب الذي لا شك فيه " الله الواحد الأحد "

وقد أخبرنا ربنا بمراحل الخلق

قال تعالى في سورة الحج :

يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ -5

ولو إفترضنا جدلا أن للإنسان إدراك وهو في بطن أمه
وسمع تلك الآيات السابقة وأنه سوف يخرج من هذا المكان الضيق
إلى مكان أوسع فيه حياة مختلفة عن بطن أمه . فيها يتنفس الهواء
فيها يأكل ويشرب فيها يجد إخوان له وأبيه وأمه
ماذا بالله ننتظر منه الجواب ؟؟ وهو لم يرى الدنيا بعد
أيقول لم أصدق لأني لم أرى الدار الأخرة بعيني ؟
أم يقول أمنت لأن الذي أخبرني بهذا هو خالقي
وقس على ذلك تلك المرحلة التي نحن فيها الأن
فالمسلم يؤمن بأن هناك بعث وحساب وهناك جنة للمؤمنين.. ونار للمكذبين

وإليكم الصورة تنبض بالحياة
وكلام ربنا الحق

إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ (3)
إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ (4)

ويبين الله تعالى الأدلة والبراهين الساطعة على قدرته وأنه أمد الإنسان بوسائل كثيرة ليتعلم ويدرك عظمة خالقه

وإليكم الصورة الحيه على ذلك

هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5)
إِنَّ فِي اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)

ولكن هناك من الناس لا يريد لقاء الله وفرح بهذه المرحلة الزائلة لا محالة , كالجنين في بطن أمه لا يريد أن يخرج إلى الدنيا
والأمر ليس متعلق بحب أو كراهية الموت ولكن الأمر متعلق بالعمل والأستعداد للأخرة بالأعمال الصالحة

وإليكم الصورة الحية لذلك الموقف

إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7)
أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ(8)

صورة من أمن وعمل صالحا في الأخرة

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9)
دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (10)

قوله تعالى: {إن الذين آمنوا} أي صدقوا. {وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم} أي يزيدهم هداية؛ كقوله: {والذين اهتدوا زادهم هدى} محمد : 17
. وقيل: {يهديهم ربهم بإيمانهم} إلى مكان تجري من تحتهم الأنهار. { قال مجاهد: {يهديهم ربهم} بالنور على الصراط إلى الجنة، يجعل لهم نورا يمشون به. ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يقوي هذا أنه قال : (يتلقى المؤمن عمله في أحسن صورة فيؤنسه ويهديه ويتلقى الكافر عمله في أقبح صورة فيوحشه ويضله). هذا معنى الحديث. وقال ابن جريج : يجعل عملهم هاديا لهم.
قوله تعالى: {تجري من تحتهم الأنهار} أي من تحت بساتينهم. وقيل : من تحت أسرتهم

نسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
ويحشرنا مع النبين والصدقين والشهداء والصالحين
ونسأله الفردوس الأعلى

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة، لا يبولون ولا يتغوطون، ولا يتفلون، ولا يتمخطون، أمشاطهم الذهب، وريحهم المسك، ومجامرهم الألوة -عود الطيب- أزواجهم الحورالعين، على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاً في السماء‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.


وإلى الجزء التالي إن شاء الله

أمّ عَمْرة
11-23-2008, 12:41 PM
بارك الله فيكم ونفع بكم

أم هارون السلفية
11-26-2008, 03:32 PM
أحسن الله إليكم ..

صابر عباس حسن
11-26-2008, 08:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وجزاكم الله خيرا على متابعتكم لهذه السلسلة الهامة - صور الأخرة

إن إستحضار صور الأخره في الذهن يعطي الحصانة للإنسان من التردي في المعاصي

كما يعطي الأمل في مستقبل خالد لا ينفد ونعيم دائم متجدد

كما يعطي النفس السكينة لإستشعاره بالعدل الإلهي يوم الدين

نسأل الله العلي القدير أن يدخلنا الجنة مع الأبرار

ونسأله الأخلاص دوما وأبدا