المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رُهبانُ الليلِ ـ وصاحبهم


أبو أنس الأنصاري
10-06-2008, 12:12 AM
مقدمة بقلم فضيلة الشيخ محمد بن عبد الحكيم القاضي حفظه الله لكتاب رهبان الليل أهداها لفضيلة الشيخ سيد بن حسين العفاني

رهبان الليل وصاحبهم

عُوجي على رَبْعِها يا ( سَلْمُ ) فابْكيهِ
وَثَـوِّبي مع دمع الطَّلْحِ يرثِيـهِ

بانت ( سُعَادُ ) ، فما أبقتْ لنا وطناً
للقلبِ يَحْنو عليهِ ـ حين يأتِيـهِ

بانَتْ ولم تَلتَفِتْ من خَلْفِ هودَجِها
لِمُقْلَةِ الصَّبِّ ، والأحزانِ تُشفيـهِ

أحبَّـةٌ ، وضلوعُ الصَّبِّ موطنهم
القُـربُ يُسعدهُ ، والبعدُ يُشقيـهِ

أحبَّـةٌ عَمَـروا بالحـقِّ ساحَهُمُ
وشيَّدوا بعُـرى التَّـقوى معانيهِ

هُمُ أضاءَ بهـم دربُ العلا فَرَأَوْا
بأعيُـنِ الحقِّ منهـم كلَّ ما فيهِ

الليلُ يعرفهـم ـ رهبانَ ساحتِهِ
تُرْقـي مآقيهـمُ دَمْعـاً مَآقيـهِ

فـي واحـةٍ لكتابِ اللهِ مورِدُهُمْ
الـزَّادُ أحكامُـهُ ، السُّقْيا معانيهِ

أوَّاهُ لو جئتهـم والليلُ يجمعهم
على بِساطِ التُّقى رقَّت حواشيهِ

يوقِّعـونَ على ألحانِــهِ نَغَمَاً
مِـنَ الحنينِ ثرِيَّـاً في تَـأتِّـيهِ

ويملأون وِعاءَ الليلِ مـن رَهَبٍ
ويُفرغـونَ الشكايا في دياجيـهِ

وهل ترى ـ حين تأتيهم سوى نَحِلٍ
مقـرَّح الجفن ، لـم ينعـم بترفيهِ

ممهَّـد القلبِ بالشوقِ الجليلِ إلى
جناتِ عـدنٍ جِوَارَ الربِّ باريـهِ

مُخَضَّبِ الجَفْنِ بالشكوى إلى حَكَمٍ
حَـقٍّ وَدُودٍ ، ثَرِيَّـاتٍ أَعَاطِيـهِ

أوَّاهُ يا أيهـا الراوي روايتهـم
على جبينِ الدُّنـى أنَّـى نوفِّيهِ ؟

يا صاحبَ الليلِ والرهبانِ معذرةً
كيفَ الوفاءُ لمـن أحيا لياليهِ ؟

كيفَ الوفاءُ لمن أذكى بسيرتهم
مسامعَ الدهرِ لو أصغت أمانيهِ ؟

يا سيدَ بن حُسينٍ ، يا سَفارَتنـا
إلى المعانـي العُلا صِينت أياديهِ

قرَّبتَ للناسِ معنى الحبِّ في زمنٍ
تحجَّر القلبُ واشتدَّت عواصيـهِ

يا ابن العَلِيِّين صِحْ بالشوق في ملأٍ
حُمُّـوا بشوقٍ إلى وادٍ من التيـهِ

وأُولِعـوا بصغارِ الأمـرِ وانصرفوا
يا ابن العليينَ ـ فيها عن معاليـهِ

أيـا حفيداً لآلِ البيـتِ معـذرةً
لدعـوةِ الشوقِ في أرضِ المعاتيـهِ

لقـد مُلِئنا ( تفاقيهاً ) بلا عَمَـلٍ
نعـوذُ باللهِ مـن شـرِّ ( التفاقيهِ )

هذا أخوكَ حفيدُ ابنَ الحسينِ لـهُ
في قسوةِ القلبِ أوْفَى القِدْحِ عاليهِ

لم يحظَ من جَدِّه جَدًّا ، ولا جِدَّةً
إلـى بلادٍ لأهـلِ البيتِ تُدنيهِ

هل حسبُهُ أنه بالذنبِ معترفٌ ؟
وأنَّـهُ رحمةُ الرحمـنِ تُرضيـهِ ؟

وأنَّـه سَخَـطُ الجبَّار يُرهبـهُ ؟
وأنَّـهُ آمِـلٌ في اللهِ يُنْجِيـهِ ؟

وأنَّـهُ طامعٌ فـي عفـوِ سيِّدِهِ
ربِّ العبادِ ؟ أهذا القدرُ يكفيهِ ؟

يا ابن العليِّينَ فابذل منك تزلِفةً
إلى إلهكَ : أن يمحـو معاصيهِ

وأن يجازي بعفـوٍ منهُ مَأْثَمَهُ
وأن يواري برحمـاهُ مساويهِ


وكتبت يمين أخيك
العائذ بالله الفار منه إليه
محمد عبد الحكيم القاضي
المنيا ـ صبيحة الإثنين : 19 من ذي الحجة 1419

أبومالك
10-06-2008, 12:25 AM
ماشاء الله
عبارات ومعانٍ جزيلة ، ولكن بالتأكيد ما بين الأقواس له مدلول ؟

عزيم
10-06-2008, 01:06 AM
جزاكم الله خيرا

ملاحظة طيبة يا أبو مالك

أبو أنس المصري
03-21-2010, 09:07 AM
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً

نور الاسلام
03-21-2010, 10:05 AM
ماشاء الله لاقوة الا بالله جزاكم الله خيرا

سعيد عناني
03-21-2010, 12:10 PM
بارك الله فيكُم

أم حُذيفة السلفية
03-23-2010, 12:55 PM
جزاكم الله خيراً

أبو أنس الأنصاري
05-09-2010, 10:02 PM
الإخوة والأخوات..
أبو مالك
عزيم
أبو أنس المصري
الرانتيسي
سعيد عناني
أم حذيفة السلفية

جزاكمُ اللهُ خيرًا، وأحسنَ إليكم.
وحفظَ اللهُ شيخينا الأديبينِ محمد القاضي وسيد حسين العفاني.