المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاخلاق في القرأن العظيم والجزء الثانى عشر


صابر عباس حسن
09-14-2008, 02:01 AM
مع الاخلاق في القرأن العظيم والجزء الثاني عشر
ويتضمن هذا الجزء كثير من الاخلاق في سورة هود واول سورة يوسف

اولا : بعض ما جاء من اخلاق في سورة هود
إن عمارة الارض من أهم الاشياء التي تميز الانسان عن غيره من المخلوقات , ولذلك جاء الامر صريحا في سورة هود قال تعالى : وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61)

فهل نحن ملتزمون بعمارة الارض ؟ إن غيرنا من الامم المتحضرة التزمت بهذا الجانب , وكان اولى بالمسلمين ان يهتموا به حتى يطبقوا اخلاقيات الاسلام بكل جوانبها فنحن امة متحضرة , وإن الواقع الايماني يفرض علينا ذلك

ثانيا : بعض ما جاء من اخلاق في سورة يوسف
إن المؤمن من أمن الناس من لسانه ويده , فيكون أمينا على الانفس لا يقتل أمينا على الاموال لايسرق أمينا على الاعراض لايزني ولو اجبر على ذلك , وهذا ما طبقه يوسف , فتعرض لاشد البلاء ولكن معدنه الايماني كان أشد حصانة , وتضرع إلى الله وقال كما ورد في السورة (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنْ الْجَاهِلِينَ -33 )

ولكن المؤمن دائما محب الخير للعالم , فنحن مطالبون بتبلغ رسالة الله الي أهل الارض جميعا ونتمنى أن يؤمن جميع الناس حتى يعيشوا سعداء في الدنيا وفي نعيم الله في الاخرة, وكما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى , قالوا ومن يأبى يا رسول الله قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى , ونعود إلى يوسف الصديق , وهو بداخل السجن يسأله سجينان عن رؤيا لهما , لما بدى لهما من أخلاقه الكريمة وهكذا المؤمن , فلم يخبرهما اولا ولكن إستغل شغفهما لسماعه وبلغهم دعوة التوحيد حيث قال (قَالَ لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37
وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (38)
يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمْ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39)
مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (40

هذه الاخلاق هي التي جعلت المسلمين ينتشرون في العالم , باخلاقهم وعلمهم
وأنظروا إلى يوسف كيف فسر رؤيا الملك , بأنهم يزرعون الارض بجد واجتهاد سبع سنين وتخزين كميات تكفي لسبع سنوات قحط , وكيف بهذا التفسير أنقذ الارض من مجاعة محققة

ولذلك اكرمه الله تعالى : وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56
وَلأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (57