المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رأيتُهُ مُطرقاً


أم هارون السلفية
10-17-2008, 07:19 PM
رأيتُهُ مُطرقاً يبكى فأبكانى ... وهاجَ من قلبيَّ المكلومِ أشجاني

فى نضرةِ الغُصنِ إلا أن عاصفتاً ... هبَّت سَموماً فأمسى غيرَ فينانِ

فى زهرةِ العمرِ إلا أنَّ دهركَ لا ... يرعى الشيوخَ ولا يرثى لصبيانِ

بكا فكادت له نفسى تذوبُ آسى ... كأن راميِهُ بالسهمِ أصمانى

دنوتُ منهُ أُحاكيهِ وأسألهُ ... علِّ أواسى جِراحَ المُثقلِ العانى

سألتهُ ما اسمك قال ..
اسمى يدلُ على معنى غريبٍ على مثلى أنا هانى



يا ناعم الظُفرِ يابن العزِّ مالكَ لا ... تَكُفُ عن مدمعٍ كالغيثِ هتّانِ

ماذا دهاكَ احكى لى علَّ الحديثَ معى ... مُجَفِفٌ عنكَ بعضَ المدّمعِ القانى

ياعمُّ أنيَّ غُصنٌ لا حياةَ له ... قُطعتُ بالغدرِ عن أصلى وسيقانِ

لا قد شَهِدتُ أبى والموتُ يَصرعُهُ ... ولم يجد مُسعِفاً من قلبِ إنسانِ


نادى بُنىَّ اسقنى فالصَدرُ مُلتَهِبٌ ... فقولتُ نفسى الفدا للوالدِ الحانى


ناولتُهُ الماءَ اسقيهِ فقَبَلَنى ... وأسلمَ الروحَ فى طُهرٍ وإيمانِ


ياعمُّ ماتَ أبى فى خيرِ معركةٍ ... وما بكيتُ عليِهِ مثلَ أوطانى

قد ماتَ يدفعُ عن أرضٍ وعن شَرَفٍ ... لصوصَ أرضٍ وأعراضٍ وأديانِ


ما ماتَ بل هو عِندَ اللهِ ألمَحُهُ ... فى الخُلدِ يَسرحُ طَيراً بينَ أفنانِ


ياعمُّ ذى هيَّ مأساتى التى قَصَفت ... عُديكَ ما عَصفت مثلى بعيدانِ

مسحتُ دمعَ الفتى الباكى وقولتُ له ... سمعتُ منكَ فخذ فكرى ووجدانِ

بُنى جُرحُكَ فى قلبى يسيلُ دمً ... فارحم صِباكَ فما أشجاكَ أشجانى


فإن تَعِش أنتَ والأهلُ لقد رحلوا ... ففيكَ سرُ بقاءِ الشَعبِ يا هانى


قد عِشتَ حقاً لأمرٍ لا خفاءَ بِهِ ... وحِكمةُ اللهِ تَخفى بعضَ أحيانِ

قد عِشتَ للنصرِ بالإصرارِ تغرِسُهُ ... فتجتنيهِ ثِماراً ذاتَ ألوانِ


فاخلع ثيابَ الأسى واليأسِ مرتدياً ... ثوبَ الجِهادِ نشيطاً غيرَ كسلانِ

تعلمِ الحربَ فى سرٍ وفى علنً ... فوق الجِبالِ وفى سهلٍ ووديانِ

واجمع رفاقك وانفخ فى عزائِمهِم ... مما بصدركَ من عزمٍ وإيقانِ


وقُل لصيهونَ لسنا أمتاً هَمَجاً ... تمضى سَفِنِتُها من غَيرِ رُبَّانِ


مَعاذَ ربيَّ أن تنحلَ عُروَتُنا ... أو أن نتيهَ وفينا نورُ قُرآنِ

اليأسُ كُفرٌ إذا ما حلَّ صَدرَ فتى ... والحمدُ للهِ قد جددتَ إيماني


جعلتَ منيَّ إنسانً له هدفٌ ... وكنت ُ من قبلُ أحيا بعضَ إنسانِ

إنى أُحسُ لماذا عشتُ بعدَ أبى ... ولم أمُت مع أهلى مثلَ أقرانى

إنى حييتُ لأمرٍ لا مَرَدَّ له ... للثأرِ للدّمِ لاستردادِ أوطانى

لأستعيدَ فلسطينً كما غُصِبت ... بالدّمِ لا بدموعٍ أو بتحنانِ

لأنزعَ الدَرَ والأرضَ التى نهبوا ... من كلِ لِصٍ ونهابٍ وخوانِ

لكى تعودَ تُدَّوِى فى مآذنِها اللـهُ ... أكبرُ من آنٍ إلى آنِ

أمى فلسطينُ لا تأسى ولا تَهِنى .. إنا سنفديكِ من شِيبٍ وشُبِّانِ

أمّ ليـنة
10-17-2008, 08:24 PM
إنا لله و إنا اليه راجعون ....



إن نصــر الله قريب .. مهما طال الزمن أو قصــر سيــأتي يومــًا نعود لها ...


بوركــتِ أٌخية