المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاخلاق في القرأن العظيم والجزء التاسع والعشرون


صابر عباس حسن
09-29-2008, 11:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

مع الجزء التاسع والعشرون , نواصل الحديث عن الاخلاق في القرأن العظيم
ويطالعنا هذا الجزء بعد سورة الملك , في سورة القلم , بوصف لاخلاق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ..
قال تعالى: " وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ " .

وحين سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن خلقه صلى الله عليه وسلم قالت : كان خلقه القرأن , رواه مسلم .
وروى احمد والبيهقي عن ابي هريرة رضي الله عنه , قال صلى الله عليه وسلم " بعثت لأتمم مكارم الاخلاق " وبذلك يكون قد حدد الهدف من رسالة الاسلام .
وروى الترمذي : جاء رجل وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أوصيني .. قال : " اتق الله حيثما كنت " قال زدني .. قال: " أتبع السيئة الحسنة تمحها " قال زدني .. قال: " خالق الناس بخلق حسن "
وروى الترمذي : قيل يارسول الله , أي المؤمنين أكمل إيمانا ؟ قال : " أحاسنهم خلقا "
وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم : " اللهم اهدني لأحسن الأخلاق , لا يهدي لأحسنها إلا أنت , واصرف عني سيئها , لا يصرف عني سيئها إلا أنت " رواه مسلم

وحسن الخلق قد يكون هبه من الله ,يولد الانسان كامل العقل والاخلاق , مثل الانبياء , وقد يكون مكتسبا بالاجتهاد وحمل النفس وتدريبها علي الاخلاق الفاضلة , " قال تعالى :" قد أفلح من زكاها " . وخير وسيلة لتزكية النفس أداء ما فرضه الله علينا . " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " .. " كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " ... " خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها " .. " الحج أشهر معلومات, فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج , وما تفعلوا من خير , يعلمه الله , وتزودوا فإن خير الزاد التقوى , واتقون ياأولي الألباب .
وروى البخاري ... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من لم يدع قول الزور , والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه .

ومع نهاية الجزء التاسع والعشرون وقبل سورة المرسلات, تأتي سورة الانسان لتعلن فوز الابرار , الذين كانوا يخافون يوم القيامة والذين يطعمون الطعام رغم حاجتهم إليه , المسكين , واليتيم , والاسير , وربما الاشارة إلى الاسير في القرأن العظيم يدل على سبق الاسلام للقوانين الحديثة في حقوق الاسرى والدفاع عنهم ..

سورة الانسان

إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً (5)
عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً (9) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً (10
فَوَقَاهُمْ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً (11) وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً (12) مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً (13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً (14
وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ (15) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً (16) وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً (17) عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً (18
وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنثُوراً (19
عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً (21
إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً (22

والله نسأل أن يهدينا لأحسن الأخلاق . لا يهدي لأحسنها إلا هو . وأن يصرف عنا سيئها . لا يصرف عنا سيئها إلا هو .وأن يؤتي نفوسنا تقواها . ويزكها هو خير من زكاها . له مماتها ومحياها .

والانوار كثيرة
وإلى الملتقى إن شاء الله