المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من الأخطاء الشائعة في اللغة العربية


امال العروبة
11-03-2008, 04:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

ـ يقولون :انسحب الفريق من المباراة

ـ والصواب :خرج الفريق من المباراة

يقول ابن منظور في لسان العرب : السحب : جرّ الشيء على وجه الأرض
كالثوب وغيره .... ورجل سحبان : أي جرّاف يجرف كلّ ما مر به . ا.هـ
ولم يرد في المعجم الفعل انسحب بمعنى تقهقر أو نكص أو ترك ، وذكر صاحب معجم الخطأ والصواب : يخطِّئ أسعد داغر وزهدي جار الله من يقول : انسحب الجيش بحجة عدم ورود الفعل في كلام العرب بمعنى تقهقر أو نكص
في حيبن أنه أيد المعجم الوسيط في استعمال الكلمة بمعنى تقهقر

ـ يقولون : هذا الكتاب عديم الفائدة
ـ والصواب : هذا الكتاب معدوم الفائدة
جاء في معجم مقاييس اللغة : العين والدال والميم من أصل واحد يدل على فقدان الشيء وذهابه ، وعدم فلان الشيء إذا فقده ، وأعدمه الله تعالى كذا ، أي أفاته ، والعديم الذي لا مال له أ.هـ . وجاء في اللسان ـ أي لسان العرب لابن منظور ـ رجل عديم : لا عقل له
فالعديم هو الذي لا يملك المال وهو الفقير من أعدم أي افتقر . وقد حمل معنى هذه اللفظة من المعنى المادي إلى المعنوي

ـ يقولون : انكدر العيش
ـ والصواب : تكدَّر العيش
جا في جمهرة اللغة : الكدر ضد الفصو ، كدر الماء يكدر كدرًا وكدورًا وكدرة ، والماء أكدر وكَدِر ، ومن أمثالهم : خذ ما صفا ودع ما كدِر انكدر النجم إذا هوى ، وكذلك انكدرت الخيل عليهم إذا لحقتهم ، وجاء في اللسان : كدر عيش فلان وتكدَّرت معيشته

ـ يقولون : أحنى رأسه خجلاً ، أي عطفه
ـ والصواب : حنى رأسه خجلاً ، لأن معنى أحنى الأب على ابنه ، أي غمره بعطفه وحبه واشفاقه ومن قبيل المجاز نقول حَنَتْ المرأة على أولادها حُنُوّاً ، إذا لم تتزوج بعد وفاة أبيهم

ـ يقولون : حرمه من الإرث ، فيعدُّون الفعل ـ حرم ـ إلى المفعول الثاني بحرف الجر ـ من ـ
ـ والصواب : حرمه الإرث بنصب مفعولين ، أي الفعل ـ حرم ـ يتعدى إلى مفعولين تعدياً مباشراً ، وقد أجاز بعض اللغويين ( أحرمه الشيء ) أي حرمه إياه ، ومن ذلك ما ورد في قول ابن النحاس في قصيدته العينية المشهورة :

وأحرمني يوم الفراق وداعه وآلي على أن لا أقيم بأرضه

ـ يقولون : تحرّى عن الأمر ، فيعدون الفعل ( تحرّى ) بحرف الجر ( عن ) ـ
والصواب : تحرى الامر
ـ والصواب : ( تحرّى فلانٌ الأمرَ ) ، أي توخاه وطلبه ، ويقال : ( فلان حَرِيٌّ بكذا ) أي خليق وجدير وحقيق وَ ( أحْرِ به ) أي أجدر به ) قال الشاعر :ـ

فأحْرِ بمن رامنا أن يخيبا فإن كنتَ توعدنا بالهجاء

وقد اشتق التحري من ( أحرِ به ) ، وهو يعني توخّي الأولى وقصد الأحق ، كما تدل على ذلك طائفة من النصوص اللغوية نذكر من بينها :ـ
قال عز وجل (سورة الجن 14) : { فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرّواْ رَشَدًا } أي توخوا وعمدوا

ـ يقولون : احْتَضَرَ فلان في المستشفى
ـ والصواب : فلانٌ يُحْتَضَرُ في المستشفى ، لأننا نقول : : ( احْتُضِرَ فلان ) إذا حضره الموت .
قال تعالى ( سورة النساء 18 ) { حَتَّىَ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمْ المَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ }
وقال الشاعر الشماخ :ـ

عليه يُحْتَضَرُ احتضارًا فأوردها معا ماء رواء

ـ يقولون : نسائم الصباح الجميلة
ـ والصواب : نسمات الصباح الجميلة
نسائم على وزن فعائل ومفردة نسيمة على وزن فعيلة مثلها في ذلك مثل صحيفة وطريقة ووديعة
وجمعها صحائف وطرائق وودائع ، أما جمع نسمة فهو نَسَمٌ أو نسمات ، يقول إبن منظور صاحب
لسان العرب : ( ونسيم الريح أولها حين تقبل بلين قبل أن تشتد ) . ويقول في موضع آخر والنسمة
الإنسان ، والجمع نَسَمٌ ونسمات ، قال الأعشى :ـ
إذا النسمات نفضن الغبارا بأعظم منه تقى في الحساب
وقد وردت نسائم عند بعض الشعراء المعاصرين مثل قول أحدهم :ـ
سوف تظل دائمة من عطرها نسائم

يقولون : إسهاما منها في تشجيع القدرات
ـ والصواب : مساهمة منها في تشجيع القدرات

إسهاماً هو مصدر الفعل أسهم ، وهذه تعني كما يقول إبن فارس في مقاييس اللغة أسهم الرجلان إذا إقترعا) وذلك من السّهمة والنصيب . وهذه تختلف مساهمة المشتقة من الفعل ساهم الذي يعني شارك ، فالمساهمة هي المشاركة والإسهام يعني الإقتراع . ومن هنا نلاحظ أن أية زيادة في المبني تؤدي إلى تغيير المعنى

ـ يقولون : مجوهرات فلان ـ
ـ والصواب : جواهر فلان
يقول إبن سيده في لسان العرب : ( الجوهر معروف ، الواحدة جوهرة ، والجوهر كل حجر يستخرج منه شيء ينتفع به ) . والجوهر على وزن فوعَل وجمعها جواهر على وزن فواعل ، ومثلها في ذلك مثل جورب وجمعها جوارب وجوسق وجمعها جواسق . وقد وردت هذه اللفظة في صحيح مسلم ( كنا مع فضالة بن عبيد في غزوة ، فطارت لي ولأصحابي قلادة فيها ذهب وورِق وجوهر ) كتاب المسقاة ص92


ـ يقولون : البعض

ـ والصواب : بعض .

كثيرا ما تردد هذه الكلمة في الاستعمال العام معرفة بأل التعريف ، والأصح أن هذه اللفظة ( بعض ) معرفة لأنها كما يقول أصحاب اللغة في نية الإضافة .

وفي هذا الصدد يقول الجوهر في الصحاح : ( وكل وبعض معرفتان ولم يجىء عن العرب بالألف واللام وهو جائز ، إلا أن فيهما معنى الإضافة أضفت أو لم تضف ) .

فالجوهري يقر بأن بعض لم تجىء عن العرب بالألف واللام .
وقد وردت كلمة ( بعض ) في القرآن الكريم في مواضع كثيرة وكلها جاءت مجردة من أل التعريف كقوله تعالى : { وَاللهُ فَضَّلَ بَعْضٌكٌمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ } . ( النحل :71 ) .


ـ يقولون : تـصـنـّـت .

ـ والصواب : تــنــصّـــت .

هذه اللفظة كثيرة الاستعمال خاصة هذه الأيام في نشرات الأخبار وفي الصحف ، ويراد بها استراق السمع ، ولو حاولنا ارجاع هذه الكلمة إلى أصلها نجد أن صاحب لسان العرب يورد كلمة ( صنتيت ) ويقول ( الصنتيت ) : الصنديد وهو السيد الكريم .

والصواب أن هذه اللفظة هي ( نصت ) ومنها الفعل ( تنصت ) ومعناها كما يقول ابن فارس في كتابه مقاييس اللغة : النون والصاد والتاء كلمة وادحة تدل على السكوت وانصت لاستماع الحديث ونصت ينصت وفي كتاب الله { وَأَنْصِتٌوا } .
ونصت على وزن فعل وهي مثل نشد وفي حالة زيادة التاء والتضعيف تصبح ( تنصّت ) ومثلها ( تنشّد ) والاسم منها تنصت وتنشد .
ـ يقولون : أعلنتُ الخُــطــبـَـة ويقصدون النكاح .

ـ الصواب : أعلنتُ الخِــطـبَة ، أو أعلنتُ خِطبَة فلان


لأن الخِطبة هي طلب الزواج بفتاة فهي خِطبَة وهو خطيبها وهي خطيبته .


ـ يقولون هذا بئر عميق .

ـ والصواب : هذه بئر عميقة ،

لأن كلمة بئر مؤنثة كما جاء في الآية 45 من سورة الحج { وَبِئْرٌ مُعَطَّلَةٌ وَقَصْرٌ مَشِيدٌ } وجمع

بئر آبار وتُصَغَّر على بؤيرة .


ـ يقولون : بتَّ فلان في الأمر .

ـ والصواب : بتَّ فلان الأمر أي نواه وجزم به .

وجاء في الأساس بتَّ القضاء عليه وبتَّ النية جزمها . وجاء في المحكم بتَّ الشيء يبته ، أي قطعه قطعًا مستأصلاً . ومن ذلك بت طلاق امرأته أي جعله باتًا لا رجعة فيه .


ـ يقولون : اجتمع فلان بفلان .

ـ والصواب : اجتمع فلان إلى فلان ،


اعتمادًا على قول اللسان والتاج ( كانت قريش تجتمع إلى كعب بن لؤي فيخطبهم ) .


ـ يقولون : الفَرار ( بفتح الفاء )

ـ والصواب : الفِرار ( بكسر الفاء )

تنطق هذه الكلمة ويقصد بها الهروب والصواب الفِرار ـ بكسر الفاء ـ وهذه تعني الهروب ، أما الفَرار بفتح الفاء فتعني الكشف عن أسنان الدابة لمعرفة كم بلغت من السنين . ومن الجدير ذكره أنَّ كل مصدر من المصادر التالية : ( المفَرّ ) ـ بفتح الميم والفاء وتشديد الراء ـ و ( المَفِر ) ـ بفتح الميم وكسر الفاء وتشديد الراء ـ يعني الهروب أيضًا . يقول الشاعر :


ممدّون سودان عظام المناكبفضحتم قريشًا بالفِـرار وأنتـم


ومن الشواهد التي أوردها سيبويه في كتابة :


يخال الفِرار يراخي الأملضعيف النكاية أعـداءه


ـ يقولون : مُدَرَاء .

ـ والصواب مديرون .

يشيع استخدام هذا الجمع على الألسنة على أنه جمع ( مدير ) ظنًّا أنه مثل جمع سفير على سفراء ، ووزير وزراء ، وأمير أمراء ...إلخ . وشتان بين الاستعمالين ؛ فمادة وزير وسفير وأمير هي : وزر ، سفر ، أمر ، الثلاثي والياء فيها لبناء صيغة فعيل . على حين أن الفعل من ( مدير ) رباعي وهو أدار . واسم الفاعل من الرباعي عادة على وزن مضارعه مع إبدال يائه ميمًا مضمومة وكسر ما قبل الآخر . فيقال : أقبل يقبل مُقبـِل ، وأحسن يحسن مُـحسِن على زون مُفعــِل ، ومثلها أدار يدير مُـدير ، على وزن مُفعـِل أيضًا بدالٍ ساكنة وياء ساكنة قياسًا ، ولكن لثقل اللفظ ، لوجود الكسرة على الياء ، حملها القاء حركة الياء على الدال ، فكسرت الدال وسكنت الياء ، فصارت مدير ، وعند جمع محسن ومغير ومنير نقول : محسنون ، مغيرون ، منيرون ولا نقول : محساء ، ولا مغراء ، ولا منراء ، وكذلك الحال مع مع مدير ، فنقول : مديرون وهو الصواب لا مدراء وهو خطأ شائع .


ـ يقولون : ملفت للنظر .

ـ والصواب : لافت للنظر .

كثيرًا ما نسمع قول بعضهم : هذا المنظر او الحادث ملفت للنظر . وهذا الاستعمال خطأ . ووجه الصواب أن نقول : لافت ؛ أن فعله لفت ، لا ألفت ، إذ لا يوجد في العربية فعل هو ( ألفت ) ، واسم الفاعل من الثلاثي عادة على وزن ( فاعل ) فنقول : لافت .أما ( ملفت ) فهو اسم الفاعل الرباعي ( ألفت ) مثل ( مكرم ) و ( محسن ) من أكرم و أحسن ، ولا يوجد في العربية ( أفلت ) كما قلنا . ومعنى لفت الشيء . يلفته لفتا : لواه على غير وجهه ، بياء مفتوحة ، لا مضمومة . ولفته عن الشيء : صرفه . قال تعالى على لسان الملأ من قوم فرعون لموسى عليه السلام : ( قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا ) . بفتح الياء.

قـَسْوَرَةُ الأَثَرِيُّ
11-03-2008, 04:50 PM
بارك الله في هذا المجهود المبارك
ما شاء الله
لي عوده في قريب باذن الله مع بعض التعقيبات

امال العروبة
11-03-2008, 04:54 PM
وفيك بركة اخي قسورة الاثري شكرا على المرور ودمت وفيا

أبومالك
11-04-2008, 09:42 PM
ماشاء الله
مفيد جداً
نفع الله بكم..وفى انتظار تعقيبات مولانا :)

امال العروبة
11-04-2008, 11:36 PM
شكرا لك اخي ابو مالك على المرور

قـَسْوَرَةُ الأَثَرِيُّ
11-05-2008, 03:29 PM
ليس عندي كبير تعقيب فالكلام متقن و ليس فيه مغرز إبرة من حيثُ كونِه يرعى الأولى فالأولى ..

لكن هناك أُمـــور لا يجدُرُ الإنكار فيها لكونها جائزة فالجائز لا يُنكر على قائله :

مثله : قولنا اِنسحب هو من المجاز لمن كان يقرّ المجاز !!و هذا باب واسع جدّا.
و كذا : عديم الفائدة فهذه استعارة .

و أيضا فاتَ الكاتب كونَ مجوهرات جمع مجوهرة و المجوهر هو الحليّ المرصع بالجوهر و فرق بين ما كان جوهرا خالصا و ما كان ذهبا او فضة و حُلِّي بالجواهر و هو الأغلب استعمالا .

و أيضا : تعريف البعض و الكل جائز باتفاق النحويين حيث انك عندما لا تريد أن تضيفه و تريد السكوت بعده كان تقول بدل كلهم الكل و بدل بعض الناس البعض و هكذا ..و لا يعني نقل أنه لم يُنقل عن العرب كونه غير محكي فعدم النقل لا يعني نقل العدم و هذا أصل !!!

ثم تأنيث بئر هذه لغة قريش و الحجاز و يُراجع فيها كتب اللهجات القديمة و باقي القبائل على تذكيرها .

و أيضا الإنكار على من قال اجتمع قوم بقوم استشهادا باجتماع جماعة إلى مفرد فهذا عجيب و يراجع فيه معاني حروف الجرّ .

و أيضا الإنكار على قولنا مُلفت عجيب حيث كأنه يوحي كون الفعل لم يرد الا ثلاثيا غير مزيد و هذا مردود بالأحاديث و الكلام المنتشر في الكتب عن الإلتفات فالإلتفات هو مصدر من اِلتفت يلتفتُ فهو ملتفت و كذا تلفّت يتلفّتُ فهو ملتفت و كلاهما حكاهما الفيروزآبادي ...و كما سبق أن عدم ذكره لجميع الاشتقاقات لا يعني عدم وجودها فالصرف منقسم لسماعي و قياسي و ليس كلّه قياسي و يراجعُ في الأمر الشرح الكبير على اللامية ففيه الفائدة باذن الله .

و باقي ما ورد هو فعلا صواب و بالنظر لجذر الكلمات نعلم بعد الإشتقاق عن الصواب فكيف تُسوّى مدراء و وزراء والميم زائدة و الواو أصلية و كذلك كل ما ورد فجزاكم الله خيرا و نفع بكم


بحث موفّق فعلا

امال العروبة
11-05-2008, 03:37 PM
شكرا لك اخي قسورة الاثري على هذه التعقيبات وبارك الله فيك ودمت وفيا

ابويزن الشريف
12-18-2008, 09:45 PM
مشكور لكل من ساهم في هذا الموضوع ياجماعة بارك الله فيكم

امال العروبة
12-18-2008, 09:54 PM
وفيك بركة أخي "ابو يزن الشريف" شكرا على مرورك

أبو يوسف السلفي
12-28-2009, 10:44 PM
جزاكم الله خيرا