مسجد حيّنا

[البتار]

مسجد حيّنا

بسم الله الرحمن الرحيم

الطغاة في بلداننا سلبوا الشعوب المسلمة كل الخيرات والنعم التي رزقها الله إياهم،
وراحوا يفرضون عليهم حصاراً واسعاً لكي يظلوا في دوامة الجهل والخوف
لا يملكون لأنفسهم الخلاص ولا لغيرهم، ومارسوا عليهم حملة من التشويه والتمييع لمعالم دينهم
وجففوا منابع الوعي والتفقه في هذا الدين بالذات، ونظراً لمكانة المساجد الرائدة في هذا المجال،
سارع الطغاة إلى السيطرة عليها وجعلها منابر وأبواق لنصرتهم وتأييدهم وصبغ الشرعية
على سياستهم وقوانينهم، وفي الوقت ذاته وسيلة لتشويه كل مؤمن مخلص
يسعى إلى إحياء هذه الأمة من جديد.

(1)

مسجد حينا أقامه النظام

ينفق عليه ويحرسه باهتمام

تقام فيه الصلوات بانتظام

وما بين صلاة وصلاة

تقفل كل الأبواب بمنتهى الإحكام

وإذا فاتتك صلاة الجماعة مع الإمام

فعد إلى بيتك في سلام

--

(2)

وفي المسجد يا إخوان

يوجد إمام واحد ما له ثان

يؤم الناس ويفسر القرآن

وفي كل خطبة يمدح السلطان

ويذكر إحسانه وإنجازاته بامتنان

ويؤيد النظام في كل أمر وشان

وكأنه فرض من الدين أو أحد من الأركان

--

(3)

لا حديث عن الفساد والربا والقيان

ولا عن استغلال عبيد الصلبان للبلدان

بل حديث عن احترام العهد والأمان

ويعتبر مجرد سبابهم من أكبر البهتان

بل هي جريمة لابد أن يعاقب عليها ويُدان

وبعدها يوضع " المجرم" وراء القضبان

بتهمة "الإرهاب" وتهديد الأمان

--

(4)

أهكذا يصبح المجرم راعياً

ويمسي الآمر بالقسط إرهابياً ؟؟

أهكذا يصير المحتل للبلاد حامياً

والمدافع عن دينه وعرضه منفياً ؟؟

منذ متى صار سب الدين حدثاً عرضياً

وسب النظام أو السلطان ذنباً مقضياً ؟؟

منذ متى صار الشريف بين أهله منسياً

وارتقى العبد منصباً وكرسياً ؟؟


--
(5)

لا ..لا ..لن تهنأوا..لن تنعموا

أيامكم قصيرة وسوف تنتهوا

جنود الله لحربكم لن يسأموا

ولقلاعكم سوف يهدموا

كتاب الله سوف ينشروا

وبيوت الله سوف يحرروا