المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المضمضة بعد شرب اللبن وما يشترك معه في العله ...


أم عبد الرحمن السلفية
08-26-2008, 02:12 AM
http://salafyat.com/vb/images/extraPic/basmla.gif

عن ابن عباس
أَن النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبنا فدعا بماء فتمضمض ثم قال إِن له دسما [1]


ترجم الإمام أبو داود في سننه بـ " باب في الْوضوء من اللبنِ"

....................
"أورد أبو داود رحمه الله الوضوء من شرب اللبن، وليس المقصود بالوضوء هنا: الوضوء الشرعي، لأنه ما ذكر إلا المضمضة، ولم يذكر الوضوء الذي هو الوضوء الشرعي، فهنا يراد به الوضوء اللغوي؛ لأنه مأخوذ من الوضاءة وهي: النظافة والنزاهة، فهنا لا يراد به الوضوء الشرعي؛ لأنه قد جاء في نفس الحديث ما يبين أن المقصود من ذلك إنما هو النظافة، وهو تنظيف الفم فقط، والأصل أن الألفاظ إذا جاءت في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فإنها تحمل على المعاني الشرعية، ويمكن الحمل على المعنى اللغوي حيث لا يمكن الحمل على المعنى الشرعي كما هو هنا؛ لأن الوضوء هنا المقصود به النظافة؛ لأنه تمضمض فقط، والدسومة التي في فمه تمضمض من أجل ذهابها عنه حتى لا يبقى في فمه طعم ودسومة اللبن، فيدخل في الصلاة وهو كذلك. وقوله (الوضوء من شرب اللبن)، يعني: المقصود به الوضوء اللغوي، وليس الوضوء الشرعي"
[2].
.............................
أي أنه إذا شرب الإسان لبنا فإنه ينبغي له أن يتمضمض حتى يزول أثر الدسم من فمه وكذلك ما كان مثله من الأشياء التي يحتاج إلى إزالة هذه الدسومة
ومثل ذلك أيضا غسل يديه
بعد الأكل ليذهب أثر الدسم من يديه وقد أورد أبو عيسى رحمه الله حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما "أن النبي شرب لبنا فدعا بماء فتمضمض وقال إن له دسما"
"إن له دسما "هذا هو التعليل للمضمضة يعني ذلك لإزالة هذه الآثار وهو يفيد أن كل ما كان من هذا القبيل يتمضمض منه و كذلك أيضا تغسل الأيدي لإزالة تلك الدسومة لأن هذا فيه النظافة وفيه أيضا إزالة مثل هذه الروائح التي تكون مع الإنسان إذا لم يغسل يديه وكذلك أيضا من أجل السلامة من أنه لو نام أن يأتيه شيء من الخشاش من الدسومة التي في يديه حصل له ضرر في ذلك فشرع المضمضة وكذلك ما يلحق بها لإزالة الدسومة سواء كانت من الفم أو من اليدين [3]
.....................

وَقَدْ رَأَى بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ الْمَضْمَضَةَ مِنْ اللَّبَنِ وَهَذَا عِنْدَنَا عَلَى الِاسْتِحْبَابِ*
قال الشيخ عبد المحسن العباد :يعني أنه ليس بواجب

-وَلَمْ يَرَ بَعْضُهُمْ الْمَضْمَضَةَ مِنْ اللَّبَنِ**
يعني فيه قولان منهم من يرى المضمضة على سبيل الاستحباب

ومنهم من لا يرى المضمضة

ـ قال ويستنبط منه غسل اليدين للتنظيف قاله الحافظ وغيره وجهه؟
لما كانت المضمضة من أجل ذلك الدسم فالدسم الذ يكون في الأيدي ينبغي إزالته ويستحب إزالته وذلك بالغسل يعنيي بالقياس والسبب هو التعليل " إن له دسما "فدل هذا على ان الدسم سواء كان من اللبن او غيره من أكل الطعام أو تناوله باليد فإنه يحسن التمضمض لإزالة الدسومة
مسألة :هل يقاس الحليب على اللبن ؟ [4]

والحليب مثل اللبن الدسومة موجودة في هذا وفي هذا وقد يكون

أشد من اللبن لأن اللبن أخرج منه الدهن ولكن بقي له بقايا واما

الحليب فالدهن موجود فيه لم يخرج

اللبن يطلق على الحليب " شرب اللبن أو يرضع اللبن لكن اللبن

يطلق على المخيض الذي أخرج زبده ودهنه والحليب هو الذي

لم يخرج منه

ويطلق على الحليب أنه لبن مثل ما يقال رضع اللبن أي رضع

الحليب

قال الحافظ في الفتح :
وَالدَّلِيل عَلَى الْأَمْر فِيهِ لِلِاسْتِحْبَابِ مَا رَوَاهُ الشَّافِعِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس رَاوِي الْحَدِيث أَنَّهُ شَرِبَ لَبَنًا فَمَضْمَضَ ثُمَّ قَالَ " لَوْ لَمْ أَتَمَضْمَض مَا بَالَيْت "

يعني لو لم يتمضمض ليس هناك شيء يمنع من هذا فهذا

للاستحباب وليس للوجوب فلو كان للوجوب لا يقال فيه أن

يتركه ولا أبالي [5]

قال الحافظ في الفتح :
وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ بِإِسْنَادٍ حَسَن عَنْ أَنَس " أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرِبَ لَبَنًا فَلَمْ يَتَمَضْمَض وَلَمْ يَتَوَضَّأ ":

كونه لم يتمضمض دل أن التمضمض للاستحباب وليس

للوجوب


"الرخصة في عدم الوضوء من اللبن [6]


في كون الإنسان لا يتمضمض، والذي جاء في الحديث السابق من كون الإنسان يتمضمض بعد شرب اللبن ليس بلازم؛ فللإنسان أن يصلي دون أن يتمضمض ودون أن يتوضأ. ومن المعلوم أن الوضوء لابد فيه من المضمضة، وقد توجد المضمضة وحدها بدون الوضوء، وهذا هو الوضوء اللغوي، وكونه يتمضمض ليس بلازم، فيمكن للإنسان أن يشرب لبناً ويصلي دون أن يتمضمض ودون أن يتوضأ"
"وإذا وجدت المضمضة فلا شك أنها أحسن؛ لأنها تذهب الدسومة التي قد ينشغل الإنسان بها في صلاته، أو بطعمها في فمه، ولكنه إذا لم يفعل ذلك فإن ذلك سائغ؛ وقد فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا وهذا."
مسألة :

التمضمض من اللبن عام سواء أكان اللبن للإبل أو لغيرها ؟
أي نعم , ما في شيء يجعله خاصا بالابل


س/ من الأطعمة ما ليس له دسم لكن له رائحة فهل يقاس عليه يستحب المضمضة منه ؟

نعم بلا شك , إذا كان من أجل ان تزول الرائحة حتى لا يشمها


الناس
...................
السؤال: جزاكم الله خيرا سائل يقول ما هي أنواع المأكولات والمشروبات التي يجب على المسلم أن يتمضمض بعد أكلها أو شربها إذا كان على وضوء للصلاة ؟
الجواب
لا يجب على المسلم أن يتمضمض مما أكل مطلقاً سواء كان لحماً أم خبزاً أم غير ذلك لكن إذا أكل شيئاً فيه دسم فإن الأفضل أن يتمضمض تطهيراً لفمه من هذا الدسم الذي علق به سواء كان على وضوء أو كان على غير وضوء سواء أراد الصلاة أم لم يرد فالمأكولات نوعان نوع خالي من الدسم ونوع فيه دسم فالذي فيه دسم ينبغي أن يتمضمض منه ولا يجب والذي ليس فيه دسم ينظر إلى كان مما يتلوث به الفم فإنه يتمضمض منه وإن كان لا يتلوث به فإنه لا يتمضمض.[7]
مسألة :
هل يستحب الوضوء لغير اللبن من المشروبات والمأكولات؟
الجواب:
ليس في ذلك وضوء، ولكن إذا كان هناك طعم في الفم فيتمضمض حتى يذهب ذلك الطعم، هذا شيء طييب وإنما المضمضة فقط؛ وأما الوضوء الشرعي فلا،
لأنه إذا كان الفم فيه طعم فقد يشغل الإنسان في صلاته، فالأولى أن يتمضمض، وإن لم يتمضمض فلا بأس، مثلما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم في اللبن مرة تمضمض ومرة لم يتمضمض، يعني: تمضمض في بعض الأحيان، ولم يتمضمض في بعض الأحيان.[8]

وقال الشيخ مشهور أن المضمضة بعد شرب اللبن وما يلحق به سنة أنظر شرحه على صحيح مسلم

ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
[1] صحيح سنن أبي داود برقم 196
[2] شرح سنن أبي داود للشيخ عبد المحسن العباد 22
[3] شرح سنن الترمذي كتاب الطهارة 21للشيخ العباد حفظه الله تعالى
*,** من كلام الإمام الترمذي
[4][5] شرح سنن الترمذي " السابق "
[6] شرح سنن أبي داود " السابق"
[7] فتاوى نور على الدرب للشيخ العثيمين رحمه الله تعالى
[8] شرح سنن أبي داود " السابق "