المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متن درة البيان في أصول الإيمان_للدكتور محمد يسري


أبو عمر الأزهري
08-05-2008, 03:14 PM
الباب الأول : مبادئ ومقدمات
الفصل الأول : مبادئ علم الإيمان ومقدماته

http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/76.gif


أول الواجبات ، وأعظم المهمات : توحيد رب الأرض والسماوات ، والتوحيد شرط صحة العبادات ، والسبب لقبول الطاعات ، وهو أصل دعوة النبيين والمرسلين ، وغاية خلق الإنس والجن أجمعين .

http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/35.gif
أسماؤه : أسماء هذا العلم _لشرفه_ كثيرة ، وألقابه _لجلالته_ شهيرة .
(فالإيمان) و (السنة) و (التوحيد) و (العقيدة) و (أصول الدين) و (الشريعة) ، وأولها إطلاقاً وتصنيفاً (الفقه الأكبر) ، وكلٌّ أسماءٌ شرعيةٌ حميدةٌ .
و (علم الكلام) و (الفلسفة) أسماء بدعيةٌ ذميمةٌ .
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/35.gif
حَدُّه : هو العلم بالأحكام الشرعية الإيمانية المستمَدُّ من الأدلةِ المرضِيَّةِ ، ورد الشبهات وقوادح الأدلة الخلافية .
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/35.gif
نسبته : علم التوحيد أصلٌ ، وما سواه فرعٌ ، قائمٌ بنفسه ، ولا يغني عنه غيرُه .
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/35.gif
حكمه : منه فرض عين ، ومنه فرض كفاية .
فأما فرض العين : فمعرفة ماتصح به العقيدة بالأدلة الإجمالية ، وهو ماتُسألُ عنه جميعُ البرية .
وأما فرض الكفاية : فما زاد على ذلك من التفصيل ، والتدليل والتعليل ، والقدرة على إلزام المعاندين ، وإفحام المخالفين .
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/35.gif
فضله : وكما أنَّ الإيمانَ أفضلُ الأعمالِ ؛ فإنَّ علمَه أفضلُ العلومِ ؛ مُتعَلَّقاً وموضوعاً ، ومعلوماً واستمداداً .
فأمَّا مُتعَلَّقُّه : فبالله الحيِّ القيومِ المتعال ، المتفرد بصفاتِ الجلال ، ونعوت الجمال والكمال .
وموضوعه : ربُّ العالمين ، وصفوة خلق الله أجمعين ، من حيث ما يجب وما يجوز ويمتنع ، ورسالاتُهم من حيث ما يجب اعتقاده على المكلفين .
ومعلومُه : الأحكام المتعلقة بالمسائل الاعتقادية .
واستمدادُه : من الفطرةِ السَّوِيَّةِ ، وصحيح المنقول ، والإجماع المقبول ، وصريح المعقول .
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/35.gif
غايته : بالنسبة للمكلَّفين :
تصحيح العقيدة ، وإفراد الله وحدَه بالعبادة ، والترقي من الإيمان المُجمَل إلى المُفصَّل ، ومن حال التقليدِ إلى حال اليقينِ والإذعانِ ، والتصديقُ عن حجةٍ وبرهانٍ ، وانشراح الصدرِ واستقرارُ الفكرِ ، والتحققُ بأعمال القلبِ ، وتحركُ الجوارحِ بما يُرضي الربَّ ، والنجاةُ في الدنيا من البدع والشبهاتِ ، والنجاةُ في الآخرةِ من الخلودِ في النارِ ، ودخول الجناتِ .
وبالنسبة لمجتمعات المسلمين :
فالحياةُ الطيبةُ ، والبركاتُ المُتتابعةُ ، وازدهارُ الحضاراتِ ، وأمنُ المجتمعاتِ ، واستخلافُ المؤمنين ، والتمكينُ لهذا الدينِ .
وبالنسبة للعلمِ نفسِه وعلوم الإسلام :
فحفظُ العلمِ بحفظِ قواعدِهِ ، وإدراكُ أصولِهِ ومسائلِهِ ، وتحصيلُ القدرةِ على إرشادِ المُسترشدين ، وتعليمُ الراغبين ، ونفيُ تحريفِ الغالين ، وانتحالِ المُبطلين ، وتأويلِ الجاهلين ، وإقامةِ الحجةِ على المخالفين ، وفي ذلك إقامةُ الدين .
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/35.gif
واضِعُهُ : الأئمةُ الفحولُ الثقاتُ العُدولُ ؛ كالأئمةِ الأربعةِ المتبوعين ، ومَنْ حَذا حَذْوَهم مِنْ أعيانِ السلفِ الصالحين .
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/76.gif

يُـــتـــبـَـــعُ إن شــاء الله تعالى

أبو عمر الأزهري
08-12-2008, 05:05 PM
الفصل الثاني : فضل الإسلام وأهله
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/76.gif
· الدين الحق هو الإسلام ، قال تعالى : [إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلَامُ]{آل عمران:19}، وهو الاستسلام بالتوحيد الخالص لله ، والاتباع الكامل لرسوله (صلى الله عليه وسلم) ، والبراءة من الشرك وأهله .

والإسلام العام هو دين الأنبياء والمرسلين ، قال تعالى عن نوح (عليه السلام) : [وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ المُسْلِمِينَ]{يونس:72}، وقال الله تعالى لإبراهيم (عليه السلام) : [أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ العَالَمِينَ]{البقرة:131}، وقال إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام) : [رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ]{البقرة:128} ، وبالإسلام أوصَى إبراهيمُ ويعقوبُ (عليهما السلام) قائلَين : [فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ] {البقرة:132} ، وموسى (عليه السلام) يقول : [يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ] {يونس:84} ، وقال الحواريون لعيسى (عليه السلام) : [آَمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ] {آل عمران:52} .
والرسالة الخاتمة المرْضِية هي الإسلام ، قال تعالى : [اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا]{المائدة:3} .
ولا يَسَعُ أحداً أن يتدين بغير الإسلام الذي أنزله الله على خاتم الأنبياء ، قال تعالى : [وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآَخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ]{آل عمران:85} .
وفي الصحيح : [والذي نفسُ محمدٍ بيده لايسمع بي أحدٌ من هذه الأمة يهوديٌّ ولا نصرانيٌّ ثم يموتُ ولم يؤمنْ بالذي أُرْسِلتُ به إلا كان من أصحاب النار] .
إذ الإسلام دين الفطرة ، قال تعالى : [فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ]{الرُّوم:30} .
وهو دين الهُدَى والرحمة ، قال تعالى : [وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ]{النحل:89} .
وهو دين اليُسْر ونفي الحرج ، قال تعالى : [وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ]{الحج:78} .
وهو دين التحرر من كل عبودية لغير الله ، قال تعالى : [قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ]{آل عمران:64} .
وهو دين العلم والعقل ، قال تعالى : [يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ] {المجادلة:11} ، وقال تعالى : [كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ]{ص:29} .
والمسلمون هم خير أمة أخرجت للناس ، قال تعالى : [كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ المُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الفَاسِقُونَ] {آل عمران:110} .
وهم الأمة الوسط ، والشهداء العدول على جميع الأمم ، قال تعالى : [وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا] {البقرة:143} . http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/76.gif
يُـــتـــبـَـــعُ إن شــاء الله تعالى

أبو عمر الأزهري
08-13-2008, 01:24 AM
الفصل الثالث : أهل السُّنَّة والجماعة وخصائصهم
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/76.gif

· وخير المسلمين : "أهل السنة والجماعة" ، وهم الصحابة (رضي الله عنهم) ومن تبعهم بإحسان في كل زمان ومكان .

وهم السَّلف الصالح ، وأهل الاتباع والأثر ، وأهل الحديث والخبر ، وهم الفرقة الناجية ، والطائفة المنصورة ، أسماؤهم كريمة ، ونسبتهم شريفة .
وكل من رَضِيَ بالله رَبّاً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد (صلى الله عليه وسلم) نبياً ورسولاً ، مبتزماً بالإسلام جملةً ، مُحَكِّماً شريعتَهُ استسلاماً وانقياداً ، وبرئَ من كل مذهبٍ بِدْعِيٍّ _ فهو من أهل السنة والجماعة .
وهذا يشمل جمهورَ الأمة الذين لم يخالفوا السنة في أمر كُلِّيٍّ ، ولم ينضَوُوا تحت راية بدعية ، ولم يُكَثِّروا سَوادَ فِرقةٍ غير مَرْضِيَّةٍ .
وهم وَسَطٌ بين فِرَقِ الأمة جميعاً .
لايختص بهم مكانٌ ، ولا يخلو عنهم زمانٌ .
لايخرجون في عقيدتهم عمَّا كان عليه النبي (صلى الله عليه وسلم) والصحابة (رضي الله عنهم) .
أهل العناية بالقرآن ، وأهل الرعاية لسنة خير الأنام (صلى الله عليه وسلم) .
وهم أهل الاجتماع على الاتباع ، النابذون للفُرقةِ والابتداع .
يُوالون بالحق ، ويُعادون بالحق ، وبه يَحكمون .
لاتنفكُّ سِيَرُهم حسنةً ، كما أنَّ عقيدتَهم قويمةٌ ، وشريعتَهم مستقيمةٌ .
أخلاقهم ربانية ، ومسالكهم وَسَطِيَّة ، وتربيتهم إيمانية .
لايُخالِفون في التربية والسلوك هدي المعصوم (صلى الله عليه وسلم) ؛ فبأدبه يتأدبون ، وعلى أثره يعملون ، وعن سُنته لايحيدون .
يُعَلِّمون ويُرَبُّون ، ويَأمُرون ويَنْهَوْن ، وإلى الله تعالى يَدْعُون ، وعليه يَدُلون ، وفي سبيله يُجاهِدون .
لاتزال طائفتُهم مجاهِدةً بالحُجَّة والبيان ، وباليدِ والسِّنان ، ظاهرةً منصورةً ، لايضرها من خذلها أو خالفها حتى تقوم السَّاعة .
أعيانهم قدوة السائرين ، وأئمتهم منار الحائرين ، وحُجَّة الله على الخلق أجمعين .
وهم في الفضل متفاوتون ، وعلى كثرَةِ فضائلهم فليس بينهم معصومٌ إلا النبي المعصوم (صلى الله عليه وسلم) .
بميزان الشريعة يحكمون ، وبإقامة الدين يتواصَوْن ، فيَنْهَوْنَ عن ترَرَخُّصٍ جافٍ وتنطُّعٍ غالٍ ، وتهوّرٍ واندفاعٍ أو عجزٍ وانقطاعٍ .
َسألون الله العافية ، ولا يتعرضون للبلاء ، فإذا نزل بهم قدرُ الله كانوا هُمُ الرجالَ ، يَثبُتون ويُثبِّتون .
يَعتزلون المعاصي ، ولا يُخالِطون الناسَ إلا في خيرٍ .
سريرتهم نقية ، ولا يقولون بالتقِيَّة ، يُدارون الناس ولا يُداهِنونهم .
يَصِلون مَنْ قطعَهم ، ويُعْطون مَنْ مَنعَهم ، ويَعْفون عمَّنْ ظلمَهم .
يأخذون العفوَ ، ويَأمرون بالعُرفِ ، ويُعرضون عن الجاهلين .
يَصبرون ويَحلُمون ، وعلى ربهم يتوكلون .
بمحبة الله تعالى يَشتهرون ، ومِن خشيَةِ الله يُشفِقون ، وبقِلَّةِ الضحِكِ والفرَحِ بالدنيا يُمَيَّزون .
يَحرصون على الصلاة مع الجماعة ، ويُواظبون على البرِّ والطاعة .
بقيام الليل يتشرفون ، وبوجل القلوب ودمع العيون وكثرةِ الصيام والذكر يُعْرَفون ، إذا رُؤوا ذكِرَ اللهُ .
يَكُفُّون ألسِنتهم : صمتهم طويلٌ ، ونطقهم قليلٌ ، والحكمة تجري في كلماتهم .
يُفتشون سرائرَهم ، ويحفظون جوارحَهم ، ويُلهَمون السَّدادَ في أعمالِهم .
يَبذلون الصَّدَقةَ بسَخاءٍ ، ويَجودون بكل عَطاءٍ .
يَشكرون في السَّرَّاءِ ، ويَتصَبَّرون في الضرَّاءِ ، ويَتضرَّعون عندَ نزول البلاءِ .
يُغلِبون الرَّجاءَ في الشدَّةِ ، ويَغلِبهم الخوفُ في الرَّخاءِ .
يُكثِرون التوبة والاستغفار ، ويتهيئون للعرْض على العزيز الغفار .
بالإخلاص يَعملون ، ومِن الرِّياءِ يَفرَقون ويُحَذرون ، وقلوبَهم كلَّ ساعةٍ يَتفقدون .
وبالجُمْلةِ فإنَّ الخيرَ فيهم غالِبٌ ، كما أنَّ الشرَّ في مُخالِفيهم غالِبٌ . http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/76.gif
يُـــتـــبـَـــعُ إن شــاء الله تعالى

أبو مصعب السلفي
08-13-2008, 01:46 AM
واصل ياوصلك الله, حفظك الله وحفظ الشيخ.

أبو عمر الأزهري
08-13-2008, 03:35 AM
اللهم آمين
جزاك الله خيرا أبا مصعب .

أمّ ليـنة
08-13-2008, 06:12 AM
جزاكم الله خيرا ..

أبو عمر الأزهري
08-13-2008, 09:09 AM
وخيرا جزاكم الله وبارك لكم .

أبو عمر الأزهري
08-13-2008, 10:23 AM
الفصل الرابع : منهج التلقي والاعتصام بالكتاب والسُّنَّةِ
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/76.gif
· وأهل السُّنَّةِ يتلقَّوْنَ عقيدتَهم عن صَحائِحِ المنقول ، والإجماعِ المتلقَّى بالقبولِ ، وصرائحِ المعقولِ ، والفطرةِ القويمةِ .

ويعتقدون أنَّ الحُجَّةَ القاطعة والمرجعَ الأعلى كتابُ الله تعالى والسُّنَّةُ النبويةُ الصحيحةُ ، ولو كانت آحاداً .
ولا يُقدِّمون على كلام الله تعالى وكلام رسوله (صلى الله عليه وسلم) كلامَ أحدٍ كائناً من كان .
ويعتقدون السُّنَّةَ حُجَّةً بنفسها في مسائل العقيدة والأحكام .
ويتلقوْن نصوصَ الكتابِ والسُّنَّةِ بالتعظيم والاستسلام .
ويعتقدون اشتمالها على جميع مسائل الدين ولاسيما الإيمان .
ويأخذونها مأخذ التعويل عليها والاعتماد .
ويعتنون بجمع النصوص في كل باب .
ويفهمونها بفهم النبي (صلى الله عليه وسلم) والصحابة الثقات ، والأئمة الأثبات .
يُفسرون الكتابَ والسُّنَّةَ بهما ، ثم بأقوال الصحابة ومن سار على مِنهاجهم ، فإن لم يتيسرْ فبما صَحَّ من لغة العرب ولهجاتهم .
ويَفهمونها على ظاهرها المقبول ، ويَدرءون باطل التأويل .
ويدفعون ماظاهره التعارض بين صحيح النقل وصريح العقل .
ويعتقدون أن النصوص لاتأتي بمحالات القبول ، وقد تأتي بما تحار فيه العقول .
فإن وقع ماظاهره التعارض فمَرَدُّه إلى الوهم في صحة العقل ، أو الثبوت والدلالة في النقل .
ويكفون عما سكت عنه الله ورسوله ، وأمسك عنه الصحابة ومن تبعهم بإحسان .
فهم مجمعون على توحيد مصدر التلقي وتجريده عن كل شَوْبٍ كلامِيٍّ مردود أو فلسفي مذموم ، أو مَسْلكِيٍّ مُبْتدَعٍ .
ويعتمدون ألفاظ ومصطلحات الكتابِ والسُّنَّةِ عند تقرير مسائل الاعتقاد وأصول الدينِ ، ويُعَبِّرون بها عن المعاني الشرعيةِ ، وفقَ لغةِ القرآنِ ، وبيان الرسول (صلى الله عليه وسلم) .
ولاعصمة لأحدٍ بعد النبيِّ (صلى الله عليه وسلم) إلا لإجماع الأمة إذا انعقدَ ، وليس لآحادها عصمة .
ويعتقدون أنَّ الإجماعَ في الأحكامِ حُجَّةٌ قاطِعةٌ ، وأن الخِلافَ السائغَ موطنٌ للسَّعَةِ .
وما اختُلِفَ فيهِ وجَبَ ردُّهُ إلى الكتابِ والسنةِ ، مع الاعتذار عن المخطئ من الأئمةِ ، فلا يُعصَمون ولا يُؤَثَّمون .
وكلُّ ما لم يردْ بشأنِهِ دليلٌ من نقلٍ صحيحٍ صريحٍ ، أو إجماعٍ مُنعقِدٍ ، فهو من مسائل الاجتهادِ ، فلا يُثَرَّبُ على المُجْتَهِدِ فيها وإن أخطأ ، إذا كان الحق قصْدَهُ واجتهدَ في طلبه .
ولا يَعُدُّون من مسائل الاجتهاد ماوردَ فيهِ خلافٌ شاذ ، أو جرى مجرى الزَّلَةِ والهفوةِ من أقوال العلماءِ ، فلا يُتابعون عليها ، ولا يُشَنَّعُ عليهم بسببها .
ويَعتنون بالتفريق بين مسائل الاجتهادِ التي يُسَوَّغُ فيها الخلافُ ، ولا يَضيقُ فيها على المُخالِفِ ، وبين المسائلِ التي لايُسَوَّغُ فيها خلافٌ .
ولا تعارضَ لديهم بين تركِ الإنكارِ والتضييقِ على المُخالِفِ في المسائلِ الاجتهاديةِ ، وبين التحقيق ِ العلميِّ لها وبيانِ ضعفِ دليلِ المُخالِفِ ، والتحذيرِ من مذهبهِ .
والفِراسةُ الصَّادِقةُ حقٌّ .
والرؤيا الصالحةُ حقٌّ .
وكل ذلك ليسَ مِن مصادرِ التلقي أو التشريعِ .
والكرامةُ لأولياءِ اللهِ حقٌّ .
وأفضل الكرامةِ الدَّوامُ على الطاعةِ والاستقامةِ .
وخرْقُ العادةِ لايدلُّ بمجرَّدِهِ على الولايةِ .
وكلُّ مؤمنٍ وليٌّ للرحمن بقدرِ مافيه من تقوى وإيمان .
ولا عصمةَ للمكاشفاتِ والمخاطباتِ _إنِ ادُّعِيَتْ_ ونحوها من الأحوال .
ونقلُ مصدَرِيَّة التشريعِ من الوحيِ إلى الهوَى منْ أخطر مناههجِ البدَعِ والإلحادِ .
وتمامُ الفقهِ في الدينِ يكونُ بالعلمِ والعملِ معاً ، وبهما وبالصبرِ واليقينِ تُنالُ الإمامةُ في الدينِ .
والالتزامُ بمنهجِ أهلِ السُّنَّةِ بالجملةِ وعند تقرير مسائل الإيمان خاصةً ؛ يُثمِرُ صِدْقَ الانتسابِ إلى السلفِ ، ويُوَحِّدُ الصَّفَّ ، ويجمعُ الكلمةَ ، ويُكثِرُ الصوابَ ، ويُقلل الخطأَ ، ويُحقق التمكين ، ويُحصلُ النجاةَ والفلاحَ في الدنيا والآخرة .
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/76.gif
تمام الباب الأول ، والحمد لله رب العالمين .

أبو عمر الأزهري
08-13-2008, 09:40 PM
الباب الثاني : حقيقة الإيمان وأركانه
الفصل الأول : حقيقة الإيمان بالله تعالى
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/76.gif
· الإيمانُ باللهِ تعالى وملائكتِهِ وكتبهِ ورسلهِ واليوم الآخر والقدر خيره وشره ؛ عقيدةُ المسلمين المتبعين لسنة خاتم النبيين وإمام المرسلين ، اتفقت عليهِ كلماتهم ، واجتمعت عليه أئمتهم ، وتلقاه خلفُهم عن سلفِهم .

والإيمانُ باللهِ والنطقُ بالشهادتيْنِ أولُ واجب على المُكَلَّفين .
والمؤمنون أهلُ ولايةِ اللهِ ، يحبهم ويحبونه ، ويُدافع عنهم فينصرهم وينصرونه ، لهم الأمنُ في الدنيا والآخرة وهم مهتدون .
والحُجةُ في معرفةِ الإيمانِ ونقيضهِ هو بيان اللهِ ورسولهِ (صلى الله عليه وسلم) .
والإيمانُ الشرعي : اسمٌ لمعنًى ذي شعَبٍ وأجزاءٍ ، له أدنى وأعلى ، فأعلاها : قول لاإله إلا الله ، وأدناها : إماطة الأذى عن الطريق ، والاسم يتعلق ببعضها كما يتعلق بجميعها .
والإيمان اعتقادٌ وقولٌ وعملٌ ، ومنه باطنٌ ومنه ظاهرٌ :
فالباطنُ : مااستقر في القلب وهو أصلُ الإيمانِ .
والظاهرُ : مابدا على اللسانِ وجوارحِ الإنسانِ .
·والإيمان الباطنُ على ضربَيْنِ : قولٌ وعملٌ :

فالأول : قول القلب : وهو علمٌ وتصديقٌ ويقينٌ واعتقادٌ .
والثاني : عمل القلبِ : وهو الإخلاص لله والتعظيمُ ، والقبولُ والتسليم ، والإذعان له والولاء ، والخوفُ منه والرجاءٌ ، والمحبة والحياءٌ ، والإجلال والتقى ، والإخبات والرضا ، والتفكُّرُ والصبرُ ، والصِّدقُ والشكرُ ، والخضوعُ والخشيةُ ، والتألُّهُ والإنابةُ ، والتوكلُ والاستعانة ، ونحو ذلك .
وأعمال القلوب أصلُ كلِّ خيرٍ ، وعنها يصدُرُ كلُّ بِرٍّ ، وهي على العبدِ ألزَمُ وأوْجَبُ ، وفي الآخرةِ أنفعُ وأثوَبُ .
وإذا زالَ قولُ القلبِ أو عمله بالكُلِّيَّةِ ؛ فأهلُ السنةِ مُجمِعون على زوالِ الإيمانِ بالكلية .
وما في القلوب من الإيمانِ هو الأصلُ لعملِ جوارحِ الإنسانِ .
والإيمان الظاهرُ على قسمين : قولٌ وعملٌ : فالأول : قولُ اللسانِ :
وهو الإقرارُ بشهادةِ (أن لاإله إلا الله،وأنَّ محمداً رسولُ الله) وما يؤدي مُؤدَّاهما .
· ومعناها : التزامُ العُبودِيةِ للهِ دون سواهُ ، والتزام الطاعةِ لرسول الله واتباع هداه ، تصديقاً لخبرهِ وانقياداً لشرعهِ .

فمن أقرَّ بلسانهِ وكَذَّبَ بجَنَانِهِ كانَ مسلماً في الظاهر منافقاً في الباطنِ .
ومِنْ قولِ اللسانِ : الدعاء والذكر ، والحمد والشك ، والاستعاذة والاستغاثة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وتلاوة القرآن وتدريس العلم ، ونحو ذلك .
الثاني : عمل الجوارح : بالصلاة والزكاة والصيام ، والحج والجهاد وصلة الأرحام ، وبر الوالدين والدعوة ، والتحكم والقضاء والحِسبة ، ونحو ذلك .
وكما لا ينفع ظاهرٌ لا باطنَ له ، وإن حُقِنتْ به الدماءُ ، وعُصِمَتْ به الأموالُ ؛ فلا يُجزئُ باطنٌ لا ظاهرَ لهُ ؛ إلا إذا تعذَّرَ بعجزٍ أو إكراهٍ ، وخوفِ هلاكٍ ؛ فتخَلُّفُ العملِ ظاهراً مع عدمِ المانعِ دليلٌ على فسادِ الباطنِ وخُلُوِّهِ منَ الإيمانِ .
وإذا وُجِدَ المُقتَضَى وعُدِمَ المانعُ ؛ فقد وُجِدَ الشيءُ ولا بُدَّ .
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/76.gif
يُـــتـــبـَـــعُ إن شــاء الله تعالى

أم الزبير محمد الحسين
08-14-2008, 03:01 AM
بارك الله فيكم
وجزاكم الله خيرا

أبو عمر الأزهري
08-14-2008, 11:50 AM
وخيرا جزاكم الله وبارك لكم وبكم .

عبد الملك بن عطية
08-15-2008, 12:48 AM
جزاكم الله خيرا يا حبيب
وقد قرأتُ مقدمة المؤلف ، ولو نقلتها فحسن
كم سعر التصوير الضوئي ؟:)

أبومالك
08-15-2008, 07:03 PM
جزاكم الله خيراً وجعل هذا النقل فى موازين حسناتكم

أبو عمر الأزهري
12-07-2008, 04:43 PM
جزاكم الله خيرا يا حبيب

وخيراً جزاكَ اللهُ ياغالي .

وقد قرأتُ مقدمة المؤلف ، ولو نقلتها فحسن

تجدها في الكتاب ياحبيب إن شاء الله .

كم سعر التصوير الضوئي ؟:)

وما شأن معاليك؟ :)

أبو عمر الأزهري
12-07-2008, 04:45 PM
جزاكم الله خيراً وجعل هذا النقل فى موازين حسناتكم

وجزاكَ اللهُ بالمثل ياغالي وأحسنَ إليكَ ورفعَ في الدارَيْن قدرَكَ .